مقال (470) هل الميرزا غلام نبي أم ولي محدَّث ؟ أم غير ذلك ؟
مقال (470) هل الميرزا غلام نبي أم ولي محدَّث ؟ أم غير ذلك ؟
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/11/470.html
الخلاف الأساسي بين المسلمين و بين أتباع الميرزا غلام هو أن الأحمديين القاديانيين يؤمنون بنبوة الميرزا غلام , و بالتالي استحقوا تكفيرهم من جميع المجامع الاسلامية , و لو أنهم تخلوا عن الايمان بنبوة الميرزا غلام معتبرينه فقط ولي محدَّث – مع عدم اقرارنا بذلك - لاختلف الامر تماما , حيث أنه لم يثبت ابدا أنه قال أن نبوته نبوة حقيقية و انما الثابت من أول دعوته أنه المسيح الموعود كما في كتاب " ازالة الاوهام " سنة 1890 الى سنة 1907 في كتاب "الاستفتاء" و هو يصف نبوته أنها مجازية و غير حقيقية .
و نحن المسلمون لا نؤمن بأي نوع للنبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , بل الميرزا غلام نفسه في أكثر من كتاب له يؤمن بانقطاع وحي النبوة و الرسالة و سلسلة النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و انما هو يؤمن باستمرارو عدم انقطاع وحي و إلهام الولاية و المحدثية كما سنرى .
و سنرى بإذن الله تعالى في هذا المقال الكثير من النصوص التي تثبت اقرار الميرزا بمحدثيته و ولايته و نفيه نبوته بنصوص قطعية واضحة من كتاب – بحسب تعبير الميرزا غلام – مبارك مؤيد من الله تعالى و الرسول صلى الله عليه و سلم و الملائكة , كتبه بقوة فوق العقل , ومعلوم أنه لا قوة فوق العقل الا الوحي .
و التالي بعض النصوص التي تثبت أن كتاب " مرآة كمالات الاسلام " هو كتاب إلهامي و ذلك من كلام الميرزا غلام نفسه حيث قال في الصفحة 127 بخصوص كتاب " مرآة كمالات الاسلام " :
" وحين نظرت الآن وجدتُ أن في يد النبي صلى الله عليه و سلم كتاب "مرآة كمالات الإسلام" أي هذا الموضع من الكتاب وبدا لي أنه مطبوع. فوضع النبي صلى الله عليه و سلم إصبعه المباركة على المكان الذي فيه ذِكْر محامده المباركة، وبيان تعليمه المقدس والمؤثر والأعلى. ووضع أصبعا أخرى حيث ذُكرت كمالات الصحابة وصدقهم ووفاؤهم. وابتسم صلى الله عليه و سلم وقال: "هذا لي وهذا لأصحابي" " انتهى النقل
و يقول ايضا في الصفحة 435 و 436 :
" فليتضح أن هذا الكتاب القيّم الذي اسمه الجليل مذكور في العنوان ألَّفتُه بهدف أن يعرف الناس كمالات القرآن الكريم وليطّلعوا على تعليم الإسلام السامي، وإني لأستحيي من قولي بأني ألَّفتُه؛ لأنني أرى أن الله نصرني نصرا عجيبا في تأليفه من البداية إلى النهاية، وأودعه لطائف ونكات غريبة تفوق قدرات الإنسان العادية كثيرا. إنني أعلم جيدا أنه لآيةٌ أظهرها الله سبحانه و تعالى ليُعلَم كيف يؤيد الإسلام بتأييداته الخاصة في أيام غربته، وكيف يتجلى على قلب شخص ضعيف ... " اه
و يضيف :
" فيا أيها الأحبة، إن هذا الكتاب نموذجٌ لقدرة الله، وإلا فلا يمكن لمساعي الإنسان العادية أن تُنشئ هذا القدر من كنوز المعارف ... " اه
و يضيف :
يحتوي هذا الكتاب - بالإضافة إلى حقائق القرآن الكريم ومعارفه ولطائف كتاب الرب العزيز- على قدر كبير من الأنباء" اه
و يضيف :
" وأريد القول في الأخير بأنني تشرَّفت بزيارة رسول الله صلى الله عليه و سلم مرتين في أثناء تأليف هذا الكتاب، وأظهر صلى الله عليه و سلم سروره البالغ على تأليفه. ورأيت أيضا في أحد الليالي أن ملاكا يرغِّب قلوب الناس في هذا الكتاب بصوت عال ويقول ما نصه:
"هذا كتاب مبارك، فقوموا للإجلال والإكرام." " اه
و يقول الميرزا غلام في الصفحة 206 في كتاب "مرآة كمالات الإسلام" :
" يبدو أن الحكمة في الإذن في هذا الوقت هي أن المباهلة كانت غير جائزة من قبل لأن الأمر لم يوضَّح للمعارضين كما ينبغي، فكانوا يجهلون حقيقة الأمر جهلا تاما، وما كانوا متحمسين على التكفير أيضا كما تحمسوا فيما بعد.
