كذبات أيمن فضل عودة

كذبات أيمن فضل عودة

كذبات أيمن فضل عودة

لما ثبت أنّ أيمن يكذب، وإنْ أقلّ مِن المرزا أو محمود أو تميم، فقد بات واجبا أن نجمع كذباته حتى يسودّ وجهه، فيُلقى الرعبُ في قلوب الآخرين حتى لا يتجرأوا على الكذب، لعلّ شهادة الزور تتلاشى من هذا العالم، فيحيا بسلام.

الكذبة 1 من كذبات أيمن: زعمُه أنّ المرزا أراد التعبير عن القلّة بقوله "سطران"

يقول:

ليس المراد مما ذكره المرزا من سطرين أو ثلاثة أسطر هو سطران أو ثلاثة حرفيًا بل هو تعبير يراد به قلة الشيء. فقد أُريدَ هنا قلة الجمل والأمثال الواردة في كتبه التي يقال عنها أنها مقتبسة من مقامات الحريري وغيرها. (رسالة إلى نذير قزق وصلتني في 22 أكتوبر 2022)

قلتُ: مع أنّ أيمن قد كذبَ في قوله هذا، لكنه حكَم بكذب تميم أبو دقة الذي قال إنّها سطران حقيقةً لا مجازا. فقد جاء في الكذبة 15 من كذبات تميم قوله: "إنّ الاقتباس محدود بالفعل بسطرين أو ثلاثة في كتاب إعجاز المسيح". (21 يونيو 2017)

وقد رددتُ عليه واستخرجتُ أكثر من سبعين سرقة من الحريري في هذا الكتاب. فاضطر أيمن إلى حيلة أخرى، وهي أنّ السطران مجرد تعبير مجازي يُراد به القلّة.

ودليل كذب أيمن أنّ سرقات المرزا ليست قليلة، بل كثيرة.. وحين نقول لزيد: لقد سرقتَ ألف دينار، فقال: سرقاتي ديناران أو ثلاثة، فلا يدافع المحترم عن زيد بقوله: إن سرقاته قليلة، لأنّ السرقة جريمة حتى لو كانت دينارا واحدا. ثم ننظر لنرى حجم هذه السرقة؛ هل سرق مبلغا كبيرا أم دينارين اثنين؟ ننظر لنرى إن كان صادقا في زعمه أن سرقته بهذا الحجم.. فإنْ رأيناها مائة دينار، فنقول: لقد سرق وكذب، ونقول لمن دافع عنه: لقد كذبتَ حين زعمت أنّ سرقته قليلة، لأنها بلغت مائة دينار. ونقول: لقد أجرمتَ حين بررتَ السرقة القليلة. فالسرقة مدانة في كل حال.

الخلاصة أنّ أيمن قد كذبَ حين زعم أنّ المرزا قصد أنها قليلة، وكذبَ حين زعم أنّ سرقات المرزا قليلة. فالمرزا قصد أنها سطران حقيقةً، كما قال تميم، ولكنها كثيرة جدا جدا، كما قلتُ وبينتُ، حيث استخرجتُ أكثر من سبعين سرقة من الحريري في هذا الكتاب وحده.

...................................................................

الكذبة 2 من كذبات أيمن: زعمُه أنّنا إذا قلنا إن المرزا سارق فكل الكتّاب سارقون

يقول: "لو اعتبرنا ذلك سرقة لتحول -على هذا الأساس- كلامُ كل إنسان سرقةً من الحريري أو من كتب أخرى، بل لعُدَّت مقامات الحريري نفسها سرقة من كتب سابقة". (مقال في 17 ديسمبر 2018)

قلتُ: كذبَ أيمن، فحين يقول المرزا مثلا:

وكان صاحب الدُّور المنجّدة، والقصور المُشيّدة... وكان يلبس الديباج، ويركب الهِمْلاج... ويفترش الحشايا بالعشايا... فعاد الهِمْلاجُ قَطُوفًا ، وانقلب الديباج صوفًا... وارتضع من الدهر ثديَ عقيمٍ، وركب من الفقر ظهرَ بهيمٍ. (الاستفتاء، ص 91-92)

