قصةُ نجاة الأخ مصطفى عبد القادر من الأحمدية..

قصةُ نجاة الأخ مصطفى عبد القادر من الأحمدية..

قصةُ نجاة الأخ مصطفى عبد القادر من الأحمدية.. قصة ممتدة إلى 15سنة

تحيه خالصة .... اسمي مصطفى عبد القادر عراقي من اهالي بغداد. ابلغ من العمر ٣٤. عاما. نشأت في عائله سنية من الطرفين ونشأت في عائلة ملتزمة. امي على الاقل كانت ملتزمة. ابي رحمه الله لم يكن كذلك. باحتلال بغداد وظهور ظاهرة الارهاب شيئا فشيئا والكثير يستند منها الى خلفيه دينية بحتة سبَّب لي شكوكا قويه في ديني. فالوضع كان مزريا للغاية. وفي نفس الوقت كان عندي صديق مسيحي كان يشرح لي عن عقيدة الفداء والتجسد والمحبة والخ. مما سبب تاثرا كبيرا لدي بافكاره. حينها لم اكن اعرف بالتوك paltalk او اي شي. شيئا فشيئا. تمكنت هذه الافكار من ان تجد طريقا لها في عقلي. قبل قلبي. الا انني آثرت التكتم. فكانت وجهة نظري اني ولدت لعائلة مسلمة ولا داعي لتغيير المعتقد امام الناس لانه قد يستفزهم وقد يسبب لي مشاكل جسيمة.

في خضم هذا الاعصار الفكري المدمر. اضطررت الى ترك بلدي بسبب سوء الاوضاع و تركت الدراسة فترة. ثم اضطررت الى العودة لها بعد ترك سنوات ٣. كنت محطما. الا انني كنت اتمنى ان التقي بشخص يثبت لي ان افكار المسيحيه خطأ وان الاسلام حق. ولكن للاسف كنت اتصور ان حجة المسلمين باهتة وداحضة.

في خضم صيف عام ٢٠٠٩. وجدت بالصدفة ثلة من الاشخاص كان يعلوهم نور رباني. قد تعلقتُ بهم بمجرد ان رايتهم كانوا يناقشون شخصا مسيحيا على قناتهم. وكان كلامهم مقنعا جدا. فعكفت على متابعة القناة وكان اكثر ما بريحني في القناة هو طيبة هذا الرجل السبعيني والنور الذي يبدو على وجهه والذي اكتشفت انه يدعى مصطفى ثابت. مما حفزني ان ابحث عن هذا الاسم عبر الانترنت فوجدت وفوجئت بهجوم كاسح عليه لاسباب لم اعرفها. لم يكن يهمني كل هذا. فهولاء الثله قد احيبت حذوة الاسلام بقلبي من جديد بعد ان ماتت. وكنت احبهم جدا اكثر من اي قريب لي وفي مساء احد الايام فتحت فديو من الفديوات الذي كان متحاملا على مصطفى ثابت وسمعته يقول انه يقول عن مؤسس جماعتهم انه نبي فذهلت وصعقت. معقول هذا الشخص الذي اعجبت به وهذه الجماعة التي كنت ارتاح نفسيا عندما انظر الى وجوههم يطلع يتبع متنبي كمسيلمة. حينها دخلت في حزن شديد. كيف الجماعة التي بعثت الاسلام بداخلي تكون مهرطقة؟

