مقال (090) الميرزا الهندي و السلطة البريطانية و تنصير المسلمين 002
مقال(090)الميرزا الهندي والسلطة البريطانية وتنصير المسلمين 002
مقال (090)
2- الميرزا الهندي و السلطة البريطانية و تنصير المسلمين
من سلسلة مقالات الميرزا الهندي و السلطة البريطانية
التماس مهم إلى المنظمات الاسلامية
الميرزا الهندي يرفض التوقيع على مذكرة من منظمات اسلامية لتقديمها للسلطة الانجليزية لترقية المسلمين في مجال التعليم و الوظائف و الاحتفاظ بتعليم اللغة الاردية في المدارس و كان رفض الميرزا الهندي بحسب ادعائه بسبب اعتلال صحته و سفره [و طبعا التوقيع صعب جدا و هو مريض أو مسافر ], و لكنه ينصح من يريدون تقديم هذه المذكرة بأن يقدموا :
اولا : اثبات الوفاء للحكومة البريطانية .
و ثانيا : الاقرار و الاعلان من المشايخ و العلماء في كتيبات مطبوعة بحرمة جهاد الانجليز و توزيع هذه الكتيبات و الاعلانات على السلطة الانجليزية و عامة المسلمين في المدن و القرى .
في كتاب "البراهين الأحمدية"/ من 1880 الى 1884م ج 1-4 ص 121 إلى 126
يقول الميرزا الهندي :
1. " لقد وصلتني رسالة من سكرتير منظمة " انجمن إسلامية لاهور " , كما وصلتني عبارة من المولوي أبي سعيد محمد حسين المحترم سكرتير منظمة " انجمن همدري إسلام " لاهور , و قد طُلب [ بضم الطاء] فيهما تواقيع الاخوة المسلمين و المنصفين من الهندوس على المذكرتين اللتين أُعدتا للتقديم للحكومة من أجل ترقية المسلمين في مجال التعليم و الوظائف , و الاحتفاظ بتعليم اللغة الاردية في المدارس .و لكنني بكل أسف , لم أستطع أداء هذه الخدمة لإعتلال صحتي اولا , و نظرا لإضطراري للمكوث في مدينة "أمرتسار" ثانيا . و لكن أريد القول من منطق " الدين النصيحة" بأنه من الضروري لإخواني في الدين – و لمصلحة دينهم و دنياهم – أن يعلموا أنه مع أن حال المسلمين المتدهورة ستعد جديرة بالترحم حتما في نظر الحكومة المشفقة ..."
2. و يقول الميرزا الهندي " يجب بذل القوة و القدرة التي وهبهم الله تعالى في كل أمر – سواء أكان دينيا أم دنيويا – قبل الاستعانة بأحد , و بعد ذلك يمكن أن يطلبوا المساعدة لإكماله . ...
3. و يقول الميرزا الهندي " إن الأمور التي يجب على المسلمين إنجازها بجهدهم و مسعاهم بغية إصلاح أحوالهم سوف تتبين تلقايا عند التدبر و التأمل , و لا حاجة لبيانها و شرحها . و لكن من تلك الأمور هناك أمر جدير بالذكر بوجه خاص و هو ما تركز عليه و تهتم به الحكومة الانجليزية , أي يجب التأكيد جيدا للحكومة الممدوحة أن مسلمي الهند هم رعاياها الأوفياء....
4. و يقول الميرزا الهندي " و لكن مما يؤسف له أن تصرفات بعض سكان الجبال و السفهاء من قليلي الادب تؤيد هذه الفكرة .... لأن مثل هذه التصرفات تصدر بين حين و آخر من الجهلاء ... مثل هؤلاء الناس بعيدون كل البعد عن الالتزام بالإسلام , و تصرفاتهم شخصية و ليست نتاج التزامهم بالشريعة....
5. و يقول الميرزا الهندي " على أية حال , يجب على اخواننا المسلمين أن يؤكدوا للحكومة مجددا أنهم ناصحون أمناء لها...
6. و يقول الميرزا الهندي " فمن الحكمة بحسب رأيي أن تختار منظمة "انجمن إسلامية " لاهور و كالكوتا و بومباي , بعض المشايخ المعروفين و المعترف بهم عند معظم الناس بعلمهم و فضلهم و زهدهم و تقواهم , ثم يطلب من أهل العلم المعروفين نوعا ما في المناطق المجاورة أن يرسِلوا – إلى هؤلاء المشايخ المختارين – عباراتهم الخطية الممهورة التي تحتوي على منع صريح من الجهاد – بحسب مقتضى الشريعة الإسلامية - ضد الحكومة الانجليزية المحسنة و المواسية لمسلمي الهند...
7. و يقول الميرزا الهندي " و عندما تجمع كل هذه الرسائل – التي يمكن أن تسمى " مكاتيب علماء الهند" – فلتطبع في مطبعة و بخط جميل مع العناية بصحتها جيدا , ثم ترسل عشرة أو عشرون نسخة منها إلى الحكومة و توزع البقية على الناس في اماكن مختلفة في البنجاب و الهند و خاصة في المناطق الحدودية...
8. اذن الميرزا الهندي يرى وجوب طاعة الحكومة العادلة الناصحة و عدم جهادها بل يجب الطاعة لها و ينسى أن هذه الحكومة الانجليزية هي حكومة محتلة و المسلمون ليسوا في بلاد الانجليز ليمنع جهاد الحكومة الانجليزية العادلة .
