معجزة التكلم في المهد
معجزة التكلم في المهد
قال - سبحانه وتعالى - :
{ وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانٗا شَرۡقِيّٗا فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابٗا فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرٗا سَوِيّٗا قَالَتۡ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّٗا قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا قَالَتۡ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞۖ وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرٗا مَّقۡضِيّٗا فَحَمَلَتۡهُ فَٱنتَبَذَتۡ بِهِۦ مَكَانٗا قَصِيّٗا فَأَجَآءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا فَنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمۡتَرُونَ }. (مريم ١٦-٣٤).
{ إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗا وَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ }. (آل عمران ٤٥-٤٦).
تقول القاديانية في تحريفها : إن عيسى - عليه السلام - لم يتكلم في المهد طفلا وإنما عندما تكلم كان شابا !
سبحان الله والإجابات على تحريفها :
أولا : إن الله - العليم المحيط - قال : { وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗا وَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ }. وقال أيضا في آل عمران : { إِذۡ أَیَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِی ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلا }. وهذا يدل على أن كلامه في المهد اعجازيا كما أن كلامه في الكهولة اعجازيا، وإلا ما الداعي لأن يخبرنا ربنا - تبارك وتعالى - بذلك والله منزه - سبحانه - عن العبث ؟! وشيء طبيعي أن يتكلم الإنسان في صباه قبل الحلم وشابا وكهلا !
و لو قلت لك : هذا الشاب فلان، إنه يتكلم. لكانت هذه الجملة عبثية في الحديث عن الشاب.
ثانيا : جاء في المعاجم :
" والمَهْد: مَهْدُ الصبيّ ومَهْدُ الصبي : موضعه الذي يُهَيّأُ ويُوَطَّأُ لينام فيه ". (لسان العرب).
" الصَّبِيُّ : الصَّغِيرُ دون الغلام، أو مَنْ لَمْ يُفْطَمْ بعدُ ". (المعجم الوسيط).
والأدلة على تكلم عيسى طفلا :
١- سياق الآيات التي تتحدث عن ذلك، والتي ليس فيها أي قصة غير بداية الأمر ومرحلة الطفولة الأولى.
٢- أن أحد الأقول تقول أن الذي قال : { فَنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا }. عيسى وليس جبريل - عليهما السلام -.
٣- دلالة قول الله - الحق - سبحانه : ( فأتت به قومها تحمله ). و قوله : ( المهد ) و ( صبيا ) و قول القوم : { قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا }. وقولهم أيضا : { فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا }. ثم نطقه - عليه السلام - كل هذا أدلة أنه كان طفلا في مهده وليس شابا.
٤- أن هذا الاتهام - عياذا بالله - : { قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا }. يكون في العادة عند الحمل، أو الولادة، أو بعد الولادة بقليل، لا عندما يصبح الطفل شابا !
٥- أن في القصة بالإضافة للولادة الإعجازية والكلام الإعجازي قول - الرب - تبارك وتعالى : { وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا }. فمن المعلوم أن العصابة من الرجال لا يستطيعون ذلك، فضلا عن امرأة، فضلا عن امرأة في حالتها تلك. القصة قصة إعجازية ! بل إن عيسى - عليه السلام - في ولادته، وحياته، وأحواله، وأعماله، ورفعه ونزوله، آية من آيات الله، وقال - تعالى - : { وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ }.
٦- لو كان عيسى - عليه السلام - شابا فمن غير المعقول أن تحمله أمه مريم - عليها السلام -.
الرد على شبهات القاديانية :
قالت القاديانية : إن الله قال لها : ( فقولي لن أكلم اليوم إنسيا ) ولم يطلب منها عدم الكلام !
والجواب : القول هنا قول إشارة، بدليل لما خاطبها قومها { فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِ }. ولقد عد - رب العزة - الكلام بالاشارة كلاما كما قال - سبحانه - : { قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا }. (آل عمران ٤١).
قالت القاديانية : تحمله هنا ليس معناه أن تحمله بين ذراعيها، بل تسير معه ! وقد كانت مهاجرة، لأن الله قال : { فَحَمَلَتۡهُ فَٱنتَبَذَتۡ بِهِ مَكَانٗا قَصِيّٗا }.
