هل فعلاً غلام أحمد القادياني هو المسيح الموعود والمهدي المسعود

هل فعلاً غلام أحمد القادياني هو المسيح الموعود والمهدي المسعود

المبحث السادس (الجزء الأول)
 
هل فعلاً غلام أحمد القادياني
هو المسيح الموعود والمهدي المسعود (1)

بسم الله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 الحمد لله الذي وفقني لكتابة ما مضى من نقض عقائد القاديانية، وبيان ضلال وكفر غلام أحمد القادياني؛ أمام أتباعه، وأمام الناس كافة، حتى لا ينغَرَّ الناس بعقائدهم وكفرهم الواضح البين.

 هذا هو البحث السادس في عقيدة غلام أحمد القادياني في عيسى عليه السلام، واثبت في هذا البحث أن غلام أحمد القادياني ليس هو عيسى ابن مريم، وليس هو المسيح الموعود، وليس هو المهدي المنتظر.

 تعتقد القاديانية أن المسيح الذي وعد بمجيئه في آخر الزمان هو غلام أحمد القادياني، وأنه أرسل وفق إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلذا على الناس عامة وعلى المسلمين خاصة أن يتبعوه، ويؤمنون به.

 وقبل قرآءة هذا البحث أنصحك بقرآءة بحث "كيف ادعى غلام أحمد القادياني أنه أصبح عيسى ابن مريم".

 يوجد في معظم كتب غلام أحمد القادياني أنه هو المسيح الموعود ويحاول إثبات ذلك بشتى الوسائل، وبينت في البحث المذكور عوار ودجل مقالاته. وفي هذا البحث سأذكر صفات عيسى عليه السلام، وهل تنطبع فعلا على غلام أحمد القادياني أم لا؟.

 أريد بداية أن أضع صفات عيسى ابن مريم عليه السلام على شكل نقاط مختصرة، ثم بعد ذلك أذكر الأدلة على ما ذكرت من صفات، ومن ثم ننظر هل توافق هذه الصفة غلام أحمد القادياني أم لا؟.

  1. يكون المسيح ابن مريم لا غيره، ولا ابن غيرها، ولا مثيله.

  2. ينزل من السماء، يعني لا يكون فقط مرسلاً بل لا بد أن يكون مرسلاً ومنزلاً، لأن النزول غير الإرسال.

  3. ينزل من السماء عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، ويكون وقت النزول في ردائين أصفرين، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين.

  4. يموت كل كافر عند نزوله.

  5. يكون حاكماً عادلاً، لا محكوماً أو حاكماً غير عادل.

  6. يكسر الصليب حتى لا يعبد بعد ذلك.

  7. يأمر بقتل الخنزير وإبادته حتى لا يؤكل بعد.

  8. يجمع الناس على دين الإسلام حتى لا يبقى دين غير دين الإسلام يحارب عليه.

  9. يقتل الدجال بباب لد.

  10. يكثر المال في عهده حتى لا يبقى فقير يتسول الناس لكثرة نزول البركات والخيرات في زمنه.

  11. يرغب الناس في عهده في عبادة الله ويرجحونها ويقدمونها على كل ثمين ونفيس.

  12. نقع الأمنه على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والبقر مع النمر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان مع الحيّات لا تضرهم.

  13. يحج بعد نزوله مفراً، أو متمتعاً، أو قارناً.

  14. يمكث في الأرض أربعين سنة ثم يموت.

  15. يصلي عليه المسلمون.

  16. يدفن في روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذه بعض صفات المسيح الموعود ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى بَيَّن صفات لباسه حال نزوله وكيفية نزوله، والبلد الذي ينزل فيه، وَبَيَّن مكان النزول في هذا البلد بالتحديد، وذكر حال الناس وإمامهم حال نزوله، وذكر عليه الصلاة والسلام وقت النزول ومدة الإقامة في الدنيا بعد النزول، وأعماله بعد النزول، وأنه يحج البيت، وخروج يأجوج ومأجوج، وأيضا حال الناس بعد نزوله إلى أخر أخباره التي ذكرها لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهل يسيغ بعد ذلك أن يقال أنه لا ينزل، أو أنه هو غلام القاديانية الذي لم يتحقق فيه أي صفة من هذه الصفات ولم تقع أي حادث من الحوادث التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. عجبٌ لا ينقضي. وهذه الأدلة على ما ذكرنا من الصفات:

 الدليل الأول:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم ((وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)). رواه البخاري ومسلم. وفي لفظ لمسلم من رواية عطاء: ((ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد))

 الدليل الثاني (قطعة من حديث طويل):

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِشَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ) إلى باقي الحديث. رواه مسلم.

