معجزة نزول المسيح من السماء
معجزة نزول المسيح من السماء
قال تعالى : { وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }. (النساء ١٥٩).
وقال سبحانه : { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا }. (الزخرف ٦١).
وقال تبارك وتعالى : { وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ }. (آل عمران ٤٦).
وقال سبحانه وتعالى : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }. (الصف ٩).
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقَالَ : " مَا تَذَاكَرُونَ ؟ " قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ. قَالَ : " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ ". فَذَكَرَ الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ . (مسلم).
عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ". ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }. (البخاري).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ، وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ ، فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا ، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ ". (مسلم).
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ : " فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ : لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ ". (مسلم).
عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا ". (مسلم).
عن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ ؟ ". (البخاري).
عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنَ النَّارِ : عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ". (النسائي).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَإِنِّي أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ، فَاعْرِفُوهُ : رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا، إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، ثُمَّ تَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ، حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا تَضُرُّهُمْ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ". (مسند أحمد).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ، أَوْ بِدَابِقٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ، لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا. فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ". (مسلم).
وهذه بعض الأحاديث في نزول عيسى لا كلها، وأحاديث نزول عيسى - عليه السلام - كثيرة ومتواترة، تدل دلالة واضحة أن النزل هو المسيح عيسى، لا تدع مجالا لقائل أن يقول أن الذي ينزل ليس المسيح عيسى.
ومع ذلك ادعى القادياني أن الأحاديث تقصده بحجة أنه مثيل عيسى، وبحجة أن الله سماه عيسى بن مريم.
قالت القاديانية : إن عقيدة نزول عيسى تتصادم مع عقيدة - أصحاب الفهم التقليدي - في خاتمية نبوة محمد وأنه آخر الأنبياء.
والجواب :
١- التصادم في فهم القاديانية - الأعوج - فإن نبي الله عيسى قبل محمد - صلى الله عليه وسلم -.
٢- النصوص الواضحة الجلية التي أخبرت : بأن نبي الله عيسى الذي هو نبي قبل محمد، رفع وسينزل في آخر الزمان.
٣- لو فرضنا - جدلا - أن عقيدة نزول عيسى تصطدم مع عقيدة ختم النبوة، فهي أشد اصطداما مع نبوة غلام أحمد القادياني المزعومة، ولذلك فسرت القاديانية "الخاتم" والتي تعني الأخير، إلى معنى آخر وهو الأفضل.
قالت القاديانية : إن المراد من نزول عيسى بن مريم هو بعثة رجل آخر من أمة محمد يشبه عيسى بن مريم في صفاته وأعماله وحالاته، وقد ظهر هذا الموعود في قاديان في الهند باسم غلام أحمد القادياني.
والجواب : باختصار هذا الكلام تافه ومن يدرس سيرة الرجل فهو لا يشبه عيسى - عليه السلام - بأي شكل من الأشكال. بل لو قارنت بين عيسى والأنبياء كلهم الذين أخبرنا الله عنهم، فهناك اختلاف وفوارق بين عيسى وبين كل الأنبياء - عليهم السلام -، هذا في الأنبياء الذين نعلمهم. فماذا سيكون الحال مع مدعي للنبوة مثل القادياني، مثلا :
*لا القادياني ولد من أم بلا أب.
*ولا هو يحيي الموتى بإذن الله.
*ولا هو يخلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله.
*ولا هو يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله.
*ولا هو تكلم في المهد بقدرة الله.
هذه أمثلة فقط ! وإن سألت القاديانية عن تفاصيل في حق عيسى ؟ ستقول لك : هذه لها تأويلات -تحريفات- وهذه الأمور لا تؤخذ على ظاهرها !
لكن الحقيقة : أن تأويلها وتحريفها سببه لأنها تخالف حال القادياني.
يقول القادياني : " والعجب من القوم أنهم يفهمون من نزول عيسى نزوله من السماء ويزيدون لفظ السماء من عندهم ولا نجد أثرا من ذلك في حديث ". (حمامة البشرى ٣٠).
ويقول أيضا : " وما رأينا في كتب الحديث خبرا من رسول الله مرفوعا متصلا يفهم منه أن عيسى ينزل من السماء، وما وجدنا لفظ السماء في واحد من الأحاديث الصحيحة القوية وهذا أمر بديهي يعلمه المحدثون ". (الخطبة الإلهامية ٦١).
وتقول القاديانية : أن من معاني النزول كالذي ينزل أرضا أو بلدا ما.
والجواب :
أولا : إن الآيات القرآنية ذكرت الرفع إلى السماء، فبالتالي : النزول نزول من السماء.