وننظر فنرى هذه الفقرة موجودة في الهمذاني في قوله:

وَالدُّورِ المُنَّجَدَةِ، والقُصُورِ المَشَّيدَةِ... وَرَكِبْنَا الهِمْلاجَ، وَلَبِسْنَا الدِّيبَاجَ، وَافْتَرَشْنَا الحَشَايَا، بِالعَشَايَا... فَعَادَ الهِمْلاَجُ قَطُوفاً، وانْقَلَبَ الدِّيَباجُ صُوفاً... فَهَا نَحْنُ نَرْنَضِعُ مِنَ الدَّهْرِ ثَدْي عَقيمٍ، وَنَرْكَبُ مِنَ الفَقْرِ ظَهْرَ بَهِيمٍ. (المقامة البخارية، الهمذاني)

فلا نجد محترما في العالم كله يفعل مثل ذلك، ولا رُبع ذلك.. أما أيمن فيقول: "إذا اعتبرنا ذلك سرقةً تحوَّلَ -على هذا الأساس- كلامُ كل إنسان سرقةً من الحريري"!

كيف هذا؟ بل نعتبر ذلك سرقة، ولن يتحوّل كلام الناس إلى سرقة من الحريري أو غيره. فهل تعثر في مقال أحد من الناس على فقرة تشابه فقرةً كتبها أحد قبله كما تتشابه فقرة المرزا وفقرة الهمذاني؟! كلا، لن تعثر.. وإذا عثرتَ، جدلا، اسودَّ وجه هذا السارق إلى الأبد. ونتحدّاك أن تعثر.

...................................................................

الكذبة 3 من كذبات أيمن: زعمُه أنّ الحريري سارق مثل المرزا!

يقول: "إن الأمثال والتعابير التي استخدمها الحريري هي التعابير نفسها التي كان العرب يستخدمونها قبل الحريري أيضا، إنما جمع الحريري هذه الأمثال والتعابير العربية التي كان العرب يستخدمونها قبله واستخدمها في مقاماته. (مقال في 17 ديسمبر 2018)

قلتُ: كذبَ أيمن، فالحريري هو مبتكر مقاماته. أما الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال السائرة الواردة في مقاماته، فهي اقتباسات. والاقتباس ليس سرقة، لأنّك حين تقتبس تذكر مصدر العبارة، إلا إذا كانت معروفة للناس كافة. فعبارات الهمذاني في كذبة أيمن رقم 2 –مثلا- من ابتكاره ولم يأخذها من أحد قبله، إلا أن يكون سرقها عن مجهول لا يعرفه أحد في العالم. ولو فعل، فهو سارق، حتى لو كانت عبارة واحدة.. لكننا نقول في هذه الحالة: لقد سرق فقرة واحدة. ولا يستحيل أن يكون الحريري أو غيره قد سرق بعض العبارات أو بعض التراكيب، لكنه عموما مبدعٌ عباراتٍ بلغت الذروة في الحُسن والجمال، وإنْ كان مضمونها ليس بذاك. ولا يقال إنه مجرد جامع!! ولا يقال إنّه ليس هنالك مبدع!! ولا يقال إنه ليس هنالك من أديب إلا وقد أخذ العبارات التي كان العرب يستخدمونها قبله!! فواضح أن أيمن يكذب.. ولو عرَضَ فقرات المرزا على مَن نظر جيدا في الحريري والهمذاني لعرف من توِّه أنّ المرزا سارق. أما لو عرض فقرات المنفلوطي مثلا، فلن يقول الناس إنه قد سرقها من الحريري، بل قد يقال: لقد تأثر بفلان أو بعلاّن. والتأثّر لا حَيدةَ عنه.

هاني طاهر 22 أكتوبر 2022