 الدليل الثالث:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَبِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا) رواه مسلم.

 الدليل الرابع:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلًا مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لَا تَضُرُّهُمْ فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ) رواه أحمد وأبوداود وأسناده صحيح.

 الدليل الخامس:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ إِلَى الْأَرْضِ فَيَتَزَوَّجُ وَيُولَدُ لَهُ وَيَمْكُثُ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يَمُوتُ فَيُدْفَنُ مَعِي فِي قَبْرِي فَأَقُومُ أَنَا وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ). رواه ابن الجوزي والحديث ضعيف، لكن أوردته هنا لأنه صحيح عند غلام أحمد القادياني، وهو شاهد عليهم لأن غلامهم أحمد الدجال لم يدفن في المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما زعم.

والآن ننظر في دعوى غلام أحمد القادياني أنه هو المسيح الموعود الذي أخبرت عنه جميع الكتب السماوية. فهل تَصْدُق هذه الصفات عليه؟.

 الصفة الأولى:

ليس اسمه عيسى بل اسمه غلام أحمد مرتضى عطاء محمد، كما ذكر غلام أحمد القادياني ذلك في كتاب البرية، وكتاب حقيقة الوحي، وغيرها. فاسمه أحمد وليس عيسى واسم أبيه مرتضى واسم أمه جراغ بي بي. والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل فيكم ابن مريم). وعندما رأى هذه النصوص الظاهرة التي لا يقدر على نفيها أو تأويلها بدأ يتخبط ليثبت أنه ابن مريم، ولو بأي سفاهة وحماقة. (راجع بحث: تخبطاته في ادعائه أنه عيسى ابن مريم).

 الصفة الثانية:

لم ينزل غلام أحمد القادياني من السماء، بل ولد في قرية من قرى البنجاب الشرقية في الهند "القاديان". وهذا من كتبه.

أما نزول المسيح عيسى عليه السلام من السماء فأخرج حديثه البخاري ومسلم والحاكم والبيهقي.

  عن أبي هريرة عن النبي عليه السلام:" والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها".

 وفيه من طريق ءاخر:" كيف إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم" ولفظ مسلم نحو ذلك ،

 ولفظ البيهقي في "الأسماء والصفات": " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ مِنَ السَّمَاءِ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ".

وفي هذه الرواية تكذيب للقاديانية الكافرة في دعواهم أنه لم يرد في حديث نزول المسيح ذكر لفظ "من السماء".

 وعند ابن حبان عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ )) سورة الزخرف آية 61. قال:"نزول عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة". وأحاديث نزول سيدنا عيسى مشهورة قريبة من التواتر هذا كلام أهل العلم والحفاظ والمحدثين.

 وكذلك يعترف غلام القاديانية أنه ورد في بعض الأحاديث لفظ "نزول من السماء" كما في كتابه "إزالة أوهام" صفحة 81.

 الصفة الثالثة:

بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهروذتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين.

والمعروف أن غلام أحمد القادياني لم ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بل ولد في قاديان كما هو معروف للجميع، لم ير دمش في حياته. وبما أنه لم يستطع إنكار الحديث بدأ يؤوله بتأويلات فاسدة كاسدة.  منها أنه قال (أنا مسيح موعود وممكن أن يجيء مسيح آخر في دمشق) في كتابه "إزالة أوهام" صفحة 72-73 (نسخة الأوردو).

 ثم أنه وجد أن هذا لا يسمن ولا يعني من جوع فقال:  (أن المراد من دمشق قرية توجد فيها خصائص دمشق، وهذ هي قاديان ..) " حاشية إزالة أوهام" صفحة 63 إلى 70 (نسخة الأوردو).

 أما المنارة فقد بنى منارة في قاديان بعد ادعائه أنه المسيح باثنتي عشرة سنة. فهل هنالك سفاهة فوق هذه السفاهة؟ وهل هناك جهل فوق هذا الجهل؟.

 أين عقول القاديانية التي غطى عليها التعصب والجهل، ليقبل بمثل هذه التفاهات والسخافات.

