معجزة نار إبراهيم عليه السلام

معجزة نار إبراهيم عليه السلام

معجزة نار إبراهيم عليه السلام


قال الحق - سبحانه في قدرته -

{ قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓاْ ءَالِهَتَكُمۡ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ • قُلۡنَا يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ • وَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَخۡسَرِينَ }. (الأنبياء ٦٨-٧٠).

قالت القاديانية : يبدو أن النار أخمدت بسبب غيبي كالريح أو المطر، ولذلك قال الله تعالى هنا : ( قلنا يا نار كوني بردا ) ولم يقل : " قلنا يا نار انطفئي "... فلما أوقدوا النار في النهاية، وألقوا فيها إبراهيم - عليه السلام - هطلت الأمطار في تلك اللحظة نفسها وأخمدت النار، فخرج منها إبراهيم سالما معافى. وبما أن عبدة الأوثان يتبعون الأوهام كثيرا، فلما خمدت النار بالأمطار، ظنوا أن هذه هي المشيئة الإلهية، فخافوا وخلوا سبيل إبراهيم.

والجواب :

١-إن القول أن النار أخمدت بسبب الريح أو المطر لا دليل عليه وانما هو كلام كذب و مفترى ومخترع. 

٢- وسبحان الله الذي يجعل الباطل على لسان أهله ! صحيح أن الله لم يقل : " قلنا يا نار انطفئي " بل قال : { قُلۡنَا يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ }. وهذا دليل على عدم انطفاء النار، فالنار لم تنطفئ، بل فقدت خاصية الحرق، وكانت بردا وسلاما على إبراهيم، والحمد لله رب العالمين.

٣- أما قول القاديانية أن النار ربما أطفأت بسبب الريح، فهذا هراء، ذلك أن الريح تزيد في اشتعال النار، أما قولها أن النار أطفأت بسبب المطر فهذا قول سخيف ! فإن النار تحتاج إلى وقت حتى تخمد بسبب المطر، ولابد أن تصيب من ألقي فيها - عياذا بالله العفو المعافي - ولو شيئا قليلا أو بسيطا، بينما قال - الرب - تبارك وتعالى : { كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ }. فلم يمسه شيء، والشكر لله رب العالمين.

والدليل على أن إبراهيم لم يمسه سوء : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }. (البخاري).

ثم قال الله بعد الآية السابقة مباشرة : { فَٱنقَلَبُوا۟ بِنِعۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلࣲ لَّمۡ یَمۡسَسۡهُمۡ سُوۤءࣱ وَٱتَّبَعُوا۟ رِضۡوَ ٰ⁠نَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِیمٍ }. (آل عمران ١٧٤).

القادياني يبطل قول القاديانية :

يقول القادياني في حاشية (بركات الدعاء ٣٠) أن الأولياء يمكن لهم التغلب على النار : " هنا يجدر الإنتباه إلى سر آخر أيضا وهو أن الخوارق التي تظهر على أيدي الأولياء أحيانا كأن لا يغرقهم الماء أو لا تضرهم النار، فالسر في ذلك أن الله الحكيم القدير الذي لا يمكن للإنسان أن يحيط بأسراره اللامتناهية يُري أحيانا تجلي قدرته عند تركيز أوليائه وأحبائه ومقربيه فيتصرف تفكيرهم في العالَم. فالأسباب الخفية التي يمكن أن يؤدي اجتماعها إلى منع حرارة النار من تأثيرها، سوء أكانت تلك الأسباب تتمثل في تأثيرات الأجرام العليا أو تكون هناك مثلا خاصية كامنة للنار نفسها أو ميزة مكنونة في جسد الإنسان أو تكون مجموعة من تلك الخواص، فتنشط تلك الأسباب نتيجة ذلك التركيز والدعاء، فيبدو للعيان أمر خارق للعادة ولكن هذا لا يؤدي إلى رفع الثقة من خصائص الأشياء ولا يسفر عن ضياع العلوم. بل الحق أن ذلك علم بحد ذاته من جملة العلوم الإلهية، فهو في محله. فمثلا من خواص النار صفة الإحراق بحد ذاتها في محله تماما. بل قولوا إن شئتم إنها موارد روحانية تتغلب على النار". 

بل إن القادياني يقول أن الله أزال صفة الإحراق من النار وأنها بردت على إبراهيم فعلا : " فليس عند الله طريق واحد لإنقاذ الناس، بل عنده طرق كثيرة. وثمة أسباب كثيرة وراء خاصية الحرارة والإحراق في النار أيضا، بعض هذه الأسباب لا تزال خفية على الناس، كما لم يكشف الله تعالى على الدنيا بعد الأسباب التي تزيل صفة الإحراق من النار، فلا غرابة أن تكون النار قد بردت على إبراهيم فعلا". (الخزائن الدفينة ٢٣٩). 

بل ويقول القادياني أن النار لم تقدر على حرق إبراهيم : " إذ حين ألقي إبراهيم عليه السلام في النار تجلت عادة الله هذه، بحيث لم يصرف إبراهيم عن النار، ولم يرفع إلى السماء، بل إن النار لم تقدر على حرقه بحسب مدلول الآية : ( قلنا يا نار كوني بردا ).". (التحفة الغولروية  ٢٨٤).

نعوذ بالله من النار.

نعوذ بالله أن يمسنا سوء.

والحمد والشكر لله حمدا وشكرا كثيرا.

إنه الهادي والواقي والكافي والحفيظ، الولي المولى النصير. 

كتبه : أبوعبيدة العجاوي.