ملائكة الرحمن والقادياني
ملائكة الرحمن والقادياني
أبوعبيدة العجاوي
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، رب العرش العظيم ورب جبريل وميكائيل والملائكة عليهم السلام، الغني بذاته ملك السماوات والأرض ومن فيهن، وله جنود السماوات والأرض وما يعلم جنود ربك إلا هو سبحانه، نسأل الله القريب المجيب أن يقربنا منه والتشبه بالملائكة والأنبياء الكرام عليهم السلام، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد بن عبد الله:
على الشبكة العنكبوتية للجماعة القاديانية مقال بعنوان "حقيقة الملائكة" ذكرت فيه عقيدتها في ملائكة الرحمن عليها السلام، لكنها لم تذكر ضلالات نبيها المزعوم المتعلقة بالملائكة عليها السلام، وفي مقالنا هذا سوف نذكر بعض هذه الأباطيل التي جاء بها نبي القاديانية الكذاب غلام أحمد القادياني والتي يخالفه فيها حتى أتباعه، ليكون هذا المقال عبارة عن حجج ضد القاديانية فيما يتعلق بموضوع ملائكة الرحمن عليهم السلام، وبعد بسم الله ونتعوذ بالله والحمد لله أولا وآخرا ودائما وأبدا نبدأ…
عندما تنظر إلى ذلك المقال المشار إليه، ثم تنظر إلى مقالي هذا ربما يحصل معك ما حصل معي من ضحك أو إبتسامات، لأن الفرق شاسع بين مقالهم ومقالي هذا !!!
يدعي غلام أحمد القادياني أنه على معتقد أهل السنة والجماعة فيما يخص ملائكة الرب تبارك وتعالى:
«وكتبت بعض الرسائل التي عبرت فيها بكل تواضع أنني لست بكافر، والله يعلم أنني مسلم، وأؤمن بكل المعتقدات التي يعتقد بها أهل السنة والجماعة، وأؤمن بالشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله، واستقبل القبلة نفسها، ولا أدعي النبوة، بل أعتبر مثل هذا المدعى خارجا عن حظيرة الإسلام؛ وكتبت أيضا بأنني لا أنكر وجود الملائكة، بل أقول حلفا بالله بأنني أؤمن بالملائكة كما يطالب به الشرع الإسلامي». [الحكم السماوي ٧]
«وأما إيمان قومنا وعلمائنا بالملائكة وغيرها من العقائد فلسنا نجادلهم فيه ولا نخطّئهم في ذلك، وليس في هذه العقائد عندنا إلا التسليم». [حمامة البشرى ٥٣]
«لا أدّعي النبوة ولا أنكر المعجزات والملائكة وليلة القدر وغيرها. بل أعتقد بجميع الأمور التي تدخل في معتقدات الإسلام. كذلك أؤمن بكل ما هو مسلَّم الثبوت من القرآن والحديث كما هو اعتقاد أهل السنة والجماعة. كل من يدّعي النبوة أو الرسالة بعد سيدنا ومولانا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتَم المرسَلين أعدّه كاذبا وكافرا. أوقن أن وحي الرسالة بدأت من صفي الله آدم عليه السلام وانتهت على سيدنا رسول الله محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم». [مجموعة الإعلانات]
فهل ما قاله صحيح! أم يتلاعب بالكلام! أم تكذبه النصوص التالية؟!
|[١]| القادياني يشبه الله جل جلاله بالملائكة:
«فانظر إلى الملائكة.. كيف جعلهم الله كجوارحه، وجعلهم وسائط قدره في الأمور وكنفيكونيته في كل أمر». [حمامة البشرى ١٣٥]
«بل أشار في كثير من مقامات كتابه المحكم إلى أن نزول الملائكة وصعودهم كنزوله تعالى وصعوده». [حمامة البشرى ١٤٣]
«بل القرآن الكريم يبيّن أن الملائكة يشابهون بصفاتهم صفاتِ الله تعالى كما قال:﴿وَجَاۤءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفا صَفا﴾ فانظر.. رزقك الله دقائق المعرفة.. أنه تعالى كيف أشار في هذه الآية إلى أن مجيئه ومجيء الملائكة ونزوله ونزول الملائكة متحد في الحقيقة والكيفية». [حمامة البشرى ١٣٣]
«ولا حاجة إلى أن نذكّرك ما ثبت من نزول الله تعالى من العرش في الثلث الآخر من الليل فإنك تعرفه، ومع ذلك ما أظن أن تحمل ذلك النـزول على النـزول الجسماني وتعتقد أن الله تعالى إذا ما نزل إلى السماء الدنيا فبقِي العرش خاليا من وجوده. فاعلم أن نزول الملائكة كمثل نزول الله كما تشير إليه الآيات المتقدمة». [حمامة البشرى ١٣٣]
«وحاصل قولنا أن الملائكة قد خُلقوا حاملين للقدرة الأبدية الإلهية، منـزّهين عن التعب واللغب والمشقة، ولا يجوز عليهم مشقة السفر وتعبُ طيّ المراحل، والوصول إلى المنازل والمقاصد بشق الأنفس وصرف الأوقات، فإنهم بمنـزلة جوارح الله لإتمام أغراضه بمجرد إرادته من غير مكث، فلو كان نزولهم وصعودهم على طرزِ صعود الإنسان ونزوله، لاختل نظام ملكوت السماوات وفسد كل ما فيهما، ولعادَ كل هذا النقص إلى الله الذي أقامهم مقامه في المهمات الربوبية والخالقية وغيرهما، فإنهم مدبّرات أمره، والحافظون من لدنه على كل شيء، وإنما أمرهم إذا أرادوا شيئا فيكون الشيء المقصود من غير توقف». [حمامة البشرى ١٣٨]
«وأنت تعلم أن الله تعالى ما قال في كتابه إن الملائكة يشابهون الناس في صعودهم ونزولهم، بل أشار في كثير من مقامات كتابه المحكم إلى أن نزول الملائكة وصعودهم كنـزوله تعالى وصعوده. ولا يخفى عليك أن الله تعالى ينـزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، فلا يقال إن العرش يبقى خاليًا عند نزوله. وكذلك أشار الله في كتابه إلى نزوله في ظُلل من الغمام مع الملائكة المقربين». [حمامة البشرى ١٤٣]
«بل جعل الله نزول الملائكة كنـزول نفسه، وجعَل مجيئهم كمجيء ذاته. ألا تنظر إلى هذه الآية.. أعني قوله تعالى: ﴿وَجَاۤءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّا صَفا﴾، وقوله: ﴿هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّاۤ أَن یَأۡتِیَهُمُ ٱللَّهُ فِی ظُلَل مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَقُضِیَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ﴾ . وههنا نكتة أخرى.. وهي أن الله إذا نزل إلى الأرض مع ملائكته فلا بد من أن ينـزل الملائكة كلهم، فإن الملائكة جند الله فلا يجوز أن يتخلف أحد منهم عند نزول رب العرش إلى الأرض، فإذا تقرر هذا فيلزم منه أن تبقى كل سماء من العرش إلى السماء الدنيا خالية عند نزول الله تعالى على الأرض، ليس فيها رب رحيم رب العرش ولا ملَكٌ من الملائكة، واللازم باطل فالملزوم مثله كما لا يخفى على المتفكرين». [حمامة البشرى ١٤٥]
«وأنتم تعلمون أن وجود الملائكة من الإيمانيات فنزولهم يشابه نزول الله في جميع الصفات». [سر الخلافة ١٣٨]
وما تقدم من كلام الغلام القادياني باطل:
فإن الله واحد أحد في ذاته وصفاته فنزوله سبحانه لا يشابه نزول الملائكة عليها السلام لأن الله: ﴿لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ﴾ [الشورى ١١]
الأمر الآخر أن القاديانيين معطلة ويزعمون التنزيه، ويتهمون المسلمين بالتجسيم والتشبيه وغلامهم ونبيهم مشبه وممثل ومجسم، ويصف الله بما لا يليق.
أيضا الغلام القادياني كثير التناقض فهو يقول أن نزول الملائكة مثل نزول الله في الحقيقة والكيفية، بينما يشرح في مواضع أخرى كيفية نزول الملائكة: «يخلق لهم الله في الأرض أجسادًا جديدة غير أجسادهم الأصلية بقدرته اللطيفة المحيطة، ومع ذلك تكون لهم أجساد في السماء، وهم لا يفارقون أجسادهم السماوية، ولا يبرحون مقاماتهم، ويجيئون الأنبياء وكل من أرسلوا إليه مع أنهم لا يتركون المقامات». [حمامة البشرى ١٣٥]
«أما إذا كانوا يكفروننا لأننا لا نؤمن بنزول الملائكة بحيث تخلو منهم السماوات بل نؤمن بأنهم يبقون في السماء بوجود خلقه الله لهم بقدرته، وينشأ لهم وجود كخلق جديد في الأرض في صورة إنسان أو صورة أخرى». [أنوار الإسلام ٥٦]
ولا أظن قاديانيا عاقلا يقول بنزول الله كنزول الملائكة بالكيفية التي شرحها الغلام القادياني! ولا مفر له سوى التلاعب بالكلام والتأويل والتحريف!
|[٢]| الملائكة تعمل كالجوارح وتتحرك بحركة -العياذ بالله-:
«فانظر إلى الملائكة.. كيف جعلهم الله كجوارحه، وجعلهم وسائط قدره في الأمور وكنفيكونيته في كل أمر». [حمامة البشرى ١٣٥]
«أنه من الضروري حسب قانون الطبيعة المذكور آنفا أن يعمل مخلوق عمل الجارحة لإظهار إرادة الله في مجال إلقاء الوحي أو تزويد أحد بموهبة تلقي الوحي، وأن يعمل في مجال تنفيذ مشيئته سبحانه وتعالى في أمور تتعلق بالإلهام والروحانية كما ينفذها ماديًا. فهذه الجارحة نفسها تسمى بتعبير آخر "جبريل" الذي يتحرك بلا تأخير كجارحة تبعا لحركة ذلك الوجود الأعظم. أي عندما يتوجه الله تعالى بحب إلى قلب محب، يضطر جبريل - الذي علاقته بالله علاقة النفس بالهواء، وعلاقة العين بالنور - للتحرك إلى الاتجاه نفسه حسب المبدأ الذي ذكرناه قبل قليل أو قولوا إن شئتم إنه يتحرك عفويا وتلقائيا على إثر حركة الله كما يتحرك الظل بصورة طبيعية بحركة الأصل». [توضيح المرام ١٠٠]
فصاحب هذا الكلام عند القاديانيين نبي ورسول ومسيح ومهدي ومجدد ويوحى إليه!
|[٣]| كل ذرة من ذرات العالم ملائكة، وكل شيء ملائكة:
«يجدر بالتدبر أن كل شيء في هذا الكون ينشأ بأمر منه ولكنه تعالى مع ذلك يستخدم الوسائط لتنفيذ قضائه وقدره. فمثلا، هناك سم يهلك الإنسان، وهناك ترياق ينفعه، فهل لنا أن نتصور أن كليهما يؤثر في جسم الإنسان بنفسهما؟ كلا، بل يؤثران تأثيرا سلبيا أو إيجابيا بأمر من الله، فهما أيضا ملائكة الله نوعا ما. بل كل ذرة من ذرات العالم التي تحدث بسببها تغيرات متنوعة كلها ملائكة الله والتوحيد لا يكتمل ما لم نحسب كل ذرة ملاك الله، لأنه لو لم نحسب كل المؤثرات الموجودة في الدنيا ملائكة الله لاضطررنا إلى الاعتراف بأن كافة التغيرات الحادثة في جسم الإنسان وفي العالم كله تحدث تلقائيا بدون علم الله ومشيئته ومرضاته». [ينبوع المعرفة ١٧٢]
«والآن اسمعوا الحقيقة، ألا وهي أنه كلما استخدمت في القرآن الكريم كلمة "عرش" كان المراد منه عظمة الله وجبروته وسموه. لذلك لم يُصنفه الله في عداد المخلوقات. وهناك أربعة مظاهر لعظمة الله وجبروته التي تعد أربعة آلهة بحسب الفيدا -وتسمى الملائكة أيضا في مصطلح القرآن الكريم- وهي: السماء التي تسمى "إندر" أيضا. ثم الإلهة الشمس والقمر والأرض. فهذه الآلهة الأربعة كما ذكرت في هذا الكتاب، تحمل صفات الله الأربع التي هي المظاهر الأتم الجبروت الله وعظمته والتي تسمى العرش بتعبير آخر، أي تجليها على العالم. ولا حاجة إلى شرح أكثر إذ قد بيناها بالتفصيل آنفا. وقد ورد في القرآن الكريم أن للملائكة ثلاثة أنواع:
(۱) ذرات الأجسام الأرضية وقوى الأرواح.
