مستندات القادياني في نسخ أو إلغاء الجهاد أو تحريمه

مستندات القادياني في نسخ أو إلغاء الجهاد أو تحريمه

مستندات القادياني في نسخ أو إلغاء الجهاد أو تحريمه

كتبه: أبوعبيدة العجاوي.

المستند الأول: (ويضع الحرب).

هذا اللفظ في رواية الكشميهني.

وهذا اللفظ هو الذي اعتمد عليه القادياني وجماعته القاديانية.

قال ابن حجر عليه رحمة الله: "قوله: ( ويضع الحرب ) في رواية الكشميهني: " الجزية "، والمعنى: أن الدين يصير واحدا فلا يبقى أحد من أهل الذمة يؤدي الجزية، وقيل: معناه أن المال يكثر حتى لا يبقى من يمكن صرف مال الجزية له فتترك الجزية استغناء عنها. وقال عياض: يحتمل أن يكون المراد بوضع الجزية تقريرها على الكفار من غير محاباة، ويكون كثرة المال بسبب ذلك. وتعقبه النووي وقال: الصواب أن عيسى لا يقبل إلا الإسلام. قلت: ويؤيده أن عند أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة: " وتكون الدعوى واحدة " قال النووي: ومعنى وضع عيسى الجزية مع أنها مشروعة في هذه الشريعة أن مشروعيتها مقيدة بنزول عيسى لما دل عليه هذا الخبر، وليس عيسى بناسخ لحكم الجزية بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو المبين للنسخ بقوله هذا، قال ابن بطال: وإنما قبلناها قبل نزول عيسى للحاجة إلى المال بخلاف زمن عيسى فإنه لا يحتاج فيه إلى المال؛ فإن المال في زمنه يكثر حتى لا يقبله أحد، ويحتمل أن يقال: إن مشروعية قبولها من اليهود والنصارى لما في أيديهم من شبهة الكتاب وتعلقهم بشرع قديم بزعمهم، فإذا نزل عيسى عليه السلام زالت الشبهة بحصول معاينته فيصيرون كعبدة الأوثان في انقطاع حجتهم وانكشاف أمرهم، فناسب أن يعاملوا معاملتهم في عدم قبول الجزية منهم. هكذا ذكره بعض مشايخنا احتمالا، والله أعلم". [فتح الباري].

والحديث جاء في الصحاح والسنن والمسانيد بلفظ (يضع الجزية).

أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ". ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }. [صحيح البخاري].

واعتمد القادياني في نسخ الجهاد وإلغائه وتحريمه على عبارة: (يضع الحرب).

لما ادعى القادياني أنه هو المقصود بنزول ابن مريم في آخر الزمان، وأنه مثيل المسيح ابن مريم، وأنه هو المسيح الموعود والمهدي، وأنهما شخص واحد، وأن المسيح ابن مريم الإسرائيلي قد مات، تعامل القادياني وجماعته القاديانية على أن كل أحاديث المهدي والمسيح المقصود منها "غلام أحمد القادياني" وبما أنه غراس إنجليزي، ومن اسرة عميلة للإنجليز، وقال بتحريم الجهاد وإلغائه، أخذ يستدل على بدعه وضلاله بنصوص الكتاب والسنة.

يقول القادياني: 

"لماذا لا يفكرون أن النبي  قال بحق المسيح الموعود قبل ثلاثة عشر قرنا بأنه سوف "يضع الحرب".. مما يعني أن المسيح الموعود سينهي الحروب ببعثته، وإلى ذلك تشير الآية القرآنية حتى تضع الْحرب أَوزارها.. أي قاتلوا حتى يأتي زمن المسيح. وعبارة: "تضع الحَرب أوزارها" موجودةٌ في صحيح البخاري، الذي يعتبر أصح الكتب بعد القرآن الكريم فاقرأوه بإمعان ". [الحكومة الإنجليزية والجهاد ٧].

" يحدث معي مرارا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  يخبرني بشيء وأنا أسمع كلامه بدون أن أرى صورته. وهذه الحالة تكون ما بين الكشف والإلهام. قال صلى الله عليه وسلم  البارحةَ عن المسيح الموعود : "يضع الحرب، ويصالحُ الناس ".

