مسيح الخيبة السُّباعِيّة

مسيح الخيبة السُّباعِيّة

مسيح الخيبة السُّباعِيّة

في كتاب عاقبة آتهم يردّ الميرزا على اعتراض مَن يقول إنّ النبوءة بوفاة زوج محمدي بيغم لم تتحقق، ذلك أن الميرزا تنبأ أنه سيموت بعد سنتين ونصف من الزواج، ولكن قد مرت 4 سنوات ونصف حتى الآن، ولم يمُت. فكتب الميرزا عن عائلة محمدي بيغم أنه "أصابهم خوفٌ شديد، وانصرفوا إلى الدعاء والتضرع، فكان لزاما أن يؤخّر الله هذه النبوءة". (عاقبة آتهم)

ثم يستدلّ بحتمية موت زوج محمدي وحتمية زواجه منها بقوله:

"لتصديق هذه النبوءة قد تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا سلفا أنه سيتزوج ويولد له، أي سيتزوج المسيحُ الموعود وستكون له ذرية، فالبديهي أن المراد من الزواج والإنجاب هنا ليس زواجا عاديا معروفا إذ كل إنسان يتزوج وينجب فليس في هذا الأمر أي ميزة أو خصوصية، بل المراد من التزوج، الزواج الخاص المتميز الذي سيكون بمثابة آية من الله، كما أن المراد من الذرية، الذرية الخاصة التي تنبأت بها، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ردّ على المنكرين الذين اسودت قلوبهم ويؤكد لهم أن هذه الأمور ستتحقق حتما". (عاقبة آتهم)

أي أنّ موت زوج محمدي حتميٌّ جدا، والدليل أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ أنَّ الميرزا سيتزوّج زواجا خاصا، أي هو الزواج مِن محمدي بيغم وقصّتها الخاصة جدًّا، ثم يولد له منها ولد خاصّ، وهو الابن الموعود.

ويتابع الميرزا:

"كان يجب على معارضينا السفهاء أن ينتظروا المصير وأن لا يُبدوا سوء طبيعتهم سلفا. فهل سيبقى هؤلاء الأعداء الحمقى أحياء عندما تتحقق كل هذه الأمور؟ أفلن يتمزق هؤلاء المجادلون والمخاصمون ويتقطعوا بسيف الصدق؟ كلا لن يجد هؤلاء السفهاء أي مفرّ ومهرب، وسيفتضحون بمنتهى الجلاء، فوصمةُ العار السوداء ستجعل وجوههم النحسة كالقردة والخنازير". (عاقبة آتهم)

لقد ظلّ أعداؤه "الحمقى" أحياء ولم تتحقق أيّ مِن هذه الأمور، ولم يتمزق هؤلاء المجادلون والمخاصمون ولم يُفتضحوا بمنتهى الجلاء، ولم تجعل وصمة العار السوداء وجوههم "النحسة" كالقردة والخنازير، بل اضطر الميرزا بعد عشر سنوات من هذا الكلام أن يقول إنّ الله فسخ هذا الزواج أو أجّله!!

ثم يقول:

"تذكروا؛ إذا لم يتحقق الجزء الثاني لهذه النبوءة (أي موت زوجها وزواجه منها) فسأُعتبَر أسوأ من كل سيئ". (عاقبة آتهم)

ثم يتابع قائلا:

"لقد ورد في البراهين الأحمدية إشارة إلى هذه النبوءة قبل سبعة عشر عاما، وكُشِفَتْ عليَّ الآن؛ وهي الإلهام: ))يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة، يا مريم اسكن أنتَ وزوجك الجنة، يا أحمد اسكن أنتَ وزوجك الجنة((. لقد وردت في هذا الإلهام كلمة "زوج" ثلاث مرات وأُطلقتْ عليَّ ثلاثةُ أسماء: أولها آدم، وهو الاسم البدائي؛ حيث رزقني الله سبحانه بيده وجودا روحانيا، فذُكِر الزوجُ الأول. ثم عند ذكر الزوج الثاني سمّاني مريم؛ لأنني وُهبتُ ذريةً مباركة تُشبه المسيح وتعرضتُ كمريم لابتلاءات كثيرة، كما تعرضتْ مريم عند ولادة عيسى عليه السلام لابتلاء الظنون السيئة من اليهود. أما الزوج الثالث التي أنتظرها فأضيف إليها اسمُ أحمد الذي يشير إلى أني سأُحمَد ويثنَى عليّ عند ذلك، فكانت هذه النبوءة خفيةً وكشفها الله عليّ الآن. باختصار، إنّ في ذكر لفظ الزوج ثلاث مرات مع ثلاثة أسماء مختلفة تكمن إشارةٌ إلى هذه النبوءة حصرا. (عاقبة آتهم)

أي أنه يرى أنّ زواجه من محمدي بيغم سيحقّق هذه النبوءة الثلاثية، وسينطبق عليها نبوءة: يا أحمد اسكن أنتَ وزوجك الجنة.. أي، يا ميرزا الذي سيُحمد كثيرا عند تحقق زواجه مِن محمدي بيغم، اسكن أنت ومحمدي بيغم الجنة.

هل لاحظتم حجم الخيبة في هذه الأسطر:

1: لم يمُت زوج محمدي في الموعد، ولا بعد الموعد.

2: لم يتزوج الميرزا من محمدي بيغم.

3: لم ينجب منها الابن الموعود، ولا غيره.

4: لم يتحقق وحي: يا أحمد ادخل أنت وزوجك الجنة.

5: لم يُحمد الميرزا بسبب هذا الزواج، بل العكس هو الحاصل.

6: لم تسْوَدّ وجوه المعارضين بموت زوجها ولا بزواجه منها ولا بإنجابه منها، بل العكس هو الحاصل.

7: ثبت أن الميرزا أسوأ من كل سيئ، بلسانه.

بل إنّ نبوءته خائبة من أوجه أكثر جدا من سبعة، فيتابع قائلا عن وحي: "شاتان تذبحان". أنّ إحداهما والد محمدي، أما المراد من الشاة الثانية فصهره... سنهَب لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر.. سيهب لك كاملَ العزة والقبول. (عاقبة آتهم)

لكننا نكتفي بسبعة خيبات، فالعدد سبعة يدل على الكثرة.

{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} ، فالله ليس {غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}، {فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}.

#هاني_طاهر 17 يوليو 2017