كسر الصليب وقتل الخنزير

كسر الصليب وقتل الخنزير

كسر الصليب وقتل الخنزير

بسم الله أستعيذ بالله والشكر لله ىب العالمين، أشهد أن لا إله إلا الله واحد أحد وتر صمد أمر بتوحيده له أسماء وصفات عظيمة، ليس ثلاثة أو ثالوث كما يقول النصارى سبحانه أبرئ إليه من قول اليهود والنصارى والقادياني والقاديانية، لا يشبه شيئا من خلقه، أؤمن به بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف له وجه نور جميل، وله عين يرى كل شيء، ووسع سمعه الأصوات، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء كريم جواد، مستو على عرش العظمة بلا كيف، له ذات ونفس كما قال عبده ورسوله عيسى عليه السلام: ﴿تَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِی وَلَاۤ أَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُیُوبِ﴾ [المائدة ١١٦] وأشهد أن عيسى آخر أنبياء بني إسرائيل عبد الله ورسوله كمحمد وإبراهيم وموسى وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لم يصلب بل رفعه إلى احد سمازاته السبع، وهو نازل في آخر الزمان ويؤمن به من شاء الله من مسلمين ويهود ونصارى، اللهم إن كان هذا زمانه، فإني أسألك أن أكون من صحابته والعافية، أحمد الله كثيرا الذي ساقني للرد على القاديانية فعرفني به عليه السلام:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ، وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ ، فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا ، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ ". [صحيح مسلم]

يقول الغلام القادياني: «والقسم يدل على أن الخبر محمول على الظاهر لا تأويل فيه ولا استثناء، وإلا فأي فائدة كانت في ذكر القسم؟ فتدبر كالمفتشين المحققين». [حمامة البشرى ٢٨]

والمفروض حسب كلام القادياني أن يكون الحديث السابق على ظاهره من نزول ابن مريم عيسى عليه السلام إلى العلامات المذكورة في الحديث، بسبب القسم حسب قاعدة القادياني السابقة، إلا أن القادياني والقاديانيين يؤولون ويحرفون معاني الحديث السابق، باستثناء ترك القلاص فيأخذون بها على ظاهرها. والمعنى عندهم مثيل المسيح أي القادياني، الذي ليس له أي إنجاز.

ولقد تكلمت كثيرا في مواضيع عيسى عليه السلام فارجع إليها، وهنا ارد بإختصار ونقاط.

المحور الأول: حكما عدلا.

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: «وقوله صلى الله عليه وسلم : ( حكما ) أي ينزل حاكما بهذه الشريعة لا ينزل برسالة مستقلة ، وشريعة ناسخة ، بل هو حاكم من حكام هذه الأمة . والمقسط العادل ، يقال : أقسط يقسط إقساطا فهو مقسط إذا عدل».

وقال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: «قوله: ( حكما ) أي: حاكما، والمعنى: أنه ينزل حاكما بهذه الشريعة؛ فإن هذه الشريعة باقية لا تنسخ، بل يكون عيسى حاكما من حكام هذه الأمة. وفي رواية الليث عن ابن شهاب عند مسلم: " حكما مقسطا " وله من طريق ابن عيينة عن ابن شهاب: " إماما مقسطا " والمقسط: العادل، بخلاف القاسط فهو الجائر».

فعيسى عليه السلام يكون حاكما من حكام هذه الأمة يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

أما معنى حكما عدلا عند القادياني والقاديانية، أي أن القادياني يفصل برأيه في المسائل والقصايا، حيث يقول القادياني: «والله أرسل عبدا ليحكموه فيما شجر بينهم وليجعلوه من الفاتحين، وليسلموا تسليما ولا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضى، وذلك هو الحكم الذي أتى، فالذين اتبعوه في ساعة الأذى، وجاءوه بقلب أتقى، وسمعوا لعنة الخلق وخافوا لعنة تنزل من السماوات العلى، أولئك هم الصالحون حقا وأولئك من المغفورين. أيها الناس، كنتم تنتظرون المسيح فأظهره الله كيف شاء، فأسلموا الوجوه لربكم ولا تتبعوا الأهواء. إنكم لا تحلون الصيد وأنتم حرم، فكيف تُحِلّون آراءكم وعندكم حكم ؟ وإن الحكم لرحمة نزلت للمؤمنين، ولولا الحكم لما زالوا مختلفين. ظهر المهدي عند غلبة الضالين». [الهدى والتبصرة لمن يرى ٧٣]

وقال في الحاشية: «إن الآراء المتفرقة تشابه الطير الطائرة في الهواء، والحكم يشابه الحرم الأمن الذي يُؤْمِنُ من الخطاء، فكما أن الصيد حرام في الحرم إكراما لأرض الله المقدسة، فكذلك اتباع الآراء المتفرقة وأخذها من أوكار القوى الدماغية حرام مع وجود الحكم الذي هو معصوم وبمنزلة الحرم من حضرة العزة، بل يقتضي مقام الأدب أن تعرض كل أمر عليه، ولا يؤخذ شيء إلا من يديه».

