مقال (516) مرض الميرزا غلام بالهستيريا واثبات عنصر وراثة الأوهام له ولأخته من أمهما.

مقال (516) مرض الميرزا غلام بالهستيريا واثبات عنصر وراثة الأوهام له ولأخته من أمهما.

مقال (516) مرض الميرزا غلام بالهستيريا واثبات عنصر وراثة الأوهام له ولأخته من أمهما.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2023/12/516.html


هذا المقال هو فصل من الجزء الاول من كتابي "حقيقة الطائفة الاحمدية القاديانية"

هل الميرزا غلام كان مريضًا بمرض الهِسْتِيريا أو المراق أو انفصام الشخصية؟ وهل هناك في كتب الأحمديين المنشورة في الموقع الرسمي إقرارات من الميرزا غلام ومرافقيه أنه كان مريضًا بالهستيريا أو المراق؟ وهل هناك مشابهة وراثية لحال الميرزا غلام في عائلته؟

أولًا: ما ورد من روايات في كتاب (سيرة المهدي) تأليف البشير أحمد ابن الميرزا غلام عبارة عن إقرارات من الميرزا غلام ومن زوجته نصرت جيهان بأنه مصاب بالهستيريا أو كما هو سماه المراق، فهذه الإقرارات ملزمة للأحمديين، أمّا رأي ابن الميرزا غلام دفاعًا عن أبيه بأنّ الهستيريا المذكورة لم تكن مرض الهستيريا المعروف وإنّما مشابهة في الأعراض فقط، فهذه شهادة مجروحة، وسأثبتُ بإذن الله تعالى خطأ ما قاله البشير أحمد.

ثانيًا: من الإقرارات التي وردت في كتاب سيرة المهدي:

1- الرواية 372([1]) وفيها يقر الميرزا غلام بأنه مصاب بالهِسْتِيريا أو كما وصفه بالمراق، ثم يأتي البشير أحمد برأي الطبيب المعالج أنّ ما عند الميرزا غلام ليس مرض الهستيريا المعروف، وإنّما هي أعراض التعب والإرهاق الشديد التي تشابه مرض الهستيريا، فإذا كان الميرزا غلام هو الحَكَمُ العَدْلُ، والذي سماه ربه آدم والمهدي لأنّ ربه يلاش هو معلمه الوحيد، وأنّ الله لا يتركه على خطأ طرفة عين، فلماذا تركه ربه يقرر أنه مصاب بالهستيريا أو المراق، ولا يقوم بالتصحيح لهذه المعلومة المخالفة لشرف النبوة، وللعلم عندما سُئِلَ الميرزا غلام عن إصابة الأنبياء بالهِسْتِيريا نفى ذلك قطعيا([2])، إذَنْ الميرزا غلام يعرف مرض الهستيريا وقد نفاه عن الأنبياء بشكل واضح وأثبته لنفسه، وبالتالي لا يصح أنْ يقول البشير أحمد نقلًا عن الطبيب المعالج إنّ الميرزا غلام لم يكن يعرف مرض الهِسْتِيريا، وإنّما تشابهت عليه الأعراض، والأمر الآخر المهم أنّ الميرزا غلام نفسه كان قد تعلم في شبابه الكثير من العلوم الطبية من أبيه كما في كتاب (البراءة) 1898م([3])، كما أننا نجد في الرواية 19([4]) إقرار زوجة الميرزا بأنه مصاب بالهِسْتِيريا، وهي لم تكن طبيبة، فبالتأكيد قد عرفت إصابة الميرزا غلام بالهِسْتِيريا من زوجها الميرزا غلام نفسه بسبب تكرار النوبات.

2- ومما يثبت العنصر الوراثي في مرض الميرزا غلام الإقرارات المهمة التي وردت في كتاب (سيرة المهدي) أنّ والدة الميرزا غلام ([5]) وأخته ([6])كانتا يرون رؤى وكشوف وتتحقق، أي أنّ مسألة الرؤى والكشوف التي تتحقق لم يتفرد بها الميرزا غلام، بل هي كما قال هو في كتابه (حقيقة الوحي) 1905-1907 هي بسبب البُنية الدماغية لبعض الناس، وقد يكونوا مؤمنين أو فساق أو زناة أو كافرين ([7])، وعائلة الميرزا غلام كانت عائلة فاسقة مساندة على الدوام للمحتل الأجنبيّ مثل الاستعمار الانجليزي ضد مجاهدي المسلمين الذين يجاهدون الاحتلال، كما سنرى في الباب الثاني في مناقشة علاقة الميرزا غلام وعائلته بالاستعمار الاجنبيّ للهند.

3- هل الميرزا غلام مريض بالضعف الدماغي والتشنجات المتكررة؟ نعم كل هذا كان الميرزا غلام يعاني منه، وهذا مما يؤكد على وجود العنصر العصبي بجانب العنصر النفسي، فالميرزا غلام كان يعاني من نوبات الضعف الدماغي بإقراره المتكرر، وكان يحرص على العلاج منها باستخدام الأدوية والنباتات والأعشاب، وهذا مما يؤكد على الحالة النفسية والعصبية التي كان يعاني منها، والله تعالى لا يرسل نبيًا أو حتى مصلحًا ويعاني من الهِسْتِيريا أو نوبات الضعف الدماغي، ويبحث عن العلاجات لتقوية دماغه باعتراف الميرزا غلام.

·           في كتاب (فقه المسيح) صفحة 329 يقول الميرزا غلام: " يعترض منشي إلهي بخش ورفقاؤه بأنّي استخدم "المسك" و"كيوره" (1) وأدوية مثلهما. إنني أستغرب أنهم يعترضون على تناول الحلال والطيبات من الأشياء. لو تأملوا وأمعنوا النظر في حالة المولوي عبد الله الغزنوي لخجلوا عند مقارنتي به. كان المولوي عبد الله مشغوفا بالزوجات فكان يأكل البيض والدواجن بكثرة لدرجة كان يريد الزواج في الفترة الأخيرة من عمره أيضا. أما أنا فيمكن العثور على شهادة بحقي متى أكون بحاجة إلى "كيوره" وغيره. أتناول "كيوره" وما شابهه عندما أشعر بشيء من الاختلال في الدماغ أو التشنج في القلب. والله تعالى يعلم أني لا أحتاج إليهما ما عدا ذلك. عندما أعمل طويلا جالسا أُصابُ بالنوبة أحيانا فجأة، وفي بعض الأحيان تقارب الحالة إلى الإغماء، فأضطر لتناوله كعلاج. وللسبب نفسه أخرج للتنزه كل يوم" وفي الحاشية على النص السابق (1) "كيوره": هو عصير نوع من الأشجار وتسمى بالإنجليزية Pandanus، يستخدم في القارة الهندية، يفرح القلب ويقوي الدماغ (المترجم (.

·           في كتاب التذكرة صفحة 172:" 1889سافرتُ مرة إلى مدينة "عليجرة"، وما كنتُ قادرًا على الحديث الطويل أو الجهد الذهني بسبب نوبة الضعف الدماغي التي أصابتني قبل مدة في قاديان ... فقابلَني شيخ من مشايخ "عليجرة" اسمه محمد إسماعيل والتمس مني بتواضع مفرط أن ألقي كلمة ... فقبلتُ طلبه بسرور القلب، وأحببتُ أن أبيّن حقيقة الإسلام في اجتماع عام ... ولكن حدث بعد ذلك أن منعني الله تعالى من ذلك ... وإنني واثق من أن الله تعالى لم يرد أن أبذل جهدًا ذهنيًا مضنيًا فأُصاب بمرض جسدي، لأن صحّتي لم تكن على ما يرام أصلاً، لذا منَعني الله تعالى من الخطاب.

·                في كتاب مجموعة الإعلانات - المجلد الثاني يقول الميرزا غلام:" لا أزال مصابا بضعف الدماغ وتتدهور الحالة أحيانا لدرجة تصبح قريبة من الموت. لقد شاهد معظمكم حالتي هذه. كذلك أنا مصاب بمرض كثرة البول أيضًا منذ مدة طويلة وكأنني أُلبستُ مهرودتين، إحداهما في الجزء العلوي من الجسم والأخرى في الجزء السفلي منه."

ثالثا: ما هي حالة الميرزا غلام بالضبط، وهل هو مريض نفسي مصاب بالهِسْتِيريا أو المراق أو انفصام الشخصية؟

1- أي مدعي للنبوة إمّا أن يكون صادقًا أو كاذبًا، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل مثال للمدعين الصادقين، ونلاحظ في الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أقصد كلام الله تعالى أي القرآن الكريم البلاغة والنظام والترتيب والسهولة والعمق وغير ذلك الكثير من أوجه البلاغة، وقد قال الله تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} سورة القمر (17)، فكلام الله تعالى لا يوجد ما يقارنه.

2- أما المدعين للنبوة الكذبة؛ فهم إمّا أن يكونوا عقلاء أصحاء ويقصدون الافتراء، وإمّا أن يكونوا مرضى نفسيين، ومدعو النبوة العقلاء الأصحاء حينما يكذبون ويفترون على الله تعالى بادعاء الوحي والإلهام يكتبون نصوصًا للوحي بالكذب، ولكنهم يحاولون أن يكون ما يدعونه من نصوص من الوحي جميلة بليغة مرتبة قدر الإمكان، وأمّا المرضى النفسيون فلا يكونوا على الدوام في حالة اللاوعي النسبي التي يأتي لهم فيها الوحي والإلهام، فنجد ما يدعونه من إلهام ووحي عبارة عن ألفاظ وجمل قد تكون بلا معنى يعرفه صاحب الوحي، وقد تكون غير مترابطة لأنها ليست من كلام الله تعالى، أو قد تكون نصوصًا من آيات القرآن أو الحديث الشريف أو وقد تكون بعض أشعار العرب، ولكن لا يجمعها ترتيب أو نظام ولا بلاغة فيها، ومع ذلك لا يجد هذا المريض النفسي حرجًا في نشرها على أنها من كلام الله تعالى، فهو مقتنع تمامًا وبشكل قطعي أنّ الله تعالى يوحي إليه، وبالتالي لا يستطيع التدخل في نصوص الوحي الذي يدّعيه، فمهما كانت متناثرة غير مرتبة وغير مفهومة وبلغات قد لا يعرفها لا يعرفها، ولا حتى بترتيب معقول فنجده يكتبه كما هو مهما كان، ونجده يجزم بنبوءات – لا يقولها عاقل- أنها لا بد أنّ تتحقق بشكل قطعي، فإذا لم تتحقق يقول إنه لم يفهم الوحي، وإنّ ربه صحح له الفهم بعد ذلك، والميرزا غلام أقر كثيرًا جدًا بعدم فهمه للوحي، ووصل به الأمر إلى إتهام الأنبياء بأنهم هم أيضًا لم يفهموا الوحي من الله تعالى، ولكنه لا يتراجع أبدًا عن وحيه أنه من الله تعالى، ومن هذه النبوءات نبوءة عمره؛ أنه سيعيش ثمانين سنة قد تزيد قليلًا أو تقل قليلًا، فلا يمكن أنْ يكون عاقلًا صحيحًا من يقول هذا الكلام إلا أنْ يكون مريضًا نفسيًا بمرض انفصام الشخصية، بينما نجد ما يكتبه في كتبه من غير الوحي منمقًا مرتبًا لأنه يكتبه من غير حالة اللاوعي التي تسيطر عليه فيدّعي الوحي والالهام.