والجواب : أن سياق القصة كله عن طفل في المهد كما قلنا سابقا.
وإن الله - سبحانه الحق - قال : { وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانٗا شَرۡقِيّٗا }. فهي لم تهاجر بل ابتعدت، كما أن الآية التي استدلت القاديانية بها لا تدل على الهجرة بل الإبتعاد، والدليل على أن الإنسان قد يكون في مكان قصي ولا يكون مهاجرا بل في أرضه ومدينته قول الله - سبحانه - :
{ وَجَاۤءَ رَجُلࣱ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰمُوسَىٰۤ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ یَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِیَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّی لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِینَ }. (القصص ٢٠).
{ وَجَاۤءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ رَجُلࣱ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلۡمُرۡسَلِینَ }. (يس ٢٠).
قالت القاديانية : في قوله - تعالى - : { فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا }. المقصود هنا أن الشيوخ لا يتكلمون مع الشباب الصغار بل مع الكبار.
والجواب : هذا ليس قاعدة عامة عند الجميع !
{ وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَاۤ أَبۡرَحُ حَتَّىٰۤ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ أَوۡ أَمۡضِیَ حُقُبࣰا }. (الكهف ٦٠).
" الفَتَى : الشابُّ أوَّلَ شبابه بين المراهقة والرُّجولة". (المعجم الوسيط).
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ". (الترمذي).
" و الغُلامُ الصبيُّ من حين يُولَد إِلى أَن يشبّ ". (المعجم الوسيط).
قالت القاديانية : لو فرضنا أن عيسى عليه السلام كان طفلا عندما تكلم، فكيف علمت مريم عليه السلام عندما أشارت إليه أنه سيتكلم، وهو طفل رضيع ؟
والجواب : أن الله أخبرها بذلك عن طريق ملائكة الرحمن - عليهم السلام - : { إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗا وَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ }. (آل عمران ٤٥-٤٦).
قالت القاديانية : لقد قال عيسى - عليه السلام - : ( إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ) فهل الله يجعل الأطفال أنبياء و يؤتيهم الكتاب ؟
والجواب :
المقصود بالكتاب في قوله تعالى : { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا }. هو الإنجيل ، وقد عبر بلفظ الماضي ( آتاني) ليدل على تحقق الوقوع ، فسيؤتيه الله الكتاب مستقبلا ، أو أن المراد : قضى أن يؤتيني الكتاب .
قال عكرمة : " ( آتَانِيَ الْكِتَابَ ) أي: قضى أن يؤتيني الكتاب فيما قضى ". (تفسير ابن كثير).
وكثيرا ما يعبر القرآن عن المستقبل بصيغة الماضي مثل قوله تعالى : { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ }. أي : سيأتي. و : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ }. أي : سينفخ ( و آتاني الكتاب ) أي سيؤتيني. .
فالله سابق في علمه أنه سيؤتيه الكتاب ويجعله نبيا .
قالت القاديانية : قال عيسى - عليه السلام - : ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ) فلو كان عيسى عليه السلام عندما تكلم كان طفلا فهل الطفل مكلف بالصلاة والزكاة ؟ وهذا يدل على أنه لم يكن طفلا ؟
والرد عليها : مثل الرد السابق قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره : " ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ) يقول : وقضى أن يوصيني بالصلاة والزكاة ".
نقول للقاديانيين : في شريعة بني إسرائيل أن الزانية ترجم ، فكيف تركها قومها ولم يقوموا برجمها ؟! لولا أنهم شاهدوا معجزة وهي تكلم الطفل وهذا دليل على براءتها من الزنا ، إذ لو تكلم ابنها وهو شاب لكان الأمر عاديا وقاموا برجمها .
وأقل ما يقال سبحان الله في حكمته : أن التي ولدت هذا الطفل -اعجازيا- والأمر في العادة "تهمة"، جعل الله لها البراءة -الإعجازية- بالتكلم في المهد لذلك الطفل، فالذي ينكر تلك الولادة، أمامه الدليل تكلم الطفل في المهد، وهذه كتلك.
