نقض عقيدة القاديانيّة في الجنّ
نقض عقيدة القاديانيّة في الجنّ
أطلّ علينا زمان ظهر فيه كثير من الناس الذين يصفون أنفسهم بـ "العقلانيين"، أنكروا الغيبيّات التي أخبر بها القرآن والنبيّ-صلى الله عليه وسلم-، بحجّة أنّ هذه الأمور "خرافات" لا يقبلها العقل، لكنّهم اصطدموا أمام نصوص القرآن والسنّة، فاضطروا إلى تأويل هذه النصوص تماشيا مع أهوائهم. ومن هؤلاء: القاديانيّة، حيث أنكرت حقيقة الجنّ التي آمن بها جمهور المسلمين سلفا وخلفا.
فقالت: نحن لا ننكر الجنّ، وإنّما الجنّ عندنا هو كلّ شيء مستترٍ متخفٍ لا يُرى، مأخوذ من جنّ الشيء يجنّه جنّا أي ستره.
فالإنسان الذي يعمل في الخفاء عندها يسمى جنّا. والفيروسات والبكتيريا عندها تسمى جنّا.
وسوف نبيّن إن شاء الله فساد هذا القول بالأدلّة:
أوّلا: دليل الغيريّة:
فالإنسان غير الجنّ، والجنّ غير الإنسان، ويدلّ عليه:
قوله تعالى: ((إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)). الكهف 50
ففي هذه الآية دليل على أنّ إبليس من الجنّ، وأنّه من غير الآدميين ومن غير الملائكة.
قوله تعالى: ((قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)). ص 76
ففي هذه الآيات دليل واضح على أنّ الإنسان غير الجنّ، والجنّ غير الإنسان، فالإنسان مخلوق من طين، والجنّ مخلوق من نار، فهل لعاقل أن يقول أنّ الإنسان المتخفي والفيروسات مخلوقين من نار؟!!
قالت القاديانيّة: إنّ الإنسان فيه نوع ناريّ ونوع طينيّ، وأنّ الناري هو الجنّ والطينيّ هو الإنسان!!
ونحن نطلب منهم دليلا من القرآن أو السنة على هذا الذي زعموه، فإن لم يأتوا به، فهي هرطقات لا يلتفت إليها. ثمّ هل الفيروسات والبكتيريا نوعين أيضا ناري وطيني؟!!
ثانيا: دليل التكليف:
قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)). الذاريات 56
وقال تعالى: ((فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ)). الرحمن 39
وقال تعالى: ((لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)). السجدة 13
وهذه الآيات ـ مع ما فيها على دليل الغيريّة، وأنّ الإنسان غير الجنّ ـ فهي تدلّ على أنّ الجنّ كائن عاقل مكلّف محاسب. فهل البكتيريا والفيروسات مكلّفه أيضا؟!!
ثالثا: دليل الأسبقيّة:
قال تعالى: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ، وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ )). الحجر 26 - 27
لاحظ أخي أنّ الله ذكر جنسين هما: الإنسان والجان وفرّق بينهما، ثمّ ذكر أنّ الجنّ خلق قبل الإنسان من نار.
رابعا: دليل اختلاف الصنف:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الجنّ ثلاثة أصناف، صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيّات وكلاب، وصنف يحلّون ويظعنون". الحاكم رقم 3702 صححه الحاكم ووافقه الذهبي
فهل هذا الإنسان الناريّ الذين يتحدّثون عنه، له أجنحة يطير في الهواء، أم هو من الصنف الثاني حيّات وكلاب، أم هذه الأصناف الثلاثة هي الفايروسات؛ فإنّ هذا الحديث ينسف معتقدها بالكامل؟!!
خامسا: دليل التشكّل:
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : "إنّ في المدينة نفرا من الجنّ قد أسلموا، فمن رأى شيئا من هذه العوامر- أي الحيات - فليؤذنه ثلاثا، فإن بدا له بعد فليقته فإنّه شيطان". مسلم رقم 2236
فهل يستطيع الجنّ الناري ـ الذي هو الإنسان عند القاديانيّة ـ أن يتشكّل على شكل حيّات.
وكذلك تشكّل الجنّ بصورة إنسان.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب". المصدر السابق في المقدمة
سادسا: اختلاف الطعام:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-،أنّه كان يحمل مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إداوة لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها فقال: "من هذا" فقال أنا أبو هريرة فقال:"ابغني أحجارا أستنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثة" فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعتها إلى جنبه ثمّ انصرفت حتى إذا فرغ مشيت فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال:"هما من طعام الجنّ،وأنّه أتاني وفد جنّ نصيبين ونعم الجنّ فسألوني الزاد فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما". البخاري رقم 3860
فإن قالت القاديانيّة :هذا الحديث دليل على أنّ الجنّ فايروسات طعامها الروث والفضلات.
فيكفي للردّ عليها أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (أتاني وفد جن نصيبين ونعم الجن فسألوني الزاد) فهل الفايروسات كانت تكلّم رسول الله!
وأيضا ما رواه الترمذي: (إنّه زاد إخوانكم من الجنّ)، فهل الفايروسات إخوانك أيّتها القاديانيّة!
أضف إلى هذا أن معتقد القاديانيّة في الجنّ يخالف معتقد نبيّها المزعوم "غلام أحمد القاديانيّ"، الذي كان يؤمن بالجنّ الشبحي.
فنراه يقول: إنّ الجنّ قادر على التشكّل مثل الملائكة: "إن حضرة الله تعالى حضرة عجيبة و في أفعال الله أسرار غريبة لا يبلغ فهم الإنسان إلى دقائقها أصلاً، فمن تلك الأسرار تمثل الملائكة و الجن". الخزائن الروحانية ج 5 ص 441
ونحن نسأل القاديانيّة التي تنكر الجنّ الشبحيّ وتقول أنّه إنسان مستتر! فهل الإنسان المستتر يتمثّل مثل الملائكة؟ أو هل الفايروسات والبكتيريا تتمثّل مثل الملائكة؟
وفي الختام نقول: إنّ الجنّ كائنات عاقلة غير الإنسان، وهي من الغيبيّات كالملائكة، وإنّ من ينكر حقيقتها فإنّما هذا لخلل في عقله ودينه.
بسم الله أعوذ بالله.
بسم الله نعوذ بالله ووجهه وكلماته.
بسم الله نعوذ بالله من شياطين الإنس والجن.
بقلم: أبوعبيدة العجاوي