3- يقول الميرزا غلام أنّ وحيه من ربه هو ظل للقرآن الكريم، والظل هو المتابعة اللصيقة ومشابهة الظل للأصل أحيانًا، فهل وحي وإلهام الميرزا غلام يشابه القرآن الكريم، فبنظرة سريعة في كتاب (التذكرة)([8]) وبقية كتب الميرزا غلام وبخاصة التي كتبها باللغة العربية سنجد الفرق الهائل بين ما كتبه الميرزا غلام على أنه من وحي ربه، وبين ما كتبه باللغة العربية من غير الوحي والإلهام، فالميرزا كان يقتبس من كتب أدباء العربية، وكان يطلب التحسين لما يكتبه باللغة العربية من علماء اللغة العربية المرافقين له، بل ويستعين بالقواميس العربية كما في الرواية 104 من كتاب سيرة المهدي([9])، وقد أقر الميرزا غلام بالاقتباس من كتب الأدباء العرب مثل كتاب مقامات الحريري([10])، وموضوع عدم فهم الوحي من ربه يلاش العاج سيكون موضعه اختصارًا في الباب الثاني، وتفصيلًا في الجزء الثاني من الكتاب.

4- هل هناك مطابقة نسبية بين حالة الميرزا غلام النفسية، وما في الكتب والمنشورات الطبية بخصوص مرض انفصام الشخصية؟ نعم، وبالإضافة لم سبق من نصوص تُبيًن إصابة الميرزا غلام بالهِسْتِيريا ونوبات ضعف الدماغ، فإن النصوص التالية من كلام الميرزا غلام نفسه تصف حالة الانطواء والخمول التي كان يعاني منها طيلة حياته، وسوف أنقل نصا من موقع مؤسسة (مايو كلينيك) العالمية وهم يصفون حالة انفصام الشخصية وستجدون مشابهة كبيرة جدًا بين ما يذكرونه وحال الميرزا.

أ- كتاب (البراءة) 1898 صفحة 6 يقول الميرزا غلام: "وبعد وفاة والدي ظل أخي الأكبر ميرزا غلام قادر مشغولًا في إسداء الخدمات للحكومة، وحين اندلعت معركة بين الثوار وجيش الحكومة الإنجليزية عند ممر "تِمّون" شارك في المعركة في صف الحكومة الإنجليزية. أما أنا فكنت في زاوية الخمول بعد وفاة والدي وأخي، إلا أنني أوظِّف قلمي لتأييد الحكومة الإنجليزية ودعمها منذ 17 عامًا، وإن الكتب التي ألفتها خلالها قد رغَّبت الناس فيها في طاعة الحكومة الإنجليزية ومواساتها وكتبتُ فيها مقالات مؤثِّرة جدًا عن الامتناع عن الجهاد. ثم حين رأيت من الحكمة أن أنشر أمر الامتناع عن الجهاد هذا في البلاد عامة ألفتُ الكتب باللغة العربية والفارسية التي كلّفت طباعتها ونشرها آلاف الروبيات، وتلك الكتب كلها قد أُرسلت إلى بلاد العرب وبلاد الشام وتركيا ومصر وبغداد وأفغانستان. وإنني على ثقة بأنها ستؤثِّر في زمن من الأزمان"

ب- (الملفوظات) مجلد 6 صفحة 200: " لقد سبق أن رزقني الله تعالى استغراقا حتى انقطعتُ عن الدنيا كلها لدرجة ما راقني قط شيء سواه - سبحانه وتعالى -، ما كنت أودّ أن أخرج من الحجرة قط ولم أرغب في الشهرة ولا لحظة واحدة. كنت في عزلة تامة وكانت العزلة وحدها تعجبني. لا يعلم إلا الله مدى ما كنت أكِنّ من الكراهية والنفور تجاه الشهرة واجتماع الناس حولي. كنت أحب الخمول بطبيعتي وهذا ما كنت أتمناه ولكن الله أكرهني ودفعني إلى الخارج دون أن تكون لي أدنى رغبة في ذلك. ولكن الله تعالى أخرجني قسرا دون أن تكون لي أدنى رغبة في ذلك.لقد فعل الله تعالى ذلك على النقيض من رغبتي لأنه أراد أن يستخدمني لمهمة معبنة. فقد اختارني لها ونصبني بفضله على هذا المنصب الجليل؛ فهذا اختياره وفعله هو ولا دخل لي في ذلك قط. أرى أن طبيعتي تفر من الشهرة واجتماع الناس حولي أيما فرار ولا أفهم كيف يتمنى الناس الشهرة. أما طبيعتي فكانت ميالة إلى اتجاه ولكن الله كان يدفعني إلى اتجاه آخر. لقد أكثرتُ من الدعاء أن أُترَك في زاوية الخمول وحجرة الخلوة ولكني أُمرتُ مرارا وتكرار أن أَخرُج منها وأُصلِح أمر الدين الذي كان عندها يواجه مصيبة كبيرة..."انتهى النقل

ج- تقرير مؤسسة (مايو كلينيك) بخصوص أعراض مرض انفصام الشخصية:

يشمل الفصام مجموعة من مشاكل التفكير (المعرفة)، والسلوك، والانفعالات. قد تختلف الأعراض والمُؤشِّرات، ولكن تشمل في أغلب الأحيان الضلالات، أو الهلاوس أو الحديث غير المنظم، ويعكس ضعف القدرة على العمل. وقد تشمل الأعراض على ما يلي:

·  الضلالات. يوجد معتقدات كاذبة لا تمتُّ للواقع بصلة. على سبيل المثال، كأن تعتقد أنكَ تتعرَّض للأذى أو المضايقة، أو توجيه إيماءات أو تعليقات معيَّنة لك، أو لديكَ قدرة خارقة أو الشهرة، أو شخص آخر يحبكَ، أو كارثة كبرى على وشك أن تحدث. تحدُث الضلالات مع معظم الأشخاص المصابين بالفصام.

· الهلاوس. تتضمَّن الهلاوس عادةً رؤيةَ أو سماعَ أشياء غير حقيقية. عدا أنه بالنسبة لمريض الفصام فهذه الهلاوس لها كامل القوة والتأثير، مثل سمات الخبرات العادية. يُمكن أن تُصيب الهلاوس أيًّا من الحواس، ولكن سماع الأصوات هو أكثر الهلاوس شيوعًا.

· التفكير (الحديث) غير المنظم. يُستدلُّ على التفكير غير المنظم من الحديث غير المنظم. يُمكن أن يضعف التواصل الفعَّال، وقد لا تكون الإجابات ذات صلة بالأسئلة جزئيًّا أو كليًّا. في حالات نادرة، قد يتضمَّن الحديث وضع كلمات ليس لها معنى معًا لا يُمكن فهمها، وتُعرف أحيانًا بسلطة الكلمات.

· سلوك حركي غير سوي أو غير منظَّم للغاية. يظَهر ذلك بعدة طرق تتراوح بين الحماقات الطفولية إلى انفعال لا يُمكن التنبُّؤ به. سلوك لا يُركِّز على الأهداف؛ لذلك يَصعُب القيام بالمهام. يُمكن أن يتضمَّن السلوك مقاومة التعليمات، أو اتخاذ وضعية للجسم عجيبة أو بشكل غير ملائم، أو فَقْد الاستجابة كاملًا، أو حركة مفرطة عديمة الفائدة.

· الأعراض السلبية. يُشير ذلك إلى تقلُّص أو فقدان القدرة على العمل بصورة طبيعية. على سبيل المثال، قد يُهمل الشخص النظافة الشخصية أو يبدو بلا انفعال (لا يجري تواصُل بصري، لا تتغيَّر تعابير وجهه أو يتحدَّث بنبرة ثابتة). وأيضًا، قد يفقد الشخص الاهتمام بالأنشطة اليومية، وينسحب اجتماعيًّا، أو يفقد القدرة على الاستمتاع.

· الأعراض عند المراهقين، تشبه أعراضُ فصام الشخصية عند المراهقين أعراضَه عند البالغين، إلا أنه يكون من الصعب ملاحظته. يرجع جزء من ذلك لكون الأعراض المبكرة لفصام الشخصية عند المراهقين تشبه تصرُّفات المراهقين المعتادة في سنوات مراهقتهم، مثل: الانعزال عن الأصدقاء والعائلة، وتراجُع مستوى التحصيل الدراسي، واضطراب النوم، وسهولة الاستثارة أو الاكتئاب، والافتقار للحافز، كما أن تعاطي العقاقير الترفيهية، مثل الماريجوانا، أو ميث أمفيتامين، أو ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD) يسبِّب مؤشرات وأعراضًا مشابهة.

·     يُمكن أن تختلف الأعراض في النوع والشدة بمرور الوقت، يتخلَّلها فترات تدهوُر وهدأة للأعراض. قد تظلُّ بعض الأعراض قائمة باستمرار، وفي الرجال، تبدأ الأعراض في الظهور عادةً في الفترة بين بداية ومنتصف العشرينيات. وفي النساء، عادةً تبدأ الأعراض في أواخر العشرينيات. من غير الشائع تشخيص الفصام بين الأطفال ويندُر تشخيصه فيمن هم أكبر من 45 عامًا.

والآن لا يوجد هناك أي شك في إصابة الميرزا غلام ليس فقط بمرض الهستيريا أو المراق ولكن الحالة أسوء من ذلك فالميرزا مريض بمرض انفصام الشخصية، والمشكلة فيمن صدقه وتبعه مع كل هذه الاختلافات والتناقضات والهلاوس.



[1] الرواية 372. - بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني الدكتور مير محمد إسماعيل وقال: سمعت المسيح الموعود يقول مرات عديدة: إنني مصاب بالهستيريا، وأحيانًا كان يصفه بالمراق، والحقيقة أنه بسبب جهوده الفكرية وأعماله اليومية الشاقة من أجل تأليف الكتب كان يتعرض لأعراض عصبية توجد عمومًا في مرضى الهستيريا، منها مثلا التعرض للضعف الفجائي أثناء العمل الجهيد، والتعرض للدوار، وبرودة اليدين والقدمين، ونوبة الإرهاق والقلق، أو الشعور بحالة موشكة على الموت، أو التعرض للاضطرابات القلبية في الأماكن الضيقة أو بين الناس وغير ذلك من الأعراض. إنها علامة لحساسية الأعصاب أو الإرهاق، ومريض الهستيريا أيضا يعاني من هذه الأعراض. وبهذا المعنى كان حضرته مصابًا بهذا المرض الهستيري أو المراق. أقول: ما تقدّم في رواية المولوي شير علي أن حضرته كان يقول: يظن البعض عن الأنبياء أنهم مصابون بمرض الهستيريا إلا أن هذا خطأ الناس، الحقيقة هي أنه تظهر لدى الأنبياء بسبب رهافة الحس أعراضٌ تشابه أعراض الهستيريا مما يجعل البعض يخطئون فيظنون أنه الهستيريا؛ وهذا يعني أن ما كان حضرته يقول أحيانًا أنه مصاب بالهستيريا إنما كان تماشيًا مع هذا التعبير السائد وإلا فكان يعرف علميًّا أنه ليس بالهستيريا وإنما هي أعراض تشابه أعراض الهستيريا التي تولدت من رهافة الحواس والإرهاق الشديد لكثرة الأشغال. وأقول أيضا بأن الدكتور مير محمد إسماعيل طبيب حاذق وماهر جدًّا. كان ينجح بعلامات عالية في الامتحانات في فترة دراسته وفي الامتحان الأخير للطب احتل المركز الأول في إقليم البنجاب كله، كما أن مهارته وحذاقته وجدارته أيضا معروفة ومعترف بها في أيام وظيفته. ولكونه قريبًا للمسيح الموعود تمتع بصحبة حضرته وتسنت له فرص كثيرة لمعالجته أيضا لذلك فيقام لرأيه وزن لا يحظى به رأي آخر.

[2] الأنبياء والهستيريا، 367 - بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي شير علي وقال: قال حضرته مرة أثناء النزهة: يظن البعض عن الأنبياء أنهم مصابون بمرض الهستيريا إلا أن هذا خطأ الناس، الحقيقة هي أن حواس الأنبياء تصبح أرهف وأسرع إلى أبعد الحدود مما يجعل البعض يخطئون فيظنون أنها الهستيريا، في حين أنها ليست بالهستيريا البتة بل هي حالة مشابهة لها من حيث الظاهر فقط مما يجعل الناس يخطئون فيصفونها بالهستيريا.

([3]) يقول الميرزا غلام في كتاب (البراءة) صفحة 266: "وأقول عودًا إلى الموضوع السابق بأن دراستي في الطفولة بدأت على هذا النحو  ... أني عندما بلغت السادسة أو السابعة من عمري وُظِّف معلمٌ فارسي لتعليمي؛ فعلمني قراءة القرآن الكريم وعددًا من الكتب الفارسية، وكان اسم ذلك الصالح فضل إلهي. فلما أصبحتُ ابن عشر سنين تقريبًا عُيِّن لتربيتي أستاذ في اللغة العربية واسمه فضل أحمد. وأعتقد أنه لما كانت دراستي هذه بذرة ابتدائية لفضل الله - سبحانه وتعالى - لذلك كان "فضل" هو الاسم الأول للأستاذَين المذكورَين. فالمولوي فضل أحمد الذي كان متديِّنًا وشيخًا جليلًا، ظل يدرِّسني بجهد واهتمام كبيرَين، ودرست على يده بعض كتب الصرف وبعض قواعد النحو. وبعد ذلك حين بلغ عمري 17 أو 18 عامًا تعلمت بضع سنين على يد شيخ آخر يدعى "غل علي شاه"، كان والدي قد وظفه وعيّنه لتدريسي في قاديان. ولقد تلقّيت منه العلوم المتداولة آنذاك من النحو والمنطق والطب قدرَ ما أراد الله - سبحانه وتعالى -، كما درست بعض كتب الطب من والدي أيضًا إذ كان خبيرًا في الطب وكان طبيبًا حاذقًا. وكنت يومذاك منكبًّا على قراءة الكتب وكأنني لم أكن في هذا العالم. كان والدي يوصيني مرة بعد أخرى بالتقليل من مطالعة الكتب، لأنه كان يخشى بدافع اللطف المتناهي أن تختل صحتي، كما كان يقصد من ذلك أن أبتعد عن هذا الأمر وأشاركه في همومه وغمومه"

([4])19. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أن المسيح الموعود تعرض لنوبة الصداع والهستيريا للمرة الأولى بعد بضعة أيام من وفاة بشير الأول (وهو أخونا الكبير الذي توفي في 1888). كان نائمًا إذ أصيب بحازوقة سببت له وعكة صحية إلا أن هذه النوبة كانت خفيفة. ثم بعد مدة يسيرة خرج للصلاة وأخبرني بأنه يعاني من وعكة صحية خفيفة. تقول والدتي: بعد قليل طرق شيخ حامد علي الباب (وهو كان خادمًا قديمًا للمسيح الموعود، وقد توفي الآن) وقال: سخّني إبريقًا من الماء. تقول والدتي بأنني أدركت أن صحته ليست على ما يرام، فقلت لإحدى الخادمات أن تسأل عن حاله، فقال شيخ حامد علي: إنه متوعّك قليلا. فتحجبت وذهبت إلى المسجد فوجدته مضطجعًا، فلما دنوتُ منه قال: كانت قد ساءت حالتي كثيرًا ولكني الآن أشعر بالتحسن. كنت أؤم الصلاة إذ رأيت شيئًا أسود ارتفع من أمامي ووصل إلى السماء، ثم سقطتُ على الأرض صائحًا وتعرضت لحالة تشبه الإغماء. تقول والدتي: ثم أصبح يتعرض لهذه النوبات بصورة مستمرة. سألتُها: كيف كانت هذه النوبة؟ فقالت والدتي: كانت يداه وقدماه تبرد وتتوتر أعصاب بدنه ولا سيما أعصاب الرقبة، وكان يصاب بالدُوار فلم يكن يقوى على القيام في هذه الحالة. كانت هذه النوبات شديدة في البداية ثم بعد ذلك لم تبق فيها الشدة المعهودة كما أن طبعه اعتادها. سألتُها: هل كان يعاني من مرض في الرأس قبل هذا؟ قالت: فيما سبق كانت تأتيه نوبات خفيفة من وجع الرأس. سألتُها: هل كان يصلي بالناس في السابق؟ قالت: نعم، ولكنه بعد هذه النوبات ترك ذلك. أقول: حدث هذا الأمر قبل إعلانه بأنه المسيح الموعود. (إن كلمة الهستيريا التي استخدمتها ولدتي المحترمة عند ذكر نوبات الدُوار عند المسيح الموعود ليس المراد منها ذلك المرض الذي يسمى بالهستيريا في علم الطب بل استخدمت هنا للتشابه الجزئي بين الدُوار ومرض الهستيريا بعيدًا عن المعنى الطبي المعروف، وإلا فلم يكن مصابًا بالهستيريا كما شُرح ذلك في الرواية 365 و369 الواردتين في الجزء الثاني من هذا الكتاب. وحيثما ذكر المسيح الموعود مرضه هذا لم يستخدم قط لفظ الهستيريا عنه، كما لا يمكن أن يسمى مرض الدُوار بحال من الأحول بالهستيريا أو المراق في علم الطب، بل تستخدم كلمة vertigo باللغة الإنجليزية للدُوار ولعله نوع من وجع الرأس الذي يصاب فيه الإنسان بالدوار ويشعر بالتوتر في أعصاب رقبته وفي هذه الحالة يصعب على المريض القيام أو المشي إلا أنه لا يؤثر على حالة يقظته أو حواسه. فلقد رأيتُ أنا أيضا - راقم هذه الأسطر - المسيح الموعود مرات عديدة في حالة تعرضه للنوبة المذكورة إلا أنني لم أره في حالة أثرت على وعيه أو حواسه. وكان مرض المسيح الموعود هذا قد جاء طبقًا لنبوءة النبي ... التي أخبر فيها أن المسيح الموعود سيأتي بين المهرودتين أي ثوبين معصفرين (أي مرضين اثنين). (انظر: مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة). أما ما ورد في الرواية أنه قد رأى شيئًا أسود يرتفع نحو السماء فهو أمر عادي عند من أصيب بالدُوار إذ تبدو له جميع الأشياء حوله تدور وترتفع، وبما أن المريض في مثل هذا الوضع يميل نحو إغماض عينيه لذلك فإن هذه الأشياء تتراءى له سوداء. أما الحالة المشابهة بالإغماء فليس المراد منها - كما تدل عليه كلمات الرواية أيضا- فقْد الوعي بكل معنى الكلمة بل المراد منه عدم التمكن من فتح العينين أو الكلام جراء الضعف الشديد، والله أعلم) يرجى لمزيد من التوضيح مراجعة الروايات 81 و293 و459 التي تسلط مزيدا من الضوء على هذا الموضوع.

