نبوءة زواج الميرزا غلام احمد من محمدي بيجوم

نبوءة زواج الميرزا غلام احمد من محمدي بيجوم

★ نبوءة زواج الميرزا غلام احمد

من محمدي بيجوم

اعداد محمد رشاد وزيري

قبل أن نخوض في تفاصيل هذه القصة العجيبة نشير إلى أن ميرزا غلام كان قد تزوج من سيدتين اثنتين خلال فترة حياته. تزوج في صغره من إحدى قريباته. و قد ولد له منها ابناه سلطان أحمد و فضل أحمد. أما الزواج الثاني فقد تم و هو في حوالي الخامسة و الأربعين من عمره في دلهي من نصرت جيهان بيجوم . أما أولاده من زواجه الثاني فهم محمود أحمد (الخليفة القادياني الثاني) و بشير أحمد (مؤلف سيرة المهدي) و مبارك أحمد. و للعديد من السنين وبعد الزواج الثاني استمر ميرزا غلام في ادعاء تلقي الفيوض من الوحي و الإلهامات التي تبشره بزيجات أخرى. و حيث أن الله العزيز الحكيم أراد أن يظهر للعالم أن مسيح القاديانية كان بعيداً عن البركات الإلهية و عن الاتصال بالله و أن إلهاماته و أحلامه لم تكن من الرحمن و إنما هي في أصلها من الشيطان. لهذا فإن جميع تلك الإلهامات و المنامات قد ثبت فشلها و كذبها.

فبعد زواجه الثاني من نصرت جيهان بيجوم لم يدخل في حياة الغلام امرأة أخرى في إطار عقد زوجية. وعلى أية حال فإنه من الأهمية بمكان معرفة المحاولات التي قام بها الغلام للزواج مرةً ثالثة. لأن ذلك يلقي الضوء على شخصية هذا الرجل خاصة وأنه حاول أن يجعل من زواجه الثالث ذاك علامةً من علامات صدقه. تعالوا بنا نقرأ النبوءات العظيمة لغلام قاديان في هذا المجال:

النبوءة المتعلقة بالزواج من سيدتين إحداهما عذراء و أخرى أرملة .

طبقاً لادعاء ميرزا غلام وقبل عقده زواجه الثاني فإنه قد تلقى وحياً يتعلق بزواجين آخرين. وهما الزواج من امرأة عذراء و من أخرى أرملة. و قد كتب في هذا ما يلي : ((بإمكانك أن تسال الشيخ محمد حسين باتالفي وأن يقسم على ذلك. بأنه أليس صحيحاً و قبل هذا الزواج الذي وقع لي في دلهي وكنت موجوداً في بيت الشيخ ذاته حينما سألني الشيخ حسين أن أقص عليه بعضاً من الوحي النازل علي . و قد قصصت عليه بعضاً من الوحي الحديث الذي تلقيته في تلك الأيام والذي يؤكد هذا الزواج. وكذلك الجزء الثاني من الوحي وكان كالتالي "بكر و ثيب". والذي يعني و يقرر أن إحدى الزيجات ستكون من عذراء و الأخرى بعد ذلك ستكون من أرملة . إنني أتذكر هذا الوحي و آمل أن لا يكون الشيخ محمد حسين قد نسيه. إنني أتذكر بيته حيث كان جالساً على الكرسي. لقد وصفت له هذا الوحي. وحيث لم يكن هناك أي اثر لقصة ابنة أحمد بيك في تلك الأيام و لم يكن هناك أي ذكر للزواج الثاني أيضاً. فإنه بالتالي يجب أن يعرف أن هذه علامة من الله. و قد شاهد الشيخ جزءاً من العلامة .أما الجزء الثاني المتعلق بزواجي من أرملة فإنه سيشاهده في وقت أخر))

(Zamima Anjam-e-Atham P.14.Roohani Khazain Vol. 11P. 298

تزوج ميرزا من نصرت جيهان بيجوم "عذراء"في العام1884.وهكذا تحقق الشطر الأول من إلهامه. و الآن بقي الجزء الثاني من إلهامه و هو زواجه من أرملة. بل بالأحرى فإنه قد تنبأ بالزواج بالعديد من النساء الأخريات. فبعد سنتين من زواجه من نصرت جيهان و في العشرين من فبراير لعام 1886 ادعى الغلام أنه تلقى وحياً يخبره بأنه سيتزوج بالعديد من السيدات الأخريات. وقد كتب الغلام في ذلك ما يلي: ((إن الله الرحيم بشرني زواجاً قائلاً: إن بيتك سيكون مملوءاً بالبركة و أنني سوف أتم نعمتي عليك من هؤلاء السيدات المباركات اللاتي سيحضرن إليك بعد هذا. وأن عائلتك ستنمو نمواً كبيرا)).

(Tabligh-e-Risalat vol.1 p.60.Collection of Advertisement vol.1p.102)

ولكن وبعد هذا الوحي فإنه لا ميرزا غلام تزوج مرةً أخرى ولا هو عقد على أيٍ من السيدات المباركات أو الغير مباركات. فالله العزيز الحكيم لم يشأ لهذا الادعاء الباطل أن يتحقق. وحينما نشر ميرزا وحيه بخصوص السيدات اللائي سيدخلن في عصمته سخر منه شخص يدعى منشي محمد رمضان في إحدى الصحف المحلية وهي صحيفة "أخبار البنجاب" في العدد المؤرخ بتاريخ عشرين مارس 1886. و قد رد ميرزا غلام على سخرية منشي محمد رمضان بما يلي:

((إني أعلنت في فبراير سنة 1886 بعد الإلهام من الله بأنه بشرني بالزواج بعد هذا الإعلان وسوف أتزوج نسوة ذوات يمن وبركات ويولد منهن أولاد)).

((وبخصوص هذا الإلهام فإن منشي محمد رمضان صاحب يقول: إن الإلهام له العديد من الأشكال. فهو بالنسبة للناس الطيبين يكون طيباً. أما بالنسبة للمراهقين فإنه يدور حول النساء)).

(Tabligh-e-Risalat vol.1p.90)

((إن بركات من الله تحل على هذا العبد المتواضع. ولقد أردت دائماً أن اروي بعضا ً منها لأصدقائي. وهكذا حتى تصل إليكم أنتم أيضا . حيث أنكم تعتبرون من بين الأصدقاء الأعزاء. و أريد أن اصف لكم هذه النبوءة ليوم واحد. ربما كان ذلك قبل أربعة أشهر عندما أوحي إلى هذا العبد المتواضع أن" ابناً يتمتع بقوتين مكتملاً في خصائصه الخارجية و الداخلية سيهدى إليكم وسيكون اسمه عمانويل و بشير". وحتى هذه اللحظة كنت اعتقد أن هذا الولد سيولد من هذه الزوجة (نصرت). ولكن الوحي المتتابع يشير إلى أنه وبالسرعة المطلوبة يجب علي أن أتزوج مرةً أخرى. و لقد قرر الوحي أن سيدةً تقيةً بالفطرة وبالسلوك ستعطى لي و ستحمل بأطفال. إن الشيء المدهش في هذا أنه بعد أن تلقيت هذا الوحي رأيت في المنام ما هو على هيئة أربعة حبات فاكهة قدمت لي. ثلاثة منها كانت فاكهة المانجو ولكن الأخرى كانت حبة كبيرةً خضراء ملونة و لم تكن تشبه فواكه هذا العالم. إنه الولد المبارك لأن معنى الفواكه في المنام هو الأولاد. و قد أعطيت البشارة بهذه الزوجة التقية و معها أربعة حبات فواكه أعطيت لي في الحلم. وحيث أن إحدى الحبات هذه كانت مختلفة فإن المعنى يكون واضحاً. والآن و حيث أن أعدائي و الذين هم مصابون بالعمي يعارضون ذلك قائلين: "لماذا لم يولد هذا الولد في هذا الوقت ؟" و في رأيي و قبل ولادة هذا الولد يبدو أنه من الضروري أن هذا الزواج الثالث يجب أن يتم. لأنه في هذا الزواج الثالث هناك إشارات إلى أولاد سوف يولدون. ولربما أن وقت هذا الزواج الثالث سيكون قريباً. ودعنا نرى أين يريد الله لهذا الشيء ان يقع. إن الوحي المتكرر الذي تلقيته بخصوص هذا الشأن و كذلك إرادة الله يبدو أنها متحققةٌ لا محالة)).

(Maktoobat-e-Ahmadiyya Vol.5 p.5-6)

وفي العشرين من يونيو لعام 1886 كتب ميرزا غلام إلى رفيقه حكيم الدين ما يلي:

(( إن ما كتبه إليكم هذا العبد المتواضع وبكل مودة أنه أراد أن يخبركم عن بعض الأسرار في إلهاماته. لأنه و كما هي عادة هذا المتواضع أنه و لكي يزيد من قوة و إيمان أصحابه فإنه يخبرهم عن بعض الأشياء الغيبية والخافية عليهم. وإن الحالة الحقيقة لهذا العبد المتواضع و منذ تلقيه الإشارات الإلهية عن خبر زواجه الثالث أنه قد أصابه قلق شديد ولكنه لا يستطيع أن يمتنع عن إرادة الله.... وفي البداية حاولت جاهداً أن أتخلص من هذا الأمر الإلهي. ولكن الوحي المتكرر و الإلهامات المستمرة تثبت لي أن هذا هو قدر محتوم )).

(Qadhaa-e-Mubrim)."(Maktoobaat-e-Ahmadiyya vol.5 No.2 p.80)

ويجب ملاحظة أن القدر في رأي الغلام ينقسم إلى نوعين: الأول هو القضاء المعلَق. و الثاني هو القضاء المبرم والمحتوم. أما القضاء المعلق فهو شيء يمكن تغييره بالصلاة أوالطب أو التوبة... إلخ. وأما القضاء المبرم فهو شيء ثابت و محتوم ولا يمكن تأجيله. وهكذا فان هذا الزواج الثالث بالنسبة لميرزا غلام قدر محتوم لا يمكن تأجيله أو دفعه تحت أي ظرف من الظروف. ولكن وبالرغم من اعترافه بفحوى وجوهر الأمر إلا أن ميرزا لم يحقق هذا الزواج الثالث المقرر و المحتوم عليه. و الذي كان الوحي و الإلهام ينهمر عليه بخصوصه منذ مدة طويلة. فكونه لم يتحقق واقعاً مادياً هو أحد الآيات المبصرة الكثيرة التي تثبت أن غلام قاديان كاذب في ادعاءاته. و لكن هيهات لعبيد الطاغوت من القاديانيين أن يصدهم شيء عن عبادة طاغوتهم و معبودهم. والآن هيا بنا نتابع كيف حاول ميرزا غلام يائساً أن يحقق هذه الإلهامات بخصوص زواجه الثالث.

الزواج الثالث من عام 1888 إلى العام 1892 قد يتساءل من لا يعرف تفاصيل قصة غلام قاديان مع الفتاة محمدي بيجوم عن السبب وراء إصرار الغلام على نبوءته العجيبة تلك. لكن كما يقول المثل "إذا عرف السبب بطل العجب". فقد كانت الفتاة محمدي بيجوم ابنة لقريب الغلام. و كان في يد الغلام أوراقاً عديدة للضغط على أبيها و دفعه للقبول بهذا الزواج. لذلك وضع الغلام كل ثقله في هذه النبوءة التي كان يظن جاهلاً بأنه قادر على تحقيقها بسهولة مستغلاً أوراق الضغط التي في يده من ترغيب و تهديد. و من الأوراق التي كانت في يد الغلام للضغط على أهل الفتاة قضية النزاع المالي لعائلة الفتاة و الذي كان بيد الغلام حله بجرة قلم. ففي العام 1888 جاء ميرزا أحمد بيك والد الفتاة محمدي بيجوم إلى ميرزا غلام طالبا مساعدته في تسوية نزاع على قطعة من الأرض. و الحقيقة أن ميرزا أحمد بيك كان احد أقارب ميرزا المقربين:

* لقد كان ميرزا أحمد بيك زوجا لابنة عم الغلام وتدعى (اميرون نيسا).

* لقد كان ميرزا أحمد بيك أخاً لزوج أخت الغلام.

* لقد كان ميرزا أحمد بيك خالاً من ناحية الأم لعزت بيبي زوجة فضل احمد ابن ميرزا غلام.

* لقد كان ميرزا أحمد بيك نسيباً لميرزا علي شير بيك ابن عم الغلام. و كان علي شير أخاً لزوجة ميرزا غلام الأولى والتي تركها الغلام حتى بدون أن يطلقها

* كانت أخت ميرزا أحمد بيك متزوجة من ابن خال ميرزا غلام ويدعى غلام حسين. إن المعلومات أعلاه تظهر علاقة القرابة الوطيدة بين ميرزا غلام و عائلة محمدي بيجوم . وقد كان الغلام يقضي مع أهلها معظم وقته في قاديان حيث كان بيته ملاصقاً لبيتهم. وتذكر بعض الكتب بأن الفتاة محمدي بيجوم كانت فائقة الجمال. ولأن بيتها كان ملاصقاً لبيت الميرزا فإنه كان لديه العديد من الفرص لرؤيتها. وربما يكون هذا أحد أسباب إصراره في البداية على الزواج منها. أما إصراره على مدى السنين التالية فكان لربطه الغبي بين هذا الزواج و بين حقيقة نبوته المزعومة. وعلى أية حال فقد رفض أهل الفتاة طلب الغلام بشدة. فهم لم يوافقوا على زواج ابنتهم التي هي في العشرين من رجل كبير متزوج من اثنتين و له الكثير من الأولاد. وعلاوةً على ذلك فإنهم كانوا يعارضون ادعاءاته الدينية و يتهموه بادعاء النبوة مع أنه كان في البداية ينفي ذلك و يقول بأنه متلق لوحي النبوة فقط !!. لقد رفض أهل الفتاة طلب الغلام. لكن جمال محمدي بيجوم كان يأخذ بالعقول. و قد تكون هذه هي نقطة الضعف التي دفعت الغلام إلى التمادي في ادعاءاته بالوحي الإلهي بخصوص الفتاة مما أدى في النهاية إلى فضح كذبه و افترائه على الله. و كما يقولون فإن "من الحب ما قتل". أما الدافع الثاني للغلام فكان - على ما يبدو - اقتناعه بأن أوراق الإكراه التي في يده كافية للحصول على مبتغاه في النهاية.

أراد أحمد بيك أن يُحوّل عقارات وأملاك أخته التي فقدت زوجها على اسم ابنه، ولكي يتم هذا التسجيل قانونيا كان لا بد من الحصول على موافقة ميرزا غلام. وحينما جاء والد الفتاة طالباً المساعدة من الغلام لحل مشكلة الأرض المتنازع عليها فإن الغلام وجد ضالته و فرصته السانحة. لقد وافق على أن يساعده. لكنه طلب في مقابل ذلك يد ابنته للزواج منها. وقد قام الغلام بتغطية طلبه هذا على أنه أمر ملهمٌ له من الله. و لم يتوقع الغلام أبداً أن يتم رفض طلبه خاصة و أن والد الفتاة كان في حاجة ماسة إلى مساعدته. إن رسالة ميرزا غلام والتي نشرت في طبعة العاشر من مايو 1888 في صحيفة "نور افشان" تقدم لنا تقريراً كاملاً للقصة على لسان الغلام نفسه:

((إن عم محمدي بيجوم والذي يعتبرني كاذباً و ماكراً في ادعاءاتي قد طلب مني إشارة سماوية .لذلك فقد قمت بالكثير من الصلوات من اجله. وها قد استجيبت تلك الصلوات الآن. فقد هيأ الله هذا الأمر لي إلى درجة أن والد هذه الفتاة جاء يتوسل إلي في مهمة ضرورية. والتفاصيل هذه كالتالي : إن احدى أخوات أحمد بيك كانت متزوجة من احد أبناء عمي ويدعى غلام حسين. و غلام حسين هذا كان قد اختفى قبل خمسة وعشرين عاماً مضت ولا توجد عنه أية أخبار. كما أن ملكية حقوق أراضي غلام حسين هي من حقي .وهي مسجلة عند الحكومة باسم أخت أحمد بيك والتي هي زوجة غلام حسين. وفي الوقت الحاضر فإن هذا الرجل وبموافقة أخته يريد الحصول على تلك الأرض والتي تقدر قيمتها بأربعة ألاف إلى خمسة ألاف روبية. و التي قام بتحويلها إلى ابنه أحمد بيك كمنحة. ومن هنا فإن هذه المنحة قد كتبت من قبل أخته. وحيث أن هذا العمل بدون موافقتي سيصبح باطلاً ولاغياً فإن هذا الرجل جاء إلينا بتذلل كبير حتى نقوم بتوقيع تلك الورقة. وحيث كنت على وشك توقيع هذه الورقة فقد فكرت بأن أقوم بالاستخارة للحصول على الموافقة من الله على هذا العمل. وهكذا وبعد العديد من الطلبات من هذا الرجل قمت بالاستخارة. ولقد كانت هذه الاستخارة نقطة تحول لإظهار الوقت الملائم لتلك الآية السماوية. والتي أظهرها الله بهذا السلوك)).

(Roohani Khazain Vol. 5 p.285-286: Collection of Advertisements vol.1 p.156-157).

((إن الله القدير العليم طلب مني أن أسعى لطلب يد الإبنة الكبرى لهذا الرجل المدعو أحمد بيك. وأنه علي أن أخبره بأن السلوك الحسن والكياسة والفطنة التي أظهرها له تعتمد على الآتي:

- إن زواجها مني سيكون مصدر بركة وعلامة رحمة بالنسبة لوالدها.

- وإن الأب سيحصل على نصيبه من هذه البركات و الرحمات والتي تم تدوينها في النشرة المؤرخة في العشرين من فبراير عام 1886.

- ولكن إذا لم أتمكن من الزواج بها فإن الفتاة ستواجه نهايةً مأساوية. أما الشخص الأخر الذي سيتزوج بها فسوف يموت في غضون عامين ونصف من تاريخ الخطوبة. و أيضاً سيموت والد الفتاة في غضون ثلاث سنوات. وإن أهل بيتها سيبتلون بالخلافات والفقر والتشتت خلال تلك الفترة. وإن الفتاة ستواجه العديد من الأحداث الغير سارة و المأساوية )).

