مقال ( 163 ) لماذا يرفض الاحمديون ان يكون عمر سيدنا نوح عليه السلام قريبا من الألف ؟

مقال ( 163 ) لماذا يرفض الاحمديون ان يكون عمر سيدنا نوح عليه السلام قريبا من الألف ؟

مقال ( 163 ) لماذا يرفض الاحمديون ان يكون عمر سيدنا نوح عليه السلام قريبا من الألف ؟

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/06/163.html?m=1


يصر الاحمديون على أن عمر سيدنا نوح عليه السلام لم يكن بالارقام التي اثبتها القرآن الكريم  اي قريبا من الالف كما في الاية :

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) سورة العنكبوت .

و يقولون بقول خليفتهم الثاني بشير الدين محمود ابن الميرزا غلام مدعي النبوة , حيث يدعي هذا المصلح الموعود أن الرقم الوارد في كتاب الله تعالى كما في الاية السابقة انما هو عمره الروحاني , اي عمر بقاء شريعته و ليس عمره الحقيقي .

و اذا عرف السبب بَطُلَ العجب .

السبب أنه اذا اقررنا بعمر سيدنا نوح الطويل جدا هذا و الثابت في كتاب الله فهذا يعني أن الله قد خرق السنن - كما يتصورون - و اطال عمر سيدنا نوح بشكل غير مسبوق و لا ملحوق , أو أنه من السنن الطبيعية أن يطيل الله تعالى عمر من يشاء من خلقه الى ما يشاء من السنين و لا معقب له في افعاله , و بالتالي فلا مانع من أن يطيل الله عمر سيدنا عيسى عليه السلام مثله او اكثر منه , فَلِمَا لا؟ و قد كان عمر سيدنا عيسى عليه السلام وقت بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم حوالي 600 سنة تقريبا , اي اقل من عمر سيدنا نوح عليه السلام .

و عليه فالاستدلال بالاية " وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ" (34) سورة الأنبياء , على انها تمنع من القول باستمرار حياة سيدنا عيسى عليه السلام و قد كان قبل سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يصبح لا قيمة له , فلقد ثبت انه من الممكن معيشة  غيره مثل نبي الله نوح عليه السلام فترة اطول من سيدنا عيسى عليه السلام .

و في الحقيقة الميرزا الهندي مدعي النبوة كالعادة يثبت جهلهم و يضعهم في حرج , اذ يقرر بنفسه ان سيدنا نوح عليه السلام قد عاش قرابة الالف سنة !!!

في البراهين الأحمدية ج 5 الجزء الخامس يقول الميرزا :

"ومماثلتي الثالثة مع آدم هي أنه وُلد توأما ووُلدتُ أنا أيضا توأما، فقد وُلدتْ فتاة قبلي ثم وُلدتُ أنا. فبذلك كنت خاتم الولد لوالدي ,إذ لم يولَد بعدي صبيٌ، وقد وُلدتُ يوم الجمعة. وفي ولادة آدم قبل "حواء" إشارة إلى أنه كان مبدأ سلسلة العالم، وفي ولادتي بعد أختي التوأم إشارة إلى أني جئت في نهاية سلسلة العالم. فكانت ولادتي في نهاية الألفية السادسة، ونحن الآن في الألفية السابعة بحسب التقويم القمري.

كذلك سماني الله تعالى "نوح" أيضا في الأجزاء السابقة من البراهين الأحمدية وقال عني: "ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرَقون" أي اصنعِ الفُلك بأعيننا ولا تقل لي شيئا في شفاعة الظالمين لأني سأغرقهم جميعا. لقد أمهل الله تعالى الظالمين في زمن نوح إلى ألف عام تقريبا "  انتهى النقل .

و ليس هذا فقط , بل يؤكد قوله هذا في :

ملفوظات سيدنا المسيح الموعود مجلد 1 يقول الميرزا :

" الأهم في الموضوع أن تكون العاقبة حسنة. سأل أحدٌ نوحا عليه السلام : لقد عشتَ في الدنيا قرابة ألف عام فأخبِرنا ماذا رأيتَ هنالك؟ قال نوح عليه السلام : ما توصلتُ إليه هو كأني دخلتُ من باب وخرجتُ من باب آخر. فالعمر بحد ذاته لا يهم سواء أكان قصيرا أم طويلا، بل يجب أن تكون العاقبة حسنة. " انتهى النقل

و هذا هو نص كلام بشير الدين محمود كما جاء في تفسيره الكبير سورة العنكبوت :
"
أما قوله تعالى :" فلبثت فيهم الف سنة الا خمسين عاما " فلا يعني أن نوحا بلغ من العمر تسع مئة و خمسين عاما , انما هذه اشارة الى عمره الروحاني .. أي أن شريعته بقيت في قومه تلك المدة , ثم اندرست." انتهى النقل .

و هناك امر أكثر خطورة عند الاحمديين و هو الانتقائية و الهوى في التعامل مع النصوص و الكيل بمكاييل متعددة و ليس بمكيالين اثنين كحال المنافقين فهم اشر منهم , حيث يستدل الاحمديون بكتب اليهود و النصارى - مع اقرار الميرزا بتحريفها -  فيستدلون منها على امور في العقيدة الاسلامية مثل النبوة و ادعاء البروز و النبوة الظلية و البروزية من كتب اليهود و النصارى بلا اي سند او دليل في كتبنا الاسلامية مثل القرآن و السنة , و لكن في النصوص التي اتفق فيها القرآن مع كتب اهل الكتاب و هي النصوص التي نقول بانها مما لم يحرف لانها تطابق كتبنا و لا تناقضها و لا تختلف معها , فنجد الاحمدين ينكرون هذا الاتفاق بين الكتب لانه يخالف فكرهم و هواهم , و حتى لا يعيرون كلام نبيهم الميرزا اي اعتبار في مقابل هواهم و ما يحبون , هؤلاء هم شر الخلق بلا منازع , عباد الهوى .

يقول الله تعالى :
"أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) سورة الفرقان .

و يقول :" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) سورة الجاثية.

و يقول ايضا :" فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) سورة القصص. 

و هذا هو النص الكتابي الوارد فيه عمر سيدنا نوح عليه السلام :

سفر التكوين
5: 32 و كان نوح ابن خمس مئة سنة و ولد نوح ساما و حاما و يافث
7: 6 و لما كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الارض
7: 11 في سنة ست مئة من حياة نوح في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم و انفتحت طاقات السماء
8: 13 و كان في السنة الواحدة و الست مئة في الشهر الاول في اول الشهر ان المياه نشفت عن الارض فكشف نوح الغطاء عن الفلك و نظر فاذا وجه الارض قد نشف
9: 24 فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير
9: 25 فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لاخوته
9: 26 و قال مبارك الرب اله سام و ليكن كنعان عبدا لهم
9: 27 ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام و ليكن كنعان عبدا لهم
9: 28 و عاش نوح بعد الطوفان ثلاث مئة و خمسين سنة
9: 29 فكانت كل ايام نوح تسع مئة و خمسين سنة و مات

فهل عرفتم الان لماذا يرفض الاحمديون ان يكون عمر سيدنا نوح قريبا من الالف ؟ 

انه الهوى الذي يعمي و يضل .

و الله اعلى و اعلم 

د.ابراهيم بدوي 

11/6/2017