مقال (192) القاعدة الثالثة من كلام الميرزا : قاعدة القَسَم و الحلف , نَصُّها و مدلولاتها.

مقال (192) القاعدة الثالثة من كلام الميرزا : قاعدة القَسَم و الحلف , نَصُّها و مدلولاتها.

مقال (192) القاعدة الثالثة من كلام الميرزا : قاعدة القَسَم و الحلف , نَصُّها و مدلولاتها.

 https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/10/192.html?m=1

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين .

فهذه هي القاعدة الثالثة من مجموعة القواعد التي وافق فيها الميرزا غلام أحمد - مدعي النبوة نبيّ الطائفة الأحمدية القاديانية – علماء المسلمين , و قد بينتُ في مقدمات القاعدتين الأوليين أنه من ضياع العمر و الجهد مناقشة أو جدال من غير تأسيس القواعد و  الموازين التي تفصل في الخلافات بين المتحاوريين , و لذلك آثرتُ بذل الجهد و العمر لإثبات هذه القواعد من كلام الميرزا غلام أحمد و التي يتفق فيها مع علماء المسلمين .

و كانت القاعدة الأولى مختصرها أنه لا مجاز أو إستعارة من غير القرينة الصارفة لحرفية المعنى و أنها المجيء بالقرينة وجوبي كما قال الميرزا غلام أحمد .

و كانت القاعدة الثانية أنه لا يصح تخصيص العام أو الإستثناء منه إلا بدليل قطعي .

أما القاعدة الثالثة و هي موضوع هذا البحث فقد نص الميرزا غلام أحمد عليها في كتابه " حمامة البشرى " سنة 1893 م صفحة 28 و كان نصها كالتالي :
" والقسم يدل على أن الخبر محمول على الظاهر لا تأويل فيه و لا استثناء و إلا فأي فائدة من ذكر القسم ؟ فتدبر كالمفتشين المحققين." انتهى النقل  

والمفهوم من كلام الميرزا الهندي أن الحلف أو القسم على كلام لا يفيد إلا المعنى الظاهر, أي البديهي الأوْلي فلا تأويل و لا إستعارة ولا مجاز ولا معانٍ باطنية .

ولكن  للأسف الميرزا غلام أحمد  نفسه يذهب الى التأويل في أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  مع وجود القسم منه عليه الصلاة والسلام .

فمن أصل أدلة  الميرزا غلام أحمد على نبوته المزعومة موت سيدنا عيسى عليه السلام  , و أنه هو – أي الميرزا غلام -  المقصود من الأحاديث الشريفة , بالرغم من إقراره - كما سيظهر لاحقا - أن المقصود و المعنيّ في أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بالنزول هو هو سيدنا عيسى عليه السلام سواء بالاجكال أو بالتصريح , و هذه بعض الاحاديث التي احتوت على قسم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بأن النازل هو سيدنا عيسى عليه السلام :
في البخاري 2222 :
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم  « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أن يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَماً مُقْسِطاً فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ »

و في صحيح مسلم جزء (8) قال أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم  قال : والذي نفس بيده ! ليهلن ابن مريم بفج الروحاء ، حاجاً أو معتمراً ، أو ليثنينهما . " .

و في الترمزي يقول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد " قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

فالميرزا في هذه الأحاديث لا يأخذ بالظاهر بحسب قاعدة القسم أن سيدنا عيسى ابن مريم هو النازل , بل  يقرر أن المقصود هو مثيله  أي الميرزا غلام أحمد , و هذا يعارض القاعدة التي أقرها بنفسه , فكيف يقرر الميرزا غلام أحمد  أنه لا تأويل مع القسم و هنا  الميرزا لا يأخذ بالظاهر و يقول بالتأويل في الحديث ؟

فلقد أقسم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  بنزول سيدنا عيسى عليه السلام ,  فلا يصح التأويل , و أقسم بكسر الصليب و لا يصح التأويل مع القسم و غيره و غيره و بالتالي فالمسيح النازل و الذي نزوله حتمي بناءا على الأحاديث الصحيحة , هو سيدنا عيسى عليه السلام  , لأن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  أقسم على ذلك , و القسم كما قال  الميرزا لا تأويل فيه .

