من خيانات القاديانيين الهند موطن المسجد الأقصى
من خيانات القاديانيين: الهند موطن المسجد الأقصى!!
بقلم: أمجد سقلاوي
ترسخت قدسية المسجد الأقصى في الإسلام منذ أن كان القبلة الأولى للمسلمين، فهو أولى القبلتين حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إليه في بادئ الأمر نحو سبعة عشر شهراً قبل أن يتحولوا إلى الكعبة ويتخذوها قبلتهم بعد أن أنزل الله تعالى: }قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ.{البقرة:144.
ثم تعلقت نفوس المسلمين في المسجد الاقصى بعد معجزة الإسراء والمعراج، قال تعالى في كتابه الكريم: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (سورة الاسراء1).
وقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم شأن المسجد الأقصى في نفوس أصحابه والمسلمين بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة» (حديث حسن رواه الطبراني).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» رواه البخاري ومسلم وابن ماجة وأبو داود.
ومنذ فجر الإسلام والمسلمون لا يألون جهدا في الدفاع عن المسجد الأقصى ضد أعدائه، ويبذلون الغالي والنفيس في تحريره من مغتصبيه كما فعلوا إبان زمن الصليبيين من قبل، واليهود المعتدين اليوم بدعم بريطانيا.
لقد حاول اليهود جاهدين في ابعاد قدسية المسجد الاقصى من نفوس المسلمين وهذا ما أكّده الدكتور حسن عبد الرحمن سلوادي، عميد كلية الآداب في جامعة القدس بقوله: "إنّ المستشرقين اليهود يقومون بجهودٍ حثيثة ومكثفة ضمن مخطط مرسوم هدفه التهوين من قدسية القدس ومكانتها في الإسلام من جهة وتوكيد أهميتها ومركزية النظرة إليها من التصورات اليهودية من جهة أخرى".
وأضاف الدكتور السلوادي: "أنّ ما يطرحه المستشرقون والكُتّاب اليهود يشكّل الغطاء الإيديولوجي والأرضية الفكرية التي تنطلق منها سلطات الكيان الصهيوني لتنفيذ سياستها وممارساتها الرامية لطمس معالم المدينة وتهويدها"، جاء ذلك من خلال بحثٍ للدكتور السلوادي بعنوان "المستشرقون اليهود ومحاولة التهوين من قدسية القدس ومكانتها في الإسلام"
ولقد لخص الأستاذ عبد اللطيف زكي أبو هاشم في بحثه "أدب فضائل المدن في دراسات المستشرقين اليهود"، فضائل بيت المقدس فقال: "من الممكن التعليق على هذه الدراسات وكتابة الملاحظات من خلال ربط بيت المقدس بالغزوات الصليبية؛ حيث تدور جميع أبحاث المستشرقين اليهود في دراساتهم حول فضائل بيت المقدس إلى تكريس النقاط التالية:
أولاً: أنه لم تكن هناك أي قداسة لبيت المقدس في الإسلام، قبل وجود الخلافة الأموية في بيت المقدس، وأن الخليفة عبد الملك بن مروان قد بنى قبة الصخرة المشرفة ليصرف أنظار المسلمين عن الكعبة، وذلك بسبب ثورة ابن الزبير، وأن بناءه لقبة الصخرة المشرفة جاء ليكون مبنى يحج إليه المسلمون ينافس الكعبة في مكة المكرمة، التي كانت آنذاك تحت سيطرة عبد الله بن الزبير، ولأن عبد الملك لم يرد أن يحج رعاياه إلى منطقة التمرد، وأنه (عبد الملك) قد منع الأمويين من أداء الحج في مكة، وهذه الفرية من افتراءات المستشرق جولد زيهر.
ثانياً: أن قداسة بيت المقدس مصطنعة وأن الهالة القدسية التي تعاظمت لبيت المقدس ولفلسطين كانت بسبب الموروثات الإسرائيلية والمسيحية حول بيت المقدس.
