معجزات القادياني وتنبؤاته المزعومة
معجزات القادياني وتنبؤاته المزعومة
كتبه: أبو عبيدة العجاوي
من معجزات الانبياء - عليهم السلام - الإخبار بالغيب، ذلك أنه لا يعلم الغيب إلا الله، ويطلعهم - العليم الكريم - على شيء منه، تصديقا لهم في دعوتهم، قال الله - العليم المحيط - : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا }. (الجن ٢٦-٢٧).
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالْأَمْسِ، يَقُولُ : " هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ "، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَئُوا الْحُدُودَ الَّتِي حَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". (مسلم).
ولقد أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكثير من الغيبيات بوحي من الله، والتي وقعت كما أخبر، أو التي لم تقع بعد، وهي أدلة على صدقه - عليه الصلاة و السلام - وأنه من عند الله - جل جلاله في علاه - فالحمد لله والشكر لله على نعمة الهداية والإيمان والإسلام والتوحيد.
وإن تنبؤات النبي - عليه الصلاة والسلام - ليست مجرد تنبؤات ستحدث في المستقبل ! بل الناظر فيها يجد فيها حكما وفوائد من ذلك :
١- صدقه، واليقين، والزيادة في الإيمان، والتثبيت.
٢-بعث الأمل والتبشير بالخير، كالبشارة بفتح فارس والروم.
٣-علامات نعرف من خلالها المسيح عيسى - عليه السلام - عند نزوله، وكذلك علامات المهدي عند ظهوره - نسأل الله فضله -، فلا يخدعنا مثل القادياني - عياذا بالله الحفيظ -.
أما القادياني فتراه يرجم بالغيب، مطلقا تنبؤات بلا حكمة ولا فائدة، يتوقع حدوثها، يرجو من خلالها شيئا من الدنيا، وبما أنه عجز أن يأتي بمعجزات خارقة للعادة، انصب اهتمامه في إعلان التنبؤات واحدة تلو الأخرى، ليثبت صدق مسيحيته، أو مهدويته، أو نبوته الكاذبة، ولكن خيب الله - الواحد القهار - تنبؤاته ! والحمد لله رب العالمين.
وكما قلنا سابقا : القادياني ليس له معجزات بمعنى "خرق العادة". وإنما معجزاته يغلب عليها الإنباء بما سيحدث في المستقبل : سأتزوج فلانة، وفلانة ستلد ولدا، وفلان سيموت… أو وقائع وحوادث زعم أنها معجزات له مثل : تعلم اللغة العربية في ليلة، و الخسوف والكسوف…
وبعض التنبؤات المزعومة ! يمكن لأي شخص توقعها أو استنتاجها أو تكون محتملة : فمثلا النصراني عبد الله آتهم كان عمره ٦٥ عاما عندما ناظره القادياني وتنبأ بموته، ومن بلغ هذا العمر فموته محتمل، أضف إلى ذلك أنه يمكنك التوقع إذا كان فلان مريض - نسأل الله العافية - وإذا وقع زلزال - بالله نعوذ - فمن المحتمل أن يقع آخر بعده وهكذا..
وقد قال القادياني : " فما معنى النبوءة إذا عن أمر معتاد؟! ". (البراهين الأحمدية جزء ٥ ص ١٥٩).
فهو يناقض نفسه بنفسه ويأتي بتنبؤات معتادة.
ولقد بالغ القادياني في عدد معجزاته المزعومة، ومن تناقضه أنه يذكر أعدادا كبيرة جدا، ثم بعد سنوات يذكر أعدادا كبيرة أخرى، هي أقل مما ذكر سابقا ! ومن الأمثلة على هذا :
ذكر في (مواهب الرحمن ٦) عام ١٩٠٣م أن عدد معجزاته بلغت أكثر مائة ألف : " وقد رأوا مني أكثر من مائة ألف آيات و خوارق ومعجزات، فنسي كل منهم ما رأى ".
مع أنه ذكر في (التجليات الإلهية ص ٢٣) عام ١٩٠٦م أن عدد معجزاته بلغت عشرة آلاف : " ذكرت في هذا الكتاب أن آياتي بلغت عشرة آلاف آية ".