أيضا نقول : كيف تنكر القاديانية معجزة تكلم عيسى وهو طفل، ويقولون هذا غير جائز عقلا ! وفي نفس الوقت يقولون أن غلام أحمد القادياني تعلم اللغة العربية في ليلة واحدة ويعدون هذه معجزة له ، فهل يعقل أن يتعلم أحد لغة قوم غير قومه في ليلة واحدة ؟ !
أمثلة على من تكلموا في المهد بالإضافة لنبي الله عيسى :
١- قصة أصحاب الاخدود : " فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ ، وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ، وَقَالَ : مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا، أَوْ قِيلَ لَهُ : اقْتَحِمْ. فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ : يَا أُمَّهِ اصْبِرِي، فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ ". (مسلم).
٢- قصة جريج : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ ؛ عِيسَى. وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ، كَانَ يُصَلِّي، جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ فَقَالَ : أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي ؟ فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ . وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى، فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالَتْ : مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقَالَ : مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ ؟ قَالَ : الرَّاعِي. قَالُوا : نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ : لَا، إِلَّا مِنْ طِينٍ ". (البخاري).
٣- قصة الرضيع : " وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ ، فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ. فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ - ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ. فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا. فَقَالَتْ : لِمَ ذَاكَ ؟ فَقَالَ : الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ : سَرَقْتِ زَنَيْتِ. وَلَمْ تَفْعَلْ ". (البخاري).
والآن نحن على موعد مع القادياني !
يقول القادياني في (ترياق القلوب ١١٩) عن أحد أولاده : " اللافت في الموضوع أن المسيح الناصري عليه السلام تكلم في المهد، أما هذا الولد فقد تكلم مرتين في بطن أمه ".
فهنا أثبت القادياني تكلم عيسى في المهد.
ثم أتى بمعجزة جديدة - عياذا بالرب - وهي تكلم ابنه في بطن أمه مرتين.
فإن قالت القاديانية : تكلمت روح الولد بالإلهام.
فالجواب : كما تجيب القاديانية في المعجزات : ليس من سنن الله أن تتكلم روح الولد في بطن أمه بالإلهام !
ثم أي مناسبة بين طفل تكلم في بطن أمه مرتين ! وبين تكلم عيسى - شابا - حسب زعم القاديانية.
نعوذ بالله من الجدل.
ونعوذ بالله من الجدل بالباطل.
ونعوذ بالله من المجادلين.
ونعوذ بالله من أهل الجدال.
أقول لمن اضطروا لمجادلة القاديانيين لسبب من الأسباب :
اقرأوا كتب القادياني والقاديانية فكلامهم يضرب بعضه بعضا، أو اقرأوا أبحاثا وكتبا استشهدت بنصوص القادياني و القاديانية، أو جمعوا الأقوال التي تبطل معتقدات القاديانية من كتبها، وهذا يسهل عليكم الكثير في إبطال باطلهم. ولله الحمد والشكر.
أخي المسلم : القاديانية عندها شبهات معدة سلفا، تلقنها تلقينا للمبلغين القاديانيين وأتباعها، وكثير من المسلمين لا يعلمونها، أما الاقتصار على كتاب الله وحديث رسول الله فسيأتي القادياني لك بآية هنا وآية هناك ! وحديث هنا وحديث هناك ! وشبهة هنا وشبهة هناك ! وتحريف هنا وتحريف هناك ! وتدخل بتفاصيل كثيرة في مسائل عديدة ! و الاستشهاد بنصوص القادياني والقاديانية يختصر عليك الطريق، ويختصر عليك الرد على كثير من شبههم.
ستأتي القاديانية بكلام كثير، وشبهات كثيرة، وقول هنا وقول هناك، ثم قول واحد للقادياني أو أكثر، يجعل كل كلام جماعته هباء منثورا.
هذا مع إيماننا واعتقادنا أن كتاب الله وحديث رسول الله ( كاف )، لكن المشكلة في الجهال، وعامة المسلمين الطيبين البسطاء، وأصحاب الشبهات، واتباع القاديانية المُضللين، ومن لا يعلمون. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم صل وسلم على نبيك محمد.
وسبحان الله العليم في علمه والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه:أبوعبيدة العجاوي.