نقض عقيدة القاديانيّة في الجنّة والنّار

نقض عقيدة القاديانيّة في الجنّة والنّار

نقض عقيدة القاديانيّة في الجنّة والنّار

كتبه: أبوعبيدة العجاوي

تشنّع القاديانيّة على المسلمين في عقيدتهم برفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وتقول: إنّ هذه العقيدة عقيدة نصرانية دخلت على المسلمين، وفي نفس الوقت تعتقد القاديانيّة بعقيدة نصرانية وهي روحانية الجنة والنار، وأنّهما ليستا ماديّتين، ومن المعروف أنّ هذه العقيدة عقيدة نصرانية؛ لأنّ المسلمين متفقون على أن الجنة والنار ماديّتين، وشاء الله أن يفضح هذه النحلة في مزاعمها ضدّ المسلمين لتظهر على حقيقتها .

  يقول القاديانيّ في عقيدته في الجنة والنار: "إن الجنة والجحيم – بحسب كلام الله القدسي – ليستا ماديتين كهاذا العالم المادي، وإنما منشؤهما أمور روحانية، سوف تشاهد بأشكال متجسمة في عالم الآخرة، ومع ذلك لن تكون من هذا العالم المادي".١

  وهذا كذب من القاديانيّ إذ أين ذكر في كلام الله أنّ الجنة والنار ليستا ماديتين وأنّهما روحانيّتان.

في موضوع الجنّة جاءت الآيات القرآنيّة صريحة في ماديّة الجنّة:

  فعندما ضرب الله مثلا عمّا وعد المؤمنين في الجنّة ضرب أمثلة ماديّة فقال: { مثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ}.٢

فالنهر مادي،  واللبن مادة  وصفه الله أن له طعم لم يتغير، والخمر مادة وصفه الله باللذه،  والعسل مادة وصفه انه مصفى من فضلات النحل، والثمرات مادة. 

  وقال: {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}.٣

  في هذه الآية ذكر الله أمورا مادية كالأنهار والذهب والثياب والأرائك. 

وعندما ضرب الله مثلا في عذاب النار ضرب أمثلة ماديّة: قال:{ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}.٤

وقال:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا}.٥

فكل هذه الأدلة أدلة مادية، والقرآن مليء بآيات تدل على مادية الجنة والنار.

ـــــ

(١)فلسفة تعاليم الإسلام للغلام القادياني ص ١٢٠

(٢)محمد ١٥

(٣)الكهف ٣١

(٤)التوبة ٣٥

(٥)النساء ٥٦