مقال (270) القاعدة الخامسة:” ما استلزم محالا كان محالا بحد ذاته” وتطبيقات عليها.
قلت وأقول مرارا وتكرارا أن البحث في كتب المخالف لك التي يعتبرها مقدسة أوملزمة له بأي اعتبار هوميزان الحوار والجدال بينك وبينه لبيان الحق من الضلال في اقل وقت ممكن وبالزام لا يعارضه الا عباد الهوى. وهذا النص من الميرزا غلام القادياني هومن القواعد المنطقية الصحيحة والتي يجب أن نستفيد منها قدر الامكان. في كتاب” البراهين الأحمدية"/ من 1880 إلى 1884 ج 1-4 صفحة رقم 0077 يقررالميرزا غلام أحمد القادياني القاعدة التالية:” ما استلزم محالا كان محالا بحد ذاته” أي ما استلزم لوجوده محالا فهوفي ذاته محال, وقد وردت هذه القاعدة الصحيحة في معرض كلام الميرزا عن استحالة نزول شرع ووحي جديد بعد القُرآن الكريم يقول الميرزا غلام القادياني: "ما دام تَطُرق التحريف والتبديل إلى مبادئ القُرآن الكريم الصادقة مستحيلا, أوكان استيلاء ظلمة الشرك وعبادة المخلوق على الخلق كله محال عقلا, استحال نزول شريعة جديدة ووحي جديد أيضا بموجب العقل [إبراهيم بدوي: لاحظوا أن الميرزا هنا ذكر الشريعة الجديدة خلاف الوحي الجديد لبيان أن الواوهنا للتعدد ولم يذكر ما قاله بعد ذلك بالتفرقة بين وحي النبوّة التامة وغيرالتامة التي يدَّعي استمراراها إلى يوم القيامة ويقصد الرؤيا], لأنّ ما استلزم محالا كان محالا بحد ذاته. وعليه فقد ثبت أن النبيّ صلى الله عليه وسلم هوخاتم الرسل في الحقيقة” انتهى النقل والآن نطبق هذه القاعدة على الحديث الخاص بإبراهيم ابن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام” لوعاشَ إبراهيم لَكانَ نبيّا” حيث يعتبر الأحمديون القاديانيون أن هذا الحديث يدل على استمرار النبوّة إلى يوم القيامة والا ما قال ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والاجابة عليهم كالتالي: 1- لواعتبرنا أن الحديث ” لوعاشَ إبراهيم لَكانَ نبيّا” صحيحا و معلوم أن من كتب الله تعالى عليه الموت فلن يعيش لحظة واحدة؛ يعني من المحال أن يبقى له في الدنيا ولو لحظة واحدة , فيكون بناءا على قاعدة” ما استلزم محالا [ أي استمرار الحياة بعد قرار الاماتة ليكون نبيا في المستقبل ] كان محالا بحد ذاته [ أي النبوّة بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام]" و عليه فمن المستحيل أن تكون هناك نبوة بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ولكي نفهم الاجابة بشكل ايسر اضيف التالي:
يقول الله سبحانه وتعالى” قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أول الْعَابِدِينَ” (81) سورة الزخرف, فهوتطبيق لنفس القاعدة حيث أنّه من المحال أن يكون لله تعالى ولد فاستلزم ذلك استحالة أن يعبده رسول الله صلى الله عليه وسلم. 2- قال الميرزا في كتاب " البراهين الاحمدية " صفحة رقم 156 ان الذين يموتون في الصحاري هم بلا مؤهلات شخصية اصلا تؤهلهم للمعرفة أو الولاية أو النبوة و الرسالة.
" إن المؤهلات الشخصية التي هي شرط ضروري لتلقي الإلهام , لا تتوفر في كل فرد من أفراد بني آدم . و لو كانت في احد موهبة ذاتية لكان بإمكأنه اليوم أيضا أن يطلع بإلهام من الله على ما يحتاج إليه , و لا يضيعه الله ابدا .
إن نظر الله العميق و اصل إلى أعماق مواهب كل إنسان , فلا يحرم موهوبا من إظهار مواهبه قط . و لم يحدث قط أن تحلى شخص – بحسب علم الله تعالى – بموهبة تؤهله للمعرفة أو الولاية أو النبوة و الرسالة ثم مات نتيجة بعض الحوادث الأرضية أو بسبب ولادته في صحراء موحشة دون أن يوصله الله تعالى إلى الدرجة القصوى التي أُعطي تلك الموهبة من أجل الوصول إليها [ إبراهيم بدوي : و لكنه أمات البشير الأول ليفضح الميرزا غلام أحمد الهندي القادياني و يبين كذبه و دجله] . بل الحق أنه لا يبقى صحراويا و وحشيا و أبكم و جاهلا إلا من كان ناقصا و بدائيا , أو مثل الدواب طبيعةً" انتهى النقل
اذن من خلال كلام الميرزا غلام في البراهين كان من المحال ان يعيش ابراهيم ابن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لانه بلا كمالات تؤهله للنبوة او الولاية , لذلك ماستلزم اي النبوة محالا اي الكمالات , فهو دليل على استحالة ان يبعث نبيّ بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . 3- الأمر الثالث ان اتباع الميرزا غلام يرون في انفسهم أنهم اكثر حجة و علم من الميرزا غلام أحمد القادياني لانه يستدلون بدليل لم يتوصل إليه نبيهم الحكم العدل الذي جاء ليفصل بين المسلمين فلم ينتبه إلى حديث " ” لوعاشَ إبراهيم لَكانَ نبيّا”. وللحديث بقية د.إبراهيم بدوي 3/2/2019 رابط المقال: https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/02/270.html