(Roohani Khazain Vol. 5 p.285-286:Collection of Advertisements vol.p.156-157).

وفي كتاب آخر أضاف الغلام التالي:

(( ومن خلال النبوءة فإن الله المجيد أوحى إلى هذا العبد المتواضع بأنه أمر محتوم أن الإبنة الكبرى لميرزا أحمد بيك - ابن ميرزا قامان بيك هشيار بوري - سوف تتزوج مني. وأن هؤلاء الناس سوف يلجؤون إلى إظهار عداوة كبيرة و سوف يضعون العقبات في طريق ذلك. ولكن في النهاية وتأكيداً وأكيداً فإن ذلك الزواج سوف يتم. إن الله المجيد سوف يحضرها لي بكل السبل المتاحة سواء أكانت عذراء أو أرملة. وأنه سوف يزيل جميع العقبات أمامي . وبناءاً على الحاجة فإنه سوف يحقق هذه المهمة. و لا أحد سيتمكن من منع ذلك )).

(Izala-e-Auham.Roohani Khazain vol.3 p.305).

الآية السماوية هي السبب الإلهي لهذا الزواج !!

إن السبب الذي يطرحه ميرزا غلام لهذا الزواج الإلهي هو كالتالي: (( إن هؤلاء الناس يعتبرونني كاذباً وماكراً في ادعاءاتي من تلقي الوحي. واستخدموا جميع أنواع المعارضة ضد الإسلام والقرآن الكريم (ميرزا و تفسيرات ميرزا) وطلبوا مني إشارة أو آية سماوية. ولأجل هذا قمت بأداء العديد من الصلوات في العديد من المناسبات من أجلهم. وقد قبلت هذه الصلوات لتظهر لي العلامة التي أوجدها الله. و قد منحني الله الفرصة لدرجة أن والد الفتاة جاء إليَ من أجل مهمة ضرورية (وهكذا فقد اقتنص الغلام تلك الفرصة) ))

(Aina-e-Kamalaat-e-Islam.Roohani Khazain vol.5 p.285).

الزواج الرباني – اختبارٌ لحقيقة ميرزا وأكاذيبه

بعد إعلانه عن هذه النبوءة أعْلَن ميرزا غلام ما يلي:

(( يجب أن يكون واضحاً للناس بأنه لا يوجد معيار ومحك لاختبار الحقيقة أو الأكاذيب من نبوءتنا هذه))

(Roohani Khazain Vol. 5 p.285-286:Collection of Advertisements vol.1 p.156-157).

لكن و كما هو معلوم فإن هذه النبوءة لم تتحقق على أرض الواقع أبداً. وربما يظن أحد الأحمديين احتمال وجود سوء فهم من جانب الميرزا في تفسير الوحي الإلهي. ولكن في الحقيقة لا يوجد أي احتمال لسوء الفهم هذا. فمع أن الغلام كان يتهم الأنبياء أجمعين بعدم فهم الكثير من وحي الله و نبوءاته إلا أنه كان شديد الثقة بنبوءاته الخاصة شديد الغرور شديد التحدي لمناوئيه مؤمناً بقوة إلهامه لدرجة أن أي افتراض بوجود خطأ أو سوء فهم كان خارج النقاش أصلاً. و من كلماته التي ذكرها بهذا الصدد: (( إن النبوءات التي قدمت أمام خصومي بهدف إثبات بعض الادعاءات تشتمل على نوع خاص من النور والهداية. حيث أن الأشخاص الموحى إليهم - حين يضعون جل اهتمامهم وتركيزهم نحو الله - ينجحون في الحصول على فكرة واضحةٍ عن تلك المعاني وتلك الطبيعة )).

(Izala-e-Auham p. 202.Roohani Khazain vol.3 p. ).

إن ميرزا لم يجعل هذه النبوءة مثل عصى الياردة فقط ولكن جعلها دليلاً على إثبات حقيقته وأكاذيبه . كما جعلها أيضاً معياراً لانتصار الإسلام أو هزيمته. يقول الغلام: ((كنت وبصورة دائمة أتدبر من أجل البحث عن توضيحٍ وتفصيل لهذه النبوءة. و قد أصبح جلياً لي أن الله قد منحني الإبنة الكبرى للمدعو أحمد بيك وأنها حتماً ستتزوج هذا العبد المتواضع بعد أن يتم إزالة جميع العقبات. وأن هذا الحدث سيجعل الناس غير المتدينين يتحولون لكي يصبحوا مسلمين كما سيؤدي إلى هداية البعيدين عن الهداية)).

(Roohani Khazain Vol. 5p.285-286:Collection of Advertisements vol.1 p.156-157).

و الوحي أيضاً ظهر إليه كالتالي: (( إنهم كانوا يكذبون بآياتي و كانوا بي من المستهزئين. وإن الله معك في التعامل مع هؤلاء الذين يعارضون هذه المهمة. وفي النهاية فإننا سنعيد إليك هذه الفتاة. لا تبديل لكلمات الله. إن ربك فعال لما يريد. أنت معي وأنا معك. وبعد فترة قصيرة سوف تصل إلى مرحلة يمدحك فيها الناس. وهذا بالرغم من أن الناس الأغبياء و الجهلة يقومون بالحط من قدرك ويشتموك بكلمات نابية بسبب فسادهم القلبي وفهمهم الحاقد . ولكن وفي النهاية فإنهم سوف يشعرون بالخجل حينما يشهدون المسعف من الله كنتيجةٍ لظهور الحقيقة. وهناك تمدح في جميع الأرجاء)).

(Roohani Khazain Vol. 5 P.285-286:Collection of Advertisements vol.1 p.156-157).

أما والد الفتاة محمدي بيجوم فقد شعر بحرجٍ كبير من هذه الإعلانات المتكررة على الملأ بخصوص ابنته و عرضه. فقد كان هذا الأمر - حسب الثقافة الهندية – مصدر عار و خجل لدرجةٍ كبيرة. إن خطأه الوحيد كان الذهاب إلى ميرزا غلام طالباً منه معروفاً. فما كان من مدعي وحي النبوة هذا إلا أن تصرَف بطريقةٍ يخجل منها حتى الإنسان قليل الحياء. لقد قام وبشكل فاضح بانتهاز هذا الموقف و لم يحترم علاقة القربى بهذا الرجل ولم يحترم سنه وحتى أنه لم يحترم تلك المكانة الدينية التي يدعيها هو. ربما كان الناس سيسامحونه ويتناسون هذا الموضوع لو أنه ترك هذا الادعاء. ولكن الغلام كان شديد الثقة في قبول طلبه إلى درجة أنه استمر في الإصرار على أن نبوءته ستتحقق بشكلٍ حتميٍ و أكيد. يقول الغلام: ((عليك أن تنتظر (تحقيق) هذه النبوءة المذكورة في الإعلان بتاريخ العاشر من يوليو عام 1888 ومعه يوجد هذا الوحي الملحق: يسألونك أحق هو. قل إي و ربي إنه لحق. ولن تستطيعون منعه من الوقوع. زوجناكها نحن بأنفسنا ولا يستطيع أحد أن يبدل كلماتي. وحين يرون الآية فسوف يعرضون بوجوههم ويقولون: إن هذا إلا محض خداع ومحض سحرٍ))

(Asmani Faisla p.40. Roohani Khazain Vol.4 p.350).

وفي هذه الرسالة الموجهة إلى العلماء و القادة الروحيين في الهند كتب ميرزا ما يلي:

(( إن القسمة و القدر قريباً سوف ينتشرا. وإن الله قد حكم نهائياً و حدد الوقت لحدوثه (الزواج) و أنه آت لا محاله. وأقسم بالله الذي أرسل إلينا محمداً المصطفى وجعله أفضل المرسلين وأفضل المخلوقات أن هذه حقيقةً واقعةً وأنكم سوف تشاهدونها وسوف أجعل هذا الخبر معيار الحقيقة والبطلان. إنني لم أعلن هذا الذي أقول حتى أعلمت عنه من الله)).

(Anjam-e-Atham p.223).

ولتأكيد مغزى هذه النبوءة و بأنها علامة من الله قال الغلام ما يلي:

(( بخصوص هذه (النبوءة) فإن بعض أصحاب العقول المنصفة من كتاب الآريين قد شهدوا أيضاً بأنه إذا ما تحققت هذه النبوءة فسوف تكون حقاً علامة من الله. كما أن هذه النبوءة تعمل ضد الناس القساة الذين يبدو أنهم جردوا سيوف العداوة والحقد والذين لو علموا الحالة التي هم عليها فسوف يكونون على حذرٍ و ذلك للمغزى العظيم لهذه النبوءة. إن كل شخصٍ يقوم بقراءة هذا الإعلان بغض النظر عن درجة تحامله فإنه لا محالة سيوافق على أن مضمون هذه النبوءة خارج عن قدرة الإنسان)).

(Izala-e-Auham p.199)

الغلام بدأ يشك بتحقق النبوءة ولكن إلهه يطمئنه و يؤكد تحققها ..