وقال أيضا: «حكما عدلا: أي سيحكم بالعدل في كل أمر مختلف فيه بينكم، وسيميز بين أهل الحق والباطل. ولكونه حكما، سيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويحكم في القضايا الجدلية». [إزالة الأوهام ٢١٣]

ويستنكر القادياني أن ينزل عيسى عليه السلام حكما عدلا بحجة أن الأئمة من قريش: «ومن الاختلافات العظيمة في أحاديث هذا الباب أن بعض الأحاديث يدل على أن المسيح لا يأتي إلا تابعا ومطيعا للمهدي، فإن الأئمة من قريش والمسيح ليس من قريش، فلا يجوز أن يستخلفه الله لهذه الأمة». [حمامة البشرى ٣٣]

«إني لأستغرب لماذا لا يفكر المشايخ في عبارة يضع الحرب ولماذا لا يقرأون الحديث القائل: "الأئمة من قريش"؟ فما دامت السلطنة المادية والخلافة والإمامة لا تجوز لأحد غير قرشي، فكيف يمكن أن يكون المسيح الموعود وهو ليس من قريش خليفة ماديا؟». [مرآة كمالات الإسلام ١٤٩]

الردود:

أولا: إن ما ورد من أعمال للمسيح عليه السلام كوضع الجزية، والقتال على الإسلام… هي من أعمال الحكام والخلفاء، أما القادياني فحاله يشبه حال شيخ له مريدين وأتباع.

ثانيا: والعلم عند الله فما دام المسيح عليه السلام ينزل بأمر الله ويكون حاكما وهو نبي، ربما يحكم في المسائل التي يختلف فيها المسلمون، لكن كيف يكون المتنبئ القادياني حكما عدلا هو غير ملتزم بأقواله ويبدل ويغيير فيها، بل يتناقض تناقض المجانين والكذابين؟! وكيف يكون حكما عدلا وجماعته القاديانية تخالفه في كثير من العقائد والأقوال والمسائل والتفسيرات؟!

ثالثا: إن من يدعو لطاعة الإنجليز بإعتبارهم أولي الأمر، لا يحق له إنكار أن يكون عيسى عليه السلام خليفة بحجة "القرشية"! فهل كان الإنجليز مسلمين قرشيين؟!

رابعا: القادياني والقاديانيون -وهم من يتناقضون وفي كلامهم إشكالات كثيرة- يحاولون معارضة أدلة إسلامية بأدلة إسلامية كي ينصروا باطلهم. بينما المسلمون ينظرون في النصوص المختلفة ويقولون: سمعنا وأطعنا ولله الحمد. والمعنى بسيط: الأئمة في قريش إلى أن ينزل عيسى عليه السلام فيكون الأمر له.

خامسا: عبر تاريخ المسلمين تولى غير القرشين فكان المسلمين يخضعون لهم كمتغلبين أو أخذا بقوله صلى الله عليه وسلم: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ». [صحيح البخاري]

سادسا: كان القادياني معروفا أنه من أسرة مغولية، ثم لما أدعى المسيحية والمهدوية والوحي، ومع نفيه في البداية أن يكون قرشيا فاطميا، صار يدعي أنه فاطمي وإسرائيلي وفارسي كي ينزل بعض النصوص على نفسه، وما تقدم من أدلة كذبه ودجله، ثم إن الذي نعرفه من حال القاديانية أنها لا تشترط قرشية الخلفاء، وحتى لو كان خلفاء القاديانيين يزعمون القرشية فهذا لا يفيد، لأنهم ليسوا خلفاء بمعنى الإمامة الدنيوية والسلطان الدنيوي، فهم خلفاء كهنوت كبابا الفاتيكان يأمرون بأمر الله [وحبذا لو أتحفنا القاديانيون بالوحي النازل على الخلفاء الخمسة وماذا يقول الرب لهم؟؟؟!!! فلا بد من إطلاع البشرية على هذا الكلام الكثير وهو تراث] وهم يشبهون التنظيم، وزعماء فرقة او حالهم كشيخ له مريدين وأتباع.

