مقال ( 47 ) هل قدرة الميرزا على إنشاء الشعر تثبت أنه مدعي النبوة كذاب ؟

مقال ( 47 ) هل قدرة الميرزا على إنشاء الشعر تثبت أنه مدعي النبوة كذاب ؟

مقال ( 47 ) هل قدرة الميرزا على إنشاء الشعر تثبت أنه مدعي النبوة كذاب ؟  وهل القاعدة التي أرساها الميرزا غلام وهي "ما لا يجوز للنبيّ صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لغيره من الأنبياء" تؤكد أنه دجال وكذاب في ادعائه النبوة؟ https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2015/12/47.html

الميرزا الغلام القادياني وإنشاء الشعر.

سبحان الله القادر القدير، حافظ دينه وأنبيائه من عبث العابثين ومن إدعاءات الكافرين بالنبوة بعد أن ختمها بالحبيب المختار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلقد وضع الله سبحانه وتعالى علامات بينة في غاية الأهمية والظهور لمعرفة أغلب مدعي النبوة ومنها إنشاء وتأليف الشعر، فدائما ما يكون مدعو النبوة شعراء، وهذا من أهم موانع النبوة أي إنشاء وتأليف الشعر، فلقد أعلن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أنّ النبيّ لا يكون شاعرًا، ولا ينبغي له أن يكون شاعرًا من قبل البعثة، وبالتالي فلا النبيّ يكون شاعرًا ولا الشاعر يكون نبيّا، وهذه فيها الكفاية من حيث المبدأ لإثبات كذب الميرزا غلام أحمد في إدعائه النبوة لأنه كان شاعرًا بالأصل قبل إدعاء النبوة.

فعندما ادعت قريش أنّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شاعر، وأنّ القرآن الكريم من تأليفه رد الله تعالى عليهم بأنه صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، بل لا ينبغي له أن يكون شاعرًا من الأصل كما في الآية :"وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ" (69) سورة يس، وأيضًا يقول الله تعالى :{ {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِين (47) }َ سورة الحاقة.

والميرزا غلام مدعي النبوة أرسى قاعدة هامة وهي"ما لا يجوز للنبيّ صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لغيره من الأنبياء"، كما سيتضح لاحقًا، فإذا كان إنشاء الشعر لا يجوز للنبيّ صلى الله عليه وسلم، بالتالي لا يجوز لغيره أيضًا من الأنبياء من قبله، وتكون هذه علامة هامة أرساها الله سبحانه وتعالى كإحدى الدلائل الهامة والهامة جدًا ليتعرف الناس ببساطة على الذين سيدّعون النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إلا من أغلق قلبه وعقله واتخذ إلهه هواه.

فمن يدعي النبوة إذا ثبت أنه قام بتأليف الشعر سواء قبل الإدعاء بالنبوة أو أثنائها فاعلموا أنه كاذب كاذب كاذب.

ونبدأ بأقوال الميرزا غلام في إثبات القاعدة التي أرساها، في كتاب (توضيح مرام) 1890م صفحة 64 نجد الميرزا غلام أحمد في معرض الاعتراض على صعود سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء والنزول منها قبل يوم القيامة وأنّ هذه عقيدة سخيفة يقول :"أقول : إنّ الأمر الذي لا يعتبر جائزًا للنبيّ عليه الصلاة والسلام الذي كان أفضل الأنبياء، بل عُدّ خارج سنة الله، كيف يجوز للمسيح عليه السلام؟ فمن الإساءة الشديدة أن نستبعد كمالًا بحق النبيّ عليه الصلاة والسلام ثم نقبل إمكانية الكمال نفسه بحق المسيح عليه السلام. هل يسع مسلمًا صادقًا أن يرتكب إساءة كهذه؟ كلا ثم كلا"إنتهى النقل.

وفي كتاب (حمامة البشرى) 1894 صفحة 64 يقول الميرزا غلام:" واعلم أنّ القرآن لا يجّوز لأحد أن يرقى في السماوات بجسمه العنصري ويبقى فيها حيًا إلى يوم القيامة، وأنت تعلم أنّ طائفة من قريش إقترحوا سؤالات من عند أنفسهم، فكان منها أنهم قالوا لرسول الله عليه الصلاة والسلام : إنّا لا نؤمن بك حتى ترقى في السماء، فنزل في جوابهم:" قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولًا " وأنت تعلم أنّ رسولنا أفضل الرسل وخاتمهم وأحبهم إلى الله، فالأمر الذي لم يُجزْ له، فكيف يجوز لغيره؟ فتدبر يا أخي ..أيدك الله بالهام مبين." انتهى النقل

والتعليق :

1 -لا شك أن موهبة إنشاء الشعر من المواهب والكمالات التي تميز الإنسان عن غيره، وبخاصة إذا ارتبطت موهبة الشعر بالفصاحة في اللغة.

