مهدوية دجال قاديان الكاذبة
مهدوية دجال قاديان الكاذبة
أبو عبيدة العجاوي
بسم الله، عذنا بالله، أستغفر الله العفو الغفور الغفار وأتوب إلى الله الستير الرحيم التواب، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، لا إله إلا الله محمد رسول الله، اللهم صل وسلم وبارك عليه:
يقول القاديانيون: أن المهدي والمسيح شخص واحد، وهو غلام أحمد القادياني.
ويمكننا أن نبطل مهدوية غلام قاديان المزعومة إسلاميا وإلزاميا من خلال النقاط التالية، وبعد باسم الله وأعوذ بوجه الله والحمد والشكر لله أولا وآخرا ودائما وأبدا وفي كل وقت وحين… :
|[١]| قبل أن يدعي الغلام القادياني "المهدوية" كتب:
«والعجب الآخر أنهم ينتظرون المهدي مع أنهم يقرأون في صحيح ابن ماجه والمستدرك حديث: "لا مهدي إلا عيسى"، ويعلمون أن الصحيحين قد تركا ذِكره لضعفِ أحاديث سُمعت في أمره، ويعلمون أن أحاديث ظهور المهدي كلها ضعيفة مجروحة، بل بعضها موضوعة، ما ثبت منها شيء، ثم يُصرّون على مجيئه كأنهم ليسوا بعالمين». [حمامة البشرى ٨٥].
«وأما أحاديث مجيء المهدي.. فأنت تعلم أنها كلها ضعيفة مجروحة ويُخالف بعضها بعضا، حتى جاء حديث في ابن ماجه وغيره من الكتب أنه لا مهدي إلا عيسى بن مريم؛ فكيف يُتَّكَأُ على مثل هذه الأحاديث مع شدة اختلافها وتناقضها وضعفها، والكلامُ في رجالها كثير كما لا يخفى على المحدثين». [حمامة البشرى ١٨٧].
فانكر شخصية المهدي، وطعن في أحاديث المهدي كلها، وخصوصا حديث: "لا مهدي إلا عيسى".
ثم ناقض نفسه وأعلن: «بل الحق الثابت أنه: لا مهدي إلا عيسى». [حقيقة المهدي ٢٢٥].
وقال: «أيها الناس إني أنا المسيح المحمدي، وإني أنا أحمد المهدي، وإن ربي معي إلى يوم لحدي». [الخطبة الإلهامية ٢٢]
|[٢]| نفى الغلام القادياني الفاطمية عن المهدي قائلا: «سمعت بعض الجهال يقولون أن المهدي من بني فاطمة، فكيف يكون هذا الرجل إني أنا المهدي الموعود وأنه ليس منهم ؟ فالجواب الله يعلم حقيقة الأحوال وحقيقة النسب والآل، ومع ذلك إني أنا المهدي الذي هو المسيح المنتظر الموعود، وما جاء فيه أنه من بني الفاطمة فاتقوا الله والساعة الحاطمة». [الخطبة الإلهامية ٦٤].
ثم ناقض نفسه وأثبت فاطمية المهدي قائلا: «إن المهدي المعهود سيشابه النبي صلى الله عليه وسلم في خلقه وخلقه، واسمه سيواطئ اسمه صلى الله عليه وسلم، أي أن اسمه أيضا سيكون محمدا وأحمد، وسيكون من أهل بيته». [إزالة خطأ ١٠]
|[٣]| نفى المتنبئ القادياني عن نفسه الفاطمية: «وما كنت من جرثومة العلماء الأجلة، ولا من قبيلة بني الفاطمة». [مواهب الرحمن ٧٢]
إلا أنه يقول أيضا: «ومع أن الله شرفني بأنني إسرائيلي وفاطمي أيضا وإن لي نصيبا من كلا العرقين». [إزالة خطأ ١٦]
|[٤]| هل الغلام القادياني -والعياذ بالله- يشبه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أم عيسى عليه السلام؟
يقول الغلام القادياني: «إن المهدي المعهود سيشابه النبي صلى الله عليه وسلم في خَلقه و خُلقه، وأن اسمه سيواطئ اسمه صلى الله عليه وسلم، أي أن اسمه أيضا سيكون محمدا وأحمد، وأنه سيكون من أهل بيته صلى الله عليه وسلم». [إزالة خطأ ١٠]
ويقول أيضا: «أنت أشد مناسبة بعيسى ابن مريم وأشبه الناس به خُلقا وخَلقا وزمانا». [التذكرة ١٨٣]
وهذين القولين باطلين من أربع وجوه:
الوجه الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عُرِضَ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ، فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ - وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ "، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ رُمْحٍ : " دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ». [صحيح مسلم]
فنبينا صلى الله عليه وسلم لا يشبه عيسى عليه السلام بل يشبه إبراهيم عليه السلام!
الوجه الثاني: أن القاديانيين أنفسهم يفرقون بين عيسى عليه السلام ودجالهم القادياني! فيقولون: أن عيسى عليه السلام أحمر جعد، بينما دجالهم آدم سبط! أنظر: [شبهات وردود ٣٣٣]
الوجه الثالث: أن القادياني ذكر هذا الاختلاف في نص آخر: «إن الأحاديث في البخاري التي هي أصح بكثير من أحاديث أخرى وكتبت بمنتهى التحقيق قد ميزت ملامح المسيح الموعود القادم عن ملامح عيسى بن مريم رسول الله، أي سجلت ملامح عيسى عليه السلام مختلفة، حيث بين صلى الله عليه وسلم أن لونه أبيض، بينما ذكر عن المسيح القادم بآنه آدم اللون مطابقا لملامحي. فأي تفصيل كان يمكن أن يبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من هذا، فقد ذكر المسيح السابق والقادم ملامح مختلفة لئلا يتعثر الناس». [أيام الصلح ٢٠٧]
الوجه الرابع: كان النبي صلى الله الله عليه وسلم أبيض اللون:
«عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ». [صحيح مسلم]
«عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ، كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ». [صحيح مسلم]
النتيجة: القادياني لا يشبه لا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا عيسى عليه السلام.
|[٥]| القاديانيون يرفضون الرواية المتعلقة بالمهدي: «يواطئ اسمه اسمي، واسم ابيه اسم أبي» ويتمسكون بالرواية التي تقول: «يواطئ اسمه اسمي» دون ذكر الأب، لتعارض ذلك مع اسم القادياني غلام أحمد بن مرتضى.
وهذا لا يفيدهم لأن مزعوم القاديانيين اسمه "غلام أحمد" أي خادم أحمد.
كما أن الغلام القادياني استشهد بالرواية التي يرفضونها: «ويدعم كلامنا الحديث الذي يضم نبوءة عن مثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يسمى "المهدي" بتعبير آخر. وذلك لأن الحديث يتضمن كلمات تدل بصراحة أن النبي صلى الله عليه وسلم يُنبئ في تلك النبوءة بمثيله إذ يقول بأن المهدي سيشبهني خلقا وخلقا، ويقول أيضا يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي. فملخص الحديث، أن ذلك الشخص سيكون مثيله .. فمن هنا يستطيع كل فطين أن يفهم بسهولة أنه كما ذكر في الحديث مثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم، كذلك ذكر مثيل المسيح أيضا، ولا يعني ذلك أن يراد من المصطفى صلى الله عليه وسلم مثيله، أما المسيح فيأتي بنفسه؛ فتدبر !». [إزالة الأوهام ١٨٨]
«وقد جاء في بعض الآثار من نبي الله المختار أنه قال: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي". أخرجه أبو داود الذي كان من أئمة المحدثين. فقوله "مني" و "يواطئ اسمه اسمي" إشارة لطيفة إلى بياننا المذكور، ففكر كطالب النور ، إن كنت تريد أن تنكشف عليك حقيقة السر المستور، فلا تمر غاض البصر كالظالمين». [سر الخلافة ٧٢]
وقال في [الملفوظات ج٢ ص٢١٥] : «لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا إن المهدي الآتي سيواطئ اسم أبيه اسم أبي، واسم أمه اسم أمي، ويكون خُلقه خُلقي. وكان قصده من ذلك أن المهدي الموعود سيكون مظهرا له، وذلك كما كان النبي يوحنا مظهرا للنبي إيليا، وهذا ما يسميه الصوفية "البروز"، حيث يقولون إن فلانا مظهرا لموسى، وفلانا مظهر لعيسى وما إلى ذلك».
|[٦]| معلوم أن حديث: «ولا المهدي إلا عيسى» حديث ضعيف، والقاديانيون يرفضون أحاديث صحيحة كثيرة، بحجة أنها أخبار أحاد، وأنها ظنية الثبوت ولا تصلح بها عقيدة. فنطالبهم بـ : (الدليل قطعي الثبوت والدلالة كالآيات القرآنية الصريحة، والأحاديث المتواترة الصحيحة، بلا تأويل أو تحريف) على معتقدهم في أن المهدي والمسيح شخصية واحدة.
وقد قال مهديهم و مسيحهم: «وأنت تعلم أن الأدلة عند الحنفيين لإثبات ادعاء المدّعين أربعة أنواع كما لا يخفى على المتفقهين. الأول: قطعيّ الثبوت والدلالة وليس فيها شيء من الضعف والكلالة، كالآيات القرآنية الصريحة، والأحاديث المتواترة الصحيحة، بشرط كونها مستغنية من تأويلات المؤوّلين، ومنَزّهة عن تعارض وتناقض يوجب الضعف عند المحققين. الثاني: قطعي الثبوت ظني الدلالة، كالآيات والأحاديث المؤوَّلة مع تحقُّق الصحّة والأصالة. الثالث: ظنّيّ الثبوت قطعيّ الدلالة، كالأخبار الآحاد الصريحة مع قلّة القوّة وشيء من الكلالة. الرابع: ظنّيّ الثبوت والدلالة، كالأخبار الآحاد المحتملة المعاني والمشتبهة. ولا يخفى أن الدليل القاطع القوي هو النوع الأول من الدلائل، ولا يمكن مِن دونه اطمينان السائل. فإنّ الظنَّ لا يُغْني مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا، ولا سبيل له إلى يقين أصلاً. ولم أزل أرقُب رجلا يدّعي اليقين في هذا الميدان، وأتشوّف إلى خبره في أهل العدوان، فما قام أحد إلى هذا الزمان، بل فرّوا مني كالجبان». [إتمام الحجة، باقة من بستان المهدي 67]
|[٧]| يستدل القاديانيون على صحة معتقدهم في كون المهدي والمسيح شخصية واحدة بالحديث التالي: «يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا، وَحَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَتُوضَعُ الْجِزْيَةَ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا». [مسند الإمام أحمد]
فهذا الوصف جاء في حق غير عيسى عليه السلام أيضا، فبالتالي مرادهم باطل فإن النبي عليه الصلاة والسلام:
-قال عن الخلفاء الأربعة: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ». [سنن أبي داود]
-وقال لجرير رضي الله عنه: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا». [صحيح البخاري]
-وقال لمعاوية رضي الله عنه: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، وَاهْدِ بِهِ». [سنن الترمذي]
ولم يقل أحد أن الخلفاء الأربعة أو جرير أو معاوية رضي الله عنهم هم المهدي والمسيح!
وإنما هم رجال يوصفون بالهدى من الله الهادي، أو دعى لهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك!
|[٨]| يقول غلام أحمد القادياني: «سمي القادم بالمهدي، ففي ذلك إشارة إلى أن القادم سيتلقى علم الدين من الله حصرا. ولن يكون تلميذ أي أستاذ في القرآن والحديث، فها أنا أقول حالفًا بالله إن هذا هو حالي؛ إذ لا أحد يستطيع أن يثبت أني تلقيت درسا واحدا من القرآن والحديث والتفسير من أي إنسان أو تتلمذت على يد أي مفسر أو محدث. فهذه هي المهدوية التي تلقيتها على منهاج النبوة المحمدية، إذ قد كشفت على أسرار الدين بلا واسطة". [أيام الصلح ٢٠١]
ويكذبه أنه قال: "دراستي في الطفولة بدأت على هذا النحو.. أبي عندما بلغت السادسة أو السابعة من عمري وظف معلم فارسي لتعليمي، فعلمني قراءة القرآن الكريم وعددًا من الكتب الفارسية، وكان اسم ذلك الصالح فضل إلهي. فلما أصبحت ابن عشر سنين تقريبا عين لتربيتي أستاذ في اللغة العربية واسمه فضل أحمد. وأعتقد أنه لما كانت دراستي هذه بذرة ابتدائية لفضل الله، لذلك كان "فضل" هو الاسم الأول للأستاذين المذكورين. فالمولوي فضل أحمد الذي كان متدينا وشيخا جليلا، ظل يدرسني بجهد واهتمام كبيرين و درست على يده بعض كتب الصرف وبعض قواعد النحو، وبعد ذلك حين بلغ عمري ۱۷ أو ۱۸ عاما تعلمت بضع سنين على يد شیخ آخر يدعى "غل علي شاه"، كان والدي قد وظفه وعينه لتدريسي في قاديان. ولقد تلقيت منه العلوم المتداولة آنذاك من النحو والمنطق والطب قدر ما أراد الله، كما درست بعض كتب الطب من والدي أيضا إذ كان خبيرا في الطب وكان طبيبا حاذقا. وكنت يومذاك منكبا على قراءة الكتب وكأنني لم أكن في هذا العالم. كان والدي يوصيني مرة بعد أخرى بالتقليل من مطالعة الكتب، لأنه كان يخشى بدافع اللطف المتناهي أن تختل صحتي، كما كان يقصد من ذلك أن أبتعد عن هذا الأمر وأشاركه في همومه وغمومه". [البراءة ٢٦٦]
|[٩]| يقول القاديانيون: في معنى «يصلحه الله في ليلة» أن الله علم غلامهم القادياني اللغة العربية في ليلة. ويكذبهم عدة أمور:
(١) القاديانيون ينكرون آيات الله الخارقة للعادة، ولا شك أن تعلم اللغة العربية في ليلة معجزة خارقة للعادة.
(٢) القادياني رجل مريض وضعيف الدماغ وضعيف الذاكرة، وقد عبر عن ذلك كثيرا، ومن المستحيل أن يتعلم اللغة العربية في ليلة ويحفظ هذا الكم الهائل من الجذور.
