كيف يُخَدَّر العقل الأحمدي ؟

كيف يُخَدَّر العقل الأحمدي ؟

كيف يُخَدَّر العقل الأحمدي ؟

نتابع ضمن سلسلة مالم تقرأه من قبل في كشف بطلان الأحمدية القاديانية لنتعرض في هذا المنشور لكشف قضية هامة جدا بل لعلها تكون أهم قضية كلها وهي تخدير العقل عند الأحمدي وكيف يتم ذلك ؟ لأنه إذا تم تخدير العقل فسوف يكون مبرمجا على الادمان ويصبح من السهل جدا التحكم والسيطرة عليه وهذا ما يصيب كل أحمدي فتراه كالمسحور او المدمن لا يستطيع التفكير خارج حدود فلك معين رسمه له من سيطر على تفكيره وأفق عقله تماما .

لذلك فمنشوري هذا توعوي بالدرجة الأولى الهدف منه توضيح الحيلة والطريقة التي تستعملها الاحمدية لتخدير عقول أتباعها .

بداية أنوه أن الاحمدية في أساسها مثل كل الطفيليات التي لا تعيش إلا على الآخر فهي مثل خلايا السرطان لا تظهر إلا على ضعف الآخر ومثل كل نبات طفيلي استغل نبات آخر ليعيش عليه ، لذلك منذ نشأت هذه الحركة نشأت مستغلة الاختلافات بين المسلمين ، فهي لا تقوم الا على اظهار ضعف الآخر لتعرض نفسها كبديل ولأجل ذلك فإن تركيزها الأول والأهم هو حرصها على اضعاف الآخر ما استطاعت وقد حشدت من أجل ذلك كل الوسائل الممكنة فالنبات الطفيلي او السرطان لا حياة له إلا اذا استغل ضعف الشيء الذي قام عليه .

لذلك فالاحمدية بهذه الطريقة الماكرة تسيطر على عقول اتباعها وسنبين كيف يتم ذلك .

لو سألنا اي شخص مهتم بدراسة الفكر الأحمدي ما الامر الذي شد عقلك كثيرا سيقول لك بداهة أن الاحمدية تحاول طرح نفسها كبديل عن الاختلافات بين جموع المسلمين وأنه لا توجد فرقة اسلامية تركز على انتقاد الفرق الاخرى مثل الفرقة الاحمدية .

ولأجل ضمان نجاح الحيلة يظهرون انفسهم على انهم يدافعون عن الاسلام وثوابته ضد النصرانية ويركزون على مواجهة بعض شبهات النصارى لايهام العقل المنخدع المتأثر بهم أن هدفهم نصرة الاسلام وهم اصلا لا تقوم لهم قائمة الا في ظل وحماية النصارى دولة وقوانين بل اصل الدين عندهم نصفه طاعة الانجليز على اساس انهم ولي الامر ، وطبعا كان ولا يزال النصارى اولياء لأمر هذه الطائفة .

فالاحمدية تركز كثيرا على الاختلافات الطبيعية بين المدارس والمناهج الاسلامية وتعرضها وتصورها بطريقة تهويلية كارثية وما تفعل ذلك إلا لحمل عقل القاريء أو الدارس على السخط على تلك الاختلافات ومع الوقت يصبح يكرهها ولا يرى فيها خيرا مطلقا ويحمل الفكرة الاحمدية بدلا عنها ويتبناها ، ولا مشكلة في هذا لو كانت فعلا الفكرة الاحمدية افضل من غيرها لكن المشكلة أن التهويل في عرض الافكار الاخرى بطريقة ماكرة لدرجة القول ان لاخير فيها مطلقا لهو من التزييف والكذب وذلك أن كل الافكار البشرية متفاوتة في حد ذاتها فقد تكون هذه الفكرة افضل لكن يستحيل ان تكون تلك الفكرة سيئة تماما ." اتحدث عن الافكار الناشئة عن الاختلافات الفكرية عند الفرق الاسلامية "

فالاحمدية مثلا قالت ان الاسلام الحالي كله قتل ودماء وارهاب وتناحر وتباغض ووالخ !!! لكن الحق أن عموم المسلمين في الحقيقة مسالمين جدا وطيبين جدا وفيهم من الخير مالا يحصى لكن المكر الاحمدي كما وضحنا يقوم على ترسيخ السوء الكلي في عقول اتباعه اتجاه احوال المسلمين مستغلين بعض النزاعات السياسية والاحداث التاريخية لحمل العقل الاحمدي على كره كل ما هو اسلامي .

كذلك ترسخ في اذهان أتباعها أن الاسلام او ما تسميه " الاسلام التقليدي يسيء للانبياء ويسيء للقرآن وللملائكة ولله تعالى وللبشرية ، اذ تصور لهم ما تسميه الاسلام التقليدي في أبشع صورة ممكنة وبالتالي تحدث شرخ كبير بين اتباعها وبين المسلمين الآخرين مستغلة بعض المواضيع الخلافية فيقولون مثلا ان كل المسلمين يؤمنون بسحر الرسول وشرب بول البعير وغيرها من الامور الكثيرة التي هي اصلا خلافية وفي اصلها تدخل ضمن التنوع والخلاف الفكري في الامة لكنها تعرضها بصورة كارثية وكأن عموم المسلمين لا خلاف لهم على تلك الامور وانهم كلهم تبنوا الفكرة السيئة منها ، والهدف من كل هذا كما وضحنا هو تخدير العقل الاحمدي حتى يدمن ذلك فيصبح مبرمجا على عدم تقبل كل ما هو اسلامي وينظر اليه بريبة .