2 - كلام الله تعالى للأنبياء والمطلوب إبلاغه للناس، لا بد أن يكون بليغًا وعلى أعلى درجة من البلاغة بحيث لا يرقى إلى هذه البلاغة أحد من الإنس ولا من الجن في أي زمن من الأزمنة، فلا مقارنة بين دقة وبلاغة وحلاوة كلام الله تعالى وبين كلام البشر.

3 - وكما أنّ الرقي إلى السماء كما كان يتصوره كفار قريش من الآيات الدالة على الإعجاز والكمال الذي يثبت تأييد الله تعالى للنبيّ، وأنه من عند الله تعالى، وكذلك إعتبره الميرزا كمالًا مفترضًا لم يقدر عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف يُقبل لغيره؛ أي صعود ورفع عيسى عليه السلام، مما جعل الميرزا ينشأ قاعدة أو مبدأ هام، فقال الميرزا كما في كتاب (حمامة البشرى) صفحة 64 "فالأمر الذي لم يُجزْ له،.فكيف يجوز لغيره"، وقال في كتاب (توضيح المرام) صفحة 64 " فمن الإساءة الشديدة أن نستبعد كمالًا بحق النبيّ عليه الصلاة والسلام ثم نقبل إمكانية الكمال نفسه بحق المسيح عليه السلام".

وقبل الإنتقال للنقطة التالية في مسألة الشعر، أحب أن أعرّج إلى تلبيس وتدليس الميرزا في مسألة إستحالة صعود عيسى عليه السلام للسماء مستدلًا بقول النبيّ صلى الله عليه وسلم كما في الآية :"قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولًا " فالفارق الذي لم ينتبه إليه الميرزا - بقصد أو بدون قصد – هو من الفاعل للإصعاد أو الرفع؟؟ فقريش سألت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الرقي، فقال ما أنا إلا بشر، وما كان يقصد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منع الرقي والصعود، وإنما الإنكار والإعتراض منه صلى الله عليه وسلم أنه كيف هو بنفسه يرقى ويرتفع إلى السماء والفعل منسوب له وبه، وإنما لو كان الفاعل هو الله تعالى فما المانع؟ فهل هناك حدود لقدرة الله تعالى؟ فهل من قدرات البشر المعتادة أنه إذا ألقِيَ به في النار فلا يحترق؟ كما حدث في قصة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ولكن ماذا لو أن الله تعالى هو الذي قرر أن لا يحترق النبيّ؟ بل تكون النار بردًا وسلامًا عليه وليس فقط عدم الإحتراق، فالله أمر النار بتوقف خواصها التي أعطاها الله تعالى لها بنفسه، ويملك قطعًا إيقافها، ومن يرفض من القاديانيين حقيقة نار سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم وتوقف خاصية الحرق فيها، فعليه أن يراجع الكتاب القادياني المعروف وهو" سيرة المهدي" في الرواية 146 و147 وكان كلام الميرزا غلام القادياني نفسه وكلام إبنه الميرزا البشير أحمد مؤلف الكتاب على أنّ النار كانت حقيقية ولم تكن إستعارية وأنّ الله سبحانه وتعالى جعلها بردًا وسلامًا فعلًا - وليس كما يقول جهال القاديانية حتى أيضاً بدينهم القادياني أنه من الممكن أن تكون ريحًا أطفأت النار -  ويقول إبن الميرزا البشير أحمد " إنّ الله تعالى يفعل ما يشاء بدلالة اسمه القادر والقدير".

4 - نعود لمسألة الشعر وإنشائه، فكون النبيّ شاعرًا من قَبل نبوته فقد يؤدي هذا إلى الإلتباس في أن ما يقوله النبيّ ما هو إلا من تأليفه وبالتالي مشكوك في أمره .  

