نقض و نسف شبهات القاديانية حول جهاد الطلب
نقض و نسف شبهات القاديانية حول جهاد الطلب
كتبه: أبوعبيدة العجاوي
جهاد الطلب: هو الجهاد الذي يطلب فيه المسلمون الكفار في بلادهم مبادأة.
وهو فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن البقية.
ولا يكون إلا بأمر من إمام المسلمين بحسب ما يرى ويجتهد.
وبداية: نقول المفهوم الشرعي الإسلامي شيء والأفكار البشرية شيء آخر، فيوزن كل شيء بميزان الإسلام فإن خالفه رد.
والله هو ملك السماوات والأرض، والخلق خلقه، والملك ملكه، يقضي في ملكه وسلطانه ما يريد، وهو العدل والحق له التصرف المطلق، ويقضي شرعا ما يشاء، وكانت شرائعه مختلفة بحسب ما يأمر.
وكذلك أمره الشرعي المتمثل -بالكتاب والسنة- عدل وحق وما عارض ذلك رد.
والبشر: لهم مفاهيمهم عن الحق والعدل، بحسب ما يرون، أو يعتقدون، أو يظنون، حسب دينهم ومعتقدهم ومذاهبهم وأفكارهم.
ونحن لنا ديننا ولهم ما يدينون به.
وحالنا الصعب المعاصر لا يعني أن نتخلى عن شيء من إيماننا و معتقدنا، هذا آخر شيء لدينا وهو أضعف الإيمان.
ومن يظن أن الإستعمار انتهى هو واهم، وإنما تغير شكله وشيء من طرقه وأساليبه، فمثلا إذا غضبت أمريكا على دولة من الدول تفرض عليها عقوبات وتضيق عليها الخناق حتى تركعها، وهذا سلاح في هذا العصر صار أقوى من الغزو العسكري.
ونحن هنا لا ندعو لغزو الكفار في بلادهم لأسباب:
•أولا: لا يوجد إمام للمسلمين اليوم.
•ثانيا: حتى لو وجد إمام، ربما يكون له رأي واجتهاد في ذلك، مثل ظروف هذا العصر، والله أعلم.
وما سبق لا يعني التنازل عن النص الشرعي.
وهذه أمور لا تعنينا هنا، وإنما نحن هنا نرد على باطل من ناحية عقائدية، فكل شيء يقال مهما كان، لا يلغي نصا شرعيا ثابتا.
فإذا أنكرنا حد الردة لأن هذا يغضب الكافر.
وإذا أنكرنا حد الرجم لأنه يغضب الفاجر.
وإذا أنكرنا جهاد الطلب لأنه غير مستطاع.
وإذا وإذا… وسيقال: ماذا عن… وماذا عن… ؟!
هم ماذا يريدون غير هذا !!!
هذا يخرجنا من دين الله والعياذ بالله العفو المعافي، ويغضب الله عز وجل، ولن يرضى عنا الكفار، ولن نأخذ من الدنيا إلا ما قدر لنا وهي فانية، وخسرنا الآخرة.
لم يبقى لدينا سوى هذا الإيمان وهذا المعتقد، وهذا أضعف الإيمان، والله لا يكلفنا بشيء لا نستطيعه، خسرنا الدنيا في هذا العصر والزمان، فلا نخسر الآخرة نسأل الله ذلك، نعوذ بالله من الخسارة والخسران، نعوذ بالله نعوذ بالله نعوذ بالله.
اللهم نسألك محبتك ورضاك والجنة والفردوس الأعلى.
نعوذ بوجهك ونوره يا ذا الجلال والإكرام.
ومن يبني أباطيل على أساس واقعنا المعاصر هو مخطئ، لأن المستقبل غير معلوم لنا، ولا نعلم ماذا سيكون، فيكون كمن بنى بناء على شيء غير ثابت، والقاديانية وغيرها من أهل البدع صنعوا ذلك، فمثلا سمعت قاديانيا يقولون: في هذا العصر من يقاتل بحربة -أي الحربة التي يقتل بها عيسى عليه السلام المسيح الدجال- فالحديث هنا عن شيء غيبي، فكما لا يقاس كل شيء على عصر النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رضي الله عنهم، كذلك لا نتعامل مع النص السابق ذكره بمقياس زماننا، (والحربة والبندقية والخيل والسيارة هي أدوات مادية بحسب الزمان والمكان، ثم من قال أن من معه مسدس، لا يقتل بالسكين) -ما أجهل الإنسان شيء ظاهر ومعلوم، لا ينتبه له، لولا أن الله يقدر من يحرك عقله- وحتى الغلام القادياني عندما قال: هي حربة سماوية. هو كلام تافه فرارا من ظاهر النص، وهو كلام لا معنى له، وهو لا يقصد حربة إعجازية كعصى موسى مثلا، بل شيء روحاني حسب طريقته في تحريف النصوص، ويقصد نفسه وينزل النص على نفسه على أساس أنه هو المقصود، ولم يأت بشيء من الآيات الخارقة للعادة، وهو -أي القادياني- قتل المسيح الدجال بالحجة، وانتهى الموضوع.
فالمسيح الدجال مقتول الآن!!!
وهذا ما فعلته القاديانية:
-لا جهاد طلب.
-لا حد ردة.
-لا حد رجم.
ثم جاءت إلى بعض العقائد التي يقيم الكفار على اختلاف أديانهم وأفكارهم الشبهات حولها، فحققت ما يريدون و صادف هوى لديها:
-لا معجزات خارقة للعادة.
-لا نسخ في القرآن.
-لا وجود للجن -الشبحي-.
فالقاديانية ومن هم على طريقتها لا يدافعون عن الدين بذلك، بل يحاربونه.
نعوذ بالله من شياطين الإنس والجن.
ونعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
الرد على شبهات القاديانية حول جهاد الطلب:
قالت القاديانية: لم يكن قتال النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار من أجل الدين، بل للدفاع و لكف شرهم وأذاهم.
والجواب من وجوه:
(١) هذا باطل من خلال نصوص الكتاب:
﴿قَـٰتِلُوا۟ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَلَا یُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا یَدِینُونَ دِینَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ حَتَّىٰ یُعۡطُوا۟ ٱلۡجِزۡیَةَ عَن یَدࣲ وَهُمۡ صَـٰغِرُونَ﴾. [التوبة ٢٩].
(٢) وباطل من نصوص السنة:
عَنْ بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ : " اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلَالٍ - فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ، وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الْجِزْيَةَ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَقَاتِلْهُمْ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ، فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ، وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ، وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنِ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ، وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ، وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ، وَذِمَّةَ رَسُولِهِ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ، أَمْ لَا ؟ ". [صحيح مسلم].
(٣) وهذا الكلام تكذبه الجغرافيا فلو كانت ما قالته القاديانية صحيحا، لتوقف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم عند حدود المدينة المنورة أو ما حولها، وفي الأكثر الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، أما أن يصل الصحابة رضي الله عنهم في فتوحاتهم على أبواب القسطنطينية وحصارهم إياها، ويصلوا شرقا إلى حدود الهند، وشمالا إلى بلاد التركستان والقوقاز، وغربا إلى المغرب العربي الإفريقي، فلا يقول عاقل -يفهم شيئا بسيطا في التاريخ والجغرافيا-: أن كل هذه الحروب والغزوات حروب دفاعية، ونحن اكتفينا هنا بعصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعصر الصحابة رضوان الله عليهم.
قالت القاديانية: الجهاد حرب دفاعية، لأن الله أمرنا بعدم الإعتداء: ﴿وَقَـٰتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِینَ یُقَـٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِینَ﴾ [البقرة ١٩٠].
والجواب:
(١) إن عدم الإعتداء هنا هو بالمفهوم الشرعي الإسلامي وليس بأي مفهوم آخر، والمقصد عدم مخالفة الأوامر الشرعية، مثل: "اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا". [صحيح مسلم].
(٢) وما يؤكد ما نقول أكثر أن الله رب العزة والجلال قال: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُحَرِّمُوا۟ طَیِّبَـٰتِ مَاۤ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِینَ﴾. [المائدة ٨٧].
فإن ما خالف أمر «الله» رب العظمة والكبرياء هو الإعتداء.