أي : أنه يلغى الحرب والقتال من جهة، ومن جهة أخرى يتمكن من إحلال السلام داخل الأمة. وكأن للمسيح الموعود آيتين : أولاً : الآية الخارجية بأنه لا تكون هناك حرب، وثانيا : الآية الداخلية بأنه يرسي الصلح داخل الأمة ". [التذكرة ٣٩٣].

الرد على اكاذيب القادياني:

(١) الحديث جاء في الصحاح والسنن والمسانيد بلفظ (يضع الجزية).

(٢) سواء كان اللفظ (يضع الحرب) أو (يضع الجزية) ليس ذا فرق كبير -والعلم عند الله-، لأن المسيح عليه السلام يقاتل على الإسلام ويظهر الإسلام على سائر الأديان، وحينها لا جهاد للكفار ولا جزية.

(٣) قالت القاديانية: إذا كان المسيح النازل (يضع الجزية) فهذا غير ممكن، كيف ينسخ المسيح شريعة محمد صلى الله عليه وسلم!

والجواب في نقاط:

•إن كان المقصود نسخ الجزية، فهذا نص عليه الدليل الشرعي بلسان النبي صلى الله عليه وسلم كما في الأحاديث.

•أن هذا مقيد بعيسى عليه السلام وزمانه.

• أن الدين يصير واحدا، فلا يبقى أحد من أهل الذمة يؤدي الجزية.

•يحتمل أن يكون المراد بوضع الجزية تقريرها على الكفار من غير محاباة.

فلا يلزم من (يضع الجزية) أنه ينسخها.

فالتفسير للعبارة: يحتمل عدة اجتهادات. 

ويرد على القاديانية أنتم تشنعون أن يعني النص نسخا، ونبيكم القادياني أتى بما شنعتم به على المسلمين، ولقد ورد النسخ على لسانه بجميع ألفاظ النسخ بشأن الجهاد وعبارة (يضع الحرب) :

-النسخ: "لو فرضنا جدلا أن الإسلام أجاز الجهاد كما يفكر هؤلاء المشايخ، فهذا الحكم نسخ في هذا الزمن". [الحكومة الإنجليزية والجهاد ٧].

-الإلغاء: " يحدث معي مرارا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  يخبرني بشيء وأنا أسمع كلامه بدون أن أرى صورته. وهذه الحالة تكون ما بين الكشف والإلهام. قال صلى الله عليه وسلم  البارحةَ عن المسيح الموعود : "يضع الحرب، ويصالحُ الناس ".

أي : أنه يلغى الحرب والقتال من جهة، ومن جهة أخرى يتمكن من إحلال السلام داخل الأمة. وكأن للمسيح الموعود آيتين : أولاً : الآية الخارجية بأنه لا تكون هناك حرب، وثانيا : الآية الداخلية بأنه يرسي الصلح داخل الأمة ". [التذكرة ٣٩٣].

-التحريم: "تخلَّوا أيها الأحبة عن فكر الجهاد الآن، فالحرب والقتال من أجل الدين حرام الآن. قد جاء المسيح الذي هو إمام الدين، فجميع الحروب الدينية قد انتهت الآن ". [التحفة الغولروية ٤٥].

-ليس مأمورا بالجهاد: " لقد جئت إلى هذه الدنيا كابن مريم، ولست مأمورا بالجهاد والقتال ". [البراهين الأحمدية الجزء الخامس ١٣٦].

-انقطاع الجهاد بالسيف: "اعلموا أني قد أتيتكم بأمر هو أن الجهاد بالسيف قد انقطع منذ الآن، غير أن جهاد تطهير النفوس مستمر ". [الحكومة الإنجليزية والجهاد ٢٠].

(٤) نحن نعلم أن أحاديث المسيح النازل لا تنطبق على القادياني، وأما بخصوص (يضع الحرب) أنه لا يقاتل، فهذا باطل من وجوه:

الوجه الأول: ما يقال بشأن إنكار القاديانية لنسخ الجزية، يقال أيضا بشأن الجهاد وهذا من تناقض القاديانية.

الوجه الثاني: لقد ثبت أن المسيح النازل في آخر الزمان يقاتل ويحارب :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ". [سنن أبي داود].

بل إن المسيح عليه السلام يقاتل بنفسه :

"إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ". [صحيح مسلم].

"فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ". [صحيح مسلم].

أما قول القاديانية والقاديانية: "الحربة حربة سماوية" فهذا من خرابيط القادياني والقاديانية، فهم للفرار من ظاهر النص يستخدمون عبارات مثل: سماوية.. روحانية.. أو يحرفون النصوص باسم التأويل. 