الا انني قلت لا بأس يجب ان اسمع لهم واسمع حججهم واحكم فاصبح لدي فضول ان انقب في موقعهم وارى ادلتهم. ففوجئت لاني وجدتهم جماعة مسلمة تومن بالله ربا والقران كتابا ومحمد ص نبيا. وانما لديها تاويلات مختلفة عن باقي المسلمين. وفوجئت بالقصائد الجميلة التي سمعتها عن الامام المهدي والمسيح كما يصفونه. وكنت اسمعها وابكي. لا اعلم ربما تكون هذه امور نفسية واسقاطات نفسية لان هذه الجماعة هي من اعادتني الى جادة الحق. حينها ازددت تبحرا في كتاباتهم وفي تفاسيرهم التي وجدتها جميلة. الا انه كانت هنالك معضلة كانت تحول بيني وبين الاحمديه وهي مسالة النبوة فقد كانت هذه مسألة حساسة فاثبات نبوة لشخص بعد محمد ص اشبه بالدخول بدين جديد. كان هذا الموضوع صعبا وليس هينا. الا انني بالمزيد من القراءة والاستماع الى المناظرات ايقنت ان هذه الجماعه هي على الحق. حينها كنت مولعا ان ابحث عن كتب شخص كنت عندما اراه اشعر براحة نفسية للغاية. كان رجل بنهاية الثلاثينات او ببدايه الاربعين وكان يدعى هاني طاهر. وبمجرد اني راجعت ونقبت عنه بالجوجل فرايت ان له مدونة كان يكتب فيها مقالاته. فسحرت وليس فقط اعجبت بهذه المقالات الجميلة التي تعالج ظاهرة التطرف والارهاب. ازداد حماسي للقراءة لهذا الشخص اكثر فاكثر. مما ادى بي الى قراءة كتبه الالكترونيه التي كانت متاحة. وهي:

ماذا تنقمون منا

تنزيه القرآن عن النسخ والنقصان.

علاقة السنة بالقران.

الجهاد والعلاقات الدوليه في الاسلام

فقراتها جميعا وأُفحمت بها ليس فقط اعجبت، الى درجة صرت اعتبر عمري كله بلا قيمة قبل ان اقرا هذه الكتب القيمة.

وفي مساء احدى ايام شهر ١٠ عام ٢٠١٠. قرات في احدى كتب هاني طاهر عنوان ايميله الالكتروني. وكان هذا الكتاب من سنة ٢٠٠٠. فقلت هل يعقل ان يكون هذا ايميله هو نفسه بعد عشر سنوات؟ فقلت يجب ان اجرب. فهرعت كالمجنون وارسلت له رساله الكترونيه احكي له قصتي واعبر له عن شكري وامتناني وما يختلج في صدري. وللتو اجابني برسالة رحب بي جدا جدا. وعبر عن فرحته لي لاني اصبحت مومنا بالجماعة فنشأت بيننا صداقة. حينها كنت اراسله دوما. لاساله عن امور. وكان يجيبني على الفور ولا يبخل عليّ باي معلومة. حتى انني كنت بعض المرات احكي له عن امور شخصيه لا علاقة له بالاحمديه. كان هاني طاهر بالنسبة لي مقدسا، وكذلك الاحمديه بصورة عامه لانها جماعة اعادتني الى صوابي. وكنت ممتنا لهم جدا جدا. لدرجة انغماسي بمراسلات مع استاذ هاني طاهر حتى كانت والدتي تسأل -لانها كانت ترى بعض الايميلات من هاني طاهر- مَن هو هاني طاهر هذا؟ فكنت لا اجيب. لاني كنت اعلم ان افكار والدتي متعصبه حينها ولو اخبرتها ربما تحصل مشكلة.

اما والدتي. فحاولت ان. احكي لها عن الاحمديه كمقدمة. لم اقل لها انه نبي ولم اقل لها. امور معقدة. بل امور بسيطة. فما كان منها الا ان اخذت بالضحك. وقالت لي. مصطفى ترة هاي خرابيط. فاصبح عندي احباط. اذ هي رفضت الاشياء البدائيه فكيف ستقبل الامور الاخرى كالنبوة وعقوبة الردة. والتفاسير المخالفة. حينها قررت ان لا اخبر احدا بامر الاحمديه مطلقا وقررت بل عزمت على البيعة لخليفة هذه الجماعة الذي يقطن لندن باقرب وقت.

هنا بدأ صوت في داخلي يكلمني قائلا: لي عليك ان تتريث يا مصطفى ولا تستعجل. تاكد. ثم بايع. فوجدت ان هذا الصوت الداخلي مقنعا جدا فالدين ليس لعبة نغيره وقت ما اعجبنا فيحب ان نكون متاكدين من صحة المعتقد الذي سننتقل له. قبل ان ننتقل كان. كان هنالك حاجز يمنعني من البيعة لم اعرف ما هو. مع العلم كنت. في هذه المرحلة قد عملت صداقات مع احمديين وكنت اتواجد في غرفتهم على البالتك دائما. وكنت اشارك كما لو انني احمدي.