وكذلك ما خالف أمر «رسوله» عليه الصلاة والسلام.
(٣) وما يؤكد ما نقول أكثر وأكثر ما جاء في [صحيح البخاري] و [صحيح مسلم] : عن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه : كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ لَنَا شَيْءٌ، فَقُلْنَا : أَلَا نَسْتَخْصِي ؟ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا أَنْ نَنْكِحَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا : " { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } ".
وفي [سنن الترمذي] : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي إِذَا أَصَبْتُ اللَّحْمَ انْتَشَرْتُ لِلنِّسَاءِ وَأَخَذَتْنِي شَهْوَتِي، فَحَرَّمْتُ عَلَيَّ اللَّحْمَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } { وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا }.
قالت القاديانية: إن الإسلام لا يجيز شن الحروب لأجل الدين، لأن الله تعالى يقول: ﴿لَاۤ إِكۡرَاهَ فِی ٱلدِّینِۖ﴾. [البقرة ٢٥٦].
والجواب:
(١) من خبث رؤوس القاديانية أنهم يحاولون بهكذا استدلال، تأكيد اتهام بعض الكفار أن الإسلام انتشر بالسيف، بمعنى الإكراه على الدخول بالإسلام.
إن الكثير من أتباع الأديان يسألون زعماؤهم لماذا يدخل الناس في الإسلام عبر العصور إلى يومنا؟ يجيبونهم الإسلام انتشر بالسيف.
يا هؤلاء دين الله الإسلام ليس بحاجة إلى منافقين.
(٢) إن سياسة المسلمين الشرعية كانت فتح البلاد والسيطرة على الأرض، وترك الناس وما يعبدون وما يعتقدون، لكنهم يفتحون بذلك الطريق أمام الكفار للدخول في الإسلام بلا إكراه، وها هي أمة الإسلام اليوم أمة مقهورة ذليلة، ويدخل الناس في دين الله أفواجا والحمد لله رب العالمين.
فنسأل الله العزيز العزة بالله.
ونفس هذه السياسة اتبعتها بريطانيا التي احتلت الكثير من بلاد العالم، وكذلك فرنسا، -مع الجرائم الوحشية- وفتحوا الطريق للمنصرين لنشر دينهم، إلا أن بريطانيا دولة محسنة وعادلة عند القادياني، هذا مع علمنا أن القوي يعمل له حساب، ولهذا نجد القادياني منافقا عبدا حقيرا ذليلا لبريطانيا، فالحمد لله على الذل لله رب العالمين، والشكر لله رب العالمين.
(٣) هذه الآية التي استدلت القاديانية بها ﴿لَاۤ إِكۡرَاهَ فِی ٱلدِّینِۖ﴾. لا تمنع جهاد الطلب، وإنما تمنع إجبار الناس وإكراههم على اعتناق الإسلام، وجاء في سبب نزولها: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَكُونُ مِقْلَاتًا، فَتَجْعَلُ عَلَى نَفْسِهَا إِنْ عَاشَ لَهَا وَلَدٌ أَنْ تُهَوِّدَهُ، فَلَمَّا أُجْلِيَتْ بَنُو النَّضِيرِ كَانَ فِيهِمْ مِنْ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا : لَا نَدَعُ أَبْنَاءَنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ }.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : الْمِقْلَاتُ : الَّتِي لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ. [سنن أبي داود].
من أكبر الصفعات التي توجه للقاديانية -ولله الحمد- في الرد على باطلها: في إنكار جهاد الطالب، وفي إنكار الجهاد من أجل نشر الدين، وفي ابطال اعتبار ذلك عدوانا قصة سليمان وذو القرنين عليهما السلام :
ففي قصة سليمان عليه السلام:
﴿قَالَتۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَيۡكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأۡمُرِينَ قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ وَإِنِّي مُرۡسِلَةٌ إِلَيۡهِم بِهَدِيَّةٖ فَنَاظِرَةُۢ بِمَ يَرۡجِعُ ٱلۡمُرۡسَلُونَ فَلَمَّا جَآءَ سُلَيۡمَٰنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٖ فَمَآ ءَاتَىٰنِۦَ ٱللَّهُ خَيۡرٞ مِّمَّآ ءَاتَىٰكُمۚ بَلۡ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمۡ تَفۡرَحُونَ * ٱرۡجِعۡ إِلَيۡهِمۡ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَآ أَذِلَّةٗ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ﴾. [النمل ٣٢-٣٧].