وكان والد القادياني كعميل للإنجليز يصلح للخيانات العسكرية وكذلك أخ القادياني، فلما وجدوا الغلام القادياني لا في العير ولا في النفير، وجدوه يصلح لمهمة من نوع آخر.

الوجه الثالث: أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة:

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ". [سنن أبي داود].

بينما عند القادياني في زمن يأجوج ومأجوج والمسيح الدجال لا جهاد ولا قتال!

عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ الْأَجْرُ، وَالْمَغْنَمُ ". [صحيح مسلم].

قال النووي رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم : ( الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) ‏‏جاء تفسيره في الحديث الآخر في الصحيح : " الأجر والمغنم " وفيه دليل على بقاء الإسلام والجهاد إلى يوم القيامة . والمراد قبيل القيامة بيسير ، أي حتى تأتي الريح الطيبة من قبل اليمن ، تقبض روح كل مؤمن ومؤمنة". [شرح مسلم].

الوجه الرابع: أين هي الحروب التي وضعها القادياني.

وللخروج من هذا المأزق، قالوا: إن المسيح النازل يضع "الحروب الدينية".

ويرد عليهم :

•ماذا استفدنا؟! الحروب هي الحروب؟! سواء كانت دينية أو دنيوية؟!

•في زمن القادياني وبعده زادت الحروب بشكل غير مسبوق في العالم كله.

•الحروب الدينية سابقا كانت أقل من الحروب -الدنيوية- في زمن القادياني وبعده.

•أن الحروب الدينية لم تنتهي ولقد وقعت حروب ذات طابع ديني في فلسطين والبوسنة وإيرلندا الشمالية..

•إن قالت القاديانية: أن هذه الحروب هي في الحقيقة -دنيوية- فيقال لها: هذا ممكن أن يقال أيضا في حروب المغول والتتار والحروب الصليبية وغيرها..

ثم إن الملك أو الحاكم أو السلطان لا يفكر نفس تفكير عامة الناس، -سواء كانت الحرب دينية أو دنيوية- هذا إذا دخل حربا أو أرسل جيشا هو:

•هو يحسب الأمور المالية والتكلفة المادية والتجهيزات وكيف سيعوضها من عدوه.

•ويحسب أمر الجنود، هؤلاء بحاجة لأسلحة وطعام، وشراب، وطبابة ودواء، وألبسة، ومراكب، و مرتبات مالية، وامداد، وما يلزم..

•ويحسب الخسائر من أدوات وأسلحة والتكاليف وما شابه..

•وهذا إن فكر في توسيع ملكه، فإنه ينظر إلى أرض فيها ثروات حتى يدبر شؤون دولته..

فسواء كانت الحرب دينية أو دنيوية، لابد أن يفكر الحاكم بمثل هذه الأمور الدنيوية والمالية، فالأمر ليس ثرثرة وترهات وجواب كيفما كان.

وحتى في الإسلام بعد النية لله وفي سبيل الله، هناك غنائم وهي مطالب دنيوية.

هل الدولة البريطانية عندما احتلت القارة الهندية احتلتها لأنها محسنة وعادلة، أم لأن هذه البلاد فيها ثروات كثيرة.

هل هناك حاكم يرسل جيشا لحرب - دينية أو دنيوية- إلى أرض خالية! لا بشر، ولا شجر، ولا ماء، ولا طعام، ولا أي ثروات، ولا منفعة، أو أي شيء من أسباب الحياة.

بالتالي: أي حاكم -ديني أو دنيوي- ينظر للثروات المختلفة، والأمور المالية، و الدنيويات، حتى يدبر أمور دولته.

نعوذ بالله من الجهل وقلة العقل.  

•والسؤال المهم: كيف لرجل مثل -القادياني- أن يضع الحروب الدينية؟ وهو مجرد فرد لا يملك أسباب وضع الحروب الدينية ؟! فلا هو حاكم دولة، ولا يملك جيشا، وما شابه ذلك…!!! فإن قالوا: يتوجه إلى الله بالدعاء. فيقال لهم: لماذا لم يتوجه لله بالدعاء لإيقاف الحروب الدنيوية؟ هذا - والحروب الدنيوية- زادت وكثرت ؟؟؟!!! فلا توقفت الحروب الدينية ولا الدنيوية. هذا مع العلم أن أدعية القادياني غير مستجابة فيما هو أقل شأنا من الحروب، مثل موت طفله، ومحمدي بيغوم، وعبد الله آتهم، وغير ذلك.. 

