قوله تعالى: أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ

قوله تعالى: أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ

محمد رشاد وزيري

{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَة...} هودً

- يستدل الأحمديون بهذه الاية فيقولون : الذي علي "بينه" هو نبينا محمد و يأتي بعده صل الله عليه وسلم "شاهد" يشهد على صدقه وقد وصف بأنه منه أي تابع له وهو الميرزا غلام أحمد

- اولا ..

هل كان الميرزا يعلم بوجود هذه الآية

هل استخدمها الغلام كـ دليل علي

صحة بعثته

الجواب : طبعا يعلم بوجودها ولكنه لم يقول بدلالتها علي نبوته..

..اذن الاحمديون الذين يستدلون بها يكذبون و يدينون الميرزا، ويشهدون بـ عدم علمه بهذه الآية.. هذا اولا

- ثانيا ..

نعلم ان الميرزا لا يقبل بالدليل الا اذا كان قطعي الدلالة قطعي الثبوت اي ان الآية لا تحتمل تفسرا آخر

فـ هل هذه الآية قطعية لا تحتمل الا التفسير الذي قال به الاحمديون ام لها تفسيرات اخري اقوي واكثر منطقية ؟

الاجابة… ليست قطعية ولايصلح الاستدلال بها على نبوة الغلام لأنها ظنية الدلالة والظن كما قال الميرزا لا يغني من الحق شيئا

ثالثا -تفسير الآية عند اكابر الصحابة :

﴿ أفمن كان ﴾ يعني: "النَّبيَّ "صلى الله عليه وسلم

﴿ على بينة من ربه ﴾ بيانٍ من ربِّه وهو "القرآن"

﴿ ويتلوه شاهد ﴾ وهو "جبريل" عليه السَّلام

﴿ منه ﴾ من الله عز وجل يريد أنَّه يتَّبعه ويؤيِّده ويشهده

﴿ ومن قبله ﴾ ومن قبل القرآن

﴿ كتاب موسى ﴾ "التَّوراة" يتلوها أيضاً جبريل عليه السلام

﴿ إماماً ورحمة ﴾ يعني أنَّ كتاب موسى كان إماماً لقومه ورحمة

رابعا : أن العلماء فسروا الآية على عدة اوجه فمنهم من قال إن الشاهد هو جبريل عليه السلام منهم من قال أنه علي ابن ابي طالب ومنهم من قال أنه محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال أنه لسان محمد ...الخ اذا الآية تحتمل عدة معاني وكما نعرف أن الاحتمال لا يقوم به الاستدلال في الفروع فما بالك في الأصول(كالنبوة).

خامسا : لا يوجد من العلماء من قال إن الشاهد في هذه الآية هو المسيح الموعود نزوله في آخر الزمان وهذا يعني أن كل كلامهم هو مجرد هرطقة بدون دليل و الميرزا غلام نفسه لم يستشهد بهذه الآية على نبوته مما يدل أن هؤلاء القوم لا حجة لهم على هذا الكلام .

سادسا : هؤلاء القوم حين تكون غايتهم التدليس لا يتوارون عن فعل أي شيء لكي يحاولوا إثبات كلامهم الفارغ ولذالك تراهم يستدلون ببعض الايات لكي يثبتوا أن معنى(يتلوه) في الآية هو المتابعة والبعدية ،ولكن هل هذا هو المعنى الوحيد ؟ وهل هذا اللفظ جاء بمعنى آخر في القرآن ؟

وماهو قولكم في الآية(واتبعوا ما تتلوا الشياطين)

ولماذا لا يكون المعنى من تلا القران يتلوه تلاوة ؟ وما معنى يتلو في هذه الآية (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ).

سابعا: لو سألنا اي المعنيين اصوب في هذه الآية هل جاء لفظ "يتلوه " بمعنى البعدية أو بمعنى التلاوة ؟

الجواب من جهتنا فبالإضافة الى تفسير الصحابة كعلي ابن ابي طالب وابن العباس نقول ان يتلوه جاءت بمعنى التلاوة بقرينة واضحة وهي قوله تعالى (ومن قبله كتاب موسى ) ولم يقل من قبله "موسى " فهذا دليل على أن الكلام عن التلاوة والقرأة وليس على شيء آخر.

اخيرا : نقول إذا كان المعنى في هذه الآية أنه سيأتي رجل يشهد على صدق الاسلام في آخر الزمان فهذا يعني أن الإسلام والقرآن بقي بدون شاهد طيلة ١٣ قرننا فلم يشهد الصحابة والتابعين له ولم يكفي الاعجاز والبرهان والتحدي الذي جاء في القرآن ليشهد الناس أنه كلام الله الى أن جاء القدياني فشهد له .