(۲) قوى السماء والشمس والقمر والأرض التي تعمل باستمرار.
(۳) القوى العليا فوقها التي تسمى جبريل وميكائيل وعزرائيل وغيرهم وقد سميت "جم" في الفيدا. ولكن المراد من الملائكة هنا هي الآلهة الأربعة، أي السماء والشمس وغيرهما التي تحمل صفات الله الأربع. وقد سميت هذه الصفات نفسها "العرش" بتعبير آخر. يعترف الفيدا أيضا بهذه الفلسفة، ولكن ما أغرب علماء الفيدات هؤلاء الذين ينكرون أيضا مسألة هم متمسكون بها!
فباختصار، إن آلهة الفيدا الأربعة هذه، أي السماء والشمس والقمر والأرض، تحمل عرش الله أي صفته الربوبية والرحمانية والرحيمية ومالكية يوم الدين كلمة "الملائكة" الواردة في القرآن الكريم تفيد العموم؛ فكل ما يخضع لأمر الله هو ملاكه. إذا، كل ذرة في العالم ملاك الله لأنها تخضع لأمره وتطيعه. وإذا لم تكن كل ذرة من ذرات العالم خاضعة لأمره و فكيف خلق الله أجرام الأرض والسماء؟ هذه الاستعارة التي ذكرتها توجد في كلام الله استعارات كثيرة مثلها وتحتوي على علم لطيف ودقيق وحكمة دقيقة جدا». [نسيم الدعوة ١٧٠-١٧٤]
«صحيح تماما أن الناس يستغربون من وجود الملائكة، أما في رأيي فكل شيء من الملائكة، لأنه إذا لم يرد الله سبحانه وتعالى هل يمكن أن تهضم اللقمة التي يتناولها الإنسان؟ فبدون السيطرة الكاملة لا يستقيم نظام الله في الكون». [الملفوظات ج٤ ص١٦٥]
«إن تعريف الملائكة الذي بينه الله ينطبق على كل ذرة كما قال: (وَإِنَّ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) مثل ذلك قال بحق الملائكة: ﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، فقد شرحت هذا الموضوع جيدا في كتابي "نسيم الدعوة". فكل ذرة تعد من الملائكة، فإن لم تدركوا أولئك الكبار فيمكن أن تنظروا أولا إلى هذه الملائكة الصغار. إن إنكار الملائكة يجعل الإنسان ملحدا». [الملفوظات ج٥ ص٣٠]
«إن الهواء والماء والنار وغيرها أيضًا أنواع من الملائكة، إلا أن الملائكة العظام هم من سماهم الله، لكن الأشياء المفيدة أيضا ملائكة، فكلام الله يصدق ذلك، حيث قال (وَإِنَّ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)، أي أن جميع الأشياء تسبح الله له، وإنما التسبيح يعني أنها تنجز ما تؤمر به وبحسب مشيئة الله. ومعلوم أن كل أمر يحدث بحسب مشيئته وإرادته، ولا يحدث شيء في العالم مصادفة، إذا لم يكن الله تصرف تام وسيطرة على كل ذرة في العالم فكيف يسمى إلها، وكيف يرجى منه قبول الدعاء؟ فالحقيقة أنه يجري الرياح حيث يشاء ومتى يشاء، ويمسكها متى يريد، فبيده المياه والبحار الزاخرة بالمياه، فمتى أراد هيجها، ومتى أراد هداها. فهو الإله القادر المقتدر على على كل ذرة من الكون، لا يخرج شيء من سيطرته. فالذين ينكرون الدعاء أصلا فإنما لأنهم لم يعدوا الله قادرًا مطلقا على كل شيء وآمنوا بأن معظم الأحداث وليدة المصادفات. فالمصادفة لیست بشيء، بل كل ما يحدث فبأمر من الله وحكمته حتى الورقة التي تسقط من الشجرة. وكل هذه هي من الملائكة، إذ تعمل بإشارة وأمر من الله، وهي تسخر للذين يستجيبون الله ويريدون رضوانه فقط، فالذي يكون الله فإن الله يرزقه كل شيء». [الملفوظات ج٥ ص٥٢]
«إن الذين يرفضون وجود الملائكة، على خطأ كبير، فهم لا يعرفون أن اسم الملائكة يُطلق على كل ذرة وكل شيء في العالم، وأنا أؤمن بأنه لا شيء يقدر على التأثير دون إذن منه، حتى لا تقدر قطرة الماء أيضًا على دخول الجسم، ولا يسعها التأثير. وهذا هو معنى قول الله: (وَإِنَّ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ). وهو معنى إلهامي "رب كل شيء خادمك" حصرا أيضا. فهذا هو الإسلام والإيمان حصرا، وكل ما سواه نتن». [الملفوظات ج٥ ص٧٤]
«عندما يكون الجنين في البطن يتغذى على الدم، وعندما يولد يرضع الحليب فقط إلى مدة معينة ثم يأكل الغلال بعد ذلك، فيخلق الله له أسبابا من ثلاثة أنواع بحسب الضرورة. حين يكون الجنين في البطن يأمر الله ملائكة البطن، وهي الذرات الداخلية، أن تصنع من الدم طعاما للجنين. ثم عندما يولد ينسخ ذلك الأمر ويأمر ملائكة الثدي التي هي ذراته لتخلق له الحليب. ثم حين يكتمل نموه بالحليب ينسخ هذا الأمر أيضا ويأمر ملائكة الأرض التي هي ذراتها لتخلق له الغلال والماء إلى آخر الأمد». [نسيم الدعوة ١٧٨]
وهذا الكلام باطل وفاسد لأن كلام القادياني يعني أن "اللقمة" عبارة عن ذرات من الملائكة ثم هذا الإنسان يأكلها، وقس على ذلك، ثم إن هناك أمور مستقذرة فهل هذه ذرات من الملائكة يا قادياني؟! ومعلوم أن الملائكة مخلوق طاهر! والملائكة اسم لمخلوق دلت عليه النصوص، ثم القادياني يخلط بين موضوع أن الملائكة تطيع ولا تعصي الرب تبارك وتعالى، وبين موضوع ميشئة الله الواحد القهار التي تخطع لقهرها جميع مخلوقاته! فكل شيء مكتوب ومقضي ومقدر، وكل شيء بأمر الله وإذنه ولا يكون في ملكه إلا ما أراد. وكل مخلوق هو ملك لله خاضع لأمره وقهره ولا يقال أن كل مخلوق ملائكة. والمؤمن يطيع الله بإذنه وكذلك العاصي يعصي بإذنه، فانظر فساد قول القادياني حنيما جعل كافرا من الكفار مكون من ذرات من الملائكة!!! وكأنه أتى بعقيدة وحدة الوجود الملائكية عندما جعل ذرات الكون عبارة عن ملائكة! نعوذ بالله رب العالمين من الهوى والضلال والشرك والكفر والجهل.
|[٤]| الملائكة أوتوا علم السعد والنحس:
«فما معنى قول الملائكة لله سبحانه وتعالى: أتجعل المفسد خليفة؟ فليتضح أن الحقيقة أن الله حين خلق في اليوم السادس سبع سماوات وقضى وقدر أمر كل سماء، وقرب اليوم السادس -الذي هو يوم نجم السعد الأكبر، أي المشتري- على الانتهاء، ولاحظ الملائكة الذين كانوا قد أوتوا علم السعد والنحس -حسب مدلول الآية (وأوحى في كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا) وكانوا قد علموا أن السعد الأكبر هو المشتري- أن آدم في الظاهر لم يجد نصيبا من هذا اليوم، إذ ما تبقى من اليوم قليل جدا، فخطر ببالهم أن خلق آدم سيكون في وقت "زحل"، وأن فطرته ستودع التأثيرات الزحلية من القهر والعذاب وغيرهما، ومن ثم سيتسبب في ظهور فتن كثيرة، فكان الاعتراض مبنيا على ظن لا يقين. فاعترضوا بناء على الظن وقالوا: (أتجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء)؟ وحسبوا أنفسهم زهادا وعابدين ومقدسين ومنزهين من كل سيئة، بالإضافة إلى أن خلقهم كان في عصر المشتري الذي هو رمز للسعد الأكبر. فقال لهم سبحانه وتعالى: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، أي أنكم لا تعلمون متى سوف أخلق آدم؟ سأخلقه في الساعة التي هي أكثر ساعات بركة من يوم المشتري». [التحفة الغولروية ٢٣٣]
وحبذا لو عرفنا القاديانيون بهذا العلم "علم النحس" والدرر والفوائد والمعارف حول هذا العلم العظيم، وعلاقته بالكواكب والنجوم وخلق المخلوقات!
|[٥]| الملائكة ثلاث أنواع:
«والآن اسمعوا الحقيقة، ألا وهي أنه كلما استخدمت في القرآن الكريم كلمة "عرش" كان المراد منه عظمة الله وجبروته وسموه. لذلك لم يُصنفه الله في عداد المخلوقات. وهناك أربعة مظاهر لعظمة الله وجبروته التي تعد أربعة آلهة بحسب الفيدا -وتسمى الملائكة أيضا في مصطلح القرآن الكريم- وهي: السماء التي تسمى "إندر" أيضا. ثم الإلهة الشمس والقمر والأرض. فهذه الآلهة الأربعة كما ذكرت في هذا الكتاب، تحمل صفات الله الأربع التي هي المظاهر الأتم الجبروت الله وعظمته والتي تسمى العرش بتعبير آخر، أي تجليها على العالم. ولا حاجة إلى شرح أكثر إذ قد بيناها بالتفصيل آنفا. وقد ورد في القرآن الكريم أن للملائكة ثلاثة أنواع:
(۱) ذرات الأجسام الأرضية وقوى الأرواح.
(۲) قوى السماء والشمس والقمر والأرض التي تعمل باستمرار.
(۳) القوى العليا فوقها التي تسمى جبريل وميكائيل وعزرائيل وغيرهم وقد سميت "جم" في الفيدا. ولكن المراد من الملائكة هنا هي الآلهة الأربعة، أي السماء والشمس وغيرهما التي تحمل صفات الله الأربع. وقد سميت هذه الصفات نفسها "العرش" بتعبير آخر. يعترف الفيدا أيضا بهذه الفلسفة، ولكن ما أغرب علماء الفيدات هؤلاء الذين ينكرون أيضا مسألة هم متمسكون بها!