(٣) يقول القادياني في [التذكرة ٢٩] في عام ١٨٧٨م تقريبا: «قبْل نحو ٢٥ عامًا رأيتُ في الرؤيا وأنا في "غورداسبور" أني جالس على سرير، والمولوي عبد الله الغزنوي جالس على يسار السرير نفسه، فخطر ببالي أن أُنزِله عن السرير، فبدأت أدفعه شيئا فشيئا حتى نزل وجلس على الأرض. وفيما أنا في ذلك ظهر من السماء ثلاثة ملائكة أحدهم اسمه "خَيْرائتي"، وجلس الثلاثة على الأرض مثل المولوي عبد الله، أما أنا فظللت جالسًا على السرير. عندها قلت لهم جميعا: سأقوم بالدعاء فقولوا: آمين. ثم دعوتُ: "رَبِّ أَذْهِبْ عني الرجس، وطهِّرْني تطهيرًا".
فأمّن الملائكة الثلاثة والمولوي عبد الله، ثم طار الملائكة والمولوي عبد الله إلى السماء، ثم استيقظت.
وبمجرد أن استيقظت أيقنت أن وفاة المولوي عبد الله قريبة، وأنه قد أرِيد لي في السماء فضل خاص. ثم ظللت أشعر على الدوام أن جذبًا سماويا خاصا يعمل بداخلي، إلى أن بدأ نزول الوحي الإلهي عليّ. إنها هي تلك الليلة التي أصلحني الله تعالى فيها بالتمام والكمال، وحدث في نفسي انقلاب يستحيل أن يحدث بيد الإنسان أو إرادته».
المستفاد من النص السابق:
- زعم في تلك الليلة أن الله أصلحه.
- كان ذلك في عام ١٨٧٨م، وهذا قبل ادعائه المسيحية والمهدوية والنبوة بسنوات.
- لم يذكر أن معنى ذلك أن الله علمه اللغة العربية في تلك الليلة.
- أنه قال أصلحه "بالتمام و الكمال".
وهذا النص يبطل قول القاديانية في تفسيرها لـ معنى: « يصلحه الله في ليلة ».
(٤) هناك نصوص قاديانية تدل على أن الغلام القادياني قد تعلم اللغة العربية وكان يعرفها:
فقد درس العربية على يد معلم: «دراستي في الطفولة بدأت على هذا النحو.. أبي عندما بلغت السادسة أو السابعة من عمري وظف معلم فارسي لتعليمي، فعلمني قراءة القرآن الكريم وعددًا من الكتب الفارسية، وكان اسم ذلك الصالح فضل إلهي. فلما أصبحت ابن عشر سنين تقريبا عين لتربيتي أستاذ في اللغة العربية واسمه فضل أحمد. وأعتقد أنه لما كانت دراستي هذه بذرة ابتدائية لفضل الله، لذلك كان "فضل" هو الاسم الأول للأستاذين المذكورين. فالمولوي فضل أحمد الذي كان متدينا وشيخا جليلا، ظل يدرسني بجهد واهتمام كبيرين و درست على يده بعض كتب الصرف وبعض قواعد النحو، وبعد ذلك حين بلغ عمري ۱۷ أو ۱۸ عاما تعلمت بضع سنين على يد شیخ آخر يدعى "غل علي شاه"، كان والدي قد وظفه وعينه لتدريسي في قاديان. ولقد تلقيت منه العلوم المتداولة آنذاك من النحو والمنطق والطب قدر ما أراد الله، كما درست بعض كتب الطب من والدي أيضا إذ كان خبيرا في الطب وكان طبيبا حاذقا. وكنت يومذاك منكبا على قراءة الكتب وكأنني لم أكن في هذا العالم. كان والدي يوصيني مرة بعد أخرى بالتقليل من مطالعة الكتب، لأنه كان يخشى بدافع اللطف المتناهي أن تختل صحتي، كما كان يقصد من ذلك أن أبتعد عن هذا الأمر وأشاركه في همومه وغمومه». [البراءة ٢٦٦]
وننقل هذه الرواية الطويلة بتمامها نظرا لأهميتها في هذا الموضوع: «بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: لقد أورد شيخ يعقوب علي العرفاني في كتابه “حياة النبي” ما كتبه المولوي سيد مير حسن السيالكوتي عن الفترة التي توظّف فيها المسيح الموعود في سيالكوت، وأنقل فيما يلي تلك الرواية بكلماته. المولوي سيد مير حسن عمّ سيد مير حامد شاه السيالكوتي وهو شيخ كبير ومعروف في سيالكوت. المولوي المذكور ليس أحمديًا أي ليس تابعًا للمسيح الموعود بل هو من المعجبين بأفكار السير سيد أحمد خان، يقول المولوي المذكور:
كان حضرة المرزا قد قدم إلى سيالكوت للوظيفة في عام 1864 وأقام فيها. ولما كان يحب الخلوة والتعبد، وكان تقيًّا يجتنب اللغو واللهو، لذلك لم يكن يحبّ مقابلة العامة التي كانت تسبب في معظم الأحيان هدرًا للوقت. كان الوكيل “لاله بهيم سين” – الذي كان جدّه “متهن لال” مساعدًا إضافيًا للمفوض في “بطاله” – صديقًا حميمًا له. ولما كانت بين المرزا المحترم و”لاله بهيم سين” معرفة مسبقة منذ زمن إقامتهما في “بطاله” فقد استمرت هذه الصداقة بينهما في سيالكوت أيضا. وإذا كان أحد صديقًا حميمًا لحضرة المرزا في هذه المدينة فكان ذلك “لاله بهيم سين”. ولما كان “لاله بهيم سين” يتسم بطبع سليم وتوقد ذهني وبراعة في اللغة الفارسية لذلك كان المرزا المحترم يحبّه كثيرًا لكونه صديقًا محبًّا للعلم.
كان أهل المحكمة (التي توظف فيها حضرته – المترجم) يعرفون عن المكانة العلمية للمرزا المحترم. وفي بداية الصيف في تلك السنة دخل المدينة شاب عربي يدعى محمد صالح واتُّهم بالتجّسس واستدعاه نائب المفوض في مكتبِه من أجل التفتيش. (كان اسمه “بركسون” وبعد ذلك تولى منصب المفوض في راولبندي) وكانت ثمة حاجة إلى الترجمان. ولما كان المرزا المحترم يحظى باستعداد كامل على الكتابة باللغة العربية والتكلم بها لذلك فقد دُعي وأُمِر أن يوجه إلى هذا الشاب العربي كلّ ما أردنا سؤاله ثم يملي علينا ردّه بالأردو. لقد أدى المرزا المحترم حق هذه المهمة، وانكشفت كفاءته على الناس.
وفي تلك الأيام نفسها أقيمت مدرسة للموظفين في المحكمة بجهود خاصة للمولوي إلهي بخش رئيس مفتشي المدارس في المحافظة، وذلك حتى يتسنى للموظفين في المحكمة دراسة اللغة الإنكليزية فيها ليلاً. وعيّن الدكتور أمير شاه أستاذًا فيها – وقد تقاعد الآن عن منصب نائب الطبيب الجراح. لقد بدأ المرزا المحترم أيضا تعلم اللغة الإنكليزية ودرس كتابًا أو كتابين فيها.
كان المرزا المحترم يحب المناظرات الدينية منذ ذلك العصر، وكان كثيرا ما يناظر القساوسة. حدثت مرة مناظرة بينه وبين القس “ألايشه” الذي كان قسًّا محليًّا، وكان يقيم في إحدى الدور الواقعة في جنوب قرية “حاجي بوره”. قال القس: لا يمكن النجاة بدون قبول الديانة المسيحية. فقال له المرزا المحترم: أرجو أن تفصل لنا ما هو تعريف النجاة؟ وما الذي تقصده من النجاة؟ لم يستطع القس أن يعطي أي تفصيل وأنهى المناظرة قائلا: لم أدرس مثل هذا المنطق.
كما ناظر المرزا المحترم القس “تيلر أم أيه” الذي كان قسيسا على جانب كبير من العلم وكان باحثًا أيضا. كان هذا القس يقيم قرب منطقة “غوهد بور”.
قال هذا القس مرةً: كان السرّ في ولادة المسيح من مريم العذراء بلا أبٍ له هو ليكون بريئًا ومنزّهًا من الإثم الذي ارتكبه آدم. فقال المرزا المحترم: إن مريم أيضا من نسل آدم، فكيف صارت بريئة مما ارتكبه آدم؟ إضافة إلى ذلك كانت المرأة هي التي رغّبتْ آدم في أكل الشجرة الممنوعة فأكلها وصار آثمًا، فكان ينبغي أن يكون المسيح من دون أم أيضا. فسكت القس.
كان القس تيلر يكنّ للميرزا المحترم احترامًا وحبًّا وتقديرًا. وكان يتكلم معه بكل أدب. ولما حان موعد عودته إلى بريطانيا حرص على زيارة الميرزا المحترم في المحكمة. فلما سأله نائب المفوض عن سبب مجيئه قال: جئت للقاء الميرزا المحترم، وبما أنني عائد الآن إلى بلدي لذلك جئت لأودعه وداعًا أخيرا. فذهب إلى مكتب الميرزا المحترم وجلس على الأرض ثم غادر بعد انتهاء هذا اللقاء.
ولحبِّ الميرزا المحترم للمناظرات مع القسس فإنّ أحد سكان “جالندهر” وهو مرزا مراد بيك –الذي كان يلقب بـ”مرزا شكسته” ثم غيّره إلى “مرزا موحِّد”- طلب من حضرته أن يراسل “السير سيد أحمد خان” الذي كتب تفسيرًا للتوراة والإنجيل، لأنه سيكون مفيدا جدًّا له، فكتب حضرته إلى السير سيد أحمد خان رسالة باللغة العربية.
كان “شيخ إله داد” مراقب المكتب الأسبق أكثر مَن يحبه حضرتُه من بين كُتاب المحكمة كلهم، وكان حبه له عميقًا وصادقًا، كما كان حضرة المرزا يحب أحد صلحاء المدينة وهو المولوي محبوب عالم الذي كان يعيش حياة العزلة وكان عابدًا زاهدًا تقيًّا وصوفيًّا تابعًا للطريقة النقشبندية.
الغرفة التي كان يقيم بها حضرة المرزا مع الحكيم “منصب علي” محرر الوثائق كانت واقعة في رأس السوق وكانت قريبة لمحل الحكيم حسام الدين الذي كان يستخدمه لتصنيع الأدوية وبيعها ولمداواة المرضى، ولهذه المناسبة تم التعارف بين حضرة المرزا والحكيم حسام الدين، ودرس الحكيم المذكور على يد حضرته جزءًا من الكتابَين “قانونجه” و”موجز” (حاشية: وهما كتابان في علم الطب- المترجم)
لم يكن حضرة الميرزا يحب التوظف لذلك شرع يستعد لامتحان التوكيل، فطالع كتب القانون والمحاماة، إلا أنه لم ينجح في الامتحان. وأنّى له أن ينجح فيه ولم يُخلق للأعمال الدنيوية؟ ولله درّ القائل:
هر كسى را بهر كارى ساختند
أي: كل سُخِّر لما خلق له.
كانت جامعة بنجاب قد أنشئت حديثًا في تلك الأيام، وكانت هناك حاجة ماسة فيها لأستاذ اللغة العربية، وقد حُدّد له مرتّبٌ قدره 100 روبية، فقد كتبتُ لحضرته أن يتقدم بطلب لهذه الوظيفة لكونه يعرف اللغة العربية جيدًا فلا بد أن ينال هذه الوظيفة، فقال حضرته:
لا أحب التدريس لأن معظم الناس يدْرُسون ثم يقومون بأعمال الشر الكثير ويتخذون العلم ذريعة لأعمالهم غير المشروعة. إنني أخاف وعيد الآية التالية: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ (الصافات 23). يتضح من إجابته هذه أنه كان يتسم بصفاء الباطن وصلاحه.
ومرة سأله أحد: لماذا لا يحتلم الأنبياء؟ أجاب حضرته: بما أن الأنبياء لا يحملون إلا أفكارًا طاهرة نيامًا وقيامًا ولا يدعون الأفكار غير الطاهرة تدخل قلوبهم لذلك لا يحتلمون حتى في منامهم.
ومرة كان الحديث يدور حول اللباس، وقال أحد بأن السراويل ذات فوهة الرِّجل الواسعة والفضفاضة جيدة كما يلبسها أهل الهند. وقال الآخر بل ذوات الفوهة الضيقة جيدة، أما حضرة الميرزا فقد قال:
إن السروال ذا الفوهة الضيقة أفضل مراعاةً للأمر بستر العورة، وإنه أكثر مراعاة للحجاب لأن الإنسان يحتجب حتى من الأرض أيضا بسبب الفوهة الضيقة لسرواله.
أعجب الجميع بقول حضرته.
وأخيرًا، ضاق حضرته ذرعًا بالوظيفة وقدم استقالته في 1868 وغادر سيالكوت. ثم زارها مرة أخرى في 1877 وأقام في بيت “لاله بهيم سين”، كما شرّف بيت الحكيم مير حسام الدين أيضا استجابةً لدعوته.
في تلك السنة نفسها بدأ السير سيد أحمد خان بكتابة تفسير القرآن الكريم. وكان قد وصلني هذا التفسير للركوعات الثلاثة الأولى. فلما ذهبت مع “شيخ إله داد” للقائه في بيت “لاله بهيم سين” تطرقنا في الحديث إلى ذكر السير سيد أحمد ومنه إلى تفسيره، فلما قلت: وصلني تفسير ثلاثة ركوعات وهو يتناول قضية الدعاء ونزول الوحي، قال لي حضرته: خذ هذا التفسير معك عند مجيئك غدًا. وفي اليوم التالي لما جئناه سمع حضرته ما كُتب في هذا التفسير حول الموضوعين فلم يرق له ذلك ولم يعجب بهذا التفسير.
إن عمْر حضرة الميرزا في رأيي في ذلك الوقت لم يكن أقل من 24 ولا أكثر من 28 عاما. باختصار لم يكن حضرته يتجاوز 28 عامًا في 1868. الراقم: مير حسن.”
