نبوءة الولد الخامس واستراتيجية إسقاط النصوص على الواقع بعد حدوثه

نبوءة الولد الخامس واستراتيجية إسقاط النصوص على الواقع بعد حدوثه

نبوءة الولد الخامس واستراتيجية إسقاط النصوص على الواقع بعد حدوثه


في 14/6/1899 وُلد الولد الرابع عند الميرزا، فامتلأ غرورا؛ حيث كان قد تنبأ به قبل ولادته، بل إنّه زعم أنه كان قد تنبأ به في عام 1886 حين تلقى "وحيا" يقول: "سيجعل الثلاثة أربعة"، ففسّره أنّ هذا الابن الرابع سيجعل من الإخوة الثلاثة أربعةً. ولعلّ هذه النبوءة هي الوحيدة التي تحقّقت، ولكن سرعان ما خيّب الله الميرزا، وحوّلها إلى نبوءة تهدِم هدما وتقطع الوتين قطعا؛ حيث مات الولد في 16/9/1907، ولعلّ هذه الصدمة سرّعَت في موت الميرزا كمدا، حين رأى كل شيء يتحطّم، فقصةُ هذا الولد وعلاقته بنبوءة الابن الموعود طويلة، فتوفي الميرزا بعد وفاته بـ 8 أشهر. 
على كل حال، كانت هذه مقدمة لما سيأتي. 
في مطلع عام 1903 كانت زوجة الميرزا على وشك الولادة، فتنبأ بالولد الخامس قائلا: الحمد لله الذي وهب لي على الكبر أربعة من البنين، وأنجز وعده من الإحسان، وبشّرني بخامس في حين من الأحيان. (مواهب الرحمن، 1903)
ولكنها أنجبت بنتا ماتت قبل أن تُكمل السنة، واسمها أمة النصير (28/1/1903 - 3/12/1903). 
وفي نهاية عام 1905، أعاد الميرزا التنبؤ بالولد النافلة من دون أن يذكر أنه الخامس، حيث أراد أن يتملّص من نبوءة 1903 ليحوّلها إلى حفيد بدلا من الابن، فذكر أنه تلقى الوحي التالي: 
"إنا نبشِّرك بغلامٍ نافلةً لك، نافلةً مِن عندي." ( التذكرة نقلا عن "بدر"، مجلد 1، عدد 41، يوم 29/12/1905)
وفي آذار 1906 وضّح أن المقصود هو الحفيد، وذلك بعد أن رأى بطن كنّته (زوجة محمود) قد كبُر، فقال: تلقيت قبل بضعة أيام الوحي التالي:
"إنا نبشّرك بغلامٍ نافلةً لك." قد يكون تأويله ولادة ابن عند محمود، لأن النافلة يعني الحفيد أيضًا. أو قد تتحقق هذه البشارة في موعد آخر. ( التذكرة نقلا عن "بدر"، مجلد 2، عدد 14، يوم 5/4/1906)
وحيث إن كنّته قد تنجب أنثى، فقد أراد أن يكون محتاطًا، فلم يجزم. وحين يكون محتاطا يحقّق الله ما يتنبأ به، "حَتَّى إِذَا فَرِح بِمَا أُوتيَ أَخَذَه اللهُ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِس". وهكذا كان، فقد أنجبت ابنا، سُمّي "نصير أحمد"، ولكن سرعان ما مات. 
فهذه حكاية "الآية الثانية والأربعون" من كتاب حقيقة الوحي، حيث قال مبتهجا: "قبل ثلاثة أشهر تقريبا وُلد عند ابني محمود أحمد صبي سمّي "نصير أحمد"، وبذلك تحققت النبوءة بعد أربعة أعوام ونصف العام. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 229)
الله تعالى لم يكن ليترك الميرزا يتملّص ويضحك على الناس، فالخامس في النبوءة ابن وليس حفيدا، ولكن الميرزا ظلّ يتلاعب حتى حوّلها حفيدا، والناس لن يعودوا إلى النّص العربي مِن كتاب "مواهب الرحمن" ليراجعوه، فما الذي حدث بأمر الله: 
1: توفي مبارك أحمد في 16/9/1907، فلم يعُد "نصير أحمد" الخامس، بل صار الرابع .
2: توفي "نصير أحمد" نفسه. 
3: تنبأ الميرزا بعد وفاة مبارك أحمد أنه سيولد له ولد بديل عنه، ولم يولد. وبهذا صارت هذه الحكاية فشلا على فشل. 
يقول الميرزا إنه تلقى الوحي التالي: 
"إنا نبشّرك بغلامٍ حليمٍ ينزل مَنْزِلَ المبارَكِ. (التذكرة نقلا عن "بدر"، مجلد 6، عدد 44، يوم 31/10/1907). وإمعانًا في الأبلسة جعل جامعو التذكرة هاتين العبارتين في سطرين مختلفين هكذا: 
إنا نبشّرك بغلامٍ حليمٍ 
ينزل مَنْزِلَ المبارَكِ
لِيُوحُوا أنهما عبارتان منفصلتان، {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة 79). 
هاني طاهر 16 ابريل 2017