قال في عام ١٩٠٧م في كتابه (حقيقة الوحي ٤٦٢) أن عدد معجزاته بلغت أكثر من ثلاثمائة ألف : " واقول خالفا بالله الذي نفسي بيده أنه هو الذي بعثني، وهو الذي سماني نبيا، وهو الذي دعاني مسيحا موعودا، وقد أظهر لتصديقي آيات عظيمة بلغ عددها ثلاثمائة ألف ".
مع أنه قال عام ١٩٠٣م في كتابه (تذكرة الشهادتين ٦١) أن عدد معجزاته أكثر من مليون : " فكل هذه الاعتراضات ناتجة عن الجهل والعمى والتعنت، وليس منشأها الأمانة والبحث عن الحقيقة عند شخص ظهرت على يده أكثر من مليون آية إلى الآن، ولا تزال تظهر ".
والأعجب أنه في نفس كتاب (تذكرة الشهادتين ٤٩) يقول أن عدد معجزاته أكثر مئتي ألف : " أقول حالفا بالله الذي نفسي بيده : إنه قد ظهرت على يدي أكثر من مئتي ألف معجزة ".
ثم في كتاب (ينبوع المعرفة ٣٩٢) عام ١٩٠٨م في نفس السنة التي هلك فيها قال أن عدد معجزاته أكثر مائة ألف : " فإنني صاحب تجربة في هذا المجال، إذ يكلّمني الله، وقد أظهر على يدي أكثر من مئة ألف آية ".
فلا ندري أهي تزيد أم تنقص !
بالإضافة أن هذه الأرقام في كثرتها لا يقولها عاقل !
فضلا أن هذا التناقض غير معقول لمن له عقل !
ومن القائل نبي جماعة تدعي "العقلانية " !
هذا والقادياني وجماعته يعتبرون أن كتب القادياني كتبت بوحي من الله وهي من عند الله - سبحان الله وحاشا لله - : " وإنا أقررنا بأن كتبنا كلها من حول الله ذي الجلال ". (غلاف إعجاز المسيح).
وفي كتاب (سيرة المهدي) لإبن القادياني ترجمة محمد طاهر نديم الرواية رقم ١٠٤ وجاء فيها : " حدثني المولوي شير علي أن المسيح الموعود كان يقول : إن كتاباتي كلها مصطبغة بصبغة الوحي لأنها كتبت بتأييد خاص من الله تعالى ".
كما أنه معصوم ولا يتركه الله على خطأ : " إن الله لا يتركني على خطأ طرفة عين و يعصمني من كل مين ". (نور الحق ١٩٢).
وبسبب الإيمان بعقيدة " ختم النبوة " ولله الحمد… فنحن في غنى عن مطالبة القادياني والقاديانية "بالمعجزات" ولله الشكر… إلا أننا يمكننا إبطال باطل أهل الباطل، من خلال باطلهم، كما قال الحق - سبحانه - : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }. (النساء ٨٢). فلقد بين - رب العزة - في شأن "كتابه العظيم" أنه لو كان من عند غير الله، لوجدنا الاختلاف، وهذا الاختلاف نجده عند "القادياني" ولله الحمد والنعمة والمنة والفضل…
بعض من تنبؤات القادياني المزعومة :
قال - سبحانه في نفسه وأسمائه وصفاته - :
{ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ }. (يونس - ٦٩-٧٠).
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }. (الأنعام ٩٣).
التنبؤ الأول : الزواج من محمدي بيجوم.
وهذا التنبؤ هو عبارة عن ثلاث تنبؤات :
١- الزواج من محمدي بيجوم.
٢- موت والدها أحمد بيك.
٣- موت زوجها.
وقصة هذا التنبؤ أن والد محمدي بيجوم احتاج مساعدة القادياني في بعض الأمور، فاستغل ذلك واشترط عليه الزواج من ابنته، إلا أنه رفض وزوجها من غيره، فمرة يحاول التلطف معه، ومرة يحاول إغراءه بالمال، وتارة يلجأ للتخويف، فأخذ القادياني يطلق تنبؤاته، ثم في امرأة تزوجت - بلا حياء -.
