مواعِيدُ عُرْقوب
مواعِيدُ عُرْقوب
جاء في لسان العرب: "ومن أَمثالهم في خُلْفِ الوَعْدِ مواعِيدُ عُرْقوب. وعُرْقُوبٌ اسم رجل من العَمالِقة قيل هو عُرْقُوبُ بن مَعْبَدٍ كان أَكذبَ أَهل زمانه ضَرَبَتْ به العَرَبُ المَثَلَ في الخُلْف، فقالوا: مَواعِيدُ عُرْقوبٍ؛ وذلك أَنه أَتاه أَخٌ له يسأَله شيئاً فقال له عُرْقوبٌ إِذا أَطْلَعَتْ هذه النخلةُ فلكَ طَلْعُها، فلما أَطْلَعَتْ أَتاه للعِدَةِ فقال له دَعْها حتى تصيرَ بَلَحاً، فلما أَبْلَحَتْ قال دَعْها حتى تَصيرَ زَهْواً، فلما أَبْسَرَتْ قال دَعْها حتى تَصير رُطَبا، فلما أَرْطَبَتْ قال دَعْها حتى تصير تمراً فلما أَتْمَرَتْ عَمدَ إِليها عُرْقُوبٌ من الليل فَجَدَّها ولم يُعْطِ أَخاه منه شيئاً فصارت مَثَلاً في إِخْلاف الوعد. (لسان العرب)
كتب الميرزا: أنوي أن أجمع في كتاب - بتسلسل رقمي - جميع الاعتراضات التي يوجهها أصحابُ الأديان المختلفة وأصحاب الآراء المتباينة إلى الإسلام أو تعليم القرآن الكريم أو ضد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا مطاعنهم في أموري الشخصية وما تكنّه قلوبهم من الشبهات والوساوس عن إلهاماتي وادّعاءاتي المبنية على الإلهامات؛ ثم أرد على كل اعتراض وسؤال حسب الترتيب المذكور. فأوجّه هذا الإعلان مخاطبا جميع المسيحيين والهندوس والآريين واليهود والمجوس والملاحدة والبراهمة وعلماء الطبيعة والفلاسفة والمسلمين الذين يخالفوننا الرأي، وأقول: كل مَن كان لديه اعتراض على الإسلام أو القرآن الكريم أو على سيدنا ومولانا ومقتدانا خير الرسل صلى الله عليه وسلم أو لديه اعتراض عليّ أو على المنصب الذي وهبنيه الله أو عن إلهاماتي، فمن واجبه إذا كان باحثا عن الحق فعلا، أن يكتب اعتراضه بخط واضح ويرسله إليّ حتى تُجمع الاعتراضات كلها معًا وتُنشر في مجلة حسب ترتيبها الرقمي، ثم يُردّ عليها بالتفصيل واحدا بعد الآخر.
والسلام على من اتبع الهدى
المعلن ميرزا غلام أحمد من قاديان، محافظة غورداسبور (البنجاب)
10 جمادى الثانية 1308 للهجرة (الموافق 21/1/1891)
وعاش الميرزا بعد ذلك 17 سنة وثلث السنة ولم يفعل، ولم يكتب هذا الكتاب، ولم يسرد هذه الاعتراضات، ولم يردّ عليها. بل ظلّ موضوعه وفاة المسيح وعلامات الساعة والنهي عن القتال وعن أدلة صدق أوهامه وعن الخسوف والكسوف ونبوءة آتهم وليكهرام ومحمدي بيغم ودوئي وثناء الله الأمرتسري وعبد الحق الغزنوي والبطالوي والدكتور عبد الحكيم. وظلّ يشتم الناس ويدعوهم للمباهلة والمناظرة، ثم يكون أول الفارّين. وفي وسط هذا الزحام نسي وعده، أو تناساه، أو كان قد أطلقه لمجرد الاستعراض الذي أتقنه هو ومن جاء بعده، ولم يتقنوا غيره.
ثم جاء بعده الخليفة الأول فظلّ مشغولا بالخلافات داخل الجماعة حول النبوة والتكفير. ثم جاء الخليفة الثاني فظلّ همُّهُ مناكفةَ اللاهوريين في موضوع النبوة والتكفير والخلافة التي اخترع لها مفاهيم لم يسمع بها أحد من العالمين.. عدا عن سرقة تفسير بعض الآيات ومخالفته أباه فيها. ثم جاء الرابع صاحب التضاعف السنوي للبيعات حتى بلغت 81 مليون بيعة في سنة، عازما على أن يسبق الأولين والآخرين في الاستعراضية الزائفة والمراءاة المقيتة. ثم ورث الخامس هذه الكارثة كلها، فماذا عساه أن يفعل؟ أليس واجب الناس مساعدته حتى يخرج ومن معه مِن وسط هذا البَوار؟
#هاني_طاهر 31/12/2016