مقولات القادياني في العقائد: المخالفة للحوادث

مقولات القادياني في العقائد: المخالفة للحوادث

مقولات القادياني في العقائد (8)

The Sayings of Al-Qadyani in Doctrins

ستضضمن هذه النشرة بعض مقولات القادياني في صفة المخالفة للحوادث :

فصفة مخالفة الحوادث فهي صفة لذات الله وأفعاله وقد شرحها الشيخ نوح القضاة رحمه الله تعالى قال: "فذات الله تعالى ليست كذوات أيّ شيء من المخلوقات، وكلّ صفةٍ من صفاته ليست كصفة أيّ شيء من المخلوقات، وأفعال الله ليست كأفعال أيّ شيء من المخلوقات"(1)

(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: ١١)

والقادياني كعادته أيضاً يُثبت هذه الصفات في بعض مقولاته، ثم نجد له ما يخالف هذه الصفات ومن مقولاته التي أثبت فيها هذه الصفة، قوله: "ولمّا كانت جميع صفاته لا مثيل لها ولا نظير، كذلك ليس له نظير أو مثيل. فإذا وُجد النّقص في إحدى صفاته لكانت جميع صفاته ناقصة. "(2)

ومن مقولاته التي يخالف بها هذه الصفة مع ملاحظة الأمثال التي لا تليق بجلال الله، والتي ُيشبّه فيها الله جلّ جلاله بخلقه بأبشع الصور التي يمكن أن تتصور قوله:" إنّ مكونات هذا العالم هي بمنـزلة الجسم بالنسبة إلى الله تعالى، وكلّ ما لهذا الجسم من رونق وبهاء ورشاقة وحياة؛ إنّما هو بسبب ذلك الروح الأعظم الذي هو قيّومه. وكلما حدثت في ذلك القيوم حركة إرادية؛ نشأت الحركة في أعضاء هذا الجسم كلِّها أو بعضها حسبما يقتضيه ذلك القيوم. لتصوير البيان المذكور أعلاه يمكننا أن نفترض على سبيل التخيّل أنّ قيّوم العالمين هو الوجود الأعظم الذي له أعضاء من أيدٍ وأرجل تخرج عن حدّ الإحصاء والطول والعرض، وأنّ لهذا الوجود الأعظم أذرعًا - كما تكون للأخطبوط - تصل إلى أنحاء صفحة الوجود كله وتعمل عمل الجاذبية، وهذه الأعضاء هي نفسها التي تسمى العالم. "(3)

ويحتوي هذا المثال على التجسيم الصريح لله جلّ جلاله حتى إنّه يصرّح بكلمة جسم وكلمة جوارح وينسبها لله - تعالى الله علواً كبيراً-، ويجمع مع هذا التجسيم التصوّر والتّخّيل لله تعالى، وحتى هذا التصور كان على صورة قبيحة وهي الأخطبوط، ظلمات بعضها فوق بعض،

ويُشبّه القادياني الملائكة أنّهم جوارح لله والعياذ بالله تعالى من هذا التشبيهيقول القادياني:"وانظر إلى الملائكة. . كيف جعلهم الله كجوارحه، وجعلهم وسائط قدره في الأمور وكُنْفَيَكُونِيّتِهِ (4)في كل أمر" (5)

ولم يكتفِ بتشبيه الله بمخلوقاته، بل أخذ يصف نفسه ويُعظّمها بطريقة ترقى إلى مقام الربوبيّة، فيقول: " وأنا حَربةُ المولى الرحمن، وحُجّة الله الديّان، . . . وأنا الواصف والموصوف، وأنا ساقُ الله المكشوف، وأنا قَدَمُ الرسول التي تُحشَر عليها الأموات، وتُمحَى بها الضلالات. " (6)

ومن الأمثلة التي يُشبّه فيها القادياني أفعال الله بأفعال الخلق،والأمثلة على ذلك كثيرة، وحسبنا الله ونعم الوكيل، يقول القادياني :" فمشى ربي كخفيرٍ أمامي، ولازمني في تلك الـموامي(7). فكيف أشكر ربي الذي نجّاني من الآفات. " (8)

فهو يُسيء إلى الله تعالى بوصفه أنّه غفير يمشي أمامه هو،فجمع بين التجسيم والإساءة، وفي هذا المثال يظهر جلياً أنّ القادياني يدافع عن التشبيه زوراً وبهتاناً وجهلاً في سبيل تسويغ مقولاته وعقائده، ويكاد أن يكون التجسيم الصريح منهجاً عند القادياني وليس تجسيماً وحسب بل يجعل له من مخلوقاته أجزاء، فالملائكة الجوارح وهو الساق والحربة والعياذ بالله من هذا الزيغ والضلال، ومن المعلوم أنّ التجسيم يخالف عقيدة الإسلام بل هو خارج عنها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- القضاة، نوح علي سلمان، المختصر المفيد في شرح جوهرة التوحيد،ط عمان، الأردن، دار الرازي – 1999م، ص 54.

2- القادياني، غلام أحمد، محاضرة لاهور، ص 10.

3- القادياني، غلام أحمد، فتح الاسلام، ص 98 .

4- هذا لفظ مركب من كن فيكون

5- القادياني، غلام أحمد، حمامة البشرى ص 135 .

6- القادياني، غلام أحمد، لجة النور، ص 79 .

7-الموامي :المَوْمَاةُ وَاحِدَةُ المَوَامي وَهِيَ المَفاوِزُ، كما في لسان العرب ج 15 ص300

8-القادياني، غلام أحمد،مواهب الرحمن، ن:الشركة الإسلامية المحدودة، ط 2006، ص 17 .

محمد الجريري 12-10-2019