أستعيذ بالله من من الخزي والفضيحة والخذلان، وسوء فعل الإنسان، وما هو من الشيطان، وإني لأكره كتابة مثل هذا لولا أن الأمر دين، فمثل هذه النصوص تعرفك بحجم الكذب والإفتراء على الله، وتعرف بكذب القادياني عموما، وهي دعوة لأي قادياني - نرجو من الله له الهداية - أن يفكر، ويتدبر ويبحث، ويطلب الحق، ويفر من الضلال، فليس الأمر عداوة شخصية لرجل من الناس، بل إن الأمر دين - نسأل الله العافية والمعافاة والسلامة والنجاة والثبات - عياذا بالله :
يقول القادياني : " لقد كشف الله علي قبل ثلاثة أعوام تقريبا - بناء على بعض الأمور التي ذكرتها مفصلا في إعلان نشر بتاريخ ١٠ تموز/يوليو ١٨٨٨م - نبوءة أن البنت الكبرى للميرزا أحمد بيك بن الميرزا غامان بيك سترتبط بك بالزواج في نهاية المطاف، وأن الناس سيعادون ذلك كثيرا وسيمانعون بشدة و سيبذلون قصارى جهودهم ألا يتم ذلك ولكنه سيتم في نهاية المطاف. وقال عز وجل أيضا إنه سيأتي بها إليك في كل الأحوال، بكرا أو ثيبا، وسيرفع كل عائق في هذا السبيل وسيتم هذا الأمر حتما ولا راد له ". (إزالة الأوهام ص ٣٢٣).
يقول القادياني : " فأوحى الله إلي أن أخطُب صبيته الكبيرة لنفسك، وقل له : ليصاهرك أولا ثم ليقتبس من قبسك ". (التبليغ ١٢٩).
ورفض والد محمدي بيجوم تزويجه إياها.
فكتب إليه مكتوبا منمقا، وصار يغريه، وجاء فيه : " أما بعد.. فاسمع أيها العزيز ! ما لك اتخذت جدي عبثا، وحسبت تبري خبثا؟ ووالله ما أريد أن أشق عليك وستجدني إن شاء الله من المحسنين. وها أنا أكتب بعهد موثق، فإنك إن قبلت قولي على رغم أنف قبيلتي، فأفرض لك حصة في أرضي وخميلتي… إني أكتب هذا المكتوب بخلوص قلبي وجناني، فإن قبلت قولي وبياني، فقد صنعت لطفا إلي، وكان لك إحسانا علي، ومعروفا لدي، فأشكرك وأدعو زيادة عمرك من أرحم الراحمين. وإني أقيم معك عهدي، أني أعطي بنتك ثلثا من أرضي ومن كل ما ملكته يدي، وإني من الصادقين ". (التبليغ ١٣٠).
ثم تزوجت محمدي بيجوم رغم أنف القادياني، وبعد زواجها راح يصدر النبوءات في موت والدها وزوجها :
" إنها سيجعل ثيبة، يموت بعلها وأبوها إلى ثلاث سنة من يوم النكاح، ثم نردها إليك بعد موتهما، ولا يكون أحدهما من العاصمين ". (التذكرة).
لاحظ الركاكة في هذا الوحي المزعوم، والذي قاموا بتعديله وإصلاحه فيما بعد.
وبعد زواج محمدي بيجوم بأشهر يراها القادياني في المنام جاء في كتاب (التذكرة ٢٠٣) ١٤/٨/١٨٩٢ : " رأيت اليوم في الرؤيا " محمدي بيغم " - التي هي نبوءة عنها - بأنها جالسة مع بعض الناس في نُزل القرية، مقصوصة شعر الرأس، عارية الجسد، وكريهة المنظر جدا، فقلت لها ثلاث مرات : إن تأويل قص شعر رأسك هو موت زوجك. ووضعت يدي على رأسها، ثم قمت بهذا التأويل في المنام. وفي الليلة نفسها رأت أم محمود في الرؤيا أن نكاحي من " محمدي بيغم " قد تم، وأن في يدها ورقة مكتوب فيها الصداق، وأنه جيء بالحلوى، وهي واقفة في الرؤيا بالقرب مني ".