[5] 10.بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أن المسيح الموعود أخبرها أنه لما كان المرزا الكبير (أي والد المسيح الموعود) موظفًا في كشمير، كانت والدتنا كثيرًا ما تقول: يقول لي قلبي اليوم أن شيئًا ما سيصلنا من كشمير، فكان يأتينا في اليوم نفسه شخص من كشمير. وحصل أحيانًا أن والدتنا ما أن تنهي كلامها حتى يطرق أحدٌ الباب فلما نسأله نعلم أنه جاء من كشمير. تقول والدتي: كان جدّك يرسل أحدًا لإيصال رسالةٍ ومبلغٍ من المال بعد كل بضعة أشهر. كان هذا المال وغيره من قطع الذهب والفضة يأتي مخيطًا في صدرية يظل هذا الشخص الموفَد يلبسها أثناء سفره ثم عند وصوله إلى قاديان يخلعها ويرسلها إلى البيت فيُخرج منها أهل البيت تلك النقود وغيرها ويعيدون الصدرية إلى الشخص الموفد. كما قالت والدتي: كان جدك يشغل منصب "صوبه" في إحدى المناطق في كشمير. وبينما كنا نتكلم إذ صعد إلينا الخليفة الثاني للمسيح الموعود فقال: كان منصب "صوبه" في مناطق كشمير في تلك الأيام يوازي الحاكم أو نائب الحاكم في حكومة الإنجليز. أقول: كانت جدتنا والدة المسيح الموعود - واسمها "جراغ بي بي"- قد توفيت في حياة جدّنا، وكانت تحبّه حبًّا شديدًا، وكان أيضا يكنّ لها حبًّا كبيرًا ولاحظت أنه كلما ذكرها اغرورقت عيناه.

[6] 199. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد بواسطة المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كانت أخت لوالدي المحترم ترى رؤى وكشوفًا كثيرة، ولكن جدّي كان يقول عنها بأن هناك خللا ما في دماغها، ولكنها رأت بعض الرؤى التي اضطر بسببها جدي ليغير فيها رأيه. فقد رأت مرة في الرؤيا أن عجوزًا مسنًّا أعطاها ورقة مكتوبة كتعويذة لها. فلما استيقظت كان بيدها قطعة من الورق التي كتبت عليها بعض الآيات القرآنية. ثم رأت في رؤيا أخرى أنها تمشي على ضفاف النهر وتخاف من الماء وصاحت بأعلى صوتها: ماء ماء. فلما استيقظت كانت قدماها مبللتين بالماء وعليهما آثار الرمال. بعد رؤية كل ذلك كان جدي يقول: لا علاقة لهذه الأمور بالخلل في الدماغ.

[7] في كتاب (حقيقة الوحي) 1905-1907 صفحة 3 يقول الميرزا غلام: " ليكن معلوما أن الشيطان للإنسان عدو مبين، ويحاول أن يهلكه بطرق مختلفة. فمن الممكن أن تكون الرؤيا صادقة ومع ذلك تكون من الشيطان، وأن يكون الإلهام صادقا ومع ذلك يكون من الشيطان، لأن الشيطان مع كونه كذابا يخدع الإنسان باطلاعه على الصدق أحيانا لينزع الإيمان. أما الذين يصلون في صدقهم ووفائهم وحبهم لله تعالى درجة الكمال فلا يمكن أن يكون للشيطان عليهم سلطان، حيث يقول الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}؛ فهذه علامة على أن أمطار فضل الله تعالى تنزل عليهم، وعلى أنه توجد فيهم ألوف أمارات القبول عند الله التي سنذكرها في هذا الكتاب لاحقا بإذن الله. ولكن الأسف كل الأسف أن كثيرا من الناس يكونون أسرى في قبضة الشيطان، ومع ذلك يعوِّلون على رؤاهم وإلهاماتهم، وبواسطتها يريدون ترويج معتقداتهم الخاطئة ومذاهبهم الباطلة، بل يقدمون تلك الرؤى والإلهامات شهادةً، أو ينوون الاستخفاف بالدين الحق بتقديمهم تلك الرؤى والإلهامات، أو أن يجعلوا أنبياء الله الأطهار في أعين الناس أناسًا عاديين. أو يريدون أن يظهروا أنه إذا كان صدق دين يثبت بالرؤى والإلهامات فلا بد من اعتباره صادقا. ومنهم من لا يُقدِّمون رؤاهم وإلهاماتهم لإثبات صدق دينهم بل يهدفون من بيانها إلى أن يثبتوا أن الرؤيا والإلهام ليس معيارا لمعرفة دين حق أو شخص صادق. ومنهم من يقصون أحلامهم استكبارا واعتزازا بأنفسهم فقط. ومنهم مَن إذا ظهر صدق بعض أحلامهم وإلهاماتهم - حسب رأيهم - قدموا أنفسهم بناء عليها أئمةً أو رُسُلا. فهذه بعض المفاسد التي انتشرت في هذه البلاد بكثرة هائلة، وقد تطَّرق إلى أصحابها الكبر والغرور بدلا من الإيمان والصدق.

وفي صفحة 13 يقول الميرزا غلام: " إنني أهدف من هذا البيان إلى أن رؤيةَ أحدٍ رؤى صالحة أو تلقّيه بعض الإلهامات الصادقة لا تدل على كماله ما لم تصحبها العلامات الأخرى التي سنذكرها في الباب الثالث بإذن الله القدير، بل تكون نتيجة بُنيته الدماغية. لذا لا يُشتَرَط في ذلك كون صاحبها صالحا وتقيا، كما ليس ضروريا أن يكون مؤمنا ومسلما. وكما يرى بعض الناس رؤى أو يعلمون شيئا بواسطة إلهامات بسبب بُنيتهم الدماغية فقط، كذلك تناسب بعضَ الطبائع الحقائقُ والمعارف بناء على بُنيتها الدماغية، فتخطر ببال أصحابها أمور لطيفة. والحق أنه ينطبق عليهم الحديث: "آمن شِعره وكفر قلبه"، لذا فإن معرفة الصادق ليس بوسع كل شخص بسيط. ترجمة بيت فارسي: هناك أبالسة كثُر في صورة آدم، فيجب ألا تُعطَى اليدُ (البيعة) في يد كل واحد منهم.