هذه الطريقة الماكرة استعملوها على نطاق واسع فلم يتركوا بابا الا وشوهوه في نظر اتباعهم وذلك لكسر الثقة في كل ما هو اسلامي .

ساعتها يقدمون بدائل لحمل العقل المشوش على قبولها اضطرارا بعدما شوهوا له كل شيء وجعلوه يعتقد أن الاسلام ضاع تماما وانه لا نجاة الا فيما جائت به الاحمدية .

فإذا انجذب العقل المشوش اليهم بدأوا يدسون له السم في العسل فتجدهم بداية لا يتحدثون عن نبوة المؤسس الحقيقية بل لا يستطيع الاحمدي الخوض في نبوته اصلا لكنهم يأتونه بتفسير من هنا عن الجن وانه اسم وصفي وان المهدي ملهم من الله وهو المخلص من " كوارث " الفكر التقليدي وان الامة الاسلامية افضل من بنوا اسرائيل ولذلك فلا ضير لو كان رجلا من الامة مثل المسيح وووالخ

فهم بداية يحاولون اصطياد الاشخاص بأمور بسيطة يتقبلها العقل بجرعات مقبولة وفي تلك المرحلة تجدهم يصورون له وكأنهم أولئك الودعاء المحبين المشفقين على المسلمين وما هي الا حيلة لعدم تنفيره وحتى لا يكتشف حقيقة كرههم الاعمى لكل ما هو اسلامي ومع الوقت يحاولون ادخاله في نظامهم الكهنوتي وفي هذه المرحلة يتم غسل دماغه تماما والوسيلة هي ضرورة الطاعة !

فبعد قبول الشخص لفكرهم يبدأون في مرحلة حمله على ضرورة طاعة الخليفة وان طاعته هي طاعة لله ورسوله وان الخليفة معصوم عصمة صغرى وحتى لو اختلفت معه لا يحوز لك الا طاعته لأنه حتى وان أخطأ فإن الله سيصححه ولا يتركه على الخطأ ويقدمون النصوص التي كتبها خلفائهم في ذلك حتى اذا ركن ذلك الشخص وقبل كلامهم زادوا الجرعة أكثر وقالوا له يجب ان نكون امام الخليفة كما يكون الميت في يد غساله !

بهذه الحيلة الماكرة تتم غسل الادمغة تماما فيصبح هذا الشخص بوق حقيقي ينفخون فيه النغمة التي يشاؤون ولذلك تجد الاحمدي اكثر الناس تعصبا وتشددا لفرقته وكبرائه فهم قد زرعوا في عقله أن أولئك الكبراء يمثلون صوت الله وقراره .

عندما يتحول الشخص إلى مجرد بوق ساعتها سترى منه العجب العجاب فهو من اجل نصرة نافخي البوق ممن خدروا عقله يصبح ذلك الشخص يعرّض بالاسلام وثوابته ورموزه فكل ما يهمه ساعتها هو نصرة ذلك النهج الذي سيطر على عقله وكيانه اما الاسلام فينظر اليه نظرة استحقار واستعلاء واستخفاف بل لا يتوانى عن مهاجمة كل ما هو اسلامي فالآية لا يقبلها الا كما شرحها كبرائه والحديث مردود الا الذي يستشهد به كبرائه وهكذا يتحول هذا الشخص بعد ان أضاع عقله وقراره وحريته وفكره الى آلة مبرمجة تماما كالذي ادمن الخمر فأصبح عبدا مطيعا لها .

ولعل من تتبع مسار الاحمدية فسيجدها لا تقوم الا على ما تروج لها من مساويء غيرها ولا يهم اذا كان ذلك الترويج حق أو باطل ، فالهدف هو الاستدراج وغسيل المخ ثم اعدة برمجته في عبودية جديدة لكهنوت جديد ازل ما يقوم عليه هو تعطيل العقل ، وهذا هو السبب في حرص الاحمدية على أن تجعل من متبعيها دراويش متبعين بلا اعتراض فمن قبل كهنوتهم لا يجوز له التفكير خارج حيز ذلك الكهنوت .

أما المفكر الذي يقدس الحرية الفكرية فسوف يدخل في دوامة من التناقض الداخلي تجعله في آخر المطاف ينتفض على الكهنوت ويعلن تركه وخروجه من تلك العاهة الكهنوتية التي تريد منه أن يبقى خادما لكهنوتها وجبروتها الاستعبادي ففي الاحمدية فكر فقط فيما يخدم جوهرهم الكهنوتي ولا يجوز لك استعمال عقلك في التفكير في شرعية ذلك الكهنوت أو التجرأ على مخالفته وهل يجرأ الميت على مخالفة الغسال !!!!

هذه حوصلة سريعة كيف يتم تخدير العقل الاحمدي واسره واستخدامه في خدمة الفكر الكهنوتي الاحمدي ، هذا هو الدين الجديد الذي يعيش فيه الاحمدي مخدرا مسلوب الارادة ومالم يعيد لعقله حق التدبر والتفكير فيما برمجوه على تقديسه فهو لن يتحرر من الكهنوت وسيموت وهو أسير لذلك الكهنوت .

فالفكرة كلها تقوم على مراحل مدروسة ومتسلسلة في تخدير العقل والسيطرة عليه لضمان نتيجة واحدة وهي تحويل التابع إلى بوق ينفخ وما أكثر الأبواق التي نراها تعزف لحن العبودية بطرب .

بقلم/ أبو عماد الجزائري

بتاريخ : 24 سبتمبر، 2016 ·