ثم مات والد محمدي بيجوم بعد ستة أشهر من زواجها، فأخذ القادياني يطلق التنبؤات :
قال القادياني : " وهنأني ربي وقال : إنا مهلكو بعلها كما أهلكنا أباها، ورادوها إليك. الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. وما نؤخره إلا لأجل معدود. قل تربصوا الأجل وإني معكم من المتربصين. وإذا جاء وعد الحق أهذا الذي كذبتم به، أم كنتم عَمين ". (التذكرة ٢٢٧).
ثم لما اعترض عليه أن زوج بيجوم لم يمت حسب ما يتنبأ :
قال : " تذكروا، إذا لم يتحقق الجزء الثاني لهذه النبوءة فسأعتبر أسوأ من كل سيء. أيها الحمقى هذا ليس من افتراء الإنسان، وليس من صنع خبيث مفتر، واعلموا يقينا أنه وعد صادق من الله الذي لا يرد قوله، ذلك الرب ذي الجلال الذي لا مانع لما أراد ". (عاقبة آتهم ٢٣٨).
وقال القادياني : " إن النبوءات ليست بشيء هيّن، وليست مما هو في قدرة الإنسان بل هي في يد الله جلّ شأنه فقط. فإذا كان هناك من يبحث عن الحق فلينتظر مواعيدها... هذه النبوءة التي تتعلق بالمسلمين عظيمة جدا وأجزائها :
١- أن يموت مرزا أحمد بيك الهوشياربوري (والد محمدي) في ميعاد ثلاثة أعوام.
٢- وأن يموت صهره الذي هو زوج ابنته الكبرى في سنتين ونصف.
٣- وألا يموت ميرزا أحمد بيك إلى يوم زواج ابنته الكبرى.
٤- وألا تموت تلك البنت أيضا إلى الزواج والترمل وقِرانها الثاني.
٥- وألا أموت أنا أيضا إلى تحقق كل هذه الأحداث.
٦- أن يتم زواجها معي. ومن المعلوم أن كل هذه الأمور ليست في قدرة البشر". (شهادة القرآن ٣٩٠).
وقال : " أما عن موت أحمد بيك وصهره، فقد مات أحمد بيك في الميعاد ولا ينكر ذلك أحد من مخالفينا فكان إحدى ركيزتَي النبوة قد انكسرت ". (عاقبة آتهم ٢٧).
وقال : " إني أقول مرارا وتكرارا بأن مضمون النبوءة عن صهر أحمد بيك قضاء مبرم، فانتظروها، وإن كنت كاذبا، فلن تتحقق هذه النبوءة وسأهلك، ولو كنت صادقا، فأيضا سيحققها عز وجل حتما مثلما تحققت نبوءتي عن آتهم وأحمد بيك، فالغاية المنشودة هي مضمون النبوءة ". (عاقبة آتهم ٢٨).
" فهل من الأمانة والإيمان إثارة الإعتراض على عدم وفاة صهر أحمد بيك، ونسيان موت أحمد بيك، فهنا قد تحقق أحد جزأي النبوءة وهو وفاة أحمد بيك ضمن الميعاد. بمنتهى الوضوح بحسب النبوءة وينتظر تحقق الجزء الثاني ". (التحفة الغولروية ١٢١).
" إن الله تعالى قد قدر أن يزوج تلك البنت الكبرى مني في النهاية بعد إزالة كل عائق ". (التذكرة ١٦٠).
و سبحان الله ! قدر الله أن يظهر كذبه، ولم يتم له ذلك ولم يتزوجها، والحمد لله رب العالمين.
ومات القادياني وعاش زوج محمدي بيجوم بعده أكثر من أربعين سنة ! والشكر لله رب العالمين.
فهذا التنبؤ لم يتحقق :
-مات القادياني ولم يتزوج محمدي بيجوم، رغم تأكيده على حصول ذلك.
-عاش زوج محمدي بيجوم أكثر من أربعين عاما بعد القادياني.