فباختصار، إن آلهة الفيدا الأربعة هذه، أي السماء والشمس والقمر والأرض، تحمل عرش الله أي صفته الربوبية والرحمانية والرحيمية ومالكية يوم الدين كلمة "الملائكة" الواردة في القرآن الكريم تفيد العموم؛ فكل ما يخضع لأمر الله هو ملاكه. إذا، كل ذرة في العالم ملاك الله لأنها تخضع لأمره وتطيعه. وإذا لم تكن كل ذرة من ذرات العالم خاضعة لأمره و فكيف خلق الله أجرام الأرض والسماء؟ هذه الاستعارة التي ذكرتها توجد في كلام الله استعارات كثيرة مثلها وتحتوي على علم لطيف ودقيق وحكمة دقيقة جدا». [نسيم الدعوة ١٧٠-١٧٤]
|[٦]| حرف الام في قوله تعالى (الر) يعني جبريل:
«وقال الله تعالى في كلامه المقدس: (الر كتابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ) والمراد من "الألف" الله، ومن "اللام" جبريل، ومن "الراء" الرسل. لقد بين الله تعالى هنا الأشياء الضرورية للإنسان، ولذلك قال (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ)، أي هذا كتاب آياته محكمة ومستوية». [الملفوظات ج١ ص٤٩١]
|[٧]| الملائكة والكواكب والنجوم والشمس والقمر:
«إن جبريل - وهو ملاك عظيم الشأن ومرتبط بكوكب شديد التألق في السماء - مكلف بخدمات عديدة وفقا لخدمات أنيطت بالكوكب الذي يرتبط به جبريل». [توضيح المرام ٩٤]
«الملائكة يسمون ملائكة لأنهم ملاك الأجرام السماوية وملاك الأجسام الأرضية، بمعنى أنهم بمنزلة الروح لقيامها وبقائها. وأيضا يسمون ملائكة لأنهم يقومون بأعمال الرسل أيضا». [توضيح المرام ٧٦]
«لأننا قد أثبتنا قبل قليل أنه يتبين من تعليم القرآن الكريم أن الملائكة بمنزلة الروح للسماء وأجرامها. والمعلوم أن روح الشيء لا تنفصل عنه». [مرآة كمالات الإسلام ٤٨٠]
«فزبدة الكلام أنه يتبين من هذه الآية أيضا من حيث المنقول أن الملائكة بمنزلة الروح للنجوم والقوى السماوية، لذلك نسب الله تعالى فعل النجوم إلى الملائكة تارة، ونسب فعل الملائكة إلى النجوم تارة أخرى. والحق أنه ما فتئت الملائكة بمنزلة الروح للنجوم والشمس والقمر والسماء بحسب تعليم القرآن الكريم، وبقاء كل هذه الأشياء يتوقف على علاقتها بالملائكة، وإذا انتقل الملائكة إلى "الأرجاء" أصاب الموت جميع الأجرام أي النجوم والشمس والقمر والسماء، أفليسوا بمنزلة الروح والحالة هذه؟». [مرآة كمالات الإسلام ٤٨١]
|[٨]| القادياني مظهر ميكائيل:
«باختصار، هناك معركة شرسة حامية الوطيس في هذه الأيام بين ظلمة الأرض ونور السماء. لقد أشار أنبياء الله المقدسون جميعا منذ زمن آدم حتى نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم إلى هذه المعركة. ولقد سمي قادتها باسمين مختلفين. أحدهما يخفي الحقائق والآخر مظهرها، وقيل بتعبير آخر أن النازل من السماء بصحبة الملائكة النورانيين سيكون مظهر ميكائيل والخارج من الأرض مع كافة الظلمات الشيطانية سيكون مظهر إبليس». [كيف يمكن التخلص من الإثم ٤٧]
|[٩]| الصفات الأربع في سورة الفاتحة- الربوبية والرحمانية والرحيمية والمالكية- لكل صفة ملك من الملائكة أي أربعة يحملون العرش مجازا، وفي الآخرة تتجلى هذه الصفات ضعفين ظاهرا وباطنا فتكون ثمانية فيكون معها ثمانية ملائكة:
«لكن في الآخرة سيظهر تجلي هذه الصفات الأربع على وجه أتم، لهذا فإن يوم الدين على وجه حقيقي وكامل هو في الآخرة حصرا. وفي ذلك العالم ستتجلى كل واحدة من هذه الصفات الأربع ضعفين أي ظاهرا وباطنا، فستبدو هذه الصفات الأربع ثماني صفات. وإلى ذلك أشير في قوله أن أربعا من الملائكة يحملون عرش الله في هذا العالم، أما في الآخرة فيحمله ثمانية، فهذا الكلام مجاز. فلما خلق ملك بحسب كل صفة إلهية لهذا ذكرت أربعة ملائكة بخصوص الصفات الأربع، وعندما تتجلى ثماني صفات سيكون معها ثمانية ملائكة، وبما أن هذه الصفات ستكون متسمة بصفات الألوهية وكأنها تحملها، فقد استخدمت كلمة الحمل مجازا، فمثل هذه المجازات اللطيفة كثيرة في كلام الله حيث أعرب عن الأمور الروحانية بكلمات مادية». [أيام الصلح ٢٨] انظر إلى الصفحات السابقة من اقتباسنا السابق.
«إن حمل أربعة من الملائكة العرش أيضا استعارة، فالرب والرحمن والرحيم ومالك يوم الدين هي مظاهر الصفات الإلهية، وهي في الحقيقة ملائكة. عندما تتجلى الصفات نفسها بنشاط أكبر يعبر عنها بثمانية ملائكة». [الملفوظات ج٤ ص١٨٢]
«المسلمون يسيئون إلى الله تعالى باعتقادهم أنه جالس على عرش يحمله أربعة ملائكة، وهذا يثبت أن الله محدود وليس قائما بذاته. وإذا كان الله محدودا كان علمه أيضا محدودا وهو ليس حاضرا وموجودا في كل مكان». [نسيم الدعوة ١٦٧]
«أما السؤال: ما معنى حمل أربعة ملائكة العرش فجوابه أن هناك أربعة ملائكة موكلون بهذه الصفات الأربع ويُظهرونها في العالم. وتحت إمرتهم تعمل أربعة نجوم تسمى "أرباب النوع الأربعة" وقد سميت في الفيدا باسم الآلهة. فهم ينشرون حقيقة هذه الصفات الأربعة في العالم وكأنهم يحملون هذا العرش الروحاني». [نسيم الدعوة ١٧١]
«يا أيها السادة لا يعتقد المسلمون أن العرش شيء مادي ومخلوق يجلس الله عليه. اقرأوا القرآن من البداية إلى النهاية لن تجدوا فيه أن العرش شيء محدود ومخلوق. لقد قال الله في القرآن الكريم مرارا وتكرارا بأنه هو خالق كل شيء له وجود؛ فيقول بأنه هو خالق الأرض والسماء والأرواح وكافة قواها وبأنه قائم بنفسه وكل شيء قائم به، وكل ذرة وكل شيء موجود خلقه هو. ولم يقل في أي مكان بأن العرش أيضا شيء مادي خلقته. وإذا استخرج أحد من الأربين من القرآن الكريم بأن العرش شيء مادي ومخلوق سأعطيه ألف روبية جائزة قبل أن يغادر قاديان. أقول حلفا بالله الذي الحلف الكاذب به فعل الملعونين بأني سأسلم له ألف روبية فور استخراجه تلك الآية من القرآن الكريم. وإلا أقول بكل أدب بأن الذي يفتري على الله سيكون محل لعنة.
من الواضح الآن بأن أساس هذا الاعتراض هو أن العرش شيء منفصل يجلس الله عليه. ولما لم يثبت ذلك فما بقي اعتراض. يقول الله بصراحة بأنه موجود على الأرض وفي السماء أيضا وليس جالسا على شيء معين بل هو قائم بذاته، ويحمل كل شيء ومحيط بكل شيء. لا يكون ثلاثة إلا وهو رابعهم، ولا يكون خمسة إلا وهو سادسهم. وما من مكان إلا ويوجد الله فيه. ثم يقول : (أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهُ) وبأنه أقرب إليكم من حبل الوريد، وهو الأول والآخر وهو الظاهر والباطن. ويقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ). أي إذا سألك عبادي عن مكان وجودي فالجواب هو أني قريب، وما من أحد أكثر مني قربا. فالذي يدعوني مؤمنا بي أجيب دعوته مفتاح كل شيء بيدي وعلمي محيط بالجميع. أنا الذي أحمل الأرض والسماء، وأنا الذي أحملكم في البر والبحر.
كل هذه الآيات موجودة في القرآن الكريم، ويعرفها كل صغير وكبير من المسلمين ويقرأها. ومن أراد فليأتنا وليسألنا الآن. هل عدم استيضاح هذه الآيات وتوجيه الاعتراض بسبب استعارة فقط هو أمانة مذهب الآريين؟ أي مسلم في العالم يحسب الله محدودا أو ينكر علمه الواسع وغير المحدود؟ اعلموا أنه لم يرد في القرآن الكريم قط أن ملاكا ما يحمل الله تعالى بل ورد مرارا أن الله يحمل كل شيء. غير أنه قد ورد في بعض الآيات على سبيل الاستعارة أن الملائكة يحملون عرش الله الذي ليس شيئا ماديا ومخلوقا في الحقيقة. فلكل عاقل أن يفهم هنا أنه ما دام العرش ليس شيئا متجسدا، فماذا عسى أن يحمله الملائكة؟ فلا بد أن تكون هذه استعارة، ولكن الآريين لم يفهموا هذا الأمر لأن الإنسان يعمى بسبب أنانيته وتعنته.
والآن اسمعوا الحقيقة، ألا وهي أنه كلما استخدمت في القرآن الكريم كلمة "عرش" كان المراد منه عظمة الله وجبروته وسموه. لذلك لم يُصنفه سبحانه وتعالى في عداد المخلوقات. وهناك أربعة مظاهر لعظمة الله وجبروته التي تعد أربعة آلهة بحسب الفيدا - وتسمى الملائكة أيضا في مصطلح القرآن الكريم - وهي: السماء التي تسمى "إندر" أيضا. ثم الإلهة الشمس والقمر والأرض. فهذه الآلهة الأربعة كما ذكرت في هذا الكتاب، تحمل صفات الله الأربع التي هي المظاهر الأتم لجبروت الله وعظمته والتي تسمى العرش بتعبير آخر، أي تجليها على العالم». [نسيم الدعوة ١٦٨-١٧٣]
«ثم اعلم أن لله تعالى صفات ذاتية ناشئة من اقتضاء ذاته، وعليها مدار العالمين كلها، وهي أربعة: (1) ربوبية (2) ورحمانية (3) ورحيمية (4) ومالكية، كما أشار الله تعالى إليها في هذه السورة وقال: (1) رَبِّ العالمينَ (2) الرَّحْمَنِ (3) الرَّحِيمِ (4) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. فهذه الصفات الذاتية سابقة على كل شيء ومحيطة بكل شيء، ومنها وجودُ الأشياء واستعدادها، وقابليتها ووصولها إلى كمالاتها. وأما صفة الغضب فليست ذاتية لله تعالى، بل هي ناشئة من عدم قابلية بعض الأعيان للكمال المطلق، وكذلك صفة الإضلال لا يبدو إلا بعد زيغ الضالين.
وأما حصر الصفات المذكورة في الأربع فنظرًا على العالم الذي يوجد فيه آثارها. ألا ترى أن العالم كله يشهد على وجود هذه الصفات بلسان الحال، وقد تجلت هذه الصفات بنحوٍ لا يشك فيها بصيرٌ إلا من كان من قوم عمين. وهذه الصفات أربعٌ إلى انقراض النشأة الدنيوية، ثم تتجلى من تحتها أربع أخرى التي من شأنها أنها لا تظهر إلا في العالم الآخر، وأوّلُ مَطالِعِها عرشُ الرب الكريم الذي لم يتدنس بوجودِ غير الله تعالى وصار مظهرًا تامًّا لأنوار رب العالمين، وقوائمه أربعٌ: ربوبية ورحمانية ورحيمية ومالكية يوم الدين. ولا جامِعَ لهذه الأربع على وجه الظلّيّة إلا عرشُ الله تعالى وقلبُ الإنسان الكامل، وهذه الصفات أمهات لصفات الله كلها، ووقعت كقوائم العرش الذي استوى الله عليه، وفي لفظ الاستواء إشارة إلى هذا الانعكاس على الوجه الأتم الأكمل من الله الذي هو أحسن الخالقين. وتنتهي كل قائمة من العرش إلى مَلَكٍ هو حاملُها، ومدبّرُ أمرها، وموردُ تجلياتها، وقاسِمُها على أهل السماء والأرضين. فهذا معنى قول الله تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانيةٌ)، فإن الملائكة يحملون صفاتٍ فيها حقيقة عرشية. والسر في ذلك أن العرش ليس شيئا من أشياء الدنيا، بل هو برزخ بين الدنيا والآخرة، ومبدأٌ قديم للتجليات الربانية والرحمانية والرحيمية والمالكية لإظهار التفضلات وتكميل الجزاء والدين. وهو داخلٌ في صفات الله تعالى، فإنه كان ذا العرش من قديم، ولم يكن معه شيء، فكُنْ من المتدبرين». [كرامات الصادقين ١٠٢-١٠٣]
أقول: هذه المواضيع -أي صفات الرب سبحانه وتعالى- ضل فيها كثير من الناس، فكيف لو أضيف إليها دجل القادياني والقاديانية مع شيء من التناقض، وإضافة مزيد من الضلال، والإتيان بالعجائب! فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأله الإيمان والإعتقاد الحق الصحيح والسليم.
والرد على ضلالات القادياني بإختصار:
•قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه ٥]
﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِی ٱلسَّمَاۤءِ أَن یَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِیَ تَمُورُ * أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِی ٱلسَّمَاۤءِ أَن یُرۡسِلَ عَلَیۡكُمۡ حَاصِبࣰاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَیۡفَ نَذِیرِ﴾ [الملك ١٦-١٧]
وقال صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ؛ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ». [صحيح البخاري] نسأل الله الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وقال عليه الصلاة والسلام: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ : إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي». [صحيح البخاري] أسأل الله رحمته وعفوه ومعافته وعافيته ورضاه وأعوذ به من غضبه غضبه وسخطه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: «كَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ». [صحيح البخاري]
فالله عز وجل فوق عرشه فوق سبع سماوات بلا كيف نعلمه.
•من تناقضات القادياني أنه يقول في مواضع أخرى:
«وأنت تعلم أن كل مسلم مؤمن يعتقد أن الله ينـزل إلى السماء الدنيا في الثلث الآخر من الليل مع وجوده واستوائه على العرش، ولا يتوجّه إليه لومُ لائم ولا طعنُ طاعن لأجل هذه العقيدة، بل المسلمون قد اتفقوا عليها وما حاجّهم أحدٌ من المؤمنين». [حمامة البشرى ١٣٤]
«ولا يخفى عليك أن الله تعالى ينـزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، فلا يقال إن العرش يبقى خاليًا عند نزوله». [حمامة البشرى ١٤٣]
«اشكروا حكام الأرض ولا تنسوا حاكمكم الذي في السماء». [مواهب الرحمن ٨٠]
«أرى في السماء غضبا فاتقوا يا عباد الله غضب الربّ، وابتغوا فضلَ مَنْ في السماء». [مواهب الرحمن ٨٠]
•أما عرش الرحمن جل ثناؤه وتبارك اسمه فهو مخلوق من المخلوقات، وصفاته صفات مخلوقات فمن ذلك أن له قوائم: «النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ». [صحيح البخاري] وهو يهتز بمشيئة الله: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ». [صحيح مسلم] وهو فوق الفردوس الأعلى: «فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ؛ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ». [صحيح البخاري] والله العلي الأعلى المتعال فوق العرش بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل. نسأل الله فردوسه الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
|[١٠]| القادياني يدعي الريش لجبريل عليه السلام:
في قصيدة بالفارسية يمدح فيها القادياني نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم جاء فيها: «إنه يحتل مقاما يحترق فيه جناح جبريل وريشه من نور هذا المقام». [البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة ٢٣]
ولقد جاء في النصوص الإسلامية أن للملائكة عليها السلام أجنحة، ولم تظهر النصوص كيفية هذه الأجنحة، ولا يلزم من الجناح أن يكون فيه ريش!
﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ جَاعِلِ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ رُسُلًا أُو۟لِیۤ أَجۡنِحَةࣲ مَّثۡنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَۚ یَزِیدُ فِی ٱلۡخَلۡقِ مَا یَشَاۤءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [فاطر ١]
«عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } ، قَالَ : رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ». [صحيح مسلم]
«عن أَبَي هُرَيْرَةَ يَقُولُ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ ، فَإِذَا { فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا } لِلَّذِي قَالَ : { الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }». [صحيح البخاري]
|[١١]| القادياني يخترع اسماء لملائكة الرحمن:
«"جاءني آئلٌ واختارَ، وأدار إصبعَه وأشار، يعصمك الله مِن العدا، ويسطو بكل مَن سطا." أي: الآئل هو جبرائيل، الملاك الذي يبشّر. الشرح: أتى عندي آئل، واختار، أي اختارك، وأدار إصبعه مشيرًا إلى أن الله سيعصمك من الأعداء وسيصول على كل من يصول عليك... وقال -القادياني-: الآئل في الأصل من الأيالة، ويعني المصلح الذي ينقذ من ظلم الظالمين. لم يقل الله تعالى هنا جبريل بل قال آئل، والحكمة في ذلك أن هذا الاسم يدل على إنقاذ المظلومين من ظلم الظالمين، فسمى الملاك آئلاً. ثم إنه أدار إصبعه وأشار بها إلى الأعداء في كل طرف وصوب، وقال بهذه الإشارة: يعصمك الله من العدا وما إلى ذلك. إن هذا الوحي يشبه الوحي السابق: "إنه كريم تمشّى أمامك، وعادى كلَّ من عادى"... ولعل لفظ الآئل لا يوجد في القواميس أو هو نادر الاستعمال، ولذلك فسّره الوحيُ بنفسه». [التذكرة ٤٦٥]
«قبْل نحو 25 عامًا رأيتُ في الرؤيا وأنا في "غورداسبور" أني جالس على سرير، والمولوي عبد الله الغزنوي جالس على يسار السرير نفسه، فخطر ببالي أن أُنزِله عن السرير، فبدأت أدفعه شيئا فشيئا حتى نزل وجلس على الأرض. وفيما أنا في ذلك ظهر من السماء ثلاثة ملائكة أحدهم اسمه "خَيْرائتي"، وجلس الثلاثة على الأرض مثل المولوي عبد الله، أما أنا فظللت جالسًا على السرير. عندها قلت لهم جميعا: سأقوم بالدعاء فقولوا: آمين. ثم دعوتُ: "رَبِّ أَذْهِبْ عني الرجس، وطهِّرْني تطهيرًا". فأمّن الملائكة الثلاثة والمولوي عبد الله، ثم طار الملائكة والمولوي عبد الله إلى السماء، ثم استيقظت». [التذكرة ٢٩]
«في ليلة 3/3/1905 وفي الساعة الواحدة و35 دقيقة رأيت في المنام أن بي حاجة ماسة إلى المال وتواجهني مشاكل أخرى، وأنا في قلق شديد، وأقول لأحد أن يعمل ورقة فيها حساب المدخول والنفقات، ولكن لا أحد يتوجه إلي. هناك شخص في الأمام يكتب في ورقة الحسابات، فعرفت أنه "لچھمی داس" المحاسب الذي كان يعمل بهذا المنصب في الخزينة في مدينة "سيالكوت" قبل مدة، فأردت أن أستدعيه، ولكنه لم يأت أيضًا بل ظل غير مكترث. ورأيت أن هناك قلة شديدة في المال، ولا أجد إلى المال سبيلاً. وفيما أنا في ذلك إذ جاء شخص بسيط صالح في ثياب بسيطة، ووضع حثوةً من النقود في ردائي، وعاد مسرعًا حتى لم أستطع أن أسأله عن اسمه، ومع ذلك ظل عندي نقص في المال. ثم أتى رجل صالح آخر ذو طبع بسيط ووجهه نوراني جدًا وكان يشبه أحد الصوفية من مدينة "كوٹلہ"-الذي كان اسمه على الأغلب "كرم إلهي" أو "فضل إلهي"، وكان قد آتاني المال ببيع قمصيه- كان هذا الآتي على صورة إنسان ولكنه كان مخلوقًا آخر، فحفَن بيديه حفنةً من النقود ووضعها في ردائي، فصار ذلك المال مالا كثيرا. فقلت له: ما اسمك؟ قال: ما قيمة الاسم؟ الاسم ليس بشيء. قلت: قُلْ ما اسمك؟ قال:ٹیچی. فاغرورقت عيني إذ يوجد في جماعتنا من يعطون هذا القدر من المال ولا يذكرون أسماءهم. وقلت أيضًا إنه ليس إنسانًا، بل هو ملاك. ولما رأيت مشهد المال الكثير قلت سوف أعطي منه زوجة محمد منظور لأن بها حاجة. ورأيت هذه الرؤيا في الساعة الواحدة و35 دقيقة بالليل». [التذكرة ٥٥٩]
ولم يرد في النصوص الإسلامية أن من أسماء جبريل عليه السلام "آئل" فإن أصر القاديانيون على باطل غلامهم ونبيهم! قلنا لهم: هذا الكلام ورد في كتاب "التذكرة" والذي وصفه خليفتكم الخامس بقوله: «إن كتاب "التذكرة" مجموعة للوحي الحرفي والرؤى والكشوف التي تلقاها المسيح الموعود، والتي تتفق كلها مع القرآن الكريم، ولا تضيف شيئًا إلى تعاليم الإسلام ولا تنقص منه مثقال ذرة. لقد أكد المسيح الموعود مرارا وتكرارا أن كل ما ناله من بركات وفيوض إنما ناله ببركة اتباعه الكامل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم». [مقدمة كتاب التذكرة]
ولا شك أن ما صدر من غلام القاديانية فيه إضافة وفيه ابتداع واختلاق واختراع، ومن هذا حاله لا يوصف بالإتباع الكامل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع وغيره من مواضيع.
أضف إلى ما سبق وتقدم أن القادياني في [حقيقة الوحي ٩١] قال في وحيه المفترى: «جائني آيل واختار، وأدار أصبعه وأشار…» ثم قال في الحاشية: «هنا سمى الله تعالى جبريل بـ "آيل" لأنه يعود مرارا». ففسر معنى الاسم بتفسير آخر وهذا من تناقضاته!!!