9. الحكومة الانجليزية لماذا تحتل الهند ؟ هدفان في رأيي الأول امتصاص خيرات البلاد و الثاني التنصير و بخاصة للمسلمين لأنهم بإسلامهم يقاومون الاحتلال.
10. و التعليم و الثقافة بلغة البلاد و الترقي العلمي و الوظيفي يقلق المحتل لذلك لا يرغبون في تعليم و تثقيف الشعوب المحتلة إلا بالثقافة و التعليم الذي يخدم الاحتلال و إلا فلا تعليم و لا وظائف محترمة .
11. إذا كانت الحكومة الانجليزية على كلام الميرزا انقذت المسلمين من العذاب من الاقوام السابقة (الخالصة السيخ) فلماذا حكامها يرغبون في تنصير المسلمين و غيرهم ؟ هل هذا هو العدل و الحرية و الرحمة ؟ تحميني و تغذيني لتستخدمني و تستفيد مني أوتنصرني و تحولني مسيحيا لأعطيك بكل الحب خيرات بلادي , و يكون معتقدي "اعط ما لقيصر لقيصر و ما لله لله " .
12. يقول مولى القاديانيين جلال الدين شمس في مقدمة كتاب "إزالة أوهام" ص ( أ ,ب,ت) بنصوص قاطعة كيف أن حكام البنجاب و غيرها كانوا يقولون أن توطيد دعائم السلطنة لا يكون إلا بتنصير الهنود سواء مسلمين أو غيرهم .
فهل هذه هي الحرية الدينية ؟
و هل لا تستحق حكومة مثل هذه الطرد و الجهاد لإخراجهم من البلاد ؟
و هل مثل هذه الحكومة التي تقوم دعائمها على التنصير و بناء الكنائس للتنصير و تعيين المنصرين في المستشفيات و تعيين المتنصرين في الوظائف العليا , ألا تستحق القتال ؟؟
13. و إليكم النصوص كما جاءت في مقدمة كتاب إزالة أوهام/1891 م صفحات ( أ ,ب,ت) :
" ... و كان كبار مسؤولي الحكومة الانجليزية أيضا يدعمون المسيحية في نشر دعوتها , و ينظرون إلى مساعي القساوسة بنظرة الإستحسان , و كانوا يقولون : نظرا إلى تقدم المسيحية فإن الهند كلها ستسقط في حضنها في بضع سنين . لقد وضع أحد حكام البنجاب – و إسمه تشارلز ايجي سن – حجر الأساس لمركز المسيحية و كنيستها في "بتالة" بتاريخ 21 تشرين الثاني عام 1883 م , ثم قال في عام 1888 م في خطابه في إجتماع للقساوسة ترأسه أسقف المنطقة : " أن المسيحية تنتشر في الهند بسرعة أكبر من تزايد عدد السكان فيها . و لقد بلغ عدد المسيحيين الهنود فيها مليون مسيحي تقريبا ".
ويكمل جلال الدين شمس في مقدمة "إزالة الأوهام"
"و قد اعتبرت الهند , كما قال " روبرت كلارك " قاعدة طبيعية لنشر دعوة المسيحية في آسيا الوسطى . ( The Missions p245) ."
و يكمل مولى القاديانيين جلال الدين شمس :
" كان الإنجليز يظنون أن إنتشار المسيحية في الهند ضروري لتوطيد دعائم الحكومة و استحكامها . و لهذا السبب ؛ فقد استأذن " السير روبرت مونتغمري " – الحاكم الثاني في اقليم البنجاب – لتشييد 15 كنيسة على نفقة الحكومة . و قال " اللورد لورنس" ذات مرة :
" لا يمكن أن يكون شيئ أكثر توطيدا لدعائم سلطنتنا من أن ننشر المسيحية في الهند . ( حياة اللورد لورنس ؛ المجلد 2 ص 313 ) .
لقد ورد في : Cambridge short history of India p 715 – 716
" لقد أعطى الله تعالى الهند بمشيئته إلى أيدي بريطانيا لتنصير اهلها ".
و يكمل مولى القاديانيين جلال الدين شمس :
" و الذين كانوا يتنصرون كانوا يُعطَون وظائف جذابة , فمثلا نال كل من المتنصر " عبد الله آتهم " و القسيس " صفدر علي " منصب المفوض . و قد عرض المنصب نفسه على القسيس عماد الدين أيضا و لكنه فضل البقاء قسيسا .
باختصار شديد , قد نشرت شبكة القساوسة في البنجاب كله , فكان الدعاة المسيحيون يبلغون المسيحية علنا في المدن و البلدان و القرى , و قد عيّن الدعاة رسميا في المستشفيات . و كانت الطبيبات المسيحيات يبلغن المسيحية إلى البيوت بحجة العلاج" .إنتهى النقل .
فهل مثل هذه الحكومة المحتلة و التي كل همها تنصير المسلمي ليتسنى لها امتصاص دماء و خيرلات البلاد و العباد ؛ هل لا تستحق الجهاد المسلح ؟
و هل هناك أي شك في ان الميرزا الهندي القادياني عميل انجليزي ؟
د.ابراهيم بدوي
25/07/2016 06:57:31 م
مقدمة فتح الاسلام و توضيح لامرام و الازالة