[8] كتاب التذكرة هو كتاب من جمع أتباع الميرزا غلام لكل إلهامات ووحي ورؤى وكشوف الميرزا غلام

[9] 104 - بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي شير علي أن المسيح الموعود؟ كان يقول: إن كتاباتي كلها منصبغة بصبغة الوحي لأنها كُتبت بتأييد خاص من الله تعالى. وكان يقول: في بعض الأحيان أكتب بعض الكلمات والجمل ولكني لا أعرف معناها إلا عندما أرجع إلى القواميس بعد كتابتها.

كان المولوي المذكور يقول: كان الميرزا صاحب يرسل كتبه العربية ومسوداتها إلى الخليفة الأول والمولوي محمد أحسن، وكان يوصيهما أن يحسّنوا إذا كان هناك ما يحتاج إلى التحسين. كان الخليفة الأول يقرأ المسودة ويرسلها كما هي ولكن المولوي محمد أحسن كان يبذل جهدًا كبيرًا فيغير في بعض الأماكن كلمات بقصد التحسين. كان المولوي شير علي يقول: قال المسيح الموعود؟ في إحدى المرات: إن المولوي محمد أحسن يقوم بالإصلاح والتحسين من ناحيته ولكني أرى أن كلمتي التي كتبتها هي المناسبة وفي محلها وهي الأفصح، أما ما كتبه المولوي المحترم فهو ضعيف، ولكني أبقي أحيانًا ما كتبه المولوي المحترم حتى لا يصاب بالإحباط بشطبي جميع كلماته المقترحة.

[10] في كتاب (نزول المسيح) يعترف الميرزا غلام باقتباسه من كتاب مقامات الحريري صفحة 50 حيث يقول: " والآن اصغوا إلى اعتراضه [أي اعتراض من يتهمونه بالسرقة الادبية من كتاب مقامات الحريري]؛ يقول: وردت في هذا الكتاب "إعجاز المسيح" - الذي يقع في مئتي صفحة - جُمَلٌ سُرقت من مقامات الحريري- وهي بضع فقرات فقط لو جُمِعت قد لا تربو على أربعة أسطر - وبعضها مسروقة من القرآن الكريم أو كتب أخرى، وبعضها كُتبت بشيء من التغيير والتبديل وبعضها من أمثال العرب المعروفة، هذه هي "سرقتي" التي اطلع عليها مهر علي، إنها عشر فقرات أو اثنتا عشرة فقرة - من بين عشرين ألف فقرة - منها آيات القرآن الكريم وبعضها من أمثال العرب وبعضها، على حد قوله، توارد مع فقرة للحريري أو الهمذاني (أو الهمداني). ولكن من المؤسف أنه لم يشعر بأدنى حياء عند إثارته هذا الاعتراض، ولم يُعمِل فكره قط أنه حتى إذا لم تُعتبر هذه الجمل القليلة أو بضعة منها تواردا - مع أنه وارد في كلام الأدباء - بل ظُنَّ أن هذه الجُمل القليلة قد تم اقتباسها، فما الاعتراض على ذلك؟ لقد اقتُبست في كتاب الحريري أيضا آيات قرآنية وفيه بضع فقرات وأبيات لغيره بشيء من التصرف فيها. كذلك توجد فيه بعض الفقرات لأبي الفضل بديع الزمان بعينها. فهل يجوز القول بأن مقامات الحريري كلها مسروقة؟ بل قد أساء البعض الظنَّ بأبي القاسم الحريري باعتبارهم كتابه كله من تأليف غيره. ويقول البعض بأنه عُرض ذات مرة على سبيل الاختبار على حاكم، على أنه كاملٌ في فن التأليف، وأُمِر بأن يكتب بيانا فصيحا بليغاً بالعربية ولكنه لم يستطع ذلك فتعرض لخجل وندامة كبيرة. ولكنه مع ذلك يعُدَّ من الأدباء العظام ويُنظر إلى كتابه "مقامات الحريري" بنظرة التعظيم والإجلال مع أنه لا ينفع من الناحية الدينية أو العلمية شيئا؛ ذلك لأن الحريري لم يقدر على أن يكتب قصة صادقة أو أسرار الحقائق والمعارف بعبارة فصيحة وبليغة ليثبت أنه قادر على أن يجعل الكلمات تابعة للمعاني والمعارف. بل جعل المعاني تابعة للكلمات من البداية إلى النهاية، الأمر الذي أثبت أنه ما كان قادرا قط على أن يسرد حادثا حقيقيا بالعربية الفصيحة. فالذي يهتم بالمعاني ويهدف إلى بيان المعارف والحقائق لا يستطيع الحصول على النخاع من عظام جمعها الحريري."

رابط صفحات مجلة التقوى الذي يحتوي على بعض ما ذكرت بالمقال بخصوص ام و اخت الميرزا :

https://www.ahmadiyya-islam.org/altaqwa/articles/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-32/

https://www.ahmadiyya-islam.org/altaqwa/articles/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-1/