وإن حاول القادياني و القاديانية الزعم أن جزء من التنبؤ تحقق وهو موت أحمد بك والد محمدي بيجوم، فإن هذا لا يفيد، فلا القادياني تزوج من بيجوم ولا زوجها مات، ثم المفروض أن التنبؤ يقع، لا جزء منه.
وللعلم : طوال أكثر من ٢٠ سنة والقادياني يتأمل أن يموت زوجها ثم يتزوجها ولم يتحقق له ذلك، فسبحان الله.
التعليق : القادياني الذي يتنبأ لنا بالموت لفلان وعلان من الناس، رجما بالغيب، ربما غره أن مات البعض - زعم أنه تنبأ بموتهم بعد أن ماتوا، أو من ماتوا لكن ليس حسب المدة التي حددها، أو من كان يتوقع موتهم لمرض أو كبر السن - فتجرأ على مثل هكذا تنبؤات، والبشر في النهاية ستموت لا محالة، خاصة أن من تنبأ بموتهم كانوا كبارا في العمر، أو كانوا أكبر منه سنا - هذا إذا سلمنا له بما يزعم -، فلما تنبأ بموت من هم أقل منه سنا، مات هو وبقوا أحياء بعده بأربعة عقود، " كزوج محمدي بيجوم " و " ثناء الله الأمر تسري ".
{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }. (الأنفال ٣٠).
التنبؤ الثاني : تنبؤه موت النصراني "عبد الله آثم" خلال خمسة عشر شهرا ولم يتحقق ذلك !
وقصة هذه التنبؤ أن القادياني ناظره ولم يفز عليه، فأصدر القادياني تنبؤه بموته خلال خمسة عشر شهرا فزعم أن الله - عياذا بالله - بشره : " إن الفريق الذي يتبع الباطل عمدا في هذا النقاش من بين الفريقين، ويترك الإله الحق، ويتخذ الإنسان العاجز إلها، فسوف يلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا ". (التذكرة ٢٣٩).
ومضت المدة المذكورة ولم يمت عبد الله آثم خلالها ! فسبحان الله رب العالمين !
ثم لما لم يمت النصراني عبد الله آثم خلال خمسة عشر شهرا، أخذ القادياني والقاديانية يطلقون التبريرات لعدم موته خلال تلك المدة.
ثم لما مات عبد الله آتهم بعد سنوات، زعموا تحقق التنبؤ فيه.
وتنبؤات القادياني التي لم تقع، تحاول القاديانية إيجاد مبررات مختلفة لها، بشكل يخالف نص التنبؤ، فالمسألة مطاطية عندهم للخروج من الحرج و الإشكال والخزي.
هذا ولما تنبأ القادياني بموت "عبد الله آتهم" كان عمره ٦٥ سنة.
التنبؤ الثالث : تنبأ أن زوجته ستلد له ولدا، ولم يتحقق له ذلك !
تنبأ القادياني أنه سيولد له الولد الخامس فقال : " الحمد لله الذي وهب لي على الكبر أربعة من البنين، وأنجز وعده من الإحسان، وبشرتي بخامس في حين من الأحيان ". (التذكرة ٤٧٥).
لكن زوجة القادياني وضعت بنتا، وماتت بعد شهور، ومات القادياني ولم يولد له الابن الخامس !
ثم زعم فيما بعد أن المقصود بالولد الخامس هو حفيد ولد له.
القادياني والقاديانية تجرأوا على تحريف مراد الله - جل جلاله فوق عرشه في علاه -، و تجرأوا على تحريف مراد رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه -، أفلا يتجرأون على تحريف خرابيط بشر !.
التنبؤ الرابع : تنبأ القادياني أنه سيعيش ٨٠ سنة، أو قريبا من ذلك، أو يزيد، ولم يتحقق له ذلك !
زعم القادياني أن الله أوحى له : " ثمانين حولا، أو قريبا من ذلك، أو تزيد عليه سنينا، وترى نسأل بعيدا ". (التذكرة ٥).
ولد القادياني عام ١٨٣٩م أو ١٨٤٠م ومات عام ١٩٠٨م وبهذا يكون عاش ٦٨ أو ٦٩ سنة.