بمجرد أن أطاح به المرض واعتقد بأنه على وشك الموت أصاب الغلام وجل وخوف من احتمال عدم تحقق هذه النبوءة . لكنه تلقى وحياً جديداً معيداً التأكيد إليه. هذا ما يدعيه الغلام. و القصة على لسانه هي كما يلي:

((بمجرد أن أوحي إلي بهذه النبوءة - و التي كانت على وشك أن تتحقق حيث أنها لم تتحقق بعد حتى تاريخ 16 أبريل لعام 1891- فإن هذا العبد المتواضع قد واجهه مرض حاد قربني قريباً من الموت لدرجة أن معنوياتي قد انهارت. وفي هذه اللحظة الحساسمة مرت هذه النبوءة أمام عيني حينما بدا أن اللحظة الأخيرة قد دنت وربما يكون اليوم التالي هو يوم نعشي. في ذلك الوقت فكرت في هذه النبوءة و بأنه قد يكون لها بعض المعاني والتفسيرات الأخرى التي لم أستوعبها. لكن وفي تلك اللحظات الحرجة تلقيت الوحي التالي: "إن هذا لهو الحق من ربك فلا تكونن من الممترين")).(Izala-e-Auham p.1إذاًإذاً و مرة أخرى تم التأكيد له بأن زواجه من محمدي بيجوم أمر مفروغٌ منه. إنه أمرٌ تم تقريره في السماء. ومن هنا فلا يوجد احتمال لحدوث أي تغييرٍ على ذلك. لقد أعلن الغلام أن هذا هو المعيار الوحيد لإثبات صدقه أو كذبه. وحيث أنه كان يعتبر نفسه الممثل الحقيقي والمدافع عن الإسلام فإنه اعتبر هذه المشكلة رمزاً لانتصار الإسلام ذاته أو هزيمته.

الغلام ينحني لكي يهاجم

لكن المحظوظ ميرزا أحمد بيك كان قد رفض بازدراء طلب الغلام وقرر أن يزوج ابنته من شخص آخر هوقريبه المدعو ميرزا سلطان محمد. وقد علم ميرزا غلام بهذا الأمر. و هو الذي كان مستجمعاً كامل حماسته وعظيم ثقته بحتمية نجاحه النهائي بهذا الخصوص. و لم يكن الأمر سراً يمكن إخفاؤه. فنتيجة لإصرار الغلام وإعلاناته أصبح الأمر خبراً واسع الانتشار. لقد تم ذكره في الصحف والمجلات وأصبح حديث المدينة والناس المسلمين منهم والهندوس والسيخ والنصارى. كلهم صار شديد الاهتمام بمعرفة تطورات هذا الموضوع. أصبح موضوع الزواج الرباني للميرزا أكثر إثارة للناس من أي زواج ملكي. إن التحديات الكثيرة التي أعلنها الغلام من وقت إلى آخر جعلت الموضوع شديد الإثارة والتعقيد في نفس الوقت. أما أفراد عائلة الفتاة والذين كانت لديهم خلافات دينية مع ميرزا غلام فقد ضاع احترامهم أمام الناس من خلال الإعلانات العامة المخزية التي قام بها الميرزا. لكن والد الفتاة أصر على رفض طلب الميرزا قطعياً. و كان هذا الأمر بالنسبة لميرزا غلام جد خطير إلى درجة أن إتمام هذا الزواج أصبح مسألة حياة أو موت. كيف لا و قد أعلن هو نفسه أن هذا الزواج هو اختبار لمصداقيته أو أباطيله. لقد ادعى ميرزا غلام هذه النبوءة وأعلنها وحددها بشروط قطعية ومطلقة وواضحة لدرجة أنه كان من الصعب عليه التراجع عن هذا الموقف أو حتى إعادة تفسير تلك النبوءة لكي تعني شياً آخر غير الذي كانت تعنيه.

وعلى أية حال فإن ميرزا غلام كان يصرح بأنه ومن الناحية النظرية فإنه يجب على الشخص الموحى إليه أن يكافح من أجل تحقيق نبوءاته. و من وجهة نظر الغلام فإنه لا يوجد تناقض بين هذه الجهود وبين موقعه كمتلقي موحى إليه. إنه وبسبب وجهة النظر تلك أمر الغلام ببناء منارة في قاديان لتحاكي المنارة التي ذكرت في الحديث المتعلق بنزول عيسى عليه السلام. يقول الغلام في هذا المجال ما يلي : (( لو أن الوحي الإلهي أخبر بشيء ما كنبوءة فإنه لو كان بالإمكان لرجلٍ تحقيق هذه النبوءة بدون أن يسبب فتنةً وبدون اللجوء إلى الطرق الغير شرعية فإن بذل تلك الجهود من أجل تحقيق تلك النبوءة ليس جائزاً فقط ومباحاً بل هو أمر مسنون)).

(Haqeeqat-ul-Wahi p.191).

وباتباعه هذا المبدأ حاول وبكل الوسائل المتاحة إقناع والد وأقارب محمدي بيجوم أن يوافقوا على طلبه الزواج من ابنتهم. لقد لجأ إلى جميع وسائل الإغراء والتهديد التي كان بمقدوره أن يوظفها في طلبه ليد الفتاة كما هو في إعلانه المؤرخ بتاريخ العاشر من يوليو عام 1888. إن أسلوب الترغيب و الترهيب كان ظاهراً و واضحاً في ذلك الخطاب. فقد وعد في حال قبول طلبه بجائزة ربانية. أما في حال رفض طلبه فإنه حذرهم من الغضب الشديد للإله.

رسائله إلى العديد من الأقارب

بمجرد أن أصبح واضحاً أن والد الفتاة محمدي بيجوم مصمم على أن يزوج ابنته من رجلٌ من لاهور - هو محمد سلطان - بدأ ميرزا غلام كتابة رسائله إلى مختلف الأقارب. كتب رسائل إلى أبيها ميرزا أحمد بيك و إلى عمها ميرزا علي شير بيك و إلى عمتها وإلى أقارب آخرين. كتب إلى كل شخصٍ بامكانه أن يكون له أي تأثير في قرار الزواج. لقد طلب من جميع أولئك الناس و بضعفٍ و تذللٍ كبير أن يبذلوا كل مساعيهم الخيرة في هذا الموضوع.

لقد كان ميرزا شير علي بيك ابن خال لميرزا غلام. كانت زوجة ميرزا غلام الأولى - والتي هي أم لأبنائه الاثنين سلطان احمد و فضل احمد - كانت أختاً لميرزا شير علي. ولكن ميرزا غلام جعلها معلقة لسنين عديدة دون أن يردها إليه أو يطلقها. ونتيجةٍ لذلك ولسنوات طويلة بقيت تلك السيدة الفقيرة مع والديها. لقد رفض ميرزا غلام أيضاً أن يدفع لها نفقتها الواجبة عليه. لقد كان ميرزا شير علي عماً لمحمدي بيجوم. وكانت زوجته أختاً لوالد محمدي بيجوم. بالإضافة إلى ذلك فقد كان ميرزا شير علي والداً لعزت بيبي زوجة فضل احمد ابن ميرزا غلام. و كانت والدة عزت بيبي زوجة لميرزا علي شير بيك كما وكانت أيضاً عمةً للفتاة محمدي بيجوم.

وبسبب ذلك السلوك الغير أخلاقي الذي اتبعه ميرزا غلام مع زوجته الأولى فإن جميع أقاربه كانوايشعرون بالغضب نحوه. وقد علم ميرزا غلام أن عزت بيبي زوجة ابنه "ميرزا فضل احمد" و والدتها كانتا من المعارضين لزواجه من الفتاة محمدي بيجوم. و علم أيضاً بأنهم فضلوا زواج البنت من ميرزا سلطان محمد. لذلك فقد إستشاط غيظاً و غضباً وكتب عدة رسائل إليهم. و قد قام القاضي فضل احمد لود يانفي بطباعة تلك الرسائل في كتابه " كلمة فضلي رحماني". و قد احتفظ بالرسائل ميرزا شير علي بيك و أعطاها للشيخ نيزوالدين من راهول والذي أعطاها بدوره للقاضي فضل أحمد. و فيما يلي مقتطفات من تلك الرسائل التي تلقي الضوء على عقلية الرجل الذي أدعى أنه المصلح المعَين من السماء و بأنه المهدي و المسيح.

الرسالة الأولى

في الثاني من مايو لعام 1891 كتب ميرزا غلام إلى أخ زوجته "ميرزا شير علي بيك": ((عزيزي ميرزا شير علي بيك. السلام عليكم ورحمة الله. يعلم الله أنني لا أتعامل معكم كأناس غرباء وأنني أعترف بأنك تتمتع بحسن الخلق و طيب الفطرة و الاستقامة على الاسلام. ولكن ما سأخبرك به الآن سيؤثر عليك ويضيرك كثيراً. أقسم بالله أنني أنوي قطع علاقاتي مع أولئك الذين يعتبرونني حقيراً و بأنني عدو للدين. وبخصوص ابنة ميرزا أحمد بيك فأنت تعلم كم هي خلافاتي مع أهلها. و قد سمعت أنه في الثاني أو الثالث من العيد ستتزوج الفتاة وأن أناساً من عائلتكم داخلون في هذه النقاشات. وأنت تعلم أن المشاركين في هذا الزواج هم أعدائي الألدَاء. علاوةً على أنهم أعداءٌ للأسلام. إنهم يريدون أن يثيروا سخرية النصارى ويريدون أن يدخلوا السرور على الهندوس كما أنهم لا يهتمون مطلقاً بدين الله ورسوله. إنهم قد قرروا وبكل حزمٍ أنني يجب أن أُفضح ويريدون أن يسودوا وجهي. إنهم على وشك أن يستخدموا السيف من جانبهم. ولكن إنها إرادة الرب أن ينقذني. فإذا كنت أنا منه فإنه سوف ينقذني بالتأكيد. لو أن أفراد عائلتكم مجتمعين حاولوا إقناع أخيك فلماذا إذاً لا يعطي موافقته؟ هل أنا من طبقةٍ وضيعةًً حتى يكون عاراً عليه أن يزوج الفتاة لي؟ ومن جانب آخر فإنه مستمرٌ في إهمال طلبي للزواج. و أخيراً تركني تحت رحمة أخيه. والآن فإن الجميع قد توحد في مسألة زواج الفتاة. ماذا أريد أن أفعل بهذه الفتاة؟ ربما أنها ستتزوج من أي شخص آخر. إن هذا مجرد اختبار. إن هؤلاء الذين اعتبر أنهم مني والذين أردت أن يكون لي نسلاً من ابنتهم وإرثاً هم عطشى إلى دمي. إنهم يطعنون في شرفي ويريدون أن يفضحونني ويسودوا وجهي. إن الأمر يعود إلى الرب لكي يكشف خيانة من يشاء بإرادته. ولكن فيما يتعلق بهؤلاء الناس وإلى مدى بعيد فإنهم يريدون حقاً أن يلقوا بي في النار........و بما أنني أنتمي إلى هذه الطبقة الوضيعة فإنه لا يوجد سبب لأن أحتفظ بعلاقة مع ابني. ومن هنا فقد كتبت إليهم بأنه إذا لم تتوقفوا عن نيتكم ولم تمنعوا أخاكم من إتمام هذا الزواج فإن ابني فضل احمد لن يكون بالنتيجة قادراً على الاحتفاظ بابنتكم على ذمته. ففي حال زواج محمدي من شخص آخر فإن فضل احمد سيطلق ابنتكم. وإذا لم يطلقها فسأحرمه من ميراثي. ولكن إذا واجهتم أحمد بيك من أجلي وأوقفتموه عن نيته تلك فإنني سأكون معكم بقلبي و روحي . وكذلك ابني فضل احمد الذي هو الآن تحت سيطرتي. فإنني سوف أوجهه وأصلحه في كل مجال و سوف أحاول أن أرتب كل شيء بخصوص ابنتكم. كما أن ثروتي ستكون ثروتهم. وهكذا فإنني أكتب إليك لكي تغتنم هذه الفرصة. ولكي تكتب أقوى رسالة إلى أحمد بيك بأن عليه أن يتوقف عن هذا. وأن تأمر أفراد أسرتك أن يواجهوا أخاهم و أن يوقفوه وإلا فإنني أقسم بالله بأنني سوف أقطع جميع العلاقات معكم إلى الأبد. وإذا أراد فضل احمد أن يكون ابناً لي ووريثاً لي فسيحتفظ بابنتكم في بيته. و تكون سعادة زوجتك متوقفةٌ على هذا الأمر. وما عدا ذلك وبمجرد أن أذهب فستكون جميع علاقاتنا مقطوعة.........))

" Khaksar Ghulam Ahmad. Ludhiana. Iqbal Gunj dated May 2. 1891." (Kalma-e-Fazl-e-Rehmani by Qazi Fazal Ahmad. collection of leters of Mirza Ghulam to the relatives of Mohammadi Begum. Cited in Qadiani Madhhab and Raees-e-Qadian).

رد شير علي بيك على ميرزا غلام في الرابع من مايو عام 1891 ((أخي ميرزا غلام أحمد. السلام عليكم. استلمت رسالتكم . إنه لمن لطفك أن تعتبرني من ذوي الفطرة السليمة ومن الأتقياء. لكنني لا يمكن أن أقبل ادعاءك للنبوة. وإنني أدعوا الله بأن يجعلني أستقيم على طريق أسلافنا الصالحين وأن يميتني على ذلك..... ماذا أستطيع أن أفعل بخصوص أحمد بيك ؟ إنه مسلم بسيط. فما وقع وحدث كنت أنت المتسبب فيه. فلو أنك لم تفسد عقيدتك ولم تدع تلقي الوحي ولو أنك لم تتهدده بالموت لكان بالإمكان أن لا يرفضك. صحيح أنك تقدمت كقريب لكن كان عليك أن تفكر بنفسك أنه لو كان أحمد بيك مكانك وأنت مكانه فماهي الأشياء التي ستضعها في اعتبارك قبل الموافقة على هكذا طلب؟ لو أن أحمد بيك طلب منك هذا الزواج وهو مصاب بالعديد من الأمراض و هو فوق الخمسين من العمر و علاوة على ذلك أنك تفوق مسيلمة الكذاب فهل ستوافق على تقديم يد ابنتك له؟

كان عليك أن لا تشطط بعيداً حين كتابة الرسالة. هناك فتيات في كل بيت. كما أن نظام العالم يتقدم في مثل هذه الأحوال. لا يوجد أي ضرر إن قمت بتطليقها فهذا سيصبح تقليداً جديداً للنبوة. وعليك أن تتقبل سواد هذا العار على وجهك. أما بالنسبة لرغيف الخبز فإن الله سيرزقنا إياه من أي مكان سواءً أكان طازجاً أو جافاً. ولكن ذاك الخبز الجاف هو الأفضل حيث سيكون بالكسب و الجهد.

إنني أكتب إلى أخي أحمد بيك وإنني أيضاً أعيد رسالتك التي أرسلتها مع تلك الرسالة. وحيث أنني لا أستطيع أن أقوم بعمل أي شيء ما دام هو موجوداً. كما أن زوجتي ليس لديها الحق أن تطلب من ابنة أخيها أن توافق على طلب زواج من رجل مريضٍ جداً وصل به المرض الذهني وتطور إلى درجة الاتصال بالسماء....لو أن والدها وافق بنفسه على ذلك فإنني وزوجتي لن نعارض. لقد قمت بالكتابة إليه شخصياً. ولكن قلمك قد تعود على كتابة الكلمات القاسية والصلفة. وبقدر ما تستطيع عليك أن تبتعد عن استخدام مثل تلك الكتابات. وحاول أن تلتمس وأن ترجو في طلبك)). Khaksaar. Ali Sher Baig. Qadian dated 4th May 1891" (Nawishta-e-Ghaib by Khalid Wazirabadi pp.126-128. cited in Qadiani Mazhab by prof Burni p.463).

الرسالة الثانية في الرابع من مايو عام 1891

كتب ميرزا غلام الرسالة التالية إلى زوجة ميرزا شير علي بيك (عمة الفتاة محمدي بيجوم):

(( يجب أن تعلم والدة عزت بيبي أنني قد تلقيت الأخبارالتي مفادها أن محمدي بيجوم سوف تتزوج في غضون أيام قليلة. وأنني أقسمت بالله أنني سأقوم بقطع جميع العلاقات إذا حدث أن وقع هذا الزواج. لن تبقى هناك أية علاقات. لذا فإنني أخبرك وأنصحك بأن تقنعي أخاك أحمد بيك لكي يفهم ويغير نيته تلك. عليه أن يتخلى عن ذلك بأية طريقة. وإذا لم يتراجع فاعلمي أنني قد قمت بكتابة رسائل إلى مولوي نور الدين وفضل احمد ومضمونها بأنكم إذا لم تقلعوا عن نيتكم هذه فإن فضل احمد يجب عليه أن يرسل ورقة الطلاق إلى عزت بيبي. وإذا رفض فضل احمد أن يكتب ورقة الطلاق فإنه سيتحمل تبعة حرمانه أن يرثني. فبعد موتي لن يعتبر وريثي ولن يرث مني ولو بيزةً واحدة. و أنا آمل منه أن يصدر ورقة طلاق مشروطة تنص على أنه إذا لم يوقف ميرزا أحمد بيك زواج محمدي من شخص آخر فإنه وفي نفس اليوم الذي تتزوج فيه محمدي من ذلك الشخص تكون عزت بيبي مطلقة بالثلاث. وهذا الأمر واضح الآن. ففي حال زواج محمدي من شخص آخر ستكون (عزت بيبي) مطلقة من فضل احمد. و هذا يعتبر طلاقاً مشروطاً. وأنا أقسم بالله بأنه لا يوجد حل آخر سوى الموافقة على هذا الموضوع . وإذا رفض فضل أحمد فإنني لن أورثه ولن يحصل على حبة قمح واحدة من ميراثي. وأنه من الأفضل لكم أن تجعلوا أخاكم يفهم ذلك تماماً الآن. إنني أشعر بالأسف لأنني أردت كل الخير لعزت بيبي ولكن وبجهودي فإن كل شيء قد ينقلب عكس ذلك. ولكنه القدر الذي يتحكم في الإنسان. تذكري بأنني لم أكتب أي شيء بأسلوب مخادع. وأنني أقسم بالله بأني سأقوم بتنفيذ ذلك وكما هو. وإن الله معي. فياليوم الذي سيتم فيه هذا الزواج سيكون زواج عزت بيبي غير ساري المفعول)). From: Mirza Ghulam Ahmad. Iqbal Guni. Ludhiana May 4. 1891"

الرسالة الثالثة عام 1891:

كتبت عزت بيبي هذه الرسالة إلى أمها بناء على تعليمات من ميرزا غلام:

((أرجو منك في هذا الوقت أن تفكري في دماري ونكبتي. إن ميرزا صاحب يعاملني بكل لطف. أيمكنك الحديث إلى أخيك ومحاولة إقناعه؟ وإلا فأنني سوف أصبح مطلقه وسوف أتعرض إلى فضيحةٍ كبيرة. إذا لم يكن هذا باستطاعتك فارجوا منك أن تأخذيني من هذا المكان وبسرعة حيث انه من غير اللائق أن أبقى هنا.))

وفي نفس هذه الرسالة كتب ميرزا بقلمه : (( كما أكدت عزت بيبي في رسالتها بأنه في حال عدم توقف هذا الزواج فانه عليك وبدون أي إبطاء أن ترسلي شخصا من قاديان لكي يأخذها من هنا )). لاحظ أن الميرزا كان لايزال موجودا في لوديانا خلال تلك الأيام . و على الأغلب فقد كانت عزت بيبي موجودة عنده أيضا.

من هذه الرسائل الثلاث يستطيع المرء أن يلمس الكثير من العبارات المخالفة لتعاليم الإسلام الحنيف. فالرسائل تمتليء بالتزييف باسم الله وقطع الرحم والظلم والحلف على فعل الظلم والانتقام من أناس أبرياء وإرغام شخص على أن يطلق زوجته وحرمان الوارث الشرعي من الميراث... الخ. فهل يحق لعبيد غلام قاديان بعد هذه الجرائم لنبيهم المزعوم أن يتشدقوا بدعم حرية الرأي؟!! لكن عبيد الطاغوت لا يردعهم شيء فهم عديموا الحياء. و يصدق فيهم القول: "إن لم تستح فاصنع ما شئت". و أقول أنا فيهم : "من شابه نبيه ما ظلم". الرسالة الرابعة بتاريخ 17 يوليو 1891

بعد ما يقارب الشهرين كتب ميرزا غلام رسالةً إلى أحمد بيك والد محمدي بيجوم جاء فيها ما يلي

((أقسم بالله العظيم المجيد أنني قد تلقيت وحياً بأن ابنتك سوف تتزوج بي و أنه لو حصل زواجها من شخص غيري فإن أشياء غير سارة ستنزل من السماء. وفي النهاية فإن ذلك الزواج سيكون لي أنا. وحيث أنك عزيزٌ علي وقريبٌ لي فإنني أؤكد لك وبنية سليمة أن تزويجها من شخص آخر لن يكون عملاً مباركاً. سأكون مجرماً شديد القسوة إن لم أخبرك بذلك. وأنني لا أزال أطلب وأتقدم إليك وألتمس كرمك بكل احترام وتواضع أن لا تعارض ذلك. إنه سيكون وسيلةً للبركة العظيمة لابنتك. وإن الله العظيم سوف يفتح أبواب نعمته والتي لا يمكنك أن تدرك مداها. حيث لن يكون هناك أي قلق أو معاناة. وحيث أن هذا الأمر هو من عند الذي يمتلك مفاتيح السماوات والأرض و لن يكون هناك أي دمار فيه. وربما تقبل أو لا تقبل هذه النبوءة من هذا العبد المتواضع لكن هذه النبوءة قد أصبحت مشهورةً بين آلاف الناس وأنا أعتقد بوجود أكثر من مليون شخص ممن يعلم عن هذه النبوءة. إن العالم يترقبها وإن آلاف الرهبان النصارى ينتظرون ذلك ليس تعمداً للأذى ولكن غباءاً. و هو أن هذه النبوءة قد تتحول إلى باطلٍ وأنهم بالتالي سوف يزدادون قوة ولكن الله بالتأكيد سوف يخذلهم وسوف يساعد دينه.

لقد قمت بزيارة لاهور ووجدت آلاف المسلمين يبتهلون بحرارة في المساجد بعد أداء الصلاة من أجل تحقيق هذه النبوءة. وهكذا فإن هذا التعاطف مقرونٌ بحبهم لعقيدتهم. أما هذا العبد المتواضع الذي يؤمن بحقيقة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله فإنه يؤمن و بنفس القوة بهذا الوحي الذي ينزل عليه بشكل متواصل من عند الله. وإنني أطلب منك أن تشاركنا بنفسك في تحقيق هذه النبوءة حتى تحل عليك البركات من الله. لا يوجد أحد يستطيع أن يحارب الله . إن الشيء الذي تقرر في السماء لا يمكن تغييره في الأرض. أسأل الله أن يمنحك بركات العالم والدين. وعليك أن تضع هذا الشيء في قلبك. والذي من أجله أرسل إلي بوحي من السماء. أسأل الله أن يذهب عنك كل المعاناة وأسأل الله أن يمنحك (بركات) الدين و الدنيا. من ميرزا غلام أحمد.17 يوليو 1891)).

الرسالة الخامسة عام 1891

إلى أحمد بيك:((إنني أكتب إليك هذه الرسالة بناءً على أوامر الله وبناءاً على إشارته. اسمع يا عزيزي! لماذا تعتبر طلبي الحقيقي والجاد عديم الفائدة ولا تثق بما أقوله؟ إنني أقسم بالله بأنني لا أود أن أسبب لك أية متاعب أو معاناة. وسوف ترى إن شاء الله كم سأقدرك. وحتى إذا كان ذلك ضد رغبات أسرتي فبأمكانك قبول طلبي . وإنني أعدك وأقسم لك بأنني سأعطيك نصيباً من الأرض والبساتين لأنه وبسبب هذا الزواج فإن جميع الفروق بيننا سوف تختفي. إذا قبلت ما أقوله فستكون المسألة كرماً منك ومعروفاً ولطفاً نحوي . كما وأنني سأكون شاكراً لك وسوف أدعو الرحمن الرحيم من أجل حياةٍ مديدةٍ لك. وإنني أعدك بأن أحول ثلث ملكيتي إلى ابنتك. وأقول لك وبكل أمانة بأنني سأعطيك كل ما تطلبه مني. وفي مثل هذه الظروف فإنك لن تجد شخصاً آخر مثلي في صلة الرحم ومحبة الأقارب و حماية حقوقهم. سوف تجدني مساعدك ومنقذك في الشدائد. سأتحمل عنك جميع أعبائك. فلا تضيع الوقت في الرفض ولا تفسح الطريق للشكوك. إنني لا أكتب هذه الرسالة بناءً على إرادتي الخاصة بل أكتبها بأمرٍ من الله. إن هذه الرسالة هي من الحق الأكبر ومن شخصٍ يمكنك أن تثق به. عليك أن تحتفظ بها في صندوقك. ويشهد الله أنني صادقٌ في ما ذكرت وأن كل ما وعدتك به هو من عند الله. وأنني لم أقل أي شيء في هذا من نفسي. وأن كل ما قلته أمرني الله أن أقوله من خلال هذا الوحي. إنني في غير حاجة إليك ولا إلى ابنتك. وإذا انقضت مدة هذا الوحي و لم تظهر الحقيقة فعليك أن تضع حبلاً في رقبتي وسلسلةً في قدمي. وقدمني إلى مثل هذه العقوبة التي لم يذقها أحد في هذا العالم)). (Kalma-e-Fazl-e-Rehmani by Qazi Fazal Ahmad. collection of letters of Mirza Ghulam to the relatives of Mohammadi Begum. Cited in Qadiani Madhhab. Aina-e-Kamaalaat-e-Islam. Roohani Khazain vol. 5 p. 573-574).

رسائل إلى العريس

بعيداً عن الرسائل السابقة كتب ميرزا رسائل عديدة إلى من سيكون عريساً وهدده بأنه إذا ما تزوج من محمدي بيجوم فإنه سوف يتلقى الغضب الإلهي وأنه سيعرض نفسه للدمار. و مما كتبه الغلام عن ذلك ما يلي (( إن خطأ نسيبي هو أنه لم يعتبر حتى بعد أن رأى إعلان التهديد. إن رسائل عديدة قد أرسلت إليه ولكنه لم يجزع. وقد أرسلت إليه رسالة لكي أفهمه ذلك ولكنه لم يضع لذلك أي اعتبار ولم يقطع علاقته مع أحمد بيك. وبدلاً من ذلك كانوا يجتمعون للإساءة والسخرية. إن الخطأ الذي قاموا به بعد استماعهم لهذه النبوءة هو أنهم وافقوا على هذا الزواج)). (Tabligh-e-Risalat vol.3 p.166. Collection of Advertisement vol.2 p.95).

خطوات أخرى

ويبدوا أن ميرزا غلام لم يبخل في صرف المال من أجل النجاح في هذا الشأن. إن التصريحات التالية لابنه ميرزا بشير احمد توضح هذا الأمر بجلاء:

((في إحدى المرات كان حضرة المسيح الموعود مقيماً في جالندهار ولمدة شهر تقريباً. في تلك الأيام حاول أحد أعمام محمدي بيجوم الحقيقيين أن يرتب لزواج محمدي بيجوم من حضرة صاحب (ميرزا غلام) ولكنه لم ينجح. حدث ذلك في تلك الأيام حينما لم تكن خطوبة محمدي بيجوم من ميرزا سلطان محمد قد تمت بعد . إن عم محمدي بيجوم هذا اعتاد أن يسافر بين جالندهار و هوشيار بير على عربة حصان .وقد طلب أيضاً بعض الهدايا من حضرة صاحب. و لأن سر زواج محمدي بيحم كان غالباً بيده فإن حضرته (ميرزا صاحب) قد وعده ببعض الهدايا أيضاً. ولكن هذا الرجل كان سيء النية في هذا الموضوع وكان يريد فقط أن يحصل على بعض الأموال من حضرة صاحب. فهذا الشخص نفسه ومعه أصدقاؤه كانوا هم المسؤولين عن تثبيت هذا الزواج في مكان آخر. وقد اتبع حضرة صاحب أيضاً سياسات معينة ذكية بخصوص تقديم المال إليه )). (Seerat-ul-Mahdi vol.1 p.174 لاغ Mirza Basheer Ahmad).

استمر إله ميرزا في التأكيد له بحتمية وقوع هذا الزواج. وفي يناير عام 1891 وقبل شهرين من الزواج أخبر ميرزا من يعرفه بما يلي ((عليك أن تنتظر (تحقيق) هذه النبوءة المذكورة في الإعلان بتاريخ العاشر من يوليو عام 1888 ومعه يوجد هذا الوحي الملحق: يسألونك أحق هو. قل إي و ربي إنه لحق. ولن تستطيعون منعه من الوقوع. نحن أنفسنا زوجناكها. لا تبديل لكلمات الله. وحين يرون الآية فسوف يعرضون بوجوههم ويقولون: إن هذا إلا محض خداع ومحض سحرٍ.)) (Asmani Faisla. Roohani Khazain vol. 4 p.350)

وبالرغم من جميع هذه التأكيدات من إله ميرزا. وبالرغم من جميع جهودهِ. وبالرغم من عروضه وتهديداته بحدوث غضب إلهي فإنه وفي السابع من أبريل من عام 1892 تزوجت محمدي بيجوم من ميرزا سلطان محمد.

ميرزا ينتقم

لكن ما كان هذا النبي المزعوم ليسكت عن هذا. بل انتقم من أسرته بتنفيذ ما هدد به سابقاً:

* طلق الغلام زوجته الأولى (التي ترتبط بعلاقة مع محمدي بيجوم و كانت تعارض زواج محمدي من ميرزا غلام).

* أرغم الغلام ولده "فضل احمد" على تطليق زوجته عزت بيبي.

* حرم الغلام ابنه سلطان أحمد من الميراث.

* قطع الغلام جميع علاقاته بجميع أفراد عائلته الذين اشتركوا وشجعوا زواج محمدي من شخص آخر. (Tablighe-e-Risalat vol.11 p.9).

استمر نبي القاديانية يحلم بمحمدي بيجوم حتى بعد زواجها

استمر هذا النبي المزيف يحلم بمحمدي بيجوم بعد عدة شهور من زواجها. يقول الغلام:

(( في الخامس والعشرين من يوليو لعام 1892 الموافق العشرين من ذي الحجة لعام 1309 بعد الهجرة. في يوم الاثنين. وفي الصباح الباكر الساعة الرابعة والنصف صباحاً رأيت حلماً بأن هناك مزرعة كبيرة حيث كانت توجد زوجتي أم ابني محمود وكانت معها سيدة أخرى جالسة هناك. وبعد ذلك ملأت ماءً في وعاءٍ أبيض ملون ورفعته وملأت وعائي . وبعد أن سكبت الماء شاهدت أن السيدة الأخرى التي كانت تجلس جاءت فجأةً بالقرب مني وكانت ترتدي فستانا أحمر ملونا براقا ربما قماشه مصنوع من الشباك. لقد أعتقدت في قلبي أنها نفس المرأة التي قمت بالإعلان عنها (محمدي بيجوم) ولكن وجهها كان يبدوا مثل وجه زوجتي. وكأنها كانت تقول في قلبها: "ها أنا ذا قد جئت" . قلت : يا إلهي هل يمكن لها أن تأتي!؟. وبعد ذلك قامت تلك المرأة وعانقتني. وحين معانقتها لي استيقظت. إنني أشكر الله على هذا. وقبل يومين أو ثلاثة أيام من هذا شاهدت حلماً أن روشان بيبي تقف أمام عتبة بيتي وأنني أجلس بداخل المنزل. ثم قلت بعد ذلك : روشان بيبي تفضلي بالدخول)). (Tazkirah p.197).

و يقول الغلام أيضاً : ((في الرابع عشر من أغسطس عام 1892- العشرين من محرم لعام 1309 بعد الهجرة - في هذا اليوم شاهدت في المنام أن محمدي بيجوم والتي كنت قد تلقيت نبوءةً عنها تجلس في الغرفة الخارجية مع بعض الناس وكان جسمها عارياً وكان قبيح المنظر)). (Tazkirah p.198-199

ميرزا غلام يستمر في ملاحقة الفتاة المتزوجة

وبالرغم من زواج محمدي بيجوم إلا أن الميرزا لم ييأس. لقد توفي والد الفتاة بعد عدة أشهر من زواجها مما ضاعف من ثقة الميرزا بنفسه. فصار يورد النبوءة تلو الأخرى للتأكيد على هلاك زوج الفتاة أيضاً خلال المدة المحددة سابقاً. لم يكن الغلام يتمتع بالحشمة والأخلاق التي تردعه عن ملاحقة فتاة متزوجة. بل استمر وبدون خجل في ملاحقة تلك السيدة بتصريحاته ونبوءاته. وفي العام 1893 وبعد زواج محمدي بيجوم كتب ميرزا في كتابه عن نبوءته في عام 1893. ومن الجدير بالاهمية أن ميرزا غلام ادعى بأنه رأى النبي الكريم خلال كتابة هذا الكتاب مرتين. وأنه شاهده في المنام وعبر له عن سعادته بكتابه هذا. وفي مرة اخرى شاهد أحد الملائكة ينادي في الناس "قلوبكم تتجه نحو هذا الكتاب" وقائلا : "هذا هو الكتاب المبارك قفوا احتراما له". (Roohani Khazain Vol.5p.7 )

و هذا الكلام يذكرنا بالقصة المهزلة التي رواها ابن عربي عن كتابه "فصوص الحكم" المليء بالكفر و السخافات.

في كتاب " مرآة كمالات الإسلام " تابع الغلام ادعاءاته. يقول فيه:

((لقد أهديتكم إحدى نبوءاتي وهذا دليل واضح لكي تحكموا على حقيقتي أو كذبي. فمن غير الممكن أن الله سوف يساعد كذابا ومزوراً. و يجب أن أضيف شيئاً بخصوص هذه النبوءة . إن هناك نبوءتان أخريان كنت قد اعلنت عنهما في الإعلان المؤرخ بتاريخ 10 يوليو عام 1888 والذي كان محور موضوعه كالتالي: أن إلهي سيعيد إلي هذه السيدة بعد أن تصبح أرملة. والآن عليك أن تنظر إلى هذا الموضوع بعين العدل لأنه لا يستطيع أحد أن يحدد عمره بنفسه. ولا يستطيع أي شخص أن يعلم بمدة بقاء أي شخص آخرعلى قيد الحياة أو بالوقت المحدد لموته . لكن بالنسبة للنبوءة فإنه توجد فيها ستة ادعاءات وليس ادعاءاً واحدا فقط :

1- ستبقى الفتاة على قيد الحياة إلى حين وقت الزواج.

2- إن والد الفتاة سيبقى حياً حتى وقت الزواج.

3-بعد الزواج سيموت والد الفتاة و بسرعة و لن يعيش اكثر من ثلاث سنوات.

4-إن زوجها سوف يموت في غضون عامين ونصف العام .

5-وحتى ذلك الوقت الذي أتزوجها فيه فإن تلك الفتاة ستبقى على قيد الحياة.

6-وأخيراً وبعيداً عن القيود الثقافية في كونها ستصبح أرملة وبالرغم من المعارضة الشديدة من أقاربها فإنها وبالتأكيد ستدخل في عقد الزوجية معي.

والآن قولوا وبأمانة. هل هذه النبوءات بمقدور إنسان عرضة للموت؟))

(Aina Kamalate Islam .Roohani Khazain vol .5p.325

وفي العام 1896 توقعات عظيمة تبقي الميرزا على قيد الحياة

((إنني لا أخبركم أن هذا الشأن (زواج محمدي بيجوم) قد انتهى هنا. أو أن كل ما حدث من التألق والحقيقة لهذه النبوءة قد انتهى أيضاً هنا. فالموضوع الرئيسي لا زال في الانتظار ولا يستطيع أحد أن يلغيه بأي حجةً من الحجج. إن هذا المصير هو قدرٌ مقدورمن الله العليم. وسيأتي وقتها وبسرعة. وإنني أقسم بالله الذي أرسل حضرة محمد رسول الله وجعله أفضل المرسلين وأفضل المخلوقات بأن هذا الأمرهو حق وصحيح بشكل مطلق. وسوف ترونه بسرعة. وإنني أعلن أن هذه النبوءة مثل عصى القياس لإثبات حقيقتي أو كذبي وأن ما قلته قد قلته بعد تلقي الأخبار من الله)).(Roohani Khazain vol. 11 p. 223)

((تذكر بأنه إذا لم يتحقق الجزء الثاني من هذه النبوءة فإنني سأصبح أسوأ من أي شخص شرير. أيها الأغبياء! إن هذا ليس إختلاقاً من بعض البشر وليس هذا تجارةً من مدعٍ شرير. آمنوا بأن هذا هو الوعد الصحيح من الله. الله ذاته الذي لا تبديل لكلماته )). (Anjam-e-Atham p.54. Roohani Khazain vol.11 p.338).

وفي العام 1901 أعلن تحت القسم على ما يلي:

((صحيح أن تلك المرأة لم تتزوج بي. ولكنها وبكل تأكيد سوف تتزوج بي كما هو مصرحٌ به في النبوءة. لقد تزَوجت من سلطان محمد. أقولها بصدق وفي هذه المحكمة حيث سخر الناس من أشياء ليست مني ولكنها من الله. سيأتي الوقت حينما تأخذ الأحداث اتجاهاً مغايرا.ً و عندها فإن هذه الرؤوس سوف تتطأطأ ندماً. إن المرأة لازالت على قيد الحياة. وحتماً سوف تدخل في عقد الزوجية معي. إنني أتوقع حدوث ذلك. والأكثر من ذلك هو أن يقيني لا يتزعزع بهذا الشأن. إن هذه أمور مستوحاةٌ من السماء ومؤكدةُ الحدوث)) (Al-Hakam Qadian. August 10. 1901)

محمدي بيجوم تحصل أخيراً على إرجاء حكم الإعدام (الزواج) من ميرزا غلام في سبتمبر 1902

أن تتقدم لطلب يد فتاة للزواج هو حدث طبيعي في كل أسرة. ولكن وحسب التعاليم الإسلامية وحتى وقتنا الحاضر – ناهيك عن نهاية القرن التاسع عشر- فإنه من المعيب أن تستمر في ملاحقة امرأةٍ متزوجة أو أن تفكر في الزواج من امرأةٍ متزوجة. أوأن تهدد بالموت زوجها. إن الإعلان عن مثل هذا من رجلٍ يدعي النبوة المتصلة بالسماء يظهر بجلاء طبيعته الشريرة الدنيئة. لقد تقدم ميرزا لمحمدي بيجوم في العام 1888. لكنها تزوجت من شخص آخر في العام 1892. ولكن بالنسبة لميرزا غلام فإن هذه لم تكن نهاية القصة أبداً. لقد استمر في إصدار التصريح بعد التصريح والوحي بعد الوحي بهذا الشأن خلال العشر سنين التالية لزواج الفتاة. لقد استهلك نفسه بنبوءاته المستوحاة من الشيطان إلى درجة أنه لم يكن عنده أي اعتبار لشرف امرأة متزوجة أو لعائلتها. لقد أضحت الفتاة حديث المدينة. ولكنه هيهات لعديم الإحساس والشعور أن يرتدع.

نتيجة لهذه الأحداث المشينة بادر بعض الناس بالتفكير لإيجاد وسيلة لتحريرالمرأة من بذاءات ميرزا غلام. وفي تلك الأيام صدرت من لاهور صحيفةٌ أسبوعية تسمى"جعفر زتلي" والتي كان صاحبها ومحررها الملا محمد بخش. وقد فكر الملا محمد بخش بطريقة فريدة لحل هذه المشكلة مرةً واحدة وللجميع. و بغض النظر عن رأينا فيما قام به الملا محمد بخش فإن ما قام به أدى فعلاً إلى إرباك ميرزا غلام إلى أبعد الحدود. مما اضطر الغلام أن يبخر أفكاره تجاه الزواج من تلك الفتاة المتزوجة.

أعلن الملا محمد بخش في صحيفتهِ بأنه سوف يتزوج من نصرت جيهان بيجوم قريباً والتي هي الآن زوجة لميرزا غلام القادياني . وتأييداً لإعلانه قام بنشر منام مطول يبدو فيه الملا محمد بخش وقد تزوج من نصرت جيهان بيجوم. وحين إعلان هذه النبوءة في صحيفة جعفر زتلي جن جنون ميرزا غلام وكتب في كتابه تحفة القُلرافيا ما يلي:

((إنه كما أتَهم الخصوم الأشقياء أم حضرة عيسى عليه السلام فإنهم وبنفس الطريقة يفعلون مع زوجتي. إن الشيخ محمد حسين وصديقه المقرب جعفر زتلي شريرون بالمطلق. إنهم يلفقون الأحلام القذرة وينشرونها بطريقة مخجلة. ونكاية بي فإنهم لم يراعوا حدود الأدب والسلوك الذي يجب أن يراعيه الشخص مع السيدات التقيات من نسل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. أن يسمي نفسه مولوي ثم تصدر عنه هذه الأمور المخجلة !! يا للأسف. آلاف المرات يا للأسف)). (Tohfa-e-Golraviyah. Roohani Khazain Vol.17 p.199. dated sept. 1902)

ومع العام 1907 فقد ميرزا كل أملٍ في أن يرى حتى وجه محمدي بيجوم. ولكن الناس استمروا يذكرونه بنبوءاته. و استمر هو بالرد عليهم. لكن في النهاية مات ميرزا غلام عام 1908 كرجلٍ مفضوح خائب

أما ميرزا سلطان محمد زوج الفتاة فقد عاش حياةً طويلة. و قد شارك في الحرب العالمية الأولى حيث أصيب أثناء الحرب لكنه بقي حياً. و قدعاش كل من الزوج والزوجة حياةً مديدة مع بعضهم البعض لمدةٍ تقرب من أربعين سنةً بعد وفاة ميرزا غلام. فقد مات الزوج سلطان محمد عام 1948 بينما توفيت زوجته محمدي بيجوم عام 1966.

الموقف القادياني

قد يتساءل البعض عن موقف أتباع ميرزا غلام بعد هذه الفضيحة العلنية. و في الحقيقة أنه لا يوجد الكثير لنضيفه بهذا الشأن. فقد قام بعضهم مثلاً بتلفيق توبة ميرزا سلطان و بأن توبته تلك قد حالت دون تحقق النبوءة ! و قد تناسى أولئك الدجاجلة تأكيدات غلام قاديان ووحيه المتتابع بهذا الشأن. و من الطريف أن نذكر موقف الخليفة الأول لغلام قاديان - حكيم نور الدين – الذي قال بأنه هناك احتمال لتحقق هذه النبوءة بعد وفاة ميرزا غلام من خلال أحفاد غلام قاديان و أحفاد الفتاة محمدي بيجوم !!. وقد قدم هذا التفسيرالغريب في مجلة "مراجعة الأديان" القاديانية حيث كتب ما يلي:

((والآن أود أن أشير إلى أن جميع المسلمين الذين كانوا ولازالوا مشمولين بالقرآن الكريم. حيث أن شمول أولئك به ينطبق كذلك على ذرياتهم وأحفادهم والذين هم مثلهم. وهكذا أفلا يمكن لهذه النبوءة أن تشتمل على ابنة أحمد بيك أو ابنة ابنتها؟ ألا ينطبق قانون الميراث على أنظمةٍ تخص بنات البنات؟ وهل أن ذرية ميرزا غلام لا يوجد لها أحفاد ؟ لقد أخبرت السيد ميان محمود مراراً أنه حتى إذا مات ميرزا غلام وأن هذه الفتاة لم تدخل معه في عقد زوجيةٍ فإن إعجابي به سوف يبقى ولن يهتز)).(Review of Religions. Vol. VII No. 726. June a & July 1908. p.279 cited from Qadiani Madhab)

و تعقيباً على كلام الخليفة القادياني الأول نكتفي عزيزي القاريء بالتذكير بالتصريحات التالية لغلام قاديان:

((من المستحيل أن لا تتحقق نبوءات الأنبياء)). (Roohani Khazain vo.19 p.5)

(( أن يتحول شخصٌ ما إلى كاذبٍ في نبوءاته هو الأسوأ إفتضاحاً من أي شيء )).(Roohani Khazain vol.15 p.382)

مات كاذباً مفضوحاً مكتئباً وخائباً كما سأل الله:

((يا إلهي.. إذا كانت هذه النبوءات ليست منك فاقتلني خزياً وخيبةً. وإذا كنت أنا ملعوناً ودجالاً ومحتالاً في عينيك - كما يعتقد خصومي - وأن بركاتك ليست معي كما كانت مع خادمك إبراهيم (عليه السلام) و مع إسحاق (عليه السلام) و مع إسماعيل (عليه السلام) و مع يعقوب (عليه السلام) و مع موسى(عليه السلام) و مع داود (عليه السلام) و مع عيسى ابن مريم (عليه السلام) والتي كانت مع أفضل الأنبياء محمد (صلى الله عليه وسلم) والتي كانت مع أولياء هذه الأمة فأدعوك أن تمحقني و تقتلني بطريقةٍ مخزية. اجعلني غرضاً للعنات أبدية وأجعل جميع أعدائي سعداء وتقبل منهم صلواتهم.)) (Collection of Advertisement vol.2 p.115-116).

أصيب غلام قاديان بالهيضة الوبائية وهو في لاهور، ومات سنة 1326 هجرية، الساعة العاشرة والنصف صباحا يوم (27) مارس سنة 1908م. مات مخزياً خائباً كما دعى ربه.