أما الآن فقد بلغ التفهيم كماله بعد تأليف كتاب "مرآة كمالات الإسلام". ويستطيع كل ذي فهم بسيط أيضا أن يدرك بعد قراءته بأن المعارضين مخطئون تماما في رأيهم " انتهى النقل
في النص الاخير من كلام الميرزا غلام يصرح فيه بأن تفهيم الميرزا للمعارضين له فيما جاء في كتابه "مرآة كمالات الإسلام" قد وصل الى الكمال العلمي, و أن ما جاء في كتاب "مرآة كمالات الإسلام" ظاهر و لا يحتاج الى التأويل بدليل قوله أنه يستطيع من له فهم بسيط ادراك ذلك بسهولة , و بالتالي فان الميرزا غلام قد جاء في هذا الكتاب بما لا يصح الاعتراض من أتباعه لاحقا بالقول أن ما كتبه الميرزا غلام قبل سنة 1901 م منسوخ كما قال بشير الدين محمود في مسألة نبوة و محدثية الميرزا.
طيب ما هو موقف الميرزا غلام من مسألة محدثيته أو نبوته في نفس الكتاب " مرآة كمالات الاسلام " ؟
هل يقر في كتاب " مرآة كمالات الاسلام " بأنه محدَّث و ينكر نبوته ؟
هل يؤمن الميرزا غلام بأن باب النبوة قد تم سده و لم يبقى الا المحدثية ؟
فلو ثبت أن الميرزا غلام يقر بمحدثيته و ينكر بالفاظ صريحة نبوته و أن باب النبوة قد تم سده فليس على الاحمديين أتباع الميرزا غلام الذين يؤمنون بنبوة الميرزا غلام الا التوبة من الاعتقاد بنبوة الميرزا غلام فهذا هو الذي دعى علماء المسلمين الى تكفيرهم فلا نبي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , و أما الاختلاف في المسائل الاخرى مثل موت سيدنا عيسى عليه السلام أو رفعه الى السماء من عدمه و مسألة النسخ في القرآن الكريم و كثير من مسائل خلافية أخرى فلا تتسبب في تكفيرهم اطلاقا.
و لكن ماذا لو ثبت يقينا أن الميرزا غلام قد أنكر محدثيته ايضا في كتب أخرى مثل ازالة خطأ و كان هذا بعد كتاب " مرآة كمالات الاسلام " ؟
هنا يثبت لنا يقينا أنه قد ارتد على ما في كتابه الالهامي " مرآة كمالات الاسلام " , كما ارتد سابقا على كتابه الاول " البراهين الاحمدية " الاجزاء الاربعة الاولى حيث كان يؤمن فيه بحياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء و أنه نازل آخر الزمان و أن معجزات سيدنا عيسى عليه السلام حقيقية و غير ذلك من المسائل العقدية و اللغوية .
الان نستعرض ما ورد في كتاب " مرآة كمالات الاسلام " بشأن محدثية الميرزا غلام و انكاره النبوة .
في الصفحات 245 و ما بعدها :
" يا أيها الناس، التُّقى التُّقى.. النُّهى النُّهى.. ولا تتبعوا أهواء فيج أعوج، واذكروا ما قال المصطفى. لقد جئتكم حكمًا عدلا للقضايا وجب فصلها، فاقبلوا شهادتي، إني أوتيت علمًا ما لم تؤتوه وما يؤتى ... "
و يضيف :
" وقال: يا عيسى سأُريك آياتي الكبرى. فأيّ نهج الفصل أهدى من هذا إن كنتم تطلبون الهُدى؟ " اه
و يضيف :
" فأوحى إليَّ ربّي ما أوحى. فنهضتُ ملبّيا للنداء، فأنبأني ربّي مما سيأتي وما مضى. وصافاني ونجّاني من كل هم وبلاء، وبشرني بغلبتي على كل من خالف وأبى. "
و يضيف :
وأمرني أن أدعو الخلق إلى الفرقان ودين خير الورى، الذي سن التبليغ وحث على الجهد وحمل الأذى. لستُ بنبيّ، ولكن محدَّث الله وكليم الله لأجدد دين المصطفى :
و يضيف :
وقد بعثني على رأس المائة، وعلّمني من لدنه علوم الهدى " اه
فما الذي في النص السابق من نصوص ملزمة للأحمديين ؟
اولا هو يقر بأنه ليس بنبي و انما هو محدث و كليم .
ثانيا هو حكم عدل للفصل في القضايا , فهل قضية النبوة و المحدثية لا تستحق الفصل فيها ؟ و لكنه فعلا فصل في هذه القضية و حكم أنه ليس نبيا و انما هو محدَّث .
ثالثا ان الله آتاه علوم لم يؤتاها غيره , فهل من بهذه الاوصاف يخطئ في أمر نبوته أو محدثيته ؟
لا بد أنه يعلم يقينا أنه ليس بنبي .
رابعا أنبأه الله بما مضى و ما سيأتي , فهل من أعطاه الله هذا العلم اللدني لا يعرف على وجه اليقين ما اذا كان نبيا أو محدثا ؟ طبعا يعرف كما بينا.
و هل يصح بعد انكاره لنبوته و اقراره بالمحدثية فقط بصريح الالفاظ أن يرتد بعد ذلك و يقول أنه نبي و رسول و ليس بمحدث ؟ ثم يتساءل استنكاريا فيقول : هل ثبت أن المحدث يعرف الغيب ؟ و أليس معرفة الغيب لا تكون الا للانبياء ؟ و ذلك في كتابه " ازالة خطأ " 1901.
و الان مع نصوص أخرى من كتاب " مرآة كمالات الاسلام " :
الصفحة 133 :
" إن بعض أفراد هذه الأمة- وإن لم يكونوا أنبياء- يحظون بمكالمة الله مثل الأنبياء. وإن آيات الله البينات تظهر على أيديهم - وإن لم يكونوا رسلا - كما تظهر على أيدي الرسل وتجري في هذه الأمة أنهار الحياة متدفّقة، وليس لأحد أن يبارزها في ذلك.
هل لأحد أن يبارزني في إراءة البركات والآيات ويرُدّ إزائي على ادّعائي هذا؟ " اه
لا تعليق فالكلام واضح
الصفحة 138 :
" عندما تبلغ حالة أحد هذه المرتبة يصبح أمره وراء الوراء بالنسبة لهذا العالَـم، ويحظى بصورة ظلية بكافة مراتب الهداية والمقامات السامية التي نالها الأنبياء والرسل من قبل، ويصبح وارثا للأنبياء والرسل ونائبا لهم. والحقيقةُ التي تُسمّى معجزة للأنبياء، تظهر فيه باسم الكرامة. والحقيقة التي تُسمّى للأنبياء عصمة، تُذكر فيه باسم المحفوظية. والحقيقة التي تُسمّى للأنبياء نبوّة، تظهر فيه في حلّة المحدَّثية. فالحقيقة تبقى هِيَ هِيَ ولكنها تُعطى أسماء مختلفة نظرا إلى ضعفها أو قوتها؛ لذا تشير ألفاظ النبي r المباركة إلى أن المحدَّث يكون نبيا من حيث القوة. ولولا انسداد باب النبوة لكان في كل محدَّث قوة وموهبة ليكون نبيا. فمن منطلق هذه القوة والموهبة يجوز حمل المحدَّث على أنه نبي؛ بمعنى أنه يجوز القول: "المحدَّث نبي"، حيث يقولون: "العنب خمرٌ، نظرًا إلى القوة والاستعداد؛ ومثل هذا الحَمل شائع متعارف في عبارات القوم، وقد جرت المحاورات على ذلك، كما لا يخفى على كل ذكي عالم مطّلع على كتب الأدب والكلام والتصوف." وإلى هذا الحَمل أشيرَ حين اختصر الله جلّ شأنه قراءة: "وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدَّث" واكتفى في قراءة ثانية بالكلمات: "وما أرسلنا من رسول ولا نبي". " اه
من النص السابق يقرالميرزا بالتالي :
الميرزا غلام ينكر المعجزات لنفسه و يسميها كرامات لأنه ليس بنبي .
الميرزا غلام ينكر العصمة لنفسه و يسميها محفوظية لأنه ليس بنبي .
الميرزا غلام ينكر النبوة لنفسه و يسميها محدثية لأنه ليس بنبي .
الميرزا غلام يقر بانسداد باب النبوة و يعلن استمرار المحدثية التي فيها من قوة النبوة .
الميرزا غلام يقر بأن اعتبار المحدثية نبوة بالقوة و ليس بالفعل انما هي باعتبار ما يقال في كتب الادب و الكلام و التصوف , يعني لم يجد الميرزا غلام في القرآن ولا السنة ما يؤيد كلامه فذهب الى كتب الادب و الكلام و التصوف.
أما القراءة التي جاء بها الميرزا غلام فهي غير متواترة و بالتالي لا يمكن اعتبارها قرآنا يتلى , و هذه القراءة غير المتواترة هي دليل ادانة للميرزا و ليست تأييدا له , لأن الله تعالى فرَّق بين الرسول و النبي و المحدث , فلو كان النبي هو الرسول ما كان الله يفرق بينهما في الذكر, ونفس الطريقة لو كان المحدث نبيا ما فرق الله بينهما في الذكر , فالمحدث غير النبي , و النبي غير الرسول.
و لو كان وجود المحدث و اهميته للمسلمين بمكان و أنه سوف يجيء هذا المحدث لينقذ المسلمين من الشرك و البدع لكان الله تعالى ابقى كلمة " المحدث " الى يوم الدين في القرآن الكريم.
الصفحة 198 :
" هل حدث في العالم مرةً أن نصر الله كاذبا ظل يفتري عليه I إحدى عشرة سنة ويقول بأن وحي الولاية والمحدَّثية من الله ينـزل عليه، ولم يقطع الله منه الوتين ... " اه
هنا الميرزا غلام يثبت أن الوحي و الاهام له ليس الا وحي الولاية و المحدثية و ليس وحي النبوة .
الصفحة 240 :
" يا قوم.. اتقوا الله.. ولا تتبعوا أهواء قوم مبتدعين، واتّبعوا الرسول النبيّ الأمي الذي هو رحمة للعالمين. واعلموا.. يا إخوان.. أني أُرسلت محدَّثا من الله إليكم، وإلى كل من في الأرض، فاتقوه ولا تحتقروا المرسلين " اه
لا تعليق فالكلام واضح
الصفحة 243 :
" هذا ما ألهمني ربّي.. في وقتي هذا ومن قبل... وإنّ له عبادًا من الأولياء يسمّون في السماء تسمية الأنبياء بما كانوا يشابهونهم في جوهرهم وطبعهم، وبما كانوا يأخذون نورًا من أنوارهم، وكانوا على خُلقهم مخلوقين. فيجعلهم الله وارثهم، ويدعوهم بأسماء مورثيهم، وكذلك يفعل وهو خير الفاعلين. وللأرواح مناسبات بالأرواح لا يُدْرى دقائقها، فالذين تناسبوا يُعَدّون كنفس واحدة، ويطلق أسماء بعضهم على بعض، وكذلك جرت سنة الله، وذلك أمرٌ لا يخفى على العارفين. إن الله وتر يحب الوتر، ولأجل ذلك قد استمرت سنّته أنه يرسل بعض الأولياء على قدم بعض الأنبياء، فمن بعث على قدم نبيّ يسمّى في الملأ الأعلى باسم ذلك النبي الأمين، ويُنـزل الله عليه سرَّ روحه، وحقيقة جوهره، وصفاء سيرته، وشأن شمائله، ويوحّد جوهره بجوهره، وطبيعته بطبيعته، واسمه باسمه، ويجعل إراداته في إراداته، وتوجهاته في توجهاته، وأغراضه في أغراضه، ويجعلهما كالمـرايا المتقابلة في الإنارة والاستنارة، كأنّهما شيءٌ واحدٌ.. وذلك سرّ التوحيد في أرواح الطيّبين. فهذا هو السرّ الذي سمّاني الله برعايته المسيح الموعود، فتفكروا في السرّ ولا تكونوا من المستعجلين. ما كان الله أن يرسل نبيّا بعد نبيّنا خاتم النبيّين، وما كان أن يُحدث سلسلة النبوة ثانيًا بعد انقطاعها، وينسخ بعض أحكام القرآن، ويزيد عليها، ويُخلف وعده، وينسى إكماله الفرقان، ويُحدث الفتن في الدين المتين." اه