ثالثاً: أن المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، هو في السماء وليس في الأرض(1)، على حد زعمهم، وأن كلمة الأقصى تفيد أنه مصلى سماوي، أي القدس العليا، البعد الزماني المعلق، أو أن الأقصى مكان آخر في المدينة.
رابعاً: يزعم المستشرقون أن الأحاديث التي رويت في فضائل بيت المقدس وجدت في فترة متأخرة وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وأن جل الأحاديث هذه هي من اختلاق محمد بن شهاب الزهري.
خامساً: أن بناء الخليفة عبد الملك بن مروان لقبة الصخرة هو لأنه كان يحاول في تلك الأيام أن يطور شعائر عبادة في القدس تشبه تلك التي في الكعبة كالطواف غير أن الطواف في الصخرة من اليمين إلى اليسار على عكس الطواف في الكعبة، ويعتقد المستشرق غويتاين أن الأسباب التي دفعت عبد الملك إلى إقامة قبة الصخرة ليست في الواقع سياسية وإنما دينية. ا.هـ
ومن الملفت للنظر أن المتتبع لاقوال وأفكار اليهود وما يحاولون تمريره للمسلمين وللعالم حول قدسية المسجد الاقصى نجده في صلب الفكر القادياني كما سنلاحظ من خلال أقوال مؤسس القاديانية وأتباعه.
وسنجد تشابها بين أفكار القاديانيين والبهائيين التي تهدف لزعزعة مكانة القدس في نفوس المسلمين وعقولهم.
لقد سعى اليهود لزرع جماعات وفرق ذات طابع ديني إسلامي تكون كجواسيس لهم تستطلع الأخبار وتنشر بعض الأفكار التي تخدم إسرائيل، ومن تلك الجماعات: القاديانية، التي تلقب نفسها "بالجماعة الإسلامية الأحمدية" لتخدع البسطاء من المسلمين بهذا الاسم الرنان، وهي طائفة أجمع العلماء على كفرها وردتها ظاهرها الإسلام وباطنها الولاء المطلق للإنجليز واليهود وأعوانهم, وأتباع هذا الدين يؤمنون برجل هندي اسمه الميرزا غلام أحمد القادياني والأخير قد ادعى المهدوية ومن ثم أنه المسيح المنتظر بل زاد وبالغ أنه هو الظهور الأكمل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم!!
إن فكر الدين الأحمدي القادياني كله فكر خياني يسلب من المسلمين كل مقدساتهم ومن تلك المقدسات: المسجد الأقصى المبارك، فالقادياني لا يعترف بالمسجد الأقصى الذي في القدس، بل الأقصى عنده هو مسجده الذي بناه في منطقة قاديان بالهند!!
وهذا صريح في كتابه "خطبة إلهامية" ص 25، حيث يقول ميرزا: "والمسجد الأقصى المسجد الذي بناه المسيح الموعود في القاديان"، وأكد هذا القول الناشر لـ"خطبة إلهامية" نقلا عن كتاب " أصحاب أحمد "، ضياء الدين القاضيكوتي ( ص119-121 )
ويقول Abur Rahim Dard وهو من القاديانيين المنظرين للدين القادياني في كتابه المنشور على الانترنت في موقع الاسلام أون لاين ستور ما نصه:
The Masjid Aqsa was built by Mirza Ghulam
Murtaza. The piece of land on which it stands
belonged at that time to the Sikhs, page 22 (life of Ahmad – by A. R. DARD M.A.
Ex Imam London Mosque
وترجمته: "المسجد الأقصى تمّ بناؤه على يد ميرزا غلام مرتضى، أما الأرض التي بني عليها المسجد فكانت مملوكة للسيخ لكنه اشتراها منهم".
وجاء في صحيفة (الفضل) القاديانية عدد (3) (سبتمبر - سنة 1935م): " لقد قدس الله هذه المقامات الثلاث مكة والمدينة وقاديان واختار هذه الثلاث لظهور تجليات ".
وفي العدد (23): "إن المراد بالمسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله هو مسجد قاديان".