 سابعا: هناك الكثير من المسائل والقضايا لم يفصل القادياني"الحكم العدل" فيها ولم يوضحها ولم يبينها، ولم يختر لنا القول الصائب فيما اختلف من أقوال! في العقيدة والفقه والتفسير والأحاديث… فمثلا: هاتوا لنا بيانه لموضوع حد الردة وحكمه فيه؟! هاتوا لنا تفسيره الشامل للقرآن؟! هاتوا لنا تصحيحه للأحاديث النبوية؟! هاتوا لنا كل مسألة فقهية اختلف فيها العلماء وحسم القادياني القول بشأنها؟! هو مجرد شخص يثرثر لا غير!!!

المحور الثاني: كسر الصليب.

قال ابن حجر رحمه الله: «قوله: ( فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ) أي: يبطل دين النصرانية بأن يكسر الصليب حقيقة ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه». [فتح الباري]

وقال النووي رحمه الله: «فقوله صلى الله عليه وسلم : «وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فيكسر الصليب ) معناه : يكسره حقيقة ويبطل ما يزعمه النصارى من تعظيمه . وفيه دليل على تغيير المنكرات وآلات الباطل». [شرح مسلم]

يقول القاديانيون: «إن المراد من كسر الصليب كسر العقيدة الصليبية حق الكسر وإبطالها، بقوة البراهين الصادقة، والحجج القطعية، لا كسر الصلبان المصنوعة من الفضة والذهب والنحاس والحديد والخشب». [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٥٨]

أما كيف كسر القادياني الصليب؟! فيقول القاديانيون: «فلما أثبت -القادياني- أن المسيح الناصري لم يمت على الصليب بل هاجر إلى أرض أخرى وعاش بعد ذلك عمرا طويلا ومات حتف أنفه ولم يرفع إلى السماء حيا، بطلت الكفارة وانكسر الصليب». [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٥٩]

الردود:

أولا: زعم القاديانية أن معنى كسر الصليب كسره بالبراهين والحجج، فهذا متحقق في كتاب الله جل في علاه وفي حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفي مؤلفات علماء وشيوخ المسلمين منذ مئات السنين إلى يومنا هذا، فإذا كان كسر الصليب بهذا المعنى -أي بالحجج والبراهين- فهذا متحقق ولم يأت القادياني بشيء لم يكن موجدا!

ثانيا: ذكر القادياني معنا آخر لكسر الصليب فقال: «ومن الخطأ الفادح القول إن المراد من كسر الصليب هو كسر صلبان من الذهب أو الفضة أو الخشب، فقد كسر هذا النوع من الصلبان في الحروب الإسلامية دائما. بل المراد من ذلك أن المسيح الموعود سيهدم عقيدة الصليب، فلن تنمو بعدها في الدنيا ولسوف تكسر هذه العقيدة ولا تجبر إلى يوم القيامة. ولكن لن تكسرها أيدي البشر بل الله الذي له القدرة كلها سوف يستأصل تلك الفتنة كما خلقها. إن عينه تراقب كل شخص، فكل صادق وكاذب أمام عينيه فلن يرزق الآخرين ذلك الإكرام إلا أن المسيح الذي خلقه عز وجل بيده سينال هذا الشرف، ومن أكرمه الله فما له من مهين. لقد خلق المسيح لإنجاز مهمة عظيمة، فتلك المهمة سوف تنجز على يده لا محالة، إن تقدمه سيكون مدعاة لزوال الصليب، وبظهوره سوف تبلغ عقيدة الصلب أجلها وسيتبرأ الناس منها كما يحدث في أوروبا في الأيام الراهنة. والمعلوم أن أمور المسيحية يديرها القساوسة المرتزقون، أما المثقفون فيهجرون هذه العقيدة. فهناك رياح عاتية تهب ضد عقيدة الصليب في أوروبا ولا تزال تشتد وتتقوى يوما إثر يوم. فهذه هي علامات ظهور المسيح الموعود، لأن الملكين النازلين مع المسيح الموعود يعملان ضد عقيدة الصليب، فلا تزال الدنيا تخرج من الظلمات إلى النور، والوقت قريب حين يبطل السحر الدجالي كليا لأن أجله قد بلغ نهايته». [حقيقة الوحي ٢٩٤]

إن سبب تراجع النصرانية ليس بسبب ظهور القادياني، ولا كما تقول القاديانية: «فلما أثبت -القادياني- أن المسيح الناصري لم يمت على الصليب بل هاجر إلى أرض أخرى وعاش بعد ذلك عمرا طويلا ومات حتف أنفه ولم يرفع إلى السماء حيا، بطلت الكفارة وانكسر الصليب». [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٥٩]

بل بدأ التراجع الملاحظ على النصرانية قبل القادياني وفي زمانه وبعده بسبب اللادينية والإلحاد والأفكار البشرية البعيدة عن الدين… ومع ذلك لازال ملايين النصارى يؤمنون بدينهم وعقيدتهم.

ومشكلة القادياني أنه لا يأتي بآيات أو علامات تدل عليه: فمثلا إن قيل له نريد معجزة وآية؟ أو نريد منك أن تشفي فلان وعلان؟ فيبدأ يتذرع ويفر ويهرب قائلا أن ذلك لا يكون إلا بمشيئة الله! وأن تخصصه الشفاء الروحاني! ثم فيما بعد يزعم آيات ومعجزات والشفاء المادي لفلان وعلان بدعائه! وهذا هو الدجل! وينظر في أشياء تتحقق كأقدار.

فهو لأنه ليس بنبي ومهدي ومسيح حقا وصدقا يبدأ ينظر في الظواهر التي تحصل فيزعم أنها تدل عليه بالباطل أو تأويلا وتحريفا مثل: الخسوف والكسوف، ترك القلاص، وتفسي مرض، وموت فلان وعلان..

ثم هل مثقفوا النصارى ومن يخرجون من النصرانية آمنوا بالقادياني، أم يرحل هذا للمستقبل الذي لا يأتي، القادياني لا يقول شيء مستقبلي أو تنبؤ يتحقق! صعب صعب صعب أن تجد له ذلك، الله يقدر لنا أنه كذاب دجال!!! ثم هل وظيفة مسيح القاديانية أن كثرة التنبؤات؟؟؟!!!  وقد فشل فيها فشلا ذريعا مريعا فضيعا [من يحب الطرائف فلينظر لمن كتب عن تنبؤاته، ولاحقه فيها فهي طريقة، نعوذ بالله من الأمن من مكر الله وتدبيره] وأرى أنها دليل دينيوي قدري إن الله إذا أراد تكذيب دجال فعل به ما حدث للقادياني، تدل أن الله ملك خالق إله يدبر في ملكه وسلطانه!!! وأتسأل هل سيحدث ذلك مع المسيح الدجال أيضا! وهو أعور تخيل أنه سيدعي الألوهية وأعور، ثم هل سيستغل نصوص الكتاب المقدس! نعوذ بالله رب العالمين. ثم يعترض من يعترض الدنيا فتنه وفتن؟! الحياة في الدنيا جميلة أوي!!!

وذكر القادياني معنا آخر لكسر الصليب وهو موت النصراني دوئي فقال: «فأي معجزة يمكن أن تكون أكبر من ذلك. لما كانت مهمتي الحقيقية هي كسر الصليب فبموته تحطم الجزء الأعظم من الصليب لأنه كان مؤيدا لعقيدة الصلب أشد التأييد في العالم كله؛ إذ كان يدعي النبوة ويقول بأن المسلمين كلهم سيهلكون بدعائه وسيدمر الإسلام وتخرب الكعبة، فأهلكه الله تعالى على يدي. إنني متأكد أن النبوءة عن قتل الخنزير قد تحققت بموته بكل جلاء وذلك لأنه ليس هناك أخطر ممن ادعى النبوة كذبا وزورا وأكل نجاسة الكذب كالخنزير. وقد صار معه بحسب قوله هو نحو مائة ألف شخص من كبار الأثرياء، والحق أن مسيلمة الكذاب والأسود العنسي أيضا ما كانا شيئا مذكورا أمامه؛ إذ ما كانا معروفين مثله ولم يملكا ملايين الملايين من الأموال. فيمكنني أن أقول حلفا بالله إنه كان الخنزير نفسه الذي أنبأ النبي صلى الله عليه وسلم عنه بأنه سيقتل على يد المسيح الموعود. لو لم أدعه للمباهلة ولم أدعُ عليه ولم أنشر النبوءة بهلاكه لما كان موته دليلا على صدق الإسلام». [حقيقة الوحي ٤٧١]

الرد: قول القادياني هذا حمق كبير فمن هو دوئي هذا الذي لا يعرفه لا المسلمون ولا النصارى حتى يكون موته كسرا للصليب، هناك كثير من علماء المسلمين ماتوا وبقي الإسلام، وكثير من أحبار اليهود والنصارى ماتوا وبقي الدين اليهودي والنصراني! فتدبر يا رعاك الله!

