من علم النمل أن يتكلم ؟؟

من علم النمل أن يتكلم ؟؟

من علم النمل أن يتكلم ؟؟

وخلية النحل التي تحارب لأخر نحلة وتموت لأخر فرد فى حربها مع الزنابير !! ..

من علمها الشجاعة والفداء ؟!

وأفراد النحل الشغالة حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء الملكي وتنصبها حاكمة .. فى حالة موت الملكة بدون وراثة ..

من أين عرفت دستور الحكم ؟!

وحشرات الترميت التي تبني بيوتاً مكيفة الهواء تجعل فيها ثقوباً سفلية تدخل الهواء البارد وثقوباً علوية تخرج الهواء الساخن !! ..

من علمها قوانين الحمل الهوائى ؟

والبعوضة التي تجعل لبيضها الذى تضعه فى المستنقعات أكياساً للطفو يطفو بها على سطح الماء .. من علمها قوانين أرشميدس فى الطفو !! ..

والحشرة قاذفة القنابل التي تصنع غازات حارقة ثم تطلقها على أعدائها للإرهاب !! ..

والديدان التي تتلون بلون البيئة للتنكر والتخفي !! ..

والحباحب التي تضئ فى الليل لتجذب البعوض ثم تأكله

والزنبور الذى يغرس ابرته فى المركز العصبي للحشرة الضحية فيخدرها ويشلها ثم يحملها إلى عشه ويضع عليها بيضة واحدة .. حتي إذا فقست خرج الفقس فوجد أكلة طازجة جاهزة !! ..

من أين تعلم ذلك الزنبور الجراحه وتشريح الجهاز العصبي ؟!

ومن علم كل تلك الحشرات الحكمة والعلم والطب والأخلاق والسياسة ؟! ..

لماذا لا نصدق حينما نقرأ فى القرأن أن الله هو المعلم ..

ومن أين جاءت تلك المخلوقات العجماء بعلمها ودستورها إن لم يكن الله من خالقها !! ..

وما هى الغريزة .. ؟

أليست هى كلمة أخرى للعلم المغروس منذ الميلاد .. العلم الذى غرسه الغارس الخالق .. ((وأوحي ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون)) ..

ولماذا ندهش حين نقرأ أن الحيوانات أمم أمثالنا ستحشر يوم القيامة ؟! ..

(( وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شئ ثم إلى ربهم يحشرون )) .. ((وإذا الوحوش حشرت)) ..

وحينما نقرأ عن نملة تتكلم .. ((قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم )) ..

لماذا نقلب شفاهنا فى استغراب ؟! .

وكيف يمكن أن تتوزع الوظائف فى خلية مكونة من ألوف النمل .. وكيف يمكن أن يشترك الكل فى نشاط إجتماعي معقد ودقيق دون لغة يتخاطبون بها .. ودون وسائط للتفاهم !

ولماذا ينصرف ذهننا حينما نقرأ عن اللغات إلى أنه لا لغات فى الدنيا إلا لغاتنا وحروفنا ؟! ..

وأنه إذا كان على النمل ان يتكلم فانه ليس امامه الا لغاتنا وحروفنا لكي يتكلم .. فإن لم نسمعه يتحدث بها فانه لا يتكلم ولا يمكن ان يتكلم !! ..

إنها نظرة الأفق الضيق التي نحاول أن نفهم بها كل شئ من خلال حدودنا البشرية ومن خلال عاداتنا ومألوفاتنا

وكأننا أمام خالق أفلست وسائله وأفلست حيله فلم يعد له من أسباب ووسائل إلا ما دلنا عليه علمنا الظاهر !! ..

وننسي ان علمنا هو قطرة من علومه ونفحة من نفحاته وإلهامه !

..

من كتاب " رأيت الله "

د مصطفى محمود - رحمه الله

.