لا تعليق فالكلام واضح
الصفحة 314 :
" وفي هذه الرؤيا رباني رسول الله r بيده وكلامه وأنواره وهدية أثماره. فأنا تلميذه بلا واسطة بيني وبينه، وكذلك شأن المحدَّثين." اه
لا تعليق فالكلام واضح
الصفحة 328 :
" وأمرني لدعوة الخلق إلى دين الإسلام، وملة خير الأنام، ورزقني من الإلهامات والمكالمات والمخاطبات والمكاشفات رزقًا حسنًا، وجعلني من المحدَّثين." اه
و في كتاب سابق للميرزا غلام و هو كتابه الكبير الذي أعلن فيه موت سيدنا عيسى عليه السلام و أنه هو أي الميرزا غلام مثيل سيدنا عيسى عليه السلام و أنه المسيح الموعود كتاب " ازالة الاوهام " 1890 سنجد أن الميرزا غلام يقرر أن المسيح القادم أي الموعود هو سيكون من الامة فقط و لن يكون نبيا ." اه
في الصفحة 263 من كتاب " ازالة الاوهام " يقول الميرزا غلام :
"و إذا قلتم : أين وُصف عيسى عليه السلام كشخص من الأمة ؟
قلت: اقرأوا في صحيح البخاري حديثا جاء فيه : " إمامكم منكم"
لا شك في أن الخطاب في " منكم" موجه إلى جميع أفراد الأمة الذين سيأتون منذ زمن النبيّ إلى نهاية الزمن . ولكن من الواضح تماما أنه إذا كان المراد به أفراد الأمة فقط , و قد بشر أبناؤها أن ابن مريم الآتي سيكون" منكم " و سيولد فيكم ؛ فمعنى ذلك , بتعبير آخر , أن ابن مريم الآتي لن يكون نبيّا , بل أحد من الأمة فقط . .". إنتهى النقل.
اذن الميرزا غلام حينما قال أن المحدث نبي – سواء في كتاب " مرآة كمالات الاسلام " أو غيره - إنما قالها باعتبار أنها من تعبيرات أصحاب كتب الادب و الكلام و الصوفية و انهم هم من يسمون المحدث نبيا و أنه لا حقيقة لهذا الوصف اي وصف المحدث بالنبي كمن يقول "العنب خمر" , فلا العنب خمر ولا الخمر عنب , يعني هو وصف استعاري لا أكثر ولا أقل .
و أخيرا نجد أن الميرزا غلام يقرر في كتاب متأخر له في سنة 1907 م و كان باللغة العربية و هو كتاب " الاستفتاء " أنه نبي على طريق المجاز , و ليس هذا فقط , بل يؤكد أن نبوته ليس على الحقيقة , فما بقي للأحمديين القاديانيين بعد ذلك؟ .
و هذا هو نص كلام الميرزا غلام في كتاب الاستفتاء الصفحة 86:
" النبوّة قد انقطعت بعد نبيّنا صلى الله عليه وسلم ...
بَيْدَ أني سُمّيتُ نبيّا على لسان خير البريّة ،[ أين هذا في الحديث النبوي ؟] وذلك أمرٌ ظِلّيٌ...
وما عَنَى اللهُ من نبوّتي [ أين هذا في كلام الله نعالى ] إلا كثرة المكالمة والمخاطبة، ولعنةُ الله على من أراد فوق ذلك ...
وإنّ رسولَنا خاتَمُ النبيين، عليه انقطعت سلسلةُ المرسلين....
وسُمّيتُ نبيّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة..." اه
و أذكِّر الاحمديين أن ما قاله الميرزا غلام في كتابه " ازالة خطأ " 1901م أنه ليس بمحدث و أنه نبي و رسول كان على سبيل الاجتهاد , وقد ترك بقوله هذا ما أكده مرارا و تكرارا في كتابه الالهامي " مرآة كمالات الاسلام " كما بينت صفات هذا الكتاب في أول هذا المقال.
اللهم إني قد بلغت
اللهم فاشهد
د.ابراهيم بدوي
20/11/2021