معجزة ناقة صالح
معجزة ناقة صالح
كتبه:أبوعبيدةالعجاوي.
{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَـٰلِحاً قَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرُهُۥۖ قَدۡ جَاۤءَتۡكُم بَیِّنَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡۖ هَـٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَایَةࣰۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِیۤ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوۤءࣲ فَیَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ }. (الأعراف ٧٣).
{ وَیَـٰقَوۡمِ هَـٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَایَةࣰۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِیۤ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوۤءࣲ فَیَأۡخُذَكُمۡ عَذَابࣱ قَرِیبࣱ }. (هود ٦٤).
{ قَالَ هَـٰذِهِۦ نَاقَةࣱ لَّهَا شِرۡبࣱ وَلَكُمۡ شِرۡبُ یَوۡمࣲ مَّعۡلُومࣲ }. (الشعراء ١٥٥).
قال عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره :
" عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ , عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ , قَالَ: " قَالَتَ ثَمُودُ يَا صَالِحُ: ائْتِنَا بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ , فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ: اخْرُجُوا إِلَى هَضْبَةٍ مِنَ الْأَرْضِ , فَخَرَجُوا فَإِذَا هِيَ تَمَخَّضُ كَمَا تَمَخَّضُ الْحَامِلُ , ثُمَّ إِنَّهَا انْفَرَجَتْ فَخَرَجَ مِنْ وَسَطِهَا النَّاقَةُ , فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ: {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ , وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأعراف: ٧٣] لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ , فَلَمَّا مَلُّوهَا عَقَرُوهَا , فَقَالَ لَهُمْ: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } ". (هود: ٦٥).
تفسير القاديانية : هي مجرد ناقة لها حرمة فقتلوها فاستحقوا ما وقع عليهم.
أخي المسلم : القاديانية تحاول الظهور أمام عوام المسلمين بالتفسيرات العقلانية فإذا بها تثبت قلة عقلها.
صحيح أن القرآن لم يذكر صراحة خروج الناقة من الهضبة أو الصخرة، وصحيح ليس في ذلك حديث مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بل ورد في ذلك آثار مثل الأثر الذي نقلته لك عن الصحابي أبي الطفيل - رضي الله عنه - والصحابة - رضي الله عنهم - لا يفترون على الله مثل القادياني والقاديانية - عياذا بالله - ثم المفسرون يفسرون الأمر كما ذكرنا.
وأريد هنا أن أثبت شيء غير موضوع الناقة، فحتى لو لم تكن الناقة خرجت من الهضبة أو الصخر، فليس ذلك غريبا في قدرة الله، وحتى لو توقف البعض بسبب عدم وجود حديث مرفوع في شأن الناقة، فلا يستنكر على من يؤمنون بخروج الناقة من الهضبة أو الصخرة.
ذلك أن الله يخلق من مخلوق خلقا آخر :
خلقت الملائكة-عليها السلام- من نور : قال - عليه الصلاة والسلام - : " خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ ". (مسلم).
خلق الإنسان من تراب : { وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابࣲ ثُمَّ إِذَاۤ أَنتُم بَشَرࣱ تَنتَشِرُونَ }. (الروم ٢٠).
خلق الله الإنسان من ماء : { ثُمَّ جَعَلۡنَٰهُ نُطۡفَةٗ فِي قَرَارٖ مَّكِينٖ * ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَٰمٗا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَٰمَ لَحۡمٗا ثُمَّ أَنشَأۡنَٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ }. (المؤمنون ١٣-١٤).
خلق الجان من نار : { وَخَلَقَ ٱلۡجَاۤنَّ مِن مَّارِجࣲ مِّن نَّارࣲ }. (الرحمن ١٥).
من الأنعام لبنا : { إِنَّ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَنۡعَٰمِ لَعِبۡرَةٗۖ نُّسۡقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِۦ مِنۢ بَيۡنِ فَرۡثٖ وَدَمٖ لَّبَنًا خَالِصٗا سَآئِغٗا لِّلشَّٰرِبِينَ }. (النحل ٦٦).
من النحل عسلا : { وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسۡلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلٗاۚ يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ }. (النحل ٦٨-٦٩).
يخرج من الماء زرعا مختلفا : { أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَسَلَكَهُۥ یَنَـٰبِیعَ فِی ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ یُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعاً مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَ ٰنُهُۥ ثُمَّ یَهِیجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرࣰّا ثُمَّ یَجۡعَلُهُۥ حُطَـٰمًاۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ }. (الزمر ٢١).
والقاديانية والملحدون وغيرهم يحاولون الظهور بمظهر أنهم ضد الخرافات، فإن كان عند بعض الكفار خرافات، فعندنا آيات الله حق وحقيقة.
بل الخرافة والعياذ بالله : أنك ترى أن الله يخلق من مخلوق خلقا آخر، ثم تصر و تستكبر وتقول : لا آيات خارقة للعادة، كحال القاديانية. أو تقول : ليس هناك خالق، - عياذا بالله - كحال الملحدين.
هذا ما نشاهده في الطبيعة وعلى الأرض كآيات لله معتادة ومألوفة وغير خارقة للعادة : أن الله يخلق من مخلوق خلقا آخر.
والله الذي جعل من العصا حية تسعى، ومن الطين طيرا، ليس عجيبا في قدرته أن يخرج من الصخرة ناقة.
والله العليم أعلم.
فتبارك الله أحسن الخالقين.