وفي هذه المرحلة بدات اتعرف على افراد غرفة الانتي احمديه [خصوم الأحمدية] الذين كان شغلهم الشاغل بث الشبهات عن الأحمدية، وكان يشرف عليها اناس مثل ورد ورد وشخص يدعى ابو المساكين وشخص يدعى المسكاوي. كانت نظرتي النمطية بانهم مدلسون يفترون على الجماعة. الا انني عندما كنت ادخل غرفتهم كان اسلوبهم لطيفا مع الاحمديين. مما كان يثير شكوكي. فكنت آتي كل يوم بشبهة من غرفة الانتي. لاطرحها في غرفة الاحمدية لكي يحصل عندي راحة البال. في هذه الفترة كنت احب الاحمديه ورموزها واستاذ هاني طاهر خصوصا مثل حبي لاهلي. لا اقبل واحد يشككني بهم. فكنت دائما اتي بالشبه من غرفة الانتي لادرجها في الغرفة. حينها كان الاستاذ الذي اسمه البينة يجيبني عن كل تلك الشبهات مشكورا. الا ان البعض شك بي وتصوروني جاسوسا بالغرفة ولكن اكثر الاحمديين كانوا اناسا طيبين ولطفاء. لم يزعجني احد منهم يوما ما.

. في تلك الفترة اثقلت على استاذ هاني طاهر جدا. فكنت ابعث له كل يوم برسالة وشبهة معينة وكان يجيبني. ومضت سنتان منذ خطابي الاول معه ولم. ابايع للآن

كانت هنالك ظاهرة. مثيرة للاهتمام لاحظت ان. غرفه الاحمديه لا تجرؤ وتتهرب من اجراء مناظرات مع الأنتي . وكان اي شخص يدخل من الانتي. ويتكلم وتعلو حجته. يقاطع على الفور ومن الادامن [مسؤولي الحوار] ويطلبوا منه ان يبقى في الموضوع

هذا الامر اثار الشكوك والتشاولات. وفي يوم ما. ارسل لي. استاذ هاني رسالة شجعني بها على استعجالي بالبيعة لاني سوف اندم فهذه الجماعة هي جماعة خير. وانا انسان طيب. فلا داعي للكثير من التسويف. فوعدته اني سابايع باقرب وقت. ولكن الصراحة كان حاجز يمنعني من البيعة رغم دفاعي المستميت عنهم وعن افكارهم وكنت اعتبر نفسي احمدي اكثر من اي احمدي اصلا. ولكن للآن لم استطع تفسير هذا الحاجز النفسي الذي كان يمنعني من البيعة. مع مرور الايام وازدياد الشبهات اكثر فاكثر. انتبهت لوجود تناقضات وامور لا يمكن تفسيرها ابدا ولا الدفاع. عنها. منها مسالة اقتباسه من الحريري والهمداني. حينها ارسل لي استاذ هاني تبريرا رأيته واهيا جدا. لم اقتنع به مع تعلقي العاطفي بشخصه الذي كنت اعتبره اخي الاكبر بلا منازع. قال لي. نعم اقتبس، لكنه اضاف واجاد وابدع. فقلت في نفسي ان كان هو قد علم. اربعين الف جذر في ليلة واحدة فلماذا يقتبس. فكانت تلك هي بدايه شكوكي في هذه الجماعة. وهنالك شي اخر. انتبهت لوجود تشابه كبير بين البهائيه والاحمديه. حينها اجابني استاذ هاني ان البهائيه هي من اقتبست هذا الكلام من الاحمديه. فوافقته. ولكني داخليا لم اكن مرتاحا. كنت ارى ان هذه الجماعتين كان مؤسسهما واحدا وكانهما نفس النحلة حملت اسمين مختلفين. حينها كنت اعتبر هذه الامور وساوس وكنت اقاومها ولكن في النهاية كنت اجدها منطقية. للغاية.