و لو لم يقسم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  على أن النازل هو ابن مريم لقلنا لعله يقصد معنى مجازي و أن النازل غيره أي غير سيدنا عيسى عليه السلام  , و لكنه أقسم على ذلك , فهل قسم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم   لا يعني شيئا ؟

فهل يقسم أو لا يقسم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم على كلامه تستوي عند الأحمديين  ؟

وأيضا أقسم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  بأن المسيح الموعود سيدنا عيسى عليه السلام  يحج او يعتمر أو كلاهما , فهل يصح تأويل الحج و العمرة إلى غيرهما , فالقسم يمنع التأويل كما قال  الميرزا , فهل أدى  الميرزا حجا أو عمرة ؟ أم أنه قام بتأويلهما أيضا ؟

و لتأكيد كون الميرزا غلام أحمد قصد من كلامه على القسم و ما يدل عليه أنه قاعدة مطردة لا إستثناء لها  نورد المزيد من كلام الميرزا غلام أحمد فيما يخص القسم و مدلولاته :

في كتاب (توضيح المرام / 1890 م صفحة 89) يقول  الميرزا "القسم يقوم مقام الشهادة. ولهذا السبب يعتمد القضاة في الدنيا أيضا على القسم في غياب الشهود, و يعدلون قسما يقسم به مرة واحدة بشهادة شاهدين على الاقل . فما دام القسم يُعدُّ بمنزلة الشهادة عقلا و عرفا و قانونا و شرعا , فقد عَدَّه الله تعالى هنا بمنزلة الشاهد. " إنتهى النقل.

فأليس هذا كلام عام و مطلق في مدلول القسم و الحلف ؟ و هذا ليس في كلام  الميرزا فقط ؛ بل في كلام الناس والرسول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  وكلام الله تعالى كما سنرى .

 فهل هناك شهادة على الباطن من الكلام؟ أم الشهادة تكون على الظاهر والمعاين في الموقف أثناء القسم؟ فالشهادة من المشاهدة, والمشاهدة لا تكون إلا للظاهر من الأشياء .

و الشهادة التي يقوم مقامها القسم و الحلف عقلا وعرفا وقانونا وشرعا كما قال  الميرزا ليست خاصة بموضعٍ وزمنٍ محدد ,  بل هي عامة مطلقة ؟ أليس هذا كلام عام ومطلق في قيمة القسم أينما كان القسم والحلف ؟ ليس في كلام  الميرزا , بل في كلام الناس والرسول عليه الصلاة والسلام وكلام الله تعالى كما سنرى .

فلقد ثَبُتَ - من خلال نصوص كلام الميرزا غلام أحمد التي أوردتها  أن  الميرزا تكلم على أن القسم يفيد تأكيد المُقْسَم عليه وهذا أولا , وأنه أي ثانيا - أن القَسَم - يُسْتَخدم كشهادة في المحاكم أمام القضاة , وأنه يعدل شهادة إثنين من الشهود , وأن الذي يقسم على شيئ إنما يُشهد اللهَ تعالى والقاضي والحاضرين على ما يقول ويَشْهد , أي مطابقة ما انتواه وأبطنه لظاهر الكلام الذي أقسم الحالف عليه والله شهيدٌ على ذلك بقَسمه هذا .

و هذه بعض من احاديث سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و اصحابه تأكيدا لقاعدة القسم و الحلف .

1- حديث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في مسلم وغيره القائل فيه " يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك . وقال عمرو : يصدقك به صاحبك " وقال أيضا " اليمين على نية المستحلف" وسوف أعرض رأي صاحب كتاب"المُغْنِي" لاحقا إن شاء الله.

2- قول السيدة عائشة "كما جاء في "المُغْنِي" وقالت عائشة على ما وقع للمحلوف له ولأنه لو ساغ التأويل لبطل المعنى المبتغى باليمين, إذ مقصودها تخويف الحالف ليرتدع عن الجحود خوفاً من عاقبة اليمين الكاذبة فمتى ساغ التأويل له انتفى ذلك, وصار التأويل وسيلة إلى جحد الحقوق ولا نعلم في هذا "وسوف أعرض ايضا رأي صاحب "المُغْنِي" لاحقا إن شاء الله .

إذن مدلول قاعدة القسم:
" أن المُقْسِم الحالف يحلف لغيره على ظاهر المعنى المتبادر للسامع والذي يصدّقه فيه ولا يكون الحَلِف بتأويل من الحالف - أي بمعنى محتمل غير الظاهر المتبادر للسامع - يخالف به المتبادر المفهوم الذي يعرفه المُقسَم له أي صاحبه كما قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام "
يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك, وقال عمرو: يصدقك به صاحبك" والتصديق لا يكون إلا على الظاهر المفهوم المتبادر من الكلام وأن الخبر المُقْسَم عليه قد يكون حقيقيا بحسب ما وضع اللفظ له في اللغة, أو مجازيا بقرينة أو عرف او اصطلاح عند أهل الفن أو شرعا بلا قرينة كما قال الشوكاني في "ارشاد الفحول" مبحث الحقيقة والمجاز, والشرط أن يكون المُقْسَم عليه هو المتبادر البديهي للمحلوف له, فلا يقصد الحالف تأويلا يخالف به ظاهر كلامه بحسب ما يعرفه المُقْسَم له صاحبه.

و بالتالي فان قاعدة القسم تنطبق على حديث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أن النازل في آخر الزمان هو سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام الذي يعرفه السامعون من الصحابة, فهم لا يعرفون غيره بهذا الإسم, كما أنه عليه الصلاة والسلام وصفه لهم من غير الرؤيا ولا الكشف , بل بالخطاب المباشر لهم, وطلب منهم أن يعرفوه بأوصافه التي قالها لهم عنه وهي تخالف أوصاف الميرزا الهندي, فعيسى عليه السلام أبيض أحمر و الميرزا الهندي آدم اللون كما قال الميرزا القادياني على نفسه .

و بالتالي لا يعتبر تأويل الميرزا لكلام سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم - مع وجود القسم – إلا دجلا من الميرزا غلام أحمد , لأن الميرزا غلام أحمد هو من وصف من يزيد أو ينقص أو يغير في الكلام هو الدجال و الدجل بعينه و بخاصة بعد وصف سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لسيدنا عيسى عليه السلام من غير رؤيا أو كشف يحتمل التأويل بل قال سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ما قال في سيدنا عيسى عليه السلام عيانا جهارا لأصحابه  بأوصاف لا تنطبق على الميرزا غلام أحمد أبدا .

يقول الميرزا القادياني في الدجل ومعناه : في كتاب "نور الحق"/1894م صفحة 48 في معرض وصف الميرزا القادياني للقساوسة بالدجال والبرهنة على دعواه من نصوص الإنجيل يختم كلامه بالقول" فالظالم هو الذي يحل محل المحرّفين, ويبدل العبارات كالخائنين ويجترئ على الزيادة في موضع التقليل, والتقليل في موضع الزيادة كيفا وكما, أو ينقل الكلمات من معنى إلى معنى ظلما وزورا من غير وجود قرينة صارفه إليه, ثم يأخذ الناس إلى مفترياته كالخادعين وما معنى الدجل والدجالة إلا هذا, فيفكر من كان من المفكرين" انتهى النقل 
فمن قال لخطاب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لأصحابه وهو يكلمهم جهارا نهارا أنه كان كشفا فلا يكون إلا دجالا كائنا من كان .

و هناك أحاديث أخرى تؤكد أن الآتي هو سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام بنفسه و ليس بشبيه له منها :

أ‌)       عند الالباني في السلسلة الصحيحة 2182 "(الأنبياء إخوة لعلات, أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه) ليس بيني وبينه نبي وإنه نازل, فإذا رأيتموه فاعرفوه, رجل مربوع إلى الحمرة والبياض, بين ممصرتين, كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل, فيقاتل الناس على الإسلام, فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك الله المسيح الدجال (وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم), فيمكث في الأرض أربعين سنة, ثم يتوفى, فيصلي عليه المسلمون".

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة " 5 / 214 : أخرجه أبو داود ( 2 / 214 ) وابن حبان في" صحيحه "(6775و 6782 - الإحسان ) وأحمد ( 2 / 406 ) - والزيادتان لهما -عن همام بن يحيى عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : وهذا إسناد صحيح كما قال الحافظ في "الفتح" (6 / 384) وهو على شرط مسلم " انتهى النقل.

ب‌) مسند البزار حديث 9642 حَدَّثَنا علي بن المنذر, حَدَّثَنا مُحَمَّد بن فضيل, عن عاصم بن كليب, عن أبيه, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, قال : سمعت من أبي القاسم الصادق المصدوق يقول يخرج الأعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف من الناس وفرقة فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوما الله أعلم ما مقدارها ؟ فيلقى المؤمنون شدة شديدة، ثم ينزل عيسى بن مريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ من السماء فيقوم الناس فإذا رفع رأسه من ركعته قال : سمع الله لمن حمده قتل الله الدجال وظهر المؤمنون فأحلف أن رَسُولَ الله صلى الله عليه و سلم  أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم  قال : إنه لحق واما قريب فكل ما هو آت قريب.

ت‌) وفي كتاب كنز العمال الذي يحب الميرزا غلام القادياني الهندي أحاديثه قال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فعند ذلك ينزل أخي عيسى ابن مريم من السماء على جبل أفيق إماما هاديا وحكما عدلا .

ث‌) مصنف عبد الرازق جزء (47) باب :باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن رجل عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم  : إن الأنبياء أخوة لعلات ، دينهم واحد، وأمهاتهم شتى، وإن أولاهم بي عيسى بن مريم، لأنه ليس بيني وبينه رسول، وإنه نازل فيكم، فاعرفوه ! رجل مربوع الخلق، إلى البياض والحمرة، يقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، ولا يقبل غير الإسلام، وتكون الدعوة واحدة لرب العالمين ، ويلقي الله في زمانه الأمن، حتى يكون الأسد مع البقر، والذئب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيتان، لا يضر بعضهم بعضاً.

ج‌)   مستدرك الحاكم جزء (9) باب :ذكر نبيّ الله و روحه عيسى ابن مريم صلوات الله وسلامه عليهما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار العدل، ثنا السري بن خزيمة والحسن بن الفضل قالا : ثنا عفان بن مسلم، ثنا همام، ثنا قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال : إن روح الله عيسى ابن مريم نازل فيكم فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض عليه ثوبان ممصران كان رأسه يقطر وإن يصبه بلل فيدق الصليب و يقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام فيهلك الله في زمانه المسيح الدجال وتقع الأمنة على أهل الأرض حتى ترعى الأسود مع الإبل والنمور مع البقر الذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان مع الحيات لا تضرهم فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى و يصلي عليه المسلمون . هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه . انتهى النقل.

من غير شك يلاحظ أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال عن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام الذي ليس بين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبينه نبيّ وأنه نازل [والضمير واضح أنه لعيسى عليه السلام , لأنه الأقرب , ولا يوجد في النص من يُحْتَمَل أن يكون الضمير يخصه] ولم يكن الكلام لشبيه له , إذن النازل هو سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام - وليس شبيها له , وفي الحقيقة الأمر واضح ولكن الله يهدي القلوب من أزمة التعصب المُضِل , أعاذني الله تعالى وإياكم منه .

اذن النازل رجل مربوع إلى الحمرة والبياض وليس آدم اللون كما هو لون بشرة الميرزا الهندي.

و كلنا يعتقد ان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو أبلغ العرب على الإطلاق فهل من بلاغة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أن يكلم أصحابه بنصوص تفتقد للبلاغة في ايصال الحقيقة لأصحابه ؟ بل أن يقودهم أي المجهول و كذلك الأمة من بعدهم ؟

و نذكر هنا كلاما للميرزا في ما يجب ان يكون عليه كلام البلغاء  .
يقول الميرزا غلام أحمد : في كتاب "البراهين الأحمدية"/1884 ج 1-4 ص 514 متسائلا مستنكرا : "
هل من علامات الكلام الفصيح أن يُضمِر في قلبه شيئا و يَخرج من فمه شيئٌ آخر؟ " انتهى النقل.

إذن لو قلنا أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما أخبر بنزول المسيح عليه السلام إنما كان يقصد مثيله , ولم يقصد سيدنا عيسى عليه السلام نفسَه , فقد أضمرَ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في نفسه شيئا ولم يبده لأصحابه, و لو أن أصحابه كانوا يعلمون أن سيدنا عيسى عليه السلام قد مات وأن المقصود هو المثيل لسألوه : وما اسمه ؟ ومن أين هو؟ وما هي صفاته لنعرفوه بها .

و الحقيقة لم يمهلهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليسألوه لتحديد أوصافه فقد وصفه لهم بالفعل من غير رؤيا أو كشف بل بالحديث المباشر لأصحابه وقال أنه أبيض أحمر , مربوع وكذا وكذا , فهل  الميرزا أبيض أحمر ؟ أمْ آدم أي أسمر اللون , وهل هو مربوع مثل سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ؟

نعود لنصوص الميرزا غلام أحمد في بلاغة المتكلمين , في كتاب "البراهين الأحمدية"/1884 ج 1-4 ص 515 يقول  الميرزا :

"الشرط الأول للبلاغة هو أن يكون المتكلم قادرا جيدا على بيان ما يضمره قلبه, ويبين بوضوح تام ما يريد بيانه دون أن يبقى فيه غموض , ولا يقول كلاما مبهما وبلا معنى مثل البُكم. غير أنه لو كان من مقتضى الحكمة إخفاء أمر أو بيانه كسِرٍّ مكنون , لعُدّ بيانه في ثوب الخفاء بلاغةً. ولكن التوحيد الذي عليه مدار النجاة كلها ليس بالأمرالذي يجوز اخفاؤه"إنتهى النقل.

   فالتوحيد مثله مثل النبوة والرسالة من العقائد الدينية واجبة الإيضاح وعدم الإبهام , كما كان وصفُ اللهِ تعالى لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في الكتب السابقة , فأخبر الله تعالى عنه , أي من خلال الأوصاف في الكتب المقدسة السابقة لدرجة أن أهل الكتاب كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم , لماذا ؟ لأن النبوة والرسالة لا بد فيها من الوضوح وعدم الإضمار , فكيف يُضْمِر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أوصاف وإسم النبيّ الآتي آخر الزمان؟ بل كيف يصفه لأصحابه بأوصاف غير مطابقة ؟

 كيف يقول لهم أنه أبيض أحمر , ثم يأتي بدلا منه الآدم غير المربوع و لا المكتنز ؟؟
إذن من البديهي أن النبيّ المسؤول عن بيان التوحيد والأمور الأساسية في الدين لا بد من تحديده وتسميته , فلا يصح ترك أمرالنبوة وهي العلاقة اللازمة بين الرب وعباده , لا يصح تركها لكل من هبّ و دبّ ليقول أنه نبيّ, فكان لا بد من تسميته وبيان صفاته التي إن رآها منصف عرفه بها , وذلك كما في آية الميثاق والعهد , وفعلا لقد وصف سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام النبيّ عيسى الآتي غير التشريعي كما بينتُ سابقا بالأوصاف التي تخالف شكل ولون  الميرزا .

ومسألة حتمية تحديد وتسمية الأنبياء في الكتب السماوية قد قالها  الميرزا أيضا لمّا تكلم عن الخَضِر فنفى أن يكون الخَضِر نبيّا أو رسولا , ولكن لماذا نفى  الميرزا أن يكون الخَضِرنبيا ؟ يقول  الميرزا : لأنه أي الخَضِر لم يأتي ذكره في الكتاب , وبالرغم من إقرار  الميرزا أنه أي الخَضِر يوحى إليه وجاءه نبيّ من أعظم الأنبياء ليتعلم منه , وكان علمه يقيني قطعي من لدن الله تعالى كما قال  الميرزا , ولم يُشرّع لأحد , ولم يغير شرع ومع كل ذلك لم يقر  الميرزا بأن الخَضِر نبيّ , وقول  الميرزا صحيح في هذا , أي أنه ليس بنبيّ , و المقصود من إيرادي لكلام  الميرزا هو إثبات حتمية تسمية الأنبياء لنا من الله تعالى لنعرفهم , فلولا تسمية الله تعالى لبعض الأنبياء في القرآن الكريم , لما كنا مضطرين للإقرار بأنهم أنبياء وهذا عين ومقصود كلام الميرزا الهندي فيما يخص نبوة الخَضِر من عدمه , وأنه بنفس الميزان الدقيق يجب وزن نبوة  الميرزا المدعاة .

أذَنْ الخَضِر ليس نبيّا سواء كان تاما أو ناقصا .

وهذا بيان بأقوال  الميرزا بأن صعود ونزول سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام وحياته في السماء من العقائد , وعليه فإذا كان من البلاغة أحيانا إخفاء بعض الأمور كما يدعي  الميرزا , فلا يصح هذا في أمور العقيدة , بل لا بد من الإظهار والبيان والوضوح والقَسَمُ والقَسَمُ والقَسَمُ لإزالة الشك المحتمل:

 في كتاب "نور الحق"/1894م صفحة 42 يقول  الميرزا "فلا شك أن هذه العقيدة .. أعني عقيدة نزول عيسى من السماء .. مبتلاة بأمراض لا بمرض واحد يخالف بينات القرآن الكريم , ويكذب أمر ختم النبوة , ويباين محاورات القوم , ويخالف الآثار التي صرحت فيها موت المسيح ." وفي كتاب" حقيقة الوحي "/1906م ص 134 يقول الميرزا " ولكن وحي الله سبحانه و تعالى الذي نزل علي بعد ذلك كالمطر لم يدعني ثابتا على العقيدة السابقة , وأعطيت لقب "نبي" بصراحة تامة , بحيث إنني نبيّ من ناحية , وتابع للنبيّ عليه الصلاة والسلام ومن أمته من ناحية أخرى".

و لا ننسى أن الميرزا غلام أحمد قد قال في كتابه الإستفتاء بأن الإيمان بأن سيدنا عيسى عليه السلام حي في السماء من الشرك , و معلوم أن وجود سيدنا عيسى في السماء فرع لصعوده لها , و أن نزوله منها ليكمل مهمته و يموت بالأرض وجوبيا , إذن كلام سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في نزول المسيح عليه السلام هو من العقيدة بحسب فرض الميرزا غلام أحمد بأن الإيمان بحياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء من الشرك .

إذن لو صدّقْنا  الميرزا و أتباعه الأحمديين القاديانيين أن بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما فهموا وحي الله تعالى لهم - والرؤى والكشوف من الوحي- فذلك يؤدي إلى أن كلام الله تعالى وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام لهم لم يكن بليغا ولا فصيحا , لأنه خالف رأي الميرزا لتعريف البلاغة حيث مختصرها "إن الكلام الذي لا تدل ألفاظه على معانيه بل تجُرُّ إلى المفاسد على عكس المراد , لا يعدّ فصيحا وبليغا عند عاقل" انتهى النقل.

فلو تصورنا أن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  قال ما قال و كان في ذهنه أن النازل هو سيدنا عيسى عليه السلام و كذلك فهم أصحابه الكرام , و لكن في حقيقة الأمر لم يكن يعرف سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أن النبوءة بالنزول لها معنى آخر لا يعرفه هو صلى الله عليه و سلم و لا يفهمه , و إنما الذي فهمه على حقيقته هو الميرزا غلام أحمد و الأحمديون , فقد فهم الميرزا و الأحمديون أن ما قصده سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أن عيسى ابن مريم كمافي حديث البخاري هو ليس عيسى النبيّ الناصري ابن مريم  , وأنه قصد إنسانا آخرا شبيها له , يحمل كثير من الصفات المشابهة له و هو الميرزا غلام أحمد , فيا ترى كم إنسان  أيضا سوف يدعي أنه هو المسيح عيسى ابن مريم ؟ وكم من المفاسد سوف تنشأ من هذا الإضمار؟.

والأن مع نصوص من " المغني " في مسألة الحلف و القسم :
المغني جزء (11) :
مسألة فيمن حلف فتأول في يمينه مسألة : قال : "وإذا حلف فتأول في يمينه فله تأويله إذا كان مظلوماً وإن كان ظالماً لم ينفعه تأويله لما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم  أنه قال : "يمينك على ما يصدقك به صاحبك". معنى التأويل أن يقصد بكلامه محتملاً [ إبراهيم بدوي : يقصد معنى تحتمله الالفاظ ] يخالف ظاهره [ إبراهيم بدوي: ظاهر الكلام ] نحو أن يحلف أنه أخي يقصد أخوة الإسلام أو المشابهة أو يعني بالسقف والبناء السماء ... فهذا وأشباهه مما يسبق إلى فهم السامع خلافه إذا عناه بيمينه [ إبراهيم بدوي: بالقسم والحلف ] فهو تأويل لأنه خلاف الظاهر.

ولا يخلو حال الحلف المتأول من ثلاثة أحوال : أحدها : أن يكون مظلوماً مثل من يستحلفه ظالم على شيء لو صدقه لظلمه أو ظلم غيره أو نال مسلماً منه ضرر فهذا له تأويله. قال مهنا سألت أحمد عن رجل له امرأتان اسم كل واحدة منهما فاطمة فماتت واحدة منهما فحلف بطلاق فاطمة ونوى التي ماتت قال إن كان المستحلف له ظالماً فالنية نية صاحب الطلاق [ إبراهيم بدوي : أي زوج المرأتين ]، وإن كان المطِلق الظالم [ إبراهيم بدوي : أي زوج المرأتين ] فالنية نية الذي استحلف، "وقد روى أبو دواد بإسناده عن سويد بن حنظلة قال خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه و سلم  ومعنا وائل بن حجر فأخذه عدو له فتحرج القوم أن يحلفوا فحلفت أنه أخي فخلى سبيله فأتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم  فذكرت ذلك له فقال : أنت أبرهم وأصدقهم المسلم أخو المسلم [ إبراهيم بدوي: هنا التأويل مقبول مع الحلف والقسم للضرورة وهي دفع ضرر وأذى أكيد أو محتمل , والضرورات تبيح المحظورات ولا يقاس العام على الإستثناء, فالضرورة إستثناء] وقال النبيّ صلى الله عليه و سلم   : إن في المعاريض لمندوحة عن الكذبيعني سعة المعاريض التي يوهم بها السامع غير ما عناه . قال محمد بن سيرين الكلام أوسع من أن يكذب ظريف يعني لا يحتاج أن يكذب لكثرة المعاريض ، وخص الظريف بذلك يعني به الكيس الفطن فإنه يفطن للتأويل فلا حاجة به إلى الكذب . الحال الثاني : أن يكون الحالف ظالماً كالذي يستحلفه الحاكم على حق عنده فهذا ينصرف يمينه إلى ظاهر اللفظ الذي عناه المستحلف ولا ينفع الحالف تأويله [ إبراهيم بدوي : أي يكون كاذبا و حانثا في قسمه ] وبهذا قال الشافعي ولا نعلم فيه مخالفاً فإن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم  : "يمينك على ما يصدقك به صاحبك" رواه مسلم و أبو داود وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم  :"اليمين على نية المستحلف" رواه مسلم. وقالت عائشة على ما وقع للمحلوف له [ إبراهيم بدوي: تقصد رضي الله عنها و الله أعلم أن الحلف على ما يظهر للمحلوف له , أي المستحلف ] ولأنه لو ساغ التأويل [ إبراهيم بدوي: تقصد رضي الله عنها لو ساغ قبول التأويل مع الحلف أي اليمين أي القسم ] لبطل المعنى المبتغى باليمين [إبراهيم بدوي: تقصد رضي الله عنها لم يصبح للحلف أي القسم أي اليمين معنى لو كان مقبول التأويل مع الحلف] إذ مقصودها [إبراهيم بدوي : أي اليمين أي الحلف ] تخويف الحالف ليرتدع عن الجحود خوفاً من عاقبة اليمين الكاذبة [ إبراهيم بدوي: لأن الله تعالى هو الشاهد على نيته ] فمتى ساغ التأويل له [ إبراهيم بدوي: أي مع الحلف ] انتفى ذلك [ إبراهيم بدوي: أي تخويف الحالف من الله تعالى بسبب حنثه لليمين ] وصار التأويل وسيلة إلى جحد الحقوق ولا نعلم في هذا خلافاً . [ إبراهيم بدوي: أي التأويل مع القسم من غير أن يكون الحالف مظلوما أو معرضا للضرر أو الأذي هو وسيلة لجحد الحقوق ] .

فلعل هذه الأحاديث و الشروح للقسم تبين للأحمديين قصد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  من قسمه بأن سيدنا عيسى عليه السلام هو النازل آخر الزمان , وأن من ضمن الرواة الصحابي الجليل ابن عباس, وأظن أن الأحمديين يعرفون من هو ابن عباس صاحب "متوفيك مميتك" !!!

و لكن هل هناك نصوص من كلام الميرزا غلام أحمد نفسه أقر فيها بأن المقصود بالمسيح الموعود في أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو سيدنا عيسى عليه السلام الناصري صاحب الأنجيل , و ما الميرزا غلام أحمد إلا مثيل له , و هذا يتوافق ا مع ما أقسم عليه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و ما فَهِم الصحابة من كلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وقَسَمِه .

يقول الميرزا في كتاب "ازالة أوهام"/1890 صفحة 207 :
" ايها الإخوة في الدين, وعلماء الشرع المتين, استمعوا إلى كلامي بانتباه خاص: إنّ ما ادّعيته كوني مثيل الموعود [ابراهيم بدوي : أي الذي قلته عن نفسي أنني مثيل الموعود وهو سيدنا عيسى عليه السلام الناصري] , الذي حسبه قليلو الفهم مسيحا موعودا [ابراهيم بدوي : أي الأغبياء فهموا أن الميرزا غلام القادياني يقول أنه مسيح موعود, وطبعا هو يقصد أنه مثيل الموعود وليس مسيح موعود] , فما هو بأمر جديد سُمِعَ مني اليوم فقط, بل هو إلهام قديم قد تلقيته من الله تعالى وسجلته في عدة أماكن في "البراهين الاحمدية" بكل صراحة, وقد مضت على نشره ما يربو على سبع سنين. ما ادّعيتُ قط أني المسيح ابن مريم [ابراهيم بدوي : الميرزا غلام القادياني يقصد من جاء اسمه في الأحاديث المنبأة بنزول ابن مريم قبل يوم القيامة] , ومن اتهمني بذلك فهو مفترٍ وكذاب بحت. بل أنشر منذ سبعة أو ثمانية أعوام وبشكل متكرر أني مثيل المسيح [ابراهيم بدوي : أي مثيل المسيح سيدنا عيسى عليه السلام الناصري المذكور صراحة في الأحاديث ] , أيْ قد أوْدَعَ اللهُ فطرتي أيضا بعضا من صفات عيسى عليه السلام الروحانية وعاداته وأخلاقه وما إلى ذلك , وأن لحياتي مماثلة كبيرة بحياة المسيح ابن مريم في أمور كثيرة أخرى قد صرحت بها في كتبي. وليس ذلك أمرا ابتدعته, فحسبت نفسي [ابراهيم بدوي : أي اعتبرت نفسي] في تلك الكتب ذلك الموعود [ابراهيم بدوي : أي سيدنا عيسى عليه السلام] الذي ذُكر مجيئه مجملا في القرآن الكريم, وصراحة في الأحاديث [ابراهيم بدوي :  فهل هناك اعتراف أكبر من هذا أن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم كان يقصد بحلفه أن المسيح الموعود النازل هو سيدنا عيسى عليه السلام صراحة ؟  ] , لأني قد كتبت من قبل في "البراهين الاحمدية" بصراحة تامة بأني مثيل لذلك الموعود الذي ورد نبأ مجيئه الروحاني في القرآن الكريم [ ابراهيم بدوي : اذن المذكور المُجْمَل – كما يقر الميرزا غلام أحمد -  في القرآن  للآتي في آخر الزمان هو سيدنا عيسى عليه السلام و ليس غيره بإعتراف الميرزا غلام أحمد و ما الميرزا غلام أحمد الا مثيل له روحانيا كما يعتقد هو ,فإذا كان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أخطأ في فهم النبوءة بنزول المسيح , فهنا الميرزا غلام أحمد يقر بأن المذكور مجملا في القرآن الكريم هو سيدنا عيسى عليه السلام ] والأحاديث الشريفة من قبل ."انتهى النقل.
اذن بالفعل الميرزا يعتبر المسيح الموعود الذي في الأحاديث والقرآن الكريم ليس هو الميرزا بل الميرزا مثيله فقط .

إذَن من خلال ما قاله الميرزا أن عيسى ابن مريم المذكور في الأحاديث نصا وتصريحا , وفي القرآن إجمالا هو نفسه عيسى ابن مريم الناصري, فكيف  يقول الأحمديون  أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعلم هو والصحابة أن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام مات وشبع موت يقينا ؟

طبعا بحسب مبدأ خطئه عليه الصلاة والسلام - كما يدعون الأحمديون - في فهم أن عيسى الناصري هو الآتي وقد أقسم على ذلك ولكن لا يعلم الكيفية, وكان مخطئ أيضا في الأحاديث التي صرح سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فيها أن سيدنا عيسى ابن مريم نازل من السماء , وأنه ليس بينه وبين عيسى أخيه نبيّ وأنه أوْلى الناس به وأنه قد وصفه لأصحابه بشكله الذي رآه به في المعراج سواء كشفا أو حقيقة وليس في الرؤيا المنامية وكان مخالفا لأوصاف الميرزا, فكان يجب أن يفهم عليه الصلاة والسلام أن الوصف الموحى له في الرؤيا [ابراهيم بدوي : أن سيدنا عيسى عليه السلام آدم اللون ]هو الصحيح , وليس الذي في الكشف  [ابراهيم بدوي : بإعتبار أن المعراج كشفا ], و لكن للأسف لم يفهم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  وكذلك ابن عباس لم يكن فاهما لمّا قال ": ورفع عيسى عليه السلام من روزنة كانت في البيت إلى السماء " , فكل هذه الأخطاء من الرسول عليه الصلاة والسلام ومن الصحابة , و الأحمديون هم من فهموا الحقيقة ,  فهل من بلاغة وحرص الرسول عليه الصلاة والسلام على الأمة, والذي كان من حرصه أن يصف لهم كيف يستنجون من النجاسة, فهل لا يذكر لهم أن النازل مثيل عيسى ابن مريم وليس عيسى الميت؟ فهل يرى الأحمديون أنه عليه الصلاة والسلام يريد أن يضل الأمة بدعوى الإيمان بالغيب , فيعرف أن عيسى عليه السلام ميت ويقول كل ما سبق؟؟ أليس كان من الأولى ألا يصف هذا القادم؟ ويترك الغيب لله وكيفيته لله كما تقولون؟ أمْ أنه كان متأكدا أن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام حي في السماء وكذلك الصحابة فهموا ذلك ؟ لذلك تكلم صلى الله عليه و سلم  عليه و وصفه بما وصفه بما يخالف وصف الميرزا الآدم الآدم الآدم و ليس الأبيض الأحمر.

و الله أعلى و أعلم

د.إبراهيم بدوي

‏05‏/10‏/2017‏ 09:32:30 م

رابطا المقالين السابقين الخاصين بالقاعدة الأولى و الثانية

مقال 068 من روائع الميرزا الهندي مدعي النبوة الحقيقة و المجاز

http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2016/06/068.html

مقال (191) القاعدة الثانية التي أقرها الميرزا غلام : منع تخصيص العام أو الاستثناء منه إلا بدليل قطعي


http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2017/09/191.html