 وأعجب من هذا أنه لما كان مذكوراً في الحديث نزول عيسى عليه السلام في ردائين أصفرين قال "أن معناه أنه يكون مريضاً وقت نزوله" في كتابه "إزالة أوهام" صفحة 81 نسخة الأوردو.

 أليس هذا من العجائب أن المسيح الصادق عيسى ابن مريم عليه السلام يبرئ الأكمه، والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، ثم يكون المسيخ الكذاب أحمد غلام القادياني يبتلى بمرض يسقطه على الأرض مغشياً عليه، ويبول في اليوم أكثر من مئة مرة.

 عجب من هذه العقول التي تقبل هذه التأويلات الفارغة الفاسدة،ورغم ذلك لم تطمئن نفس هذا الكذاب إلى أن قال (ويمكن أن ينزل مسيح آخر ينطبق عليه الأوصاف التي ذُكرت في الأحاديث ظاهرة) كتاب "إزالة أوهام" صفحة 199 نسخة الأوردو.

 وإليكم النقول المذكورة أعلاه من كتاب "إزالة أوهام" المترجم إلى العربية، لغلام أحمد القادياني.

 النقل الأول:

رابط:  http://new.islamahmadiyya.net/Userfiles/File/pdf/Fath_Tawdeeh_Izala_FULL2.pdf

 واضح جداً أنه يحاول جاهدا أن يجعل قاديان هي دمشق المذكورة في الأحاديث، ليقنع المغفلين بأنه هو المسح الموعود، وأين هذه المنارة المزعومة التي عند مسكنه؟، حيث بناها بعد اثنتي عشرة سنة من ادعائه النبوة الكاذبة.

 وعلى ما نرى أن كل شيء عندة بشكل استعارة، فلا شيء حقيقي في ديننا على حسب زعم غلام أحمد القادياني، لذلك نحتاج إلى نبي آخر ليوضح لنا ما كان يقصده محمد صلى الله عليه وسلم، وحتى النبي الجديد سيتكلم باستعارة، فنحتاج إلى نبي ثالث ليوضح هذه الاستعارة، ومن ثم إلى نبي رابع، وخامس، وسادس .... وندور في حلقة لا تنتهي لأن الشرع يخاطبنا بما لا نفهمه لا نحن ولا حتى المرسلين لا يفهمون ما يوحى إليهم، مثل غلام القاديانية فكثير من وحيه لم يكن يفهمه. راجع بحثي " قدحه في نبوة عيسى عليه السلام" لترى ما يؤكد قولي أن غلام القاديانية لم يكن يفهم الوحي.

 وذهب إلى أكثر من ذلك وقال أن الله تعالى يوحي إلى الرسل بكلام استعارة، مما لا يفهمه أيضا الرسل، كما قال هذا الدجال في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه لم تنكشف له حقيقة ابن مريم والدجال والعياذ بالله.

 وهذا هو النقل، النقل الثاني:

واستكمالاً للرد على التفسير الباطني الذي دُمر به الدين، واختُرِعَت معانٍ لم يُردها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا دليل عليها لا من كتاب، ولا من سنة، ولا حتى من اللغة. بل هذا قدح في الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم – العياذ بالله-.

 والله تعالى يقول:

{ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }،

{ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ }،

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ }،

{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ }،

{ لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }،

{ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }،

{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }،

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينً }،

{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ }...

 والآيات في هذا المعنى كثيرة.

 ويقول  صلى الله عليه وسلم : (قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك).

 من هذه النصوص الكثيرة، ومن العشرات غيرها، كلها واضحة جلية، نعرف أن ليس في الإسلام ما هو غير مفهوم، أو باطني وظاهري، كما يدعي هذا غلام أحمد القادياني الضال، المضل، دجال قاديان.

 وعلى ما سبق يكون الإيمان بأن في الإسلام ظاهرًا وباطنًا كفرًا بآيات القرآن وأحاديث الرسول  صلى الله عليه وسلم ، وتكذيبًا لها. والكلام في هذا المجال يطول لكن سأفرد له بحثا في إن شاء الله.

 لكن خلاصة القول أن للكفر مدخلان:

  1. رفض ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بصراحة، وهذا كفر فيه صدق ووضوح.

