مقال (511) معنى الصلب عند الميرزا غلام القادياني مدعي النبوة.

مقال (511) معنى الصلب عند الميرزا غلام القادياني مدعي النبوة.

مقال (511) معنى الصلب عند الميرزا غلام القادياني مدعي النبوة.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2023/12/511.html

أولا: يعتقد الميرزا غلام بتعليق اليهود لسيدنا عيسى عليه السلام على الصليب وليس بقتله بالصلب، حيث يرى الميرزا غلام أنْ نفي الصلب في القرآن الكريم ليس نفيًا للتعليق على الصليب، وإنّما هو نفي للموت على الصليب، وقد أثبتُ في جملة من المقالات أنّ الصلب المنفي في القرآن الكريم هو نفي مجرد التعليق، وكانت أدلتي من القرآن، وأحاديث سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، ومن صريح اللغة العربية، ومن كلام الميرزا غلام نفسه في كتبه

ونجيب على خطأ هذه العقيدة بالتالي:

إذا أثبتنا أن معنى الصلب التعليق على الصليب أو الموت على الصليب، فلماذا الإصرار على معنى واحد يخالف العقيدة الإسلامية الثابتة من القرآن الكريم، ومن السُنّة الشريفة، ومن إجماع الأمّة ومنهم المجددون الملهمون – بحسب عقيدة الميرزا غلام - حيث ينفي الله تعالى الصلب أو القتل لسيدنا عيسى عليه السلام، وبلاغة كلام الله تعالى لا تسمح بتكرار كلمة بغير فائدة، فطالما نفى الله تعالى القتل والصلب لسيدنا عيسى عليه السلام، فمعناه أنّ الله تعالى يبرئ سيدنا عيسى عليه السلام من فعل اليهود به سواء القتل أو الصلب، وطالما نفى الله تعالى القتل، والقتل من الممكن أنْ يكون صلبًا، إذَنْ يجب أنْ يكون الصلب مجرد التعليق. فمَنْ نصدق؟ هل نصدق الميرزا مدعي النبوة في قوله إنّ الصلب معناه الموت على الصليب وليس مجرد التعليق عليه؟ أمْ نصدق سَيِّدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضي الله عنهم؟ الأحاديث الشريفة من أقوال سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم تثبت يقينًا أنّ الصلب هو التعليق على الصليب وليس القتل مصلوبا، فَمَنْ نصدق؟ ماذا لو ثبتَ أنّ الميرزا نفسه يُثْبِتُ أنّ الصلب معناه التعليق على الصليب من غير إرادة الموت عليه؟

نبدأ بحمد الله تعالى بالأحاديث الشريفة

1- صحيح مسلم: في حديث طويل في صحيح مسلم يذكر لنا سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم غلامًا آمن بالله تعالى وكان ملكُ القرية يرى نفسه أحق بالعبودية، فأراد قتل الغلام عن طريق إرسال الغلام مع بعض أتباع الملك لقتله، ولكن الله تعالى كان ينجّي الغلام ويهلك أتباع الملك وحدث هذا مرتين، وفي المرة الثالثة قال الغلام للملك إنّه إذا أراد قتله فلا بد أنْ يجمع كل أهل القرية ويصلبه في جذع، ثم ينطق الملكُ بنفسه التعبير التالي: "باسم الله رب الغلام" ثم يرميه بسهم فيموت الغلام، وكان يقصد الغلام من هذا أنْ يرى الناس أنّ القتل لم يتم إلا لمّا ذَكَرَ الملكُ اسم الله رب الغلام، وليس اسم الملك.

الشاهد هنا، أنّ لفظ "الصلب" في الحديث لم يرد بمعنى القتل صلبًا، ولكن كان بمعنى التعليق على الجذع، ولم يكن القتل إلا بالرمي بالسهم وليس بمجرد الصلب. حدثنا هداب بن خالد، حدثني حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " .....فقال للملكِ [إبراهيم بدوي:أي قال الغلام للملكِ]: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهمًا من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: باسم الله، رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع، ثم أخذ سهمًا من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: باسم الله، رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه في موضع السهم، فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام"

التعليق: هل لمّا قال سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم على لسان المذكورين في الحديث:"وتصلبني على جذع"، وقال: "وصلبه على جذع"، هل كان معنى الصلب التعليق؟ أم القتل بالتعليق على الجذع؟ وهل كان ما علق عليه صليبا؟ أم هو أي مرتفع لغرض الإشهار والتعريف العام؟

