نصيحة للمسلمين بخصوص العائدين للإسلام ممن تركوا القاديانية.
نصيحة للمسلمين بخصوص العائدين للإسلام ممن تركوا القاديانية.
الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدا رسوله وعبده، اللهم صل وسلم وبارك عليه، أما بعد :
فكثير من المسلمين لا يعرفون طبيعة الأحمديين القاديانيين لقلة اطلاعهم على "القاديانية" وعدم مخالطتهم للقاديانيين، فعامة القاديانيين من الناس العاديين ليسوا أشرارا، وهم مسالمون، لكن كثير منهم جاهل بالإسلام وبالكتاب والسنة، حتى أنهم جاهلون بكتب القادياني والجماعة القاديانية.
صحيح أن هناك فئات في الجماعة القاديانية "منتفعة" أو الله أعلم بسريرتها، لكن القاديانيين في أغلبهم هم - حسب ما نظن من ظاهرهم - هم من عامة الناس وبسطاء وجاهلون بالدين، كما هو حال كثير من المسلمين الجهال بالدين.
وهم أصلا ما دخلوا في القاديانية إلا لبساطتهم وجهلهم وقلة اطلاعهم، فهم من عوام الناس، وهؤلاء عندما يدخلون في القاديانية :
-تحاول الجماعة عزلهم عن المحيط الإسلامي، مثل عدم الصلاة في مساجد المسلمين.
-وتعزلهم عقائديا وفكريا عن بقية المسلمين.
وكثير من القاديانيين في دواخل أنفسهم يخافون من أن تتهمهم الجماعة "بالنفاق"، لأنه فعلا في داخل الجماعة من لا يؤمن بعقائدها وفكرها لأنه "مستفيد"، كما أن الجماعة ترفض فكرة أن "فلان" دخل في الجماعة ثم خرج لولا أنه "منافق" منذ أول يوم، لذلك كل من خرجوا من الجماعة اتهموا بالنفاق وطعن فيهم وشتموا.
ثم إذا خرج أحدهم من الجماعة كلموه وناقشوه، فإن أصر على الخروج من الجماعة طعنوا فيه، ثم أمروا أتباعهم بمقاطعته لأنه "مرتد"، وهم - أي القاديانيين - رغم إنكارهم الشديد لحد الردة، إلا أنهم يطبقون حدا للردة من نوع آخر ! لنسمه "حد الردة معنويا" : وهي شديدة على بعض المسلمين التاركين للقاديانية، لأنهم فجأة يصبحون مطعون فيهم ومقاطعين من أصحابهم أو رفاقهم أو أقاربهم بأمر من الجماعة.
بعض الناس دخلوا في القاديانية ولكن مع الأيام والسنوات، كلمة هنا وكلمة هناك، ومعلومة هنا ومعلومة هناك، وقراءة هنا وقراءة هناك، وما يقدره الله من معرفة واطلاع وأحداث وما الله به عليم.. فيكتشفون الحقيقة المرة أنهم كانوا مخدوعين وفي وهم وضلال.
هم أصلا عندما خرجوا من الإسلام واعتنقوا القاديانية نالهم ما نالهم من المسلمين، ثم عندما خرجوا من القاديانية نالهم ما نالهم من القاديانيين، فذاقوا المر والمرارة مرتين، نسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم.
هؤلاء الناس على المسلمين فتح قلوبهم لهم بعد تركهم للقاديانية، وأن يعاملوهم معاملة حسنة، فغالبيتهم كما قلنا سابقا لا يضرون ومسالمون ومن عامة الناس.
وبعضهم علينا تحمل بعض أفكارهم، فمثلا قد يخرج أحدهم من القاديانية، لكنه غير مقتنع بموضوع "النسخ في القرآن" وهذه المخالفة منه أو البدعة أهون من بقائه في كفريات القاديانية، فالمعصية أو البدعة مع البقاء في دين الله خير من الكفر - والعياذ بالله -.
وبعضهم علينا أن نعامله كما نعامل النصارى واليهود عندما يدخلون في الإسلام، فتخيل حال من عاش أكثر عمره قاديانيا أو أسرته هي قاديانية في الأساس، تخيل ذلك اليهودي أو النصراني وما في عقله من أفكار وعقائد، مع أن حال القادياني أسهل لأنه في الأساس يؤمن ويأخذ بالكتاب والسنة.
فيا - أخي المسلم - تخيل حال جهال المسلمين وعامتهم وما يصدر منهم من مخالفات في الأقوال والأعمال لجهلهم في الدين، فكثير من القاديانيين نفس الشيء عندما يخرجون من القاديانية ويعودون للإسلام.
بعضهم كان لا يدرك رغم أنه مسالم ولا يؤذي أحدا، أنه بدخوله للقاديانية قد أضر نفسه وأهله وأقاربه، لكن مع ذلك الرب - اللطيف الرحمن الرحيم - لا يغلق الباب أمام التائبين.
نسأل الله الهداية لنا ولهم.
وأن يعلمنا ويعلمهم ويفقهنا ويفقههم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه : أبو عبيدة العجاوي