مقال (067) الميرزا الهندي و الشريعة

مقال (067) الميرزا الهندي و الشريعة

مقال (067) الميرزا الهندي و الشريعة

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2016/03/067.html 

الميرزا الهندي مدعي النبوة يخالف أتباعه , هو يقول أنه نبي و رسول صاحب شريعة , و هم يقولون أنه ليس صاحب شريعة لأن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين التشريعيين . 
هيا نتعرف على الحكاية من كلام الميرزا الهندي 
في كتابه " الاربعين "/1900 م ص_111
 
في معرض كلام الميرزا الهندي لإثبات أن المتقول على الله تعالى لا بد من أن الله سبحانه و تعالى يُهلكه , قال الميرزا الهندي
: 
" و إن قلتم إن النبيّ المشّرع فقط يَهلك و لا يَهلك كلُّ مفترٍ , فهذا القول لا يدعمه الدليل لأن الله سبحانه و تعالى لم يذكر هذا الشرط و لم يخصص الآية بالنبي المشرّع كما يُزعم "
] إبراهيم بدوي : هنا الميرزا الهندي يقر بضرورة ذكر دليل التخصيص نصا في الآية إذا أريد القول بالتخصيص لأي قول ظاهره العموم , و نفس المبدأ الذي يقره الميرزا الهندي , يجب تطبيقه على آية "خاتم النبيين" إذ الآية عامة في جميع الأنبياء , و لا يصح التخصيص في كلام الله سبحانه و تعالى إلا لمن له التسليم , أي الله سبحانه و تعالى أو سيدنا النبيّ سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بدليل قطعي , فالدليل الظني لا يثبت به التخصيص أو الإستثناء من كلام الله سبحانه و تعالى أو حديث رسوله صلى الله عليه و سلم فمن يقول أن الخاتمية للأنبياء التشريعيين فقط , فقد خصص من غير مخصص أو ادعى استثناء بدون دليل [ . 

و نكمل مع الميرزا الهندي : يقول الميرزا الهندي :
"و ثانيا يجب أن تعرفوا ما هي الشريعة ؟ فمن بيّن بعض الأوامر و نهى عن بعض الأمور بتلقي الوحي من الله و سن لأمته قانونا فهو صاحب شريعة , فبهذا التعريف أيضاً تمت الحجة على معارضينا لأن الوحي النازل عليّ يتضمن الأوامر و النواهي أيضاً ".
] إبراهيم بدوي :إذن , الميرزا الهندي صاحب شريعة و هنا لنا سؤال : ما هي الحجة التي تمت على معارضي الميرزا الهندي ؟ هي أنهم يقولون – بحسب إدعاء الميرزا – أن المتقول على الله بشرع هو من يُهلكه الله سبحانه و تعالى , فيدعي الميرزا الهندي أنه أيضاً صاحب شرع بحسب المفهوم الذي قاله , إذن , الميرزا الهندي يقر أنه رسول من الله سبحانه و تعالى بشرع و مع ذلك لم يُهلكه الله سبحانه و تعالى و بالتالي – بحسب فهمه – هو نبي و رسول بحق من الله سبحانه و تعالى لأن الله سبحانه و تعالى لم يُهلكه , حيث أنه نبي و رسول صاحب شريعة و لم يميته الله و لم يقتله طوال مدة أكثر 23 سنة , .ثم سوف يأتي الميرزا الهندي بأمثلة من الأوامر و النواهي ليبين و يؤكد بها أنه نبي بشرع , فلنتابع
[

و يكمل الميرزا الهندي في "الأربعين" ص_0112 يقول : 
" فمثلا الإلهام : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أذكى لهم " يضم الأمر و النهي معا "
] إبراهيم بدوي : يقول حضرة الشيخ منظور رحمة الله عليه أنه لا يوجد في نص وحي الميرزا هنا أي نهي , بل كله أوامر فالميرزا لا يعرف الفرق بين المر و النهي " , و هو مسجل في كتاب "البراهين الأحمدية" و قد مضت على نزوله مدة 23 عاما أيضاً , و كذلك يتضمن الوحي النازل عليّ إلى الآن الأوامر و النواهي 
] إبراهيم بدوي : إذن , يقر الميرزا الهندي أنه – لو أن الشريعة هي الأوامر و النواهي فهو - صاحب شريعة منذ 23 سنة و لم يهلكه الله سبحانه و تعالى , و هذا يثبت نبوته كما يدعي
] , 
و يعلق الميرزا الهندي في الحاشية على كلامه السابق و هو قوله " لأن الوحي النازل عليّ يتضمن الأوامر و النواهي أيضاً " 