من عجائب القادياني والقاديانية: أن كثيرا من الأمور عندهم معكوسة ومقلوبة مثلا:

١- في أحاديث آخر الزمان يقولون: هذه نبوءات والنبوءات لا تؤخذ على ظاهرها، فيحرفون النص الظاهر ليوافق هواهم. (ويضع الحرب) من النبوءات، وهم يتعاملون مع (ويضع الحرب) وكأنها نص ظاهر، وهي محتملة.

بمعنى آخر حسب منطقهم يقال لهم: (ويضع الحرب) هذه من النبوءات والنبوءات لا تؤخذ على ظاهرها.

من الأمثلة الأخرى: حديث الخسوف والكسوف.

٢- عندما يكون النص محددا ثابتا من حيث أصل الثبوت كالنسخ في القرآن، يأتون بأقوال من هنا وهناك -حقا وباطلا- لكي ينفوا النص من حيث أصل الثبوت، وعندما يكون النص يحتمل عدة اجتهادات مثل (يضع الجزية) أو (يضع الحرب) يخصصونه بمعنى واحد معين، فهنا رفضوا (يضع الجزية)، وأخذوا بــ (يضع الحرب)،كما أنهم حددوا معنى (يضع الحرب) أنه لا قتال في زمن المسيح، مع أن النصوص تقول أن المسيح يقاتل، بالإضافة أن (يضع الجزية) أو (يضع الحرب) تحتمل عدة اجتهادات، والله أعلم بالصواب كما نقلنا عن ابن حجر رحمه الله.

بمعنى آخر: (يضع الجزية) أو (يضع الحرب) تحتمل عدة اجتهادات، كما نقلنا عن ابن حجر، هم حددوا أن المقصد لا قتال زمن المسيح.

من الأمثلة الأخرى: (يصلحه الله في ليلة). 

نعوذ بالله من الهوى.

ونعوذ بالله من أهل الهوى.   

المستند الثاني: (لا يدان لأحد بقتالهم).

جاء في [صحيح مسلم] حديث طويل : عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ : " مَا شَأْنُكُمْ ؟ " قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. فَقَالَ : " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ، فَاثْبُتُوا ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : " لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًى ، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ، لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ. فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ ، رَمْيَةَ الْغَرَضِ ، ثُمَّ يَدْعُوهُ، فَيُقْبِلُ، وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ، وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، { وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ. وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ، فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ، حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ : أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ. فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا ، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ ، حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ".

القاديانية تأخذ جملتين أو ثلاثة من هذا الحديث الطويل الذي لا ينطبق على غلام أحمد القادياني مثل (نبي الله عيسى) -أي القادياني عندهم- و (لا يدان لأحد بقتالهم).

وعندهم يأجوج ومأجوج والدجال شيء واحد، وهم الإنجليز و الروس أو الأمم الأوروبية.

أو أن يأجوج ومأجوج هم الإنجليز وقساوسة النصارى هم الدجال.

ونحن هنا لا نريد الرد على القاديانية إلا في سياق موضوع الجهاد. 

فنقول بعد الحمد لله رب العالمين:

(١) لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون يأجوج ومأجوج هم الأمم الأوروبية، لأنهم أمة قبل النصرانية وقبل الإسلام.

(٢) أن (لا يدان لأحد بقتالهم) هي مسألة وقتية خاصة بعيسى عليه السلام، فيهلكهم الله بعد قتل الدجال وينتهي الأمر، لا أن يستمر الأمر قرنا ونصف إلى يومنا هذا، وحسب فهم القاديانية ربما يستمر الأمر قرونا. 

(٣) أن استعمار الأمم الأوروبية -التي هي يأجوج ومأجوج حسب قول القادياني والقاديانية- بدأ بعد سقوط الأندلس بإسبانيا والبرتغال ثم هولندا ثم بريطانيا وفرنسا ثم باقي الدول الأوروبية وأمريكا، أي منذ ٥٠٠ سنة تقريبا،  وخلال هذه المدة هؤلاء أمكن هزيمتهم، فمثلا :

-هزم يأجوج ومأجوج بعضه بعضا، مثل هزيمة بريطانيا في أمريكا، ومثل هزيمة نابليون بعد انتصاراته السابقة على الدول الأوروبية، وهزيمة ألمانيا في الحربيين العالميتين.

-وهزم المسلمون هذا اليأجوج والمأجوج هُزمت روسيا عدة مرات أمام السلطنة العثمانية، وهزمت بريطانيا في أفغانستان عدة مرات، وهزمت فرنسا في الجزائر بعد استعمار طويل، و هزمت روسيا في أفغانستان أيضا.

-هزم -غير المسلمين- من الأمم غير الأوروبية هذا اليأجوج والمأجوج، هزمت فرنسا ثم أمريكا في فيتنام.

فهذا التفسير أن يأجوج ومأجوج هم الأمم الأوروبية باطل شرعا وساقط واقعا وتاريخا.

فبالتالي: بطل الاحتجاج بــ  (لا يدان لأحد بقتالهم) في نسخ الجهاد أو إلغائه أو تحريمه.

المستند الثالث: (حتى تضع الحرب أوزارها).

يقول القادياني:

" أما المسيح الموعود فجعل مظهرا للنبي صلى الله عليه وسلم  في حياته المتسمة بالجمال. ولهذا قال في حقه "يضع الحرب" أي لن يقاتل. وكان الله سبحانه وتعالى قد قال في القرآن الكريم أنه سيبعث لتحقيق هذا الجانب المسيح الموعود وجماعته، كما تشير إليه آية : ( وآخرِين مِنهم لَما يلْحقُوا بِهِم ) مثلما تشير آية : ( حتى تضع الْحرب أَوزارها ) هي الأخرى إلى الموضوع نفسه ". [أربعين ١٢٢].

"وثانيا : لو فرضنا جدلا أن الإسلام أجاز الجهاد كما يفكر هؤلاء المشايخ، فهذا الحكم نسخ في هذا الزمن، لأنه قد ورد في الحديث أنه في زمن المسيح الموعود سينتهي الجهاد بالسيف والحروب الدينية، لأن المسيح لن يرفع السيف ولن يستخدم الأسلحة الأرضية، وإنما سيكون سلاحه دعاءه فقط، وأن عزيمته هي سيفه، وسوف يقيم السلام والوئام، وسيجمع الغنم والأسد عند مشرب واحد، وسيسود في زمنه السلام والرفق والمواساة. يا أسفا عليهم؛ لماذا لا يفكرون أن النبي  قال بحق المسيح الموعود قبل ثلاثة عشر قرنا بأنه سوف "يضع الحرب".. مما يعني أن المسيح الموعود سينهي الحروب ببعثته، وإلى ذلك تشير الآية القرآنية حتى تضع الْحرب أَوزارها.. أي قاتلوا حتى يأتي زمن المسيح. وعبارة: "تضع الحَرب أوزارها" موجودةٌ في صحيح البخاري، الذي يعتبر أصح الكتب بعد القرآن الكريم فاقرأوه بإمعان ". [الحكومة الإنجليزية والجهاد ٧].

 والرد على هذا المستند:

جاء في التفسير والآثار في تفسير قول الحق تبارك وتعالى: (حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَا). [محمد ٤]. كما في [الدر المنثور] للسيوطي رحمة الله عليه:

 قَوْلُهُ تَعالى: ﴿حَتّى تَضَعَ الحَرْبُ أوْزارَها﴾ .

أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿حَتّى تَضَعَ الحَرْبُ أوْزارَها﴾ قالَ: حَتّى لا يَكُونَ شِرْكٌ.

وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الحَسَنِ: ﴿حَتّى تَضَعَ الحَرْبُ أوْزارَها﴾ قالَ: حَتّى يُعْبَدَ اللَّهُ ولا يُشْرَكَ بِهِ.

وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ: حَتّى تَضَعَ الحَرْبُ أوْزارَها. قالَ: الحَرْبُ، مَن كانَ يُقاتِلُهم سَمّاها حَرْبًا.

وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿حَتّى تَضَعَ الحَرْبُ أوْزارَها﴾ قالَ: حَتّى يَخْرُجَ عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ فَيُسْلِمَ كُلُّ يَهُودِيٍّ ونَصْرانِيٍّ وصاحِبِ مِلَّةٍ وتَأْمَنَ الشّاةُ مِنَ الذِّئْبِ ولا تَقْرِضَ فَأْرَةٌ جِرابًا وتَذْهَبَ العَداوَةُ مِنَ الأشْياءِ كُلِّها ذَلِكَ ظُهُورُ الإسْلامِ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ ويَنْعَمَ الرَّجُلُ المُسْلِمُ حَتّى تَقْطُرَ رِجْلُهُ دَمًا إذا وضَعَها.

وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «يُوشِكَ مَن عاشَ مِنكم أنْ يَلْقى عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ إمامًا مَهْدِيًّا وحَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ويَقْتُلُ الخِنْزِيرَ وتُوضَعُ الجِزْيَةُ وتَضَعُ الحَرْبُ أوْزارَها» .

وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿حَتّى تَضَعَ الحَرْبُ أوْزارَها﴾ قالَ: خُرُوجُ عِيسى ابْنِ مَرْيَمَ.

وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ وأحْمَدُ، والنَّسائِيُّ، والبَغَوِيُّ والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ قالَ: «بَيْنَما أنا جالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إذْ جاءَهُ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ الخَيْلَ قَدْ سُيِّبَتْ ووُضِعَ السِّلاحُ، وزَعَمَ أقْوامٌ أنْ لا قِتالَ وأنْ قَدْ وضَعَتِ الحَرْبُ أوْزارَها. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كَذَبُوا فالآنَ جاءَ القِتالُ ولا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتِي يُقاتِلُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ لا يَضُرُّهم مَن خالَفَهُمْ، يُزِيغُ اللَّهُ قُلُوبَ قَوْمٍ لِيَرْزُقَهم مِنهُمْ، ويُقاتِلُونَ حَتّى تَقُومَ السّاعَةُ، ولا تَزالُ الخَيْلُ مَعْقُودًا في نَواصِيها الخَيْرُ حَتّى تَقُومَ السّاعَةُ، ولا تَضَعُ الحَرْبُ أوْزارَها حَتّى يَخْرُجَ يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ» .

وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ قالَ: «فُتِحَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَتْحٌ فَقَلَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَوْمَ ألْقى الإسْلامُ بِجِرانِهِ ووَضَعَتِ الحَرْبُ أوْزارَها، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ دُونَ أنْ تَضَعَ الحَرْبُ أوْزارَها خِلالًا سِتًّا؛ أوَّلُهُنَّ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ ثُمَّ فِئَتانِ مِن أُمَّتِي دَعْواهُما واحِدَةٌ يَقْتُلُ بَعْضُهم بَعْضًا ويَفِيضُ المالُ حَتّى يُعْطى الرَّجُلُ المِائَةَ دِينارٍ فَيَتَسَخَّطُ ومَوْتٌ يَكُونُ كَقُعاصِ الغَنَمِ وغُلامٌ مِن بَنِي الأصْفَرِ يَنْبُتُ في اليَوْمِ كَنَباتِ الشَّهْرِ وفي الشَّهْرِ كَنَباتِ السَّنَةِ فَيَرْغَبُ فِيهِ قَوْمُهُ فَيُمَلِّكُونَهُ يَقُولُونَ: نَرْجُو أنْ يُرَدَّ بِكَ عَلَيْنا مُلْكُنا. فَيَجْمَعُ جَمْعًا عَظِيمًا ثُمَّ يَسِيرُ حَتّى يَكُونَ فِيما بَيْنَ العَرِيشِ وأنْطاكِيَةَ وأمِيرُكم يَوْمَئِذٍ نِعْمَ الأمِيرُ - فَيَقُولُ لِأصْحابِهِ: ما تَرَوْنَ؟ فَيَقُولُونَ: نُقاتِلُهم حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنا وبَيْنَهم. فَيَقُولُ: لا أرى ذَلِكَ نُحْرِزُ ذَرارِيَّنا وعِيالَنا ونُخَلِّي بَيْنَهم وبَيْنَ الأرْضِ ثُمَّ نَغْزُوهم وقَدْ أحْرَزْنا ذَرارِيَّنا. فَيَسِيرُونَ فَيُخَلُّونَ بَيْنَهم وبَيْنَ أرْضِهِمْ حَتّى يَأْتُوا مَدِينَتِي هَذِهِ فَيَسْتَهْدُونَ أهْلَ الإسْلامِ فَيَهْدُونَهم ثُمَّ يَقُولُ: لا يَنْتَدِبَنَّ مَعِي إلّا مَن يَهَبُ نَفْسَهُ لِلَّهِ حَتّى نَلْقاهم فَنُقاتِلَهم حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي وبَيْنَهم. فَيَنْتَدِبُ مَعَهُ سَبْعُونَ ألْفًا ويَزِيدُونَ عَلى ذَلِكَ فَيَقُولُ: حَسْبِي سَبْعُونَ ألْفًا لا تَحْمِلُهُمُ الأرْضُ وفِيهِمْ عَيْنٌ لِعَدُوِّهِمْ. فَيَأْتِيهِمْ فَيُخْبِرُهم بِالَّذِي كانَ فَيَسِيرُونَ إلَيْهِمْ حَتّى إذا التَقَوْا سَألُوا أنْ يُخَلِّيَ بَيْنَهم وبَيْنَ مَن كانَ بَيْنَهم وبَيْنَهُ نَسَبٌ فَيَدْعُونَهم فَيَقُولُونَ: ما تَرَوْنَ فِيما يَقُولُونَ؟ فَيَقُولُ: ما أنْتُمْ بِأحَقَّ بِقِتالِهِمْ ولا أبْعَدَ مِنهم فَيَقُولُ: فَعِنْدَكم فاكْسِرُوا أغْمادَكم. فَيَسُلُّ اللَّهُ سَيْفَهُ عَلَيْهِمْ فَيُقْتَلُ مِنهُمُ الثُّلْثانِ ويَقَرُّ في السُّفُنِ الثُّلُثُ وصاحِبُهم فِيهِمْ حَتّى إذا تَراءَتْ لَهم جِبالُهم بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا فَرَدَّتْهم إلى مَراسِيهِمْ مِنَ الشّامِ فَأُخِذُوا فَذُبِحُوا عِنْدَ أرْجُلِ سُفُنِهِمْ عِنْدَ السّاحِلِ فَيَوْمَئِذٍ تَضَعُ الحَرْبُ أوْزارَها» . انتهى.

