لماذا هذا الجفاء يا فكتوريا؟
لماذا هذا الجفاء يا فكتوريا؟
في 20/8/1899 كتب الميرزا:
إلى الملكة المعظمة قيصرة الهند، ملكة الهند وبريطانيا أدام الله مجدها
أولا وقبل كل شيء أدعو أن يبارك الله القادر في عمر ملكتنا المعظمة قيصرة الهند بركات كثيرة، ويزيدها مجدًا وشوكة وجلالا ويقرّ عينيها بعافية الأولاد والأقارب.
أما بعد، فإن كاتب الرسالة الذي اسمه الميرزا غلام أحمد القادياني، ويسكن في قرية صغيرة اسمها قاديان الواقعة في محافظة غورداسبوره شمال شرقي لاهور على بُعد سبعين ميلا تقريبا، يقول: مع أن جميع سكان هذا البلد يحبون الملكة قيصرة الهند دام مجدها بوجه عام ويطيعونها من الأعماق- سوى القلة القليلة الذين أظن أن منهم من يعيش خفية حياة البهائم والوحوش- على قدر فهمهم وعقلهم ومعرفتهم بمننها نتيجة أسباب الراحة التي يحظون بها بسبب عدل قيصرة الهند الشامل واهتمامها بالرعية، وإنفاقها عشرات الملايين من الروبيات وسخائها المفرط لتوفير أسباب الأمن والوئام والراحة لجميع فئات الرعية؛ غير أنني بسبب علمي ومعرفتي بحقوق الحكومة السَّنِية التي ذكرتها في كتابي "التحفة القيصرية" بالتفصيل، أكنُّ إخلاصا وحبا وحماسا من الدرجة العليا لطاعة الملكة المعظمة ومسئولي حكومتها الكرام، الأمر الذي لا أجد لبيانه كلمات لأعبّر بها عن مدى ذلك الإخلاص. (نجم القيصرة)
ثم يذكّرها بما كتبه قبل سنتين، فيقول: وبدافع هذا الحب والإخلاص الحقيقيين ألّفت بمناسبة احتفال اليوبيل على مرور ستين عاما على حُكمها، كتيبا باسم قيصرة الهند، دام مجدها، وسمَّيته: "التحفة القيصرية" وأرسلته لها هديةً متواضعة. وكنت موقنا يقينا قويا بأني سأُكرَم بالردّ عليه وسيكون مدعاة لتكريمي أكثر من المتوقع. كان السبب وراء هذا اليقين سموّ أخلاق قيصرة الهند التي ذاع صيتها على نطاق واسع في بلاد الشرق كافة، وهي منقطعة النظير، فسعة نطاقها كسعة بلاد الملكة المعظمة بحيث يستحيل العثور على نظيرها في مكان آخر. ولكنني أستغرب كثيرا على أنني لم أحظَ حتى بكلمة مَلكِية واحدة. لا يقبل ضميري أن تصل تلك الهدية المتواضعة، أي كتيب "التحفة القيصرية"، إلى الملكة المعظمة ولا أحظى بجوابها. لا شك أن هناك سببا آخر، لعله عدم علم الملكة المعظمة قيصرة الهند، دام مجدها، ومرضاتها. فإن حسن الظن الذي أكنّه للملكة المعظمة، دام مجدها، دفعني مرة أخرى أن أوجّه أنظارها إلى تلك الهدية، أي كتيب "التحفة القيصرية"، لأسعد ببضع كلمات الرضا الملكية. فأرسل هذه الرسالة للهدف نفسه، وأتشجع على بيان بضع كلمات في حضرة جلالة قيصرة الهند، دام مجدها؛ بأني أنحدر من عائلة مغولية محترمة من البنجاب". (نجم القيصرة)
الميرزا يتوسّل أن تردّ عليه الملكة ولو بكلمة، ولكن الملكة لا تأبه به ولا بكتابه ولا برسالته، ولا بالاجتماع الذي حضره معظم أفراد جماعته في 19/6/1897 والبالغ عددهم 225 من شتى مناطق الهند، فما سببُ موقف الملكة هذا؟
إنما السبب في رأيي أنّ الإنجليز لا يحترمون الكاذب.
#هاني_طاهر 1 إبريل 2017