ما صحة حديث الخلق عيال الله ؟؟
أ.فؤاد العطار
ما صحة حديث الخلق عيال الله ؟؟
الشبهة :
عندما نناقش قادياني وننقل له من كلام المتنبئ الكذاب إلهامه الشيطاني بإدعاءه أن الله أوحى إليه قائلاً ( انت مني بمنزلة ولدي ) يردون علينا بحديث منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( الخلق عيال الله ) فما صحة هذا الحديث ؟؟
الرد على الشبهة :
الحمد لله الذى رفع الحق بالحجج النيرات،ورفع المتمسكين به بأعلى الدرجات،واثبت الحق لدينه بالآيات البينات،واشهد ان لا إله إلا هو مع اثبات الأسماء والصفات،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بالآيات المحكمات،فصلوات الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين بدون زيادات.
أما بعد:
فهذا تخريج لحديث الخلق عيال الله الذى تبرر به القاديانية الإلهام الشيطاني الذي تلقاه ميرزا غلام أحمد لعنه الله .
وسيكون عبارة عن ايراد اقوال اهل العلم المعتبرة التى تدل على ضعف هذ الحديث ونرجوا من الله السداد والقبول.
حديث (الخلق كلهم عيال الله ، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله)
قال العجلونى رحمه الله فى كتابه كشف الخفاء(1/380)
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو النعيم في الحلية والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود مرفوعا ، ورواه أبو نعيم وأبو يعلى والطبراني والبزار وابن أبي الدنيا وآخرون عن أنس مرفوعا ، والطبراني عن ابن مسعود بلفظ فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله،
ورواه الديلمي عن أنس رفعه بلفظ الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه ، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله ،وفي رواية للعسكري عن ابن عمر قال قيل يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ قال أنفع الناس للناس ،
وللطبراني عن زيد بن خالد مرفوعا خير العمل ما نفع ، وخير الهدى ما اتبع ، وخير الناس أنفعهم للناس ، وعزاه في الدرر للبيهقي في الشعب وأبي يعلى عن أنس بسند ضعيف ، ولابن عدي عن ابن مسعود بلفظ الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله انتهى ،
وقال النووي في فتاويه هو حديث ضعيف ، لأن فيه يوسف بن عطية ضعيف باتفاق الأئمة ، ورواه الحافظ عبد العظيم المنذري في أربعينه عن أنس رفعه بلفظ الخلق كلهم عيال الله ، فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله ،
وقال ابن حجر المكي في الفتاوى الحديثية حديث الخلق عيال الله ، وأحبهم إليه أنفعهم لعياله ، ورد من طرق كلها ضعيفة ، ولفظ بعضها الخلق كلهم عيال الله وتحت.
قال الالبانى رحمه الله فى السلسلة الضعيفة(4/399)
ضعيف . روي من حديث أنس بن مالك و عبد الله بن مسعود و أبي هريرة .
1 - أما حديث أنس ، فيرويه يوسف بن عطية الصفار عن ثابت عنه مرفوعا . أخرجه ابن
أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( ص 77 ) و المخلص في " المجلس الأول من المجالس السبعة "
(4 / 2 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 115 / 1 ) و كذا البيهقي في " الشعب "، و أبو يعلى و البزار و الطبراني و الحارث بن أبي أسامة و العسكري و غيرهم ، كما في " المقاصد الحسنة " . و يوسف هذا متروك كما في "التقريب " . و قال الذهبي في " الميزان " : " مجمع على ضعفه ... و من مناكيره... " . ثم ساق له أحاديث ، هذا أحدها .
2 - و أما حديث ابن مسعود ، فيرويه موسى بن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد عنه مرفوعا به . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 324 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 102 و 4 / 237) و الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 334 ) و كذا البيهقي في " الشعب " ، و قال ابن عدي : " لا أعلم يرويه عن الحكم غير موسى بن عمير ، و عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه " . قلت : و قال أبو حاتم : " ذاهب الحديث ، كذاب " .
3 - و أما حديث أبي هريرة ، فيرويه بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عنه رفعه
بلفظ : " الخلق كلهم عيال الله ، و تحت كنفه ، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله " . أخرجه الديلمي . و بشر هذا ضعيف الحديث كما قال الحافظ في " التقريب" . و ذكره الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال : " ليس بحجة " . و قد ثبت الشطر الثاني من الحديث بلفظ : " خير الناس أنفعهم للناس " . و هو مخرج في " الصحيحة " ( 427 ) .
والناظر فى متن هذا الحديث يتبين له نكارة لفظه لانه من المعلوم من الدين بالضرورة ان الله عزوجل لا ولد له,ولفظ هذا الحديث جعل الخلق عيال لله,حتى وان كان له تأويلا فلا يجوز الاستدلال به لنكارة لفظه والله اعلم
ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يرضيه وأن يهدينا وجميع المسلمين صراطه المستقيم إنه سميع قريب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .