مقولات القادياني في ذات الله تعالى .

مقولات القادياني في ذات الله تعالى .

مقولات القادياني في العقائد (4)

The Sayings of Al-Qadyani in Doctrin

مقولات القادياني في ذات الله تعالى .

وبعد بيان معتقد القادياني في التوحيد و أدلّة وجود الله سيتجه القول إلى بيان اعتقادالقادياني في ذات الله تعالى .

و ذات الشّيء هي صفاته ونعوته التي تُضاف إليه، والإشارة إلى الذات إشارة إلى صاحب هذه الصفات والنّعوت فلا يجوز الكلام عن ذات الله جلّ جلاله إلا بما ثبت في الكتاب، وما صحّ من السّنة الشّريفة، وذلك أنّ المخلوق لا يُحيط بالخالق وصدق الله حيث يقول:(وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا)[طه: 110]والقادياني له العديد من المقولات المتضاربة في هذا الموضوع، وفي البداية هذه مقولةً للقادياني تنهى عن مماثلة الخالق بالمخلوق،فقد نقل عنه في بعض مقولاته كلاماً حسناً في تنزيه الله عزّ وجلّ فهو يعرف ما نقول به حق المعرفة وينقله في بعض كتاباته من الآيات، كقوله تعالى( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11]،وقوله تعالى: (فلا تضربوا لله الأمثال ) [النحل: 74] ومن كلام القادياني في تنزيه الله مثل قوله :"وهو منزه عن نقص"([1]) وقوله:"وهو منزه عن العيوب والنقائص "([2])

ولكنّ بعض مقولات القادياني يصف فيها ذات الله تعالى بالكمالات والمحامد بطريقته الخاصة، كقول القادياني : " وكذلك إن جميع المحامد الصحيحة والكمالات التّامة التي يمكن أن يتفكر بها عاقل أو يمكن أن تخطر ببال متفكر موجودة في ذات الله تعالى. وليس هناك ميزة يمكن أن يشهد العقل بإمكانية وجودها ويكون الله محروماً منها مثل إنسان شقيّ. "([3])ومما يُنكر عليه هو تشبيهه الله بالإنسان الشقي، مع أنّه يمكن التعبيرعن فكرته بغير هذا الأسلوب، فهل يصحّ في القلب المعظم لله حقيقة أن يتلفظ بوصف له غير لائق في حق الله تعالى، فهو يضرب لله الأمثال السيئة، وقد قال تعالى:( فلا تضربوا لله الأمثال) [النحل: ٧٤]

ويصف القادياني ذات الله جلّ جلاله ويُلحقها نفسه بها كما في قوله:"إنّ هذه الأنوار متدفقة اليوم في شخصي أنا العبد الضعيف، فقد صبّغتُ قلبي بصبغة هذه الأنوار كلها لقد ألحقنا أنفسنا بذات الله الحق ". ([4])وللقادياني أيضاً مقولات غير حسنة عن ذات الله تعالى، ومن ضمنها هذه المقولة للقاديانيّ التي يصف فيها ذات الله جلّ جلاله بأنّه عاج، هو طامة من الطوام التي لم يقدرعلى حلها أحد من القاديانيّين، حتى هو عندما أراد حلّ هذه المعضلة لم يستطع أنّ يقول إلّا أنّه لا يعلم ما معناها وأنّ الوحيّ هكذا جاء ولا يعلم المقصود به، انظر إلى تعليقه :" لم ينكشف عليّ معنى: "ربُّنا عاجٍ". ([5])

ويصف القادياني الله جل حلاله بقوله:"وإنّ الله تعالى قائم بتأيدي كالسيف البتّار."([6]). وكذلك يقول القادياني " ويكشف الستار قليلا عن وجهه الطاهر والنيّر، الذي هو نور محض، ولا يحظى الآخرون بهذه الحالة " ([7])، لم يكتفِ القادياني بوصف الله بأنّه نور بل أضاف كلمة محض التي تعني المطابقة بين النور الذي نعلمه مع ذات الله والعياذ بالله من ذلك .

ويتضح ممّا سبق التناقض الكبير بين مقولات القادياني،ومما يوضح ذلك أكثر قوله:-

"إنّما الطريق الوسط هو عدُّ ذات الله بين التشبيه والتنزيه" ([8]). وهوبذلك يجعل تنزيه الله جل جله من الأخطاء والصواب-حسب قوله- هو السير بين التنزيه والتشبيه كما يقال لا إفراط ولا تفريط، وحتى هذه القاعدة لم يلتزم بها كما سبق فقد وقع في التشبيه والتجسيم وفرّ عن التنزيه.

محمد الجريري 8-10-2019

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) القادياني، غلام أحمد، الراهين الاحمدية، ج2 - ص 142.

([2]) القادياني، غلام أحمد، كرامات الصادقين ص 101.

([3])القادياني، غلام أحمد، البراهين الأحمديةالأجزاء الاربعة، ج1، ص444

([4])القادياني، غلام أحمد، مرآة كمالات الإسلام، ص133

([5])القادياني،غلام أحمد، التذكرة، ص 96

([6]) القادياني،غلام أحمد، التذكرة،ص 374

([7])القادياني،غلام أحمد، ضرورة الإمام ص 20

([8])القادياني، غلام أحمد، فلسفة تعاليم الإسلام، ص69.