والملاحظ على هذه النبوءة ثلاث أمور :
الأمر الأول : النص المطاطي، فلو عاش القادياني ٨٠ سنة هاهي تحققت، وإن عاش قريبا من ذلك هاهي تحققت، وإن زادت على ٨٠ سنة كذلك أيضا.
ومع ذلك لم تتحقق ! فغيرت القاديانية ميلاد القادياني إلى عام ١٨٣٥م حتى تقربه قليلا من الثمانين.
الأمر الثاني : أن القادياني في كتاب (حقيقة الوحي ١٨٦) يقول : " كما قلت قبل قليل إني قد تشرفت بالمكالمة والمخاطبة الإلهية قبل ذلك بسبع سنين، أي في عام ١٢٩٠هجرية ".
أي حوالي عام ١٨٧٣م أو ١٨٧٤م وهذا التنبؤ : " ثمانين حولا، أو قريبا من ذلك، أو تزيد عليه سنينا، وترى نسأل بعيدا ". موجود في كتاب التذكرة عام ١٨٦٥م تقريبا، فمن كان يوحي للقادياني في ذلك التاريخ.
الأمر الثالث : أن هكذا تنبؤات مطاطية للقادياني، أسلوب متأخر، بعد تجربة مريرة مع التنبؤات الفاشلة، فأخذ يحتاط في تنبؤاته ويجعل فيها عددا من الاحتمالات.
التنبؤ الخامس : تنبأ أن اليهود لا يكون لهم ملك إلى الأبد، فأبطل الله تنبؤه !
لما أراد القادياني نفي أن يكون "المسيح الدجال" من اليهود، استدل بأن اليهود كتبت عليهم الذلة، فلا يكون لهم ملك إلى الأبد، فقال : " إن اليهود يعيشون دائما تحت ملك من الملوك صاغرين مقهورين ولا يكون لهم ملك إلى الأبد، كيف يخرج منهم الدجال ويملك الأرض كلها ". (حمامة البشرى ٢٩).
فقدر الله أن تقوم لليهود دولة في فلسطين عام ١٩٤٨م ! فأبطل الله تنبؤه ! وأبطل الله حجته الباطلة في المسيح الدجال ! والعياذ بالله رب العالمين.
التنبؤ السادس : حصلت خصومة بين القادياني ورجل يسمى "الدكتور عبد الحكيم"، وأعلن القادياني أن هذا الرجل يموت في حياته. ولكن الدكتور عبد الحكيم جاء القادياني بنفس أسلوبه وطريقته، فأعلن هو الآخر أن القادياني يموت في حدود أربعة عشر شهرا !.
فأعلن القادياني وحيه : " سأطيل عمرك، أي سأُثبت كذب الأعداء الذين يقولون بأنه لم يبق من عمرك إلا ١٤ شهرا من عمرك بدأ من يوليو/تموز ١٩٠٧م أو ما يتنبأ به الأعداء الآخرون سأُثبت كذبهم جميعا و سأطيل عمرك ليُعلم أني أنا الله القادر على كل شيء ". (الإعلانات جزء ٢ رقم ٢٩٠).
العبد المتواضع : ميرزا غلام أحمد في ٥/١١/١٩٠٧م.
هذا الإعلان موجود في مكتبة الخلافة في ربوة، وكذلك منشور في جريدة بدر عدد ١٠/١١/١٩٠٧م رقم ٤٦، مجلد٦، ص٣ لغاية ص٦)
وقدر الله أن يموت القادياني خلال هذه المدة، ليكون عبرة أن أسلوبه أسلوب من يرجم بالغيب زاعما أنه وحي من الله - والعياذ بالله - ، ومن الممكن لغيره أن يستعمل نفس الأسلوب والطريقة، والله يقدر ما يشاء.
التنبؤ السابع : باهل القادياني الشيخ "ثناء الله الأمر تسري" من طرفه على أن يموت الكاذب في حياة الصادق.
وهذا نص الرسالة كما في (مجموع الإعلانات رقم ٢٨٥) :
الحكم الأخير مع الشيخ ثناء الله الأمر تسري.
بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم.
" وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ".