أقول: أولا: يجب ألا يفهم من قول المولوي مير حسن أن حضرته درس في سيالكوت كتابًا أو كتابين باللغة الإنجليزية أنّ حضرته كان يتقن الإنجليزية. بل هذا يعني أنه أصبح يعرف أبجديتها لأن الكتاب الأول لتعليم الإنجليزية في تلك الفترة كان يحتوي على أبجديتها، والكتاب الثاني كان يحتوي على الربط بين أحرف الهجاء وتكوين الكلمات الصغيرة السهلة. ولا زال الأمر نفسه يراعى في الكتب البدائية لتعليم اللغة الإنجليزية.
إنني أتذكر جيدًا أنني لما كنت في الصف السابع، كنت واقفًا عند المسيح الموعود وكان عندي مقلمة من طراز إنكليزي وكان بها حبر من ثلاثة ألوان، وكانت عليها الكلمات الآتية: RED Copying. Blue.. أخذ المسيح الموعود هذه المقلمة من يدي وحاول قراءة هذه الكلمات فقرأ الكلمة الأولى والثالثة بعد تركيز وتفكير إلا أنه لم يستطع قراءة الوسطى رغم المحاولة، ثم سألني عنها ومعانيها أيضا. فقد اتضح من هنا أنه كان يستطيع قراءة بعض الكلمات القصيرة السهلة بعد التركيز والتفكير، كما يدل ذلك على أنه كان قد تعلّم الهجاء الإنجليزي لا أكثر.
ثانيًا: كتب المولوي مير حسن أن المسيح الموعود كان يتقن اللغة العربية إتقانًا كاملا زمن إقامته في سيالكوت وكان قادرًا على الإنشاء والإلقاء فيها. تعليقه هذا صحيح تمامًا إلا أنه أمر نسبي والمراد منه أن قدرة حضرته على اللغة العربية ضمن أوساط معينة في سيالكوت كانت أفضل من الآخرين، وكان إلى حدّ ما يستطيع التعبير عن نفسه باللغة العربية. لأن الحقيقة هي أن العلم المكتَسَب لحضرته لم يكن متجاوزًا عن المستوى السائد آنذاك، ويمكن تحقيق هذا المستوى بواسطة التعلم من أي أستاذ في البيت في قاديان، لأن حضرته لم يسافر إلى أي مركز أو مدينة لكسب العلم.
ثالثًا: كتب المولوي مير حسن أن حضرته اطلع على تفسير السير سيد إلا أنه لم يعجب به. والسبب في ذلك أن حضرته كان يعارض بشدة الأفكار الدينية التي كان السير سيد يتبناها، إلا أنه من ناحية أخرى كان يحترمه ويعتبره مواسيًا لقومه وناصحًا لهم، وذلك لأن السير سيد – بسبب تأثره الشديد بالعلوم الجديدة المعاصرة – كان يتبنى في الأمور الدينية نهجَ تأويل المسائل الإسلامية لتتماشى مع تلك العلوم، ووصل به الأمر درجة في توسيع هذا النطاق وكأنه أنكر بعض المعتقدات الإسلامية كالدعاء والوحي والإلهام والخوارق والمعجزات والملائكة وغيرها. فلما رآه المسيح الموعود على هذه الحالة خاطبه في كتابه “مرآة كمالات الإسلام” بمنتهى المواساة والنصح ونبّهه على نهجه الضارّ جدًّا.
أقول: كان الخليفة الأول المولوي نور الدين متأثرًا جدًّا بأفكار السير سيد ونهجه، إلا أن هذا التأثير تلاشى رويدًا رويدًا بعد مجيئه في صحبة المسيح الموعود . كذلك كان المولوي عبد الكريم أيضا من المعجَبين بالسير سيد في البداية، وقد ذكر عنه حضرته في بيت شعر بالفارسية ما معناه:
لقد ظلّ في نار “الطبيعة” مدة من الزمن ولكن انظروا إلى كرامته أنه خرج منها سليمًا.
(وأقول أيضا أن هناك رواية أخرى للمولوي مير حسن عن إقامة المسيح الموعود في سيالكوت قد سجّلت تحت رقم 280 من هذا الكتاب.) [سيرة المهدي الرواية رقم ١٥٠]
المستفاد من الرواية السابقة:
-أن القادياني كان يعرف الله العربية حسب الرواية السابقة.
-التاريخ ١٨٦٤م وهذا قبل إدعاءه المهدوية والمسيحية بوقت طويل جدا.
-الرواية تحدثت عن المكانة العلمية للغلام القادياني، فهو حسب الرواية إنسان متعلم.
-وحسب الرواية قام القادياني بالترجمة العربية بكفاءة.
-كتب الغلام القادياني لأحمد خان رسالة باللغة العربية.
-طلب منه أن يتقدم لوظيفة أستاذ للغة العربية لكونه يعرف اللغة العربية جيدا.
فكيف يمكن أن يقال بعد كل ما سبق أن القادياني علمه الله اللغة العربية في ليلة؟!
-وبعد بسم الله وأعوذ بالله وعزته وقدرته الباري والشافي والمعافي- مع أنني شخصيا أشك في قدرات القادياني العلمية والعقلية والجسدية، لكن هذا ما ورد في كتب القوم ونلزمهم به.
|[١٠]| من الأدلة على أن المهدي والمسيح عليه السلام شخصين مختلفين:
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ : " فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ : لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ ". [صحيح مسلم]
وبخصوص هذا الحديث قالت القاديانية: أين التصريح أن الأمير هو المهدي؟! ونعكس السؤال: أين التصريح أن النازل شخص اسمه غلام أحمد القادياني وأنه مهدي ومسيح؟! يا قاديانية هداكم الله أنتم تقولون: مثيل، وشبيه، وابن مريم، ومصطلحات وألقاب، وتحرفون النصوص ومعانيها لأنكم لا تجدون النص الصريح!
عن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ ؟ ". [صحيح البخاري]
وهذا الحديث الأخير قالت القاديانية تحريفا: نزل القادياني فهو إمامكم منكم أي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لا عيسى الإسرائيلي عليه السلام.
ويرد عليها بخصوص الحديثين:
١- الأمة الإسلامية لم تتفق على إمامة القادياني بل إتفقت على كذبه ودجله وكفره.
٢- القادياني لم يكن يؤمن الناس في الصلاة.
٣- القادياني لم يكن إماما بمعنى خليفة أو أمير.
٤- القادياني ليس منا، بل تابعا ومواليا للإنجليز، والعياذ بالله من يوالي كفارا فهو منهم.
٥- دين الأنبياء عليهم السلام واحد على اختلاف أقوامهم، ونقول: إن القادياني قال أنه إسرائيلي. فإن كان الغلام القادياني إسرائيلي تابعا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم! فهو قولنا: أن عيسى عليه السلام ينزل تابعا لشريعة محمد.
كان الغلام القادياني يحتمي بسيف الدولة البريطانية، بل ويفخر بهذه الدولة، ويستقوي بها على غيره، فانظر إلى نصحه الأمين وإخلاصه الشديد لحكومته الإنجليزية -دون منة عليها- : «إن مذهب الشيخ محمد حسين البطالوي الحقيقي هو أن مهديا محاربا نازل حتما، ولكنه يقول للحكومة كذبا وزورا فقط بأنه لا يعتقد بمثل هذا المهدي مع أنه أبدى أكثر من مرة رأيه أنه يعتنق هذا الاعتقاد، لو جمعت الحكومة المشايخ الآخرين وسألتهم ما هي معتقداته التي يسردها لهم عن المهدي لثبت بسرعة وسهولة ماذا يقول للحكومة عن المهدي وماذا يقوله لإخوته أي المشايخ الآخرين عن المهدي». [كشف الغطاء ٢٢]
ثم دار الزمان دورته وخرجت بريطانيا من بلاد الهند وقامت دولة باكستان الإسلامية فصار موضوع عمالة القادياني لبريطانيا [شبهات وردود].
|[١١]| يقول مهدي القاديانية المزعوم: «وقد أخبرت في الوحي الإلهي المقدس المطهر أنني بعثت من الله مسيحا موعودا وإماما مهديا وحكما في الإختلافات الداخليه والخارجية». [أربعين ٤]
ومن المعلوم أن القاديانيين خالفوا مهديهم المزعوم وحكمهم العدل في مسائل كثيرة: فهو يؤمن بالنسخ في القرآن وهم ينكرونه، وهو يؤمن الجن الشبحي وهو ينكرونه، وهو يقر بحد الردة وحد الرجم، وهم يخالفونه في كثير من التفسيرات القرآنية والحديثية!
لكن ماذا نقول:
-الغلام القادياني غير ملتزم بأقواله وتفسيراته، فطبيعي أن لا يلتزم أتباعه!
-المتنبئ القادياني يناقض نفسه بنفسه، فطبيعي أن يتناقض أتباعه معه!
-المسألة كذب ودجل منذ اليوم الأول، فطبيعي أن يكون إلى اليوم نفس الشيء!
|[١٢]| يقول دجال قاديان:
«صحيح أن جميع الأنبياء يتميزون بصفة المهدي لأنهم جميعا تلاميذ الرحمن، غير أن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان حائزا على هذه الصفة على وجه خاص وأكمل وأتم. لأن سائر الأنبياء تلقوا العلم من الناس أيضًا، فمعلوم أن موسى عليه السلام تلقى العلم كأمير بإشراف فرعون، أما المسيح عليه السلام فكان أستاذه أحد اليهود الذي تعلم منه الكتاب المقدس كله وتعلم منه الكتابة. كذلك إذا كان الإنسان مهديا وتلقى العلم من الله ولم توهب له روح القدس لشفاء الأمراض الروحانية، فلا يمكنه إقامة الحجة على الناس. ونموذج نيل تأييد روح القدس في الماضي هو المسيح عليه السلام ففي هذا الزمان هناك حاجة لتأييد روح القدس من ناحية العقل، لأن كل إنسان يتأثر طبعًا بالدلائل العقلية والنقلية لدرجة لو قدم أحد معجزة ضدها فلا تفيد، لذلك قد اشترط على المصلح الكامل منذ الأزل أن يتصف بهاتين الصفتين بالضرورة.. أي يجب أن يكون تلميذا خاصا لله سبحانه وتعالى ويكون مؤيدا بروح القدس في كل ميدان. أما المهدي في آخر الزمان الذي اسمه الثاني المسيح الموعود أيضا، فمن الضروري جدا أن يتصف بهاتين الصفتين على وجه الكمال لكونه ذا البروزين، لأن فساد الزمان كان يقتضي - كما يفهم من هذه الآية - أن يكون الإمام في آخر الزمان والمبعوث في الزمن الفاسد والقذر جدا مهديا من الله، ولا يكون تلميذ أحد الناس في الأمور الدينية، ولا يكون مريد أحد، وأن يكون متلقي العلوم والمعارف العامة من الله فقط، ولا يكون تلميذا لأحد في علوم الدين ولا يكون مريد أحد في أمور الزهد، وأن يكون مؤيدا بروح القدس». [أربعين ٢٠-٢٢]
ما يهمنا في هذا النص ثلاث أمور:
الأول: أنه يشترط في المهدي أن يتلقى العلوم من الله فقط، وقد ذكرنا في نص تقدم سابقا أنه والده جعل له أساتذة تعلم على يدهم القرآن واللغة العربية والنحو والصرف وعددا من الكتب الفارسية والمنطق والطب…
الثاني: في النص المتقدم نفسه قال القادياني: «وكنت يومذاك منكبا على قراءة الكتب وكأنني لم أكن في هذا العالم. كان والدي يوصيني مرة بعد أخرى بالتقليل من مطالعة الكتب، لأنه كان يخشى بدافع اللطف المتناهي أن تختل صحتي، كما كان يقصد من ذلك أن أبتعد عن هذا الأمر وأشاركه في همومه وغمومه»
وحسب النص لابد أنه كان يقرأ كتبا إسلامية -خاصة فيما يتعلق بالقرآن الكريم- لأنه كان يقول أن نفسه كانت تميل للقرآن ودقائقه ومعارفه: «وكنت أجد قلبي مائلا إلى القرآن ودقائقها ونكاتها ومعارفها وكان القرآن قد شغفني حبا». [التبليغ ٩٦] فلابد أنه تعلم علوم القرآن من خلال مطالعته للكتب حسب النص. المهم أن الرجل عين له والده أساتذة تعلم على أيديهم، كما أنه كان منكبا على قراءة الكتب، ومن هذا حاله فلا يمكن أن يقال أنه لم يتعلم إلا من الله فقط بوحي يوحى!
الثالث: قال أن موسى عليه السلام تلقى العلم كأمير بإشراف فرعون، وأن عيسى عليه السلام تعلم الكتابة والكتاب المقدس من أستاذ يهودي، ولكي يرفع القادياني من شأن نفسه قال أنه يتلقى العلم من الله فقط مثل محمد صلى الله عليه وسلم.
