نصوص التكفير عند الميرزا ومحمود والأحمدية

نصوص التكفير عند الميرزا ومحمود والأحمدية

نصوص التكفير عند الميرزا ومحمود والأحمدية

1: في عام 1899 صرَّح الميرزا بوضوح أنّ عدم الإيمان به ليس كفرا، لأنه ليس نبيا، فيقول:

"الأنبياء الذين يأتون بشريعةٍ وأوامر جديدة من الله، هم الذين يحق لهم وحدهم أن يعُدّوا منكريهم كفارًا. وباستثناء النبي صاحب الشريعة؛ إن أنكر أحدٌ ما، أحدا من الملهَمين أو المحدَّثين وإن كانوا يحتلّون مرتبة عظيمة عند الله وكانوا مُكرَمين بمكالمة الله، فلا يصبح منكرهم كافرا". (ترياق القلوب)

2: في عام 1906 بيّن سبب تكفيره المسلمين، فقال:

"هل يستطيع أحد من المشايخ أو المعارضين أو أصحاب الزوايا الصوفية أن يثبت بأننا سبقنا في تكفير هؤلاء الناس." (حقيقة الوحي، ج22 ص123)

أي أنه يقصد أنّ التكفير صدر من المشايخ، ثم صدر منه التكفير ردًّا عليهم، من باب أنّ مَن كفَّر مسلما فقد كفَر.

3: وأكد على هذه الفكرة بقوله:

"الذي يكفِّر مؤمنا يصبح بنفسه كافرا في النهاية. فما دام قد كفّرني مئتان من المشايخ، وحُرّرتْ ضدي فتوى التكفير، وما دامت فتواهم تؤكد أن الذي يكفِّر مؤمنًا يصبح بنفسه كافرًا، وأن الذي يعتبر الكافرَ مؤمنًا فهو الآخر يصبح كافرًا، فهناك أمامهم طريق سهل لحسم هذا الأمر؛ فإذا كان هؤلاء الآخرون (أي المترددون في تصديقي) يتحلَّوْن في الحقيقة بشيء مِن الصدق والإيمان وليسوا منافقين، فلينشروا إعلانًا مفصلاً، ذاكرين فيه اسمَ كل واحد من هؤلاء المشايخ صراحةً، ثم ليعلنوا أن هؤلاء المشايخ (المكفِّرين) كلهم كافرون، لأنهم قد كفّروا مسلمًا. عندئذ سوف أعتبرهم أيضًا مسلمين، بشرط ألا تكون فيهم شائبة من النفاق، وألا يكذّبوا معجزات الله الصريحة". (حقيقة الوحي)

أي أنّ مَن كفَّر الميرزا فقد كفَر، ومن لم يكفِّر مَن كفَّر الميرزا فقد كفَر أيضا، حتى لو لم يكفّر الميرزا. أي أنّ مَن لا يكفّر أحدا ينطق بالشهادتين مثلي، فهو كافر عند الميرزا، لأنّه يجب عليه أنْ يكفّر مَن كفَّر الميرزا حتى يظلّ مسلما. مع أنّ الحديث الذي يستدلّ به لا يأمر بذلك، بل يحذّر مِن التكفير، لا أكثر.

4: أعلن الميرزا أخيرا أنّ عدم الإيمان به كفر قائم بذاته، فالناس كفار لعدم إيمانهم به، وليس لعدم تكفيرهم مَن كفّروه فقط. فقال:

"لقد كشف الله عليّ أن كلّ من بلغتْه دعوتي ولم يصدّقني فليس بمسلم، وهو مؤاخَذ عند الله تعالى". (التذكرة، ص 662)

واللافت في هذه العبارة أنها منسوبة إلى الله تعالى، فلا مجال للتراجع عنها أو تأويلها أو التغاضي عنها، كما يفعل شهود الزور.

..............................................................................

التكفير عند محمود:

التكفير عند محمود مرَّ بمرحلتين، مرحلة الأمن في الهند، ومرحلة الذعر في باكستان. وموقفاه متناقضان تماما، ولكن محمودا زعم أنه لا تناقض، لذا نكتفي بأخذ أقواله زمن الأمن ما دام لم ينسخها، ولا قيمة لأقواله في المحكمة زمن الذعر، لأنها لا تعبّر عن حقيقة باطنه.