|[١٢]| تفسير ليلة القدر عند القادياني:
«مع أن ليلة القدر ليلة مباركة بحسب معتقد المسلمين الظاهري، إلا أن الحقيقة التي كشفها الله علي هي أن المراد من ليلة القدر - إضافة إلى معناها المسلّم به عند الأمة الإسلامية - زمن تنتشر فيه الظلمة في الدنيا ويسود الظلام كل طرف وصوب، وتقتضي تلك الظلمة طبعا نزول نور من السماء، فيُنزل الله تعالى ملائكته النورانيين وروح القدس إلى الأرض نزولاً يليق بعظمة الملائكة، فيتعلق روح القدس بالمجدد والمصلح الذي يؤمر بالدعوة إلى الحق ويشرف بارتداء خلعة الاجتباء والاصطفاء، أما الملائكة فيتعلقون بجميع الناس الذين هم من أهل السعادة والرشد والاستعداد ويجذبونهم إلى الخير ويوفقونهم للصالحات عندها تتمهد في الدنيا طرق السلام والسعادة بكثرة، وتستمر هذه العملية إلى أن يصل الدين الكمال المقدّر له». [التذكرة ٢٤٨]
«فإذا ظهرت واجتمعت هذه العلامات كلها فتدل بدلالة قطعية على أن المجدد الأعظم قد ظهر، والنور النازل قد نزل، وإلى هذا أشار سبحانه في سورة القدر وقال: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ وما أدراك ما ليلةُ القدر لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ). وأنت تعلم أن الملائكة والروح لا ينـزلون إلا بالحق، وتعالى الله عن أن يُرسلهم عبثًا وباطلاً. فإرسال الروح ههنا إشارة إلى بعث نبي أو مرسَل أو محدَّث يُلقى ذلك الروح عليه، وإرسال الملائكة إشارة إلى نزول ملائكة يجذبون الناس إلى الحق والهداية والثبات والاستقامة، كما قال الله تعالى في مقام آخر: (إِذْ يوحي ربك إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) أي هاتوا قلوبَهم وحَبِّبوا إليهم الإيمانَ والثبات والاستقامة، فهذا فعل الملائكة إذا نزلوا. ففي سورة القدر إشارة إلى أن الله تعالى قد وعد لهذه الأمة أنه لا يضيّعهم أبدا، بل إذا ما ضلوا وسقطوا في ظلمات يأتي عليهم ليلة القدر، وينـزل الروح إلى الأرض، يعني يلقيه الله على من يشاء من عباده ويبعثه مجددا، وينـزل مع الروح ملائكةٌ يجذبون قلوب الناس إلى الحق والهداية، فلا تنقطع هذه السلسلة إلى يوم القيامة. فاطلبوا تجدوا، واقرَعوا يُفتَح لكم». [حمامة البشرى ١٩٣]
«لعل جاهلا يستغرب هنا ويقول: ما معنى نزول الملائكة فليتضح أنه قد جرت سنة الله أنه كلما نزل من السماء رسول أو نبي أو محدث لإصلاح خلق الله ينزل معه ملائكة حتما يلقون الهداية في القلوب المتحمسة ويرغبونهم في الحسنة ويستمر نزولهم ما لم تنمح ظلمة الكفر والضلال وينبلج صبح الإيمان والحق كما يقول جل شأنه: ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مطلع الفجر) فإن الملائكة وروح القدس تنزل من السماء حين ينزل إلى الأرض رجل عظيم لابسا خلعة الخلافة ومشرفا بمكالمة الله ويوهب هذا الخليفة الروح القدس بوجه خاص، وتتنزل الملائكة التي معه على القلوب السليمة من أهل الدنيا كلهم. فحيثما وجد أشخاص متميزون من هذه الناحية نزل عليهم ذلك النور ويغطي العالم كله، وتنشأ في القلوب أفكار حسنة تلقائيا بتأثير الملائكة الطيب ويُحبب إليهم التوحيد، وتنفخ في القلوب الصادقة روح حب الصدق والبحث عن الحق ويُرزق الضعفاء قوة، وتهب رياح تدعم هدف ذلك المصلح وتخدم غايته. وينجذب الناس إلى الصلاح تلقائيا بجذب يد من الغيب، فتحدث في الأقوام حركة عندها يظن عديمو الفهم من الناس أن أفكار الناس ميالة إلى الصدق تلقائيا ولكنه في الحقيقة عمل الملائكة التي تنزل من السماء مع خليفة الله ويرزقون الناس قوى خارقة لفهم الحق وقبوله». [فتح الإسلام ١٤]
والمشكلة فيما يقول القادياني غير التحريف، أنه طوال ١٣٠٠ سنة كانت تأتي ليلة القدر كل سنة مع عدم وجود نبي أو مرسل! كما أن ليلة القدر تأتي كل سنة ولا يأتي كل سنة مبعوث أو مرسل!
ومع بطلان هذا النص إسلاميا، إلا أنه لم يتحقق في زمن القادياني ولا بعده.
|[١٣]| وحي الروح القدس:
رأى القادياني رؤيا منامية فقال فيها لهندوسي: «إنا لقوم لا نتكلم إلا بتكليم روح القدس». [التذكرة ٤٨٦]
«هذا هو الكتاب الذي ألهمت حصةً منه من رب العباد، في يوم عيد من الأعياد. فقرأته على الحاضرين، بإنطاق الروح الأمين، من غير مدد الترقيم والتدوين. فلا شك أنه آية من الآيات وما كان لبشر أن ينطق كمثلي مرتحلا مستحضرا في مثل هذه العبارات... وإنه صنيعة إحسان الحضرة، ومطية تبليغ الناس إلى السعادة، وإنه غيثُ من الله بعدما أمحلت البلاد، وعم الفساد. ولن تحد هذه المعارف في الآثار المنتقاة المدونة الثقات، بل هي حقائق أوحيت إلي من رب الكائنات». [التذكرة ٣٥٩]
قلت: معاذ الله أن يجري جبريل عليه السلام على لسان القادياني: «يريدون أن يروا طمثك». [التذكرة ٤٠٥] أما إن كان من أجراه على لسان القادياني شيطان فهذا ما تميل إليه النفس والله تعالى أعلم. ثم يبدو أن هذا الشيطان كان يطالع مقامات الحريري كثيرا.
وبخصوص النص الثاني، فإن تراث الغلام القادياني يغلب عليه طابع التدوين الكتابي، ولا يعرف عنه الخطابة القوية البليغة أمام جمهور الناس -وهو إنسان جاهل جهول جويهل وهو أيضا والعياذ بالله مريض العقل والبدن بصفة دائمة- فزعم أن جبريل أنطقه "الخطبة الإلهامية" باللغة العربية أمام عدد محدود من الناس قالوا أنهم حوالي ٢٠٠ إنسان.
|[١٤]| ملائكة الرحمن تحرسه، وسيف ملائكة الله مسلول أمامه:
«في أيام الزلزال الذي وقع في 4/4/1905 انتقلنا مع الأهل والأولاد إلى البستان، واخترنا للمبيت ساحة من أرضنا تسع نحو خمسة آلاف شخص، ونصبْنا فيها خيمتينِ وأحطناهما بسور مراعاةً للحجاب. ومع ذلك كان هناك خطر من اللصوص، لأننا كنا في البرية، وكان في بعض القرى القريبة سارقون شهيرون نالوا العقاب مرارًا. فرأيت في المنام ذات ليلة أني أتمشى لحراسة المكان، وحين تقدمت بضع خطوات قابلني شخص وقال: الملائكة تحرس وراء هذا المقام، أي لا حاجة بك للحراسة لأن الملائكة يحرسون حول إقامتك. ثم تلقيت بعد ذلك الوحي التالي: أي: "أمنٌ في دارنا التي هي دار المحبّة"». [التذكرة ٥٧٦]
ونزل وحي على القادياني: «إن سيف الملائكة مسلول أمامك. ثم فسره: المراد من سيف الملائكة العذاب السماوي الذي سيحل بدون أي تدخل من البشر». [التذكرة ٦٧٧]
وردود بسيطة على ما سبق:
١- من تحرسه الملائكة، ليس بحاجة إلى سيف بريطانيا ليحميه.
٢- لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أن المسيح النازل يحج أو يعتمر، فمن سيف الملائكة مسلول أمامه يذهب للحج أو العمرة -كما نص الحديث- ولا يتذرع بفتاوى التكفير.
والطريف أن القاديانيين يضربون المثل على شجاعة الغلام القادياني بأنه دعا ملكة بريطانيا للإسلام حيث قالوا: «فالحق أن مؤسس الجماعة قد سلك السبيل الحق، وقال للحق بكل شجاعة إنه الحق، كما قال للباطل إنه الباطل، غير خائف من لومة لائم. والدليل على ذلك أنه قال للملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا العظمى عام ۱۸۹۳ ، إنها على الخطأ فيما يتعلق بالدين، وأن عليها أن تتوب وتدخل في الإسلام». [الجماعة الإسلامية الأحمدية ٢٨٧]
قلت: هذا كلام يخدعون به السذج من الناس! فهل كان من يدعو الملكة البريطانية للإسلام كان يتعرض للقتل والإعدام! هذا إن سمعت الملكة بدعوته أصلا.
نقول: لو كان القادياني شجاعا لكان حاله حال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما ذهب للعمرة متوكلا على الله قبل فتح مكة، وهو يعلم أنه ذاهب إلى أرض أعداءه الذين يحاربهم ويحاربونه ويريدون قتله!!!
نسأل الله التوكل على الله وأن يحفظنا بحفظه إنه على ما يشاء قدير.
فإن قال قائل: أن الرب تبارك وتعالى حافظه ومؤيده وناصره، أو قال في شأنه: ﴿وَٱللَّهُ یَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ﴾ [المائدة ٦٧]
نقول: إن ما تقدم يزعمه الغلام القادياني حيث يقول:
«يظل ربك عليك، ويُغيثك ويرحمك. وإن لم يعصمك الناس فيعصمك الله من عنده. يعصمك الله من عنده. وإن لم يعصمك الناس». [التذكرة ٨٣]
«ويريدون أن يقتلوك يعصمك الله، يكلأك الله. إني حافظك. عناية الله حافظك». [التذكرة ٣٨٥]
«يعصمك الله من عنده وهو الولي الرحمن». [التذكرة ٤٦٨]
وأمثال سبق كثير في كلام الغلام.
|[١٥]| من كشوف ومنامات القادياني الملائكية:
من كشوف القادياني: «وفي تلك الأيام نفسها، وربما في ليلة قبلها أو بعدها، رأيت في الكشف شخصًا يبدو أنه ملاك، وشعرت في المنام أن اسمه "شير علي" فألقاني على الأرض، وأخرج حدقة عيني وأزال منهما الوسخ والكدورة، وأخرج مادة كل مرض وقِصر نظر، ثم جعل النور النقي الموجود فيهما سلفًا وكان مستورا تحت مواد أخرى، كالنجم الساطع. وبعد هذه العملية غاب هذا الشخص، وانتقلت من حالة الكشف إلى اليقظة». [التذكرة ٣١]
بعد باسم الله أعوذ بالله وعزته وقدرته الباري والشافي والمعافي… يفهم من النص السابق شفاء العينين من كل مرض إلا أن الحقيقة أن الغلام القادياني:
«كنت خائفا جدا على عيني بسبب مرض السكري، لأن شدة هذا المرض يؤدي إلى ضعف البصر وإصابة العين بالزرق». [التذكرة ٢٧٣]
"كان سواد عينيه ميالا إلى البني الفاتح وكانت عيناه كبيرتين وشبه مغمضتين تلقائيًا لثقل الجفنة العليا، وتظلّان في حالة غض البصر ما لم يفتحهما قصدًا، وكانتا خافضتين حتى أثناء خطابه للناس. وإذا شرّف مجالس الرجال ظل أيضا خافض العينين، وبسبب صفته هذه كثيرًا ما لم يكن يعلم أثناء مكوثه في البيت عن الآخرين الموجودين فيه. والجدير بالذكر هنا أنه لم يستخدم النظارات قط. لم تكن عيناه تكل وتتعب من كثرة العمل. لقد كان الله تعالى وعده بحفظ عينينه وبموجبه بقيت عيناه محميتين من المرض والتعب إلى آخر حياته، إلا أنه كان يقول بأنني لا أستطيع رؤية الهلال في يومه الأول". [سيرة المهدي الرواية رقم ٤٤٧]
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي شير علي أن حضرته لمَّا أراد أن تُلتَقطَ له صورة مع بعض أصحابه قال له المصوِّر: سيدي، أرجوك أن تظل فاتحًا عينيك قليلا، وإلا لن تكون الصورة جيدة، ففتح حضرته عينيه جاهدًا أكثر من المعتاد ولكنهما سرعان ما عادتا لتكونا شبه مغمضتين كما كانتا من قبل". [سيرة المهدي الرواية رقم ٤٠٧]
ومن منامات القادياني: «قال -القادياني- في 1/1/1903: رأيت ذات مرة ملاكًا على صورة ولدٍ عمره ما بين الثامنة والعاشرة، فقال بكلمات فصيحة بليغة: أي: يعطيك الله كلَّ مراداتك». [التذكرة ٤٦٤]
لكن الحقيقة أن مرادات القادياني لا تحصل ولا تتحقق، فمن ذلك التنبؤات: فلم يحصل الزواج الموعود من محمدي بيجوم، ولم يمت النصراني عبد الله آتهم خلال المدة المحددة، إلى غير ذلك من تنبؤات لم تكن تتحقق، وأمور أخرى كثيرة كان يزعمها أو يريدها ويطلبها ويسعى لها لا مجال للحديث عنها هنا… فيكذبه رب العزة من فوق سبع سماوات والحمد لله رب العالمين.