يقول في كتاب"الاربعين"/1900 م ص_0112 في الحاشية
:
" لما كان تعليمي يضم الأمر و النهي أيضاً و تجديدا للأوامر المهمة للشريعة فلهذا قد سمّى الله تعليمي و الوحي النازل عليّ بالفُلك أي السفينة . فهناك نص الإلهام الإلهي : " و اصنع الفلك بأعيننا و وحينا , إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم " , فانظروا كيف سمّى الله سبحانه و تعالى تعليمي و الوحي النازل عليّ و بيعتي سفينة نوح و وصفها مدار النجاة للناس كافة , فليبصر من كانت له عينان , و ليسمع من كامن له أذنان . منه " انتهت الحاشية 
] إبراهيم بدوي : إذن , الميرزا الهندي يقصد أن في وحيه الشمولية المطلوبة للنجاة بإحتواء وحيه على الأوامر و النواهي و المواعظ و كل ما يلزم للنجاة كما سفينة نوح
[


و يكمل الميرزا الهندي في كتاب"الاربعين"/1900 م ص_0112
 
"
و إن قلتم إن المراد من الشريعة الأحكام الجديدة فهو باطل ؛ إذ يقول الله سبحانه و تعالى :" إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف ابراهيم و موسى " سورة الأعلى 18-19 , أي أن التعليم القرآني موجود في التوراة أيضاً . اقرا ايضا
] إبراهيم بدوي : سورة الأعلى ليس بها أحكام أي أمور الحلال و الحرام و لكن فيها مواعظ و أوامر بالتسبيح و التذكير بالآخرة , مما يدل على أن الميرزا الهندي يقصد من الشريعة هنا ليس فقط الأحكام و الأمر و النهي بل أيضاً العظات و التسبيح و ذكر الله سبحانه و تعالى و الآخرة , و من المعلوم أن وحي الميرزا الهندي من ربه يلاش يحتوي على الكثير من المواعظ و الأوامر و النواهي كما قرر هو سابقا , و هذا يؤكد إحتواء وحي الميرزا الهندي على أمور تشريعية - كما قرر هو - فقد أنكر أن يكون المقصود بالشريعة الأحكام الجديدة , و كونه أعاد ذكر الأوامر و النواهي و العظات التي في القرآن الكريم فهذا يعني أنه نبي تشريعي بمقياسه هو بنفسه .[ 


و يكمل الميرزا الهندي في كتاب"الاربعين"/1900 م ص_0112
: 
" و إن قلتم إن المراد من الشريعة أن يتضمن الوحي الأمر و النهي باستيفاء فهو أيضاً باطل ؛ لأن أحكام الشريعة لو كانت مذكورة في التوراة أو القرآن باستيفاء لما كان هناك مجال للاجتهاد . 
] إبراهيم بدوي : إذن , الميرزا الهندي يدعي أن أحكام الشريعة في القرآن الكريم لم تنزل باستيفاء , و نحن نعلم أن الإستيفاء هو كمال الإعطاء أو الأخذ , فلا يبقى لمن له الحق شيئا إلا و أخذه , و هذا بالتأكيد طعنه في إكمال الدين الوارد في الآية " اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دين" , و بالتالي مَنْ الذي سيأتي لإستيفاء الأحكام ؟ طبعا الميرزا الهندي , و الميرزا الهندي يقصد أن الاجتهاد في الأحكام الشرعية هو ما يعتبره تشريع و بالتالي لو اجتهد هو في أي من الأمور التي بها أوامر و نواهي فهو نبي تشريعي كما قرر هو
[ 


و يكمل الميرزا الهندي في كتاب"الاربعين"/1900 م ص_0113
 
يقول. الميرزا الهندي
" باختصار كل هذه الافكار سخيفة و ناجمة عن قصور الفهم . فنحن نؤمن أن النبيّ صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين , و أن القرآن الكريم خاتم الكتب الإلهية , و مع ذلك لم يحرّم الله على نفسه إنزال الاحكام على مبعوث آخر تجديدا , بأن لا تكذبوا و لا تدلوا بشهادة مزورة , و لا تزنوا و لا تقتلوا . و البديهي أن بيان مثل هذه الاحكام بيان الشريعة , و هو من مهمات المسيح الموعود أيضاً . فها قد صار دليلكم هباء منثورا بأنه لو افترى على الله أحد بأنه سبحانه و تعالى أرسله بشريعة فلا يمكن أن يعيش 23 عاما . فاعلموا أن كل هذه الأقوال سخيفة و مخجلة " انتهى النقل 


و الآن نلخص اقوال الميرزا الهندي التي يريدنا هو أن نعرفها
: 
1- لو أرسل الله رسولا من عنده بعد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم حتى لو كان احب شريعة ,فعلامة صدقه أنه من الله هو أنه يعيش بعد ادعائه النبوة و الرسالة أكثر من 23 سنة .
2- احكام الشريعة لم تذكر في القرآن باستيفاء , و لا بد من أن يأتي من يستوفيها بالاجتهاد و يسمى هذا نبي و رسول صاحب شريعة . 
3-لم يحرّم الله على نفسه إنزال الأحكام على مبعوث آخر تجديدا. 
4- المواعظ و الدعوة إلى التسبيح و التذكير بالآخرة من الشريعة و كتب الميرزا الهندي مليئة بها و بالتالي هو نبي صاحب شريعة.



و أخيرا اللهم إني قد بلغت
اللهم فاشهد
د.إبراهيم بدوي
 
06/03/2016
 هذا هو الرابط العام للمدونة http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/