معجزة تسخير الجن والشياطين لسليمان عليه السلام
معجزة تسخير الجن والشياطين لسليمان عليه السلام
الكاتب: أبوعبيدة العجاوي.
قال الحق - سبحانه وتعالى - :
{ وَحُشِرَ لِسُلَيۡمَٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّيۡرِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ }. (النمل ١٧).
{ قَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَيُّكُمۡ يَأۡتِينِي بِعَرۡشِهَا قَبۡلَ أَن يَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ قَالَ عِفۡرِيتٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّي عَلَيۡهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٞ قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ }. (النمل ٣٨-٤٠).
{ وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٞ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٞۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَيۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن يَعۡمَلُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن يَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ يَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ وَجِفَانٖ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورٖ رَّاسِيَٰتٍۚ ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ فَلَمَّا قَضَيۡنَا عَلَيۡهِ ٱلۡمَوۡتَ مَا دَلَّهُمۡ عَلَىٰ مَوۡتِهِۦٓ إِلَّا دَآبَّةُ ٱلۡأَرۡضِ تَأۡكُلُ مِنسَأَتَهُۥۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلۡجِنُّ أَن لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ٱلۡغَيۡبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِينِ }. (سبأ ١٢-١٤).
{ قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَهَبۡ لِي مُلۡكٗا لَّا يَنۢبَغِي لِأَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ وَٱلشَّيَٰطِينَ كُلَّ بَنَّآءٖ وَغَوَّاصٖ وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ }. (ص ٣٥-٣٩).
للقاديانية في الجن عقيدة تخالف معتقد أهل الإسلام في أن الجن مخلوق آخر غير الإنسان خلق من نار وهو مكلف كما الإنسان.
فالجن عند القاديانية : كل مستتر ومتخفي، فالإنسان عندها جن وكذلك البكتيريا والجراثيم. - عياذا بالله الخالق -.
ولقد تحدثت باختصار في " البراهين الإسلامية " ردا على عقيدة القاديانية في الجن، ولا داعي للتكرار، وهنا سوف نرد على القاديانية بموضوع جن سليمان - عليه السلام -.
فبالتالي عند القاديانية : الجن في قصة سليمان - عليه السلام - هم بشر يعملون عند سليمان عند القاديانية.
وبعد الحمد لله والشكر لله نقول :
أولا : عقيدة القاديانية في الجن تخالف أقوال غلام أحمد القادياني الذي كان يؤمن بالجن، - أي الشبحي - في اصطلاح القاديانية :
فمن أقوال القادياني : " إن حضرة الله تعالى حضرة عجيبة، وفي أفعال الله أسرار غريبة، لا يبلغ فهم الإنسان إلى دقائقها أصلا. فمن تلك الأسرار تمثل الملائكة والجن ". (التبليغ ٤٢).
وفي سياق استدلال القادياني على وجود الوحي الشيطان قال : " ولقد ورد في الكتاب المقدس أنه في إحدى المرات تلقى مئة نبي وحيا شيطانيا، فقد تنبأوا بانتصار ملك من الملوك بواسطة هذا الوحي بينما لم يكن ذلك إلا شعوذة الجني الأبيض ". (ضرورة الإمام ٢٧).
والعياذ بالله : لو كان المقصود من الجن - بشر - فالبشر لا تتمثل كالملائكة - عليها السلام - وكلام القادياني واضح.
وفي النص الثاني : حدد القادياني أن ما حدث شعوذة الجني الأبيض.
والعياذ بالله من عجائب القادياني أنه يؤمن أن الأنبياء - عليهم السلام - يتلقون وحيا شيطانيا، وتطعن القاديانية باعتقاد المسلمين أن النبي - عليه الصلاة والسلام - سحر، بحجة أن هذا يطعن في الوحي النازل على النبي، مع أن طبيعة السحر الذي سحر به النبي أنه كان يخيل إليه انه يأتي النساء ولا يأتيهن، ولا علاقة للسحر بالوحي النازل عليه، فماذا يقال في قول القادياني : أن الأنبياء يتلقون وحيا شيطانيا ! أليس هذا طعنا في الوحي النازل عليهم ؟!
ثانيا : إن قول الله - القدير - : { قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًا لَّا يَنۢبَغِى لِأَحَدٍ مِّنۢ بَعْدِىٓ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ }. فإذا كان سليمان - عليه السلام - أعطاه الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده… فكيف يكون ملكه مثل ملك بلقيس أو فرعون أو الإسكندر المقدوني ؟ ما الميزة والخصيصة ؟ لولا أن سخر الله له الريح والجن والطير وعلمه منطق الطير وما الله به عليم… وكل هذا من كلام - ربنا - بلا تأويل ولا تحريف !
{ قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَهَبۡ لِي مُلۡكٗا لَّا يَنۢبَغِي لِأَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ }. وبعد هذا الدعاء وهذه الآية مباشرة جاء ذكر تسخير الريح والجن :
{ فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ وَٱلشَّيَٰطِينَ كُلَّ بَنَّآءٖ وَغَوَّاصٖ وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ * هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ }.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خِلَالًا ثَلَاثَةً : سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ فَأُوتِيَهُ، وَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأُوتِيَهُ، وَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ أَنْ لَا يَأْتِيَهُ أَحَدٌ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ فِيهِ، أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ". (النسائي).
ثالثا : يؤكد ما سبق من استدلال في النقطة الثانية الحديث التالي : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ : رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا ". (البخاري).
١- فالذي منع النبي - عليه صلوات ربي وسلامه - من جعل الصحابة - رضي الله عنهم - ينظرون إلى الجني، دعوة سليمان - عليه السلام -.
٢- لو كان هذا الجني بشرا - كما تزعم القاديانية - فلا داعي لأن ينظروا إليه، ما العجيب في ذلك ؟! ولو نظر إليه البعض إن فرضنا أنه - بشر - فلا داعي أن يراه كل الصحابة، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : " حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ ".
هذه فقط ثلاث نقاط ونسف عقيدة القاديانية في الجن يبطل كل ما تدعيه القاديانية في جن سليمان - عليه السلام - أنظر (البراهين الإسلامية ١٨٣) مبحث نقض عقيدة القاديانية في الجن.