إلى الشيخ ثناء الله الأمرتسري، السلام على من اتبع الهدى. إن سلسلة تكذيبي و تفسيقي جارية في جريدتك "أهل الحديث" منذ مدة، وإنك تطلق علي دائما أسماء: المردود، و الكذاب والدجال والمفسد في جريدتك، وتشيع عني في العالم أن هذا الشخص مفتر و كذاب ودجال وأن ادّعاء كونه المسيح الموعود افتراء محض.
لقد تأذيت على يدك كثيرا وصبرتُ، ولكن لما كنتُ مأمورا بنشر الحق وأنك تمنع الناس من المجيء إلي فافترائك علي افتراءات كثيرة، وتذكرني بالشتائم والتهم والكلمات التي لا كلمات أقسى منها، فإن كنتُ كذابا ومفتريا كما تذكرني في معظم الأحيان في جريدتك سأهلك في حياتك لأني أعلم أن عمر المفسد والكذاب لا يطول كثيرا، ويهلك خائبا وخاسرا في نهاية المطاف بالذلة والحسرة في حياة ألد أعدائه، وأن في هلاكه خير لئلا يُهلك عبادَ الله.
أما إن لم أكن كذابا ومفتريا وكنت أحظى بمكالمة الله ومخاطبته ومسيح موعود فإني آمل من فضل الله أنك لن تسلم عقوبة المكذبين بحسب سنة الله. فإن تحل بك في حياتي عقوبة لا تكون بيد الإنسان بل بيد الله تعالى مثل الطاعون، أو الهيضة أو ما شابههما فلست من الله تعالى. هذه ليست نبوءة بناء على إلهام أو وحي بل طلبتُ الحكم من الله بصورة الدعاء فقط.
وأدعو الله تعالى أن يا ربي المالك البصير والقدير والخبير الذي يعلم في قلبي إذا كان ادّعائي بكوني المسيح الموعود افتراء محض من نفسي وكنتُ مفسدا وكذابا في نظرك والافتراء هو شغلي الشاغل ليل نهار فأدعو في حضرتك يا مالكي وحبيبي بكل تواضع أن اهلِكني في حياة الشيخ ثناء الله، وافرِحه وجماعته بموتي، آمين.
ولكن يا ربي الكامل والصادق إن لم يكن الشيخ ثناء الله على الحق في التهم التي يُلصقها بي فأدعو في حضرتك بكل تواضع أن أهلكه في حياتي ولكن لا بيد الإنسان بل بالطاعون والهيضة وغيرهما من الأمراض إلا إذا تاب بصورة واضحة أمامي وأمام جماعتي من جميع الشتائم وبذاءة اللسان التي يؤذيني بها ظنا منه أن منصبه يوجبها عليه، آمين يا رب العالمين.
لقد أُوذيت على يده كثيرا وظللت أصبر ولكني أرى الآن أن بداءة لسانه قد تجاوز الحدود، ويحسبني أسوأ من اللصوص والنهاب الذين وجودهم مضرّ جدا للعالم. ولم يعمل الشيخ بالآية: " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ". في إلصاق التهم وبذاءة اللسان ويزعمني أسوأ من العالم كله، ونشر عني إلى بلاد نائية أيضا أن هذا الشخص مفسد ومخادع في الحقيقة وتاجر وكذاب ومفتر وسيئ جدا. فلو لم تؤثر مثل هذه الكلمات على الباحثين عن الحق لصبرت على تلك التهم، ولكني أرى أن الشيخ ثناء الله يريد أن يبيد جماعتي بهذه التهم ويود أن يهدم البناية التي بنيتَها بيديك يا ربي وحبيبي.
لذا إنني ألتمس إليك ممسكا ذيل قدسيتك ورحمتك أن احكُم بالحق بيني وبين ثناء الله. ومن كان مفسدا وكذابا في الحقيقة في نظرك فارفعه من هذه الدنيا في حياة الصادق، أو أنزل عليه آفة شديدة وقاسية جدا تساوي الموت. فافعلْ ذلك يا مالكي الحبيب، آمين ثم آمين. رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ آمين.
