مسيح القسوة والعداوة والبغضاء
مسيح القسوة والعداوة والبغضاء
يقول بشير الابن الثاني للميرزا:
"حدثتني والدتي أنه لما تم تزويج "محمدي بيغم" بشخص آخر تحوَّل جميع أقارب المسيح الموعود إلى أشد المعارضين له واستمروا في معارضتهم له". (سيرة المهدي، رواية 37)
هذا السطر يكذّب مقولة أنهم كانوا يحاربونه أساسًا، أو أنهم كانوا أعداء للإسلام، بل واضح أن العداء له بدأ حين أصرَّ على الزواج من طفلة ترفضه ويرفضه أهلُها.
ويتابع بشير:
"لقد وقف الجميع إلى جانب والد محمدي بيغم وبذلوا جهودًا لتزويجها من شخص آخر. في هذه الحالة بعث المسيح الموعود برسالة إلى ولَدَيْه مرزا سلطان أحمد ومرزا فضل أحمد كتب فيها: لقد عارضني هؤلاء معارضة شديدة فلا علاقة لنا بهم الآن، بل لا يمكن أن تجتمع قبورنا أيضا معهم، لذلك يجب أن تُقرّرا الآن قرارًا نهائيًا، فلو كنتما تريدان البقاء معي فلا بد أن تنقطعا عنهم، ولكن إذا أردتم المحافظة على علاقتكما بهم فلا يمكن أن تبقى لكما صلةٌ معي وفي هذه الحالة سوف تعُقَّاني". (المرجع السابق)
هذه هي قدوة الميرزا. فيا أيها الناس، إذا تضايق الوالد من أحد فيجب على أولاده أن يطلّقوا زوجاتهم القريبات لهذا الذي ضايق الوالد! بل يجب أن يقاطعوهم كليا!! أما الآية {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الإسراء 15)، فعلى الرَّفّ.
ويتابع بشير:
"جاء ردّ مرزا سلطان أحمد بأنني لا أستطيع قطع العلاقة بزوجة عمي لأن لها عليّ أيادي كثيرة". (المرجع السابق)
واضح أيها العالم أن الميرزا أشدُّ الناس إجراما. والله إن الجسد ليقشعرّ من هَول ما يسمع. أتدرون من هذه المرأة التي يتحدث عنها؟!! إنها زوجة غلام قادر الشقيق الأكبر للميرزا، والتي لم تنجب، فتبنَّت "سلطان" ابن الميرزا وعاملته معاملة الابن تماما، بينما كان الميرزا الكسول مهملا به وبأخيه وبأمهما. واليوم يطالبه الميرزا بأن يقاطع هذه المرأة العجوز المسكينة. أي قسوة هذه وأي غلظة!
ويتابع بشير:
"أما مرزا فضل أحمد فكتب: ليست علاقتي إلا معك ولا علاقةَ لي بهم. فقال الميرزا: إذًا يجب أن تطلق زوجتك التي هي بنت مرزا علي شير. فكتب مرزا فضل أحمد الطلاق فورًا وأرسله إليه الميرزا". (المرجع السابق)
فضل الشّرِّير هذا مات في حياة الميرزا بعد أن أطاعه في معصية الله.
تقول زوجة الميرزا: "عندما وصل خبر وفاة فضل أحمد لم يستطع الميرزا النوم في تلك الليلة كلها، ثم ظل حزينًا ليومين أو ثلاثة. وقال: مع أنه لم تكن له علاقة بنا إلا أنّ المعارضين سيتخذون من موته عرضة للاعتراض علينا". (سيرة المهدي، رواية 37)
هذا كل ما يخشاه الميرزا؛ إنه اعتراض الناس. ولماذا لا يعترضون وأنتَ تملأ الدنيا ضجيجا لو مات خروف عند أحد المشايخ!! علما أنه مات ستة أبناء في حياة الميرزا، وكان آخرهم مبارك الأعزّ على قلبه، والذي جزم الميرزا بأنه الابن الموعود. وبعده بثمانية أشهر مات الميرزا بالكوليرا. {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}.