كشف كذب القاديانية في استدلالها بأقوال العلماء على موت المسيح

كشف كذب القاديانية في استدلالها بأقوال العلماء على موت المسيح

كشف كذب القاديانية في استدلالها بأقوال العلماء على موت المسيح

الكاتب: أبوعبيدة العجاوي

لم تكتف القاديانيّة بالاستدلال على عقائدها الباطلة بالقرآن والسنّة، بل راحت تستدل بأقوال العلماء وتقتطع نصوصهم موهمة أنّهم يقولون بقولها لخداع السذّج من المسلمين، فاستدلت على موت المسيح- عليه السلام- بعدد من العلماء، وقالت إنّ هؤلاء العلماء يقولون بموت المسيح- عليه السلام-،وفي الحقيقة هي تفتري وتكذب عليهم، فسوف نذكر هذه الآقوال ونبيّن كذب القاديانيّة:

أوّلا: قال الإمام الرازيّ في تفسير الآية.. يا عيسى إنّي مُتَوفِّيك ورافِعُكَ إلَيَّ..

(آل عمران:56) 

"واْعلَمْ أن هذه الآية تدل على أن (رفعه) في قوله تعالى: (ورافِعُكَ إلَيَّ) هو الرفعة بالدرجة والمنقبة لا بالمكان والجِهة، كما أن الفوقية في هذه الآية ليست بالمكان بل بالدرجة والرفعة."

(التفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي)

بيان كذب القاديانيّة:

  لمّا عدت إلى التفسير الكبير وجدت الرازيّ لا يقول بموت المسيح مطلقا، بل وجدته ينقل أقوال العلماء في رفع المسيح، بل أنّه قال: ثم قال تعالى: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم أي كنتأ شهد على ما يفعلون ما دمت مقيما فيهم.فلما توفيتني والمراد منه، وفاة الرفع إلى السماء، من قوله إني متوفيك ورافعك إلي".

ثانيا: ويرى ابن حزم.. وهو من فقهاء الظاهريّة.. أنّ الوفاة في الآيات تعني الموت الحقيقي، وأنّ صرف الظاهر عن حقيقته لا معنى لـه، وإنّ عيسى بناء على هذا قد مات. فيقول:

"فالوفاة قسمان، نوم وموت فقط، ولم يرد عيسى عليه السلام بقوله(فلما توفيتني) وفاة النوم؛ فصحَّ أنّه إنّما عنى وفاة الموت"

( ابن حزم، أبو محمّد علي، المحلى، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي، دار الجيل، د.ط، د.ت، ج1ص23، رقم المسألة 41)

بيان كذب القاديانيّة:

فلمّا عدت إلى المحلّى لابن حزم وجدته يقول:

  مسألة: وأنّ عيسى - عليه السلام - لم يقتل ولم يصلب ولكن توفّاه الله عزّ وجلّ، ثمّ رفعه إليه.

  فوجدت ابن حزم يقول بوفاة عيسى ورفعه إلى السماء ونزوله آخر الزمان، يقول: "مسألة: إلا أن عيسى ابن مريم - عليه السلام - سينزل وقد كان قبله - عليه السلام – أنبياء كثيرة ممن سمى الله تعالى ومنهم لم يسم؛والإيمان بجميعهم فرض. برهان ذلك ما حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمّد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا الوليد بن شجاعوهارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر؛ قالوا: حدثنا حجاج وهو ابن محمّد - عن ابن جريج قال أخبرنا أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم – فيقول أميرهم: تعال صل لنا. فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة" .

  فإن كانت القاديانيّة تأخذ بقول ابن حزم أن عيسى - عليه السلام- قد مات، فيلزمها الأخذ بقوله أنّه سينزل آخر الزمان.

ثالثا: يقول الإمام الألوسي في تفسير آية "وما محمّد إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل":

"حكمُ النبيّ صلى الله عليه وسلم حكمُ من سبق من الأنبياء - صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين - في أنّهم ماتوا … كأنّه قيل قد خلت من قبلهأمثاله فسيخلو كما خلوا… وجملة (قد خلت) مستأنفة لبيان أنّه صلى الله عليهوسلم ليس بعيداً عن عدم البقاء كسائر الرسل."

(روح المعاني، المجلد الثالث، الجزء الرابع ص 114- 115)

بيان كذب القاديانيّة:

  فلمّا عدت إلى كتابه نظرت في تفسيره آية ورافعك إليّ فوجدته يذكر الأقوال في رفع عيسى، وبعد أن انتهى من عرض الأقوال قال: "والصحيح كما قاله القرطبي أن الله تعالى رفعه من غير وفاة ولا نوم وهو اختيار الطبري"

رابعا: ويقول صاحب فتح البيان في تفسير الآية المذكورة آنفاً:

"والحاصل أن موته صلى الله عليه وسلم أو قتله لا يوجب ضعفاً في دينه ولا الرجوع عنه بدليل موت سائر الأنبياء قبله."

ثمّ يضيف:

"ففي زاد المعاد للحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى: ما يُذكر أنّ عيسى رُفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة لا يُعرف به أثر متصل يجب المصير إليه. قالالشامي: وهو كما قال، فإنّ ذلك إنما يروى عن النصارى."

(فتح البيان في مقاصد القرآن لأبي الطيب البخاري، الجزء الثاني ص 346 - 347 المكتبة العصرية بيروت 1992م)

بيان كذب القاديانيّة:

فلمّا عدت الى تفسير أبي الطيّب البخاري وجدته عند آية:(ورافعك إليّ) يقول برفع عيسى إلى السماء:"قال الفراء إن في الكلام تقديماً وتأخيراً تقديره إني رافعك ومطهرك بعد إنزالك من السماء، قال أبو زيد: متوفيك قابضك،وقيل الكلام على حاله من غير ادعاء تقديم وتأخير فيه، والمعنى كما قال فيالكشاف: مستوفى أجلك، ومعناه أني عاصمك من أن يقتلك الكفار ومؤخر أجلك إلى أجل كتبته لك ومميتك حتف أنفك لا قتلا بأيديهم، عن مطر الوراق قال متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت.وإنما احتاج المفسرون إلى تأويل الوفاة بما ذكر لأن الصحيح أن الله تعالى رفعه إلى السماء من غير وفاة كما رجحه كثير من المفسرين، واختاره ابن جريرالطبرى".

خامسا: كتب الإمام الشيخ "إسماعيل حقّي البروسوي" في تفسير روح البيان كما يلي:

"(ورافعك إليّ): وجعل ذلك رفعاً إليه للتعظيم ومثله قوله (إني ذاهب إلىربي) وإنما ذهب إبراهيم عليه السلام من العراق إلى الشام. وقد يُسمّى الحجاج زوّار الله، والمجاورون جيران الله، وكل ذلك للتعظيم فإنه يمتنع كونه في مكان."

(تفسير روح البيان الجزء الثالث ص41 دار الفكر بيروت 1980م)

بيان كذب القاديانيّة:

فلمّا عدت إلى النصّ وجدته لا يقول بموت المسيح، ووجدت أنّهم اقتطعوا النصّ اقتطاعا بشعا،وإليكم النصّ بالكامل للشيخ اسماعيل حقّي:"إِذْ قالَ اللَّهُ:أي اذكر وقت قول الله يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ:أي مستوفى أجلك ومعناه انى عاصمك من ان يقتلك الكفار ومؤخرك الى أجل كتبته لك ومميتك ختف انفك لا قتلا بايديهم وَرافِعُكَ الآن إِلَيَّ اى الى محل كرامتى ومقر ملائكتى وجعل ذلك رفعا اليه للتعظيم ومثله قوله إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي وانما ذهب ابراهيم عليه السلام من العراق الى الشام وقد يسمى الحاج زوار الله والمجاورون جيرانالله وكل ذلك للتفخيم فانه تعالى يمتنع كونه فى المكان وَمُطَهِّرُكَ اي مبعدك ومنجيك مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا اى من سوء جوارهم وخبث صحبتهم ودنس معاشرتهم. قيل سينزل عيسى عليه السلام من السماء على عهد الدجال حكما عدلا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية فيفيض المال حتى لا يقبله أحد ويهلك فى زمانه الملل كلها الا الإسلام ويقتل الدجال ويتزوج بعد قتله امرأة من العرب وتلد منه ثم يموت هو بعد ما يعيش أربعين سنة من نزوله فيصلى عليه المسلمون لانه سأل ربه ان يجعله من هذه الامة فاستجاب الله دعاءه".

والخلاصة: إنّني لم أجد أحدا منهم قال بموت عيسى عليه السلام سوى ابن حزم الظاهريّ، مع أنّه يقول برفعه إلى السماء بعد موته، ويقول بنزوله آخر الزمان،أسأل الله أن يجازي القاديانيّة على كذبها وتدليسها وخداعها للناس بما تستحق.