وقال القادياني أيضا: «ليس المراد من كسر الصليب القتال المادي، بل المراد كسر الديانة الصليبية روحانيا وإثبات بطلانها». [توضيح المرام ٦٥]

وهذا كلام تافه فكل مسلم -والحمد لله- يعلم -والعياذ بالله سبحانه- أن المسيح عليه السلام ليس هو الرب ولا ابن الرب ولم يصلب وليس ثلاثة. فالمسلمون ليسوا بحاجة لمبعوث من الله يبين لهم أن العقيدة النصرانية باطلة! الأمر مفروغ منه!

ثالثا: أما قول القاديانيين: «فلما أثبت -القادياني- أن المسيح الناصري لم يمت على الصليب بل هاجر إلى أرض أخرى وعاش بعد ذلك عمرا طويلا ومات حتف أنفه ولم يرفع إلى السماء حيا، بطلت الكفارة وانكسر الصليب». [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٥٩]

والرد: المسلمون يؤمنون أن المسيح عليه السلام لم يمت ولم يصلب ورفع إلى السماء وسينزل في آخر الزمان. وبالتالي تلقائيا عقيدة الصليب والكفارة باطلة عندهم.

يا قاديانية! لا تخاطبوا المسلمين بهذه الترهات! أتركوا المسلمين! وركزوا في النصارى وبلاد النصارى مبلغين مبشرين وقولوا لهم نريد أن نكسر صليبكم وهذه الخرابيط! ثم عرفوهم على كتب القادياني، وحججكم وأدلتكم وبراهينكم التي لا تستطيع كل الأديان الرد عليها، كلموهم في ديانتكم القاديانية!!!

من هنا تدرك أن الدين المركز على دين آخر هدفه هو، فالفرد القادياني لا يستطيع إقناع النصارى، لأن الدين القادياني مركز على الإسلام والمسلمين!!!  والرافضي لا يستطيع إقناع اليهود والنصارى بدينه لأن دينه الرفض ومركز على الصحابة ودين أهل السنة والجماعة والبراء والعداء من الصحابة وأتباعهم السنة، والولاء لأهل البيت كما يزعمون، فالولاء والبراء مركز جدا جدا جدا عند الرافضة يفوق الوصف.

والنصراني لا يستطيع إقناع اليهودي، لسبب بسيط أن نصوص العهد القديم شيء، ونصوص العهد الجديد شيء آخر، بل النصراني يحار ويتشتت عقله من العهدين.

والدين والمذهب والفكر غير المركز، يحشد بعض أدلته، ثم يستعين بمقارنة الأديان ونقد النصوص المقدسة للمخالف فقط ليقول لأتباعه نحن على حق أنظروا للمخالفين.

والحق أن الإسلام مركز على أشياء كثيرة، من عقائد وشرائع ومعاملات وفقه وفضائل أعمال وعبادات… وينافس كل الأديان والمذاهب والأفكار ويتغلب عليها ونصوصه تواكب كل عصر وزمان ومكان لأنه دين الله الحق، لذلك يركز عليه خصومه لأنه خصم شرس بالنسبة لهم. وفعلا هو كذلك.

رابعا: تخيل أن من يزعم أنه بعث لكسر الصليب يقول والعياذ بالله يقول مخاطبا النصارى: «فقد أحب عليه السلام الصليب من أجل الصدق، واعتلاه كما يعتلي الفارس الشجاع فرسا مطيعا. فكذلك أحب أنا أيضا الصليب لمصلحة الخلق». [ترياق القلوب ٣٦٠]

فهو يخاطب المسلمين بكسر الصليب، ويخاطب النصارى بشيء آخر، عموما هو متناقض ومتقلب ومتغير، وسيراته الطويلة خلال ثلاث عقود جرى بها قصص وأحداث وإصدار كتب فكذب كثيرا جدا يفوق الوصف والخيال فكانت النتيجة أن الله جعل كذبه عليه وعلى جماعته والله لا يهدي القوم الظالمين.

