مقال (410) ماذا تعني للأحمديين مائدة سيدنا عيسى عليه السلام التي أنزلها الله تعالى من السماء ؟
مقال (410) ماذا تعني للأحمديين مائدة سيدنا عيسى عليه السلام التي أنزلها الله تعالى من السماء ؟
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2020/11/410.html
رسالة إلى العقلاء من أتباع الميرزا غلام القادياني :
ما هو تفسيركم للآيات التالية من سورة المائدة؟
قال تعالى:
"إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" [ المائدة : 112]
"قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ" [المائدة : 113]
"قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" [المائدة : 114]
"قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ" [المائدة : 115]
واضح أن الحواريين برغم ايمانهم بالله تعالى قلبيا الا انهم كانوا يريدون مشاهدة استطاعة الله تعالى في الانزال من السماء بعيونهم المادية , و ليس هذا فقط بل يأكلون منه , و كما هو معلوم أنه ليس الخبر كالمعاينة , و بنفس الاسلوب سأل سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام ربه أن يريد كيف يحيي الموتى , أي للاطمئنان بالمشاهدة العينية
و لقد أوضح الله تعالى في القرآن الفرق بين مجرد العلم اليقيني و بين مجرد المشاهدة وبين التعامل أو ممارسة هذا الامر المعلوم عقلا , حيث قال تعالى :
لَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) سورة التكاثر
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) سورة الواقعة
فلقد سمى سبحانه و تعالى مجرد العلم اليقيني أي القلبي "علم اليقين "
بينما سمى العلم الناشئ عن الرؤية العينية " عين اليقين "
و سبحانه و تعالى سمى الوقوع أو الممارسة بالحواس للمعلوم يقينا و المشهود عينا مثل دخول الجحيم سماه " حق اليقين " .
اذن الحواريون ارادوا الوصول لحق اليقين – بملامسة المائدة و الجلوس عليها ثم بالاكل من طعامها - بعد تمام العلم اليقيني و المعاينة, فيشهدوا للناس بما رأوه و مارسوه يقينا
و الايات تصرح أن النزول من السماء لمائدة مادية - ليست أوهام أو خيالات - و لطعام مادي ، و يؤكل ، و هو آية خارقة يُثبت بها قدرة الله تعالى في الانزال من السماء و من يستطيع ذلك يستطيع رفع من يشاء و ما يشاء و يُعلم ايضا من تحقق دعاء سيدنا عيسى عليه السلام صدقه و أنه من عند الله ، و هذا كله يدعو للاطمئنان ، و سوف يشهدون لغيرهم بتحقق هذه الآية الاعجازية .
فكيف نصدق الميرزا غلام و الاحمديين أنه لا شيء يصعد أو ينزل من السماء ؟
فمن يُنزل الطعام و المائدة من السماء بألفاظ صريحة - و لا يوجد أي قرينة تدل على القصد المجازي - هل لا يستطيع إصعاد و رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء و إنزاله وقتما يشاء ؟
و التفسير الوحيد الذي وجدته لهذه الايات هو في تفسير الخليفة الاحمدي الاول نور الدين حيث فسر المائدة بالرزق لكل اتباع المسيح مؤمنهم و كافرهم , و انه ظاهر ذلك في احوال النصارى في زمن الخليفة أنهم يبدلون ملابسهم في اليوم الواحد اكثر من مرة , بينما الايات واضحة ظاهرة أنها تتكلم على مائدة آية من الله تعالى و أن بها طعام يؤكل , و أما أولهم و آخرهم فتعني أول الموجودين و آخر الموجودين الذين سيشاهدون الاية , و استدلال نور الدين باطل لأن النصارى ليسوا كلهم اغنياء بل الفقراء منهم كثيرون جدا , و كما سنرى لا بد من اعتبار التفسير بالظاهر الا اذا اتت قرينة صارفة لظاهر النص .
و لا تنسوا يا اتباع الميرزا أن الميرزا يقر بأن الألفاظ القرآنية و الحديثية الأصل في مدلولها المدلول الظاهر و لا يحال إلى المجاز الا بالقرينة القوية .
و هذا هو نص كلام الميرزا غلام في التحفة الجولوروية 1902سنة صفحة 88 بخصوص أولوية العمل بالظاهر في النصوص القرآنية و الحديثية :
يقول الميرزا غلام أحمد :
" والعبارة تجدر أن تُحمل على ظاهرها قبل وجود قرينة، وإلا عُدَّ تحريفا كتحريف اليهود.
باختصار؛ إن القول بأن عيسى - عليه السلام - بعد النزول يرتدي زي المسلمين ويُدعى فردا من الأمة، تأويلٌ غير عقلاني ويتطلب دلائل قوية.
فمن حق جميع النصوص الحديثية والقرآنية أن تُفسَّر نظرا لظاهر الكلمات ويُحكم عليها بحسب الظاهر إلا أن تنشأ قرينةٌ صارفة.
ودون القرينة الصارفة القوية يجب أن لا تفسَّر خلافا للظاهر.
وإن المعنى الحرفي لـ"إمامكم منكم" يقتضي أن يولد ذلك الإمام في هذه الأمة حصرا.
وإذا ادَّعى أحد خلاف ذلك بأن عيسى - عليه السلام - الإسرائيلي الذي نزل عليه الإنجيل هو نفسه سيصبح من الأمة بعد العودة إلى هذا العالم؛ فهذه الدعوى جديدة وتنافي ظاهر النص، وتحتاج إلى دليل قاطع، فالدعوى دون إثبات غير جديرة بالقبول" انتهى النقل.
و الله المستعان
د ابراهيم بدوي
27/11/2020
و قد أضاف د.هاني طاهر المحترم التعليق التالي على المقال في الفيسبوك , و قد أورردته هنا لمزيد الفائدة
التناقض 42: تفسير "مائدة من السماء "
جاء في التفسير الوسيط المنسوب لمحمود:
"إن الحواريين لم يسألوا عيسى وجبة واحدة من الطعام، وإنما طلبوا مددًا دائما من المؤونة يأتيهم من دون مشقة أو مصاعب. و(مِّنَ السَّمَآءِ) تنطوي على اتصاف الشيء المنَزّل باليسر والدوام والضمان.... ويكشف تاريخ الكنيسة المسيحية في فجر نشأتها أن الله تعالى قد كفل لهم بالفعل زادا غير عادي لإعالة الذين تفرّغوا مخلصين لنشر رسالة المسيح عليه السلام. بل اليوم، وقد انحرف المسيحيون بعيدا عن الحق، لا يزالون يستمتعون بمائدة حافلة بطعام شهي". (التفسير الوسيط، سورة المائدة)
وتسخر الجماعة الأحمدية من فكرة نزول طبق من الفواكه والأطعمة على الحواريين.
أما الميرزا فقد أيّد ما جاء في كتاب تاريخ روضة الصفا، بنقله إياه في سياق الموافقة عليه، وها هو النصّ:
"لقد وصل المسيح، بعد أن هاجر من وطنه، إلى منطقة "نصيبين" التي تبعد عن وطنه بمئات الفراسخ؛ وكان يصحبه بعض الحواريين أيضًا... وإن حادثة نزول المائدة الواردة في القرآن قد وقعت أيضًا في أيام سياحته". (المسيح في الهند)
ودليل تأييده لهذه العبارة قوله بعد ذلك:
"هذا ملخّص ما ورد في تاريخ "روضة الصفا". وقد عزا المؤلّف إلى عيسى عليه السلام عدّةَ أمور أخرى سخيفة وخرافية غير معقولة على أنها معجزات له، ولكنا قد أعرضنا عن ذكرها متأسفين على تفاهتها، ومُنزِّهين كتابنا عن كذبها وسخفها ومبالغاتها". (المسيح في الهند)، فالأمور السخيفة والخرافية أعرَض عنها، وهذا يعني أنّ الذي نقله ليس سخيفا ولا خرافيا، بل حقيقة.
مقال (436) من هو الميرزا غلام القادياني ؟
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/03/336.html
مقال (380) لماذا الطائفة الأحمدية القاديانية أخطر على المسلمين من اليهود و النصارى؟
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2020/06/380.html
مقال (455) هل الأحمديون يرون المسلمين كفارا ؟ الجزء الأول
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/10/blog-post.html
مقال (474) هل الأحمديون يرون المسلمين كفارا ؟ الجزء الثاني
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2022/01/474.html
صورة الصفحة من كتاب المسيح الناصري بالهند رقم 73