ثانيا : دلالة قوله تعالى : { وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }. وقوله تعالى : { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا }. فبما أنه رفع إلى السماء، ثم جاءت الآيات لتقول أن أهل الكتاب يؤمنون به، وأنه من علامات الساعة، فلا معنى للنزول إلا من السماء.
ثالثا : مع إيماننا أن المقصود من النزول النزول من السماء، فقد جاءت أحاديث ذكرت لفظ ( السماء ) :
فمن ذلك ما رواه (البزار) : " عن أبي هريرة : يخرجُ أعورُ الدجالُ مسيحُ الضلالَةِ قِبَلَ المشرقِ في زمَنِ اختلافٍ مِنَ الناسِ وفُرْقَةٍ فَيَبْلُغُ ما شاءَ اللهُ أنْ يَبْلُغَ مِنَ الأرْضِ في أَرْبَعينَ يَوْمًا اللهُ أَعْلَمُ ما مِقْدارُها فَيَلْقى المؤْمِنُونَ شدَّةً شديدَةً ثمَّ يَنْزِلُ عيسى بنُ مريمَ صلى الله عليه وسلم منَ السماءِ فيَؤُمُ الناسَ فإذا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ ركعتِهِ قال سَمِعَ اللهُ لمن حَمِدَهُ قَتَلَ اللهُ المسيحَ الدجالَ وظهَرَ المسلمونَ فأَحْلِفُ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أبا القاسِمِ الصادِقَ المصدوقَ صلى الله عليه وسلم قال إنه لَحَقٌّ وأَمّا إِنَّهُ قريبٌ فكُلُّ ما هو آتٍ قَرِيبٌ ".
ومن ذلك ما رواه البيهقي في (الأسماء والصفات) : عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ مِنَ السَّمَاءِ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ» .
ثم قال البيهقي - عليه رحمة الله تعالى - : " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ يُونُسَ. وَإِنَّمَا أَرَادَ نُزُولَهُ مِنَ السَّمَاءِ بَعْدَ الرَّفْعِ إِلَيْهِ ".
رابعا : جاء حديث يبين نزول عيسى من السماء، ويبين كيفية نزوله - عليه السلام - من السماء : " إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ ". (مسلم).
فهو ينزل من السماء واضعا كفيه على أجنحة ملكين.
قالت القاديانية : في قوله تعالى : { وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }. إن ضمير الهاء في ( قبل موته ) عائد على أهل الكتاب وليس عائدا على عيسى، لأن هناك قراءة ( قبل موتهم ).
والجواب :
•إن تعدد القراءات عند المفسرين يعدد معانيها.
•وهذه الآية فسرها أبو هريرة وابن عباس - رضي الله عنهما - قبل موت عيسى - عليه السلام -، ومن التابعين : الحسن، وقتادة… وغيرهم. (البخاري) و (تفسير الطبري).
وقالت القاديانية : : في قوله تعالى { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا }. هذه الآية لا تدل على حياة المسيح ونزوله لأن الله قال : ( وإنه لعلم الساعة ) ولم يقل : ( سيكون علما للساعة ).
والجواب : هذه الآية ذكر الصحابة والتابعون أن المقصود منها عيسى عليه السلام : ابن عباس، وأبو هريرة، ومجاهد، وقتادة، والسدي، والضحاك… وغيرهم. (تفسير الطبري) و (تفسير ابن كثير).
يقول القادياني : " جاء في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى التوفي شرح واضح فقال : متوفيك مميتك. وتبعه سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم، ولم يشد أحد منهم بخلاف، فأي دليل يكون أوضح من هذا إن كان رجل من الطالبيين ". (حمامة البشرى ١٢٥).
أقول : ومن يتتبع أقوال الصحابة والتابعين في رفع عيسى - عليه السلام - ونزوله يجدهم قائلين برفعه إلى السماء ونزوله منها في آخر الزمان، لا كما يزعم القادياني أن الصحابة و التابعون ومن تبعهم يقولون بموت عيسى.
ثم إننا لو حصرنا أحاديث نزول عيسى - عليه السلام - بتفاصيلها الكثير فهي لا تنطبق على القادياني، والقادياني والقاديانية يحرفون هذه التفاصيل إلى معان باطنية للفرار من ظاهر النص الذي لا ينطبق على القادياني، و كأمثلة :
-مهرودتين : أي مرضان أحدهما فوق والآخر تحت وهما الدوار وكثرة التبول.
-شرقي دمشق : أي قاديان لأن هناك تشابه بين قديان ودمشق حسب زعمهم.
-يقتل الدجال : من قتل بالحجة فقد قتل.
للمزيد حول موضوع : " رفع عيسى عليه السلام ونزوله " راجع : ( البراهين الإسلامية ) أو ( الصواعق العجاوية ).
ونعوذ بالله رب العالمين.
الكاتب: أبو عبيدة العجاوي.