ثم يخاطب القادياني المسلم: إن غلام أحمد القادياني صادق ومن الله، ولم يقتل، وهل الله يدع كاذبا عليه خلال مسيرة ثلاث عقود؟! فتصور ! مع أن كتب القادياني وتراثه يقتله قتلا. ما أهون عدو الله على الله! بسم الله عذت بربي…

ثم هم يستدلون أنهم جماعة واحدة موحدة وهذا يدل على صدقهم وصدق نبيهم! والحقيقة سبب هذا التوحد الظاهر أنهم منظمة وحزب وقيادات ومال ووظائف ولمنع الفرقة كل مخالف بسرعه يتم طرده.

وعلى كل حال العبرة، أن سنة الله في البشر سنوات وراء سنوات وعقود وراء عقود وقرون وراء قرون كافية لتفريق أهل الملل مسلمين وكفار لأسباب دينية ودنيوية.

وخرج كثر من أتباع القاديانية وحاولوا تأسيس جماعة جديدة وهم يحاولون ولم ينجحوا.

هذا مع العلم أن أتباع القاديانية أكثرهم في الهند وباكستان تناسلا وولادة -وبعضهم لاهورية- ولقد قام المسلمون الهنود الأبطال بقمع القاديانية وظهر للهنود تهافتها، وتقوقع القاديانيون واللاهوريون على أنفسهم، وكنت أسمع الهنود يقولون: كيف عربي يعرف لغة القرآن تخدعه القاديانية، هو يقصد أن العجم قد يسهل خداعهم وفيه صواب، لكن الضلال لا يعرف لغة.

والقاديانية تبالغ في دعايتها وتعتمد على الدعاية وتكذب وتخادع وتصور صور خادعة تبالغ في أعدادها تخيل ٢٠٠ مليون!!! والحقيقة أنهم بضع آلاف ومثات هنا وهناك في العالم! وخرج من القاديانية شيوخ حديثا مطلعون، ويقدرون أنهم مليون إلى مليونين. (تخيل هذا مع الولادة والتناسل خلال قرن وثلث.)

ودخلت القاديانية فلسطين منذ قرن، ويقال أن عددهم ألف أو ألفين.

وكل سنة يعلنون عن أعداد مبايعين جدد في العالم نص مليون تقريبا، وهي غير واقعية، وكافية لإنشاء مجتمعات كبيرة، لا نرى منها شيء ومساجدهم التي يبنونها شبه فارغة.

وقبل عقدين خرجت القاديانية في إعلاناتها السنوية أعداد فلكية للمبايعين: ٨١ مليون، و٤٠ مليون و٢٠ مليون ثم تنبهوا أن هكذا أعداد ستجعلهم خلال سنوات أكثر من النصارى والمسلمين ودول كاملة قاديانية ثم الإستمرار على هذا سيجعل الأرض كلها قاديانيين.

خامسا: في دجل وكذب واضح يسخر القادياني والقاديانيون من المسلمين فيقولون ما معناه: أنتم تأخذون بحرفية النص هل المسيح عليه السلام سوف يطوف الأرض يبحث عن الصلبان ليكسرها. 

والرد عليهم: هل قال المسلمون في تفسير "كسر الصليب" أن المسيح عليه السلام سوف يطوف الأرض بحثا عن الصلبان ليكسرها؟! ما قالوه: أنه سيكسر الصليب حقيقة ولم يذكروا كيفية ذلك! فإن القادياني لما أعلن أنه المسيح الذي يكسر الصليب لزم عليه أن يتحدث عن كسر الصليب وكيفية كسره! فكما أن دعوته تافهة متهافتة كانت تفسيراته كذلك. أما نحن المسلمون فلسنا مطالبين بكيفية شيء غيبي ولم ينزل المسيح عليه السلام بعد! وهذا المعنى قاله القادياني في نزول المسيح: «والذين آمنوا من الصحابة بنزوله ما آمنوا إلا إجمالا». [حمامة البشرى ١٨٤] المهم حقيقة كيف لا ندري المهم ستهلك الملل كلها.

غير أن ما يستنتج من النصوص واضح، فإن النصارى يعيشون بين المسلمين منذ مئات السنين ولم يؤمر المسلمون وليس من عادتهم البحث عن النصارى وكنائسهم لكسر صلبانهم، وهذا الأمر يكون عند نزول عيسى عليه السلام وهلاك الملل كله خاصا به. فلا عجب حينها أن تكسر الصلبان والأصنام! والدخول في تفسير كيفية ذلك يدخل في باب الاجتهاد وتأويله الحق عندما يقع.