  2. تأويل بل تحريف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، أو بعض ما جاء به، وهذا رفض متستر، وهو كفر فيه خبث ومكر وكيد وخداع، فهو شر من الكفر الأول.

 وإليكم بعض ما يحرفه هذا الدجال، دجال قاديان، عن معناه لينصر عقيدته الباطلة، وينصر أنه هو عيسى ابن مريم.

 النقل الثالث:

ومثله في تحايله على أن "دمشق" المذكورة في الأحاديث المقصود بها قريته "قاديان" وليس دمشق المعروفة التي بالشام.

 وهذا والله من السفه، والسخف الواضح للجاهل قبل العالم، وللصغير قبل الكبير، فكيف بعقول تقبل مثل هذا التلون والتحريف المفضوح، لكن أقول على قلوب أقفالها، بل أموالها التي طمست على عقولها فقدمت الدنيا الفانية على الآخرة الباقية والله المستعان، وأسأل الله السلامة.

 والنقل الأول أعلاه من هذا البحث  يحاول فيه إثبات أن دمشق هي قاديان بإسلوب رخيص تافه، كما بينت.

 وجميع كلام غلام أحمد القادياني من هذا القبيل، لا دليل له والاحتى شبهة دليل، ولا يمكن أن يقبله من عنده مسحة من عقل. فلا يقبله إلا البلهاء، أو المنتفعين كما كان غلامهم الدجال منتفعاً من بريطانيا المحتلة لبلاد الهند المسلمة، بل كان عوناً لهم على المسلمين المجاهدين، وعوناً لهم على تفريق المسلمين بما أحدثه من كفر وادعاء بأنه مرسل من الله تعالى. راجع بحث "ولاؤه للبريطان". وكل ذلك ليخدم المحتل الغازي، ويفرق كلمة المسلمين، فباع دينه بدراهم معدودة، وباع أُخراه بدنياه.

 أسأل الله العافية والثبات لي ولكم.

 ها قد أثبت أن أول ثلاثة صفات لا تنطبق على هذا الدجال بأن يكون هو المسيح الموعود.

 وأنتقل إلى الوصف الرابعة وهو: يموت كل كافر عند نزوله. فهل هذا ما حصل عندما ظهر هذا المتنبي القادياني؟

 يقول صلى الله عليه وسلم: (إذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ) رواه مسلم.

 وهذا الحديث واضح الدلالة، فهل هذا ما حصل مع غلام أحمد القادياني؟ أكيد لا، بل حدث معه عكس ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ازداد عدد الكفار في زمانه، لأن غلام أحمد يقول: "كل من لا يؤمن فهو كافر" –راجع بحث هل المتنبي القادياني صاحب شريعة جديدة- لذلك ازداد عدد الكفار حسب زعمه ألفي مليون نسمة، ولم يؤمن به سوى عشرون ألفاً، -كما سأوضح ذلك في بحث: عدد جماعة القادياني-، فدل ذلك على أن جميع من في الأرض كفار لأنهم لم يؤمنوا بغلام القاديانية، ولزم من ذلك لأنه يدعي انه هو المسيح الموعود أن يموت كل سكان الأرض ما عدا أتباع القاديانية، فهل حصل ذلك يا أتباع الدجال؟... .

 وهذه أربع صفات من صفات المسح الموعود التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لم تنطبق على غلام أحمد القادياني، فيلزم من ذلك أنه دجال قاديان، وليس مسيحاً موعودا.

 وأتوقف هنا حتى لا يطول البحث كثيرا وأكمل باقي الصفات في البحث التالي.

ولمتابعة القراءة في الجزء الثاني من هذا البحث بمكنك الضغط هنا

 أسأل الله تعالى أن يهدي جميع القاديانية إلى الحق.

 
انتهى هذا البحث ولله الحمد والمنة.

 المراجع:

 

 

 ملاحظة: يحق لكل مسلم نشر الموضوع لكن مع ذكر المصدر

قال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) (النساء آية 82)

https://ahmadiyyanet.wixsite.com/ahmadiyya/is-qulam-essa-1-c1bvq

المبحث السادس (الجزء الثاني)
 
هل فعلاً غلام أحمد القادياني
هو المسيح الموعود والمهدي المسعود (2)

بسم الله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 الحمد لله الذي وفقني لكتابة ما مضى من نقض عقائد القاديانية، وبيان ضلال وكفر غلام أحمد القادياني؛ أمام أتباعه، وأمام الناس كافة، حتى لا ينغَرَّ الناس بعقائدهم وكفرهم الواضح البين.

