"كلب يموت على كلب"

"كلب يموت على كلب"

فارس حمودي

انظر كيف انزلو "كلب يموت على كلب" على من يريدون و لم ينزلوها على ميرزا. (مقال هاني طاهر). و هذا دأب الباطنية.

قال الامام الغزالي رحمة الله عليه في رد شبهة الباطنية, في كتابه فضائح الباطنية, باب: في إفساد تأويلاتهم للظواهر الجلية واستدلالاتهم بالأمور العددية.

...الرَّد عَلَيْهِم بمسالك ثَلَاثَة إبِْطَال ومعارضة وَتَحْقِيق....

المسلك الثَّانِي: مُعَارضَة الْفَاسِد بالفاسد وَهُوَ أَن يتَنَاوَل جَمِيع الْأَخْبَار على نقيض مَذْهَبهم مثلا يُقَال قَوْله "لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ صُورَة" اي "لَا يدْخل الْعقل دماغا فِيهِ التَّصْدِيق بالمعصوم" (فارس: اي تعاكس تفسيرهم الباطني, بتفسير باطني آخر يهدم دينهم, و ليس شرطا ان تعتقده) ... فَإِن زَعَمُوا أَنكُمْ أنزلتم الصُّورَة على الْمَعْصُوم فِي قَوْله لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ صُورَة فَأَي مُنَاسبَة بَينهمَا؟ قلت وَأَنْتُم نزلتم الثعبان على الْبُرْهَان وَالْأَب فِي حق عِيسَى على الإِمَام وَاللَّبن على الْعلم فِي أَنهَار اللَّبن فِي الْجنَّة وَالْجِنّ على الباطنية وَالشَّيَاطِين على الظَّاهِرِيَّة وَالْجِبَال على الرِّجَال فَمَا الْمُنَاسبَة؟ فَإِن قلت الْبُرْهَان يقضم الشّبَه كَمَا يقضم الثعبان غَيره وَالْإِمَام يُفِيد الْوُجُود العلمي كَمَا يُفِيد الْأَب الْوُجُود الشخصي وَاللَّبن يغذي الشَّخْص كَمَا يغذي الْعلم الرّوح وَالْجِنّ بَاطِن كالباطنيه فَيُقَال لَهُم فاذا اكتفيتم بِهَذَا الْقدر من الْمُشَاركَة, فَلم يخلق الله شَيْئَيْنِ إِلَّا وَبَينهمَا مُشَاركَة فِي وصف مَا؟ فَإنَّا نزلنَا الصُّورَة على الإِمَام لَان الصُّورَة مِثَال لَا روح فِيهَا كَمَا أَن الامام عنْدكُمْ مَعْصُوم وَلَا معْجزَة لَهُ والدماغ مسكن الْعقل كَمَا ان الْبَيْت مسكن الْعَاقِل وَالْملك شئ روحاني كَمَا أَن الْعقل كَذَلِك فَثَبت أَن المُرَاد بقوله "لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ صُورَة" مَعْنَاهُ "لَا يدْخل الْعقل دماغا فِيهِ اعتقادا عصمَة الإِمَام."

فَإِذا عرفت هَذَا فَخذ كل لفظ ذَكرُوهُ وَخذ مَا تريده واطلب مِنْهُمَا الْمُشَاركَة بِوَجْه مَا وتأوله عَلَيْهِ فَيكون دَلِيلا بِمُوجب قَوْلهم كَمَا عرفتك فِي الْمُنَاسبَة بَين الْملك وَالْعقل والدماغ وَالْبَيْت وَالصُّورَة وَالْإِمَام وَإِذا انْفَتح لَك الْبَاب اطَّلَعت على وَجه حيلهم فِي التلبيس بِنَزْع مُوجبَات الْأَلْفَاظ وَتَقْدِير الهوسات بَدَلا عَنْهَا للتوصل إِلَى إبِْطَال الشَّرْع وَهَذَا الْقدر كَاف فِي إبِْطَال تأويلهم.