مع أنه في نص آخر يقول فيه: "وأظهر آية فيوضه القديمة بتعليم جميع النفوس القدسية، أي الأنبياء، وتأديبهم من لدنه دون معلم ومدرس". [البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة ٢٠]
|[١٣]| المسألة ليست متوقفة على موضوع زعم القادياني أنه المهدي والمسيح في شخص واحد، بل إن القادياني زعم كل شيء ممكن أن يزعمه دجال! بل فاق غيره في كثرة المزاعم! فمن ذلك:
⟨١⟩ المظهر الإلهي -والعياذ بالله-:
«وأنت مني فكأنني تجليت بنفسي، أي أن ظهورك هو عين ظهوري». [التجليات الإلهية ١٤]
«أنت مني وكأنني قد ظهرت، أي أن ظهورك هو عين ظهوري». [التذكرة ٦٥٨]
«أنت مني وأنا منك، ظهورك ظهوري». [التذكرة ٧٥٢]
«ليس الخير في أن يحارب أحد مظهر الله». [التذكرة ٦٧٨]
⟨٢⟩ مثيل المسيح:
«وبينت أيضا أن المراد من النزول ليس نزول المسيح ابن مريم في الحقيقة، بل قد أنبئ على سبيل المجاز والاستعارة بمجيء مثيل المسيح وأنا مصداقه وفق إعلام من الله وإلهامه». [توضيح المرام ٥٩]
⟨٣⟩ تنبأ به القرآن والأحاديث النبوية:
«لقد أعلنت دعواي بكوني مثيلاً للمسيح بناءً على وحي الله وإلهامه جل شأنه، وقد كشف على أيضًا أنه قد سبق أن أنبئ عني ووعد بي في القرآن الكريم والأحاديث النبوية». [التذكرة ١٧٦]
«لقد أظهر الله على هذا العبد المتواضع في كشف صريح بأن مجيء مثيل ابن مريم مذكور في القرآن الكريم». [التذكرة ١٩٢]
⟨٤⟩ مظهر ومثيل لجميع الأنبياء:
نزل على المتنبي القادياني التالي: «كتب الله لأغلبن أنا ورسلي» ثم قال القادياني في الحاشية: «في هذا الوحي سماني الله "رسل" لأنه كما كتبنا في "البراهين الأحمدية" فقد جعلني الله تعالى مظهرا لجميع الأنبياء، ونسب إلى أسماء جميع الأنبياء، فأنا آدم، أنا شيت، أنا نوح، أنا إبراهيم، أنا إسحاق، أنا إسماعيل، أنا يعقوب، أنا يوسف، أنا موسى، أنا داود، أنا عيسى، وأنا المظهر الأتم لاسم النبي صلى الله عليه وسلم أي أنا محمد وأحمد بصورة ظلية». [حقيقة الوحي ٧٧]
«يجب أن ننظر بإنصاف، أن الله تعالى وصفني في كتابي "البراهين الأحمدية" بمثيل آدم صفي الله، وما استاء أحد من المشايخ من ذلك قط، ولقبني سبحانه وتعالى مثيلا لنوح ولم يسخط على ذلك أحدهم، ثم نعتني تعالى بمثيل يوسف ولم يغضب أحد من المشايخ، وجعلني عز وجل مثيلا لداود عليه السلام وما ضاق أحد من المشايخ ذرعا، وناداني سبحانه وتعالى بمثيل موسى وما استشاط أحد من الفقهاء والمحدثين غضبا، يل سماني الله سبحانه وتعالى مثيل إبراهيم أيضا ولم يُظهر أحد من غيظه أو غضبه شيئا. ثم بلغ أمر المماثلة في النهاية درجة خاطبني الله تعالى مرارا قائلا: "يا أحمد"، و جعلني مثيلا لسيد الأنبياء وإمام الأصفياء سيدنا المقدس محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم أيضا بصورة ظلية وما ثار أحد من المفسرين أو المحدثين غضبا. أما حين ناداني الله باسم عيسى أو مثيل عيسى فاحمرت وجوه الجميع من شدة الغيظ، واشتعلوا غضبا حتى كفرني أحدهم، وسماني غيره ملحدا». [إزالة الأوهام ٢٤١]
⟨٥⟩ تنبأ به جميع الصوفيين:
«أني مصداق نبوءة جميع الصوفيين؛ فقد وُلدتُ صباح يوم الجمعة توأما، والفرق الوحيد هو أن بنتًا وُلدت قبلي وكان اسمها "جَنَّة" وقد انتقلت إلى الجنة بعد بضعة أيام، ثم وُلدتُ أنا بعدها. ولقد سجل الشيخ محي الدين بن عربي نبوءةً في كتابه "فصوص الحِكَم" وقال إنه سيكون صيني الأصل». [حقيقة الوحي ١٨٧]
⟨٦⟩ تنبأ به الكتاب المقدس عند أهل الكتاب:
«لقد ذُكر في سفر النبي دانيال عن ظهور المسيح الموعود، الزمنُ نفسه الذي بعثني الله تعالى فيه. فقد ورد فيه: "كَثِيرُونَ يَتَطَهَّرُونَ وَيُبَيَّضُونَ وَيُمَحَّصُونَ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَفْعَلُونَ شَرًّا. وَلاَ يَفْهَمُ أَحَدُ الأَشْرَارِ، لكِنِ الْفَاهِمُونَ يَفْهَمُونَ وَمِنْ وَقْتِ إِزَالَةِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَإِقَامَةِ رِجْسِ الْمُخَرَّبِ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَتِسْعُونَ يَوْمًا طُوبَى لِمَنْ يَنْتَظِرُ وَيَبْلُغُ إِلَى الأَلْفِ وَالثَّلاَثِ مِئَةٍ وَالْخَمْسَةِ وَالثَّلاَثِينَ يَوْمًا." ففي هذه النبوءة أُنبئ عن المسيح الموعود الذي كان سيظهر في الزمن الأخير. فقد ذكر النبي دانيال علامته أن اليهود سيتركون القرابين المحرقة في ذلك الزمن. وسيظهر المسيح الموعود بعد مضي 1290 عاما. فهذا الوقت كان وقت ظهور هذا العبد المتواضع، لأن كتابي "البراهين الأحمدية" نُشر بعد بعثتي ببضع سنوات فقط. والغريب في الأمر -وأنا أعتبره آية من الله- أنني نلتُ شرف المكالمة والمخاطبة الإلهية في عام 1290 من الهجرة بالضبط. ثم نُشر كتاب "البراهين الأحمدية"، الذي سُجِّل فيه ادّعائي، بعد سبع سنوات. ومكتوب على غلاف كتابي هذا بيت من الشعر تعريبه:
"إن هذا الكتاب يرشد إلى طريق المغفرة"، ونُشر في 1297 للهجرة، سبحان الله! إن هذا العدد يعادل مجموعة أعداد أحرف "يا غفور" في حساب الجمل.
ففي كتاب النبي دانيال ورد عام 1290 كموعد ظهور المسيح الموعود. وإعلاني بكوني المسيح الموعود كما ورد في كتابي "البراهين الأحمدية" كان بعد هذا الموعد بسبع سنين. وكما قلت قبل قليل إني تشرفت بالمكالمة والمخاطبة الإلهية قبل ذلك بسبع سنين أي في عام 1290. ثم يذكر النبي دانيال الفترة الأخيرة لظهور المسيح الموعود أي عام 1335. وهذا يماثل إلهاما من الله أُلهِمته عن عمري. وإن هذه النبوءة ليست ظنية لأنها توافق نبوءة عيسى عليه السلام عن المسيح الموعود التي وردت في الإنجيل وتحدد الزمن نفسه لظهور المسيح الموعود. وقد ذُكرت فيها علامات زمن المسيح الموعود مثل تفشي الطاعون واندلاع الحروب والكسوف والخسوف. فأي شك في أن الزمن الذي أشار إليه الإنجيل أخبر عنه النبي دانيال أيضا؟ وإن نبوءات الإنجيل تقوي نبوءة دانيال لأن كل الأمور المذكورة قد ظهرت في هذا الزمن. كما تصدِّقها نبوءة اليهود والنصارى المستمَدّة من التوراة، وهي أن المسيح الموعود سيولد في نهاية الألفية السادسة من ولادة آدم. فكانت ولادتي في نهاية الألفية السادسة بحسب التقويم القمري الذي هو التقويم الحقيقي عند أهل الكتاب. وإن ولادة المسيح الموعود في نهاية الألفية السادسة كانت مقدرة عند الله منذ البداية لأن المسيح الموعود خاتَمُ الخلفاء، ولا مندوحة من العلاقة بين الأول والأخير. ولما كان آدم عليه السلام قد خُلق في نهاية اليوم السادس فكان ضروريا -نظرا إلى العلاقة المذكورة أعلاه- أن يولَد الخليفة الأخير أيضا الذي هو آدم الأخير في نهاية الألفية السادسة». [حقيقة الوحي ١٨٥]
⟨٧⟩ مجدد:
«لما انتهى القرن الثالث عشر وبدأ القرن الرابع عشر أخبرت بوحي الله تعالى أنك مجدد هذا القرن، وتلقيت من الله تعالى الوحي التالي: "الرحمن علم القرآن... إلى قوله وأنا أول المؤمنين». [التذكرة ٤٦]
«إنني أنا المسيح الموعود الذي هو مجدد الزمن الأخير». [حقيقة الوحي ١٧٩]
⟨٨⟩ محدث:
«فإنني دون أدنى شك قد جئت من الله تعالى، محدثا في هذه الأمة، والمحدث أيضا يكون نبيا من وجه. ومع أن نبوته ليست تامة، لكن فيه جزء من النبوة لأنه يحظى بشرف مكالمة الله تعالى. وتُكشف عليه أمور غيبية». [توضيح المرام ٦٨]
«إني أرسلت محدثا من الله إليكم، وإلى كل من في الأرض». [مرآة كمالات الإسلام ٢٤٠]
⟨٩⟩ الحارث:
"(أ): لقد كُشف عليّ في كشف صريح وجليّ أن الخبر الوارد في سنن أبي داود عن خروج رَجُل يُقَالُ لَهُ الْحَارِثُ (أي الحَرّاثُ) خبرٌ صحيح، وأن هذه النبوءةَ وكذلك نبوءةَ ظهور المسيح إنما هما نبوءة واحدة من حيث مصداقهما، أعني أنهما تتحدثان عن شخص واحد وهو أنا العبد المتواضع. (إزالة الأوهام، الخزائن الروحانية، مجلد 3، ص 135، الحاشية)
(ب): لقد كُشف عليّ بالوحي بأن النبوءة الواردة في صحيح أبي داود بأنه "يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ النهْرِ (أي من ناحية سمرقند) يُقَالُ لَهُ الْحَارِثُ (أي الحَرّاثُ) يُمكِّنُ لآلِ مُحمّدٍ، وجَب عَلَى كُل مُؤْمِنٍ نَصْرُهُ" وكذلك النبوءةَ عن ظهور المسيح الذي سيكون إمامَ المسلمين ويكون منهم، إنما هما نبوءتان متّحِدتان في المعنى، وأن هذا العبد المتواضع هو مصداقهما كلتيهما. (إزالة الأوهام، الخزائن الروحانية، مجلد 3، ص 141، الحاشية)". [التذكرة ١٨٠]
والحديث ضعيف لكن الرجل يدعي أي دعوى ممكن أن تفيده.
[١٠] كرشنا -إله الهندوس-:
«1900
(أ): أُريتُ في الكشف شخصًا وكأنه عالِمُ اللغةِ السنسكريتية، وكان من أشدِّ محبّي "كرشنا"، فوقف أمامي وخاطبني وقال: "ہے رُودّرگوپال تیری استت گیتا میں لکھی ہے." (سنسكريتية)
أي: يا قاتلَ الأشرار وراعي البقر، ثناؤك مكتوب في "الجيتا".
ففهمت للتو أن العالَم كله، سواء الهندوس أو المسلمون أو النصارى، ينتظرون قاتِلَ أشرارٍ وراعيَ بقر، ولكن كل طائفة تنتظره بكلماتها ولغتها، وكلهم قد حدّدوا لمجيئه هذا الوقتَ، ووصفوه بهاتين الصفتين: قاتِل خنازير وراعي بقر. وأنا ذلك الموعود الذي ما زال المتنبئون من الهندوس منذ القدم يتنبأون بقوة بأنه سيولد في "آريا ورت" أي في بلاد الهند هذه، حتى إنهم ذكروا أسماء وطنه، ولكن تلك الأسماء كلها استعارات تنطوي على حقيقة أخرى. (التحفة الغولروية، الخزائن الروحانية، مجلد 17، ص 317-318 الحاشية)
(ب): لقد أخبرني الله تعالى في عالم الكشف مرارًا أن شخصًا باسم كرشنا الذي كان في الشعب الآري، كان من عباد الله المصطفين ومن أنبياء عصره، فكلمة "أوتار" التي توجد عند الهندوس ترادف النبي في الواقع. كما توجد في كتب الهندوس نبوءة أيضا بأن "أوتار" على سيرة كرشنا سيأتي في الزمن الأخير، وسيكون بروزا له، وقد كُشف عليّ أنني أنا هو. إن أبرز صفات كرشنا اثنتان: إحداهما أنه "رُودَّر" أي قاتل السباع والخنازير، أي بالدلائل والآيات، والثانية "گوپال" أي راعي البقر، أي معين الصالحين بأنفاسه، وكلتا الصفتين هما من صفات المسيح الموعود، وقد زوّدني الله تعالى بكلتيهما. (التحفة الغولروية، الخزائن الروحانية، مجلد 17، ص 317، الحاشية في الحاشية)
(ج): إن الله الذي هو ربُّ السماء والأرض قد كشف عليّ ليس مرة واحدة بل أخبرني مرارا وتكرارا: "تُو ہندوؤں کے لئے کرشن اور مسلمانوں اور عیسائیوں کے لئے مسیح موعود ہے۔" (أردية)
أي: أنك "كرشنا" للهندوس و"المسيح الموعود" للمسلمين والمسيحيين. (محاضرة سيالكوت، الخزائن الروحانية، مجلد 20، ص 228)
(د): وليكن واضحًا الآن أن راجا "كرشنا" كان في الحقيقة -كما كُشف عليّ- إنسانا كاملا لا نظير له في أولياء الهندوس وأنبيائهم. كان نبي عصره، وقد نزل عليه روح القدس من عند الله تعالى. كان عند الله من المنصورين والمكْرَمين، وقد طهّر أرض الهند من الآثام. وكان في الواقع نبي عصره، ولكن تعاليمه شُوِّهت فيما بعد من جوانب كثيرة. كان ممتلئا بحب الله تعالى، ومحبًّا للخير ومعاديًا للشر. وكان الله تعالى قد وعد ببعثة بروز له (أي نبيّ) في الزمن الأخير؛ وقد تحقق ذلك الوعد ببعثتي. (محاضرة سيالكوت، الخزائن الروحانية، مجلد 20، ص 228-229)
(هـ): ومن جملة الإلهامات التي تلقيتها عن نفسي ما يلي: "ہےکرشن رُودّرگوپال تیری مہما گیتا میں لکھی گئی ہے." (سنسكريتية)
أي:.يا كرشنا، يا قاتِلَ الخنازير وراعي البقر، مَديحُك مسجَّل في "الجيتا". (محاضرة سيالكوت، الخزائن الروحانية، مجلد 20، ص 229)
(و): أنا "كرشنا" الذي ينتظر الآريون ظهوره في هذه الأيام. وهذه الدعوى ليست من تلقاء نفسي، بل قد كشف الله عليّ مرارا وتكرارا: "جو کرشن آخری زمانہ میں ظاہر ہونے والا تھا وہ تُو ہی ہے۔آریوں کا بادشاہ۔" (أردية)
أي: أن كرشنا المزمع ظهوره في الزمن الأخير هو أنت. مَلِكُ الآريين. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 521-522)
1900
كان هناك سرير مربع كبير موضوع بين الهندوس وكنتُ جالسًا عليه، فقال أحدهم مشيرًا إلى غيره: أين كرشنا؟ فقال المسئول مشيرًا إلي: ها هو. ثم بدأ جميع الهندوس يقدمون لي المال هديةً منهم. وفيما هم في ذلك إذ هتف هندوسي: "ہےکرشن جی رُودّرگوپال." (سنسكريتية)
أي: يا حضرة كرشنا، قاتِلَ الخنازير، وراعي البقر.