وهذا الاعتقاد يقدم أكبر خدمة لإسرائيل اليوم التي تسعى لهدم الأقصى والإستيلاء على القدس، وتسعى لتهجير أهل القدس وفلسطين للدول العربية وخاصة الأردن، التي تعتبرها إسرائيل الوطن البديل للفلسطينيين، ولم يقتصر هذا الفكر المنحرف على الهنود من القاديانيين بل حتى الفلسطينيين منهم تشربوا هذه العقيدة الباطلة، وهذا مما يؤكد على خطورة عقائد الفرقة المارقة والزائغة على واقع المسلمين وسهولة توظيفهم وتجنيدهم لخدمة مصالح أعداء الأمة.
فعلى سبيل المثال منظر القاديانية الفلسطيني(2) هاني طاهر لا يرى ضيرا في إعطاء اليهود المحتلين جزءا من المسجد الأقصى المبارك حين كتب مقالا بعنوان "الحل النهائي والمسجد الأقصى"3))، قال فيه:
"الناس في بلدي قلقون بشأن الأوضاع السياسية؛ فالحواجز تخنقنا، والمساعدات لا تكاد تصلنا، والعدو يسيطر على كل برّنا وجوّنا، والجدار يضيق علينا، ولا حلّ في الأفق. ليس لنا أن نهمل حقوق الذين هُجّروا من أراضيهم في فلسطين كلها،
لكن لا غضاضة من تعديل الحدود وتشذيبها إذا كانت لا تضيع أي جزء من الأرض. أما موضوع المسجد الأقصى، فلا أرى ضيرًا من أن يُعطى اليهود تحته معبدًا يعبدون الله فيه، بحيث يكون مدخله من الجهة الغربية.
أما الخشية من هدم المسجد الأقصى، فيمكن تجنبها من خلال وضع مراقبين دوليين في المعبد..... وما الكارثة في بناء عدة طوابق تضم الجميع؟".
لو صدر هذا الكلام من رجل هندي لعذرناه بجهله بالعقلية اليهودية والإسرائيلية، تلك العقلية القائمة على الاغتصاب للأرض والتهجير والتقتيل للبشر، وحتى السلام يرفضونه رغم كل التنازلات الفلسطينية والعربية، ولكن صدور هذا الكلام من رجل فلسطيني يقيم تحت الاحتلال، فهذا يثير آلاف الأسئلة حول دوافع ومقاصد هذا الرجل وطائفته من خلفه!! خاصة إذا علمنا أن هذه الطائفة على علاقة قديمة ووثيقة بدولة إسرائيل، يقول الميرزا مبارك أحمد القادياني في كتابه "بعثاتنا الخارجية": "ويمكن للقارئين أن يعرفوا مكانتنا في إسرائيل بأمر بسيط، بأن مبلغنا جوهدري محمد شريف حينما أراد الرجوع من إسرائيل إلى باكستان سنة 1956م، أرسل إليه رئيس دولة إسرائيل بأن يزوره قبل مغادرته البلاد، فاغتنم المبشر هذه الفرصة وقدم إليه القرآن المترجم إلى الألمانية الذي قبله الرئيس بكل سرور".
فهل ننتبه لخطورة هؤلاء القاديانيين قبل أن يستفحل شرهم؟؟
1- أخذ المستشرقون هذا القول من الشيعة، حيث لا يزال هذا الاعتقاد شائع بين الشيعة لليوم وقد ألف جعفر العاملي حديثا كتاب "المسجد الأقصي أين" وكتاب "صحيح السيرة النبوية" يؤيد هذا الاعتقاد، وجعفرالعاملي حصل على جائزة من أحمدى نجاد على كتابه "صحيح السيرة" كما أنه أحد ضيوف قناة المنار التابعة لحزب الله!!
2 - للأسف للقاديانية وجود في فلسطين وخاصة في قرية الكبابير قرب حيفا، وكذلك هناك قاديانيون في الأردن من أصول فلسطينية وبعضهم يعد من أبرز دعاة القاديانية في قناتهم الفضائية مثل تميم أبو دقة.
3- مدونة هانى طاهر، 12 /11/ 2006/
نقلاً عن الراصد نت