ومن شنائع ما يدعيه القادياني من منامات النص التالي: «بعد أداء صلاة المغرب جلس -القادياني- على المنصة وسرد فور جلوسه رؤياه كما يلي: لقد رأيت والدي المحترم في المنام (الواقع أن ملاكا تمثل في صورته) وفي يده قضيب صغير، وكأنه يريد ضربي به فقلت له: هل يضرب أحد أولاده؟ فلما قلت ذلك اغرورقت عيناه. ثم أراد الأمر نفسه ثانية، فأعدت عليه قولي. وقد تكرر ذلك نحو ثلاث مرات فاستيقظت. ثم قال -القادياني-: لقد قال سبحانه وتعالى في أحد إلهاماتي أيضا: "أنت مني بمنزلة أولادي". وهذا يوافق مفهوم آية قرآنية: (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ)». [الملفوظات ج٣ ص٢٤٨]
قبحه الله وقبح أقواله.
|[١٦]| من سنة الله مع القادياني إنزال ملك يزيل العائق بيده:
«إنه لمن سنة الله معي أنه إذا بلغ الدعاء منتهاه ينزل ملاك ويزيل العائق بيده، وبعدها تظهر آثار رحمة الله بلا توقف بل تظهر هذه الآثار قبل أن يطلع الصبح». [التذكرة ٤٤٥]
والحقيقة أن ما تقدم مجرد إدعاء يسقط عند محك الواقع والاختبار، وتكذبه الأحداث الحاصلة، فمثلا نشر القادياني إعلانا ضد ثناء الله الأمر تسري ثم دعا القادياني على نفسه فكان هذا الإعلان عكسيا على القادياني فمات بالكوليرا بعد سنة وعاش ثناء الله بعده ٤٠ عاما، وقس على ما سبق تنبؤات القادياني والدعاء وطلب الشفاء…إلخ.
|[١٧]| الدعايات الكاذبة:
«تشرفت بزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين خلال تأليف هذا الكتاب ، فسر على تأليفه سرورا بالغا. ورأيت أيضا في ليلة أن ملاكا يرغب قلوب الناس في هذا الكتاب بصوت عال ويقول: هذا كتاب مبارك، فقوموا للإجلال والإكرام». [التذكرة ٢٣٣]
كان من أساليب غلام قاديان الدعاية لبعض كتبه بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه رأى الملائكة… ونقول: كاذبة. لأن هذه الكتب مليئة بالضلالات والأباطيل، والأنبياء والملائكة عليهم السلام لا يقرون الباطل. بل بعض هذه الكتب جاء فيها ما يخالف معتقد القاديانية والقاديانيين مثل: حياة عيسى عليه السلام، وإثبات الجن الشبحي، والنسخ… فهي تحتوي على الباطل حتى من ناحية عقائدية قاديانية.
وأيضا الدعاية لأمور أخرى مثل مقبرة الجنة -حسب كذبه- : «أريت مكانا وقيل لي: سيكون هذا موضع قبرك. رأيت ملاكا يقيس الأرض، فوصل إلى موضع وقال لي: هذا موضع قبرك. ثم في موضع أريت قبرا كان أشد تألقا من الفضة، وكان ترابه كله فضيا، وقيل لي: هذا قبرك، وأريت موضعا آخر سمى "بہشتی مقبره"، وكشف لي أنها قبور الصلحاء من هذه الجماعة الذين هم من أهل الجنة». [التذكرة ٦٣٥]
كذلك أيضا الترويج لنفسه بإدعاءات مثل: «رأيت في المنام هذه الليلة أن أخي مرزا غلام قادر يمتطي صهوة جواد قوي وفكرت أنه ملاك وأنه قد تمثل على هذه الصورة بسبب لفظ "قادر"، وجريت أمامه بشدة حتى سبقت الحصان. ثم دخلنا المدينة، فنزل الملاك الذي كان على صورة أخي عن الحصان، وكان في يده سوط، وكان على شكل جندي قوي عظيم البنية، وأردنا التوجه إلى جهة في المدينة وكأن هناك عملاً أو خدمة على الملاك إنجازها. ثم بعد ذلك تلقيت الوحي التالي: يا عبد الحكيم، أعاذك الله من كل ضرر من العمى والفالج والجذام. وألقي في روعي أن عبد الحكيم هو اسمي. موجز القول أن حكمة الله ومصلحته لا تريد إصابتي بأي من هذه الأمراض، لأن في ذلك شماتة الأعداء». [التذكرة ٧٢١]
وبعد نعوذ بالله من الشماتة وشماتة الأعداء… كان من عادة القادياني الشماتة بخصومه أو أعداءه إذا مرضوا أو ماتوا أو لم ينجبوا الولد.. أضف إلى ذلك فإن القادياني علل ما سبق -تلك الأمراض- بشماتة الأعداء، مع أن القادياني مصاب بأمراض كثيرة وسيجد من يشمت به، وبالتالي ما سبق مجرد كلام فارغ. أعاذنا الله وإياكم من كل ضر وشر وسوء.
|[١٨]| خرافة قاديانية:
القادياني لا يرى أي غضاضة في قبول القصة التالية: «فلماذا لا تُقبل أيضا كرامة السيد عبد القادر الجيلاني الشائعة بين الناس حيث أنه انتشل من البحر سفينة غرقت قبل ١٢ عاما مع ركابها الذين كانوا في موكب زواج فأخرجها وكافة ركابها أحياء ؟! وكانت الطبول تدق معهم ويُعزف على آلات الموسيقى؟ كذلك تروى له كرامة أخرى أن ملك الموت قبض روح أحد مريديه دون إذنه فطار عبد القادر الجيلاني وراء الملاك وأمسك به في السماء وضرب على ساقه بالعصا وكسر العظم وحرر جميع الأرواح التي كان قد قبضها في ذلك اليوم فأحييت كلها. ذهب الملاك إلى الله باكيا شاكيا فقال الله له: إن عبد القادر يحتل مقام المحبوبية فلا يجوز التدخل في أي عمل من أعماله، فلو أحيا جميع الأموات السابقين كان له الحق في ذلك. فلما لم تقبل مثل هذه الكرامات المعروفة التي ما كان في قبولها غضاضة». [البراهين الأحمدية الجزء الخامس ٤٧]
ثم ناقض نفسه وقال: «هناك فئة ينكرون المعجزات كليا مثل أتباع مذهب الطبيعة والآريين، فقد اختاروا التفريط، وفئة أخرى مالوا إلى الإفراط. كما يقول البعض في ذكر معجزات الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله أنه انتشل سفينة غارقة منذ ١٢ عاما، وذهب إلى السماء ونزع من يد عزرائيل أرواحا كان قد قبضها. الحق أن كلا الفريقين لم يفهم حقيقة المعجزة المراد من المعجزة هو الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل ويشهد على وجود الله شهادة صريحة». [الملفوظات ج٧ ص٧٨]
|[١٩]| ملاك العذاب:
كان من أعداء الغلام القادياني رجل هندوسي اسمه ليكهرام، فأصدر القادياني تنبؤ ضده وهو:
«أما اليوم -الاثنين الموافق لـ 20 شباط 1893م- فقد توجهت إلى الدعاء للاستعلام عن وقت العذاب، فكشف الله عليّ أن عذابا شديدا سيحل به في ستة أعوام من هذا اليوم، عقوبةً على بذاءة اللسان والإساءات التي ارتكبها في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فبنشر هذه النبوءة أؤكد لكافة المسلمين والهندوس والمسيحيين والفِرق الأخرى أنه إن لم ينـزل على هذا الشخص خلال ستة أعوام من اليوم، عذابٌ خارقٌ للعادة يختلف عن المعاناة العادية ويضم في طياته هيبة إلهية، فاعلموا أني لست من الله، وأن نطقي ليس بروح منه. ولو ثبت كذبي في هذه النبوءة لكنت جاهزا لتحمل أي نوع من العقوبة، وسأكون راضيا أن أُقتَل شنقا. وواضح من إقراري هذا أنه لو ثبت كذبُ أحدٍ في نبوءته، لكان ذلك مدعاة خزي له ما بعده خزيٌ. ولا يسعني أن أقول أكثر من ذلك». [مجموعة الإعلانات]
فنص التنبؤ يقول: «إن لم ينـزل على هذا الشخص خلال ستة أعوام من اليوم، عذابٌ خارقٌ للعادة يختلف عن المعاناة العادية ويضم في طياته هيبة إلهية».
والنص السابق نص مبهم لا يعرف ما هو، وما طبيعته، وكيف سينزل، إلا أنه يتحدث عن عذاب خارق، وهيبة إلهية، ومعاناة غير عادية، فمات ليكهرام قتلا بالسكين.
والموت بالسكين موت عادي ليس فيه شيء خارق! إلا أن الغلام القادياني صار يعلن أن التنبؤ قد وقع على ليكهرام.
ولكي يعطي الغلام القادياني طابعا إعجازيا على ما حدث ووقع قال: «فهذه هي النبوءات التي نشرت عن موت ليكهرام بصفة عامة في ١٨٩٣، فمن تدبرها لن يجد بدا من الإقرار بأن هذه النبوءات صرحت قطعا بهلاك ليكهرام في ست سنين بدءا من ۱۸۹۳/۲/۲۰، كما كان الكشف يصرح أن موت ليكهرام سيحدث في يوم الأحد، لأن الملاك الذي جاء لعقوبة ليكهرام قد ظهر علي ليلة الأحد وكان ذلك يوحي إلى أن موت ليكهرام سيحدث في يوم الأحد، كما كان الإلهام صرح أن الحادث سيظهر في اليوم المتصل بيوم العيد أي الثاني من شهر شوال». [استفتاء ١٥٣]
التعليق:
١- إن قصة الملاك ذكرها القادياني بعد الحادثة!
٢- ثم لو فرضنا -جدلا- أن الإعجاز الخارق يعني -ملاك الرب- فأين المعاناة غير العادية؟!
٣- لم يذكر القادياني أن ما سيقع هو القتل بالسكين، وإنما صار يدعي فيما بعد أن القتل والعذاب موتا بالسكين!
٤- نستطيع أن نقول عن غرق عدو الله فرعون بإنشقاق البحر أنه إعجاز إلهي فيه عظمة إلهيه، ولا نسطيع أن نقول ذلك عمن قتل بالسكين، ما أدرانا أن من قتل ليكهرام ملك من الملائكة وهو شيء مستطاع من قبل البشر، ثم القادياني لا يملك دليل مادي ملموس أن القاتل هو ملك من ملائكة الرب، وإنما هو يدعي ذلك ويستطيع أن يدعي إنسان ما يشاء، والأدلة تصدق أو تكذب، فخذ مثلا في حالة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول عمر رضي الله عنه: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالْأَمْسِ، يَقُولُ : " هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ "، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَئُوا الْحُدُودَ الَّتِي حَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». [صحيح مسلم] انظر كيف حدد النبي صلى الله عليه وسلم مصارع القتلى قبل وقوع الحدث فما أخطأ أحد المكان الذي حده رسول الله عليه الصلاة والسلام. شتان شتان بين ما سبق وبين دجل القادياني! بينما نبينا صلى الله عليه وسلم حدد أشياء يعجز عنها القادياني: فلان، والوقت، والموضع. ثم لاحظ أين في معركة!
٥- عمل القادياني هو مجرد استغلال للأحداث والوقائع، وإلا لم تتكرر أمثال هذه القصة معه، ولو كان صادقا لكان من شأن الرب تكرار أمثال هذه القصة كثيرا لولا أنه دجال كذاب، كما أن تكرار أمثال هكذا قصة فيه خطر على القادياني لأنه سيدخل في دائرة الاتهام! وهو بالأصل غير مؤيد من الله ولا ينصره الله لا بالملائكة ولا بأي شيء، بل العكس الله ينتصر منه فيكذبه ويجعل ما له عليه، ولله الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة والعزة والجلال والحمد لله رب العالمين.