(هذه رؤيا قديمة). ("بدر"، مجلد 2، عددان 41-42، يوم 29/10/ إلى 8/11/1903، ص 322)
1900
قال المسيح الموعود:
ذات مرة رأيت السيد كرشنا (في الرؤيا)، وكان أسودَ اللون، أَشَمَّ الأنفِ، وأَجْلَى الجبهةِ. فقام ووضَع أنفَه على أنفي وجبينَه على جبيني. ("الحكم"، مجلد 12، عدد 17، يوم 6/3/1908، ص 7)
1900
ولقد أوحيَ إلي ذات مرة: "آريوں كا بادشاه آيا." (أردية)
أي: جاء مَلِكُ الآريين. ("الحكم"، مجلد 12، عدد 17، يوم 6/3/1908، ص 7)». [التذكرة ٣٨٩-٣٩٢]
⟨١١⟩ مبعوث الأمم الثلاث:
«خطر ببالي أن اسمي مهدي. وناداني الله باسم عيسى وكرشنا أيضا، وإن الأمم الثلاث الكبرى تنتظر هؤلاء الثلاثة، حيث ينتظر المسلمون المهدي والنصارى المسيح والهندوس النبي كرشنا، فهذه هي الحكمة الإلهية في هذه الأسماء». [الملفوظات ج١٠ ص١٢٠]
وغير ذلك من إدعاءات مثل كليم الله كما هو حال موسى عليه السلام، وأنه ذو القرنين..
فالرجل على استعداد أن يدعي أي دعاوى ممكن أن تخدمه، ثم يغير في نسبه وأصله تبعا لذلك، أو يفتري وحيا إلهيا تبعا لذلك، فليس غريبا أو عجيبا أن يقول أنه هو المهدي والمسيح كشخص واحد! فهو قد جمع في شخصه الكثير من الدعاوى!
فكل ما تقدم من دعاوى وتناقضات دليل كذب ودجل وبطلان.
وصدق الله العظيم:
﴿أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَیۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِیهِ ٱخۡتِلَـٰفࣰا كَثِیرࣰا﴾ [النساء ٨٢]
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی مَنۡ هُوَ مُسۡرِفࣱ كَذَّابࣱ﴾ [غافر ٢٨]
وبالتالي: لنا أن نقول إن القادياني دجال، وكذاب، ومثيل الدجال، ودليلنا:
«وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ». [صحيح البخاري]
«وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي». [سنن أبي داود]
وعلى هذا صدق القادياني عندما قال أن الوحي قد أنبأ ببعثته، ولكن والعياذ بالله بصفة دجال كذاب!
وله أمثال قريب من ثلاثين!!!
|[١٤]| بعض من هراء القادياني والرد عليه:
«أن مجيء المسيح ثانية إلى هذا العالم لا يجلب له الوجاهة بحال من الأحوال، بل سوف يأتي متنازلا عن مرتبته ومكانته بحسب عقيدتكم، إذ سوف يبايع الإمام المهدي بعد كونه رجلاً من الأمة، ويُصلي وراءه مقتديا، فما هذه الوجاهة؟!». [أيام الصلح ٢٢٣]
والجواب: كان غلام القاديانية لا يصلي بالناس إماما، وكان يصلي خلف أتباعه، فما هذه الوجاهة؟!
«فملخص الجواب أنه لما كان من الضروري أن ينال المهدي في آخر الزمان نصيبا من جميع البركات المحمدية، فكان من الواجب أيضا أن ينال المهدي أيضا نصيبا من الفصاحة والبلاغة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم جامع الكلم و فصيحا وبليغا وكان كلامه يفوق كل كلام، ولا سيما أن القرآن الكريم كان معجزة منقطعة النظير. فلهذه الضرورة قد أعطيت أنا العبد المتواضع نصيبا من البلاغة المحمدية. وهذا الأمر كان ضروريا لدرجة أن لو لم أعطها لكنت مع ادعائي بالمهدوية التي هي ظل النبوة المحمدية - عرضة لاعتراض أنه لم يعط نصيبا من البلاغة المحمدية». [أيام الصلح ٢٣٣]
والجواب: إن الغلام القادياني يحاول إيجاد مماثلة بينه وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. لكن هناك فروقات فإن نبينا عليه الصلاة والسلام لم يكن شاعرا كما هو حال القادياني، ولم يؤلف الكتب كما هو حال القادياني! كما قد ثبت أن القادياني كان يقتبس كثيرا جدا من مقامات الحريري! ولم يكن فصيحا ولا بليغا! والإعتراضات قائمة وموجودة!
«ويترشح هذا المعنى أيضا من حديث أخرجه ابن ماجه والحاكم في كتابيهما وهو: لا مَهْدِيَّ إِلَّا عِيسَى. أي لا يمكن أن يصل أحد إلى المرتبة الكاملة للمهدي إلا إذا أصبح عيسى أولا، أي إذا أحرز الإنسان في مجال التبتل إلى الله كمالا لدرجة لم يبق منه إلا الروح فإنه يصبح روح الله عنده، ويسمى عيسى في السماء، ويوهب له بيد الله ولادة روحانية لا دخل للوالد الظاهري فيها، بل توهب له هذه الولادة الجديدة بفضل الله تعالى فحسب. ومنتهى التزكية والفناء في الله أن يتجرد الإنسان من الظلمات الجسمانية ولا يبقى فيه إلا الروح، هذه هي المرتبة العيسوية التي يهبها الله بصورة كاملة لمن يشاء». [الآية السماوية ٨٧]
والجواب: هذا هراء لم يقل أحد به سلفا وخالفا.
وأيضا:
-القادياني يعتبر كل الأنبياء عليهم السلام مهديين، فهل كانوا يتحولون إلى عيسى ثم يصيرون مهدي!
-كما أن بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا مهديين، فهل تحولوا إلى عيسى قبل ذلك!
-ثم هل عيسى عليه السلام تحول إلى عيسى ثم صار مهديا!
فما يقوله غلام القاديانية بعيد جدا عن الفهم الإسلامي للنصوص سلفا وخلفا.
«ولبروز الخير هذا لقبان بالنظر إلى مهمته الداخلية ومهمته الخارجية، فهو المهدي نظرا إلى مهمته الداخلية، وهو المسيح ابن مريم نظرا إلى مهمته الخارجية». [الملفوظات ج١ ص٤٢٧]
الجواب: المشكلة أن القادياني ترك النصوص التي تتحدث عن مهمات وأعمال المسيح والمهدي وأولها تحريفا، وراح يتحدث عن مهمات وأعمال أخرى! ثم ما تحدث عنه لم يفد الأمة الإسلامية بشيء! فعلى سبيل المثال داخليا لم يوحد القادياني هذه الأمة، بل بمجيئه إزدادت الفرقة، وبدلا من أن تتفق الأمة بسببه إتفقت على كفره وضلاله، ثم أتباعه بعده أنقسموا إلى فرقتين لاهورية وقاديانية! ثم في زمن القادياني كان المسلمون يعانون من الفقر والإستعمار فلم يخلصهم من الفقر داخليا ولا من الاستعمار خارجيا! بل على العكس كان مؤيدا لاحتلال بريطانيا مزيدا من ديار الإسلام! الرجل لم يحقق شيئا لا داخليا ولا خارجيا! ووجوده وعدمه واحد على الصعيد الداخلي والخارجي!
ثم جاء القاديانيون بعد القادياني ونشروا كتابا باسم [إنجازات المسيح الموعود] وتحدثوا عن إنجازات لم ترد في النصوص الإسلامية ومن هذه الإنجازات حسب زعمهم: تصحيح الأخطاء المتعلقة بالوحي، والقرآن، والمعجزات… وإقامة حقوق المرأة، وتأسيس جماعة فعالة، وغير ذلك..
«والذين يرقبون ظهور المهدي من ديار العرب، أو من بلدة من بلاد الغرب، فقد أخطأوا خطأ كبيرا وما كانوا مصيبين. فإن بلاد العرب بلاد حفظها الله من الشرور والفتن ومفاسد كفار الزمن، ولا يتوقع ظهور الهادي إلا في بلاد كثرت فيها طوفان الضلال، وكذلك جرت سنة الله ذي الجلال. وإنا نرى أن أرض الهند مخصوصة بأنواع الفساد، وفتحت فيها أبواب الارتداد، وكثر فيها كل فسق وفجور، وظلم وزور، فلا شك أنها محتاجة بأشد الحاجة إلى نصرة الله ذي العزة والقدرة، ومجيء مهدي من حضرة العزة. ووالله لا نرى نظير فساد الهند في ديار أخرى، ولا فتنا كفتن هذه النصارى. وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن الدجال يخرج من الديار المشرقية، والقرآن يشير إلى ذلك بالقرائن البينة، فوجب أن نحكم بحسب هذه العلامات الثابتة البديهة، ولا نتوجه إلى إنكار المنكرين. والذين يرقبون المهدي في مكة أو المدينة فقد وقعوا في الضلالة الصريحة. وكيف، والله كفل صيانة تلك البقاع المباركة بالفضل الخاص والرحمة، ولا يدخل رعب الدجال فيها، ولا يجد أهلها ريح هذه الفتنة». [سر الخلافة ٦٨]
والجواب: لا يخفى أن الاستدلال السابق قائم على الرأي والقياس والاستنتاج والهوى لا على النصوص الإسلامية:
-فإن النصوص المتعلقة بالمهدي والمسيح عليهما السلام تدل على بلاد الشام.
-كما أن الأحاديث الصحيحة تدل على خروج الدجال من بلاد المشرق أي فارس والعراق لا البلاد الهندية.
-أما المفاسد فكانت موجودة في مصر وبلاد الشام وغيرها، كما وقد وقعت بلاد عربية تحت الاستعمار كمصر والجزائر وغيرها، وكانت بها فتن النصارى ثم المعتبر في هكذا أمور غيبية النص الصحيح لا الراي والهوى!
«والحق أنه من السخف وغير المعقول تماما القول ببعثة شخص ذي شأن عظيم في الدنيا - يجدر بأن يُسمى ابن مريم من حيث صفاته الباطنية - ثم يشترط مجيء مهدي آخر أيضا معه أفليس هو مهديا بحد ذاته؟ ألم يأت بنفسه حائزا على الهداية من الله تعالى؟ أليس معه الكثير من الجواهر والكنوز والأموال والمعارف والدقائق حتى يسأم الناس من أخذها، وتمتلئ جيوبهم بحيث لا يبقى لديهم مجال لقبول المزيد منها؟ فإذا كان ذلك صحيحا وحقا، فما الحاجة إلى مهدي آخر في هذه الحالة؟». [إزالة الأوهام ٤٠٤]
والجواب:
-ألم يبعث الله جل وعلا موسى وهارون معا في نفس الوقت إلى فرعون وبني إسرائيل: ﴿ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِم مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِی۟هِۦ بِـَٔایَـٰتِنَا فَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ وَكَانُوا۟ قَوۡمࣰا مُّجۡرِمِینَ﴾ [يونس ٧٥]
-ألم يرسل الله تبارك وتعالى ثلاثة أنبياء إلى قرية واحدة: ﴿إِذۡ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَیۡهِمُ ٱثۡنَیۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثࣲ فَقَالُوۤا۟ إِنَّاۤ إِلَیۡكُم مُّرۡسَلُونَ﴾ [يس ١٤]
«مع أنني أقر بأنه من الممكن أن يكون قد أتى أكثر من مهدي من قبل، ويمكن أن يأتي في المستقبل أيضا، كما يمكن أن يأتي مهدي باسم الإمام محمد أيضا، ولكن لا تثبت هذه الفكرة على النهج الذي يفكر به عامة الناس. وهذا ليس رأيي فقط بل ظل معظم المحققين أيضا يرون الرأي نفسه». [إزالة الأوهام ٤٠٤]
والجواب:
-من حيث المبدأ الأنبياء عليهم السلام أئمة هدى، والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم أئمة مهديين، لكن النصوص تتحدث عن رجل اسمه المهدي صفاته كذا وكذا… فدلت هذه الصفات على رجل بعينه!
-خطورة قول القادياني السابق وأمثاله جر على القاديانية نفسها مشاكل وإشكالات فبين الحين والآخر يخرج رجل من القاديانية يدعي النبوة، أو أنه مثيل فلان، فيتم طرده والتحذير منه! فهم لما فتحوا باب النبوة، ولما فتحوا باب الوحي لكل من هب ودب، وقالوا بمثيل فلان ومثيل علان، وفتحوا باب التأويلات الباطنية التي من الممكن أن يقولها أي دجال، كانت النتيجة ما سبق!