وليست مهمة المسلمين كسر صليب من حديد أو خشب، المسلم يدعو إلى الله والإسلام ثم النصراني إذا أسلم: يدع صليبه، يلقيه جانبا، يكسره، فهو سيترك هذا الإعتقاد ويبغضه.

سادسا: كيف سيكسر الصليب رجل موال للإنجليز النصارى؟! وهل سيسمح له الإنجليز النصارى بذلك؟! المسألة أن الاستعمار كان يسعى في مستعمراته لتنصير الناس، لأن هؤلاء عندما يتنصرون سيكونون موالين له؟! ومن لا يمكن تنصيرهم يكفي أن يكونوا موالين له عن طريق إنشاء فرق دينية كالقاديانية؟! وبالنسبة للمستعمر أي زعيم ديني له أتباع من مختلف الديانات يقدم الولاء له فهذا يفيده لضمان بقاء سيطرته على البلاد المستعمرة. 

المحور الثالث: قتل الخنزير.

قال القاديانيون: «ومن أغرب الغرائب قول أهل الظاهر في تفسير هذه الألفظ أن المسيح بن مريم يتتبع الخنازير في البراري والأجام ويقتنصها ويطارها ويقتلها شر قتلة، حتى لا توجد في الدنيا ليأكلها أحد. وظاهر أن حمل هذه الكلمات على الظاهر استهزاء بشأن النبوة واحتقار لها، فكيف يجوز لنبي أن يضيع وقته سدى ويقتل الحيوان النجس ويقطع الفلولات والأحراش لذبح الخنازير». [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٧٦]

وقالوا: «المعنى الصحيح، فهو أن المراد من الخترير الرجل الدنيء الخبيث الذي يتشبه بالخنزير في أفعاله وأخلاقه وشيمه». [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٧٦]

وقالوا أيضا: «المراد من قتل الخترير هو أن المسيح الموعود يناظر أعداء الإسلام ويباهلهم ويدعو عليهم ويهلكهم بدعائه». [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٧٨]

الردود:

أولا: يقال للقاديانية: لماذا أخذتم بظاهر "ترك القلاص" ثم نفيتم ظاهر نص مشابه وهو "قتل الخنزير" في حديث واحد ذكر فيه القسم؟!

ثانيا: -جدلا- إن كان أعداء المتنبي القادياني الذي هلكوا بدعائه -حسب زعمكم- يتشبهون بالخنزير، فأفعال القادياني وأخلاقه وشيمه خنزيرية أيضا! سب وشتم ولعن وكذب ودجل وكبائر وشرك وكفر…إلخ. 

ثالثا: قال القادياني: «فأي معجزة يمكن أن تكون أكبر من ذلك. لما كانت مهمتي الحقيقية هي كسر الصليب فبموته تحطم الجزء الأعظم من الصليب لأنه كان مؤيدا لعقيدة الصلب أشد التأييد في العالم كله؛ إذ كان يدعي النبوة ويقول بأن المسلمين كلهم سيهلكون بدعائه وسيدمر الإسلام وتخرب الكعبة، فأهلكه الله تعالى على يدي. إنني متأكد أن النبوءة عن قتل الخنزير قد تحققت بموته بكل جلاء وذلك لأنه ليس هناك أخطر ممن ادعى النبوة كذبا وزورا وأكل نجاسة الكذب كالخنزير. وقد صار معه بحسب قوله هو نحو مائة ألف شخص من كبار الأثرياء، والحق أن مسيلمة الكذاب والأسود العنسي أيضا ما كانا شيئا مذكورا أمامه؛ إذ ما كانا معروفين مثله ولم يملكا ملايين الملايين من الأموال. فيمكنني أن أقول حلفا بالله إنه كان الخنزير نفسه الذي أنبأ النبي صلى الله عليه وسلم عنه بأنه سيقتل على يد المسيح الموعود. لو لم أدعه للمباهلة ولم أدعُ عليه ولم أنشر النبوءة بهلاكه لما كان موته دليلا على صدق الإسلام». [حقيقة الوحي ٤٧١]

وقال: «لقد جاء في الأحاديث أن المسيح الموعود سيقتل الخنزير، كان دوئي هو ذلك الخنزير». [الملفوظات ج٩ ص١٢٤]

فمن هو هذا المسمى بـ دوئي حتى يعد موته تحقيقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ».