ووجدت امور كثيرة بعيدة عن المنطق. مرة حضرت حوارا بين احمدي وبين سلفي. وكان الموضوع عن تناقضات الميرزا في ادعاءه النبوه فصعقت بوجود تناقضات واضحة. فرد البينة. وهو مدير الغرفة حينها قائلا المسيح الموعود كان يتصور نفسه مجددا ولم يعلم انه نبي الا عندما اطلعه الله على ذلك وكان دلك عام ١٩٠١. !!!! حينها رد السلفي بنوع من التهكم الخفيف. يا سيدي هل يعقل ان هنالك نبي يعرف انه نبي قبل وفاته بسبع سنوات. حينها لا اراديا ضحكت مع العلم اني كنت اكره السلفيين جدا.

كانت الشبهات تتراكم علي يوميا. ويزداد شكي بالاحمدية يوما بعد يوم. الا انني كنت اعتبرها. وساوس حينها

ووجدت ظواهر كثيرة. لم تعجبني مثلا تقديس الاحمديين للخليفة. المبالغ به جدا. فلم احس للحظة انه امام جماعة مبعوث رباني. هل كان الصحابه يقدسون عمر وابو بكر بهذه الطريقة المهينة. كنت ارسل رسائل لاستاذ هاني وهو يبرر كالعادة واتظاهر باني مقتنع. ولكن. داخليا كان هناك عدم رضى وعدم اقتناع. وجدت ان الاحمديين اناس عاديين جدا. بل اقل من العاديين فمثلا اهل الكبابير لا تلبس نساءهم الحجاب على الغالب ومن هي محجبه منهم تلبس الحجاب كيفما اتفق. بل وجدت ان هنالك زوجات لمسوولين في جماعة فلسطين في الكبابير غير محجبات اصلا. فتسائلت في نفسي وقلت. الفرقة الناجيه وفرقة البعثه الثانيه تكون متميزة بالتدين هل يعقل ان يكون تدين الانسان العادي اكثر من تدين هولاء !!!!

في شهر ٢ عام ٢٠١٣. واثناء تصفحي للانترنت وجدت فيديو صعقني صعقا. وكان هو القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون بالنسبة لي. وجدت فيديو للاستاذ جليل كما كان يسمي نفسه وهو استاذ محمد عبد المجيد يعلن تركه للاحمدية. فذهلت لان هذا الشخص اعرفه وكان مخلصا جدا للجماعة بل كان يحاور في غرفة صوت البشارة للحوار مع المسيحيين لخبرته في الكتاب المقدس. سمعت الفديو وكان يشرح عن اسباب ردته. التي رايتها وجيهه. بحياديه وصراحة. تكلم عن تناقضات الميرزا بدعواه النبوة. وتكلم ان الخليفة لا يعلم من العربيه اي شي واصغر طفل مسلم حتى غير عربي ربما يعرف يقرأ القرآن افضل منه وامور كثيرة وكثيرة. كان هذا الفديو بمثابة صدمة كبيرة جدا لي لاني كنت اعتبر هذه الجماعة. بوابة الاسلام الصحيح وبعد سماع هذا الفديو قررت ان اعيد حساباتي بصدقها.

فانقطعت عن مراسلة استاذ هاني طاهر لاني لا اريد ان اكذب على احد وكنت استحي ان اقول له اني اكتشفت ان الاحمديه ليست صوابا بعد كل الجهد الذي كان يبذله معي للرد على رسائلي. وتعرفت على جروب في الفيس بوك من مثقفي الانتي احمديه متخصصين في محاورة الاحمديين كان منهم الاخ سلطان الركيبات وغيره. وكان سلطان الركيبات حجته واضحة وقويه بل كان له سوال يتضمن عشر تناقضات واضحة بين اقوال الموسس وكلام الجماعة لا حل له وكل الناس كان يتهرب من هذا السوال