«من جملة النصوص الحديثية قد ورد دليل لزمن المسيح الموعود أن الأرض ستكون ممتلئة ظلما وجوراً قبل ظهوره، وسوف يملأها المهدي المعهود عدلا وإنصافا، وسيكون نير الجبين وأشم الأنف، كذا في المشكاة، رواه أبو داود والحاكم أيضًا. فالواضح الآن أن الأرض في العصر الراهن قد ملئت من كل أنواع الظلم.. أي المعصية والإفراط والتفريط والفسق والفجور، وإن جميع ظلمات الأرض تتدفق بقوة، وإن الدنيا وأماني الدنيا مستولية على غالبية القلوب لدرجة أن لم يبق فيها أي مكان لله سبحانه وتعالى؛ لم تبق التقوى في الألسنة ولا في العيون ولا في الأذان، وإن سيل الثوائر النفسانية يجري بقوة، والحالات الإيمانية والعملية غير سليمة، والبصيرة الأخلاقية مفقودة، والفراسة مختفية. قد صار الحب الإلهي والأنس والذوق والزهد والتواضع والتقوى والخوف والخشوع والصدق والصلاح الذي علمه القرآن الكريم كالمعدوم. إن عبدة المخلوق مشغولون في نشر الشرك والفساق قد فتحوا محلات الفسق هنا وهناك، وصار الإيمان ادعاء محصوراً في الألسنة إلا عند قليل من العباد، فهذا الزمن في الحقيقة يوافق ما ورد في الحديث، أي قد اجتمع فيه كل أنواع الإثم والفاحشة وكل نوع من العقائد الباطلة، وبكل قوة وحماس نصبت راية الشرك الذي هو ظلم عظيم. وهذا الحديث يبين بمنتهى الوضوح أن المهدي الموعود سيأتي لإصلاح الظلم السائد والجور في ذلك العصر». [البراءة ٣٢١]
ثم يقول: «ومن جملة النصوص الحديثية دليل أورده مسلم وهو : "لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثَّرَيَّا لَذَهَبَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ فارس"، هذا الحديث يدل صراحة على أن زمنا سيأتي على الإسلام يُصاب فيه الدين والعلم والإيمان بالضعف، وينتشر الظلم والجور في الأرض، عندئذ سيولد رجل فارسي الأصل، يستعيد الإيمان إلى الأرض. وقد ثبت من الحديث السابق آنفًا أن الذي ستتم على يديه إزالة كل أنواع الظلم والفسق هو نفسه المهدي الموعود، ويثبت من حديث لا مهدي إلا عيسى" أنه هو المسيح الموعود أيضا». [البراءة ٣٢٢]
والجواب: القادياني يستدل على أن هذا الزمن -أي زمانه- ملئت الأرض ظلما وجورا، أي علامة على ظهور المهدي -أي القادياني حسب زعمه- لكن السؤال: أين يملأها قسطا وعدلا؟!
|[١٥]| تنبؤات قاديانية كاذبة لم تتحقق، منها:
«(أ): يحدث معي مرارًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرني بشيء وأنا أسمع كلامه بدون أن أرى صورته. وهذه الحالة تكون ما بين الكشف والإلهام. قال صلى الله عليه وسلم البارحةَ عن المسيح الموعود: "يضَعُ الحربَ، ويصالحُ الناس."
أي: أنه يلغى الحرب والقتال من جهة، ومن جهة أخرى يتمكن من إحلال السلام داخل الأمة. وكأن للمسيح الموعود آيتين: أولاً: الآية الخارجية بأنه لا تكون هناك حرب، وثانيًا: الآية الداخلية بأنه يرسي الصلح داخل الأمة.
ثم قال الله تعالى: "سلمانُ منا أهلَ البيت."
سلمان: أي صُلحانِ.
ثم قال تعالى: "على مشربِ الحسن."
أي: أن الحسن رضي الله عنه أيضًا عقَد صلحين، أحدهما عقده مع معاوية، والآخر عقده بين الصحابة. فثبت من ذلك أن المسيح الموعود يكون على مشرب الحسن....
ثم قال تعالى:"حسن كا دودھ پئے گا۔" (أردية)
سيشرب من حليب الحسن.
ثم قال المسيح الموعود: هذا الإلهام قد حلّ الإشكالَ حول ما يقال بأن المهدي يكون من آل النبي صلى الله عليه وسلم، كما عرَفْنا به مهمةَ المسيح الموعود الذي يكون المهدي أيضًا. فالذين يقولون أنه لن يأتي إلا الذي يمتشق الحُسام ويضعه في رقاب الكفار، فإنهم كاذبون. إنما الحق ما كشفه هذا الإلهام وهو أنه يرث صُلْحَيْنِ، بمعنى أنه يعقد الصلح خارجيًا، كما يصالح بين الأمّة داخليًا. ("الحكم"، مجلد 4، عدد 40، يوم 10/11/1900، ص 3)
(ب): إنه لثابتٌ من تاريخ أجدادي أن إحدى جداتي من الأب كانت من عائلة السادات الشريفة، وكانت من بني فاطمة. وقد صدّق النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ذلك حيث قال لي في الرؤيا: "سَلْمانُ منّا، أهلَ البيت، على مَشْرَبِ الحَسَنِ."
فسمّاني "سلمان" أي: سلْمانِ اثنانِ. والسّلْم في العربية يعني الصلح، أي: مِن المقدّر أن يتمّ على يديّ صُلحان، أوّلُهما صلحٌ داخلي تزول به البغضاء والشحناء من داخل الأمة، وثانيهما صلحٌ خارجي يقضي على أسباب العداء الخارجي، ويكشف عظمة الإسلام، وبالتالي يجعل أتباع الأديان الأخرى يميلون إلى الإسلام. ويبدو أنني أنا المراد من "سلمان" المذكور في الحديث، إذ لا تنطبق نبوءة الصلحينِ على سلمان ذلك. (إزالة خطأ، الخزائن الروحانية، مجلد 18، ص 212-213، الحاشية)». [التذكرة ٣٩٣-٣٩٤]
التعليق:
-لم يلغ القادياني الحروب ولم يصالح الناس وهو غير قادر على ذلك!
-لم يرس الصلح والسلام داخل الأمة ولا خارجيا مع الأمم الأخرى!
-البغضاء والشحناء موجودة داخل الجماعة القاديانية!
-لم يقض على أسباب العداء الخارجي!
-من يميل للإسلام يميل للإسلام المحمدي -ولله الحمد- لا الدين القادياني!
«النبوءة الثالثة والعشرون هذه النبوءة منشورة في الصفحة ٢٤٢ من البراهين الأحمدية وهي: "إني رافعك إلي وألقيت عليك محبة مني (أي أن الناس فجأة يقبلون إليك بحب بعد أن أبغضوك وعادوك كما هو من علامات المهدي الموعود). وبشر الذين آمنوا (بك) أن لهم قدم صدق عند ربهم. واتل عليهم ما أوحي إليك من ربك ولا تصعر لخلق الله ولا تسأم من (زيارات) الناس". وبعده تلقيت إلهاما ووسع مكانك" فقد صرح في هذه النبوءة بجلاء أنه سيأتي عليك زمان يزدحم عندك الزوار، حتى سوف يصعب على كل واحد منهم أن يقابلك، فلا تمل حينها ولا تتعب من مقابلات الناس. سبحان الله ما أعظم شأن هذه النبوءة وقد صدرت قبل ۱۷ عاما من اليوم في زمن كان يحضر مجلسي ربما رجلان أو ثلاثة وذلك أيضا نادرا، فكم يترشح منه علم الغيب الإلهي!». [السراج المنير ٨٠]
التعليق: القادياني يتكلم عن هذا التنبؤ على أساس أنه تحقق، مع العلم أن القادياني مشغول عن مقابلة الناس بالنوم والأحلام والتبول والإسهال، بل بغض القادياني ومعاداته زادت مع الأيام والسنوات، ولا ندري كم عدد هؤلاء الزوار! فإن قيل: أنهم بمئات الألاف! فطبيعي أن لا يستطيع مقابلتهم وبالتالي لم يتحقق الافتراء السابق.
ثم تخيل أخي المسلم أن المسلمين يأملون من الله بخصوص المهدي يملأ الأرض قسطا وعدلا… بينما هذا الرجل يحدثنا عن تنبؤ وشيء آخر وهو كثرة الزوار!
ثم جاء في حق المهدي والمسيح يفيض المال… بينما هذا الرجل يطلب من أتباعه نسبة من دخلهم الشهري وإلا طردوا من الجماعة القاديانية!
«اعلموا أن ترك الشحناء من علامات زمن المهدي، أفلا تتحقق هذه العلامة؟ ستتحقق حتمًا. لماذا لا تتمسكون بأهداب الصبر؟ إن من القواعد الطبية أن من الأمراض ما لا يزول إلا إذا اقتلع من جذوره، هكذا ستنشأ على يدي جماعة صالحة إن شاء الله تعالى». [الملفوظات ج١ ٤٨٢]
والجواب: عليكم يا قاديانية بالصبر، فكما أن بعض المسلمين ينتظرون ظهور المهدي ونزول المسيح عليه السلام، عليكم انتظار تحقق ترك الشحناء جيلا بعد جيل!!! الطريف أن القاديانيين يسخرون من المسلمين أنهم ينتظرون ظهور المهدي والمسيح، ثم القاديانيين يرحلون كل ما لم يتحقق للقادياني إلى المستقبل، وهم بهذا وقعوا بما شنعوا به على المسلمين!!! لا حول ولا قوة إلا بالله هؤلاء الناس هوى ولا عقل ولا نقل!!!
|[١٦]| القادياني يزعم المزاعم الكثيرة أنه مهدي ومسيح ونبي ومجدد وجاء لهداية الناس وإصلاح العالم، ثم الملاحظ أن تراثه يغلب عليه الكتابة والتدوين، فلم يكن يخطب الجمع والأعياد، ولم يكن يعطي الدروس العلمية والدينية، بل هناك أدلة يفهم منها أن الرجل لم يكن يستطيع الحديث جيدا أمام الناس:
«بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي شير علي وقال: جاء مرة شيخ هندي إلى المسيح الموعود وقال جئت ممثلاً عن قوم للبحث في حقيقة دعواك. ثم أخذ يناقش حضرته في بعض المسائل الخلافية. كان يستخدم كلمات فخمة على سبيل التكلف. وردًّا على ذلك ألقى حضرته كلمةً فقطع كلام حضرته وقال: إنك تدعي بأنك المسيح والمهدي غير أنك لا تستطيع أن تنطق بعض الكلمات نطقًا سليمًا. كان المولوي عبد اللطيف الشهيد جالسًا في هذا المجلس، فأخذ يتكلم مع هذا الشيخ باللغة الفارسية بكل حماس حتى أفحمه وهدّأه. ثم قال حضرته في وقت آخر لم يكن المولوي عبد اللطيف حاضرًا فيه: كان المولوي عبد اللطيف غاضبا جدًّا، وخشيت أن يضربه بحماسه، لأجل ذلك مسكتُ بيده وظللتُ ضاغطًا عليها». [سيرة المهدي رواية رقم ٣٦٦]
«هنا يجدر ذكر قصة ممتعة؛ أنه حدث لي ذات مرة أن سافرت إلى مدينة "عليغره"، وما كنت قادرا - بسبب نوبة الضعف الدماغي التي أصبت بها في قاديان قبل مدة - على الحديث الطويل أو الجهد الذهني، وما زال الحال على المنوال نفسه بحيث لا أقدر إلى الآن على إطالة الكلام كثيرا أو على التفكير المجهد. ففي هذه الحالة قابلني شيخ من مشايخ "عليغره" اسمه محمد إسماعيل والتمس بتواضع مفرط أن ألقي كلمة وقال بأن الناس مشتاقون لك منذ مدة طويلة، فمن الأفضل أن يجتمع الجميع في مكان واحد فتخطب فيهم. ولما كنت أعشق دائما وأرغب من الأعماق أن أظهر الحق على الناس فقبلت طلبه بسرور القلب، وأحببت أن أبين حقيقة الإسلام في اجتماع عام لأفضل لهم حقيقة الإسلام وكيف يفهمه الناس في هذه الأيام، وقلت أيضا للشيخ المذكور بأني سأبين حقيقة الإسلام بإذن الله. ولكن حدث بعد ذلك أن منعني الله تعالى من ذلك. وإنني واثق من أن الله تعالى لم يرد أن أبذل جهدا ذهنيا مضنيا فأصاب بمرض جسدي إذ إن صحتي ما كانت على ما برام أصلا لذا منعني الله تعالى من الخطاب. ومرة؛ قد حدث من قبل أيضا أن قابلني في الكشف نبي من الأنبياء السابقين وأنا في حالة الضعف فقال لي مواسيا وناصحا لماذا تقوم يجهد ذهني إلى هذا الحد، قد تمرض بسببه. على أية حال، كان ذلك منع من الله، فاعتذرت للشيخ بسببه. وكان العذر صحيحا فعلا. إن الذين شهدوا نوبات مرضي الشديد هذا وشاهدوا أيضا بأم أعينهم سرعة ثورة هذا المرض بعد كثرة الكلام أو التفكير والتدبر لا بد وأن يستيقنوا أني مصاب بهذا المرض في الواقع». [فتح الإسلام ١٩]
«الضيف: إنك تدعي أنه لا أحد يستطيع أن يكتب اللغة العربية أفصح منك. حضرته -أي القادياني- : نعم. الضيف: عفوا على الإساءة، أنت لا تستطيع أن تلفظ حرف "ق" صحيحا. -فقال القادياني- هذه الأقوال سخيفة، فلست من سكان لكهناو حتى تكون لهجتي لكهنوية، إنما أنا بنجابي، وقد وجه هذا الاعتراض إلى موسى عليه السلام أيضا أنه: (لَا يَكَادُ يُبين) وقد ورد في الأحاديث عن المهدي أنه ستكون في لسانه لكنة». [الملفوظات ج٤ ص١٩٠]
ومن ينظر في كتب بعض شيوخ القاديانية يشعر أن هؤلاء الشيوخ أفضل وأعلم من نبيهم القادياني الذي يتبعونه!
|[١٧]| أما تشنيع القادياني والقاديانيين: «في هذا الزمن يُنتظر المهدي السفاك والمسيح الدموي. وهناك أمل وشوق إلى أنه سيهبهم السلطنة فور مجيئه ويهلك الكفار. هذه أفكارهم البالية ووساوسهم». [الملفوظات ج٤ ص٣٢٩]
فنحن لا نؤمن أن المهدي والمسيح عليه السلام سفاكين دمويين بل يكون من الخير والخيرات على أيديهم بإذن الله ما الله به عليم.
أما المصطلحات التنفيرية والتشنيعية فأسلوب فاشل معروف!