رابعا كما قلنا سابقا: نحن المسلمون لسنا مطالبين بكيفية أمر غيبي يحدث في المستقبل ككسر الصليب وقتل الخنزير. وما قالوه: من أن المسيح عليه السلام يطوف في الأرض يبحث عن الخنازير هي خرابيط من عندهم. ثم -جدلا- إذا كان أعداء القادياني ممن يتشبهون بالخنزير يموتون "بدعاء القادياني" فلماذا لا يموت الخنزير بدعاء المسيح عليه السلام كمثال جدلا؟! أو يأمر الله بإرسال الملائك عليه السلام فيقتل الخنزير كمثال جدلا؟! مع العلم أن القادياني يقول أن الملائكة تحرسه، بل يقول أن الله أرسل ملكا دمويا لقتل ليكهرام الهندوسي!

ثم أن الكثير من أعداء القادياني عاشوا بعد أن هلك القادياني. فضلا أن الأدلة تثبت أن القادياني ليس بمستجاب الدعاء انظر : [عشرون دعاء ميرزائيا عكسيا، هاني طاهر]

خامسا: ثم من الطريف إن أعداء القادياني: «وتراءى بعض الناس كالكلاب، وبعضهم كالذئاب، وبعضهم كالخنازير، وبعضهم كالحمير، وبعضهم كالأفاعي يلدغون، وما من حيوان إلا وظهر كمثله حزب من الناس وهم كمثلها يعملون». [الخطبة الإلهامية ٦٣].

وإذا كان الأمر كذلك، فلا خصوصية للخنزير!

سادسا: هناك أقوال أخرى للمتنبي القادياني في قتل الخنزير: «المراد من قتل الخنزير هو قتل من لديهم صفات الخنزير، وسيغلبون يومئذ بالحجة والبرهان، وسيقتلهم سيف الأدلة البينة». [توضيح المرام ٦٦]

فهو هنا يجعل القتل ليس على ظاهره، أو القتل بالدعاء والمباهلة، بل بالحجة والبرهان والبينة!

سابعا: أما هراء القاديانية: «ومن أغرب الغرائب قول أهل الظاهر في تفسير هذه الألفظ أن المسيح بن مريم يتتبع الخنازير في البراري والأجام ويقتنصها ويطارها ويقتلها شر قتلة، حتى لا توجد في الدنيا ليأكلها أحد. وظاهر أن حمل هذه الكلمات على الظاهر استهزاء بشأن النبوة واحتقار لها، فكيف يجوز لنبي أن يضيع وقته سدى ويقتل الحيوان النجس ويقطع الفلولات والأحراش لذبح الخنازير». [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٧٦]

فهناك مثله عند القادياني: «وأمرت أن أقتل خنازير الإفساد والإلحاد والإضلال، الذين يدوسون درر الحق تحت النعال، ويُهلكون حرث الناس ويُخربون زروع الإيمان والتورع والأعمال وقتلي هذا بحربة سماوية لا بالسيوف والنبال، كما هو زعم المحرومين من الحق وصدق المقال، فإنهم ضلوا وأضلوا كثيرًا من الجهال. وإن الحرب حرمت علي، وسبق لي أن أضع الحرب ولا أتوجه إلى القتال. فلا جهاد إلا جهاد اللسان والآيات والاستدلال». [التذكرة ٣٦٥]

فلا يليق بالقادياني أن يضيع وقته بقتل كل الأعداء في العالم بالحجة، والدعاء عليه بالموت مثل دوئي وغيره… كما لا نظن أن القادياني سيجد وقتا لقتل كل هؤلاء الخنازير بالحجة أو بالحراب السماوية! فضلا عن باقي الحيوانات والحشرات والزواحف.

ثامنا: القاديانيون متناقضون فقد ورد في الأحاديث قتل المسيح الدجال وقتل الخنزير وبخصوص قتل الدجال قالوا: «وإن القتل هو القتل الفكري لا المادي، لأن مهمة الأنبياء دينية خلقية إصلاحية، لا سياسية ولا عسكرية». [الجماعة الإسلامية الأحمدية ١٢٧]

ويكذبهم أن داود عليه السلام قتل جالوت وكانت مهمته سياسية وعسكرية: ﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا یَشَاۤء﴾ [البقرة ٢٥١]

ثم هم يزعمون أن ليكهرام قتل بسبب القادياني وفلان مات بسبب مباهلة القادياني، فهم ينفون القتل والموت والهلاك المادي في مواضع، ثم يثبتونه في مواضع أخرى!


أبو عبيدة العجاوي

✴✴✴✴✴✴