يقول:

1: ليس الكافر فقط مَن يكفِّر المسيح الموعود، بل من لا يؤمن به كافر حتى لو لم يكفِّره، وحتى لو صدقه في قلبه ولم ينكره بلسانه ولكنه ما زال مترددا في البيعة فيُعدُّ كافرا... إن الذين لا يؤمنون بالمرزا صاحب رسولا كفارٌ أشد الكفر وإن كانوا يعترفون بصدقه باللسان. (مرآة الحق)

2: كفّرتُ غير الأحمديين في حياة الخليفة الأول وكل فرد مِن أفراد الجماعة كان مطّلعا على رأيي هذا. (مرآة الحق)

3: إن الذين لا يؤمنون به [بالميرزا] كفار في رأيي بحسب تعليم القرآن الكريم وإنْ كانوا يؤمنون بالحقائق الأخرى كلها؛ لأنه لو وُجد في أحدٍ وجهٌ واحد مِن أوجه الكفر لكان كافرا.... إن الذين لا يؤمنون بنبي وإن لم يسمعوا عنه شيئا يُسَمَّون كفارا وإنْ كانوا لا يستحقون العذاب عند الله لأن عدم إيمانهم ليس ناتجا عن خطئهم. فقد ظل المسلمون يسمُّون الذين لم يُسلموا كفارا بالإجماع سواء أسمعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا. ولم يُفْتِ أحد إلى يومنا هذا بكون الأسكيمو من إيسلندا أو الهنود الحمر من أميركا أو السكان الأصليين في أستراليا مسلمين، كما لم يفتوا بإسلام ملايين النصارى الذين يسكنون في الجبال أو في أدغال أوروبا ولا يعرفون عن تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا. (مرآة الحق)

4: إن الشريعة تُفتي بالنظر إلى ظاهر الأمور لذلك سندعوهم كفارا. فلما كان سكان التيبت وسويسرا كفارا لعدم إيمانهم برسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف سيُعد سكان الهند مؤمنين مع عدم إيمانهم بالمسيح الموعود؟ (المؤمن من يؤمن بالمبعوثين جميعا)

...................................................................................

التكفير عند الأحمدية:

الأحمديون كلٌّ يغني على ليلاه، فهناك أكثر من موقف، فبعضهم يرى أنّ كُفْر من لم يؤمن بالميرزا كفر أصغر، أي أنه مجرد معصية، وهذا رأي مفتيهم في ربوة وعموم الناس هناك. ولا أراه إلا خوفا وامتدادا لموقف محمود المذعور في المحكمة عام 1954. أما الميرزا فلم يخطر بباله أن يذكر هذا الاصطلاح. وبعضهم يراه كفرا أكبر لا يختلف عن الكفر بأي نبيّ. وقد يُعثر على أقوال أخرى.

ولكن هؤلاء جميعا لا يستدلّون بقول الميرزا الأخير، ولا بأقوال محمود، بل يتحاشونها كأنها جَرَب.

.............................................................................

موقفي:

حين يرانا المسيحيون كفارا بدينهم، فهذا لا يُزعجنا، فنحن كفار حقيقةً بألوهية المسيح، ولا نرى له أي ميزة عن البشر.. بل نفخر أننا كفار بذلك. ولو قال لنا مسيحي: أنتم كفار بالثالوث الأقدس، فلن نقول له: بل أنت الكافر، لأنك كفّرتَ مؤمنا!!! بل نقول: نعرف هذا من قبل، ونشكرك على تذكيرنا.

وهكذا على الأحمديين -إنْ كانوا صادقين- إنْ قال لهم فلان: أنتم كفار بانقطاع النبوة، بل ترون الميرزا نبيا، وبعضكم يرى استمرار النبوة بعده أيضا.. فعلى الأحمدي أن يفرح بهذا التكفير، ويقول: نعم نحن كفار بذلك. ويُسعِدنا أن نكون كفارا بذلك. وعليهم أن يضيفوا: ما قيمة الإسلام من دون الميرزا ووحي الميرزا وتعاليم الميرزا؟ وما قيمة الإسلام من دون استمرار النبوة؟ إننا كفار بهذا الإسلام الذي يقطع النبوة!! وبهذا الإسلام الذي يكذّب الميرزا الذي ثبتت معجزاته، خصوصا زواجه من محمدي بيغم وإنجابه منها الابن الموعود!!

لكنّهم بسبب شعورهم بالنقص لعجزهم عن إعلان الحقيقة.. لم يعُد لهم عمَل إلا مهاجمة الآخرين، باحثين بالميكروسكوب عن أي شيخ يأتي بخرافة، أو أي داعشي يذبح سائحا، أو أي مأساة في العالم الإسلامي -الذي لم تتوقف مآسيه منذ مئات السنين، وقبل أن يُخلق جدّ الميرزا العاشر- ليشمتوا وليضحكوا وليُسقِطوا مشاعرهم على الآخرين.

#هاني_طاهر 22 ديسمبر2018