نبوءة الزلزال في عام 1905
نبوءة الزلزال في عام 1905
الخلاصة أن الميرزا يتنبأ بالشيء بعد توقّع حدوثه، أو بعد حدوثه. وقد كَشَف هذا حقيقةَ الرجل بسهولة.. كان يمكن أن يخدَع الناس قبل توفر إمكانية البحث في تاريخ كل حدث، أما في عصر توفر الكتب كلها مع تاريخ كل شيء فقد باتت أيام دكان التزييف معدودة.
سنتحدث عن تاريخ 4/4/1905، ما قبله وما بعده.
أولا: ما قبل زلزال 4/4/1905:
لن نجد أي نبوءة حقيقية عن زلزال.. وفيما يلي نصوص تتعلق بالموضوع:
1: يقول الميرزا في 22/1/1903: رأيت البارحة زلزالاً عظيمًا، ولكنه لم يُلحق ضررًا بأي مبنى أو غيره (التذكرة). فهذا النص ينفي الزلزال في الحقيقة، لأنه لم يلحق أي ضرر قطّ لا بمبنى ولا بغيره من إنسٍ ونبات وحيوان.
2: يقول الميرزا في 19/12/1903 رأيت في الرؤيا أن أحدًا يقول:
هزّة الزلزال. ولكني لم أشعر بزلزال، إذ لم يكن الجدار يتحرك ولا البيت. ثم تلقيت الوحي التالي: "إن الله لا يضُرُّ. إن الله مع الذين اتّقَوا والذين هم محسنون. ترى نصرًا من عند الله وهُمْ يعمَهون." (التذكرة نقلا عن "بدر"، مجلد 3، عدد 1، يوم 1/1/1904، ص 6)
فهذا النص ينفي الزلزلة، فحين رأى أحدا يقول هزة الزلزال لم يشعر بأي زلزال ولم يتحرك أي جدار، ثم تلقى وحيا يؤكد على ذلك إلى حدّ ما.
ثم لم يتحدث الميرزا عن أي زلزال في عام 1904.
3: يقول الميرزا في 27/2/1905: رأيت في الكشف أن هناك ضجة هائلة كضجة يوم القيامة بسبب وقوع الموت المؤلم بكثرة، فاستيقظت والوحي التالي جارٍ على لساني: الموت منتشر في كل مكان (التذكرة نقلا عن "بدر"، مجلد 4، عدد 7، يوم 5/3/1905).. فهذه نبوءة عن انتشار الموت في كل مكان، وعن ضجة مثل ضجة يوم القيامة. أما زلزال 4/4/1905 فليس ضجة كضجة يوم القيامة البتة، بل هو مجرد مقتل 20 ألف في كل مناطق الزلزال. فهو لا شيء إذا قورن بعبارة: ضجّة القيامة. ثم أين الموت المنتشر في كل مكان حسب الإلهام؟ هل عشرون ألفا مِن بين ملايين الهنود موتٌ منتشر في كل مكان؟!
وفي إعلان بعد الزلزال بيوم أضاف الميرزا عبارة "وأُريت أن البلاد على وشك الفناء بعذاب الله، فلن تنجو منه أماكن الإقامة الدائمة ولا أماكن الإقامة المؤقتة، بل ستحل كارثة بالمساكن الدائمة والمؤقتة كلها. (إعلان الدعوة، يوم 5/4/1905)
وهذه إضافة جاءت لاحقا، وإن وضعوها في التذكرة بنفس التاريخ أعلاه وهو 27/2/1905 تزييفًا، وإلا فليأتونا بها قبل نشرها في إعلان 5/4/1905، ولن يستطيعوا.
ثم إنّ عبارة "البلاد على وشك الفناء بعذاب الله" واضحة البطلان. وكذلك قوله: "ستحلّ كارثة بالمساكن الدائمة والمؤقتة كلها"، فهذا لم يحصل قط. فالزلزال ليس شيئا مقارنة بهذه الكلمات.
بعد زلزال 4/4/1905
1: في 8/4/1905 قال الميرزا:
نزل عليّ الليلة في نحو الساعة الثالثة وحي الله المقدس، وأسجله فيما يلي:
الآية الجديدة. هزة الآية الجديدة.
"زلزلة الساعة. قُوا أنفسكم. إن الله مع الأبرار. دنا منك الفضل. جاء الحق وزهق الباطل."
أي أن الله تعالى سيُري آية جديدة تصيب الخلائقَ بهزّة شديدة.... ستكون أشدّ هولاً مما كانت من قبل. إنها هائلة جدا. ولولا أن الشفقة على خلق الله دفعتني لما كنتُ لأتحدث عنه.. (إعلان الإنذار، يوم 8/4/1905)
2: يقول الميرزا: لقد أنبأني الله تعالى في 9/4/1905م مرة أخرى بزلزال شديد يكون نموذجا للقيامة ومذهلا. فلما أطلعني ذلك العليم المطلق مرتين على حادث سيحدث في المستقبل لذلك إنني متأكد من أن هذا الحادث العظيم الذي سيُذكّر يوم الحشر ليس ببعيد. لقد قال لي الله عز وجلّ أيضا بأن هذين الزلزالين آيتان لإظهار صدقك مثل الآيات التي أظهرها موسى أمام فرعون ومثل الآية التي أراها نوح قومَه. وليكن معلوما أن الآيات لن تنقطع على هاتين الآيتين بل ستظل الآيات تظهر واحدة تلو الأخرى حتى تفتح عين الإنسان ويقول مذهولا ما الذي سيحدث؟ كل يوم سيأتي أقسى وأسوأ من سابقه. (إعلان في 18/4/1905)
3: في 15/4/1905 قال الميرزا:
رأيت الليلة في المنام أن زلزالاً عنيفًا قد وقع، ويبدو أشدَّ عنفًا من الزلزال السابق. (التذكرة نقلا عن "بدر"، مجلد 1، عدد 3، يوم 20/4/1905، ص 1)
4: وقال: بعد بضعة أيام من اليوم (أي 15/4/1905) ستظهر آية ترتجف بها القرى والمدن والمروج، وسيحدث انقلاب على الخَلق بسبب قهر الله حتى يتعذر على الشخص العاري لبس إزاره. ستأخذ البشرَ والشجر والحجر والبحر هزّةٌ عنيفة دفعةً واحدة نتيجةَ زلزال. سيُجعَل في لمح البصر عالي الأرض سافلَها، وستجري قنوات الدماء كما يجري ماء النهر. (التذكرة نقلا عن البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 151-152)
وهذه الأخيرة طبقوها على الحرب العالمية الأولى، ويحاولون تطبيقها على الحرب العالمية الثالثة، مع أنه يقول: بعد بضعة أيام ستحدث، وقالها في سياق الحديث عن زلزال عنيف شامل موشك.
5: في 29/4/1905 قال:
رأيت الليلة في الساعة الثانية إلا سبع دقائق أن الأرض بدأت ترتجف فجأة، ثم وقعت هزّة قوية، وقلت لزوجتي في الرؤيا: هُبّي، فقد جاء الزلزال. وقلتُ لها أيضًا: خُذي معك "مبارك". (التذكرة نقلا عن "الحكم"، مجلد 9، عدد 15، يوم 30/4/1905)
6: أصدر الميرزا إعلانا بعنوان: النبأ عن الزلزال للمرة الثالثة، جاء فيه
لقد أخبرني الله تعالى اليوم بتاريخ 29/4/1905م مرة ثانية عن زلزال شديد، فأُطلع العالم إطلاعا عاما لمواساة الخلق حيث قد تقرر في السماء بأن آفة شديدة ومدمرة دمارا شاملا ستحل بالعالم التي سماها الله تعالى الزلزال مرارا... إن زلزالا سيقع في البلاد لم تره عين ولم تسمع عنه أذن ولم تخطر ببال بشر، ولا علاج له سوى التوبة وطهارة القلب. (إعلان في 29/4/1905)
7: في 1/5/1905 قال الميرزا:
رأيتُ أن الزلزال قد وقَع. (التذكرة نقلا عن "بدر"، مجلد 1، عدد 4، يوم 27/4/1905)
8:في 24/5/1905 قال الميرزا:
رأيت في الرؤيا أن معي طفلة خادمة اسمها "زينب"، وذهبتُ نحو البئر الموجودة في الجهة الجنوبية الغربية من البستان، وأقول يجب الابتعاد عن أمثال هذه البئر، لأنها تكون خطيرة وقت الزلزال، مخافة أن تسوخ في الأرض. كأن هناك خطر تهدُّم البئر بتأثير الزلزال. ("الحكم"، مجلد 9، عدد 18، يوم 24/5/1905، ص 1)
9: في 26/5/1905 قال الميرزا:
في الوقت الذي تلقيتُ فيه الوحي المذكور أعلاه، رأيتُ أن أحدًا قال: ها هي علامة الزلزال الآتي. فرفعتُ بصري فرأيت شيئًا سقط من رأس خيمتنا المضروبة بالقرب من البستان، وكان رأسَ خشبة الخيمة.... وهذا هو علامة الزلزال. ("بدر"، مجلد 1، عدد 8، يوم 25/5/1905)
10: في 24/8/1905 قال الميرزا أنه تلقى هذا الوحي:
خَرَّ الجبل، ووقع الزلزال. ("بدر"، مجلد 1، عدد 24، يوم 24/8/1905)
11: في 31/8/1905 قال الميرزا:
تلقيت بعد الظهر الإلهام التالي: "أَرِني زلزلةَ الساعة." ("الحكم"، مجلد 9، عدد 31، يوم 31/8/1905)
12: في 25/10/1905 قال الميرزا:
رأيت أن زلزلة عنيفة وقعتْ. ("بدر"، مجلد 1، عدد 31، يوم 31/10/1905، ص 4)
13: في كانون الأول 1905 قال الميرزا:
أما العلم الذي أوتيتُه عن الحوادث فإنما هو أن الموت سوف يعمّ العالَمَ في كل حدب وصوب، وستقع الزلازل وستقع بكل شدة بحيث تكون نموذجًا للقيامة، وتجعل عاليَ الأرض سافلَها، وتضيق الحياةُ على الكثيرين. ثم الذين يتوبون ويرتدعون عن الذنوب فسيرحمهم الله تعالى. (الوصية، الخزائن الروحانية، مجلد 20، ص 302-303)
نلحظ أن الوحي عن الزلزال أخذ بالتناقص، ولكن حدث زلزالٌ بسيط في شهر 2 من عام 1906، فسرعان ما أخذَ الوحيُ يتزايد جدًّا محذرا من زلازل خمسة تدميرية مرعبة، ولا زال الأحمديون يحلمون بهذه الأوهام!
#هاني_طاهر 4 ديسمبر2016