٦- إن القادياني يعيب على المسلمين أنهم يؤمنون بمسيح ومهدي يتهمهما بالدموية والسفك، ثم هو يتحدث عن ملاك للرب وصفه بالدموي: «وكما ذكرت من قبل أني تلقيت ثلاثة إلهامات عن قتل ليكهرام. الأول: ظهر علي ملاك دموي وسألني أين ليكهرام؟ الثاني: الإلهام الذي ذكرته أنفا: "عجل جسد له خوار، له نصب وعذاب". والثالث: البيت الذي ألهمت من الله ونشر قبل الأوان أي قبل موته بخمس سنوات، وتعريبه : "يا أيها العدو الجاهل الضال خف سيف محمد صلى الله عليه وسلم البتار". أي يا ليكهرام لماذا تسب سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم، لم لا تخاف سيف محمد صلى الله عليه وسلم الذي سيمزقك إربا؟». [حقيقة الوحي ٢٧٢] وهذا إن دل على شيء فيدل على تفاهة وسخافة اعتراضات وشبه القادياني والقاديانية التي تفسدها أقوالهم وكتبهم. فسبحان الله رب العالمين.
|[٢٠]| الملائكة تسجد للإنسان:
«أما القلب فيعمل عمله حين يصبح الإنسان لله تعالى، حيث تنعدم كافة القوى والحكومات في داخله، وينال ملكوت القلب القدرة والقوة، وعندها يسمى الإنسان إنسانا كاملا، وعندها يكون مصداقا لقول الله تعالى: (نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ روحي)، ويسجد له حتى الملائكة. عندئذ يكون إنسانا جديدا تماما، وتنتشي روحه باللذة والسعادة الكاملتين» [الملفوظات ج١ ص٣٨٦]
«أقول حقا وصدقا إن الإنسان يصبح ملاكا ببركة الإيمان بالله تعالى، بل تسجد له الملائكة، ويكون إنسانا نورانيا». [الملفوظات ج٢ ص١٥٤]
|[٢١]| كيف يتكلم الله عند القادياني؟:
«قال السائل: كيف يخبر الله ؟ فقال -القادياني-: يخبر بالكلام. قال السائل: كيف يتكلم الله ؟ قال -القادياني-: يتكلم ملائكة الله، وقد تكلم الملائكة معي مرارا. يشعر الإنسان عند المكالمات الإلهية أنه عز وجل يجري الكلام على لسان عبده. ويكون الكلام شديدا وقويا كما يُغرز المسمار الحديدي، ويعلوه اللطف وكأنه كلام الله». [الملفوظات ج٤ ص٦]
ما تقدم يفهم منه أن الله يتكلم بواسطة ملك من الملائكة أو ما يجريه على اللسان. إلا أن القادياني يقول شيء آخر في موضع آخر:
«إن كلام الله ثلاثة أقسام: الوحي، الرؤيا، والكشف والوحي هو الكلام الذي ينزل بغير واسطة على قلب النبي الطاهر، وهذا النوع من الكلام أجلى ما يكون وأوضح. ثم ضرب -القادياني- على ذلك مثالاً وقال: فإن السيد الحافظ الضرير هذا الجالس أمامنا الآن لن يخطئ في سماع كلامي أبدا، ولن يعد الصوت الذي يسمعه كلام غيري، مع أنه لا يراني بعين مادية. والقسم الثاني من كلام الله هو الرؤيا والحلم، وهذا النوع من الكلام يكون دقيق المعنى ولطيفه، ويكون من قبيل الكناية وذا أوجه عديدة، ومثاله رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام سوارين في يديه الطاهرتين، أو رؤيته إحدى زوجاته المطهرات أطول يدا من غيرها، أو رؤيته البقرة وما إلى ذلك من رؤى والكلام من هذا القبيل بحاجة إلى التأويل. والقسم الثالث من كلام الله هو الكشف، ويكون على سبيل التمثل، سواء بصورة جبريل عليه السلام، أو بصورة ملاك آخر، أو بصورة شيء آخر. ثم قرأ -القادياني- الآية الشريفة: (...أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيَا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا)، وقال -القادياني-: لا يكون كلام الله إلا بهذه الطرق الثلاث المذكورة آنفا». [الملفوظات ج٢ ص٥]
|[٢٢]| الملائكة تلعن من لا يؤمن بالقادياني:
«إن الذين بَلَغَتْهم بشارةُ بعث المسيح فما قبلوها أولئك هم المحرومون. يضاهئون النصارى بعقائدهم ولا يشعرون. يقولون إن القسوس أقربُ منكم إلى الحق. أولئك الذين لعنهم الله والملائكة والصلحاء أجمعون». [الهدى والتبصرة لمن يرى ٥٢]
|[٢٣]| الملائكة تحمي أماكن إقامة القادياني وقريته:
يتحدث القادياني في [حقيقة الوحي ٢٥] عمن لهم صلة بالله تعالى -ويفهم منها أنه يقصد نفسه- فكان مما قاله: «كذلك يبارك الله عز وجل في أماكن إقامتهم فيصان ذلك المكان من البلايا وتحميه الملائكة، وتوضع البركة والخصوصية في مدينتهم وقريتهم، ويبارك في التراب الذي تطأه أقدامهم».
«في أيام الزلزال الذي وقع في 4/4/1905 انتقلنا مع الأهل والأولاد إلى البستان، واخترنا للمبيت ساحة من أرضنا تسع نحو خمسة آلاف شخص، ونصبْنا فيها خيمتينِ وأحطناهما بسور مراعاةً للحجاب. ومع ذلك كان هناك خطر من اللصوص، لأننا كنا في البرية، وكان في بعض القرى القريبة سارقون شهيرون نالوا العقاب مرارًا. فرأيت في المنام ذات ليلة أني أتمشى لحراسة المكان، وحين تقدمت بضع خطوات قابلني شخص وقال: الملائكة تحرس وراء هذا المقام، أي لا حاجة بك للحراسة لأن الملائكة يحرسون حول إقامتك. ثم تلقيت بعد ذلك الوحي التالي: أي: "أمنٌ في دارنا التي هي دار المحبّة"». [التذكرة ٥٧٦]
ولقد كذبه سبحانه في مكره وقهره وتدبيره وقدره -ذو العزة والجلال والعظمة والكبرياء- فقد دخل الطاعون قاديان، وعندما وقع زلزال كانكرة فر القادياني هاربا من بيته إلى البستان خوفا من وقوع آخر، ثم عندما إنفصلت باكستان عن الهند دخل الكفار إلى قاديان وفر القاديانيون منها إلى باكستان.
|[٢٤]| الملائكة عابوا آدم عليه السلام ورفضوه:
من ضلالات القادياني -والعياذ بالله- أنه يقول: «الآية الثامنة بعد المئة وهي الآية المذكورة في البراهين الأحمدية ونصها: "أردت أن أستخلف فخلقت آدم". لقد سجل هذا الإلهام في البراهين الأحمدية قبل ٢٥ عاما. ففي هذا الإلهام سماني الله آدم، وهذه نبوءة تشير إلى أنه كما عاب الملائكة آدم ورفضوه - ولكن الله تعالى أبي إلا أن يجعله خليفة فاضطر الجميع للخضوع أمامه - فإن ذلك كله سيحدث الآن أيضا. لم يقصر المشايخ المعارضون وأشياعهم في الطعن بي ولم يدخروا جهدا ولا مكرا في محاولة تدميري، ولكن الله تعالى جعلني غالبا ولن يتوقف الله عز وجل ما لم يطأ الكذب تحت قدميه». [حقيقة الوحي ٢٤٤]
«عندما أراد الله سبحانه وتعالى استخلاف آدم من قبل اعترض عليه الملائكة، فهل امتنع الله عن استخلافه لقولهم؟ والآن قال الله تعالى عند خلق آدم الثاني: "أردت أن أستخلف فخلقت آدم، فهل تستطيعون رد مشيئة الله الآن؟». [سفينة نوح ١٣]
والحق أن الملائكة لم تعب آدم عليه السلام ولم ترفضه ولم تعترض، بل سألت الله عز وجل للإستعلام وهي تتعلم من الله: ﴿قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [البقرة ٣٢] وفي هذا يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره: «وَقَوْلُ الْمَلَائِكَةِ هَذَا لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الِاعْتِرَاضِ عَلَى اللَّهِ، وَلَا عَلَى وَجْهِ الْحَسَدِ لِبَنِي آدَمَ، كَمَا قَدْ يَتَوَهَّمُهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ [وَقَدْ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنَّهُمْ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ، أَيْ: لَا يَسْأَلُونَهُ شَيْئًا لَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ فِيهِ وَهَاهُنَا لَمَّا أَعْلَمَهُمْ بِأَنَّهُ سَيَخْلُقُ فِي الْأَرْضِ خَلْقًا. قَالَ قَتَادَةُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ أَنَّهُمْ يُفْسِدُونَ فِيهَا فَقَالُوا: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا﴾ الْآيَةَ] وَإِنَّمَا هُوَ سُؤَالُ اسْتِعْلَامٍ وَاسْتِكْشَافٍ عَنِ الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ، يَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا، مَا الْحِكْمَةُ فِي خَلْقِ هَؤُلَاءِ مَعَ أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُفْسِدُ فِي الْأَرْضِ وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ، فَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ عِبَادَتُكَ، فَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، أَيْ: نُصَلِّي لَكَ كَمَا سَيَأْتِي، أَيْ: وَلَا يَصْدُرُ مِنَّا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَهَلَّا وَقَعَ الِاقْتِصَارُ عَلَيْنَا؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مُجِيبًا لَهُمْ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ أَيْ: إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ الْمَصْلَحَةِ الرَّاجِحَةِ فِي خَلْقِ هَذَا الصِّنْفِ عَلَى الْمَفَاسِدِ الَّتِي ذَكَّرْتُمُوهَا مَا لَا تَعْلَمُونَ أَنْتُمْ؛ فَإِنِّي سَأَجْعَلُ فِيهِمُ الْأَنْبِيَاءَ، وَأُرْسِلُ فِيهِمُ الرُّسُلَ، وَيُوجَدُ فِيهِمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ، وَالصَّالِحُونَ وَالْعُبَّادُ، وَالزُّهَّادُ وَالْأَوْلِيَاءُ، وَالْأَبْرَارُ وَالْمُقَرَّبُونَ، وَالْعُلَمَاءُ الْعَامِلُونَ وَالْخَاشِعُونَ، وَالْمُحِبُّونَ لَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْمُتَّبِعُونَ رُسُلَهُ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ».
إذا كان الإنسان المسلم العادي -غير المعصوم- لا يعترض على الله جل في علاه! فهل ملائكة الرب تبارك وتعالى تعترض على الله والعياذ بالله والتي قال عز شأنه في شأنها:
﴿یَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ﴾ [النحل ٥٠]
﴿لَّا یَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَاۤ أَمَرَهُمۡ وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ﴾ [التحريم ٦]
أسأل الله المعافاة والعافية والعافيات الله سبحانه عز وجل هو ملك السماوات والأرض ومن فيهن من مخلوقات بل هو الملك الحق لا يعترض على شرعه ولا قضائه وقدره وهو سبحانه: ﴿لَا یُسۡـَٔلُ عَمَّا یَفۡعَلُ وَهُمۡ یُسۡـَٔلُونَ﴾ [الأنبياء ٢٣] فهو يفعل ما يشاء والعبد المسلم يسلم ويخضع، أما ملوك الدنيا من البشر وعوام الناس فهم ملزمون بالشريعة، أما الله ملك الملوك فله التصرف المطلق، وما يأمر به سبحانه حق سواء شرعا أو قضاء وقدرا.
