وحي الشيطان

وحي الشيطان

وحي الشيطان

ينقل الميرزا غلام أحمد قول الشيخ عبد القادر الجيلاني التالي: "ذات مرة نزل عليّ وحي شيطاني، فقال لي الشيطان: يا عبد القادر، قُبِلتْ جميع عباداتك وقد حلّلتُ لك ما حرّمتُ على غيرك، وأعفيتُك من الصلاة أيضا، فافعلْ ما تشاء. فقلت له: اخسأ أيها الشيطان! كيف حلّلت لي ما لم يكن حلالا للنبي صلى الله عليه وسلم، فغاب الشيطان من أمام أنظاري مع عرشه الذهبي".

ويعلق الميرزا على ذلك بقوله:

فإذا كان الوحي الشيطاني قد نزل على العارف بالله والولي الفريد- مثل الشيخ عبد القادر- فكيف يمكن إذًا أن ينجو منه عامة الناس الذين لم تكتمل بعد مسيرة سلوكهم؟ وأنّى لمثل هؤلاء الناس تلك العيون النورانية حتى يتعرفوا على الوحي الشيطاني كما تعرّف عليه الشيخ عبد القادر والسيد المسيح عليه السلام؟ يجدر بالذكر هنا أن الكهنة - الذين كانوا موجودين بكثرة في الجزيرة العربية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم - كانوا يتلقون الوحي الشيطاني بكثرة، فكانوا في بعض الأحيان يتنبأون بناء على مثل هذه الإلهامات، والعجيب في الأمر أن بعض نبوءاتهم كانت تتحقق أيضا، وكتبُ التاريخ الإسلامي مليئة بمثل هذه القصص. فمن أنكر الوحي الشيطاني فقد أنكر تعاليم الأنبياء برمتها، وأنكر سلسلة النبوة كلها. (ضرورة الإمام)

أقول: معنى كلامه أنّ وحي الأحمديين، على فرض وجوده، من الشيطان. ووحي غلام أحمد، على فرض نزوله عليه، فهو من الشيطان. ونبوءات الميرزا، على فرض تحقق بعضها، فهي من الشيطان. لأننا نظرنا فلم نجدْ مبررا لأن نفرض غير ذلك، مستدلين بأدلة عديدة، منها قول الميرزا أعلاه.

ما الذي يجعلنا ننفي أن يكون الشيطان هو مصدر إلهامات الميرزا؟

هل قوله إنه كتب 300 دليل على صدق الإسلام في البراهين وهو لم يكتب دليلين؟

هل حُلْمُه أنه رأى امرأة متزوجة بلباس أحمر تعانقه؟

هل عدمُ سعيه لمعرفة إمام زمانه، لا في طفولته ولا في شبابه؟

هل تطليقه زوجتَه لمجرد مشاركتها في عرس إحدى القريبات؟

هل براءته من ابنه لقيامه بواجب مشاركة الأقارب في أفراحهم؟

يتابع الميرزا ذاكرا صفات الوحي الحق الخالص من الله تعالى، فيقول إنه يجب أن يتحلى بالعلامات الـ 10 التالية:

1- في حالة الوحيِ الحقِّ يذوب القلب من نار الحرقة وينساب على العتبة الإلهية كالماء الصافي، وإليه أشار الحديث: قد نزل القرآن في حالة الحزن، فاقرءوه في حالة من الحزن.

التعليق: ومن يعرف حالة قلب غيره حتى يحكم أنه ذاب؟ فهذه العلامة لا يعرفها غير صاحبها. ولكن أين نار الحرقة في تلقي وحي:

I LOVE YOU

أو وحي: assistant surgeon

أو وحي: : هو ميسور الحال

أو وحي: غَثَمَ غَثَمَ غَثَمَ له: دفَع إليه مِن ماله دفعة.

2- الوحي الحق يكون مصحوبا بلذة وسرور، ويهب صاحبه اليقين، ويَدخل في القلب كالوتد الحديدي، وتكون عباراتُه فصيحة ومنـزهة من الخطأ.

التعليق: الميرزا نفسه ذكر أنه تلقى وحيا لا يفهم معناه، أو لم يسمعه جيدا، مثل قوله: أُوحيتْ إليّ في هذا الأسبوع كلماتٌ باللغة الإنجليزية وغيرِها... وهي: "پريشن، عمر، براطوس أو پلاطوس.". لعلّها "براطوس أو پلاطوس"، إذ لم تتّضح لي لسرعة الوحي. (التذكرة)

أما الأخطاء اللغوية في وحي الميرزا فحدّث ولا حرج، فالوحي العربي والإنجليزي متأثر بالأردية، وقد تحدثنا طويلا وكتبنا مقالات عن الأخطاء فيه.

3- يتميز الوحي الحقُّ بشوكة وقوة ورفعة، ويصيب القلب بصدمة قوية. إنه ينـزل على القلب بقوة وبصوت مهيب. أما وحي الكاذبين فيكون بصوت خافت مثل صوت اللصوص والمخنثين والنسوان، لأن الشيطان سارق ومخنث وأنثى.