ويرد على القادياني والقاديانية:
أن القادياني من الممكن عنده مجيء مسحاء بشوكة وجلال: «أنني ما ادعيت قط أني أنا المسيح الموعود الوحيد فقط ولن يأتي مسيح في المستقبل، بل أؤمن وأقول مرارا وتكرارا بأنه يمكن أن يأتي أكثر من عشرة آلاف مسيح دع عنك مسيحا واحدا، ومن الممكن أن يأتي بعضهم بشوكة وجلال ظاهري أيضا، وممكن أيضا أن ينزل بداية في دمشق». [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٦٥]
بل هو يبشر بمجيء ونزول مثيل مسيح قاهر جلالي: «وكشف على أيضا أن من المقدّر أن ينتشر الفساد والشرك والظلم في العالم ثانية بعد انقضاء فترة الخير والصلاح وغلبة التوحيد، فيأكل البعض بعضا كالديدان ويسود الجهل، ويبدأ الناس في عبادة المسيح ثانية، وتنتشر جهالة اتخاذ المخلوق إلها على نطاق واسع وستنتشر كل هذه المفاسد في الدنيا في الفترة الأخيرة من هذا الزمن الأخير على يد الديانة المسيحية، وعندها تهيج روحانية المسيح هيجانا مرة ثالثة، وتقتضي نزولها نزولاً جلاليا، فتنزل في صورة مثيل له قاهر، وينتهي ذلك الزمن، وعندها تكون النهاية ويطوى بساط العالم». [التذكرة ٢١٧]
وكان يؤمن بنزول عيسى بن مريم عليه السلام بقهر وشوكة وجلال: «عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمْ عَلَيْكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا، وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حصيرا". أي أن الله يريد أن يرحمكم، أما إذا عدتم إلى الإثم والتمرد فسوف نعود إلى العقاب والعذاب، وقد جعلنا جهنم سجنا للكافرين. هذه الآية تشير في هذا المقام إلى ظهور المسيح عليه السلام بالجلال، أي إذا لم يقبلوا طريق الرفق واللين واللطف والإحسان واستمروا في التمرد ضد الحق الذي استبان بالأدلة الواضحة والآيات البيئة، فالزمن قريب حين يستعمل الله عز وجل في حق المحرمين الشدة والعنف والقهر والقسوة وسينزل المسيح عليه السلام في الدنيا في منتهى الجلال ويطهر الطرق والشوارع كلها من الكلأ والأعشاب، ولن يبقى للمعوج أثر أبدا، وإن جلال الله تعالى سيبيد بذرة الضلال نهائيا بتجليه القاهر. إن العصر الراهن إنما هو إرهاص لذلك العصر، وعندها سيتم الله الحجة بالجلال. أما الآن فيتمها بالجمال.. أي بالرفق والإحسان». [البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة ٥٧٩]
والقادياني عندما يتحدث عن النزول أو الظهور [الجلالي] فهو يقصد من يظهر بشوكة وقهر وعنف وقسوة وغلبة.
وعندما يتحدث عن النزول [الجمالي] فهو يقصد العكس بالحجة والقلم والبراهين، والقادياني يعتبر ظهوره ظهور جمالي.
ولا ننسى أن القادياني كان ناصحا أمينا وشاكرا بلا منه لحكومته البريطانية الدموية السفاكة!
ونقول قبل الختام: يستطيع القاديانيون الكذب على الناس أن من علامات مهديهم ومسيحهم ودجالهم القادياني خسوف الشمس والقمر كدليل باطل، لكنهم سرعان ما يسقطون في مسألة أين العلامات: يملا الأرض قسطا وعدلا؟ أين يفيض المال؟ أين هلاك الملل؟ أين وأين وأين؟ وهنا يبدأ التأويل والتحريف في العمل ويتحول الموضوع إلى (شبهات وردود)!!!؟؟؟
فمن لا يؤول خسوف الشمس والقمر ويأخذ بظاهره، لا يجوز له أن يؤول يفيض المال حتى لا يقبله أحد! وإذا كان خسوف الشمس والقمر لا يحتاج إلى تأويل! فكذلك الأمر في إفاضة المال!
|[١٨]| ومن المفيد أن ننقل من كتاب [ألف كذبة مرزائية، هاني طاهر] بعضا من أكاذيب المتنبي القادياني المتعلقة بالمهدي:
الكذبة الثامنة: أن المهدي سيُعدّ ملحدا
يقول الميرزا:
"ورد في الآثار السابقة والأحاديث النبوية عن مهدي آخر الزمان أنه سيُعدّ في أوائل الحال ملحدا وكافرا وأن الناس سيُبغضونه أشد البغض ويذكرونه بالذمّ ويسمونه دجالا وملحدا وكذابا". (السراج المنير، ص 13)
نتحدى الأحمديين أن يعثروا على هذه الأحاديث النبوية التي تقول أنّ مهدي آخر الزمان سيُعدّ في أوائل الحال ملحدا وكافرا وأن الناس سيُبغضونه ويذمّونه.
...........................................
الكذبة 18: الافتراء على أهل مكة
يقول الميرزا:
"يجب التدبر في شهرة نبوءة الخسوف والكسوف في رمضان الفضيل، لدرجة حين ظهرت هذه الآية في الهند كانت تُذكر في كل شارع وزقاق في مكة المعظمة أنّ المهدي قد ظهر. فأحدُ الأصدقاء الذي كان مقيماً في مكة في تلك الأيام أرسل رسالةً كتب فيها أنَّ أهل مكة حين اطَّلعوا على حدوث الخسوف والكسوف في رمضان بحسب عبارة الحديث بدأوا يرقصون فرحاً بأنَّ زمن تقدُّم الإسلام قد أتى، وقد ولد المهدي، وبعضهم بدأوا ينظفون أسلحتهم بسبب الأخطاء القديمة في فهم الجهاد ظنّاً منهم بأن المعارك مع الكفار ستندلع الآن. باختصار قد سُمع بتواتر أن ضجة قد أثيرت، ليس في مكة فحسب، بل في جميع البلاد الإسلامية إثر سماع خبر الخسوف والكسوف، واحتفلوا بأفراح كثيرة". (التحفة الغلروية، ص 121)
نتحدى الأحمديين أن يثبتوا أنّ هذا قد حصل. وأن يأتوا بالرسالة التي ورد فيها أنَّ أهل مكة بدأوا يرقصون فرحاً.
.........................................................
الكذبة 21: الافتراء على الأخبار
يقول الميرزا:
قد جاء في الآثار وتواترَ في الأخبار أن المسيح الموعود والمهدي المعهود قد رُكّبتْ نَسْمتُه من الحقيقة العيسوية والهويّة المحمدية.. شطرٌ من ذلك وشطرٌ من هذ... وروحانيتهما سارية في وجوده... ظهرتا فيه على طَور البروز. (نجم الهدى، ص 42)
سبب الفبركة: مجرد تأييد دعواه في أنه يحمل لقب المسيح ولقب المهدي معا.
التحدي: نتحدى الأحمديين أن يعثروا على هذه الآثار التي تتضمن القضايا التالية معا:
1: أنّ المسيح والمهدي شخص واحد.
2: أنّ هذا الشخص الواحد قد رُكّبتْ نَسْمتُه من الحقيقة العيسوية والهويّة المحمدية.
3: أنّ الحقيقة العيسوية والهويّة المحمدية قد ظهرتا فيه على طَور البروز.
4: إثبات تواتر هذه الأخبار التي تقول بذلك كله معا. أما قول واحد فلا يكفي. وأقوال عديدة تقول بنقطة واحدة من هذه لا تكفي.
.........................................................
الكذبة 27: الافتراء على البخاري
يقول الميرزا:
"أما القول بأنه قد ورد في الحديث: "الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً" فهو فهمٌ غريب.... يجب العمل أولا بالأحاديث التي تفوق هذا الحديث كثيراً صحةً وثقةً. منها مثلا أحاديث في صحيح البخاري أُنبئ فيها عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير، ولا سيما الخليفة الذي ورد عنه في صحيح البخاري أنه سيأتي من أجله صوت من السماء: "هذا خليفة الله المهدي. فكّروا الآن في مدى صحة هذا الحديث ومرتبته الذي ورد في أصح الكتب بعد كتاب الله". (شهادة القرآن، ج6، ص 337)
الحقيقة أنه لا أثر لمثل هذا كله في البخاري البتة، مع أنّ شيئا منه موجود في غيره. وليس معقولا البتة أن يكون الميرزا جاهلا بعدم وجوده في البخاري، بل يريد أن ينسبه إليه لثقة الناس به.
التحدي: نتحدى الأحمديين أن يستخرجوا لنا هذا الحديث من البخاري.
توضيح: هل يمكن أن يكون قول الميرزا هذا من باب السهو؟
الخطأ يمكن أن يكون من باب السهو، أو من باب الجهل، أو من باب الكذب. وتحديد ذلك ليس صعبا.
حتى نحدّد الخانة التي يندرج فيها كلام الميرزا هنا، لا بدّ من النظر في السياق، فقد كان الميرزا ينقض قول الذين يخصّصون الآية {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} (النور 55)، زاعمين أنها خاصة بالصحابة، فقال: "الأسلوب الشائع في القرآن الكريم هو أن خطابه عام وأوامره موجَّهة إلى الأمة بأكملها لا للصحابة وحدهم". (شهادة القرآن)
ففي هذا السياق نقل اعتراضا وَرَدَّ عليه، فقال:
أما القول بأنه قد ورد في الحديث: "الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً" فهو فهمٌ غريب لأنه ما دام القرآن الكريم يقول: (ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِين) فلا أدري أيّ نوع من العقل تقديم الحديث مقابله والاستنباط منه معنى يعارضه؟ إذا كان لا بد من الاعتماد على بيان الأحاديث فيجب العمل أولا بالأحاديث التي تفوق هذا الحديث كثيرا صحةً وثقةً. منها مثلا أحاديث في صحيح البخاري أُنبئ فيها عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير، ولا سيما الخليفة الذي ورد عنه في صحيح البخاري أنه سيأتي من أجله صوت من السماء: "هذا خليفة الله المهدي". فكّروا الآن في مدى صحة هذا الحديث ومرتبته الذي ورد في أصح الكتب بعد كتاب الله، ولكن الحديث الذي قدّمه المعترض نقده المحدثون من شتى الوجوه وطعنوا في صحته. ألم يفكر المعترض أن ما أُنبئ به عن ظهور بعض الخلفاء في الزمن الأخير بما فيه: سيأتي الحارث، وسيظهر المهدي، وسيأتي الخليفة السماوي، هل وردت كل هذه الأنباء في الأحاديث أو في كتاب آخر؟ (شهادة القرآن، ج6، ص 337)
السياق واضح في أنه نقض الاستدلال برواية "الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً"، والإتيان بأحاديث أصحّ من هذه الرواية وتقول بعكسها.
وحتى يقنع الميرزا الناس بأنَّ هذه الأحاديث أصحّ من حديث الثلاثين سنة، فقد نسبها إلى البخاري.. فإحالته إلى البخاري مقصودة، ولا يمكن أن تكون من باب السهو أو الجهل.
ثم إن الميرزا لم ينسب إلى البخاري حديثا واحدا، بل أحاديث، فيقول:
"فيجب العمل أولا بالأحاديث التي تفوق هذا الحديث كثيرا صحةً وثقةً. منها مثلا أحاديث في صحيح البخاري أُنبئ فيها عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير". (المرجع السابق)
فهي أحاديث وردت في البخاري وليست حديثا واحدا!!!
وهذه الأحاديث المزعومة تتحدّث عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير، لا عن خليفة واحد.. فهذه الأحاديث تصلح لنقض حديث الثلاثين سنة عند الميرزا، ما دامت:
1: أحاديث، لا مجرد حديث واحد.
2: وردت في البخاري، فهي أصحّ من حديث الثلاثين.
3: تتحدث عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير، لا عن مجرد خليفة واحد.
فالميرزا يُلِحّ على هذه القضية، ويحاول أن يقوّيها بكلّ سبيل. ومثل هذا لا يمكن أن يكون سهوا أو جهلا.
..........................................
هل هذه الرواية على شرط البخاري؟
ذكر الميرزا أن هذه الرواية تقول:
"الخليفة الذي ورد عنه في صحيح البخاري أنه سيأتي من أجله صوت من السماء: هذا خليفة الله المهدي" (شهادة القرآن)
فالحديث الذي ذكره الميرزا يذكر أمرين:
1: أنّ صوتا من السماء سيأتي من أجل هذا الخليفة.
2: هذا الصوت سيقول: هذا خليفة الله المهدي.
ولم أعثر على رواية بهذه الكلمات في البخاري ولا في غير البخاري، بل الرواية التالية هي المعروفة:
"يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةَ، ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيُقَاتِلُونَكُمْ قِتَالًا لَمْ يُقَاتِلْهُ قَوْمٌ - ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا فَقَالَ - إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ" (ابن ماجة والحاكم)
فليس في الرواية أنّ مناديا سينادي من السماء.
..................................
هل قول الحاكم في المستدرك أنّ هذه الرواية صحيحة على شرط البخاري يتضمن أنّ البخاري رواها؟
كلا، وإلا لقلنا بأنّ كل ما أخرجه المستدرك أخرجه البخاري في صحيحه!! وهذا لا يقول به عاقل.
ثانيا: الميرزا لا يجهل الفرق الكبير بين ما أخرجه البخاري، وبين ما أخرجه الحاكم.
ثالثا: الحديث الذي يذكره الميرزا يختلف عن حديث الحاكم في مستدركه.
رابعا: الحديث الذي ينقضه الميرزا، وهو (الخلافة ثلاثون سنة) لا يقلُّ صحةً عن الحديث الذي نسبه إلى البخاري، فقد أخرجه أحمد وأصحاب السنن والبزار وغيرهم، لذا فإنّ الميرزا تعمّد أن ينسبه إلى البخاري حتى ينقضَ حديث الثلاثين سنة.
وبهذا ثبت بأدلة كثيرة أنّ الميرزا لم يكن ساهيا، ولم يكن جاهلا حين نسب الحديث إلى البخاري.
والدليل الإضافي أنه لو كان ساهيا لوجب عليه أن يصحّح سهوه، ولو في إعلان، أو في كتاب آخر، كأن يقول: كنتُ قد قلتُ كذا في كتاب كذا، ولكن ذلك كان مجرّد سهو، وأن الصحيح كذا. لكنه لم يقل ذلك البتة، فلو كان ساهيا ثم رفض التصحيح لكان خائنا.
..............................................................................................................