2- في كتاب (المسيح الناصري في الهند) /1899 صفحة 24 يقول الميرزا غلام: "ولا ينخدعنّ القرّاء فيظنوا أن صليب اليهود في ذلك العصر كان مثل مشنقة اليوم التي مِن شِبه المستحيل أن ينجو أحد من الموت عليها. كلا، بل ما كان صليب اليهود في ذلك العصر يحتوي على حبل للشنق، ولم يكن المجرم يُعلّق به في الهواء بإزالة قاعدة خشبية من تحته، وإنما كان يُمَدّ على الصليب ويُدَقّ في يديه ورجليه المسامير؛ وكان من الممكن - إذا أريدَ العفوُ عنه - أن يُنـزَل من على الصليب حيًّا، بعد التسمير في أطرافه وبعد بقائه معلَّقًا عليه ليوم أو يومين، دون تحطيم عظامه، اكتفاءً بما يكون قد ذاق من العذاب. وأما إذا أرادوا قتله أبقَوه على الصليب ثلاثة أيام على الأقل، ولم يَدَعوا الطعام أو الشراب يصل إلى فمه، ثم بعد ذلك كسروا عظامه؛ وكان المجرم يلقى حتفه بعد أن يذوق كل تلك الألوان من التعذيب. ولكن الله تعالى بفضله ورحمته أنقذ المسيح عليه السلام من أن يتعرض للعذاب لهذه الدرجة التي تقضي على الحياة قضاءً نهائيًّا. وإذا قرأتَ الأناجيل بشيء من التدبر اتضح لك أن المسيح عليه السلام لم يبق على الصليب لثلاثة أيام، ولم يذق العطشَ والجوع لثلاثة أيام، ولم تُكسر عظامُه، بل بقي عليه قُرابة ساعتين فقط، حيث قدّر الله، برحمة منه وفضل، أن تتم عملية صلبه في أواخر ساعات النهار، وكان ذلك في يوم الجمعة حيث لم يبق من النهار إلا القليل؛ وكان اليوم التالي هو السبت وعِيدُ الفصح لليهود، وكان محرَّمًا على اليهود ومستوجبًا للعقاب الإلهي أن يتركوا أحدًا معلَّقًا على الصليب يوم السبت أو ليلته؛ وكانوا، كالمسلمين، يُراعون التوقيت القمري ويقدّمون الليل على النهار " 

التعليق: هنا يقر الميرزا غلام بأنّ عملية الصلب قد تمت لسيدنا عيسى عليه السلام، ولا يمكن أن يكون الصلب هنا إلّا التعليق وليس القتل على الصليب. كما يقر الميرزا غلام بأنّ من أساليب التعذيب للبعض هي التعليق على الصليب من غير إرادة القتل عليه، فماذا تسمى هذه العملية إلّا الصلب أي التعليق من غير إرادة القتل؟

3- وفي كتاب (المسيح الناصري في الهند) /1899 صفحة 30 يقول الميرزا غلام: "وبعيد عن القياس ألا يموت أيٌّ من اللِّصَّين المصلوبَين مع المسيح، ولكن المسيح يموت خلال ساعتين فقط! كلا، بل إن كل ذلك كان تخطيطًا نُسج لكيلا تُكسَر عظام المسيح. لا شك أن هناك برهانًا عظيمًا لكلّ لبيب في كون اللصين كليهما قد أُنزلا من الصليب حيَّـينِ؛ إذ كانت العادة المتّبَعة دومًا أن المجرمين كانوا يُنـزَلون من على الصليب أحياءً، وكانوا لا يموتون إلا بعد كسر العظام، أو كانت أنفسهم تزهق من شدة الجوع والعطش لبقائهم على الصليب أيامًا. ولكن المسيح لم يتعرّض لشيء من ذلك؛ فهو لم يبق على الصليب جائعًا عطِشًا لأيام، كما لم تُكسَر عظامه، ثم ذُرَّ الرماد في أعين اليهود حيث قيل لهم بأن المسيح قد مات. وأما اللصان فقد قُضي عليهما بكسر عظامهما حالاً "