حينها شبه تاكدت ان هذه الجماعة ليست الا وهما ضيعت فيه وقتي، وقررت ان اترك البحث عنها واترك تضييع وقتي بحثا عنها. فالحق ابلج والباطل لجلج كما يقولون. ومنذ ذاك الوقت اي من عام ٢٠١٤. لغاية ٢٠١٦. لم اتابع اي اخبار عن الاحمديه بل شبه نسيتها وعشت حياتي بشكل طبيعي. الا انني للامانه كنت انظر اليها كامر فيه شبهة،فممكن يكون صح وممكن وعلى الاكثر يكون لا. ولكن بعد ظهور استاذ هاني عام ٢٠١٦. في فديو مفاحىء ليعلن تركه اصابني الذهول والشغف والفضول لمتابعة الامر اكثر فاكثر فتيقنت ان ميرزا غلام احمد ما هو الا كذاب قد نبأ عنه سيدنا محمد ص قبل اكثر من ١٤ قرنا. وتاكدت ان جماعته اما ناس طيبين موهومين او اناس منتفعين مضللين. واشكر الله الذي رزقني وشرفني بمتابعة استاذ هاني على صفحتي دائما ومراسلته دائما والتحدث معه دائما. واسأل الله ان يجمعني الله يوما به لكي اراه وحها لوجه. والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.

مصطفى عبد القادر في 25 آب 2020


.......................................................................

.......................................................................

.......................................................................

.......................................................................

.......................................................................

.......................................................................

ملحوظة 1:

توضيحا لقول الأخ مصطفى عن سؤاله إياي بخصوص سرقات الميرزا، فقد عدتُ إلى البريد الإلكتروني فعثرتُ على رسالة في 27 مايو 2012 نقلتُ فيها ردّ الميرزا الطويل على هذه القضية، والذي لم أكن أعرف أنه كله كذب؛ لعدم معرفتي ببعض المعلومات التي اطلعتُ عليها لاحقا، ولعدم تركيزي في عباراته جيدا.

فيما يلي فقرة من قول الميرزا الذي نقلتُه:

"1: كل ما أدّعيه هو أنني قد أوتيتُ معجزةَ القدرةِ على الإنشاء بالعربية تأييدًا من عند الله تعالى، لكي نكشف للدنيا معارف القرآن وحقائقه بهذا الأسلوب أيضًا، ولكي نسخّر ذلك الاحتراف البلاغي الذي كان قد راج في الإسلام بشكل خاطئ مشين، ونجعله خادمًا لكلام الله العزيز. فما الجدوى من إنكار هذه الدعوى ما لم يكتبوا بمثل ما كتبناه.... 2: إنّ الذين قد خلفوا آلافًا من الصفحات من كتاباتهم البليغة، مِن الظلم أن ننكر بعد ذلك كفاءاتهم الثابتة لمجرد ورود بضع جمل أو فقرات في كتبهم توجد عينُها أو مثلها في مصدر آخر أيضًا.... 3: فكيف يمكن لإنسان أن يُعِدّ كلّ هذه الكتب العربية التي تفيض بدقائق المعاني وشتى المعارف والحِكم بدون أن يعطَى بسطةً كاملة في العلم. هل أعدّ كل هذه الكتب العلمية مما سرقه من مقامات الحريري والهمذاني؟ ومتى تتوفر في مقاماتهما ما ذكره في كتبه من معارف الدين ودقائق القرآن التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى؟.... 4: لقد أعلنّا مرارًا وتكرارًا أن تعالَوا نبارزْ في تأليف كتيب بالعربية، ثم نحتكم إلى علماء العربية، فلو ثبت أن كتيبكم هو الأفصح والأبلغ فإن دعواي ستُعتبر باطلةً تمامًا". (نزول المسيح)

فيما يلي كذبات الميرزا في هذه الفقرة:

1: قوله: كل ما أدّعيه هو أنني قد أوتيتُ معجزةَ القدرةِ على الإنشاء بالعربية تأييدًا من عند الله تعالى، لكي نكشف للدنيا معارف القرآن وحقائقه بهذا الأسلوب أيضًا، ولكي نسخّر ذلك الاحتراف البلاغي الذي كان قد راج في الإسلام بشكل خاطئ مشين، ونجعله خادمًا لكلام الله العزيز". (نزول المسيح)

وهذا كذب واضح، فالميرزا ادّعى أكثر من ذلك، حيث ادّعى أنه "عُلّم 40 ألفا من اللغات العربية"، بل ينسبون له أنّه زعم تعلّمها في ليلة واحدة. فالادعاء أكبر بكثير مما زعمه في هذه الفقرة.

