مقولاته في أفعال الله تعالى الجزء الاول
مقولات القادياني في العقائد
The Sayings of Al-Qadyani in Doctrins (13)
مقولاته في أفعال الله تعالى الجزء الاول :
وكما أن صفاته جل جلاله منزهة عن التجسيم والتشبيه فإن أفعاله كذلك تنزه عن ذلك " ثبت أن الله واحد في ذاته وصفاته وأفعاله،وأنه مخالف للحوادث فهو واجب الوجود،لا أول لوجوده، ولا آخر لبقائه، فهو الأول والآخر، المنزه عن شوائب النقص، المتصف بكل كمال لاائق بذاته العلية ". ( 1)
وينزه القادياني أفعال الله جل جلاله عن التجسيم والمشابهه والمماثلة للخلق كما في قوله "إن الله بريء عن التجسد والتحيّز وهو رب العالمين". ( 2)
ولكن من عادته أن يهدم مقولاته بمقولات أخرى، ومنها تفسير لقوله تعالى : " (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) ..فانظر. . . أنه تعالى كيف أشار في هذه الآية إلى أن مجيئه ومجيئ الملائكة ونزوله ونزول الملائكة متحد في الحقيقة والكيفية" (3) . ولا يخفى ما في هذه المقولة تمثيل وتشبيه صريح لله جل جلاله بل ودخول في الكيفية" . ويقول القادياني في تفسير قوله جل وعلا:- "(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ) ۚالأنفال: ١٧
ويثبت من هذه الآية أنّ أفعال النّبيﷺ أيضا هي أفعال الله تعالى. فلما كانت أفعال النّبي وأقواله بمنـزلة أفعال الله وأقواله فما هي النتيجة إلا أنّه ﷺ هو المظهر الأتم لذات البارئ تعالى" (4) . وهذا القول هو عين القول بعقيدة الحلول والاتحاد .
والقادياني يتكلم بهذا الكلام لكي يرفع منزلة النّبوة،وبالتالي ترتفع منزلته فما عليه إلّا أنّ يقول بأنّ اقوالي أقوال الله فلا يعترض عليه أحد والدليل على ذلك قوله: "تأسفي أيضا على هؤلاء القوم الذين يسيئون بي الظن. كلُّ من يصول عليّ إنما يُقحم يده في نار ملتهبة، لأنه لا يهاجمني أنا بل يهاجم الذي أرسلني" كما في البراهين الجزء الخامس .
ويقسّم القادياني أفعال الله أحياناً الى: أفعال محسوسة، وأفعال بديهية.
يقول القادياني : "أفعال الله على قسمين: أفعال بديهية محسوسة، يمكن أن يدركها الجميع بدون اختلاف،وأعمال نظرية يخطيء أهل الدنيا فيها ويختلفون، فأراد الله تعالى أن يُثبت للناس الأعمالَ النظرية بشهادة الأعمال البديهية" (5).
وهو يفصل قوله تفصيلا بمقولته "لقد كشف عليَّ الحكيمُ مُطلقُ الحكمةِ هذا السرّ المكنون؛ أن هذا العالَم كله مع جميع أجزائه؛ليس قائما بنفسه بل هو كالأعضاء من أجل تنفيذ أفعال الله علّة العِلل وإراداتِه،ويستمد القوة كل حين من ذلك الروح الأعظم. كما أن جميع قوى الجسم قائمة بسبب الروح فيه، كذلك إن بعض الأشياء في هذا العالَم - الذي هو بمنـزلة الأعضاء لذلك الروح الأعظم – إنماهي بمنـزلة نور وجهه وتفيد كالنور ظاهرًا أو باطنًا بحسب مشيئته. وبعض هذه الأشياء هي بمنـزلة يديه، وبعضها بمنـزلة قدمَيه، وبعضها بمنـزلة نَفَسِه باختصار، إن مكونات هذا العالم هي بمنـزلة الجسم بالنسبة إلى الله تعالى، وكل ما لهذا الجسم من رونق وبهاء ورشاقة وحياة؛ إنما هو بسبب ذلك الروح الأعظم الذي هو قيّومه. وكلما حدثت في ذلك القيوم حركة إرادية؛نشأت الحركة في أعضاء هذا الجسم كلِّها أو بعضها حسبما يقتضيه ذلك القيوم، لتصوير البيان المذكور أعلاه يمكننا أن نفترض على سبيل التخيّل أن قيّوم العالمين هو الوجود الأعظم الذي له أعضاء من أيدٍ وأرجل تخرج عن حدّ الإحصاء والطول والعرض، وأنّ لهذا الوجود الأعظم أذرعًا - كما تكون للأخطبوط". ( 6) وبالطبع لم يعد غريبا على القادياني تشبيه اللع تعالى باي شئ بعد أن شبهه سبحانه وتعالى بالأخطبوط والعياذ بالله وهذ ما ينكره كل صاحب فطرة سليمة .
محمد الجريري 23-10-2019
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المصري،حسين محمد، توضيح التوحيد من تحفة المريد على الجوهرة والفرق الإسلامية ،مطبعة دار تيسير الثفافة،الطبعة الثانية ، ص 74،
(2) القادياني، غلام أحمد، الحرب المقدسة، ص 12
(3)القادياني، غلام أحمد ،حمامة البشرى، ص 128
(4) القادياني، غلام أحمد، عصمة الأنبياء، ص 40
(5) القادياني، غلام احمد، فلسفة تعاليم الاسلام ص 4
(6) القادياني، غلام أحمد،فتح الاسلام ص75 .