الكذبة 28: كذبة فتوى تكفير المسيح
"إن معظم المسلمين لا يعرفون أنه ثابت من الأحاديث أن فتوى التكفير ستُصدَر ضد المسيح الموعود". (مرآة كمالات الإسلام، ص 128)
ويقول:
"الأحاديث النبوية تقول بصراحة أن المسيح الموعود سيواجه التكفير حيث يعُدُّه علماء الزمن كافراً ويقولون: من أي نوع هذا المسيح؛ فقد استأصل ديننا". (التحفة الغولروية،، ص 173)
ويقول:
"الآثار والأحاديث بيَّنت أن من علامات المهدي الموعود أنه سيُكفَّر بشدة في أول الأمر". (عاقبة آتهم، ص 186)
ويقول:
"فاعلموا أن الله سبحانه كان يعلم أن علماء الإسلام سيكفِّرون المهدي وسيُصدرون فتاوى التكفير ضده، وهذه النبوءة موجودة في الآثار والأحاديث أنه من المؤكد أن المهدي الموعود قبل قبوله سيسمع فتاوى التكفير من العلماء المعاصرين الذين سيصفونه بالكافر والملحد وسيكيدون لقتله إذا استطاعوا". (عاقبة آتهم، ص 182)
الحقيقة أنه ليس هنالك مثل هذه الأحاديث، لا تصريحاً ولا تلميحاً؛ فالمسيح عند السنة والشيعة وحسب ظاهر الروايات هو عيسى عليه السلام نفسه، فكيف يكفِّر الناس نبيّاً يرونه نازلاً من السماء؟ ولماذا يخطر ببالهم أنه استأصل دينهم؟ إنما أراد الميرزا أن يوهمهم أنّ تكفير المسلمين له نبوءة قد تحقّقت.
التحدي: نتحدى الأحمديين أن يعثروا على هذه الروايات التي تقول إن المشايخ سيكفّرون المسيح النازل، وأنهم سيقولون: لقد استأصل ديننا.
..............................................................................................
الكذبة 137: كذبة كدعة
كتَبَ الميرزا:
"كتَب الشيخ الطوسي في كتابه "جواهر الأسرار": "در أربعين آمده است كه خروج مهدي از قريه كدعه باشد" (أي قد ورد في الأربعين أن المهدي سيخرج من قرية يقال لها كدعة). (عاقبة آتهم)
ثم إنّ الميرزا قد قال إن كدعة هي قاديان. مع أن واجبه أن يعود إلى كتاب الأربعين الذي نقل منه الطوسي، ولو فعل فسيجده قد كتب: يخرج المهديّ من قرية يقال لها: كـرعة. (الأربعون حديثاً في المهدي، أبو نعيم الأصفهاني)
إذا كان قد فعل وأخفى الحقيقة فهو كذاب. وإذا لم يفعل فيكون قد ارتكب جريمة الاستخفاف بالناس، حيث يستدلّ بكتاب متأخر يُحيل على مصدر أوّلي، ثم لا يعود إلى هذا المصدر الأوّلي، مع أنّ هذا هو الواجب لأي دارس، فكيف بمن يستدلّ به على دعواه؟ وكفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكلّ ما سمع.. فالميرزا جمع بين الكذب والاستخفاف إذا لم يعُد للمصدر الأصلي.
ثم إنّ هذه الرواية وردت في كتب أخرى، منها معجم ابن المقرئ، وهي "عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها: كرعة، وعلى رأسه عمامةٌ فيها منادٍ ينادي: ألا إن هذا المهدي فاتبعوه". (معجم ابن المقرئ ج1 ص 91، وميزان الاعتدال ج2 ص 680)
فالحديث يبدأ بذكر اليمن، ثم يذكر اسم هذه القرية اليمنية، وليس العكس. فلا مجال للشكّ في الأمر أو الخلط. فاسم القرية ليس هو الأساس، بل الأساس أنها في اليمن. يمكن أن يخطئ المرء في اسمها، لكن لا يمكن أن يخطئ في أنها في اليمن. ثم إنها كرعة، لا كدعة.
أما الميرزا فلا يكتفي بالتحريف السابق، حيث حرّف الحرف راء إلى دال مباشرةً أو بصورة غير مباشرة، بل أصرّ على مزيد من التحريف قائلا:
"الذي ورد في بعض الروايات "أن المراد من كدعه هذه اسم قرية من قرى اليمن" فليست هذه الكلمات من نص الحديث، بل هو اجتهاد أحد، فلعل أحدهم حين وجد قرية مشابهة في اليمن خطر بباله أن هذه القرية هي نفسها. لكن واضح أنه لا يوجد الآن أي قرية عامرة في اليمن بهذا الاسم". (كتاب البراءة، ص 261)
واضح من كلام الميرزا أنه يعرف نصّ الحديث، فلماذا لم يورده بنصّه ليطّلع الناس عليه؟ هذا دليل قاطع على تعمّده الكذب. ثم كيف عرف أنه ليس في اليمن كلها قرية بهذا الاسم؟ وهل يعرف هندي في ذلك الوقت أسماء قرى اليمن عن آخرها؟ لكنه الاستخفاف بالناس.
خلاصة الكذبة أنّ الميرزا يرى أنّ هناك رواية تذكر قرية كرعة من دون أن تذكر أنها في اليمن. وقوله هذا فيه كذبتان، لا واحدة، فالرواية تشير إلى أنها قرية اسمها كرعة، وهي في اليمن تحديدا.
.....................................................................................................
الكذبة 160: الافتراء على الأحاديث النبوية أنها ذكرت أنّ المهدي في لسانه لكنة
جاء في حوار بين ضيف وبين الميرزا ما يلي:
الضيف: عفوًا عن الإساءة، أنت لا تستطيع أن تلفظ "ق" صحيحا.
الميرزا: هذا اعتراض سخيف، فلست من سكان لكهناو حتى تكون لهجتي لكهنوية، إنما أنا بنجابي، وقد أثير هذا الاعتراض على موسى عليه السلام أيضًا أنه: (لا يكاد يبين)، وقد ورد في الأحاديث عن المهدي أنّ لُكنةً ستكون في لسانه. (الملفوظات ج5 نقلا عن البدر مجلد 2 رقم 6 صف 45 مؤرخة 27/2/1903)
والحقيقة أننا لم نسمع أنّ هنالك حديثا نبويا يقول أنّ لكنةً ستكون في لسان الإمام المهدي، إنما الكذب على لسان الميرزا في كلّ لحظة. وعلى الأحمديين أن يبحثوا عن هذه الأحاديث النبوية!!! ثم لماذا لا يذكر الميرزا نصّ هذه الأحاديث التي يستدلّ بها؟ هل يكره كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟ ما الإشكال لو أتى بالحديث ثم كتب ترجمته؟ ثم الحديث الثاني وترجمته، وهكذا.. لكنه يعرف أنه كذاب.. فلو فرضنا جدلا وجود هذه الروايات، وهي غير موجودة، لانتقلت إدانة الميرزا إلى خانة الاستهتار بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
....................................................................
الكذبة 167: افتراؤه على المحدّثين جميعا
يقول الميرزا:
أقول: "أقول كما يقول المحدثون جميعا بأن الأحاديث عن المهدي الموعود كلها مجروحة وفيها كلام ولا يصحّ منها حديث". (البراهين الخامس، ج21 ص 356)
قلتُ: هذا كذب واضح، فعامةُ المحدّثين يؤمنون بأحاديث المهدي، وهي عند بعضهم متواترة لا مجرّد آحاد.
ثم إذا كانت كلها مجروحة فكيف أعلنتَ أنك المهدي قبل عشرين سنة؟ أم أنّ كاتب هذا النصّ شخص آخر من جماعة الـ 81 مليون كذبة؟
.............................................................
الكذبة 506: مِن أفكار الحَكَم العدل التي انتظرناها ألف سنة!!
قالوا له: المهدي لا بدّ أن يكون مِن نسل فاطمة كما ورد في الروايات، فقال:
"وتزعمون أن المهدي الموعود والإمام المسعود يخرج من بني فاطمة.... فاعلموا أن هذا وهم لا أصل له، وسهم لا نصل له، وقد اختلف القوم فيه. (سر الخلافة)
قلتُ: كذبَ الميرزا، فهذه الروايات ليست مجرد وهْم، ولا أنه لا أصل لها.. بل هي روايات معروفة، وبعضها أصحّ من كثير من الروايات التي يستدلّ بها.
فمن هذه الروايات: الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ. (مسند أحمد وابن أبي شيبة وابن ماجة)
حيث إنّ في سنده بين أحمد بن حنبل وحفيد عليّ بن أبي طالب راويَيْن فقط. وواضح أنّ المقصود بأن المهدي من أهل البيت المعروفين، لا من أهل البيت المعنويين.
كان يمكنه أن يقول: لقد وردت روايات، لكني أراها ضعيفة سندا ومتنا، ثم يذكر أسباب التضعيف. أما قوله أنه لا أصل لها، فهو كذب مجرّد.
ويتابع الميرزا:
ثم اعلم أن أمر النسب والأقوام أمر لا يعلم حقيقته إلا علمُ العلام، والرؤيا التي كتبتُها في ذكر الزهراء تدل على كمال تعلُّقي، واللهُ أعلم بحقيقة الأشياء. وفي كتاب "التيسير" عن أبي هريرة: مَن أسلم من أهل فارس فهو قرشي. وأنا من الفارس كما أنبأني ربي. (سر الخلافة)
هنا يبلغ الدجل ذروته، حيث يستدلّ بحديث غير معقول ولم يذكره أيّ محدّث قبل القرن السادس! فلماذا أهمله كلّ المحدثين المعروفين إلا أن يكون مجرد كذب، أو أنه فُبرك بعد قرون من وفاتهم؟!
كيف يحوّل اعتناقُ دينٍ فارسيا ليكون من قبيلة قريش؟! يمكن أن يُقال لبضعة أشخاص مروا في ظروف خاصة: مَن آمن منكم فسنلحقه بالقبيلة، لكن لا يخطر ببال عاقل أنْ يكون حكما عاما. ولو كان لما خفيَ على أحد، بل لرواه ألوفٌ عن ألوف مِن أول يوم.
فالميرزا لا دين له ولا مبدأ ولا يعرف للصدق طريقا.
هذه الرواية وردت عند ابن النجار المتوفى في عام 643، ووردت عند ابن الديلمي المتوفى عام 509هـ.. أي أنهما متأخران جدا.. لنتذكر أنّ أحمد بن حنبل مثلا توفي في عام 241هـ.. أي قبل 400 سنة من ابن النجار. والميرزا لشدّة بلاهته لم يأخذ الحديث من ابن النجار، بل أخذه من الشارح المناوي صاحب التيسير المتوفى في 1031هـ!!! فبلاهاته بعضها فوق بعض.
فالخلاصة أنّ حديث ابن النجار لا يمكن أن يكون صحيحا بحال، وأنّ المرزا لا دين له ولا مبدأ، ولا يعنيه إلا أن ينصر قوله، مهما أتى من أكاذيب ومن بلاهات.
28 أكتوبر2020
...................................................................................
الكذبة 945: تحريفه رواية غامضة سقيمة عديمة السياق تتحدث عن صراع بين آل محمد وآل عيسى
إذا كانت الرواية موغلة في الضعف أو الكذب، ثم استدلّ بها المرزا على أمر ليس له أدنى علاقة بما ورد فيها، فإنما يكذب مرتين؛ مرةً لاستدلاله بها، ومرةً لتحريفها.
يقول ابن حمّاد:
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: " يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِي آلِ مُحَمَّدٍ، وَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ الْأَرْضِ: أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِي آلِ عِيسَى، أَوْ قَالَ الْعَبَّاسُ ": أَنَا أَشُكُّ فِيهِ، «وَإِنَّمَا الصَّوْتُ الْأَسْفَلُ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُلْبِسَ عَلَى النَّاسِ» شَكَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نُعَيْمٌ. (الفتن لنعيم بن حماد، 1/ 337)
وليس لهذه الرواية أي سياق، بل هذه بدايتها وهذه نهايتها. ولا نعرف من هم آل عيسى!! ولا نعرف متى ينادي المنادي، ولا كيف.
أما أستاذ الكذب والتحريف فيقول في سياق دفاعه عن نبوءة موت عبد الله آتهم في 15 شهرا:
"لقد حقق الله نبوءتنا بمنتهى الجلاء بحسب عبارة الوحي وبحسب شروطها، والآن ذلك الحبل الذي اقترحنا وضْعه في رقبتنا في حالة الكذب قد أصاب رقابَ النصارى الذين حلَّ عليهم هذا القضاء والقدر الإلهي، ويشاركهم في هذا الحبل أولئك السفهاء الذين لا يملكون قلوبا يفقهون بها، وقد أعماهم التعصب. لا شك أن انتصار الإسلام قد تحقق وأن النصارى واجهوا الذلة والهوان من كل ناحية، وقد جلّى النداء الإلهي هذا الانتصار وسيزيده إشراقةً أكثر مستقبلا، غير أن النصارى يحبون بمكرهم الشيطاني وصوتهم الشيطاني أن يدَّعوا الانتصار، لكن الله سيحطم مكرهم. فكان مقدرا أن يدَّعوا ذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أنبأ قبل ثلاثةَ عشر قرنا من اليوم وملخصه ومغزاه أن في زمن المهدي المعهود الذي سيُبعث في الزمن الأخير، ستكون مناظرةٌ بين جماعة المهدي والنصارى وسيَثبت من صوت سماوي أي بآيات سماوية وبالعلامات والقرائن أن الحق مع آل محمد، أي رجالِ محمد - صلى الله عليه وسلم - الذين هم بمثابة آله وورثته على الحق. بينما سينبعث الصوت من كل مكان من جراء المكائد الشيطانية أن الحق مع آل عيسى أي أن الذين يُدعَون رجال عيسى هم على الحق، لكن الله - سبحانه وتعالى - سيبين أخيرا أن آل محمد حصرا على حق. وأن دين الإسلام هو المنتصر حصرا. (إعلان في 5 سبتمبر 1894)
فأين ورد في رواية أبي نعيم أنّ في زمن المهدي ستكون مناظرةٌ بين جماعة المهدي والنصارى. وهل نصارى اليوم هم آل عيسى أم المسلمون آله؟!
فلا ريب أنّ كذب المرزا مركَّب.
لقد كان المرزا في غنى عن هذا التحريف لو كانت لديه أدلة على دعواه.
25 أكتوبر 2021
..........................................................................................
✴✴✴✴✴✴