والكذبة الثانية أنه لم يكشف للدنيا معارف القرآن وحقائقه بهذا الأسلوب، ونتحدى الأحمديين أن يأتوا بمعارف جديدة وردت في كتب الميرزا العربية ولم ترِد عند أحد قبله، وإذا خطر ببال أحدهم أن يأتي بشيء نافع أمطرناه بخرافات الميرزا في هذه الكتب.

ويتابع قائلا: فكيف يمكن لإنسان أن يُعِدّ كلّ هذه الكتب العربية التي تفيض بدقائق المعاني وشتى المعارف والحِكم بدون أن يعطَى بسطةً كاملة في العلم. هل أعدّ كل هذه الكتب العلمية مما سرقه من مقامات الحريري والهمذاني؟ ومتى تتوفر في مقاماتهما ما ذكره في كتبه من معارف الدين ودقائق القرآن التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى؟ (نزول المسيح)

نتحداهم أن يثبتوا أنّ كتب الميرزا العربية تفيض بدقائق المعاني وشتى المعارف والحِكم.

وحين نتحدث عن السرقة من الحريري فلا نقصد سرقة الأفكار، فالحريري ليس لديه أفكار سوى التحذير من الاحتيال، لكننا نتحدث عن سرقة التراكيب اللغوية، فإجابته هنا تدلّ على بلاهته.

الكذبة الثالثة: قوله: إنّ الذين قد خلفوا آلافًا من الصفحات من كتاباتهم البليغة، مِن الظلم أن ننكر بعد ذلك كفاءاتهم الثابتة لمجرد ورود بضع جمل أو فقرات في كتبهم توجد عينُها أو مثلها في مصدر آخر أيضًا. (نزول المسيح)

ومعلوم أنّ الميرزا لم يخلف آلاف الصفحات في العربية، بل هي 22 كتابا معظمها صغير جدا لا يزيد عن عشرين صفحة. فمجموع صفحاتها كلها قد لا يزيد عن 700 صفحة.. ثم إنّ مواضيعها متشابهة ومكررة غالبا، مثل وفاة المسيح وتحقق علامات الساعة، فخلاصتها لن تتجاوز عشرات الصفحات.

والأهمّ أنّ حجم السرقات مذهل في هذه الكتب، وليس بضع جمل. فقوله: "ورود بضع جمل أو فقرات في كتبه" ذروة الكذب، بل كلّ التعبيرات الجميلة مسروقة. وما تبقى فهو ركيك.

والكذبة الرابعة قوله:

"لقد أعلنّا مرارًا وتكرارًا أن تعالَوا نبارزْ في تأليف كتيب بالعربية، ثم نحتكم إلى علماء العربية، فلو ثبت أن كتيبكم هو الأفصح والأبلغ فإن دعواي ستُعتبر باطلةً تمامًا". (نزول المسيح)

والحقيقة أنه ظلّ يهرب ممن يأتيه للمناظرة وللمبارزة؛ فقد هرب من بير مهر علي الغولروي، وهرب من ثناء الله الأمرتسري، وغيرهما.

ملحوظة 2:

كنتُ في ذلك الوقت أظنّ أن الميرزا لم يسمع بالبهاء، لأنه لو سمع به فلا بدّ أن يرد عليه ويفنّد دعواه في كتب، لا في كتاب واحد. ولكن تبين لي لاحقا أنّه قد سمع به، بل هرب من مناظرة أحد البهائيين، وتبيّن أن الميرزا ليست له قضية سوى مصلحته.

#هاني_طاهر 25 آب 2020