هل المتقول على الله يموت قتلا ؟
هل المتقول على الله يموت قتلا ؟
الكاتب: أبو عبيدة هاني العجاوي
دعاني أحد القاديانيين للتعليق على صورة مكتوب فيها قوله تعالى :
” ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين” الحاقة 45 ـ 48
وفي الصورة تحت الآية سؤال : ما هو مصير المتقول على الله؟ وما مصير دعوته ؟
وجرى نقاش بيني وبين القاديانيين حول هذه الآيات ، وقال القاديانيون إن من تقول على الله يقتل وتقتل دعوته ، ولاحظت منهم اصرارا عجيبا على القول بأن من تقول على الله يموت قتلا ، و السبب في ذلك لإثبات نبوة غلام أحمد القادياني المزعومة لأنه لم يمت قتلا ، فعزمت ان اكتب مقالا في هذا على شكل نقاط.
أولا : يقول تعالى :” ثم لقطعنا منه الوتين “ يتضح من الآيات أنها خاصة بالنبي صلى الله عيه وسلم فإن عدنا للآيات التي قبلها نجد قوله تعالى : إنه لقول رسول كريم ، وما هو بقول شاعر ، قليلا ما تؤمنون ، ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون …”. فتقول فعل ماض مبني للمعلوم وليس للمجهول والإشارة هنا إلى معين وهو ( رسول كريم ) وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم . ومحال على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتقول على الله .
ثانيا : أن قطع الوتين يعني الموت والوتين نياط القلب وكل من يموت يقطع وتينه سواء بقبض روحه أو بالموت قتلا قال ابن عباس رضي الله عنهما :” إذا احتضر الإنسان أتاه ملك الموت فغمز وتينه فإذا إنقطع الوتين خرج روحه فهناك حين يشخص بصره ويتبعه روحه “ الدر المنثور للسيوطي ج6 ص 263
ثالثا : أن من يقول أن أن مدعي النبوة الكاذب يموت قتلا فيه خطورة كبيرة وفيه اتهام لبعض الأنبياء بالكذب ويناقض قول الله عز وجل الذي أخبرنا أن من الأنبياء من مات قتلا على يد بني إسرائيل كما في قوله تعالى :” وقتلهم الأنبياء بغير حق “.آل عمران 181 وقوله تعالى :” أفكلما جائكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون “. البقرة 87 كما قتل زكريا ويحيى عليهما السلام .
رابعا : قد يقول قائل ما مصير المتقول على الله اذا لم يمت قتلا ؟ ويجيب على هذا السؤال قوله تعالى :” قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ، متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون “. 69 ـ 70 فالآية تخبرنا أنه لا يفلح في الآخرة إنما يتمتع في الدنيا، وليس شرطا أن يقتل كما قتل مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وهناك من تقول على الله ولم يمت قتلا مثل البهاءكما جاء في الكتاب الأقدس ص 83 : ” قل تالله إني لمحبوبه والآن يسمع ما ينزل من سماء الوحي “.
خامسا : ثم هنا أسئل الأحمديين سؤالا : انتم تنكرون عقوبة المرتد ، والمتقول على الله مرتد ، فهل تجيزون قتله ؟
سادسا : قال القاديانيون : ان المتقول على الله يموت قتلا وتقتل دعوته ، وهذا الكلام غير صحيح فهناك من المتقولين على الله قتلوا ولم تقتل دعوتهم فهذا بولس رغم انه قتل فلازل أتباعه النصارى يملأون الأرض ولم تقتل دعوته .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين