مقال (153) الإثبات القطعي لتدليس الميرزا غلام القادياني من خلال بيان الفرق بين التعبيرين "شرق دمشق" و "شرقيّ دمشق" .

مقال (153) الإثبات القطعي لتدليس الميرزا غلام القادياني من خلال بيان الفرق بين التعبيرين "شرق دمشق" و "شرقيّ دمشق" .

مقال (153) الإثبات القطعي لتدليس الميرزا غلام القادياني من خلال بيان الفرق بين التعبيرين "شرق دمشق" و "شرقيّ دمشق" .

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/04/153_2.html

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد و آله و من اتبعه بإحسان الى يوم الدين.

لقد اختار الله سبحانه و تعالى اللغة العربية لتكون لغة كتابه العزيز المعجز و لغة نبيه خاتم النبيين و لم يكن هذا الإختيار عبثا، فاللغة العربية تحوي من التفاصيل و الدقائق التي بها يمكن التعبير على أدق التفاصيل و الحالات و بحرف واحد منه، بل بأقل منه.

إن هذا المقال هو تبيين لتدليس الميرزا غلام في استدلاه بحديث طويل لرسول الله صلى الله عليه و سلم ورد في صحيح الإمام مسلم هكذا " ... فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم ، فينزلل عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق ، بين مهرودتين ، واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ..." صحيح مسلم

و الذي شرحه الإمام النووي بقوله ( فينزل عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق بين مهرودتين ) أما المنارة فبفتح الميم وهذه المنارة موجودة اليوم شرقيّ دمشق ودمشق بكسر الدال وفتح الميم وهذا هو المشهور وحكى صاحب المطالع كسر الميم وهذا الحديث من فضائل دمشق وفى عند ثلاث لغات كسر العين وضمها وفتحها والمشهور ...." انتهى النقل

و هذا المقال ليس لشرح الحديث و لكن للذود عن بلاغة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و أنه لا ينطق عن الهوى، و في نفس الوقت لإثبات استهتار الميرزا و أتباعه و تدليسهم على الناس رغم معرفتهم بما يعنيه و يقصده سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، فحينما يقول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم " شرقيّ دمشق " و ليس " شرق دمشق " في كل روايات الحديث عند أئمة الحديث و ينقله كل من رواه عنه بهذه الصيغة , فلا بد أن يكون مقصودا و ليس عفويا أن سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم قصد ما قال و أن إضافة الياء " ياء النسب " و هي التي في آخر كلمة " شرقيّ " لم تكن أمرا عفويا بلا معنى، إنما كان يقصد المعنى المعروف عند العرب إذا اضيفت "ياء النسب" لكلمة.

و هذا المقال سيشتمل على محاور عدة :

المحور الاول : الإثبات اللغوي من أهل اللغة لمعنى " ياء النسب ".

المحور الثاني : اثبات قصد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بما تعنيه " ياء النسب " و ذلك بإيراد أحاديث أخرى تثبت المعنى المقصود من " ياء النسب ".

المحور الثالث: إذا ثبت من كلام الميرزا مدعي النبوة أنه أضاف المنارة البيضاء الى دمشق في كلامه كأن يقول " منارة دمشق " أو "أرض دمشق " و كان قصده دمشق المعروفة و ليس قاديان و قصد زيارتها هو أو أحد خلفائه , فهذا لا يعني إلا أن الميرزا يعي تماما أن المقصود في الحديث هو المنارة الفعلية و ليس المجازية و أن دمشق هي دمشق الشام و ليس غيرها كما ورد في الأحاديث .

المحور الرابع:

ثبوت من كلام الميرزا ان ياء النسب تعني ما نقصده

المحور الخامس: مناقشة رأي الميرزا في المسألة .

المحور السادس: تعليقات متفرقة و مناقشة معنى النزول و المنارة عند الميرزا و مناقشة ردود الأحمديين القاديانيين على ما أثير في مسألة " ياء النسب " .

المحور السابع : رفع رابط الحوار الذي دار في صفحة للقاديانيين بها 2833 عضو و 11 أدمن , و بها من أساتذة اللغة العربية من نعرفه و هو الأستاذ الخبير – كما يسمي نفسه - حلمي مرمر الذي لم يشارك في الردود على التساؤل , و تركهم للسذج و من لا يعرف شيئا في اللغة العربية ليقوموا بدور المدافع عن جهل الميرزا أو تدليسه .

و نأتي إلى تفصيل الكلام :

المحور الاول :

الإثبات اللغوي من أهل اللغة لمعنى " ياء النسب "

يكمن الفرق بين "شرق" و "شرقيَ" في الياء المشددة و التي سماها أهل اللغة بياء النسب، و سنرى تعريفها مباشرة من أهل اللغة:

1. الكتاب : معجم الغني

حرف الياء

حَرْفُ نِسْبَةٍ: "عَرَبِيٌّ"، فَالْيَاءُ الْمُشَدَّدَةُ عَلاَمَةٌ للِنِّسْبَةِ مَكْسُورٌ مَا قَبْلَهَا

2. الكتاب: شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو

المؤلف: خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد الجرجاويّ الأزهري، زين الدين المصري، وكان يعرف بالوقاد (المتوفى: 905هـ)

باب النسب:

باب النسب، وسماه سيبويه باب الإضافة ، وابن الحاجب باب النسبة: والغرض منها أن تجعل المنسوب من آل المنسوب إليه. أو من أهل تلك البلدة. أو الصنعة ، وفائدتها فائدة الصفة.

ويحدث بالنسب ثلاثة تغييرات:

أولها: لفظي، وهو ثلاثة أشياء، إلحاق يا مشددة آخر المنسوب إليه، وكسر ما قبلها: ونقل إعرابه إليها.

وثانيها: معنوي، وهو صيرورته إسمًا لما لم يكن له.

وثالثها: حكمي، وهو معاملته معاملة الصفة المشتقة، في رفعه المضمر والظاهر باطراد.

واعلم أنك "إذا أردت النسب إلى الشيء" من بلد، أو قبيلة، أو غيرهما، "فلا بد لك من عملين في آخره:

أحدهما: أن تزيد عليه ياء مشددة, تصير" تلك الياء "حرف إعرابه"، فتتداولها حركات الإعراب. رفعًا، ونصبًا، وجرًّا، لصيرورتها بمنزلة الآخر.

"و" العمل "الثاني: أن تكسره، أي لآخر لمناسبة الياء، كما في ياءي المتكلم، والمخاطبة، "فتقول في النسب إلى: دمشق" بفتح الميم: "دمشقيّ"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

ياء كيا الكرسي زادوا للنسب ... وكل ما تليه كسره وجب

الثالث: "ما كان صفة لأحدهما" أي: الزمان والمكان "كـ: جلست طويلًا من الدهر شرقيّ الدار"، فـ"طويلًا" و" شرقيّ " مفعول فيهما منصوبان نصب ظرف الزمان والمكان؛ لأنهما لما وصف بهما الزمان والمكان عرضت لهما إسمية الزمان والمكان.

فـ"طويلا": صفة للزمان، و"من الدهر": بيان له، و" شرقيّ ": صفة للمكان، وذكر "الدار" معين له، والأصل: زمنا طويلًا، ومكانا شرقيا. " انتهى النقل بتصرف

3. و في التحرير و التنوير

" قال تَعَالَى: " وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ " فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ [180] . وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْهَمْزَةُ كَقَوْلِهِمْ: أَلْحَدَ الْمَيِّتَ، لِأَنَّ تِلْكَ لِلْجَعْلِ ذَا لَحْدٍ.وَاللِّسَانُ: الْكَلَامُ. سُمِّيَ الْكَلَامُ بِاسْمِ آلَتِهِ. وَالْأَعْجَمِيُّ: الْمَنْسُوبُ إِلَى الْأَعْجَمِ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُبَيِّنُ عَنْ مُرَادِهِ مِنْ كُلِّ نَاطِقٍ لَا يَفْهَمُونَ مَا يُرِيدُهُ. وَلِذَلِكَ سَمَّوُا الدَّوَابَّ الْعَجْمَاوَاتِ. فَالْيَاءُ فِيهِ يَاءُ النَّسَبِ. وَلَمَّا كَانَ الْمَنْسُوبُ إِلَيْهِ وَصْفًا كَانَ النَّسَبُ لِتَقْوِيَةِ الْوَصْفِ." انتهى النقل

اذن تستخدم ياء النسب المشددة لاثبات النسبة للمنسوب اليه بأن يكون منه كمصريّ و مدنيّ و مكيّ , او افادة المجاورة اللصيقة مثل قولي ان بيتي شرقيّ المسجد , فالبيوت التي بشرق المسجد كثيرة بعضها ابعد و البعض الاخر اقرب فلذلك أقول شرقيّ المسجد لإفادة الجوار اللصيق و لذلك قالوا انها تأتي أي "ياء النسب" في الاوصاف لتقوية الصفة و لبيان شدة القرب .

4. كما نظم ابن مالك هذا البيت لتعريفها

يَاءً كَيَا الكُرْسِيَّ زَادُوا للنَّسَبْ وَ كُلُّ مَا تَلِيهِ كَسرُهُ وَجَبْ

و قد شرح ابن عقيل هذا البيت بقوله: إذا أريد إضافةُ شيءٍ إلى بلد، أو قبيلة، أو نحو ذلك –جُعِلَ آخرُهُ ياءً مشدَّدة، مكسوراً ما قبلها، فيقال في النسب إلى "دمشق" :"دِمَشْقِيٌّ، و إلى "تميم" : "تمِيمِيٌّ" ، و إلى "أحمد" " أَحْمَدِيٌّ" انتهى النقل

اذن لو قلنا الميرزا غلام أحمد الهنديّ القاديانيّ ياء النسب تنسب مثلا .

المحور الثاني :

احاديث داعمة

الحديث الشريف :

الحديث الاول :"لتقاتِلُنَّ المشركينَ حتى يقاتِلَ بقيتُكُم الدجالُ على نَهْرِ الأُرْدُنِّ أنتم شرقيّه وهم غربيّه ولَا أَدْرِي أينَ الأردُنُّ يومئذٍ "

الراوي : نهيك بن صريم السكوني | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد

الصفحة أو الرقم: 7/352 | خلاصة حكم المحدث : رجال البزار ثقات

يتضح من الحديث السابق ما يلي :

1- "على نهر الاردن" اي على ضفافه سواء الشرقيّة او الغربية و ليس في القاديان .

و اين نهر الاردن ؟ هل الان هو في قاديان ايضا ؟

شرقيّه اي على الضفة الشرقية منه

غربيّه اي على الضفة الغربية منه

فياء النسب في هذا الحديث فيه كالشمس , و الحديث يخص قتال الدجال , و التعبير " على نهر الاردن " اي عليه و ليس بخارج منه اي ضفافه فلا يغادرها الى شرق النهر او غرب النهر , فالالتصاق بالنهر " المنسوب اليه " ضرورة لغوية مهما كانت المسافة من النهر سواء الشرق او الغرب , لان شرق النهر كل البلاد التي شرقه , و غرب النهر كل البلاد التي غربه . و البلاد التي من الشرق منه يقال له شرقه و ليس شرقيّه .

و البلاد التي من الغرب منه يقال لها غربه و ليس غربيّه .

و التعبير " على النهر " اكدت المدلول لياء النسب ,

و هذه هي بلاغة نبيا و بلاغة العربية و العرب يومئذ حتى لو كان الحديث ضعيفا , و لكن يصح الاستدلال به لغويا.

الحديث الثاني :" أنَّ مسجدَهُ كان باللَّبِنِ وسقْفُهُ كان من جذوعِ النَّخلِ ، وكانتْ حُجَرُ أزواجِهِ قِبْلِيّه المسجدِ و شرقيّه ، فلمَّا كثُرَ النَّاسُ زاد فيه عمرُ ، ثمَّ زاد فيه عثمانُ ، وبناهُ بالقصَّةِ والحجارةِ ، ثمَّ في إمارةِ الوليدِ ، أمرَ نائبَهُ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ أنْ يشتريَ الحُجَرَ ويزيدَها في المسجدِ ، فدخلَتْ حجرةُ عائشةَ الَّتي دُفِنَ فيها هو وأبو بكرٍ وعمرُ في المسجدِ من حينئذٍ ، وإنَّما كانتْ في حياتِهِ خارجةً عن المسجدِ إلى سنةِ إحدَى وتسعينَ الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : الجواب الصحيح الصفحة أو الرقم: 6/368 | خلاصة حكم المحدث : [متواتر]

و معروف أن حجر أزواجه كانت ملاصقة للمسجد .

المحور الثالث: ثبوت مدلول " ياء النسب " من كلام الميرزا الهنديّ القاديانيّ:

قلنا : إذا ثبت من كلام الميرزا مدعي النبوة أنه أضاف المنارة البيضاء الى دمشق في كلامه كأن يقول " منارة دمشق " أو في " أرض دمشق " و كان قصده دمشق البلدة المعروفة و ليس قاديان , و قصد زيارتها هو أو أحد خلفائه , فهذا لا يعني إلا أن الميرزا يعي تماما أن المقصود في الحديث المنارة الفعلية و ليس المجازية و أن دمشق هي دمشق الشام و ليس غيرها كما ورد في الأحاديث.

1- في كتابه "حمامة البُشرى"/1893صفحة 72

يقول الميرزا غلام :

" وقد أشير في بعض الأحاديث أن المسيح الموعود والدجّال المعهود يظهران في بعض البلاد المشرقية، يعني في ملك الهند، ثم يُسافر المسيح الموعود أو خليفة من خلفائه إلى أرض دمشق، فهذا معنى القول الذي جاء في حديث مسلم أن عيسى ينـزل عند منارة دمشق، فإن النـزيل هو المسافر الوارد من مُلك آخر. وفي الحديث.. يعني لفظ المشرق.. إشارة إلى أنه يسير إلى مدينة دمشق من بعض البلاد المشرقية وهو مُلك الهند. وقد أُلقِيَ في قلبي أن قول: عيسى عند المنارة دمشق، إشارةٌ إلى زمان ظهوره، فإن أعداد حروفه تدل على السنة الهجرية التي بعثني الله فيه. واختار ذكر لفظ المنارة إشارةً إلى أن أرض دمشق تنير وتشرق بدعوات المسيح الموعود بعدما أظلمت بأنواع البدعات، وأنت تعلم أن أرض دمشق كانت منبع فتنن المتنصرين. "

· يتضح من كلام الميرزا غلام أحمد التالي :

- أن المنارة المقصودة هي منارة دمشق بالفعل , و أن دمشق هي دمشق البلدة المعروفة بالفعل ؟

· و حتى باختيار الميرزا غلام أحمد أن المنارة هي الإنارة و الأشراق فقد خص الإنارة لدمشق البلدة أيضا .

· قول الميرزا " ارض دمشق " أفادت التخصيص لأرض دمشق و ليس لأرض غيرها سواء بالشرق منها القريب أو البعيد , و هذا التخصيص من الميرزا غلام أحمد يلغي أي شرح أو تفسير له أو تدليس منه ان المقصود بشرقيّ دمشق أرض القاديان بالهند .

2- في كتابه " تحفة بغداد "/1893 صفحة 37

والنّزول في الحديث بمعنى نزول المسافر من مكان إلى مكان، فإن النّزيل هو المسافر، فلو سلم صحة الحديث فيثبت أن المسيح الموعود أو أحد من خلفائه يسافر من أرض وينْزل بدمشق في وقت من الأوقات فلِمَ يبكون الناس على لفظ دمشق؟ بل يثبت من لفظ النّزول عند منارة دمشق أن وطن المسيح الموعود الذي يخرج فيه هو مُلكٌ آخر، وإنما ينْزل بدمشق بطريق المسافرين. هذا إذا سلمنا الحديث بألفاظه، وفيه كلام.. لأن الأحاديث من الظنيات إلا الحصة التي ثبتت من تعامل المؤمنين. " انتهى النقل

هنا الميرزا غلام أحمد أيضا يقر بأن دمشق هي دمشق و المنارة هي المنارة التي بشرقيّ دمشق و إلا ما اضطر إلى احتمال سفره أو سفر أحد من الخلفاء له للسفر و النزول لأرض دمشق كزائر أو نزيل ؟

3- مجموعة الإعلانات المجلد الثاني

يقول الميرزا غلام : :

"فلما تثبت وفاته بالنصوص القاطعة كان الأمل في نزوله عند منارة شرقيّ دمشق في وقت من الأوقات فكرة خاطئة تماما. بل لا بد من الاستتنتاج من دمشق في هذه الحالة معنى لا يعارض القرآن الكريم ولا الأحاديث الأخرى، وهو أن نزول المسيح الموعود بالإجلال والإكرام وهو نزول روحاني سيُري أنواره إلى منارة شرقيّ دمشق. ولما كانت دمشق هي المنبت الأصلي لشجرة التثليث الخبيثة ومن تلك البقعة نشأت هذه العقيدة الخبيثة لذا أشير إلى أن نور المسيح الموعود سينتشر بعد نزوله إلى مكان هو مسقط رأس التثليث " انتهى النقل

كلام الميرزا غلام أحمد واضح جدا في إثبات أن المنارة المقصودة هي منارة دمشق , و أن دمشق المقصودة هي دمشق الشام و ليست القاديان , فقصد الميرزا غلام أحمد بأن منبت التثليث في دمشق البلدة المعروفة و ليس غيرها يعتبر منبتا للتثليث بحسب كلام الميرزا غلام أحمد .

4- مجموعة إعلانات المجلد الثاني

يقول الميرزا غلام : :

"مع أن معارضينا يقرأون حديث دمشق مرارا وتكرارا ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا على أنه ما السر فيما قيل في الحديث أن المسيح سينـزل قرب منارة شرقيّ دمشق، بل اتخذوا الحديث كحكاية. ولكن يجب أن يكون معلوما أن هذه ليست حكاية، والله بريء عن اللغو بل إن في كلمات الحديث التي تذكر دمشق أولا ثم تذكر منارة في الجانب الشرقيّ سرّا عظيما كما بيّنت آنفا أي عقيدة التثليث والآلهة الثلاثة قد أُسِّست في دمشق" انتهى النقل

كلام الميرزا غلام أحمد واضح جدا في اثبات أن المنارة المقصودة هي منارة دمشق , و أن دمشق المقصودة هي دمشق الشام و ليست القاديان , فقصد الميرزا غلام أحمد بأن منبت التثليث في دمشق البلدة المعروفة و ليس غيرها يعتبر منبتا للتثليث بحسب كلام الميرزا غلام أحمد

5- شهادة القرآن

. لقد أرسل الله تعالى في المسلمين بحسب مقتضى حالتهم مصلحا مثل المسيح دون السيف والسنان، وأعطاه حربةً سماوية فقط للقضاء على الدجالية. وجاء المسيح الموعود على رأس القرن الرابع عشر كما يُستنبَط العددُ 1400 بحسب حساب الجمّل من عبارة: "عيسى عند منارة دمشق"..." انتهى النقل

اضافة كلمة "منارة" إلى الكلمة "دمشق" يعني التخصيص , و كما بينا أن الميرزا كان يقصد بدمشق البلدة المعروفة و التي قال أنه مكان تأسيس عقيدة التثليث المسيحية .

المحور الرابع : ثبوت من كلام الميرزا ان ياء النسب تعني ما نقصده

1- في مجموعة إعلانات المجلد الثاني

يقول الميرزا غلام :

" والآن فقد تقررت خطة أخرى لإكمال هذا المسجد وهي أن تُبنى في شرقيّ المسجد كما يتبين من أحاديث النبي ( منارة عالية جدا لتُستخدَم لثلاثة أمور." انتهى النقل

يقول الميرزا غلام أحمد " تُبنى في شرقيّ المسجد كما يتبين من أحاديث النبي منارة عالية جدا "

إذن لقد قام الميرزا غلام أحمد ببناء منارة ملاصقة أو في الجانب الشرقيّ من المسجد المشار إليه و هو مسجده الخاص الذي سماه لاحقا "المسجد الاقصى" , و هذا يؤكد أن الميرزا غلام أحمد يفهم جيدا المقصود من "ياء النسب" المضافة إلى كلمة "شرق" فأصبحت " شرقيّ " لإفادة المجاورة اللصيقة أو أن تكون جزءا من المسجد نفسه , و بالتالي يعتبر الميرزا مدلسا لمّا قال بأن" شرقيّ دمشق" تعني "شرق دمشق" كما سنرى و أنها تخص البلاد المشرقية و منها الهند و القاديان

2- مجموعة إعلانات المجلد الثاني

يقول الميرزا غلام :

" مع أن معارضينا يقرأون حديث دمشق مرارا وتكرارا ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا على أنه ما السر فيما قيل في الحديث أن المسيح سينـزل قرب منارة شرقيّ دمشق، بل اتخذوا الحديث كحكاية. ولكن يجب أن يكون معلوما أن هذه ليست حكاية، والله بريء عن اللغو بل إن في كلمات الحديث التي تذكر دمشق أولا ثم تذكر منارة في الجانب الشرقيّ سرّا عظيما كما بيّنت آنفا أي عقيدة التثليث والآلهة الثلاثة قد أُسِّست في دمشق. " انتهى النقل

و تعليقنا كالتالي :

· قول الميرزا غلام أحمد " منارة في الجانب الشرقيّ " أي في الجانب الشرقي من دمشق يؤكد تخصيص الجانب الشرقيّ لدمشق و ليس البلاد التي شرق دمشق

· واضح أيضا أن دمشق في الأحاديث هي دمشق البلدة المعروفة و أيضا التي يقصدها الميرزا غلام أحمد هي دمشق و ليست قاديان لأنها أي دمشق هي موضع تأسيس عقيدة التثليث كما يقول الميرزا غلام أحمد .

المحور الخامس: مناقشة رأي الميرزا في المسألة .

مجموعة إعلانات المجلد الثاني

يقول الميرزا غلام في إعلان 224 "التبرع لبناء منارة المسيح" بتاريخ 28/06/1900: "الخديعة الكبرى التي واجهها معارضونا هي أنهم وجدوا في الحديث كلمات أن المسيح الموعود سينـزل قرب المنارة شرقيّ دمشق وفهموا منها أن تلك المنارة تقع في دمشق بالذات مع أنه لا توجد أية منارة في دمشق أصلا [ابراهيم بدوي : و هل كانت موجود في القاديان ] ] ، ولم يفكروا أن إذا قيل مثلا بأن مكانا كذا وكذا يقع في شرقي المدينة فهل يكون المراد منه دائما أن ذلك المكان متصل بالمدينة؟ لو وُجدت في الحديث كلمات يُفهم منها قطعا أن تلك المنارة متصلة بدمشق ولم يكن هناك مجال لأي احتمال آخر لما كان هذا البيان جديرا بالقبول مقابل قرائن القرآن الكريم [ابراهيم بدوي : ما هي قرائن القرآن النافية لان تكون المنارة في دمشق ؟ بما يقصد أدلة موت المسيح في القرآن الكريم , فانها بفهمه هو , و فهم الميرزا غلام أحمد لا يلزمنا ]. أما الآن حين يتبين بكل جلاء من التأمل في الحديث أن المراد منه هو المنارة تقع في الجانب الشرقيّ من دمشق وليست جزءا من المدينة فيُستبعد من الأمانة والعقل أن يغض المرء الطرف من حِكَم الله وأسراره التي بينتها في الإعلان ويشدِّد على أن المنارة التي سينـزل المسيح قربها تقع في دمشق. بل قد أراد النبي ( من المنارة منارة المسجد الأقصى الذي يقع في شرقيّ دمشق أي مسجد المسيح الموعود الذي وُسِّع مؤخرا وبُنيت بناية جديدة أيضا. وهذا المسجد يقع في الجانب الشرقيّ من دمشق في الحقيقة " انتهى النقل

· يعلن هنا الميرزا بكل وضوح أنه يُقصَدُ بالمنارة البيضاء التي ورد ذكرها في حديث مسلم أنها تقع بقاديان و أن عبارة "شرقيّ دمشق" لا يقصد بها أن تكون ضمن حدود مدينة دمشق أو بمحاذاتها معترضا على ما فهمه كل المسلمين من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم، معللا ذلك أن المنارة لم تكن قد بنيت حين رواية الحديث و أن هذا الطرح مخالف لقرائن من القرآن الكريم, و إن إبطال استدلاله هذا ليس بالأمر الصعب فيكفي القول أن "منارة قاديان" نفسها لم تكن قد بنيت حين نشر إعلانه هذا فكيف تكون هي المقصودة من 1300 سنة!.

· أما كلام الميرزا غلام أحمد على أن القرائن من القرآن الكريم تبين أن النزول عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق غير المقصود , فهذا من هذيان الميرزا غلام أحمد , لأنه يستدل علينا بفهمه و ليس بنصوص القرآن الكريم القاطعة , ففهم أي أحد منا ليس دليلا يلزم غيره به .

المحور السادس :

تعليقات متفرقة و مناقشة معنى النزول و المنارة عند الميرزا و مناقشة ردود الأحمديين القاديانيين على ما أثير في مسألة " ياء النسب " .

متى بدأ كسر الصليب ؟

في 1890 كما في كتابه "الإزالة للاوهام " و "التوضيح" لمّا قال الميرزا غلام أحمد بأن المسيح قد مات. متى بدأ قتل الخنزير ؟

في 1890 كما في "الإزالة للاوهام و التوضيح" لمّا قال بان المسيح قد مات.

متى أعلن إيمانه بموت المسيح ؟ و أن الإدعاء بموت المسيح هو ما قتل به الخنزير و كسر به الصليب .؟

في 1890 كما في "الإزالة للاوهام و التوضيح" لمّا قال بان المسيح قد مات.

متى أعلن نبوته الميرزا غلام أحمد ؟

في 1882 في بداية نزول الوحي في مارس

متى كانت بيعة أتباع الميرزا غلام أحمد له ؟

في 1888 كما في كتاب " السيرة المطهرة" صفحة 107.

متى صحح للناس مسألة نبوته ؟

في 1901 في كتاب ازالة خطأ

متى أعلن بناء المنارة في شرقيّ مسجده " المسجد الاقصى " أي منارة المسيح ؟

في 1903

إذن المنارة جاءت بعد وحي النبوة و قتل الخنزير و كسر الصليب و إعلان النبوة

و لكن الحديث الشريف يصرح بأن المسيح ينزل عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق , أي أن المنارة موجودة قبل النزول و قبل قتل الخنزير و قبل كسر الصليب و ليس بعد كل هذا , فكيف هذا التعارض في كلام الميرزا ؟

كيف جاء الميرزا غلام أحمد و فعل كل ما فعل قبل بناء المنارة ؟

و لكي يهرب الميرزا غلام أحمد من هذه المعضلة , ماذا فعل ؟

في ملفوظات سيدنا السميح الموعود مجلد 1 , قال الميرزا غلام أحمد أن النزول أو المجيء للمسيح الموعود مجيئان , مجيء به من الابتلاء و التكذيب ما فيه , و المجيء الثاني هو مجيء جلالي و هو المقصود بالمجيء بعد بناء المنارة .

و لكن معروف أن مجيء سيدنا عيسى عليه السلام و نزوله يسبقه وجود المنارة البيضاء , كما أنه لا ينزل أو يجيء النبيّ أو الرسول إلا بعد الظلام الحالك و بلوغ الظلام و الجهل أقصى الدرجات و هذا من كلام الميرزا أيضا , و هذا ينافي كلام الميرزا غلام أحمد لأن الميرزا غلام أحمد بدأ بكسر الصليب و قتل الخنزير – بمفهومه هو – و إعلان نبوته , و إعلان البيعة في 1888 , فكيف كل هذا يسبق بناء المنارة بمسجده الذي سماه " المسجد الاقصى " ؟

و هذا هو نص كلام الميرزا غلام أحمد بخصوص المجيء الجلالي :

" كيف يمكن النجاة من الذنوب والآن، بقي أن تفهموا ما هي المنارة؟ فليكن معلوما أن المنارة هي نفس مقدسة ومطهرة وذات عزيمة عالية يُعطاها الإنسانُ الكامل الذي يستحق نوال النور السماوي ويدخل ذلك في معنى المنارة. والمراد من علوّ المنارة هو علوّ عزيمة الإنسان، والمراد من قوة المنارة هو استقامة الإنسان التي يبديها عند الابتلاءات المختلفة وبياضه وبراءته التيي تتبين في نهاية المطاف. وعندما يحدث كل ذلك، أيْ يتحقق أولا علوّ همته وكمال استقامته وكمالل صبره وصموده، وتتبين براءته بالأدلة كالمنارة الساطعة عندها يحين وقت مجئيه الجلالي وينتهيي مرحلة المجيء الأول المصحوب بالابتلاءات. عندها تنـزل تلك الروحانية متصبغة بصبغة جلال اللهه على شخص قائم كالمنارة. وفي ذلك الحين تتولد فيه التأثيرات الإلهية بإذنه تعالى. هذا كله يحدث عند المجيء الثاني. وإن مجيء المسيح الموعود بأسلوب خاص صورة كاملة لهذه الحقيقة. هناك روايات رائجة بين المسلمين أن المسيح الموعود سينـزل على المنارة. ولكن المراد من النـزول هو المجيء الجلالي الذي تحالفه الصبغة الإلهية، وليس معناه أنه لم يكن موجودا على الأرض من قبل. ولكن من الضروري أن تُبوِّئه السماء عندها ما لم يحن الوقت الذي قدّره الله. " انتهى النقل

المحور السابع :

رفع رابط الحوار الذي دار في صفحة للقاديانيين بها 2833 عضو و 11 أدمن , و بها من أساتذة اللغة العربية من نعرفه و هو الأستاذ الخبير – كما يسمي نفسه - حلمي مرمر الذي لم يشارك فيي الردود على التساؤل , و تركهم للسذج من لا يعرف شيئا في اللغة العربية ليقوموا بدور المدافع عنن جهل الميرزا او تدليسه .

رابط تحميل ملف pdf للحوار مع الأحمديين في صفحة لهم حول الفرق بين التعبيرين : شرق دمشق و شرقيّ دمشق.

http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2017/03/pdf_23.html

و الله اعلى و اعلم

د.ابراهيم بدوي