التعليق: هذا إساءة للمرأة جدا. ثم أين القوة والصوت المهيب في وحي سريع لم يعرف معناه ولا بأي لغة؟

4- الوحي الصادق يصحبه تأثير قدرات الله تعالى وقواه، ولا بد أن يحتوي على أنباء إلهية، ثم لا بد لهذه الأنباء أن تتحقق.

التعليق: أين تحقق وحي: زوجناكها؟ ووحي: أطال الله بقاءك؟ ووحي: لا نبقي لك من المخزيات ذكرا؟ ووحي زلزلة الساعة؟ ووحي موت آتهم وعذاب ليكهرام الذي قُتل قتلا؟

5- الوحي الحق يزيد صاحبه صلاحًا وبرًّا يومًا بعد يومٍ، ويطهره من الكدر الباطني والقاذورات الداخلية، ويسمو بأحواله الأخلاقية.

التعليق: لكن وحي الميرزا جعله يحلم بمحمدي بيغم بلباس أحمر تعانقه؟ وجعله يشتم الناس عن آخرهم، ويرى أنّ من انتقده لا بد أن يهان في الدنيا، وقضى حياته في البحث عما يمكن أن يُسمّى إهانة لمن انتقدوه.

6- الوحي الحق تشهد عليه كل القوى الداخلية لصاحبه، فتحظى كل قوة من قواه بنور جديد ويشعر صاحبه بتغيير طيب؛ فيموت من حياته الأولى وتبدأ حياته الجديدة. ويكون سببًا للشفقة على البشرية عامة.

التعليق: اين الشفقة في تمني الوباء المتبر للناس؟ وفي الدعاء لإبطال عمل مصل الطاعون؟ وفي تمني الزلزلة؟ أين الشفقة في ملاحقة امرأة متزوجة بدل أن يتركها تعيش بسلام مع زوجها وأطفالها؟ أين الشفقة في اللعنات المصبوبة على من خالفوه، وفي شتائمه التي لا تنتهي؟

7- الوحي الحق لا ينتهي بصوت واحد، بل إن الصوت الإلهي يستمر. إنه تعالى حليم، ومن توجه إليه -  - شرفه بمكالمته، وردّ على أسئلته، وبإمكان صاحب الوحي أن ينال أجوبة على أسئلته في مكان واحد ووقت واحد، وقد تطرأ على هذه المكالمة أحيانا فترة انقطاع أيضا.

التعليق: أين أسئلة الميرزا التي وجهها إلى الله تعالى؟ وأين إجابات الله على أسئلة الميرزا؟ ما دمنا لا نعثر على ذلك البتة، فقد أدَنّاه من فمه.

8- صاحب الوحيِ الحقِّ لا يكون جبانا، ولا يخاف من أي مدّعي إلهامٍ مهما كان عدوًّا لدودًا له، لأنه يعلم أن الله تعالى معه وأنه سيهزم عدوه هزيمة نكراء.

التعليق: لماذا جبُن الميرزا عن نشر إلهام ": ستبقى الإمبراطورية البريطانية هكذا إلى 8 سنوات، أما بعدها فستكون أيام الضعف والفساد والاختلال"؟ لماذا جبُن عن إخبار الناس بوحي: "جاء نبيّ في الدنيا"، واقتصر على وحي: جاء نذير في الدنيا؟

9- الوحي الحق يكون سببًا لمعرفة العلوم والمعارف الحقة، لأن الله تعالى لا يريد أن يترك صاحبه الملهم جاهلًا بلا علم.

التعليق: وحي الميرزا لا علم فيه ولا معرفة حقة، بدليل أنّه لم يصحّح له أي من القضايا الكبيرة التي رآها الميرزا محمود أخطاءً قاتلة ومسيئة جدا للإسلام، مثل النسخ والرجم وقتل المرتد وتفسير قصص الأنبياء كما هو شائع.

10- وهناك بركات أخرى يكون الوحي الحق مصحوبا بها، منها أن كليم الله يؤتى من الغيب العزةَ والمهابة والإجلال الخارق للعادة.

التعليق: لا محلّ لهذا كله من الإعراب. فالميرزا ظلّ طريد الناس من أول يوم حتى آخره، ولم ينلْ عزّا ولا مهابة ولا إجلالا خارقا ولا غير خارق؛ فقد تركه وشتمه أهم أتباعه، مثل مير عباس، والدكتور عبد الحكيم. وإنْ كانوا يشنّعون على من تركه مهما كان جليل القدر عندهم.

فهل بقيت علامة من علامات الوحي الصادق تجلّت في الميرزا أو في وحيه؟

فلو ثبت جدلا أن الميرزا صادق، فوحيه من الشيطان. فكيف لو ثبت أنه تعمّد التزييف مرات لا نحصيها؟!

هاني طاهر 15/12/2016