مقولات القادياني في العقائد: صفات العلم والقدرة والإرادة
مقولات القادياني في العقائد (10)
The Sayings of Al-Qadyani in Doctrins
في هذه النشرة سنبحث عن اقوال القادياني في صفات العلم والقدرة والإرادة
-صفة العلم:"العلم:صفة أزليّة تنكشف المعلومات عند تعلّقها بها. " (1)
(إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[سورة التوبة، الاية: 115]
يُثبت القادياني صفة العلم في كتبه، لكن سرعان ما نجد له نصوصاً أخرى تنافي ذلك كقوله:"يا وليّ الله كنت لا أعرفك"(2) في هذه المقولة يدّعي القادياني أنّ الله خاطبه بهذه الكلمات، ليرفع من منزلة نفسه ولا يبالي بما فيها من إثبات الجهل لله عزّ وجل، إذ كيف بالعالِم سبحانه وتعالى أن لا يعرف شيئاً، ولكنّه بعد ذلك قام بحلّ إشكاله بقوله: "ستقول الأرض: يا نبيَّ الله كنتُ لا أعرفك"، مع أنّه وُجدت في دفتر ملاحظاته بدون هذه الزيادة" تقول الأرض، يا نبيَّ الله كنتُ لا أعرِفك. " (3)
وحتى إصلاحه لمعنى هذه العبارة لم ينقذه لأنّه قال قبلها أنّ الله جلّ جلاله قال على لسان الارض وهذا نصّ مقولته: "وعن هذه الأيام نفسها قد نزل كلام الله الذي قال فيه على لسان الأرض: "يا وليَّ اللهِ كنتُ لا أعرفك. "(4)وبعد ذلك مباشرة أخذ يوضح ذلك بقوله وبيان ذلك أنه قد جيء بالأرض أمامي في الكشف، فكلّمتْني قائلة: كنت لا أعرف حتى الآن أنك وليُّ الرحمن. (5)
ج - القدرة:- صفة أزليّة يتأتّى بها إيجاد كل ممكن وإعدامه. (6)
قال تعالى ( إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) (فاطر :44)
يُثبت القادياني صفة القدرة لله تعالى، لكنّه كعادته يُسيء الأدب مع الله تعالى في ذلك، فها هو يتكلم عن مسألة رفع نبي الله عيسى- عليه السّلام - إلى السماء فيقول عن قدرة الله تعالى: " لو رفعه الله إلى السماء لكان ذلك مدعاة للضحك على قدرة الله لأن الهدف الحقيقي كان إنقاذه، ولكن ما هذه المهزلة أنه لم يقدر على إنقاذه إلا برفعه إلى السماء الثانية. كان من الأفضل أن يُرفع أحد من اليهود أيضا معه ثم يُسقَط من السماء ليعلموا. "(7)
والأمر الآخر نجد أنّه يصف نفسه بأنّه مظهر لقدرة الله تعالى، فيقول القادياني: " لقد بُعثتُ من الله تعالى كمظهر لقدرته، فأنا قدرة الله المتجسدة. وسيأتي من بعدي آخرون، سيكونون مظاهر قدرة الله الثانية. لذلك كونوا منتظرين لقدرة الله الثانية داعين لمجيئها مجتمعين. "(8)وكأنّ قدرة الله المتجسدة قد ألّفت بعض الكتب باللغة العربية ليُضيف عليها الشرعية، فيقول:"إن هذا الكتاب نموذجٌ لقدرة الله وإلا لا يمكن لمساعي الإنسان العادية أن تُنشئ هذا القدر من كنوز المعارف". (9)
د- صفة الإرادة: "صفة أزلية،تخصِّصُ الممكن ببعض ما يجوز عليه،من وجود أو عدم،ومقدار وزمان ومكان وجهة" (10).
( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )[يس: ٨٢]
وها هو القادياني يستغل صفة الإرادة في تخويف من يريد الاعتراض عليه بأن ذلك تكذيب لله تعالى ، ويبدو أنّ هذا الأسلوب فعال جداً في البيئة التي نشر فيها دعوته،فيقول:"فأجيبوني على ذلك إن كنتم تعترضون على نبوءاتي. وإن كذّبتموني فأنتم لا تكذِّبونني وإنما تكذِّبون الله"(11). وهذا الأسلوب في البيئة المحيطة به يكون له وقع كبير لدى الجهلة من النّاس وقد استخدم القادياني هذا الأسلوب كثيراً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)التفتازاني ،سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله،شرح العقائد النّسَفيّة، ط1، تركيا- مكتبة المثنى، 1326هـ، ص 83.
(2) القادياني، غلام احمد، التذكرة . ص 435.
(3) المرجع السابق ، ص 646 .
(( [4]المرجع السابق ، ص 435.
(5) المرجع السابق .
(6) الدردير،شرح الخَرِيْدَة ص72.
(7) القادياني، غلام أحمد، الملفوظات، ص 570، وتخريجه فيها، (الحكم، مجلد 6، رقم 40، عدد 10/ 11/1902 م، ص 6).
(8) القادياني، غلام أحمد، الوصية، ص 7 و 8 .
(9) القادياني ، الغلام احمد ، مرآة كمال الإسلام ، ص 435 .
(10) الدردير،شرح الخَرِيْدَة،ص72.
(11)القادياني، غلام أحمد، محاضرة لدلهانة، ص 31، وكذلك في الملفوظات الحكم، مجلد 10، رقم 36، صفحة 4 - 5، عدد: 17/ 9/1906 م.
محمد الجريري 14-10-2019م