التعليق: موت المصلوب لا يكون إلا بتكسير العظام أو الترك لأيام من الجوع والعطش فيموت المصلوب، إذَنْ الموت لم يكن بسبب الصلب ذاته ولكن بسبب تكسير العظام، والتعليق لأيام من غير طعام ولا شراب، وبالتالي لم يكن الصلب سببًا في الموت ولم يكن الصلب إلا التعليق على الصليب. ماذا نسمّي الفعل الذي حدث للمجرمين الذي عُلقوا على الصليب ثم أنزلوا من عليه؟ سواء تم تكسير عظامهم ليموتوا، أو تركوا أحياء – بعد العفو عنهم - وكان الصلب لتعذيبهم فقط؟ هل هو الصلب؟ أم ماذا؟ يجب ملاحظة أنّ الميرزا سمّى عملية تعليق المسيح – من وجهة نظره - على الصليب صلبًا بالرغم من عدم موته عليه كما يؤمن بذلك الميرزا فلقد قال الميرزا "حيث قدّر الله، برحمة منه وفضل، أن تتم عملية صلبه في أواخر ساعات النهار"، فإذا لم نسمّي عملية تعليق المصلوب هنا في كلام الميرزا صلبا كما قال هو، فماذا نسميها؟ وأخيرا هل بقيَ قول لقائل أنّ الصلب غير التعليق على مرتفع سواء كان صليبا أو غيره للتشهير بمن أريد صلبه تعذيبا أو قتلا؟

4- ونص آخر للميرزا من كتاب (الملفوظات) الترجمة العربية مجلد 7 صفحة 201 بتاريخ 19/8/1905م:

"نفي قتل المسيح عليه السلام وصلبه: اعترض شخص أن الله قال في القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام:{وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ} (النساء: 158) فقد ذُكر القتل هنا أولًا ثم ذُكر الصلب، مع أنّ المرء يُصلَب أولًا وتكون نتيجة الصلب هو القتل ولكن القرآن الكريم ذَكر القتل أولا على النقيض من ذلك في ثم ذُكر الصلب. فقال عليه السلام: " أولا إن اعتراض اليهود المذكور في القرآن الكريم هو:{إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ{(النساء: 158)، فما داموا قد قالوا كلمة "القتل" لذلك دحض الله تعالى كلمة "القتل" أولا، ثانيا: كانت في اليهود روايتين رائجتين، إحداهما إننا قتلنا يسوع بالسيف، والثانية قتلناه على الصليب. ودحض الله تعالى كلتيهما على حدة، والسبب الثالث هو أنه قد ورد في كتب اليهود القديمة أن يسوع رُجم أولا ثم علِّق على الخشبة بعد أن مات. أي قُتل أولا ثم صُلب. فدحض الله تعالى كلتا الفكرتين وقال إنّ اليهود كاذبون، إذ لم يُقتل المسيح على يدهم ولم يصلب" انتهى النقل

4- وفي كتاب (البراهين الأحمدية) الجزء الخامس 1905-1908 صفحة 327 يقول الميرزا غلام: "ثم ليكن معلوما أيضًا أن لليهود مذهبين اثنين منذ القِدم فيما يتعلق بطريقة قتل عيسى - عليه السلام -. تقول فِرقة بأنه قُتل بالسيف أولا ثم عُلِّقت جثته على الصليب أو الشجرة عبرة للآخرين. وتقول الفرقة الثانية بأنه عُلّق على الصليب ثم قُتل بعد التعليق على الصليب. وهاتان الفرقتان كانتا موجودتين في زمن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولا تزالان موجودتين إلى الآن. ولما كان اليهود مختلفين فيما بينهم في طريقة القتل إذ كان بعضهم يرون أنه قُتل أولا ثم عُلِّق على الصليب، وكان بعضهم يرون أن الصلب سبق القتل فأراد الله أن يفنِّد كلتَي الفرقتين. فلأن الفرقة التي كانت السبب وراء نزول هذه الآية كانت تعتقد بالقتل قبل الصلب لذا قد دُحضت عقيدتهم أولا ثم فُنِّدت فكرة الصلب."

1- وفي (البراهين الأحمدية) الجزء الخامس 1905-1908 صفحة 334 يقول الميرزا غلام: " الحقيقة أن اليهود كانوا يعتقدون بحسب التوراة أنه لو قُتل مدّعي النبوءة لكان مفتريا وليس نبيّا صادقا. وإذا صُلب أحد كان ملعونا ولما رُفع إلى الله. وكان اليهود يعتقدون في عيسى - عليه السلام - أنه قُتل وصُلب أيضا. يقول بعضهم إنه قُتل أولا ثم علِّق على الصليب، ويقول غيرهم إنه صُلب أولا ثم قُتل. فلهذا السبب كان اليهود ولا يزالون ينكرون رفع عيسى - عليه السلام - الروحاني ويقولون بأنه قُتل وصُلب، لذا لم يُرفع إلى الله تعالى كالمؤمنين. يعتقد اليهود أن الكافر لا يُرفع إلى الله، ولكن المؤمن يُرفع إليه بعد موته. ويزعمون أن عيسى صار كافرا وملعونا- والعياذ بالله- لكونه مصلوبا، فلم يُرفع إلى الله"

فهل يحتاج الأحمديون لتفسير آخر يبيّن ويوضح أنّ الميرزا قد أوقعه الله تعالى في شر أعماله إذ جعله يقر ويعترف أنّ الصلب معناه التعليق، وقد يقتل المصلوب أو لا يقتل، وقد يقتلوه قبل الصلب أو بعد الصلب؟ وأخيرا: حينما أقول واقعة أو حادثة القتل أو الاغتيال أو الضرب فهذا يعني وقوع هذا الفعل يقينًا، وبالتالي حينما أقول "واقعة الصلب" أو "حادثة الصلب" فلا بد من أنّ فعل الصلب قد وقع، وحينما يقول الله تعالى "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ" فمعناه نفي الصلب بعد نفي القتل. فإذا كان من أنواع القتل؛ القتل صلبا فلا معنى للقول بأنّ الله تعالى قد قصد بعدم قتل المسيح أنه لم يقتل صلبا وليس مجرد التعليق، لأنّ القتل صلبًا هو من أنواع القتل، ولا قيمة للتكرار إذا لم يضف فائدة جديدة، وبالتالي لا يكون نفي الصلب إلا نفيا للتعليق على الصليب بالكلية، والأحمديون لا يعتبرون معنى الصلب إلا القتل صلبا، ولكن الله تعالى كالعادة أسقط الميرزا نبيّهم كثيرًا في تعبيرات تبيّن أنّه من الممكن أنْ يكون معنى الصلب هو مجرد التعليق ثم الإنزال من على الصليب بدون موت عليه، وحينما تلفظ الميرزا مرارًا وتكرارًا بالتعبيرات "حادثة الصلب" و“واقعة الصلب" مع اعتقاده الجازم بعدم موت المسيح على الصليب، فهذا يؤكد أنّ معنى الصلب عند الميرزا عندما قال واقعة أو حادثة الصلب إنما قصد مجرد التعليق على الصليب لا الموت على الصليب، وهذا يتوافق مع القرآن حينما نفى القتل بكل أنواعه ثم نفى الصلب بمعنى التعليق على الصليب، ومن يريد القول بأنّ المقصود بنفي الصلب هو نفي القتل على الصليب فعليه الدليل، فالأصل عموم اللفظ ولا يكون تخصيص معنى دون معنى أو الاستثناء منه إلا بدليل قطعي.

·          في كتاب (ايام الصلح) 1899 صفحة 54 يقول الميرزا غلام: " كذلك وصفة "مرهم عيسى" المذكور في ألفِ كتابٍ طبي تقريبا تُثبت أن عيسى - عليه السلام - لم يُصعد إلى السماء عند حادثة الصلب، بل ظل يعالج جروحه بهذا المرهم، مما يستنتج منه أنه أقام على الأرض ومات على الأرض. وفي ليلة المعراج شوهدت روحُه مع أرواح الموتى، وقد قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأنه لو كان موسى وعيسى حيَّين لما وسعهما إلا اتباعي. فالآن بعد هذه الدلائل على الموت لا يمكن أن يعتقد مَن يخاف الله أنه حي."

·          كتاب (التحفة الغولروية) 1900م والمنشور في 1902 صفحة 77 يقول الميرزا غلام: "مما يثير التعجب كيف وقع هؤلاء في التعقيد؛ فمن ناحية يعتقدون بأن شخصا آخر صُلب عند فتنة الصليب وصعد المسيح إلى السماء الثانية فورا، ومن ناحية ثانية يعتقدون أنه ظل يسيح ويسافر في هذا العالم بعد حادثة الصلب بحيث قضى جزءا كبيرا من عمره في السياحة."

·          كتاب (حمامة البشرى) 1894 صفحة 113 بالحاشية يقول الميرزا غلام: " فأراد الله تعالى أن يُبرّئ نبيّه عيسى من هذا البهتان الذي بُني على آية التوراة وواقعة الصلب، فإن التوراة يجعل المصلوب ملعونا غير مرفوع إذا كان يدّعي النبوة ثم مع ذلك كان قُتل وصُلب، فقال - عز وجل - لِذبّ بهتانهم عن عيسى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبوهُ}، {بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ}، يعني الصلب الذي يستلزم الملعونيةَ وعَدْمَ الرفع من حكم التوراة ليس بصحيح، بل رفعَ الله عيسى إليه، يعني إذا لم يثبت الصلب والقتل لم يثبت الملعونية وعدم الرفع، فثبت الرفع الروحاني كالأنبياء الصادقين وهو المطلوب."