 هذا هو الجزء الثاني من البحث السادس في عقيدة غلام أحمد القادياني في عيسى عليه السلام، وأستكمل في هذا البحث إثبات أن غلام أحمد القادياني ليس هو عيسى ابن مريم، وليس هو المسيح الموعود، وليس هو المهدي المنتظر.

 تكلمت في البحث الأول عن أول أربعة صفات للمسيح عليه السلام، وبينت أنها لا تنطبق على غلام أحمد القادياني، وهذا يكفي لإثبات كذبه ودجله، لكن أستكمل في هذا البحث بافي الصفات تأكيداً على ما مضى من الحق، وهي كالتالي:

 

(لمعرفة صفات المسيح عليه السلام مع الأدلة راجع البحث الأول: هل فعلاً غلام أحمد القادياني هو المسيح الموعود والمهدي المسعود (1)).

 

  • يكون حاكماً عادلاً، لا محكوماً أو حاكماً غير عادل.

  • يكسر الصليب حتى لا يعبد بعد ذلك.

  • يأمر بقتل الخنزير وإبادته حتى لا يؤكل بعد.

  • يجمع الناس على دين الإسلام حتى لا يبقى دين غير دين الإسلام يحارب عليه.

  • يقتل الدجال بباب لد.

  • يكثر المال في عهده حتى لا يبقى فقير يتسول الناس لكثرة نزول البركات والخيرات في زمنه.

  • يرغب الناس في عهده في عبادة الله ويرجحونها ويقدمونها على كل ثمين ونفيس.

  • نقع الأمنه على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والبقر مع النمر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان مع الحيّات لا تضرهم.

  • يحج بعد نزوله مفراً، أو متمتعاً، أو قارناً.

  • يمكث في الأرض أربعين سنة ثم يموت.

  • يصلي عليه المسلمون.

  •  يدفن في روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم

 وهي من الصفة الخامسة إلى الصفة الحادية عشرة.

 الصفة الخامسة: إذن من أهم علامات المسيح الموعود أن يكون حاكماً عادلاً، لا محكوماً، ولا حاكماً غير عادل، كما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل كان كذلك غلام أحمد القادياني؟.

 لا لم يكن حاكماً أبداً، بل كان محكوماً وذليلاً، وخائناً لدينه وقومه وبلده، وعبداً للاستعمار الكافر الانجليزي، ومفتخراً بمحكومبته له. ولا أريد هنا أن أكرر ما أوردته في بحث "ولاؤه للبريطان" فليراجع.

 ولكن مختصر مما كُتب هنالك. إن غلام أحمد القادياني قال أن والده كان عميلاً لبريطانيا، وبعد ذلك أخوه، وبعد أن هلك أخوه، استلم زمام العمالة لبريطانيا خلفاً لأخيه وأبيه، وكان أسؤأ سلف لأسوأ خلف.

 والصفة السادسة لعيسى عليه السلام أنه بُعث ليكسر الصليب، حتى أنه لا يُعبد بعد ذلك، وهذا من أكبر معجزات عيسى عليه السلام، بأنه لا يترك في الدنيا صليباً يعبد، ولا نصرانياً يسجد ويركع لغير الله تعالى، وقد أقر هذا المعنى غلام أحمد القادياني في كثير من كتبه، وفسر في بعضها أن كسر الصليب يعني ذوبان النصرانية، وغلبتها، وإطفاء نورها، إلى آخره من الألفاظ القوية في أنه سينتهي دين النصارى على عهده، فهل حصل هذا؟..

 أكيد لم يحصل، بل زادت على عهده قوة النصارى وسطوتهم على المسلمين، بل ونصرهم هو بنفسه، فكيف يكون غلام القاديانية أُرسل لكسر الصليب؟.

 وبإمكانك مراجعة بحث "ولاؤه للبريطان"، وبحث "أرسل لكسر الصليب".

 وسأنقل نقلاً واحدا من بحث "أرسل لكسر الصليب"، لأني لا أريد أن أكرر ما كتبته هناك، فراجع البحث للفائدة.

 النقل الأول:

قال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) (النساء آية 82)

https://ahmadiyyanet.wixsite.com/ahmadiyya/is-qulam-essa-1-c116d