وفي الأخير أرجو من الشيخ المحترم أن ينشر مقالي هذا كله في جريدته ويكتب تحته ما يشاء، والحكم الآن في يد الله.
الراقم: عبد الله الصمد ميرزا غلام أحمد المسيح الموعود.
المرقوم في ١٥/٤/١٩٠٧ الموافق : أول من ربيع الأول ١٣٢٥ من الهجرة، يوم الاثنين.
والنتيجة مات القادياني بعد سنة من هذا الاعلان، وعاش الشيخ " ثناء الله " بعد القادياني ٤٠ عاما.
التعليق : يبدو أن القادياني أراد مخاطبة جمهور جريدة الشيخ، فخاطب غيرهم أيضا.
وسوف يأتي الحديث عن تنبؤاته بالطاعون والزلازل لاحقا بمشيئة الله.
ويلاحظ أن القاديانية في محاولة لإثبات تحقق تنبؤات القادياني قامت بعدة أمور غير ما ذكر، نذكر منها :
•نسبة تنبؤ القادياني عن المصلح الموعود لبشير الدين محمود، مع أن المقصود منها ابن للقادياني ولد ثم مات.
•قامت القاديانية بتحريف بعض النصوص مثل زواج القادياني بعدد من النسوة، وهذا التنبؤ خالف واقع القادياني.
ونكرر ما قلناه من قبل : أن القادياني عندما يقول تنبأت به سابقا، يحيلك إلى نص قديم أو قبل سنوات، ويكون نصا عاما لا معنى محددا له، فعندما يقع شيء من قدر الله يقول تنبأت به سابقا، كحال عبد اللطيف وعبد الرحمن القاديانيان، قتلا في أفغانستان بتهمة العمالة للإنجليز، فأعلن القادياني أنه تنبأ بقتلهما سابقا، وأحال ذلك إلى نص سابق له هو "ذبح الشاتين".
و سبحان الله ! فإن القادياني جعل الحكم عليه من خلال تنبؤاته فقال : " ليس هناك محك أفضل من نبوءتي لإختبار صدقي أو كذبي ". (مرآة كمالات الإسلام ١٦٥).
وقال : " إذا ثبت بطلان نبوءة واحدة من ضمن مائة نبوءة فسأعترف بأني كاذب ". (أربعين ص ١٤٢).
ويقول : " فقد عدت التوراة والقرآن النبوءة فقط أكبر برهان على صدق أي نبي ". (استفتاء ١٣٣).
ويقول عن وحيه عموما : " إيماني بالوحي النازل علي كما أؤمن بالتوراة والإنجيل والقرآن الكريم ". (أربعين ١٣٤).
وهكذا تنبؤات للقادياني هي عبارة عن رجم بالغيب، وهي في أصلها لا تخرج عن كونها توقعات، وأي إنسان ممكن له أن يتوقع شيئا أو أشياء، وتوقعه قد يصيب وقد يخيب، والأمر عادي جدا، لكن الفرق أن القادياني ينسبها عياذا بالله - للرب - سبحانه تبارك وتعالى وتقدس وتنزه، فيقول : قال الله… أوحى الله… ألهمني الله… وهكذا، بالله نعوذ.
وسندع القادياني هو بنفسه يرد على تنبؤاته السابقة وغيرها من تنبؤات ! يقول القادياني :
" فما معنى النبوءة إذا عن أمر معتاد؟! ". (البراهين الأحمدية جزء ٥ ص ١٥٩).
" لا يعرف كثير من الجهلاء أن بعض الإلهامات تأتي من الشيطان أيضا، وإن جميع أكابر الأمة متفقون على هذا الإعتقاد. الإلهام الذي ليست فيه إلا كلمات فقط ليس فيها ما يفوق العادة، لا يمكن أن يكون من الله تعالى، ولا يكون الإلهام جديرا بالاعتداد به أبدا ما لم تصحبه الشوكة الإلهية. والمراد من الشوكة الإلهية أن يكون ذلك الإلهام أو غيره، الذي تفوه به الملهم محتويا على نبوءات عظيمة تفوق العادة وزاخرة بقدرة الله وعلمه ". (ترياق القلوب ٦٦).
والحمد لله رب العالمين