١-فهذه القصة فيها جهاد طلب.
٢-وهذا الجهاد من أجل الدين.
وفي المفهوم القادياني هذا اعتداء، ولا نظن القاديانية تجرؤ أن تعلن إن سليمان عليه السلام معتد.
وفي قصة ذو القرنيين عليه السلام:
﴿وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِي ٱلۡقَرۡنَيۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِن كُلِّ شَيۡءٖ سَبَبٗا فَأَتۡبَعَ سَبَبًا حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِي عَيۡنٍ حَمِئَةٖ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمٗاۖ قُلۡنَا يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمۡ حُسۡنٗا قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوۡفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا نُّكۡرٗا وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُۥ جَزَآءً ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا يُسۡرٗا ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمٖ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرٗا كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا * ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا ﴾. [الكهف ٨٣-٩٢].
١-فهذه القصة فيها جهاد طلب.
٢-وهذا الجهاد من أجل الدين.
فهذا العبد الصالح وصل إلى مغرب الأرض و مشرقها، وفي طريقه حارب أقواما، إلا أن يكون معتديا في نظر القاديانية.
المسألة لمن لا يدرك الأمر بإختصار: أن كل شيء لله عدل وحق، وهو خالق الخلق والأرض والبلاد وما فيها، والملك ملكه، فأمره الكوني حق، وأمره الشرعي حق، له التصرف المطلق وهو عدل وحق.
نعوذ بالله الذي كتب على نفسه الرحمة.
والرحمة رحمته جعلها بين خلقه بها يتراحمون.
والمخلوق ما خلق الخالق الرحمن الرحيم.
بعد الرد عليها ولله الحمد والشكر نقول:
(١) إن زعم القاديانية أنها تؤمن بالجهاد الدفاعي كذب محض، ذلك أن الجهاد في الهند كان جهادا دفاعيا.
(٢) كانت بريطانيا في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين تطمع في السيطرة على المزيد من بلاد الإسلام أفغانستان ومصر والعراق وبلاد الشام وغيرها.. وبما أن القادياني وأسرته والقاديانية غراس الإنجليز… فهناك أمل أن يكون ثمار، فخيبهم الله وخيب سعيهم.
(٣) القادياني كان يدعو إلى تحريم قتال الإنجليز وطاعة الدولة البريطانية في أفغانستان والعراق وبلاد الشام وفي عاصمة الدولة العثمانية، بل وفي مكة والمدينة، وكان يفتخر بخدماته التافهة أمام الحكومة الإنجليزية، فماذا تريد بريطانيا التي تسعى لإحتلال المزيد من ديار الإسلام إلا هذا : أطيعوا المستخرب البريطاني… لا تقاتلوا ولا تحاربوا الجهاد حرام.
(٤) نسأل القاديانيين: أين الجهاد الدفاعي من مشاركة من أرسلهم الخليفة الثاني ليقاتلوا مع بريطانيا في غزوها للعراق والتبرع لها بالمال من أجل ذلك، إلا إذا كان الجهاد الدفاعي دفاعا عن بريطانيا.
(٥) نحن نعلم أن القاديانية تتمنى أن يسيطر الكفار على بلاد الإسلام، لأنها لا تستطيع الدعوة إلى كفرياتها وضلالاتها إلا تحت سلطة الكفار، ونحن نعلم أيضا من هم على شاكلتها، ظاهريا معنا وفي الحقيقة علينا.
نقول ختاما: أهل الدنيا من قاديانية وغيرها… مزاعمهم في واد وهم في واد آخر، اللهم احفظنا بحفظك وثبتنا على دينك.
نعوذ بالله من الفتنة والفتن وأهل الفتن.
نسأل الله أن يعز دينه وملته.
ونسأله أن ينصر أمته وعباده المؤمنين.
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين.