مقال (472) لماذا تصر الجماعة الأحمدية القاديانية على الباطل مع ظهور الحق بوضوح؟

مقال (472) لماذا تصر الجماعة الأحمدية القاديانية على الباطل مع ظهور الحق بوضوح؟

روابط تحميل كتب وكتيبات د.إبراهيم بدوي

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2023/10/blog-post_14.html

مقال (472) لماذا تصر الجماعة الأحمدية القاديانية على الباطل مع ظهور الحق بوضوح؟

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/12/472.html

نأتي بإذن الله تعالى في هذا المقال بما يثبت أن وحي النبوة والرسالة قد انقطع, و لم يبقى للأمة الإسلامية إلا المحدَّثون والمُجَدِّدُون والخلفاء والعلماء, وكل ذلك من كلام الله تعالى والأحاديث النبوية الشريفة, وحتى من كلام الميرزا غلام القادياني نفسه, و كلام كهنة الأحمدية المنشور في الموقع الرسمي للأحمديين.

لماذا يصر الأحمديون أتباع الطائفة الأحمدية القاديانية على الباطل مع ظهور الحق بوضوح!!!

يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}([1]).

هذا وعدٌ من الله تعالى حتمي بلا أدنى شك، وهو أنّ الله تعالى سوف يجعل للمتقين فرقانًا يستطيعون به التمييز بين الحق والباطل.

ويقول أيضًا سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإنّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}([2]).

واضح من الآيات الكريمة أنّ الله تعالى يَعِدُ بالهداية لمن قام بالمجاهدة بإخلاص لله كما يُفْهَمُ من الكلمة "فينا"، ومعلوم أنّ المجاهدة تكون ببذل الجهد والوقت باستمرار وليس بمجرد التمني، ولتأكيد الوعد بالهداية استخدم الله تعالى صيغ تأكيد قوية مثل اللام والنون المشددة في "لَنَهْدِيَنَّهُمْ"، وأول شيء يجعل الإنسان لا تتحقق فيه هذه الوعود السابقة هو عبادته لهواه، أي تقديم فكره وهواه وما يحبه ويراه حسنًا على النصوص المعتبرة القطعية.

يقول الله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هواه أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أن أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أو يَعْقِلُونَ إن هُمْ إلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}([3]).

ويقول: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هواهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إن اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}([4]).

ويقول: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}([5]).

ويقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}([6]).

وأعيد وأكرر التذكير للأحمديين أنّ الميرزا (غلام القادياني) قد قال بضرورة فهم الألفاظ القُرآنية والحديثية بظاهر الألفاظ، ولا يحال إلى التأويل إلا بقرينة قوية صارفة وهذا كلام صحيح([7]).

والآن أسرد من القُرآن والأحاديث النبوية الصحيحة الكثيرة بعض الأدلة التي تبيّنُ انقطاع النبوّة والرسالة، وأيضًا من كلام مدَّعي النبوّة الميرزا (غلام القادياني) نفسه في شرحه لآية خاتم النبيّين بأنّها تعني لا نبيّ بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.

يقول الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّد أبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النبيّين وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}([8]).

ويقول الله تعالى أيضًا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسلام دِينًا}([9]).

في الحقيقة الآيات القرآنية واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى أي تعليق أو تفسير، فرسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وديننا قد أكمله الله تعالى، وأتمّ الله تعالى نعمته علينا فلا حاجة لنبيّ بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، ولا لوحي ولا لكتاب بعد القرآن الكريم.

والأحاديث التالية مهمة في بيان انقطاع النبوّة بكمالاتها إلا جزء واحد فقط من هذه الكمالات ويسمى "المبشرات" وهي الرؤيا الصالحة سواء رآها الرجل الصالح بنفسه، أو رآها آخرون له.

يقول سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم:"لَمْ يَبْقَ مِنَ النبوّة إلا المُبَشِّراتُ. قالوا: وما المُبَشِّراتُ؟ قالَ: الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ" البخاري([10])

ويقول صلى الله عليه وسلم "إن الرسالةَ والنبوةَ قد انقطعتْ، فلا رسولَ بعدي، ولا نبيّ. قال: فشقَّ ذلك على الناسِ فقال: لكنِ المبشِّراتُ. فقالوا: يا رسولَ اللهِ وما المبشِّراتُ، قال: رؤيا المسلمِ وهي جزءٌ من أجزاءِ النبوةِ" سنن الترمذي([11]).

إِذَنْ من خلال النصوص السابقة فإنّ الرؤيا الصالحة وهي جزء من أجزاء النبوّة أي من كمالات النبوّة، وليست نوع من أنواع النبوّة – كما يدلس الميرزا غلام أحيانًا في بعض كتبه- لأنّ سَيِّدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم نفى في أول الحديث استمرار النبوّة والرسالة بكل أنواعها بقوله صلوات الله وسلامه عليه "إنّ الرسالةَ والنبوةَ قد انقطعتْ"

فماذا نفعل بكل هذه النصوص القائلة بانقطاع النبوّة والرسالة، وأنّ ما بقي بعد النبوّة فقط هي الرؤيا الحسنة أو قال الصالحة وهي المبشرات المنامية يراها العبد الصالح أو ترى له.

فهل كل من رأى رؤيا منامية مبشرة، أو حتى رؤى كثيرة صالحة نعتبره نبيّا، كيف وقد قال سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم إنّ الرسالةَ والنبوةَ قد انقطعتْ، فلا رسولَ بعدي، ولا نبيّ. وإذا كانت الرؤيا الحسنة جزءًا من النبوّة، أي الجزء المتبقي من كمالات النبوة، فهل من عنده هذا الجزء وليس الكل نعتبره نبيًّا من غير وجود بقية كمالات النبوّة الست والأربعين؟

ومع المزيد من الأحاديث الشريفة، في البخاري:"قاعَدْتُ أبا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: كانَتْ بَنُو إسرائيل  تَسُوسُهُمُ الأنبياء، كُلَّما هَلَكَ نبيّ خَلَفَهُ نبيّ، وإنّه لا نبيّ بَعْدِي، وسَيَكونُ خُلَفاءُ فَيَكْثُرُونَ. قالوا: فَما تَأْمُرُنا؟ قالَ: فُو ببَيْعَةِ الأول فالأوَّلِ، أعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ؛ فإنَّ اللَّهَ سائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعاهُمْ"([12]).

وفي صحيح مسلم:"قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، عَنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: كَانَتْ بَنُو إسرائيل  تَسُوسُهُمُ الأنبياء، كُلَّما هَلَكَ نبيّ خَلَفَهُ نبيّ، وإنّه لا نبيّ بَعْدِي، وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ، قالوا: فَما تَأْمُرُنَا؟ قالَ: فُو ببَيْعَةِ الأوَّلِ، فَالأوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فإنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ"([13]).

وفي صحيح ابن ماجه:" أن بَني إسرائيل  كانت تسوسُهُم أنبياؤُهُم، كلَّما ذَهَبَ نبيّ، خلفَهُ نبيّ، وأنّه ليسَ كائنٌ بَعدي نبيّ فيكُم قالوا: فما يَكونُ؟ يا رسولَ اللَّهِ قالَ تَكونُ خُلفاءُ، فيكثُروا قالوا: فَكَيفَ نصنعُ؟ قالَ: أوفوا ببَيعةِ الأول، فالأول، أدُّوا الَّذي علَيكُم، فسَيسألُهُمُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ، عنِ الَّذي علَيهِم"([14]).

وفي صحيح مسلم: قال سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب:"أنْتَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى، إلا أنّه لا نبيّ بَعْدِي".([15])

ويقول سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم:"لوكانَ بَعدي نبيّ لَكانَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ" صحيح الترمذي([16]).

الأحاديث السابقة التي تكلمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه تمنع كينونة النبوّة بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بشكل قطعي، وأنّه لوكان من المحتمل - افتراضًا جدليًا - لمجيء نبيّ بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم من المسلمين وليس من بني إسرائيل  – كما يقرر الميرزا غلام - فلن يكون إلا عمر بن الخطاب، وحيث أنّ عمر بن الخطاب لم يصبح نبيًّا، ولكنه فقط مُحَدَّث – وهذا بإقرار الميرزا غلام - فهذا يؤكد على نفي النبوّة بشكل عملي واقعي بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.

ويُفْهَمُ أيضًا من الأحاديث السابقة التي تكلمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنّ احتمالية مجيء نبيّ بعده صلى الله عليه وسلم حتى لو كانت موجودة افتراضا فلن تكون لنبيّ تشريعي أو حتى لنبيّ مستقل غير تشريعي ولا لرجل مسلم مُحَدَّث تابع لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليس إلا تابعًا مُحَدَّثا لسَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.

ويؤكد هذا الفهم الأحاديث الأخرى التي تكلمت بخصوص علي بن ابي طالب رضي الله عنه، فأثبتَ سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب التبعية والأخوة مثل هارون لموسى عليهما السلام ونفىَ عنه النبوة، ومعلوم أنّ هارون لم يكن نبيًّا تشريعيًا، فالتشريع كان لسَيِّدنا موسى عليه السلام، وبالتالي فنفي النبوّة عن علي بن ابي طالب هو نفي حتى للنبوة غير التشريعية، أو التابعة.

والأحاديث التي تكلمت على الأنبياء بعد سَيِّدنا موسى عليه السلام في بني إسرائيل ، أوضحت أنّ عقيدة خلافة الأنبياء غير التشريعيين لموسى غير موجود في الأمة الإسلامية، وأنّ الخلفاء فقط وليس الأنبياء هم من يَخْلفون سَيِّدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، وكذلك الأحاديث أكدت أنّه ليس فقط النبوّة التشريعية هي الممنوعة، بل حتى النبوّة غير التشريعية ممنوعة أيضًا في الأمة الإسلامية، لأنّ الأنبياء في بني إسرائيل  من بعد سَيِّدنا موسى كانوا أنبياء غير تشريعيين، فالتشريع كان لموسى عليه السلام فقط وليس لغيره - كما في الفكر القادياني، وبالتالي فالنبوة التي نفاها سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم كما في الأحاديث السابقة والتالية عن أمته ليست فقط النبوة غير التشريعية، بل كل ما يمكن وصفه بالنبوة حقيقة أو زورًا تحت أي تسمية ظلي أو بروزي أو اصطلاحي أو مجازي أو استعاري كما وصف الميرزا غلام نبوته، وعليه تسقط عقيدة الأحمديين أنّ النبوّة التشريعية هي فقط الممنوعة كما يفهمون بجهلٍ من الآية "خاتم النبيّين" باعتبار لو أنّ الخاتمية هنا تعني الآخرية، فإنّ التعبير “لا نبيّ بعدي" يعني لا نبيّ تشريعي بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.

والآن قبل المجيء بكلام الميرزا (غلام القادياني) في معنى "خاتم النبيّين"، نبيّن ما هي الدلالة البلاغية للتعبير:"لا نبيّ بعدي" و“ليسَ كائنٌ بَعدي نبيّ فيكُم" في اللغة العربية.

معلوم أنّه إذا جاء اسم نكرة أو فعل في سياق النفي فهذا يدل على نفي كل ما يشمله هذا الاسم النكرة أو الفعل، ففي التعبير "لا نبيّ بعدي" بُدِء بالنفي بالأداة "لا"، ثم جاء الاسم النكرة "نبيّ" بعد أداة النفي "لا" أو "ليس" فهذا يعني أنّ الاسم النكرة المنفي عام وشامل، أي النفي لكل أنواع النبوة، ومعلوم أنّ الأحمديين يعتقدون أنّ أنواع النبوّة ثلاثة: تشريعية ومستقلة وظلية، إِذَنْ النفي يشمل كل هذه أنواع النبوّة الثلاثة.

ولمزيد من البيان نأتي بكلام للميرزا غلام القادياني، ولأحد علماء الأحمدية في زمن الميرزا لإثبات الدلالة البلاغية للتعبير "لا نبيّ بعدي" كما ذكرتُ:

أولًا من كلام الميرزا (غلام القادياني) حيث يقول في كتابه (حمامة البشرى) 1894 صفحة 49 في رسالة دعوية للعرب:" ألا تعلم أن الربّ الرحيم المتفضّل سمَّى نبيّنا صلى الله عليه وسلم خاتَمَ الأنبياء بغير استثناء، وفسّره نبيّنا في قوله لا نبيّ بعدي ببيان واضح للطالبين؟ ولو جوّزْنا ظهورَ نبيّ بعد نبيّنا صلى الله عليه وسلم لجوّزْنا انفتاح باب وحي النبوّة بعد تغليقها، وهذا خُلْفٌ كما لا يخفى على المسلمين. وكيف يجيء نبيّ بعد رسولنا صلى الله عليه وسلم وقد انقطع الوحي بعد وفاته وختم الله به النبيّين؟".

التعبير "بلا استثناء" في كلام الميرزا (غلام القادياني) أفاد شمول الخاتمية بمعنى الآخرية لكافة أنواع النبوّة فلن يأتي نبيّ بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بسبب انقطاع وحي النبوّة كما قرر الميرزا غلام القادياني([17]).

وهذا نص آخر من كلام الميرزا (غلام القادياني) في بيان أنّ النكرة في سياق النفي تفيد العموم والاستغراق كما في كتاب (الملفوظات) مجلد 9 صفحة 14، يقول الميرزا غلام:"لا يقتصر مفهوم الإله على عبادة البشر أو عبادة الأوثان وأنه لا توجد آلهة غيرها، وهذا ما قال الله تعالى في القُرآن الكريم إنّ أهواء النفس ومغرياتها أيضًا آلهة. فالذي يعبد نفسه أو يتّبع أهواءه وأطماعه ويكاد يموت من أجلها أيضًا مشرك ويعبد الأوثان. إنّ حرف "لا" هنا (أي في أولى الشهادتين) لا يفيد نفي الجنس فحسب بل ينفي الآلهة من كل نوع سواء أكانت في النفس أو في الآفاق، وسواء أكانت كامنة في القلب أو كانت أوثانًا ظاهرية...".

ويقول الميرزا غلام في كتابه (أيام الصلح) 1899 صفحة 200:".... لم يرِد في القرآن الكريم ذكر مجيء المسيح ابن مريم ثانية قط، بينما ذُكر ختم النبوة بصراحة كاملة. وإن التمييز بين نبيّ قديم وجديد فتنة، إذ لم يرِد هذا التمييز في الحديث ولا في القرآن الكريم، كما أنّ في حديث "لا نبيّ بعدي" أيضًا نفْيا شاملا. وكم من الجرأة والتجاسر والجلافة أن يترك الإنسان نصوص القرآن الكريم الصريحة عن عمد اتباعا لأفكار ركيكة، ويؤمن بوجود نبيّ بعد خاتم النبيين! وأن يُجري سلسلة نزول وحي النبوة بعد انقطاعها، ذلك لأن الذي ما زال حائزا على شأن النبوة فلا شك أن وحيه وحي النبوة".

ونص من أحد علماء الأحمدية وهو أحد أصحاب الميرزا غلام القادياني، يقول المولوي (أي الشيخ) مُحَمَّد أحسن الأحمدي في كتاب (مناظرة لدهيانة ودلهي) 1891 صفحة 334، حيث كان الكلام على الآية {وإن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} النساء: 159، "والنوع الثاني [يقصد من أنواع العموم في اللغة] هو أنّ "مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ" صفة لـ " أحد" مقدَّر [يقصد كأنّنا نقول (وإنْ أحدٌ من أهل الكتاب)]، و"أحدٌ" الذي هو نكرة محضة في محل خبر النفي، ويفيد الاستغراق [يقصد الآية "وإن مِنْ أهل الكتاب" بمعنى "وما من أحد من أهل الكتاب" فهي نكرة جاءت في سياق النفي وأفادت الاستغراق أي العموم.] ويكمل قائلا: لقد ورد في كتاب (إرشاد الفحول) ما يتلخص في:"النكرة في النفي تَعُمُّ، سواء دخل حرف النفي على فعلٍ نحو "ما رأيت رجلا"، أو على الاسم نحو "لا رجل في الدار"، ولو لم يكن لنفي العموم لَمَا كان قولُنا "لا إله إلا الله"، نفيًا لجميع الآلهة سوى الله سبحانه. فتقرر أن المنفية ب "ما" أو “لن" أو “لم" أو “ليس" أو "لا" مفيدة للعموم، والنكرة المنفية أدلّ على العموم منها إذا كانت في سياق النفي".

والتالي نصوص من كلام الميرزا غلام ذكرتها قبل ذلك كثيرًا ولكن أعيدها لبيان رأيه في معنى "خاتم النبيّين".

في كتابه (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى من سنة 1880م إلى 1884 صفحة 23 يقول الميرزا غلام:"الأنبياء أولهم آدم وآخرهم أحمد صلى الله عليه وسلم "فالأنبياء الذين يقصدهم الميرزا (غلام القادياني) هم كافة أنواع الأنبياء، وبالتالي لا اعتبار لمن قال بأنّ الآخرية فقط للتشريعيين.

ويقول الميرزا غلام في كتابه (حمامة البشرى) 1894م صفحة 172:"... فانظر أين هذا وأين ادعاء النبوة؟ فلا تظن يا أخي أني قلت كلمة فيها رائحة ادعاء النبوّة كما فهم المتهورون في إيماني وعرضي... ومعاذ الله أن أدعي النبوّة بعد ما جعل الله نبيّنا وسَيِّدنا مُحَمَّدًا المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتم النبيّين".



[1]  سورة الأنفال (29).

[2]  سورة العنكبوت (69).

[3]  سورة الفرقان (44).

[4]  سورة القصص (51).

[5]  سورة الجاثية (23).

[6]  سورة الحجرات (1).

([7]) وهذا هو نص كلام الميرزا غلام في كتابه (التحفة الجولروية) 1900م والمنشور في 1902، صفحة 88 بخصوص أولوية التفسير بالظاهر في النصوص القُرآنية والحديثية، يقول الميرزا غلام:" ... فمن حق جميع النصوص الحديثية والقرآنية أن تُفسَّر نظرًا لظاهر الكلمات ويُحكم عليها بحسب الظاهر إلا أن تنشأ قرينةٌ صارفة، ودون القرينة الصارفة القوية يجب أن لا تفسَّر خلافًا للظاهر".

[8] سورة الأحزاب.(40(.

[9] سورة المائدة (3).

[10] حديث صحيح.

[11] خلاصة حكم المحدث: حسن غريب من هذا الوجه.

[12]  خلاصة حكم المحدث: حديث صحيح.

[13]  حديث صحيح.

[14]  خلاصة حكم المحدث : حديث صحيح.

[15]  حديث صحيح.

[16] خلاصة حكم المحدث :حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن عاهان

التخريج :أخرجه الترمذي (3686)، وأحمد (17405) باختلاف يسير.

([17]) وإذا قال الأحمديون إنّ الميرزا غلام لم يكن يعرف في زمن كتاب (حمامة البشرى) أي في سنة 1894م أنّه نبيّ بالفعل، بل كان يعتقد أنّه فقط مُحَدَّث، فنجيب على ذلك أنّ نص كلام الميرزا (غلام القادياني) هذا كان في تفسيره لآية "خاتم النبيّين" ولا علاقة له بأنّه نبيّ أو غي نبيّ. وأضيف أنّ بداية وحي النبوة للميرزا – كما يدعي الأحمديون - كان في مارس 1882م " كما في كتاب (التذكرة) صفحة 46، أي أنّ كلامه في (حمامة البشرى) كان بعد 12 سنة من بداية وحي النبوة للميرزا، وأيضا الميرزا غلام ادعى أنّ الله تعالى أصلحه وطهره تطهيرًا في سنة 1878م كما في كتاب (التذكرة) صفحة 29، وأنّه حينما كتب كتاب ( التبليغ) وكان باللغة العربية كان في سنة 1892م، أي قبل كتاب (حمامة البشرى) وقد أصلحه الله تعالى لُغويا قبل كتابة كتاب (التبليغ) حيث أنّه – كما في كتاب (سيرة المهدي) تأليف البشير أحمد ابن الميرزا غلام – قال قبل كتابة كتاب التبليغ أنّه لا يعرف العربية ويحتاج لمن يساعده في الترجمة، أي من الأوردية إلى العربية، ولكنه فاجأ أصحابه بالبداية في كتابة الكتاب – كما يدعي الميرزا (غلام القادياني) – من غير مساعدة لأنّ ربه أصلحه في اللغة العربية، فهل بعد كل هذا الإصلاح والتطهير نرفض تفسير الميرزا غلام للآية "خاتم النبيّين" وإقراره أنّ من فسرها "بلا نبيّ بعدي" هو سَيِّدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم؟ كما أنّ الميرزا (غلام القادياني) ادعى في سنة 1882م أن الله جعله من المطهرين وعلمه تفسير القرآن الكريم، وأن معنى الآية "لا يمسه إلا المُطهرون" تعني ألا يعرف التفسير الدقيق للقرآن إلا منْ طَهَرَ الله نفوسهم أي أصبحوا من المُطهرين، وأنّ الميرزا (غلام القادياني) من هؤلاء المُطهرين.