5 - لذلك منع الله سبحانه وتعالى على الإطلاق أن يكون النبيّ من قبل نبوته أو أثنائها شاعرا فيشتبه على الناس أن ما يقوله ويدعيه من كلام الله تعالى ما هو إلا من تأليفه هو وليس من كلام الله تعالى.، وعليه فمما سبق يستوجب إنكار نبوة الميرزا غلام لأنه بالتأكيد كان شاعرًا، فقد ثبت تأليفه للشعر من أول كتاب له وهو البراهين الأحمدية سواء باللغة الفارسية أو بالأردو، وإذا كان هذا حال الميرزا أو غيره – وهذا مشهود – أنّ من يملك موهبة إنشاء الشعر يملك إنشاءه بأي لغة يتعلمها، وقد ثبت يقينًا تعلم الميرزا اللغة العربية من ثلاثة أساتذة وهذا بإقراره، فمن كانت عنده هذه الموهبة مثل الميرزا، وهو موجود ومتكرر في الكثير من غير العرب الذين تعلموا اللغة العربية وكانوا يملكون موهبة تأليف الشعر فبرعوا في إنشاء الشعر بالعربية ومنهم الشاعر غير العربي محمد إقبال وغيره، ولكن في حالة الميرزا للأسف فقد أقر بأنه كان يستعين في الترجمة من الأوردو إلى العربية بمن حوله من العارفين باللغة العربية - ليكتب كتبه التي بالعربية مثل كتاب التبليغ - وكما كان أيضًا يستعين بالقواميس وأيضًا كان يحتاج إلى التحسين لمؤلفاته من العلماء من حوله، فكيف يكون معجزًا في اللغة العربية والفصاحة بالعربية؟ وكل هذا قد اثبتُه في الجزء الأول من كتابي "حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية"

6 - وأحب هنا في هذا المقام لكي يتضح هذا الموضوع أكثر أن أتشرف بكلام حضرة الشيخ العالم الجليل منظور أحمد جنيوتي في كتابه (الأصول الذهبية)، فهو أول من أشار – بحسب علمي- لموضوع نفي أن يكون النبيّ شاعرًا، وأنه لا يكون الشاعر نبيًا أبدا، يقول حضرة الشيخ تحت العنوان"جهة كذب الميرزا الرابعة": شاعرية الميرزا، يعلم كل مسلم بألا يكون النبيّ شاعرًا، قال الله تعالى في القرآن الكريم ردًا على كفار مكة "وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ" (69) سورة يس، كما قال الله تعالى عن القرآن الكريم نفسه "وما هو بقول شاعر". فالحاصل أنّ هذا الأمر مسلم بألا يكون النبيّ شاعرًا، ومن كان شاعرًا فلا يمكن أن يكون نبيًا وفق هذا الأصل، فكان المفروض أن لا يكون الميرزا القادياني شاعرًا وأن لا يجري على لسانه أي شعر، لكننا بعد التأمل في سيرة الميرزا علمنا أنه لم يكن شاعرًا فحسب بل كان مدعيًا بالشاعرية المعجزة، وقد كتب القصيدة الإعجازية لأظهار صدقه كما طبعت مجموعة كلامه المنظوم المسمى ب " الدر الثمين "، فهكذا من حكمة الله تعالى أن شاعرية الميرزا هذه صارت علمًا واضحًا على كذبه، ولعل الميرزا لم يدرك هذا الأمر ( أي أنّ النبيّ لا يكون شاعرا) وإلا لترك إنشاء الشعر تأييدًا لنبوته الكاذبة وما قاله من الأشعار قبل، لأمر بإضاعتها – فالأسف كل الأسف – ويكمل الشيخ منظور قائلا : قلق الميرزائيين: حينما يعرض على القاديانيين دليل كذب الميرزا المذكور يردون عليه قائلين بكل وقاحة :"ما الحرج في قول حضرة الميرزا الشعر؟ فإنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول الأشعار أيضاً"، نحو قوله صلى الله عليه وسلم حينما جرحت أصبعه : " هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت" وكقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة"، فينبغي أن يعلم في هذا الباب أنّ هذه المقولات النبوية لا تدخل في تعريف الشعر إصطلاحًا، بل إنها صارت موزونة بلا قصد، أما الشعر فإنه يعرف ب " أنه كلام موزون مقصودًا "فيشترط القصد والإرادة في الكلام ليكون شعرًا، بخلاف أشعار الميرزا فإنها قد قيلت بالقصد والإرادة، فإنها دلالات بينة دون شك على كون الميرزا دجالًا وكذابًا . ثم الأمر الذي يعتبر عيبًا في أصل المتبوع كيف يكون خصلة حسنة بل ودليلًا للنبوة والصدق في التابع والظل والبروز؟ فيا للعجب !!! فانظروا هل عرض النبيّ صلى الله عليه وسلم الأشعار كدليل لصدقه؟ " انتهى النقل من كلام فضيلة الشيخ منظور أحمد جنيوتي رحمه الله تعالى.

و نسأل الله تعالى العفو و العافية.

د.ابراهيم بدوي
 ‏2015‏-12‏-07.

مقال (065) الميرزا غلام القادياني و كذبة إعجازه في اللغة العربية ، و بيان للعلوم التي درسها على يد أساتذة قبل ادعاء الولاية أو النبوة .

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2015/11/blog-post.html