ثم لا يوجد في كلام القادياني أي مقابلة! هل المشايخ والمعارضون خضعوا وقبلوا بالقادياني! فهذا هو نبي القاديانية يهري بما لا يدري!
|[٢٥]| الرزق الرباني:
يقول القادياني: «الآية الثانية والعشرون بعد المئة قبل ثلاثين عاما رأيت في الرؤيا مصطبة مرتفعة تشبه محلا ربما كانت مسقفة يجلس عليها طفل وسيم يبلغ من العمر نحو سبع سنوات، وخطر ببالي أنه ملاك، فدعاني أو ذهبت إليه، لا أذكر بالضبط. ولكن عندما وقفت قرب المصطبة أعطاني خبزا لامعا وناعما كان في يده وكان كبيرا جدا يعادل أربع خبزات تقريبا. فأعطاني الخبز وقال: إنه لك وللدراويش معك فتحققت هذه الرؤيا بعد عشر سنوات. فلو جاء أحد إلى قاديان ومكث فيها بصفاء القلب لعلم أن الخبز الذي أعطاني الملاك لعطاه من الغيب صباح مساء، إذ يأكل عندنا كثير من الفقراء مرتين كل يوم، كذلك إن عديدا من العميان والعرج والمساكين يأخذون الطعام من دار الضيافة مرتين يوميا. ويأتينا الضيوف من كل حدب وصوب، ويبلغ أحيانًا متوسط عدد الذين يأكلون من دار الضيافة كل يوم مئتي ضيف أو ثلاث مئة أو يزيد. وذلك بالإضافة إلى مصاريف الضيافة الأخرى. وتبلغ النفقات الشهرية ١٥٠٠ روبية رغم الحرص والاقتصاد. وإلى جانب ذلك هناك نفقات أخرى كثيرة. وإنني أرى هذه المعجزة الإلهية منذ عشرين عاما؛ إذ تتلقى الطعام من الغيب ولا نعرف من أين سيأتي غدا ولكنه يأتي على أية حال». [حقيقة الوحي ٢٦٢]
مشكلة القادياني أنه لا يستطيع الإتيان بمعجزة حقيقية خارقة للعادة بحيث أن من يراها يؤمن به ويصدقه، -لأنه ليس من الله- فيأتي بأمثال هكذا قصص يخدع بها السذج من الناس، فإن انضم أحد إلى جماعته عد ذلك معجزة، وإن جاءه مال من البريد عد ذلك معجزة، وإن جاءه أحد بطعام عد ذلك معجزة أيضا، لدرجه أنه في بعض النصوص جعل معجزاته مليون وفي نصوص أخرى مليونين وربما أكثر.
وأمثال هذه القصص لا ميزة له فيها على غيره من عوام الناس من المسلمين ومن الكفار أيضا، فإن المنعم الكريم الرزاق قال: ﴿وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَاۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [النحل ١٨]
والقادياني جعل من تلك الرؤيا الكاذبة دليل على باطله برؤية أحد الملائكة، حتى يشعر السذج أن ما يأتيه من رزق هو إعجاز رباني! وهو الذي كان يتبرع له الأغنياء من المسلمين والمسؤولين والكفار، وكانت تأتيه الأمول من البريد، ثم فرض على أتباعه دفع نسبه من دخلهم الشهري!
ثم والعياذ بالله إن كثرة الرزق والنعم من الله قد تكون بعكس ما يرمي إليه القادياني فإن الله قال: ﴿فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَیۡهِمۡ أَبۡوَ ٰبَ كُلِّ شَیۡءٍ حَتَّىٰۤ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَاۤ أُوتُوۤا۟ أَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةࣰ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ﴾ [الأنعام ٤٤]
|[٢٦]| هل وحي جبريل مفتوح أم مغلق:
في البداية كان القادياني يقول:
«فلا تظن يا أخي أني قلت كلمة فيه رائحة ادعاء النبوة كما فهم المتهورون في إيماني وعرضي، بل كل ما قلت إنما قلتها تبيينا لمعارف القرآن ودقائقه، وإنما الأعمال بالنيات، ومعاذ الله أن أدعي النبوة بعدما جعل الله نبينا وسيدنا محمدًا المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين». [حمامة البشرى ١٧٢]
«لا أدّعي النبوة ولا أنكر المعجزات والملائكة وليلة القدر وغيرها. بل أعتقد بجميع الأمور التي تدخل في معتقدات الإسلام. كذلك أؤمن بكل ما هو مسلَّم الثبوت من القرآن والحديث كما هو اعتقاد أهل السنة والجماعة. كل من يدّعي النبوة أو الرسالة بعد سيدنا ومولانا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتَم المرسَلين أعدّه كاذبا وكافرا. أوقن أن وحي الرسالة بدأت من صفي الله آدم عليه السلام وانتهت على سيدنا رسول الله محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم». [مجموعة الإعلانات]
«لا يجيز القرآن الكريم مجيء أي رسول بعد خاتم النبيين، سواء أكان قديما أو جديدا؛ لأن الرسول ينال علم الدين بواسطة جبريل، وإن باب نزول جبريل بوحي النبوة مسدود. ومن ناحية أخرى من المستحيل تماما أن يأتي رسول من دون أن يتلقى وحي الرسالة». [إزالة الأوهام ٥٤٧]
ثم فيما بعد:
«لا تحسبوا أن زمان الوحي الرباني قد ولى وانقضى، ولا يمكن أن ينزل الآن منه شيء، وأن روح القدس لا يسعه النزول الآن، وإنما كان نزوله في القرون الأولى فقط. أقول لكم صدقا وحقا إن كل باب يمكن أن يُغلق، ولكن باب نزول روح القدس لن يغلق أبدا». [سفينة نوح ٣٥]
|[٢٧]| الملائكة والملكة فيكتوريا والحكومة البريطانية:
يخاطب دجال قاديان الملكة فيكتوريا قائلا: «يا أيتها الملكة المعظمة، قيصرة الهند، بارك الله في عمرك بسعادة وبجد، كم هو مبارك عهدك إذ تؤيد يد الله تعالى أهدافك من السماء والملائكة يمهدون سبل حسن نيتك ومواساتك للرعية». [نجم القيصرة ١٢]
ويقول أيضا: «وهذه الجماعة الفتية والمباركة جدا للحكومة تتقدم سريعا في الهند البريطانية، فلو التزم المسلمون جميعا بهذه التعليمات لأمكنني القول حلفا بالله أنهم سيصبحون كالملائكة». [ترياق القلوب ٣٥٦]
|[٢٨]| هل جماعة القادياني غرسها الله وتحميها الملائكة؟ أم غرسها الإنجليز وحموها؟:
«هناك هدفان لبعثتي. أما للمسلمين فليثبتوا على التقوى والطهارة الحقيقية فيكونوا مسلمين حقيقيين بمفهوم أراده الله تعالى للمسلم. وأما للمسيحيين فلأكسر الصليب وألا يتراءى إلههم الزائف ولتنساه الدنيا تماما، فيعبد الله وحده. لماذا يعارضني هؤلاء الناس بعد معرفة أهدافي هذه؟ يجب أن يتذكروا أن الأمور التي تكون مبنية على نفاق الطبع وتصحبها نجاسة الحياة الدنيا ستهلك بهذا السم تلقائيا. هل ينجح الكاذب يا ترى؟ (إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ). كذب الكاذب يكفيه هلاكا. أما الأعمال التي تهدف إلى إظهار جلال الله تعالى وبركات رسوله وترسيخها أو الغراس التي غرسها الله بيده وتحميها الملائكة، فمن يستطيع إتلافها؟ اعلموا أنه إذا كان عملي هذا كله لمنفعة دنيوية سوف ينمحي اسمي نهائيا. ولكن إذا كان من الله تعالى، كما هو في الحقيقة، فلسوف ينمو ويزدهر حتما ولو عارضه العالم كله، وستحميه الملائكة. إنني موقن أنه لو لم يبق معي شخص واحد ولم ينصرني أحد لسوف تنجح هذه الجماعة بالتأكيد». [الملفوظات ج٧ ص٣٢٣]
إلا أن القادياني يقول في مواضع أخرى:
«وإنما ألتمس من الحكومة السامية أن تكون حذرة جدا في التصرف مع العائلة التي اعترفت من خلال تجربتها الممتدة على خمسين سنة متتالية بأنها وفية ومخلصة، والتي قد شهد الحكام رفيعو المستوى بحقها في رسائلهم برأي محكم دوما أنها ناصحة للحكومة الإنجليزية وخادمتها منذ القديم، فالتمس من الحكومة أن تعاملها بحكمة واحتياط وتثبت وانتباه لائق، وتوجه الحكام إلى أن يراعوا هم أيضا الوفاء الثابت لهذه العائلة التي غرستها بيدها وإخلاصها فينظروا إلي وإلى جماعتي بعناية ملحوظة وعطف إن عائلتنا لم تتأخر - فيما مضى وإلى الآن - عن التضحية بدمائها وأرواحها في سبيل الحكومة الإنجليزية قط، لهذا من حقنا أن نلتمس من الحكومة الاعتناء التام والاهتمام الخاص نظرا لخدماتنا الماضية لئلا يتجاسر فلان وعلان على الإساءة إلينا عبثا». [البراءة ٣٦٩]
«ولولا خوف سيف الدولة البريطانية لمزقونا كل ممزق». [نور الحق ٣]
|[٢٩]| الغرض من تأسيس جماعة القادياني:
«الهدف من تأسيس هذه الجماعة هو أن يتخلص الناس من نجاسة الدنيا، وينالوا طهارة حقيقية ويعيشوا عيشة الملائكة». [الملفوظات ج٧ ص٣٢٤]
هذا ما يقوله القادياني، لكن الحقيقة أن القادياني وخلفائه عاشوا عيشة الترف ونجاسة الدنيا، وهم وشيوخ الجماعة يفتقرون إلى طاهرة عيشة المسلم العادي البسيط الذي تلقى بعض أمور الدين الضرورية كي يخرج من هذه الدنيا بـ لا إله إلا الله محمد رسول الله.
|[٣٠]| طبيعة الوحي القادياني المتعلق بالملائكة:
القادياني يتحدث عن الملائكة بطريقة غير حسية ملموسة: منامات، كشوف، روحانية.. كما مر من نصوص متقدمة.
بينما النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام والأولياء رحمهم الله والصحابة رضي الله عنهم:
﴿فَلَمَّا رَءَاۤ أَیۡدِیَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَیۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِیفَةࣰۚ قَالُوا۟ لَا تَخَفۡ إِنَّاۤ أُرۡسِلۡنَاۤ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطࣲ﴾ [هود ٧٠]
﴿وَقَالَ لَهُمۡ نَبِیُّهُمۡ إِنَّ ءَایَةَ مُلۡكِهِۦۤ أَن یَأۡتِیَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِیهِ سَكِینَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِیَّةࣱ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَـٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَةࣰ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [البقرة ٢٤٨]
﴿فَأَرۡسَلۡنَاۤ إِلَیۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرࣰا سَوِیࣰّا﴾ [مريم ١٧]
«عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ : " هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ، عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ». [صحيح البخاري]
«عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا : " يَا عَائِشَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ ". فَقَالَتْ : وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى. تُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». [صحيح البخاري]
«عن عائشة رضي الله عنا: أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ ؟ قَالَ : " لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ. فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ : ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ ". فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا». [صحيح البخاري]
«عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ : مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : " الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَبِلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ ". قَالَ : مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : " الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكَ بِهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ". قَالَ : مَا الْإِحْسَانُ ؟ قَالَ : " أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ". قَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا : إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ". ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } . الْآيَةَ، ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ : " رُدُّوهُ ". فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ : " هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ ». [صحيح البخاري]
«عن ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ : أَقْدِمْ حَيْزُومُ . فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ، فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ، وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : " صَدَقْتَ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ». [صحيح مسلم]
«عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ : هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ : لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ». [صحيح مسلم]
هذا ما يسر الله لنا من الكتابة حول هذا الموضوع، لا إله إلا الله محمد رسول الله، والله أكبر.
هذا والله العليم أعلم.
نسأل الله الخير والخيرات.
نتعوذ بالله العظيم رب العرش العظيم.
واعوذ بوجه الله الكريم العظيم ذو الجلال والإكرام.
وسبحان الله رب جبريل وميكائيل والملائكة أجمعين عليهم السلام.
والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الأعلى العظيم.
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
اللهم صل وسلم على عبدك ونبيك ورسولك محمد بن عبد الله والنبين والمرسلين والآل والأصحاب.
✴✴✴✴✴✴