يستخلص من هذه الآثار في معنى : (حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَا):

١-من كان يحاربهم.

٢-خروج عيسى بن مريم عليه السلام.

٣-حتى لا يكون شرك.

والمعنى الثاني والثالث هو واحد، لأنه في زمن المسيح عليه السلام تهلك الملل.

فنقول:

(١) إن القادياني ليس هو المسيح النازل في آخر الزمان، وكذبه ودجله ثابت بالأدلة ولله الحمد.

(٢) أين القادياني من (حتى لا يكون شرك)؟! فالحال والواقع والدليل يكذب ولله الشكر.

(٣) إن القادياني نفسه قال: " وسوف يقيم السلام والوئام، وسيجمع الغنم والأسد عند مشرب واحد، وسيسود في زمنه السلام والرفق والمواساة". فأين ذلك كله؟؟؟!!! نعوذ بالله من الدجل والدجالين.

المستند الرابع: تأثير المشتري والمريخ.

والعياذ بالله رب العالمين، إذا كانت كل مستندات القادياني لا تستحق أن يرد عليها -لولا الجهل-، فهذا مستند لا يرد عليه، فلا يقوله إلا ساحر، أو منجم، أو دجال، أو معتوه :

" كذلك كان يقتضي تأثير كوكب المشتري أن لا يحمل السيف للقتل ". [التحفة الغولروية ٢٣١].

" لأن البعثة الثانية مقدرة في أواخر الألفية السادسة. وعلاقة الألفية السادسة هي بكوكب المشتري، وهو السادس من جملة الخنس الكنس. وإن تأثير هذا الكوكب يمنع المبعوثين من سفك الدم، وينمي العقل والذكاء وموهبة الاستدلال. لذا وإن كان صحيحا أن في البعثة الثانية هذه تجلي اسم محمد أيضا، وهو التجلي الجلالي وهو مقترن بالتجلي الجمالي، إلا أن ذلك التجلي الجلالي قد تصبغ بصبغة الجمال روحانيا، لأنه لا يظهر في العصر الراهن تأثير التجلي الجلالي في القهر بالسيف، بل في القهر بالاستدلال. وسبب ذلك أن مبعوث هذا العصر يظله كوكب المشتري لا كوكب المريخ ". [التحفة الغولروية ٢٠٩].

والحمد لله رب العالمين.